سلسلة لقاء الباب المفتوح-107a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير سورة الإخلاص وما يستفاد من الآيات .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء السابع بعد المائة من اللقاءات التي تتم كل أسبوع في كل يوم خميس، وهذا هو الخميس التاسع من شهر جمادى الثانية عام ستة عشر وأربعمائة وألف.
نبتدئ هذا اللقاء بالكلام على قول الله تبارك وتعالى: (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ )) وما تيسر من السورتين بعدها، يقول الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) وهذا الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام وللأمة أيضاً، و(( هو الله أحد )) هو ضمير الشأن مبتدأ عند المعربين، ولفظ الجلالة (( الله )) هو خبر المبتدأ، و (( أحد )) خبر ثان، و (( الله الصمد )) جملة ثانية.
ذكروا في سبب نزول هذه السورة: أن المشركين أو اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: صف لنا ربك، من أي شيء هو؟
فأنزل الله هذه السورة: (( قل هو الله أحد )) أي: هو الله الذي تتحدثون عنه وتسألون عنه (( أحد ))، أي: متوحد بجلاله وعظمته ليس له مثيل، وليس له شريك، بل هو متفرد بالجلال والعظمة عز وجل.
(( اللَّهُ الصَّمَدُ )) جملة مستقلة، بين الله تعالى أنه الصمد، فما معنى: الصمد؟ أجمع ما قيل في معناه: " أنه الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته "، فقد روي عن ابن عباس أن الصمد: " هو الكامل في علمه، الكامل في حلمه، الكامل في عزته، الكامل في قدرته ".
إلى آخر ما ذُكر في الأثر، وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات، لأنه كامل، وورد أيضاً في تفسيرها: أن الصمد: " هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجهم ".
وهذا يعني: أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه، وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته.
(( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ )) لم يلد، لأنه جل وعلا لا مثيل له، والولد مشتق من والده، وجزء منه، كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فاطمة: ( إنها بضعة مني ) والله جل وعلا لا مثيل له.
ثم إن الولد إنما يكون للحاجة إليه، إما في المعونة على مكابدة الدنيا، وإما في الحاجة إلى بقاء النسل، والله عز وجل مستغنٍ عن ذلك، فلهذا لم يلد، لأنه لا مثيل له، ولأنه مستغنٍ عن كل أحد عز وجل، وقد أشار الله عز وجل إلى امتناع ولادته أيضاً في قوله تعالى: (( أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) فالولد يحتاج إلى صاحبة تلده، وكذلك هو خالق كل شيء، فإذا كان خالق كل شيء، فكل شيء منفصل عنه بائن منه.
(( ولم يولد )): لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، فكيف يكون مولودًا؟!
وفي هذه الجملة رد على ثلاث طوائف منحرفة من بني آدم، وهم:
المشركون، واليهود، والنصارى، لأن المشركين جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً وقالوا: إن الملائكة بنات الله، واليهود قالوا: عزيرٌ ابن الله، والنصارى قالوا: المسيح ابن الله، فكذبهم الله بقوله: (( لم يلد ))، فقوله: (( لم يلد )) فيها رد على ثلاث طوائف، وأنا جعلتها الأخيرة ولكن الصواب هو الأول، (( لم يلد )) رد على ثلاث طوائف من بني آدم كلها ضالة: المشركون، واليهود، والنصارى، لأن المشركين يقولون: إن الملائكة بنات الله، والنصارى يقولون: إن المسيح ابن الله، واليهود يقولون: عزيز ابن الله.
(( ولم يولد ))، لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء.
(( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ )) أي: لم يكن له أحد مساوياً في جميع صفاته، فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه أن يكون والداً أو مولوداً أو له مثيل.
هذه السورة لها فضل عظيم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنها تعدل ثلث القرآن ) لكنها تعدله ولا تقوم مقامه، تعدل ثلث القرآن لكن لا تقوم مقام ثلث القرآن، بدليل: أن الإنسان لو كررها في صلاة الفريضة ثلاث مرات لم تكفه عن الفاتحة، مع أنه إذا قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله، لكنها لا تجزئ عنه، ولا تستغرب أن يكون الشيء معادلاً للشيء ولا يجزئ عنه، فها هو النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن من قال: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير فكأنما أعتق أربعة أنفس من بني إسماعيل، أو من ولد إسماعيل ) ومع ذلك لو كان عليه رقبة كفارة وقال هذا الذكر لم يكفه عن الكفارة، فلا يلزم من معادلة الشيء للشيء أن يكون قائماً مقامه في الإجزاء.
هذه السورة كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بها في الركعة الثانية في سنة الفجر، وفي سنة المغرب، وفي ركعتي الطواف، وكذلك يقرأ بها في الثالثة في الوتر، لأنها مبنية على الإخلاص، الإخلاص التام لله، ولهذا تسمى: سورة الإخلاص.
أما بعد: فهذا هو اللقاء السابع بعد المائة من اللقاءات التي تتم كل أسبوع في كل يوم خميس، وهذا هو الخميس التاسع من شهر جمادى الثانية عام ستة عشر وأربعمائة وألف.
نبتدئ هذا اللقاء بالكلام على قول الله تبارك وتعالى: (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ )) وما تيسر من السورتين بعدها، يقول الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) وهذا الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام وللأمة أيضاً، و(( هو الله أحد )) هو ضمير الشأن مبتدأ عند المعربين، ولفظ الجلالة (( الله )) هو خبر المبتدأ، و (( أحد )) خبر ثان، و (( الله الصمد )) جملة ثانية.
ذكروا في سبب نزول هذه السورة: أن المشركين أو اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: صف لنا ربك، من أي شيء هو؟
فأنزل الله هذه السورة: (( قل هو الله أحد )) أي: هو الله الذي تتحدثون عنه وتسألون عنه (( أحد ))، أي: متوحد بجلاله وعظمته ليس له مثيل، وليس له شريك، بل هو متفرد بالجلال والعظمة عز وجل.
(( اللَّهُ الصَّمَدُ )) جملة مستقلة، بين الله تعالى أنه الصمد، فما معنى: الصمد؟ أجمع ما قيل في معناه: " أنه الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته "، فقد روي عن ابن عباس أن الصمد: " هو الكامل في علمه، الكامل في حلمه، الكامل في عزته، الكامل في قدرته ".
إلى آخر ما ذُكر في الأثر، وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات، لأنه كامل، وورد أيضاً في تفسيرها: أن الصمد: " هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجهم ".
وهذا يعني: أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه، وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته.
(( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ )) لم يلد، لأنه جل وعلا لا مثيل له، والولد مشتق من والده، وجزء منه، كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فاطمة: ( إنها بضعة مني ) والله جل وعلا لا مثيل له.
ثم إن الولد إنما يكون للحاجة إليه، إما في المعونة على مكابدة الدنيا، وإما في الحاجة إلى بقاء النسل، والله عز وجل مستغنٍ عن ذلك، فلهذا لم يلد، لأنه لا مثيل له، ولأنه مستغنٍ عن كل أحد عز وجل، وقد أشار الله عز وجل إلى امتناع ولادته أيضاً في قوله تعالى: (( أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) فالولد يحتاج إلى صاحبة تلده، وكذلك هو خالق كل شيء، فإذا كان خالق كل شيء، فكل شيء منفصل عنه بائن منه.
(( ولم يولد )): لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، فكيف يكون مولودًا؟!
وفي هذه الجملة رد على ثلاث طوائف منحرفة من بني آدم، وهم:
المشركون، واليهود، والنصارى، لأن المشركين جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً وقالوا: إن الملائكة بنات الله، واليهود قالوا: عزيرٌ ابن الله، والنصارى قالوا: المسيح ابن الله، فكذبهم الله بقوله: (( لم يلد ))، فقوله: (( لم يلد )) فيها رد على ثلاث طوائف، وأنا جعلتها الأخيرة ولكن الصواب هو الأول، (( لم يلد )) رد على ثلاث طوائف من بني آدم كلها ضالة: المشركون، واليهود، والنصارى، لأن المشركين يقولون: إن الملائكة بنات الله، والنصارى يقولون: إن المسيح ابن الله، واليهود يقولون: عزيز ابن الله.
(( ولم يولد ))، لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء.
(( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ )) أي: لم يكن له أحد مساوياً في جميع صفاته، فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه أن يكون والداً أو مولوداً أو له مثيل.
هذه السورة لها فضل عظيم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنها تعدل ثلث القرآن ) لكنها تعدله ولا تقوم مقامه، تعدل ثلث القرآن لكن لا تقوم مقام ثلث القرآن، بدليل: أن الإنسان لو كررها في صلاة الفريضة ثلاث مرات لم تكفه عن الفاتحة، مع أنه إذا قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله، لكنها لا تجزئ عنه، ولا تستغرب أن يكون الشيء معادلاً للشيء ولا يجزئ عنه، فها هو النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن من قال: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير فكأنما أعتق أربعة أنفس من بني إسماعيل، أو من ولد إسماعيل ) ومع ذلك لو كان عليه رقبة كفارة وقال هذا الذكر لم يكفه عن الكفارة، فلا يلزم من معادلة الشيء للشيء أن يكون قائماً مقامه في الإجزاء.
هذه السورة كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بها في الركعة الثانية في سنة الفجر، وفي سنة المغرب، وفي ركعتي الطواف، وكذلك يقرأ بها في الثالثة في الوتر، لأنها مبنية على الإخلاص، الإخلاص التام لله، ولهذا تسمى: سورة الإخلاص.
تفسير سورة الفلق وما يستفاد من الآيات .
الشيخ : أما السورتان بعدها فهما: (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ )) و (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )).
يقول الله عز وجل: (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ )) ورب الفلق هو الله.
والفلق: الإصباح، ويجوز أن يكون أعم من ذلك، أن الفلق كل ما يفلقه الله تعالى من الإصباح والنَّوى والحب كما قال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ))، وقال: (( فَالِقُ الْإِصْبَاحِ )).
(( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )) أي: من شرِّ جميع المخلوقات، حتى من شر نفسك، لأن النفس أمارة بالسوء، فإذا قلت: (( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )) فأول ما يدخل فيه نفسك، كما جاء في خطبة الحاجة: ( نعوذ بالله من شرور أنفسنا ) وقوله: (( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )) يشمل شياطين الإنس والجن والهوام وغير ذلك (( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )) .
(( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ )) الغاسق: قيل: إنه الليل، وقيل: إنه القمر، والصحيح: أنه عام لهذا وهذا، أما كونه الليل فلأن الله تعالى قال: (( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ))، وكما نعلم جميعاً أن الليل تكثر فيه الهوام والوحوش، فلذلك استعاذ مِن شر الغاسق أي: الليل، وأما القمر فقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، أن النبي صلى الله عليه وسلم أرى عائشة القمر وقال: ( هذا هو الغاسق )، وإنما كان غاسقاً، لأن سلطانه يكون في الليل.
وقوله: (( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ )) هو معطوف على (( من شر ما خلق )) من باب عطف الخاص على العام، لأن الغاسق من مخلوقات الله عز وجل، وقوله: (( إِذَا وَقَبَ )) أي: إذا دخل، فالليل إذا دخل في ظلامه غاسق، وكذلك القمر إذا أضاء بنوره فإنه غاسق، ولا يكون ذلك إلا في الليل.
(( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )): النفاثات في العقد: هُنَّ الساحرات، يعقدن الحبال وغيرها، وتنفث بقراءة مطلسَمَة فيها أسماء الشياطين على هذه العقد، على كل عقدة، تعقد ثم تنفث، تعقد ثم تنفث، تعقد ثم تنفث وهي بنفسها الخبيثة تريد شخصاً معيناً، فيؤثر هذا السحر بالنسبة للمسحور.
وذكر الله النفاثات دون النفاثين، لأن الغالب أن الذي يستعمل هذا النوع من السحر هن النساء، فلهذا قال: (( النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ )) ويحتمل أن يقال: إن (( النَّفَّاثَاتِ )) يعني: الأنفس النفاثات فيشمل الرجال والنساء.
(( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )) الحاسد: هو الذي يكره نعمة الله عليك، فتجده يضيق ذرعاً إذا أنعم الله على هذا الإنسان بمال أو جاه أو علم أو غير ذلك فيحسده.
ولكن الحُسَّاد نوعان: نوع: يحسد ويكره في قلبه نعمة الله على غيره، لكن لا يتعرض للمحسود بشيء، تجده مهموماً مغموماً مِن نعم الله على غيره، لكن لا يعتدي على صاحبه، والشر والبلاء إنما هو بالحاسد إذا حسد، ولهذا قال: (( إِذَا حَسَدَ )).
ومِن حسد الحاسد العين التي تصيب المـُعان، يكون هذا الرجل -نسأل الله العافية- يكون عنده كراهة لنعم الله على الغير، فإذا أحسَّ بنفسه أن الله أنعم على فلان بنعمة خرج من نفسه الخبيثة معنىً لا نستطيع أن نصفه، لأنه مجهول، فيُصيب بالعين من تسلَّط عليه، أحياناً يموت وأحياناً يمرض وأحياناً يُجن، حتى الحاسد يتسلط على الحديد فيوقف اشتغاله، ربما يصيب السيارة بالعين وتنكسر أو تتعطل، ربما يصيب رفاعة الماء أو حراثة الأرض، المهم أن العين حق تصيب بإذن الله عز وجل.
ذكر الله عز وجل: الغاسق إذا وقب، النفاثات في العقد، الحاسد إذا حسد، لأن البلاء كله في هذه الأحوال الثلاثة يكون خفياً، الليل ستر وغشاء، قال تعالى: (( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ))، يكمن فيه الشر، ولا يعلم به.
النفاثات في العقد أيضاً كذلك فالسحر خفي ما يعلم.
الحاسد إذا حسد العائن أيضاً خفي، تأتي العين من شخص تظن أنه من أحب الناس إليك، وأنت من أحب الناس إليه ومع ذلك يصيبك بالعين، لهذا السبب خصَّ الله هذه الأمور الثلاثة: الغاسق إذا وقب، والنفاثات في العقد، والحاسد إذا حسد، وإلا فهي داخلة في قوله: (( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )).
فإذا قال قائل: ما هو الطريق إلى التخلص من هذه الشرور الثلاثة؟
قلنا: الطريق للتخلص أن يُعلق الإنسان قلبه بربه، ويفوض أمره إليه، ويحقق التوكل على الله، ويستعمل الأوراد الشرعية التي بها يُحصن نفسه ويحفظها من شر هؤلاء، وما كثُر الأمرُ في الناس في الآونة الأخيرة من السحرة والحساد وما أشبه ذلك، إلا بسبب غفلتهم عن الله، وضعف توكلهم على الله عز وجل، وقلة استعمالهم للأوراد الشرعية التي بها يتحصنون، وإلا فنحن نعلم أن الأوراد الشرعية حِصن منيع أشد من سد يأجوج ومأجوج، لكن مع الأسف أن كثيراً من الناس لا يعرف عن هذه الأوراد شيئاً، ومن عرف فقد يغفل كثيراً، ومن قرأها فقلبه غير حاضر، وكل هذا نقص، ولو أن الناس استعملوا الأوراد على ما جاءت بها الشريعة لسلموا من شرور كثيرة.
يقول الله عز وجل: (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ )) ورب الفلق هو الله.
والفلق: الإصباح، ويجوز أن يكون أعم من ذلك، أن الفلق كل ما يفلقه الله تعالى من الإصباح والنَّوى والحب كما قال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ))، وقال: (( فَالِقُ الْإِصْبَاحِ )).
(( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )) أي: من شرِّ جميع المخلوقات، حتى من شر نفسك، لأن النفس أمارة بالسوء، فإذا قلت: (( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )) فأول ما يدخل فيه نفسك، كما جاء في خطبة الحاجة: ( نعوذ بالله من شرور أنفسنا ) وقوله: (( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )) يشمل شياطين الإنس والجن والهوام وغير ذلك (( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )) .
(( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ )) الغاسق: قيل: إنه الليل، وقيل: إنه القمر، والصحيح: أنه عام لهذا وهذا، أما كونه الليل فلأن الله تعالى قال: (( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ))، وكما نعلم جميعاً أن الليل تكثر فيه الهوام والوحوش، فلذلك استعاذ مِن شر الغاسق أي: الليل، وأما القمر فقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، أن النبي صلى الله عليه وسلم أرى عائشة القمر وقال: ( هذا هو الغاسق )، وإنما كان غاسقاً، لأن سلطانه يكون في الليل.
وقوله: (( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ )) هو معطوف على (( من شر ما خلق )) من باب عطف الخاص على العام، لأن الغاسق من مخلوقات الله عز وجل، وقوله: (( إِذَا وَقَبَ )) أي: إذا دخل، فالليل إذا دخل في ظلامه غاسق، وكذلك القمر إذا أضاء بنوره فإنه غاسق، ولا يكون ذلك إلا في الليل.
(( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )): النفاثات في العقد: هُنَّ الساحرات، يعقدن الحبال وغيرها، وتنفث بقراءة مطلسَمَة فيها أسماء الشياطين على هذه العقد، على كل عقدة، تعقد ثم تنفث، تعقد ثم تنفث، تعقد ثم تنفث وهي بنفسها الخبيثة تريد شخصاً معيناً، فيؤثر هذا السحر بالنسبة للمسحور.
وذكر الله النفاثات دون النفاثين، لأن الغالب أن الذي يستعمل هذا النوع من السحر هن النساء، فلهذا قال: (( النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ )) ويحتمل أن يقال: إن (( النَّفَّاثَاتِ )) يعني: الأنفس النفاثات فيشمل الرجال والنساء.
(( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ )) الحاسد: هو الذي يكره نعمة الله عليك، فتجده يضيق ذرعاً إذا أنعم الله على هذا الإنسان بمال أو جاه أو علم أو غير ذلك فيحسده.
ولكن الحُسَّاد نوعان: نوع: يحسد ويكره في قلبه نعمة الله على غيره، لكن لا يتعرض للمحسود بشيء، تجده مهموماً مغموماً مِن نعم الله على غيره، لكن لا يعتدي على صاحبه، والشر والبلاء إنما هو بالحاسد إذا حسد، ولهذا قال: (( إِذَا حَسَدَ )).
ومِن حسد الحاسد العين التي تصيب المـُعان، يكون هذا الرجل -نسأل الله العافية- يكون عنده كراهة لنعم الله على الغير، فإذا أحسَّ بنفسه أن الله أنعم على فلان بنعمة خرج من نفسه الخبيثة معنىً لا نستطيع أن نصفه، لأنه مجهول، فيُصيب بالعين من تسلَّط عليه، أحياناً يموت وأحياناً يمرض وأحياناً يُجن، حتى الحاسد يتسلط على الحديد فيوقف اشتغاله، ربما يصيب السيارة بالعين وتنكسر أو تتعطل، ربما يصيب رفاعة الماء أو حراثة الأرض، المهم أن العين حق تصيب بإذن الله عز وجل.
ذكر الله عز وجل: الغاسق إذا وقب، النفاثات في العقد، الحاسد إذا حسد، لأن البلاء كله في هذه الأحوال الثلاثة يكون خفياً، الليل ستر وغشاء، قال تعالى: (( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ))، يكمن فيه الشر، ولا يعلم به.
النفاثات في العقد أيضاً كذلك فالسحر خفي ما يعلم.
الحاسد إذا حسد العائن أيضاً خفي، تأتي العين من شخص تظن أنه من أحب الناس إليك، وأنت من أحب الناس إليه ومع ذلك يصيبك بالعين، لهذا السبب خصَّ الله هذه الأمور الثلاثة: الغاسق إذا وقب، والنفاثات في العقد، والحاسد إذا حسد، وإلا فهي داخلة في قوله: (( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ )).
فإذا قال قائل: ما هو الطريق إلى التخلص من هذه الشرور الثلاثة؟
قلنا: الطريق للتخلص أن يُعلق الإنسان قلبه بربه، ويفوض أمره إليه، ويحقق التوكل على الله، ويستعمل الأوراد الشرعية التي بها يُحصن نفسه ويحفظها من شر هؤلاء، وما كثُر الأمرُ في الناس في الآونة الأخيرة من السحرة والحساد وما أشبه ذلك، إلا بسبب غفلتهم عن الله، وضعف توكلهم على الله عز وجل، وقلة استعمالهم للأوراد الشرعية التي بها يتحصنون، وإلا فنحن نعلم أن الأوراد الشرعية حِصن منيع أشد من سد يأجوج ومأجوج، لكن مع الأسف أن كثيراً من الناس لا يعرف عن هذه الأوراد شيئاً، ومن عرف فقد يغفل كثيراً، ومن قرأها فقلبه غير حاضر، وكل هذا نقص، ولو أن الناس استعملوا الأوراد على ما جاءت بها الشريعة لسلموا من شرور كثيرة.
تفسير سورة الناس وما يستفاد من الآيات .
الشيخ : أما السورة الثالثة فهي سورة الناس: (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )):
(( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )): وهو الله عز وجل، وهو رب الناس وغيرهم، رب الناس، رب الملائكة، رب الجن، رب السماوات، رب الأرض، رب الشمس، رب القمر، رب كل شيء، لكن للمناسبة خَص الناس.
(( مَلِكِ النَّاسِ )) أي: الملك الذي له السلطة العليا على الناس، والتصرف الكامل هو الله عز وجل.
(( إِلَهِ النَّاسِ )): أي: مألوههم ومعبودهم، فالمعبود حقاً الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه هو الله عز وجل.
(( مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )):
الوسواس قال العلماء: إنها مصدر يراد به اسم الفاعل، أي: الموسوس، والوسوسة: هي ما يلقى في القلب مِن الأفكار والأوهام والتخيلات التي لا حقيقة لها.
الخنَّاس: الذي يخنس وينهزم ويولي ويدبر عند ذكر الله عز وجل وهو الشيطان، ولهذا إذا أذن المؤذن انصرف الشيطان وهرب وله ضُراط من شدة ما وجد من الضيق، فإذا انتهى الأذان رجع -نسأل الله العافية- ولهذا جاء في الأثر: ( إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان ).
والغيلان: هي الشياطين التي تتخيل للمسافر في سفره وكأنها أشياء مهولة أو عدو أو ما أشبه ذلك، فإذا كبر الإنسان انصرفت.
فقوله عز وجل: (( الخناس )) أي: الذي يخنس، أي: ينصرف ويدبر ويولي ويذل أمام ذكر الله عز وجل.
وقوله: (( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )) أي: أن الوساوس تكون من الجن وتكون من بني آدم، أما وسوسة الجن فظاهر، لأنه يجري من بني آدم مجرى الدم، وأما وسوسة بني آدم فما أكثر الذين يأتون للإنسان يوحون إليه بالشر، ويزينونه في قلبه حتى يأخذ هذا الكلام بلبه وينصرف إليه.
هذه السور الثلاث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفه ومسح بذلك وجهه وما استطاع من بدنه، وربما قرأها خلف الصلوات الخمس.
فينبغي للإنسان أن يتحرى السنة في تلاوتها في مواضعها، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وبهذا نختم آخر جزء في القرآن وهو جزء النبأ، لكنه قد فاتنا سورة وهي سورة الإنفطار، (( إذا السماء انفطرت )) نكملها إن شاء الله في اللقاءات القادمة، على أن الأسبوع القادم ليس فيه لقاء، إنما فيما بعد إن شاء الله.
والآن إلى الأسئلة ونبدأ باليمين.
(( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )): وهو الله عز وجل، وهو رب الناس وغيرهم، رب الناس، رب الملائكة، رب الجن، رب السماوات، رب الأرض، رب الشمس، رب القمر، رب كل شيء، لكن للمناسبة خَص الناس.
(( مَلِكِ النَّاسِ )) أي: الملك الذي له السلطة العليا على الناس، والتصرف الكامل هو الله عز وجل.
(( إِلَهِ النَّاسِ )): أي: مألوههم ومعبودهم، فالمعبود حقاً الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه هو الله عز وجل.
(( مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )):
الوسواس قال العلماء: إنها مصدر يراد به اسم الفاعل، أي: الموسوس، والوسوسة: هي ما يلقى في القلب مِن الأفكار والأوهام والتخيلات التي لا حقيقة لها.
الخنَّاس: الذي يخنس وينهزم ويولي ويدبر عند ذكر الله عز وجل وهو الشيطان، ولهذا إذا أذن المؤذن انصرف الشيطان وهرب وله ضُراط من شدة ما وجد من الضيق، فإذا انتهى الأذان رجع -نسأل الله العافية- ولهذا جاء في الأثر: ( إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان ).
والغيلان: هي الشياطين التي تتخيل للمسافر في سفره وكأنها أشياء مهولة أو عدو أو ما أشبه ذلك، فإذا كبر الإنسان انصرفت.
فقوله عز وجل: (( الخناس )) أي: الذي يخنس، أي: ينصرف ويدبر ويولي ويذل أمام ذكر الله عز وجل.
وقوله: (( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )) أي: أن الوساوس تكون من الجن وتكون من بني آدم، أما وسوسة الجن فظاهر، لأنه يجري من بني آدم مجرى الدم، وأما وسوسة بني آدم فما أكثر الذين يأتون للإنسان يوحون إليه بالشر، ويزينونه في قلبه حتى يأخذ هذا الكلام بلبه وينصرف إليه.
هذه السور الثلاث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفه ومسح بذلك وجهه وما استطاع من بدنه، وربما قرأها خلف الصلوات الخمس.
فينبغي للإنسان أن يتحرى السنة في تلاوتها في مواضعها، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وبهذا نختم آخر جزء في القرآن وهو جزء النبأ، لكنه قد فاتنا سورة وهي سورة الإنفطار، (( إذا السماء انفطرت )) نكملها إن شاء الله في اللقاءات القادمة، على أن الأسبوع القادم ليس فيه لقاء، إنما فيما بعد إن شاء الله.
والآن إلى الأسئلة ونبدأ باليمين.
هل تجبر الكتابية على الغسل من الجنابة أم لا .؟
السائل : جزاك الله خير، يا شيخ: هل تجبر الكتابية على الغسل من الجنابة؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم:
إذا طلب زوجها منها ذلك فإنها تجبر على القول الصحيح، وإن كان هذا لا ينفعها، لأنها لن تصلي لكن ينفع زوجها بالنسبة لجماعها، فإذا أجبرها على أن تغتسل وجب عليها أن تغتسل، وقال بعض أهل العلم: إنها لا تجبر، لكن الراجح أنها تجبر لحق الزوج.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم:
إذا طلب زوجها منها ذلك فإنها تجبر على القول الصحيح، وإن كان هذا لا ينفعها، لأنها لن تصلي لكن ينفع زوجها بالنسبة لجماعها، فإذا أجبرها على أن تغتسل وجب عليها أن تغتسل، وقال بعض أهل العلم: إنها لا تجبر، لكن الراجح أنها تجبر لحق الزوج.
ما حكم من يدعو للميت عند دفنه والناس يؤمنون .؟
السائل : فضيلة الشيخ بارك الله فيكم: عندنا في الديار النوبية: إذا مات الميت وانتهى الناس من دفنه يقوم أحد الحاضرين ويدعو، والناس يُؤَمنون خلفه، ويواظبون على هذا، فبارك الله فيكم عاوزين الوضع الصحيح في الدعاء؟
الشيخ : هؤلاء الذين إذا انتهوا من دفن الميت وقف أحدهم وقام يدعو أخذوا هذا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: ( استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت ) فعملهم هذا له أصل، لكنهم أخطؤوا في كيفية العمل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يدعو لأصحابه، ولا كان الصحابة يدعون بعضهم لبعض عند الدفن، لكن يقال للناس: استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، وكل يستغفر له وحده، هكذا السنة.
السائل : سؤال لو سمحت يا شيخ.
الشيخ : سؤال واحد بارك الله فيك.
الشيخ : هؤلاء الذين إذا انتهوا من دفن الميت وقف أحدهم وقام يدعو أخذوا هذا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: ( استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت ) فعملهم هذا له أصل، لكنهم أخطؤوا في كيفية العمل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يدعو لأصحابه، ولا كان الصحابة يدعون بعضهم لبعض عند الدفن، لكن يقال للناس: استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت، وكل يستغفر له وحده، هكذا السنة.
السائل : سؤال لو سمحت يا شيخ.
الشيخ : سؤال واحد بارك الله فيك.
ما عدة الحامل التي وضعت حملها بعد وفاة زوجها بعشرة أيام .؟
السائل : يا شيخ: نحن شباب من مدينة رفحة قدمنا إلى منطقة القصيم لزيارة بعض المشايخ والعلماء، فأولاً نقول: إنا نحبكم في الله، ونبلغكم سلام أهالي رفحة، ويدعونكم لإلقاء المحاضرات والدروس العلمية، لأن المحاضرات عندنا قليلة يا شيخ، نريد بعض الدعاة وبعض العلماء وبعض المشايخ يزورونا في مدينة الشمال في منطقة رفحة.
وأما سؤالي يا شيخ: هناك رجل توفي وعنده ثلاث زوجات، فكانت إحدى الزوجات حامل، فلما مات الزوج وضعت بعد عشرة أيام، فهل انتهت عدتها، وما عدة بقية الزوجات؟
الشيخ : أولاً نقول: نسأل الله أن يحبكم كما أحببتمونا فيه، وبالنسبة للإخوان في رفحة لا شك أنهم محتاجون إلى من يرشدهم ويعظهم، وأظن أن في من عندهم من المشايخ كفاية، يمكن أن يطلبوا من رئيس المحكمة ومن كان من طلبة العلم هناك أن يجلس لهم ولو في الأسبوع مرة.
وأما المحاضرات العامة فأرى أن يكتب إلى الجهات المسئولة حول هذا الموضوع ويرتب مع المشايخ محاضرات.
وأما الجواب على السؤال: فالمرأة الحامل التي وضعت بعد موت زوجها بعشرة أيام تنقضي عدتها، والزوجتان الأخريان يبقيان إلى أن يتم لهما لكل واحدة أربعة أشهر وعشرة أيام من موت الزوج، ومن كانت حاملاً تنتظر حتى تضع الحمل، دليل هذا قول الله تعالى: (( وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ))، وقوله في غير الحوامل: (( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ))، وسُبيعة الأسلمية رضي الله عنها مات عنها زوجها وهي حامل فنفست بعد موته بليالي، فأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتزوج.
وأما سؤالي يا شيخ: هناك رجل توفي وعنده ثلاث زوجات، فكانت إحدى الزوجات حامل، فلما مات الزوج وضعت بعد عشرة أيام، فهل انتهت عدتها، وما عدة بقية الزوجات؟
الشيخ : أولاً نقول: نسأل الله أن يحبكم كما أحببتمونا فيه، وبالنسبة للإخوان في رفحة لا شك أنهم محتاجون إلى من يرشدهم ويعظهم، وأظن أن في من عندهم من المشايخ كفاية، يمكن أن يطلبوا من رئيس المحكمة ومن كان من طلبة العلم هناك أن يجلس لهم ولو في الأسبوع مرة.
وأما المحاضرات العامة فأرى أن يكتب إلى الجهات المسئولة حول هذا الموضوع ويرتب مع المشايخ محاضرات.
وأما الجواب على السؤال: فالمرأة الحامل التي وضعت بعد موت زوجها بعشرة أيام تنقضي عدتها، والزوجتان الأخريان يبقيان إلى أن يتم لهما لكل واحدة أربعة أشهر وعشرة أيام من موت الزوج، ومن كانت حاملاً تنتظر حتى تضع الحمل، دليل هذا قول الله تعالى: (( وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ))، وقوله في غير الحوامل: (( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ))، وسُبيعة الأسلمية رضي الله عنها مات عنها زوجها وهي حامل فنفست بعد موته بليالي، فأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتزوج.
ما هو ضابط الإسراف .؟وإذا اشترى بيتا بمليونين ريال وأسسه بستمائة ألف واشترى سيارة بثلاثمائة ألف هل هو مسرف ؟ وما حكم التحف في البيوت ؟
السائل : فضيلة الشيخ نفع الله بعلمكم الإسلام والمسلمين: فضيلتكم رجل اشترى منزلاً باثنين مليون ريال، ثم أثثه بستمائة ألف ريال، وبعد ذلك اشترى سيارة بثلاثمائة ألف ريال، فهل هذا الرجل يعتبر مسرفاً ومبذراً؟
وما حكم التحف في البيوت، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
الشيخ : الإسراف بارك الله فيك: هو مجاوزة الحد، وقد بين الله تعالى في كتابه أنه لا يحب المسرفين، وإذا قلنا: إن الإسراف مجاوزة الحد، صار الإسراف يختلف، فقد يكون هذا الشيء إسرافاً بالنسبة لفلان، وغير إسراف بالنسبة لفلان، فهذا الذي اشترى بيتاً بمليونين من الريالات، وأثثه بستمائة ألف، واشترى سيارة، إذا كان غنياً فليس مسرفاً، لأن هذا سهل بالنسبة للأغنياء الكبار، أما إذا كان ليس غنياً فإنه يُعتبر مسرفاً، سواء كان من أوساط الناس أو من الفقراء، لأن بعض الفقراء يريد أن يكمل نفسه، فتجده يشتري هذه القصور الكبيرة، ويؤثثها بهذا الأثاث البالغ، وربما يكون قد استدان بعضها من الناس، فهذا خطأ، فالأقسام ثلاثة:
الأول: غني واسع الغنى، فنقول: إنه في وقتنا الحاضر ولا نقول في كل وقت: إذا اشترى بيتاً بمليونين ريال وأثثه بستمائة ألف ريال واشترى سيارة، فليس بمسرف.
الثاني: الوسط، فيعتبر هذا بحقه إسرافاً.
الثالث: الفقير، فيعتبر في حقه سفهاً، لأنه كيف يستدين ليكمل شيئاً ليس بحاجة إليه؟!
وما حكم التحف في البيوت، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
الشيخ : الإسراف بارك الله فيك: هو مجاوزة الحد، وقد بين الله تعالى في كتابه أنه لا يحب المسرفين، وإذا قلنا: إن الإسراف مجاوزة الحد، صار الإسراف يختلف، فقد يكون هذا الشيء إسرافاً بالنسبة لفلان، وغير إسراف بالنسبة لفلان، فهذا الذي اشترى بيتاً بمليونين من الريالات، وأثثه بستمائة ألف، واشترى سيارة، إذا كان غنياً فليس مسرفاً، لأن هذا سهل بالنسبة للأغنياء الكبار، أما إذا كان ليس غنياً فإنه يُعتبر مسرفاً، سواء كان من أوساط الناس أو من الفقراء، لأن بعض الفقراء يريد أن يكمل نفسه، فتجده يشتري هذه القصور الكبيرة، ويؤثثها بهذا الأثاث البالغ، وربما يكون قد استدان بعضها من الناس، فهذا خطأ، فالأقسام ثلاثة:
الأول: غني واسع الغنى، فنقول: إنه في وقتنا الحاضر ولا نقول في كل وقت: إذا اشترى بيتاً بمليونين ريال وأثثه بستمائة ألف ريال واشترى سيارة، فليس بمسرف.
الثاني: الوسط، فيعتبر هذا بحقه إسرافاً.
الثالث: الفقير، فيعتبر في حقه سفهاً، لأنه كيف يستدين ليكمل شيئاً ليس بحاجة إليه؟!
7 - ما هو ضابط الإسراف .؟وإذا اشترى بيتا بمليونين ريال وأسسه بستمائة ألف واشترى سيارة بثلاثمائة ألف هل هو مسرف ؟ وما حكم التحف في البيوت ؟ أستمع حفظ
ما حكم المشي بالنعال بين القبور .؟
السائل : شيخ: ما حكم المشي بين القبور بالنعال؟
الشيخ : المشي بين القبور بالنعال لا بأس به إذا كان لحاجة، كشدة برد أو طين، أو شدة حر أو شوك أو حصى، أما لغير حاجة فلا ينبغي أن يمشي بين القبور بالنعال، وأما ما كان خارجاً عن القبور فلا بأس، ودليل ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر: ( أن الرجل إذا دُفن وجاءه الملكان فإنه يسمع قرع نعال المشيعين إذا انصرفوا ) .
الشيخ : المشي بين القبور بالنعال لا بأس به إذا كان لحاجة، كشدة برد أو طين، أو شدة حر أو شوك أو حصى، أما لغير حاجة فلا ينبغي أن يمشي بين القبور بالنعال، وأما ما كان خارجاً عن القبور فلا بأس، ودليل ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر: ( أن الرجل إذا دُفن وجاءه الملكان فإنه يسمع قرع نعال المشيعين إذا انصرفوا ) .
رجل عليه كفارة قتل خطأ وهو لا يستطيع الصوم لأنه مريض بمرض السكر فماذا عليه .؟
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم: رجل مريض بمرض السكر، وعليه كفارة صيام شهرين -كفارة قتل خطأ- ولا يستطيع أن يصوم لمرضه، فماذا عليه؟
الشيخ : إذا كان لا يستطيع أن يصوم فلا شيء عليه، لأن كفارة القتل ليس فيها إلا عِتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين، كما في سورة النساء: (( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ))، وليس فيه إطعام، فإن قدر على الصوم صام وإلا سقط عنه.
الشيخ : إذا كان لا يستطيع أن يصوم فلا شيء عليه، لأن كفارة القتل ليس فيها إلا عِتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين، كما في سورة النساء: (( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ))، وليس فيه إطعام، فإن قدر على الصوم صام وإلا سقط عنه.
بعض الحلاقين لما يريد أن يحلق للمحرم يضع نوعا من الصابون فيه شيء من الطيب فما حكم ذلك .؟
السائل : فضيلة الشيخ : بعض الحلاقين عندما ينتهي المعتمر أو الحاج من العمرة أو الحج يضع نوعاً من الصابون فيه شيء من الطيب، فما حكم ذلك؟
الشيخ : إذا كان جاهلاً فلا شيء عليه، سواء كان الجاهل هذا الحلاق أو المحلوق، أما إذا كان المحلوق عالماً بأن فيه طيباً فإنه يمنعه، لأنه لا يحل إلا إذا حلق أو قصر بعد سعيه.
الشيخ : إذا كان جاهلاً فلا شيء عليه، سواء كان الجاهل هذا الحلاق أو المحلوق، أما إذا كان المحلوق عالماً بأن فيه طيباً فإنه يمنعه، لأنه لا يحل إلا إذا حلق أو قصر بعد سعيه.
10 - بعض الحلاقين لما يريد أن يحلق للمحرم يضع نوعا من الصابون فيه شيء من الطيب فما حكم ذلك .؟ أستمع حفظ
ما الأفضل لطالب العلم الجمع بين طلب العلم والدعوة أم التفرغ لطلب العلم فقط .؟
السائل : يا شيخ حفظك الله: ما هو الأفضل لطالب العلم: الاشتغال بالعلم والدعوة معاً، أو الانتظار حتى الانتهاء من طلب العلم ثم الدعوة؟
الشيخ : الأفضل أن يجمع بينهما، أن يجمع بينهما بين طلب العلم والدعوة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( بلغوا عني ولو آية ) .
السائل : لو كان علمه قليلاً هل يدعو، أو حسب العلم؟
الشيخ : لا، على حسب العلم، إذا كان علمه قليلاً فمعناه: لو اشتغل في الدعوة وراح يميناً ويساراً معناه: لا يزداد علماً، لكن قصدنا إذا كان الإنسان علمه لا بأس به ويريد أن يجمع بينهما فليفعل.
الشيخ : الأفضل أن يجمع بينهما، أن يجمع بينهما بين طلب العلم والدعوة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( بلغوا عني ولو آية ) .
السائل : لو كان علمه قليلاً هل يدعو، أو حسب العلم؟
الشيخ : لا، على حسب العلم، إذا كان علمه قليلاً فمعناه: لو اشتغل في الدعوة وراح يميناً ويساراً معناه: لا يزداد علماً، لكن قصدنا إذا كان الإنسان علمه لا بأس به ويريد أن يجمع بينهما فليفعل.
اضيفت في - 2005-08-27