سلسلة لقاء الباب المفتوح-105a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير سورة الكوثر .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء الخامس بعد المائة من لقاء الباب المفتوح، الذي يتم في يوم كل خميس من كل أسبوع، وهذا الخميس هو الخامس والعشرون من شهر جمادى الأولى، عام ستة عشر وأربعمائة وألف.
نبتدئ هذا اللقاء بالكلام على ما تيسر على سورة: (( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )):
هذه السورة قيل: إنها مكية، وقيل: إنها مدنية.
والمكي: هو الذي نزل قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، سواء نزل في مكة أو في المدينة أو في الطريق في السفر يعني، كل ما نزل بعد الهجرة فهو مدني وما نزل قبلها فهو مكي، هذا القول الراجح من أقوال العلماء.
يقول الله عز وجل مخاطباً النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ )): والكوثر في اللغة العربية: هو الخير الكثير، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه الله تعالى خيراً كثيراً في الدنيا والآخرة، فمن ذلك: أنه النهر العظيم الذي في الجنة والذي يَصُب منه ميزابان على حوضه المورود صلى الله عليه وسلم، ماؤه أشدُّ بياضاً من اللبن، وأحلى مذاقاً من العسل، وأطيب رائحة مِن المسك، وهذا الحوض في عرصات القيامة يرده المؤمنون من أمة النبي صلى الله عليه وسلم، وآنيته كنجوم السماء كثرة وحُسناً، فمن كان وارداً على شريعته في الدنيا كان وارداً على حوضه في الآخرة، ومن لم يكن وارداً على شريعته فإنه محروم منه في الآخرة، نسأل الله أن يوردنا وإياكم حَوضه، ويسقينا منه.
ومِن الخيرات الكثيرة التي أعطيها النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا: ما ثبت في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأُعطيت الشفاعة، وأُحلت لي المغانم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ): هذا من الخير الكثير، لأن بعثه إلى الناس عامة يستلزم أن يكون أكثر الأنبياء أتباعاً وهو كذلك، فهو أكثرُهم أتباعاً عليه الصلاة والسلام.
ومِن المعلوم أن الدالَّ على الخير كفاعل الخير، والذي دلَّ هذه الأمة العظيمة التي فاقت الأمم كثرة هو محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فيكون للرسول عليه الصلاة والسلام مِن أجر كل واحد من أمته نصيب من الأجر، ومن يحصي الأمة إلا الله عز وجل.
ومن الخير الذي أُعطيه في الآخرة المقام المحمود، ومنه الشفاعة العظمى، فإن الناس في يوم القيامة يلحقهم من الكرب والغم ما لا يطيقون، فيطلبون الشفاعة فيأتون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم فيقوم ويشفع، ويقضي الله تعالى بين العباد بشفاعته، وهذا مقام يحمده عليه الأولون والآخرون، داخل في قوله تعالى: (( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً )).
إذاً الكوثر يعني: الخير الكثير، ومنه النَّهَر الذي في الجنة، فالنهر الذي في الجنة هو الكوثر لا شك، ويسمى كوثراً لكنه ليس هو فقط الذي أعطاه اللهُ نبيَه محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الخير.
ولما ذكر منته عليه بهذا الخير الكثير قال: (( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )): شكراً لله على هذه النعمة العظيمة، أن تصليَ وتنحر لله، والمراد بالصلاة هنا جميع الصلوات، وأول ما يدخل فيها الصلاة المقرونة بالنحر وهي صلاة عيد الأضحى، لكن الآية شاملة عامة: (( فَصَلِّ لِرَبِّكَ )) الصلوات المفروضة والنوافل وصلوات العيد والجمعة.
(( وَانْحَرْ )) أي: تقرب إليه بالنحر، والنحر يختص بالإبل، والذبح للبقر والغنم، لكنه ذكر النحر، لأن الإبل أنفع من غيرها بالنسبة للمساكين، ولهذا أهداها النبي صلى الله عليه وسلم في حجه أهدى مائة بعير، ونحر منها ثلاثاً وستين بيده، وأعطى علي بن أبي طالب الباقي فنحرها، وتصدق بجميع أجزائها إلا بضعة واحدة من كل ناقة فأخذها وجعلت في قدر فطبخها، فأكل من لحمها وشرب من مرقها، وأمر بالصدقة حتى بجلابها وبجلودها عليه الصلاة والسلام، والأمر له أمر له وللأمة، فعلينا أن نخلص الصلاة لله وأن نخلص النحر لله، كما أُمر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: (( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )): هذا في مقابل إعطاء الكوثر قال: (( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )): شانئك أي: مبغضك، والشَّنَئان البغض، ومنه قوله تعالى: (( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا )) أي: لا يحملنكم بغضهم أن تعتدوا.
وقال: (( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا )) أي: لا يحملنكم بغضهم على ترك العدل فقال سبحانه وتعالى: (( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )).
فـ (( شَانِئَكَ )) في قوله: (( إِنَّ شَانِئَكَ )) يعني: مبغضك.
(( هُوَ الْأَبْتَرُ )): الأبتر اسم تفضيل، من بتر بمعنى قطع، يعني: هو الأقطع المنقطع من كل خير، وذلك أنَّ كفار قريش يقولون: محمد أبتر، لا خير فيه ولا بركة فيه، ولا في اتباعه، أبتر لما ماتَ ابنه القاسم رضي الله عنه قالوا: محمد أبتر، لا يولد له، ولو وُلد له فهو مقطوع النسل، فبين الله عز وجل أن الأبتر هو مُبغض الرسول عليه الصلاة والسلام، فهو الأبتر المقطوع عن كل خير، الذي ليس فيه بركة وَحياته ندامة عليه، وإذا كان هذا في مبغضه فهو أيضاً في مبغض شرعه، فمن أبغضَ شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو أبغض شَعيرة من شعائر الإسلام، أو أَبغض أيَّ طاعة مما يتعبد به الناس في دين الإسلام فإنه كافر، كافر خارج عن الدين، لقول الله تعالى: (( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ))، ولا حبوط للعمل إلا بالكفر، فمن كره فرض الصلوات فهو كافر ولو صلى، ومن كره فرض الزكاة فهو كافر ولو صلّى، لكن مَن استثقلها مع عدم الكراهة فهذا فيه خصلة من خصلة النفاق لكنه لا يكفر، وفرق بين من استثقل الشيء ومن كره الشيء.
إذاً: هذه الآية تضمنت بياناً لنعمة الله على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإعطائه الخير الكثير، ثم الأمر بالإخلاص لله عز وجل في الصلوات والنحر وكذلك في سائر العبادات، ثم بيان أن من أبغض الرسول عليه الصلاة والسلام أو أبغض شيئاً من شريعته فإنه هو الأقطع الذي لا خير فيه ولا بركة فيه.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء الخامس بعد المائة من لقاء الباب المفتوح، الذي يتم في يوم كل خميس من كل أسبوع، وهذا الخميس هو الخامس والعشرون من شهر جمادى الأولى، عام ستة عشر وأربعمائة وألف.
نبتدئ هذا اللقاء بالكلام على ما تيسر على سورة: (( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )):
هذه السورة قيل: إنها مكية، وقيل: إنها مدنية.
والمكي: هو الذي نزل قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، سواء نزل في مكة أو في المدينة أو في الطريق في السفر يعني، كل ما نزل بعد الهجرة فهو مدني وما نزل قبلها فهو مكي، هذا القول الراجح من أقوال العلماء.
يقول الله عز وجل مخاطباً النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ )): والكوثر في اللغة العربية: هو الخير الكثير، وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه الله تعالى خيراً كثيراً في الدنيا والآخرة، فمن ذلك: أنه النهر العظيم الذي في الجنة والذي يَصُب منه ميزابان على حوضه المورود صلى الله عليه وسلم، ماؤه أشدُّ بياضاً من اللبن، وأحلى مذاقاً من العسل، وأطيب رائحة مِن المسك، وهذا الحوض في عرصات القيامة يرده المؤمنون من أمة النبي صلى الله عليه وسلم، وآنيته كنجوم السماء كثرة وحُسناً، فمن كان وارداً على شريعته في الدنيا كان وارداً على حوضه في الآخرة، ومن لم يكن وارداً على شريعته فإنه محروم منه في الآخرة، نسأل الله أن يوردنا وإياكم حَوضه، ويسقينا منه.
ومِن الخيرات الكثيرة التي أعطيها النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا: ما ثبت في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأُعطيت الشفاعة، وأُحلت لي المغانم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ): هذا من الخير الكثير، لأن بعثه إلى الناس عامة يستلزم أن يكون أكثر الأنبياء أتباعاً وهو كذلك، فهو أكثرُهم أتباعاً عليه الصلاة والسلام.
ومِن المعلوم أن الدالَّ على الخير كفاعل الخير، والذي دلَّ هذه الأمة العظيمة التي فاقت الأمم كثرة هو محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فيكون للرسول عليه الصلاة والسلام مِن أجر كل واحد من أمته نصيب من الأجر، ومن يحصي الأمة إلا الله عز وجل.
ومن الخير الذي أُعطيه في الآخرة المقام المحمود، ومنه الشفاعة العظمى، فإن الناس في يوم القيامة يلحقهم من الكرب والغم ما لا يطيقون، فيطلبون الشفاعة فيأتون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم فيقوم ويشفع، ويقضي الله تعالى بين العباد بشفاعته، وهذا مقام يحمده عليه الأولون والآخرون، داخل في قوله تعالى: (( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً )).
إذاً الكوثر يعني: الخير الكثير، ومنه النَّهَر الذي في الجنة، فالنهر الذي في الجنة هو الكوثر لا شك، ويسمى كوثراً لكنه ليس هو فقط الذي أعطاه اللهُ نبيَه محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الخير.
ولما ذكر منته عليه بهذا الخير الكثير قال: (( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )): شكراً لله على هذه النعمة العظيمة، أن تصليَ وتنحر لله، والمراد بالصلاة هنا جميع الصلوات، وأول ما يدخل فيها الصلاة المقرونة بالنحر وهي صلاة عيد الأضحى، لكن الآية شاملة عامة: (( فَصَلِّ لِرَبِّكَ )) الصلوات المفروضة والنوافل وصلوات العيد والجمعة.
(( وَانْحَرْ )) أي: تقرب إليه بالنحر، والنحر يختص بالإبل، والذبح للبقر والغنم، لكنه ذكر النحر، لأن الإبل أنفع من غيرها بالنسبة للمساكين، ولهذا أهداها النبي صلى الله عليه وسلم في حجه أهدى مائة بعير، ونحر منها ثلاثاً وستين بيده، وأعطى علي بن أبي طالب الباقي فنحرها، وتصدق بجميع أجزائها إلا بضعة واحدة من كل ناقة فأخذها وجعلت في قدر فطبخها، فأكل من لحمها وشرب من مرقها، وأمر بالصدقة حتى بجلابها وبجلودها عليه الصلاة والسلام، والأمر له أمر له وللأمة، فعلينا أن نخلص الصلاة لله وأن نخلص النحر لله، كما أُمر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: (( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )): هذا في مقابل إعطاء الكوثر قال: (( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )): شانئك أي: مبغضك، والشَّنَئان البغض، ومنه قوله تعالى: (( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا )) أي: لا يحملنكم بغضهم أن تعتدوا.
وقال: (( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا )) أي: لا يحملنكم بغضهم على ترك العدل فقال سبحانه وتعالى: (( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )).
فـ (( شَانِئَكَ )) في قوله: (( إِنَّ شَانِئَكَ )) يعني: مبغضك.
(( هُوَ الْأَبْتَرُ )): الأبتر اسم تفضيل، من بتر بمعنى قطع، يعني: هو الأقطع المنقطع من كل خير، وذلك أنَّ كفار قريش يقولون: محمد أبتر، لا خير فيه ولا بركة فيه، ولا في اتباعه، أبتر لما ماتَ ابنه القاسم رضي الله عنه قالوا: محمد أبتر، لا يولد له، ولو وُلد له فهو مقطوع النسل، فبين الله عز وجل أن الأبتر هو مُبغض الرسول عليه الصلاة والسلام، فهو الأبتر المقطوع عن كل خير، الذي ليس فيه بركة وَحياته ندامة عليه، وإذا كان هذا في مبغضه فهو أيضاً في مبغض شرعه، فمن أبغضَ شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو أبغض شَعيرة من شعائر الإسلام، أو أَبغض أيَّ طاعة مما يتعبد به الناس في دين الإسلام فإنه كافر، كافر خارج عن الدين، لقول الله تعالى: (( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ))، ولا حبوط للعمل إلا بالكفر، فمن كره فرض الصلوات فهو كافر ولو صلى، ومن كره فرض الزكاة فهو كافر ولو صلّى، لكن مَن استثقلها مع عدم الكراهة فهذا فيه خصلة من خصلة النفاق لكنه لا يكفر، وفرق بين من استثقل الشيء ومن كره الشيء.
إذاً: هذه الآية تضمنت بياناً لنعمة الله على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإعطائه الخير الكثير، ثم الأمر بالإخلاص لله عز وجل في الصلوات والنحر وكذلك في سائر العبادات، ثم بيان أن من أبغض الرسول عليه الصلاة والسلام أو أبغض شيئاً من شريعته فإنه هو الأقطع الذي لا خير فيه ولا بركة فيه.
تفسير سورة الكافرون وما يستفاد من الآيات .
الشيخ : ثم قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )):
هذه السورة هي إحدى سورتي الإخلاص، لأن سورتي الإخلاص: (( قل يا أيها الكافرون )) و (( قل هو الله أحد )) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في سنة الفجر، وفي سنة المغرب، وفي ركعتي الطواف، لما تضمناه من الإخلاص لله عز وجل، والثناء عليه بالصفات الكاملة، في سورة (( قل هو الله أحد )) .
يقول الله آمراً نبيه: (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )) يناديهم يعلن لهم بالنداء، (( يا أيها الكافرون )) وهذا يشمل كل كافر سواء كان من المشركين أو من اليهود أو من النصارى أو من الشيوعيين أو من غيرهم، كل كافر يجب أن تناديه بقلبك أو بلسانك إن كان حاضراً لتتبرأ منه ومن عبادته.
(( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )): كررت في الجمل على مرتين مرتين:
(( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) أي: لا أعبد الذي تعبدونهم، وهم الأصنام.
(( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) وهو الله، وما هنا في قوله: (( مَا أَعْبُدُ )) بمعنى: من، لأن الاسم الموصول إذا عاد إلى الله فإنه يأتي بلفظ من.
(( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )): يعني: أنا لا أعبد أصنامكم وأنتم لا تعبدون الله.
(( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )): الآن يظن الظان أن هذه مكررة للتوكيد، وليس كذلك، لأن الصيغة مختلفة: (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) هذا فعل أو اسم؟ سؤال؟
السائل : فعل.
الشيخ : (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) فعل، (( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) عابد وعابدون اسم، والتوكيد لابد أن تكون الجملة الثانية كالأولى، إذاً القول بأنه كرر للتوكيد ضعيف.
إذاً لماذا هذا التكرار؟
قال بعض العلماء: (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) الآن، (( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ )) في المستقبل، هذا قول، فصار: (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) يعني: في الحال، (( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ )) يعني: في المستقبل، لأن الفعل المضارع يدل على الحال، واسم الفاعل يدل على الاستقبال، بدليل أنه عمل، واسم الفاعل لا يعمل إلا إذا كان للاستقبال.
(( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )): الآن، (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) يعني: الآن، (( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ )) يعني: في المستقبل، (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) يعني: في المستقبل.
لكن أورد على هذا القول إيراد، كيف قال: (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) مع أنهم قد يؤمنون فيعبدون الله؟!
وعلى هذا فيكون في هذا القول نوع من الضعف، أجابوا عن ذلك بأن قوله: (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) يخاطب المشركين الذين علم الله تعالى أنهم لن يؤمنوا، فيكون الخطاب ليس عاماً وهذا مما يضعف القول بعض الشيء، فعندنا الآن قولان:
الأول: أنها توكيد.
والثاني: أنها في المستقبل.
القول الثالث: (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) أي: لا أعبد الأصنام التي تعبدونها، (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) أي: لا تعبدون الله.
(( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) أي: في العبادة، يعني: ليست عبادتي كعبادتكم، ولا عبادتكم كعبادتي، فيكون هذا نفي للفعل لا للمفعول له، أي: ليس نفي للمعبود ولكنه نفي للعبادة، أي: لا أعبد كعبادتكم ولا تعبدون أنتم كعبادتي، لأن عبادتي خالصة لله، وعبادتكم عبادة الشرك، الأقوال الآن كم؟
ثلاثة.
القول الرابع: اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أن قوله: (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) هذا الفعل، فوافق القول الأول في هذه الجملة (( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) أي: في القبول، بمعنى: ولن أقبل غير عبادتي، ولن أقبل عبادتكم وأنتم كذلك لن تقبلوا، فتكون الجملة الأولى عائدة على الفعل، والجملة الثانية عائدة على القبول والرضا، يعني: لا أعبده ولا أرضى به، وأنتم كذلك لا تعبدون الله ولا ترضون بعبادته، وهذا القول إذا تأملته لا يرد عليه شيء من الاعتراضات السابقة، فيكون قولاً حسناً جيداً.
ومن هنا نأخذ: أن القرآن الكريم ليس فيه شيء مكرر لغير فائدة إطلاقًا، ليس فيه شيء مكرر إلا وفيه فائدة، لأننا لو قلنا: إن في القرآن شيئاً مكرراً بدون فائدة لكان في القرآن ما هو لغو وهو منزه عن ذلك.
وعلى هذا فالتكرار في سورة الرحمن: (( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ))، وفي سورة المرسلات: (( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ )) ليس ذا فائدة، بل هو تكرار لفائدة عظيمة، وهي: أن كل آية مما بين هذه الآية المكررة فإنها تشتمل على نِعَم عظيمة، وآلاء جسيمة.
ثم إن فيها من الفائدة اللفظية: تنبيه المخاطب، حيث يكرر عليه: (( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ))، ويكرر عليه: (( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ )).
ثم قال عز وجل: (( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )): لكم دينكم الذي أنتم عليه وتدينون به، ولي ديني، فأنا بريء من دينكم وأنتم بريئون من ديني.
قال بعض أهل العلم: وهذه السورة نزلت قبل فرض الجهاد، لأنه بعد الجهاد لا يُقر الكافر على دينه إلا بالجزية إن كان من أهل الكتاب وعلى القول الراجح: أو من غيرهم.
ولكن الصحيح أنها لا تنافي الأمر بالجهاد حتى نقول: إنها منسوخة، بل هي باقية ويجب أن نتبرأ من دين اليهود والنصارى والمشركين في كل وقت وحين، ولهذا نقر اليهود والنصارى على دينهم بالجزية ونحن نعبد الله وهم يعبدون ما يعبدون.
على كل حال هذه السورة فيها البراءة والتخلي من عبادة غير الله عز وجل، سواء في المعبود أو في نوع الفعل، وفيها الإخلاص لله عز وجل، وألا نعبد إلا اللهَ وحده لا شريك له.
وإلى هنا ينتهي ما تيسر من الكلام على هذه السورة وسورة الكوثر، ونبدأ الآن بالأسئلة، ومن اليمين، ولكل واحد سؤال.
هذه السورة هي إحدى سورتي الإخلاص، لأن سورتي الإخلاص: (( قل يا أيها الكافرون )) و (( قل هو الله أحد )) ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في سنة الفجر، وفي سنة المغرب، وفي ركعتي الطواف، لما تضمناه من الإخلاص لله عز وجل، والثناء عليه بالصفات الكاملة، في سورة (( قل هو الله أحد )) .
يقول الله آمراً نبيه: (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )) يناديهم يعلن لهم بالنداء، (( يا أيها الكافرون )) وهذا يشمل كل كافر سواء كان من المشركين أو من اليهود أو من النصارى أو من الشيوعيين أو من غيرهم، كل كافر يجب أن تناديه بقلبك أو بلسانك إن كان حاضراً لتتبرأ منه ومن عبادته.
(( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )): كررت في الجمل على مرتين مرتين:
(( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) أي: لا أعبد الذي تعبدونهم، وهم الأصنام.
(( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) وهو الله، وما هنا في قوله: (( مَا أَعْبُدُ )) بمعنى: من، لأن الاسم الموصول إذا عاد إلى الله فإنه يأتي بلفظ من.
(( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )): يعني: أنا لا أعبد أصنامكم وأنتم لا تعبدون الله.
(( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )): الآن يظن الظان أن هذه مكررة للتوكيد، وليس كذلك، لأن الصيغة مختلفة: (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) هذا فعل أو اسم؟ سؤال؟
السائل : فعل.
الشيخ : (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) فعل، (( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) عابد وعابدون اسم، والتوكيد لابد أن تكون الجملة الثانية كالأولى، إذاً القول بأنه كرر للتوكيد ضعيف.
إذاً لماذا هذا التكرار؟
قال بعض العلماء: (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) الآن، (( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ )) في المستقبل، هذا قول، فصار: (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) يعني: في الحال، (( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ )) يعني: في المستقبل، لأن الفعل المضارع يدل على الحال، واسم الفاعل يدل على الاستقبال، بدليل أنه عمل، واسم الفاعل لا يعمل إلا إذا كان للاستقبال.
(( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )): الآن، (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) يعني: الآن، (( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ )) يعني: في المستقبل، (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) يعني: في المستقبل.
لكن أورد على هذا القول إيراد، كيف قال: (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) مع أنهم قد يؤمنون فيعبدون الله؟!
وعلى هذا فيكون في هذا القول نوع من الضعف، أجابوا عن ذلك بأن قوله: (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) يخاطب المشركين الذين علم الله تعالى أنهم لن يؤمنوا، فيكون الخطاب ليس عاماً وهذا مما يضعف القول بعض الشيء، فعندنا الآن قولان:
الأول: أنها توكيد.
والثاني: أنها في المستقبل.
القول الثالث: (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) أي: لا أعبد الأصنام التي تعبدونها، (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) أي: لا تعبدون الله.
(( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) أي: في العبادة، يعني: ليست عبادتي كعبادتكم، ولا عبادتكم كعبادتي، فيكون هذا نفي للفعل لا للمفعول له، أي: ليس نفي للمعبود ولكنه نفي للعبادة، أي: لا أعبد كعبادتكم ولا تعبدون أنتم كعبادتي، لأن عبادتي خالصة لله، وعبادتكم عبادة الشرك، الأقوال الآن كم؟
ثلاثة.
القول الرابع: اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أن قوله: (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) هذا الفعل، فوافق القول الأول في هذه الجملة (( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) أي: في القبول، بمعنى: ولن أقبل غير عبادتي، ولن أقبل عبادتكم وأنتم كذلك لن تقبلوا، فتكون الجملة الأولى عائدة على الفعل، والجملة الثانية عائدة على القبول والرضا، يعني: لا أعبده ولا أرضى به، وأنتم كذلك لا تعبدون الله ولا ترضون بعبادته، وهذا القول إذا تأملته لا يرد عليه شيء من الاعتراضات السابقة، فيكون قولاً حسناً جيداً.
ومن هنا نأخذ: أن القرآن الكريم ليس فيه شيء مكرر لغير فائدة إطلاقًا، ليس فيه شيء مكرر إلا وفيه فائدة، لأننا لو قلنا: إن في القرآن شيئاً مكرراً بدون فائدة لكان في القرآن ما هو لغو وهو منزه عن ذلك.
وعلى هذا فالتكرار في سورة الرحمن: (( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ))، وفي سورة المرسلات: (( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ )) ليس ذا فائدة، بل هو تكرار لفائدة عظيمة، وهي: أن كل آية مما بين هذه الآية المكررة فإنها تشتمل على نِعَم عظيمة، وآلاء جسيمة.
ثم إن فيها من الفائدة اللفظية: تنبيه المخاطب، حيث يكرر عليه: (( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ))، ويكرر عليه: (( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ )).
ثم قال عز وجل: (( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )): لكم دينكم الذي أنتم عليه وتدينون به، ولي ديني، فأنا بريء من دينكم وأنتم بريئون من ديني.
قال بعض أهل العلم: وهذه السورة نزلت قبل فرض الجهاد، لأنه بعد الجهاد لا يُقر الكافر على دينه إلا بالجزية إن كان من أهل الكتاب وعلى القول الراجح: أو من غيرهم.
ولكن الصحيح أنها لا تنافي الأمر بالجهاد حتى نقول: إنها منسوخة، بل هي باقية ويجب أن نتبرأ من دين اليهود والنصارى والمشركين في كل وقت وحين، ولهذا نقر اليهود والنصارى على دينهم بالجزية ونحن نعبد الله وهم يعبدون ما يعبدون.
على كل حال هذه السورة فيها البراءة والتخلي من عبادة غير الله عز وجل، سواء في المعبود أو في نوع الفعل، وفيها الإخلاص لله عز وجل، وألا نعبد إلا اللهَ وحده لا شريك له.
وإلى هنا ينتهي ما تيسر من الكلام على هذه السورة وسورة الكوثر، ونبدأ الآن بالأسئلة، ومن اليمين، ولكل واحد سؤال.
ما هي السنن التي يجب إتباعها يوم الجمعة وما حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أرجو من فضيلتكم إعطائنا السنن التي ينبغي على المسلم اتباعها في يوم الجمعة، وما حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟
الشيخ : قراءة سورة الكهف سنة، لأن فيها أجراً عظيماً ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما ما يفعل في يوم الجمعة فهو:
أولاً: الاغتسال، والاغتسال للجمعة واجب، إذا تركه الإنسان بدون عذر كان آثماً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) أي: على كل بالغ.
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل ).
ولما دخل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأمير المؤمنين عمر يخطب، لامه على تأخره، فقال: ( يا أمير المؤمنين والله ما زدت على أن توضأت ثم أتيت، فقال له: والوضوء أيضاً؟
يعني: وتقتصر على الوضوء أيضاً.
( وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل ): فأنت ترى أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عاتب عثمان بن عفان رضي الله عنه مع مقامه في الإسلام، وكما نعلم جميعاً أنه الخليفة الثالث في هذه الأمة، ومع ذلك عاتبه حين اقتصر على الوضوء، ولكنه واجب تصح الصلاة بدونه، لأنه ليس واجباً عن حدث كغسل الجنابة لكنه واجب يأثم الإنسان بتركه إلا لعذر، كما لو كان هناك برد شديد وليس عنده ما يسخن به الماء أو كان مريضاً يتضرر بالغسل أو ما أشبه ذلك.
ومن ذلك أيضاً: السواك، وهذا السواك ليس السواك العادي بل هو سواك خاص، تنظف به الأسنان أكثر ويدلكها أكثر.
ومنها: الطيب، أن يتطيب الإنسان في رأسه ولحيته وثوبه.
تقطع الوقت -كما يقولون- في البيت ولا السوق، وتترك هذا الأجر العظيم؟ اذهب إلى المسجد يحصل لك ثواب هذا القربان: بدنة، أو بقرة، أو كبش أقرن أو دجاجة أو بيضة بعد أن تغتسل، ثم إذا ذهبت إلى المسجد سيحصل لك خير كثير، تشاغل بالصلاة بالقراءة، إذا مللت من الصلاة قرأت، وإذا مللت من القراءة صليت، ولا بأس أن تتحدث إلى أحد إخوانك بشيء نافع، كالمباحثة في العلم أو ما أشبه ذلك، لكن الحرمان والشيطان -نسأل الله أن يعيذنا وإياكم منه- يغلب على كثير من الناس، تجده في البيت ما له شغل يتردد في البيت من أجل يقضي الوقت من أجل يأتي وقت الصلاة، وهذا من الحرمان الكثير.
كذلك أيضاً مما يسن في يوم الجمعة قبل الصلاة: أن يلبس الإنسان أحسن ثيابه، أحسن ثيابه التي عنده سواء كان جديداً أو غسيلاً، لأن ذلك من السنة، وينبغي أن يتحرى الدعاء إذا دخل الإمام يوم الجمعة أن يتحرى الدعاء بما شاء ولا سيما في أثناء الصلاة، لأن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً وهو قائم يصلي إلا أعطاه إياه.
ومنها من خصائصها: أن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أكثرها، صل دائماً، الإنسان لا يمل ولا يتعب، صل دائماً: اللهم صل على محمد اللهم صل وسلم على محمد وأنت ماشٍ وأنت جالس في المسجد في البيت في السوق.
والخير كثير، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد أشياء كثيرة ترجع إليها إن شاء الله لتكتمل الفائدة.
السائل : حديث الجمعة يا شيخ صحيح؟
الشيخ : أيهم؟
السائل : من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة.
الشيخ : صحيح، نعم صحيح.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أرجو من فضيلتكم إعطائنا السنن التي ينبغي على المسلم اتباعها في يوم الجمعة، وما حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟
الشيخ : قراءة سورة الكهف سنة، لأن فيها أجراً عظيماً ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما ما يفعل في يوم الجمعة فهو:
أولاً: الاغتسال، والاغتسال للجمعة واجب، إذا تركه الإنسان بدون عذر كان آثماً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم ) أي: على كل بالغ.
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل ).
ولما دخل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأمير المؤمنين عمر يخطب، لامه على تأخره، فقال: ( يا أمير المؤمنين والله ما زدت على أن توضأت ثم أتيت، فقال له: والوضوء أيضاً؟
يعني: وتقتصر على الوضوء أيضاً.
( وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل ): فأنت ترى أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عاتب عثمان بن عفان رضي الله عنه مع مقامه في الإسلام، وكما نعلم جميعاً أنه الخليفة الثالث في هذه الأمة، ومع ذلك عاتبه حين اقتصر على الوضوء، ولكنه واجب تصح الصلاة بدونه، لأنه ليس واجباً عن حدث كغسل الجنابة لكنه واجب يأثم الإنسان بتركه إلا لعذر، كما لو كان هناك برد شديد وليس عنده ما يسخن به الماء أو كان مريضاً يتضرر بالغسل أو ما أشبه ذلك.
ومن ذلك أيضاً: السواك، وهذا السواك ليس السواك العادي بل هو سواك خاص، تنظف به الأسنان أكثر ويدلكها أكثر.
ومنها: الطيب، أن يتطيب الإنسان في رأسه ولحيته وثوبه.
تقطع الوقت -كما يقولون- في البيت ولا السوق، وتترك هذا الأجر العظيم؟ اذهب إلى المسجد يحصل لك ثواب هذا القربان: بدنة، أو بقرة، أو كبش أقرن أو دجاجة أو بيضة بعد أن تغتسل، ثم إذا ذهبت إلى المسجد سيحصل لك خير كثير، تشاغل بالصلاة بالقراءة، إذا مللت من الصلاة قرأت، وإذا مللت من القراءة صليت، ولا بأس أن تتحدث إلى أحد إخوانك بشيء نافع، كالمباحثة في العلم أو ما أشبه ذلك، لكن الحرمان والشيطان -نسأل الله أن يعيذنا وإياكم منه- يغلب على كثير من الناس، تجده في البيت ما له شغل يتردد في البيت من أجل يقضي الوقت من أجل يأتي وقت الصلاة، وهذا من الحرمان الكثير.
كذلك أيضاً مما يسن في يوم الجمعة قبل الصلاة: أن يلبس الإنسان أحسن ثيابه، أحسن ثيابه التي عنده سواء كان جديداً أو غسيلاً، لأن ذلك من السنة، وينبغي أن يتحرى الدعاء إذا دخل الإمام يوم الجمعة أن يتحرى الدعاء بما شاء ولا سيما في أثناء الصلاة، لأن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً وهو قائم يصلي إلا أعطاه إياه.
ومنها من خصائصها: أن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أكثرها، صل دائماً، الإنسان لا يمل ولا يتعب، صل دائماً: اللهم صل على محمد اللهم صل وسلم على محمد وأنت ماشٍ وأنت جالس في المسجد في البيت في السوق.
والخير كثير، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد أشياء كثيرة ترجع إليها إن شاء الله لتكتمل الفائدة.
السائل : حديث الجمعة يا شيخ صحيح؟
الشيخ : أيهم؟
السائل : من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة.
الشيخ : صحيح، نعم صحيح.
اضيفت في - 2005-08-27