السائل : السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : أقول يا شيخ: إذا شخص مثلًا يطلب مبلغاً وهو سلفة هل عليه زكاة يا شيخ؟
الشيخ : بارك الله فيك هذا الدين سواء كان سلفة، أو ثمن بيع، أو أجرة بيت، أو شيئاً آخر، إذا كان على مليء فإنه تجب زكاته كل عام، فتزكيه مع مالك إن شئت، وإن شئت قيدت الزكاة فإذا قبضته زكيته لما مضى، وأما إذا كان على معسر لا يستطيع الوفاء أو على غاشم ظالم لا تستطيع أن تستوفي حقك منه فإنه لا زكاة فيه، لكن متى قبضته ولو بعد عشر سنوات تزكيه سنة واحدة سنة القبض، وهذا القول هو القول الراجح الوسط بين قولين: قول ليس فيه زكاة، إذا كان على معسر فلا تزكيه إلا إذا قبضته وتمت السنة.
والقول الثاني: أن فيه زكاة ولو كان على معسر، والصواب: ما ذكرناه لك: التفصيل، إذا كان على موسر تستطيع أن تستوفيه منه فعليك زكاته كل عام، إذا كان على معسر أو على من لا تستطيع مطالبته فليس فيه زكاة، لكن إذا قبضته زكيته سنة واحدة لما مضى.

السائل : بالنسبة يا شيخ للخادمة في المنزل التي ما معها محرم يجوز ولا لا؟
الشيخ : إيش؟
السائل : شغل الخادمة.
الشيخ : شغل الخادمة؟
السائل : نعم، ليس معها محرم.
الشيخ : يعني لإصلاح الطعام ونحوه؟
السائل : نعم، وكاشفة وجهها في البيت.
الشيخ : الخادمة في المنزل:
أولاً: لابد أن يكون معها محرم، لا يجوز لإنسان أن يأتي بخادمة بلا محرم، لأن هذا فتنة عظيمة.
ثانياً: يجب عليها أن تحتجب عن أهل البيت من الرجال كما تحتجب عن أهل السوق، إذ لا فرق، وكلهم غير محارم لها، وتهاون بعض الناس الآن من الأمور التي ابتلي بها الناس، فإن بعض الناس يتهاون في كشف الخادمة وجهها، وبعضهم يتهاون أيضاً في كونه يدخل البيت وليس فيه أحد سوى الخادمة، فيخلو بها مع أنه ما خلا إنسان بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان والعياذ بالله فالواجب الحذر.
الواجب أولاً: ألا نأتي بالخادم إلا للحاجة، لأنه بدون حاجة من إضاعة المال، لأنها ستطلب منك راتباً شهرياً، فإذا كنت غير محتاج إليها فصرف هذا الراتب إضاعة للمال.
ثانياً: أن يكون معها محرم.
السائل : طيب بالنسبة ل!
الشيخ : ما لك إلا سؤال واحد.

السائل : يا شيخ: بالنسبة الرهن إذا كان من طرف واحد.
الشيخ : إيش؟
السائل : الرهن إذا كان من طرف واحد.
الشيخ : شلون يعني؟
السائل : يعني مثلاً: زيد وعمرو، تراهنوا قال زيد: إذا صار هذا الشيء لك ألف ريال، لكن عمرو لم يقل هذا الشيء لأنه طرف آخر؟
الشيخ : كيف؟
قال: إذا كان هذا الشيء بعطيك ألف ريال؟
السائل : نعم، إذا صار هذا الشيء فأنا أدفع لك ألف ريال، زيد يقول هذا.
الشيخ : لكن هو الذي التزم ولا ألزم غيره؟
السائل : هو الذي بنفسه.
الشيخ : إن كان هذا الشيء فعليَّ ألف ريال.
السائل : إي نعم، من طرف واحد.
الشيخ : لمن الألف الريال؟
السائل : لعمرو.
الشيخ : لماذا استحقها عمرو؟
هل عمل عملاً؟
إذا لم يعمل عملاً وليس فيه مقابلة فهو من أكل المال بالباطل، نعم لو قال لشخص: إذا فعلت كذا فلك ألف ريال، وحاول هذا فعله حتى فعله فهذا يُعطى، لأنه تعب وعمل.

السائل : شيخ حفظك الله: بعض المجالس يحضر الإنسان وفيها بعض الأقارب، وربما تكلموا بغيبة أو تكلموا بكلام لا تدري هل هو غيبة أو لا، فيكون الإنسان في جهاد في هذه المجالس لا يدري هل هي غيبة، وربما ينكر الغيبة ويكون فيها بعض الأقارب، هل يهجر هذه المجالس؟
وأيضاً إذا سمع غيبة هل يقوم من هذا المجلس؟
الشيخ : إذا حضر الإنسان مجلساً فيه غيبة سواء من الأقارب، أو من الأجانب، فالواجب عليه أن ينهى عن هذا، ويحذر هؤلاء من الغيبة، فإن انتهوا فهذا المطلوب، وإن لم ينتهوا وجب عليه أن يقوم، ولا يجلس في مجلس فيه الغيبة، لقول الله تبارك وتعالى: (( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ )) فجعل الله الجالسين مثل الخائضين، عرفت؟
السائل : إذا كان الوالد حاضر ويزعل إذا قمت، فما الحكم؟
الشيخ : وهي غيبة متأكد يعني؟
السائل : نعم.
الشيخ : أيهما أولى أن تقدم رضا الله أو رضا الوالد؟
السائل : رضا الله.
الشيخ : إذاً قم سواء رضي الوالد أو لم يرضَ.

السائل : قراءة القرآن عن ظهر قلب وهو جنب؟
الشيخ : ذكرنا أنه حرام ما يجوز، لكن ذكرنا أن الدعاء الذي يوافق القرآن إذا لم يقصد به القراءة لا بأس، مثلاً: يقول بعد الأكل: الحمد لله رب العالمين، أو يقول: (( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ )) وأما قراءة القرآن فلا تجوز للجنب.

السائل : أقول يا شيخ: ما رأيكم فيمن يأخذ شهادة الغير ليذهب إلى دار الإفتاء مثلًا ليأخذ بها كتباً باسم صاحب هذه الشهادة بعد موافقته؟
الشيخ : أسألك هل هذا من الصدق أم من الكذب؟
السائل : من الكذب؟
الشيخ : من الكذب؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب الكذب يسأل عنه حلال أم حرام؟!
السائل : وجدنا كثيراً من الشباب يفعلون هذا الشيء وأخذوا كتباً.
الشيخ : الله يتوب علينا وعليهم، هؤلاء الحقيقة هدموا مصراً وعمروا قصراً، أولاً: في هذا كذب، والكذب حرام.
ثانياً: فيها خيانة وخديعة للجهة المسئولة.
ثالثاً: فيها أخذ للمال بغير حق، أو للكتب بغير حق فالواجب على الإنسان أن يكون صريحاً.
انظر المنافقين لما رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك ماذا صنعوا؟!
جاءوا يقولون: إنا معذورن، ويحلفون بالله، فقال الله تعالى: (( فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ))، والذين صدقوا وصرحوا بأنهم ما لهم عذر أبقى الله ذكرهم إلى يوم القيامة، أنزل فيهم كتاباً يتلى.
فهؤلاء الإخوة في الواقع الذين يقولون: نحن نريد أن نتعلم، نقول: لا يمكن أن يستجلب رزق الله بمعاصيه إطلاقاً، اتقوا الله واصدقوا ييسر لكم الأمر، لأن الصدق من التقوى، وقد قال الله تعالى: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً )).
فلا يحل لهؤلاء أن يأخذوا بطاقة طالب علم ليتوصلوا بها إلى أخذ الكتب، ولا يجوز لطالب العلم أن يعطيهم أيضاً بطاقته ليأخذوا بها كتباً.

السائل : السلام عليكم .
يا شيخ: في بعض القبائل موجود عندهم عادات بالنسبة إذا تخاصم اثنان وأرادوا أن يصلحوا بينهم، فيقول له: احلف له، الدين سوية إذا حصل مثل هذا منك أن يتغاضى عن الموضوع الذي أنت فيه هذا جزء، والجزء الثاني: إذا أصلح بينهم يقول: اذبح له أنت ذبيحة، أو ما شابه ذلك يعني: رضوة له عشان ما يستمر في الزعل أو ما شابه ذلك، فما الحكم في هذه العادات؟
الشيخ : يعني لا يتصالحون إلا بالشرطين؟
السائل : إي نعم.
الشيخ : الشرط الأول: إنه يقول إذا جرى عليك مثل هذا تسمح له.
السائل : يحلف له.
الشيخ : ويحلف بذلك، ثانيًا: يجعل له ذبيحة.
السائل : نعم.
الشيخ : كل هذا باطل، وحكم بغير ما أنزل الله.

السائل : بالنسبة يا شيخ لعبة التنس، التنس تقول: حرام لأنه شبه الطائرة؟
الشيخ : علماؤنا يقولون إنها حرام.
السائل : التنس ولا البلوت؟
الشيخ : التنس والبلوت.
السائل : التنس زي الطائرة يا شيخ.
الشيخ : ها؟
السائل : التنس زي الطائرة، يعني حركة.
الشيخ : وين الحركة؟
السائل : إلا التنس حق الطاولة.
الشيخ : باليد يا شيخ، جالس على الكرسي.
السائل : لا، ما هو على الكرسي يا شيخ، طاولة، ما هو شطرنج يا شيخ، شطرنج هو.
السائل : تقصد الشطرنج.
الشيخ : أنا فاهم، ما كرة زي البيضة أو أقل؟ أعرفها.
السائل : تحركها.
الشيخ : وش تحركها؟
السائل : مجهود يا شيخ.
الشيخ : هل تعطي البدن حرارة؟
السائل : نعم، إي نعم يا شيخ.
الشيخ : خلاص، إذا كان فيها فائدة تكون مثل كرة القدم.
السائل : جزاك الله خيرًا.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : فضيلة الشيخ : تسمية تحية المسجد بهذا الاسم هل ورد لها في الشرع دليل؟
الشيخ : لا، هذه بارك الله فيك اصطلح عليها العلماء، وقالوا: إنها تحية المسجد، أما النص الذي ورد فيها فهو: ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) وكأنهم رحمهم الله سموها تحية، لأن القادم من السفر أول ما يبدأ قبل أن يدخل بيته يصلي في المسجد ركعتين، يذهب إلى المسجد ويصلي ركعتين، ليكون حيا الله عز وجل قبل أن يحيي أهله، حيا الله في بيت من بيوته قبل أن يحيي أهله، وهذه سنة الظاهر أن كثيراً من الناس غافل عنها يعني لا يعرفونها، أنك إذا قدمت البلد تصلي في المسجد قبل أن تدخل بيتك ركعتين، وهذا نظير تسميتهم الجلسة التي تكون بعد الركعة الأولى وقبل الثانية، وبعد الركعة الثالثة وقبل الرابعة يسمونها: جلسة الاستراحة، وهذه لم ترد بهذا الاسم، لكنهم قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يفعلها ليستريح، لأنه كان تثاقل في آخر عمره وصار يجلسها.

السائل : شيخ: من ناحية قضية تلاعب الأطفال وقت الصلاة، هل يجوز أن أناس يتأخرون عن الصلاة في سبيل يمنعون تلاعبهم داخل المسجد ولا، كيف تحل هذه يا شيخ؟
الشيخ : حل هذه بارك الله فيك أن ينظر إلى أولياء أمورهم، ويطلب منهم أن يحجزوا أولادهم، وخير من ذلك أن يأتوا بأولادهم إلى المسجد ليربوهم على دخول المسجد وإلف المسجد، ولكن مع الأسف أننا سمعنا أن بعض الناس -نسأل الله لنا ولهم الهداية- إذا رأى الصبي في المسجد طرده، وهذا لا يجوز، بل ينبغي أننا نشجع الصبيان على حضور الصلاة في المسجد ونهاديهم ونفسح لهم المجال، وأما كون الإنسان يتأخر عن الصلاة من أجل تهدئتهم فلا أرى هذا.
السائل : آباؤهم يعارضون في قضية لما تنصح الآباء يقول: أبنائي ما هم معهم، ويتبين أن أبناءه حقيقة كانوا معهم، وهم يتباطئون عن الصلاة، يأتون في الركعة الثانية أو الثالثة، ويحدث ما يحدث من مشاكلهم.
الشيخ : الواجب تقوى الله في هذه المسألة، الواجب تقوى الله، لكن لو فرضنا أن حول المسجد صبيان يشوشون على المسجد على المصلين، ولا يمكن درء شرهم إلا إنسان يقعد يطردهم إلى أن يبقى ركعة واحدة ثم يدخل في الجماعة هذا إن شاء الله لا بأس به، لأن: ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ) .

السائل : فضيلة الشيخ : ما هو المستند الشرعي الذي يعمل به في القنوت بدعاء ختم القرآن في الشفع، وما هو القنوت؟
وما حكم القنوت في الشفع إذا لم ينزل نازلة؟
الشيخ : الصواب أن القنوت يكون في الوتر خاصة، ويكون أيضاً في الفرائض إذا نزلت بالمسلمين نازلة، لكن القنوت في النوازل ليس هو دعاء القنوت في الوتر، بل القنوت في النوازل أن تدعوَ الله تعالى بما يناسب تلك الواقعة أو تلك النازلة، هذا هو القنوت.
وأما دعاء ختم القرآن في الصلاة فلا أعلمُ له أصلاً لا من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا من سنة الصحابة، وغاية ما فيه: ( أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا أراد أن يختم القرآن جمع أهله ودعا ).
وهذا في غير الصلاة، أما في الصلاة فليس لها أصل، لكن مع ذلك هي مما اختلف فيه العلماء رحمهم الله، علماء السنة ما هو علماء البدعة، والأمر في هذا واسع، يعني: لا ينبغي للإنسان أن يشدد حتى يخرج عن المسجد ويفارق جماعة المسلمين من أجل الدعاء عند ختم القرآن، وإذا وكل الأمر إليه فلا يدعو في الصلاة عند ختم القرآن، لأن الصلاة مرتبة من قبل الشرع، القيام له قراءة، والركوع له ذكر، والسجود له ذكر، والقيام بعد الركوع له ذكر، والجلوس بين السجدتين له ذكر، والتشهد له ذكر، مرتبة ما فيها مكان للقنوت إلا ما جاءت به السنة من القنوت في النوازل، وكذلك الوتر.
وأما الدعاء لختم القرآن فلم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولا عن أصحابه أنهم كانوا يدعون عند ختم القرآن في الصلاة، لكن كما قلت: لا ينبغي للإنسان أن يشدد في هذا الأمر بحيث يقول: هذا الذي يدعو عند ختم القرآن في الصلاة مبتدع ضال، لا تجوز موافقته، لأن السلف اختلفوا فيه.
السائل : حكم إذا قنت بالنازلة بدعاء ختم القرآن؟
الشيخ : قلت لك أنه عند النوازل يقنت كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام.

السائل : القراءة في الفنجان يا شيخ من أنواع السحر، وهناك من يصدق هذا خاصة إذا أخبر بالمستقبل، يخبر في المستقبل عن أمور فتحدث هذه الأمور؟
الشيخ : القراءة في الفنجان شلون يعني؟
السائل : في بعض البلدان هناك من يقرأ في الفنجان، يعني تخبره يسألك عن اسم الأم مثلًا أو اسم الأب فيخبرك بماضيك، بعض الأمور وبعض الحاودث التي حصلت لك في الماضي، وأيضًا يخبر عن بعض الحوادث التي تحصل في المستقبل.
الشيخ : لكن هذا الفنجان فارغ ولا فيه ماء؟
السائل : الله أعلم ما أدري، لكن يسمونه القراءة بالفنجان.
الشيخ : الظاهر لي: أن هذا نوع من الشعوذة والسحر، فلا تجوز، ومن صدق أحداً أخبره عن أمر سيقع في المستقبل فقد كفر بما أنزل على محمد، والعياذ بالله، لأنه إذا صدق بالإخبار عن شيء في المستقبل فقد كذب القرآن لقوله تعالى: (( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ )) فحصر علم الغيب بجانب الربوبية (( إلا الله ))، فمن صدق من يقول: إنه سيحصل في اليوم الفلاني كذا وكذا، فقد كذب القرآن، ولهذا جاء في الحديث: ( مَن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) .
السائل : يا شيخ لكن السؤال يقول: كيف يخبر عن أمور في المستقبل وتحدث؟
الشيخ : هذه شبهة نقول: صادفت، ما هو لأنه عالم، هذا يتخرص حتى علم، أو يكون مثل الكهان الذين كانوا في زمن الجاهلية، يسمع الجني الخبر من السماء ويوحيه إلى هذا الكاهن ثم يضيف الكاهن إليها أشياء أخرى فإذا صدق في هذه الكلمة التي سمعت من السماء قالوا: هذا صادق يعلم الغيب.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل : شيخ: قوله تعالى: (( وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ )) هل هذا القيد له مفهوم أو لا مفهوم له؟
الشيخ : اقرأ الآية؟
السائل : (( وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ )).
الشيخ : كمل.
السائل : (( اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ )) .
الشيخ : كمل.
السائل : (( فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ )) .
الشيخ : بس خلاص وقف، قال الله تعالى: (( وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ )) فقيد هذا بقيدين:
الأول: أن تكون في الحجر.
والثاني: أن يكون دخل بأمها: (( مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ )).
ثم قال: (( فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ )) فصرح بمفهوم الشرط الذي هو: (( مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ )) وسكت عن مفهوم الشرط الثاني وهي: (( وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} )) فدل هذا على أن كونها في حجره ليس بشرط، وأن الربيبة تحرم على زوج أمها سواء كانت في حجره أم لم تكن، عرفت؟
السائل : نعم.
الشيخ : والدلالة من الآية واضحة.

السائل : شخص يا شيخ تسبب بانقلاب سيارة متعمداً، ولم يكن أحد موجوداً أثناء ذلك، وفيما بعد تبين أن صاحب هذه السيارة توفي؟
الشيخ : كيف تسبب شلون؟
السائل : تسبب في انقلاب السيارة متعمداً.
الشيخ : يعني حط شيء يقلبه.
السائل : لا، لف عليه في سيارة ثانية، فتوفي صاحب السيارة.
الشيخ : يكون عليه ضمان الدية، وعليه أيضاً كفارة عِتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.
السائل : هل لابد من إبلاغ أهل المتوفي؟
الشيخ : إي إي، لابد.
وإلى هنا انتهى هذا المجلس وهذا اللقاء، نسأل الله أن يعلمنا وإياكم ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الشيخ : نبدأ؟
السائل : نعم .
الشيخ : بعض العلماء يقول: إنه لا يشرع إلقاء السلام على قارئ القرآن، وأنه لا يجب على قارئ القرآن رد السلام، فهل هذا القول صحيح، وما دليل أصحابه؟
نعم هكذا قال العلماء عندنا في المذهب الحنبلي، يقولون: لأن هذا يشغل، واستدلوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه حينما سمعهم يقرؤون في صلاتهم ويجهر بعضهم على بعض، فقال: ( لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة ).
والسلام يشغل القارئ، وهذا واجد عند كثير من الناس إذا أحد سلم عليه وهو يقرأ عن ظهر قلب خلاص ضيع المكان الذي انتهى إليه، لكن هذه ينبغي أن تقيد بما إذا كان الذي يقرأ لو تركت السلام عليه لعدَّك هاجرًا له فهنا سلم.

الشيخ : إذا اختلف علماء عصرنا على قولين فذهب بعضهم إلى التحريم وذهب الآخر إلى الجواز، فإذا جاء من بعدهم وقال بالكراهة جمعاً بين الأدلة والقولين، هل يعتبر هذا إحداث قول ثالث؟
نعم هذا في الواقع أنه إحداث قول ثالث، لأنه حكم بحكم مخالف لم يقل به هؤلاء ولا هؤلاء، لكن لو قال: يجوز في حال دون حال صار هذا لم يحدث قولًا ثالثًا، وإنما قال ببعض قول من قال بالجواز أو بالتحريم، وهذه نقطة ينبغي أن يتفطن لها الإنسان، إذا اختلف العلماء على قولين: الجواز والتحريم، فقال إنسان: أنا أقول بالكراهة جمعًا بين القولين، نقول: لا، ليس في هذا جمع بين القولين، لأنك قلت أو أتيت بحكم ثالث وهو الكراهة، لكن لو قلت: يجب في حال دون حال صرت لم تخرج عن الإجماع، ومثال ذلك: قول من قال: إن الوتر واجب، وقول آخر يقول: إن الوتر ليس بواجب، فقال شيخ الإسلام -رحمه الله-: إنه واجب على من له ورد من الليل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا أهل القرآن أوتروا ) دون غيرهم، قال: وهذا قول بعض من يوجبه مطلقًا، فلم يخرج عن الإجماع.

الشيخ : والسؤال الثالث والأخير: فضيلة الشيخ : سألتكم عن مسألة في الحج إلى آخره، ولكن بعض إخواني يقولون: كان يجب عليك إتمام الحج عن أولادك، لقوله تعالى: (( وأتموا الحج والعمرة لله )) فلو بينتم الأمر بالأدلة، وجزاكم الله خيرًا؟
نقول: إذا أحرم الصبي غير البالغ وفسخ إحرامه ولم يتمه فلا شيء عليه، وذلك لأنه غير مكلف، والخطاب في قوله تعالى: (( وأتموا الحج والعمرة لله )) موجه إلى المكلَّف، وهذا غير مكلف، ويحدث هذا كثيرًا، يحرم الصبي فإذا ضاق من الإحرام وضاق من مضايقة الناس وزحامهم قال تركت لا أريد الإتمام، قلنا توكل على الله ما في مانع، وهذا هو مذهب أبي حنيفة، وهو الأقرب إلى الصحة، ومال إليه صاحب الفروع من أكابر علماء الحنابلة رحمهم الله، أعرفت؟ إذن الدليل ما هو؟
أن هذا غير مكلف فلا يتوجه إليه الخطاب بالأمر.

الشيخ : يقول: أحيطك علمًا بأن بعض الناس يقرؤون بعد كل سورة أي بعد الانتهاء من السورة سورة كذا وكذا مكية أو مدنية، مثال ذلك: سورة الأنعام مكية، وهي مائة وسبع وستون آية، وهكذا كل القراء، السؤال: هل في هذا بأس أو لا؟
يعني في الصلاة؟ أبكر؟ في الصلاة يقولونها؟
السائل : نعم ؟
الشيخ : يقولون هذا في الصلاة؟
السائل : لا، في التلاوة.
الشيخ : يظنون أن هذا قرآن ولا يريدون البيان؟
السائل : لا أدري.
الشيخ : على كل حال إذا كانوا يريدون البيان لا بأس، أما أن يظنوا أنه من القرآن فهذا غلط منهم، لأن هذه البيانات مكتوبة في برواز خاص، كيف تقرأ مع القرآن؟!
فيخبرون أنها ليست من القرآن.

الشيخ : يقول: ما معنى الاستحسان وما هو الفرق بينه وبين الاستحباب، وما حكم العمل بالاستحسان؟
الاستحسان هذا بعض العلماء -رحمهم الله- جعله من أدلة الفقه، وقالوا: إن ما كان حسنًا فإنه يكون مشروعًا، ولكن هذا ليس بصحيح، بل يقال: " ما كان مشروعًا فهو حسن، وليس كل حسن مشروعًا لأن الأفهام تختلف في الحسن والقبح "، قد يرى الإنسان هذا الشيء مشروعًا مستحسنًا، وقد يراه الآخر قبيحًا، لكن كل مشروع مستحسن، وليس كل مستحسنٍ مشروعًا، لا لأن الشرع لا يطلب الاستحسان، لكن لأن الأفهام تختلف في الاستحسان، ولهذا نرى المعطِّلة الذين ينكرون الصفات ويؤولون النصوص يقولون: أن هذا مستحسن.

الشيخ : هذا خالد أديب: لقد تقرر عندنا قاعدة وهي: " ما حَرُم لكسبه فهو حرام على الكاسب دون غيره "، فما هو دليل هذه القاعدة؟
دليل هذه القاعدة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل من طعام اليهود هدية ودعوة، مع أن اليهود كانوا يأكلون الربا، ويأكلون السحت، ولم يكن يسألهم هل هذا من رباكم أو ليس من رباكم؟
فدل هذا على أن ماحرم لكسبه فهو حرام على الكاسب فقط.