سلسلة لقاء الباب المفتوح-114a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير سورة الحجرات الآيات (7-8) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد من الآيات .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الرابع عشر بعد المائة من اللقاء المسمى: لقاء الباب المفتوح، الذي يتم كل خميس في كل أسبوع، وهذا هو يوم الخميس السادس من شهر شعبان عام ستة عشر وأربعمائة وألف.
نبتدئ هذا اللقاء بالكلام على ما تيسر من تفسير قول الله تبارك وتعالى: ((وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ))، هذه الآية كما تعلمون جاءت بعد قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ * وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ))
وسبب ما سبق: أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه عن قوم ما ليس فيهم، فأمر الله تعالى بالتأكد من الأخبار إذا جاء بها من لا تعرف عدالته، وكأن بعض الصحابة رضي الله عنهم أرادوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعاقب هؤلاء الذين بلغه عنهم ما بلغه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل بعد أن نزلت عليه الآية: (( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ))
ولكن العبرة بعموم اللفظ، وهو قوله: (( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ )) أي: لشق عليكم ما تطلبونه من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وهذا له أمثلة كثيرة: منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بأصحابه في رمضان يصلي بهم صلاة القيام، فانصرف وقد بقي من الليل ما بقي، فقالوا: ( يا رسول الله! لو نفلتنا بقية ليلتنا ) يعني: طلبوا منه أن يقيم بهم كل الليل ولكنه صلى الله عليه وسلم قال لهم: ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة ) ولم يوافقهم على طلبهم، لما في ذلك من العنت والمشقة.
ومنها: أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بحثوا عن عمله في السر يعني: فيما لا يظهر للناس، وهو العمل الذي يفعله في بيته من العبادات فكأنهم تقالُّوها، فقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يعني: وأما هم فلم يكن لهم ذلك فقال أحدهم: ( أنا أصوم ولا أفطر، وقال الثاني: أنا أقوم ولا أنام، وقال الثالث: أنا لا أتزوج النساء، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: أما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) فحذرهم أن يعملوا عملاً يشق عليهم.
ومن ذلك أيضاً: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وعن أبيه أنه بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ( أنه ليصومن النهار وليقومن الليل ما عاش، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أنت قلت هذا؟ قال: نعم، قال: إنك لا تطيق ذلك ) ثم أرشده إلى ما هو أفضل وأهون.
والحاصل: أنه يوجد من الصحابة رضي الله عنهم من له همة عالية، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يطيعهم في كثير من الأمر، لأن ذلك يشق عليهم لو أنه أطاعهم.
ثم قال : (( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ )) قد يقول قائل: ما هو ارتباط قوله: (( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإيمَانَ )) بقوله: (( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ )) ؟
والجواب : أنكم تطيعونه أي: الرسول عليه الصلاة والسلام، فيما يخالفكم فيه، لأن الله حبب إليكم الإيمان، فتقدمون طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما خالفكم فيه، لأن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم، وهذا استدراك من أبلغ ما يكون من الاستدراك، يعني: ولكن إذا خالفكم النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأمر الذي تريدونه فإنكم لن تكرهوا ذلك، ولن تخالفوه ولن تحملوا على الرسول صلى الله عليه وسلم بسببه (( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإيمَانَ )) أي: جعله محبوباً في قلوبكم (( وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ )) يعني: جعلكم تحبونه، وزينه في قلوبكم بحيث لا تتركونه بعد أن تقوموا به، وذلك أن فعل الإنسان الشيء للمحبة قد يكون محبة عارضة لكن إذا زين له الشيء ثبتت المحبة ودامت، ولهذا قال: (( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإيمَانَ )) وهذا في القلب، (( وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ )) أيضاً في القلب، لكن إذا زين الشيء المحبوب إلى الإنسان فإنه يستمر عليه ويثبت عليه.
(( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ )) كره إليكم الكفر الذي هو مقابل الإيمان، والفسوق الذي هو مقابل الاستقامة، والعصيان الذي هو مقابل الكمال، وهذا تدرج من الأعلى إلى ما دونه، الكفر أعظم من الفسق، والفسق أعظم من العصيان، فالكفر: هو الخروج من الإسلام بالكلية، وله أسباب معروفة في كتب أهل العلم ذكرها الفقهاء رحمهم الله في باب أحكام المرتد، وأما الفسق فهو دون الكفر لكنه فعل كبيرة، أن يفعل الإنسان كبيرة من الكبائر ولم يتب منها كالزنا وشرب الخمر والسرقة والقذف وما أشبه ذلك، والعصيان دون هذا، العصيان هو الصغائر التي تكفر بالأعمال الصالحة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ) فالمؤمنون الخلص حبب الله إليهم الإيمان، وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، نسأل الله أن يجعلنا منهم.
(( أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ )) أولئك: المشار إليه من حبب الله إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، (( أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ )) يعني: الذين سلكوا طريق الرشد، والرشد في الأصل حسن التصرف، وهو في كل موضع بحسبه، فالرشد في المال أن يحسن الإنسان التصرف فيه، ولا يبذله في غير فائدة، والرشد في ولاية النكاح مثلاً: هو أن يكون الولي عارفاً بالكفء ومصالح النكاح، والرشد في الدين: هو الاستقامة على دين الله عز وجل، فهؤلاء الذين حبب الله إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان هم الراشدون.
وهنا تجدون هذه الأفعال كلها مضافة إلى الله ، حبب من ؟
الطالب : الله.
الشيخ : زينه؟ الله. كره؟ الله عز وجل، ولهذا قال بعدها: (( فَضْلاً مِنَ اللَّهِ )) يعني: أن الله أفضل عليكم فضلاً أي: تفضلاً منه وليس بكسبكم ولكنه من الله عز وجل، ولكن ليُعلم أن الله تعالى أعلم حيث يجعل رسالته، وأعلم حيث يجعل الإيمان في الشخص، فمن علم الله منه حسن النية وحسن القصد والإخلاص حبب إليه الإيمان، وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، ومن لم يعلم الله منه ذلك فإن الله تعالى يقول: (( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ )) ويقول عز وجل: (( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ )) فالذنوب سبب للمخالفة والعصيان، فهؤلاء الذين تفضل الله عليهم وأنعم عليهم نعمة الدين هم الذين وفقوا للحق.
قال الله عز وجل: (( فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً )) أي: إنعاماً منه عليهم.
والنعمة نعمتان: نعمة في الدنيا، ونعمة في الآخر.
فأما الكفار فهم منعمون في الدنيا كما قال الله تعالى: (( كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ )) أي: تنعموا، فهؤلاء -أعني: الكفار- عليهم نعمة في الدنيا، لكن في الآخر عليهم العذاب واللعنة والعياذ بالله.
أما المؤمن فإنه يحصل على النعمتين جميعاً على نعمة الدنيا ونعمة الآخرة، حتى وإن كان فقيراً أو مريضاً أو عقيماً أو لا نسب له، فإنه في نعمة لقول الله تعالى: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) .
هنا قال: (( فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً )) المراد بالنعمة هنا نعمة الدين التي تتصل بنعمة الآخرة، وخلاصة الكلام في النعمة: أن هناك نعمتين: نعمة عامة لجميع الخلق، الكافر والمؤمن، والفاسق والمطيع، ونعمة خاصة للمؤمن، وهذه النعمة الخاصة تتصل بنعمة الدين والدنيا، وأما الأولى فإنها خاصة بنعمة الدنيا فقط لتقوم على الكفار الحجة.
(( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) هذان اسمان من أسماء الله، يقرن الله بينهما دائماً، العلم والحكمة، عليم بكل شيء قال الله تعالى: (( لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً )) وقال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ )) وقال تعالى: (( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) وقال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ )) فعلم الله تعالى محيط بكل شيء، والإنسان إذا علم أن علم الله محيط بكل شيء حتى ما يضمره في قلبه فإنه يخاف، ويرهب، ويهرب من الله إليه عز وجل، ولا يقول قولاً يغضب الله، ولا يفعل فعلاً يغضب الله، ولا يضمر عقيدة تغضب الله، لأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى يعلم ذلك لا يخفى عليه.
وأما الحكيم، فهو ذو الحكمة البالغة، والحكمة هي: أن جميع ما يحكم به جل وعلا موافق مطابق للمصالح، ما من شيء يحكم الله به إلا وهو حكمة عظيمة، قال الله تبارك وتعالى: ((حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ )) وقال تعالى: (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ))، وقال تعالى: (( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )) هذا معنى الحكيم، أي: ذو الحكمة البالغة.
وله معنى آخر وهو: ذو الحكم التام، فإن الله تعالى له الحكم، كما قال تعالى: (( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ )) وقال تعالى: (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) ولا أحد يحكم بهواه: (( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ )).
نسأل الله تعالى أن يتولانا وإياكم برحمته وعفوه، وأن يجعلنا ممن علم وانتفع بعلمه إنه على كل شيء قدير، والآن إلى الأسئلة ونبدأ باليمين.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الرابع عشر بعد المائة من اللقاء المسمى: لقاء الباب المفتوح، الذي يتم كل خميس في كل أسبوع، وهذا هو يوم الخميس السادس من شهر شعبان عام ستة عشر وأربعمائة وألف.
نبتدئ هذا اللقاء بالكلام على ما تيسر من تفسير قول الله تبارك وتعالى: ((وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ))، هذه الآية كما تعلمون جاءت بعد قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ * وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ))
وسبب ما سبق: أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه عن قوم ما ليس فيهم، فأمر الله تعالى بالتأكد من الأخبار إذا جاء بها من لا تعرف عدالته، وكأن بعض الصحابة رضي الله عنهم أرادوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعاقب هؤلاء الذين بلغه عنهم ما بلغه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل بعد أن نزلت عليه الآية: (( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ))
ولكن العبرة بعموم اللفظ، وهو قوله: (( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ )) أي: لشق عليكم ما تطلبونه من الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وهذا له أمثلة كثيرة: منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بأصحابه في رمضان يصلي بهم صلاة القيام، فانصرف وقد بقي من الليل ما بقي، فقالوا: ( يا رسول الله! لو نفلتنا بقية ليلتنا ) يعني: طلبوا منه أن يقيم بهم كل الليل ولكنه صلى الله عليه وسلم قال لهم: ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة ) ولم يوافقهم على طلبهم، لما في ذلك من العنت والمشقة.
ومنها: أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بحثوا عن عمله في السر يعني: فيما لا يظهر للناس، وهو العمل الذي يفعله في بيته من العبادات فكأنهم تقالُّوها، فقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يعني: وأما هم فلم يكن لهم ذلك فقال أحدهم: ( أنا أصوم ولا أفطر، وقال الثاني: أنا أقوم ولا أنام، وقال الثالث: أنا لا أتزوج النساء، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: أما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) فحذرهم أن يعملوا عملاً يشق عليهم.
ومن ذلك أيضاً: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وعن أبيه أنه بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ( أنه ليصومن النهار وليقومن الليل ما عاش، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أنت قلت هذا؟ قال: نعم، قال: إنك لا تطيق ذلك ) ثم أرشده إلى ما هو أفضل وأهون.
والحاصل: أنه يوجد من الصحابة رضي الله عنهم من له همة عالية، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يطيعهم في كثير من الأمر، لأن ذلك يشق عليهم لو أنه أطاعهم.
ثم قال : (( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ )) قد يقول قائل: ما هو ارتباط قوله: (( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإيمَانَ )) بقوله: (( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ )) ؟
والجواب : أنكم تطيعونه أي: الرسول عليه الصلاة والسلام، فيما يخالفكم فيه، لأن الله حبب إليكم الإيمان، فتقدمون طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما خالفكم فيه، لأن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم، وهذا استدراك من أبلغ ما يكون من الاستدراك، يعني: ولكن إذا خالفكم النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأمر الذي تريدونه فإنكم لن تكرهوا ذلك، ولن تخالفوه ولن تحملوا على الرسول صلى الله عليه وسلم بسببه (( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإيمَانَ )) أي: جعله محبوباً في قلوبكم (( وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ )) يعني: جعلكم تحبونه، وزينه في قلوبكم بحيث لا تتركونه بعد أن تقوموا به، وذلك أن فعل الإنسان الشيء للمحبة قد يكون محبة عارضة لكن إذا زين له الشيء ثبتت المحبة ودامت، ولهذا قال: (( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإيمَانَ )) وهذا في القلب، (( وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ )) أيضاً في القلب، لكن إذا زين الشيء المحبوب إلى الإنسان فإنه يستمر عليه ويثبت عليه.
(( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ )) كره إليكم الكفر الذي هو مقابل الإيمان، والفسوق الذي هو مقابل الاستقامة، والعصيان الذي هو مقابل الكمال، وهذا تدرج من الأعلى إلى ما دونه، الكفر أعظم من الفسق، والفسق أعظم من العصيان، فالكفر: هو الخروج من الإسلام بالكلية، وله أسباب معروفة في كتب أهل العلم ذكرها الفقهاء رحمهم الله في باب أحكام المرتد، وأما الفسق فهو دون الكفر لكنه فعل كبيرة، أن يفعل الإنسان كبيرة من الكبائر ولم يتب منها كالزنا وشرب الخمر والسرقة والقذف وما أشبه ذلك، والعصيان دون هذا، العصيان هو الصغائر التي تكفر بالأعمال الصالحة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ) فالمؤمنون الخلص حبب الله إليهم الإيمان، وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، نسأل الله أن يجعلنا منهم.
(( أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ )) أولئك: المشار إليه من حبب الله إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، (( أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ )) يعني: الذين سلكوا طريق الرشد، والرشد في الأصل حسن التصرف، وهو في كل موضع بحسبه، فالرشد في المال أن يحسن الإنسان التصرف فيه، ولا يبذله في غير فائدة، والرشد في ولاية النكاح مثلاً: هو أن يكون الولي عارفاً بالكفء ومصالح النكاح، والرشد في الدين: هو الاستقامة على دين الله عز وجل، فهؤلاء الذين حبب الله إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان هم الراشدون.
وهنا تجدون هذه الأفعال كلها مضافة إلى الله ، حبب من ؟
الطالب : الله.
الشيخ : زينه؟ الله. كره؟ الله عز وجل، ولهذا قال بعدها: (( فَضْلاً مِنَ اللَّهِ )) يعني: أن الله أفضل عليكم فضلاً أي: تفضلاً منه وليس بكسبكم ولكنه من الله عز وجل، ولكن ليُعلم أن الله تعالى أعلم حيث يجعل رسالته، وأعلم حيث يجعل الإيمان في الشخص، فمن علم الله منه حسن النية وحسن القصد والإخلاص حبب إليه الإيمان، وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، ومن لم يعلم الله منه ذلك فإن الله تعالى يقول: (( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ )) ويقول عز وجل: (( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ )) فالذنوب سبب للمخالفة والعصيان، فهؤلاء الذين تفضل الله عليهم وأنعم عليهم نعمة الدين هم الذين وفقوا للحق.
قال الله عز وجل: (( فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً )) أي: إنعاماً منه عليهم.
والنعمة نعمتان: نعمة في الدنيا، ونعمة في الآخر.
فأما الكفار فهم منعمون في الدنيا كما قال الله تعالى: (( كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ )) أي: تنعموا، فهؤلاء -أعني: الكفار- عليهم نعمة في الدنيا، لكن في الآخر عليهم العذاب واللعنة والعياذ بالله.
أما المؤمن فإنه يحصل على النعمتين جميعاً على نعمة الدنيا ونعمة الآخرة، حتى وإن كان فقيراً أو مريضاً أو عقيماً أو لا نسب له، فإنه في نعمة لقول الله تعالى: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) .
هنا قال: (( فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً )) المراد بالنعمة هنا نعمة الدين التي تتصل بنعمة الآخرة، وخلاصة الكلام في النعمة: أن هناك نعمتين: نعمة عامة لجميع الخلق، الكافر والمؤمن، والفاسق والمطيع، ونعمة خاصة للمؤمن، وهذه النعمة الخاصة تتصل بنعمة الدين والدنيا، وأما الأولى فإنها خاصة بنعمة الدنيا فقط لتقوم على الكفار الحجة.
(( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )) هذان اسمان من أسماء الله، يقرن الله بينهما دائماً، العلم والحكمة، عليم بكل شيء قال الله تعالى: (( لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً )) وقال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ )) وقال تعالى: (( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) وقال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ )) فعلم الله تعالى محيط بكل شيء، والإنسان إذا علم أن علم الله محيط بكل شيء حتى ما يضمره في قلبه فإنه يخاف، ويرهب، ويهرب من الله إليه عز وجل، ولا يقول قولاً يغضب الله، ولا يفعل فعلاً يغضب الله، ولا يضمر عقيدة تغضب الله، لأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى يعلم ذلك لا يخفى عليه.
وأما الحكيم، فهو ذو الحكمة البالغة، والحكمة هي: أن جميع ما يحكم به جل وعلا موافق مطابق للمصالح، ما من شيء يحكم الله به إلا وهو حكمة عظيمة، قال الله تبارك وتعالى: ((حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ )) وقال تعالى: (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ))، وقال تعالى: (( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )) هذا معنى الحكيم، أي: ذو الحكمة البالغة.
وله معنى آخر وهو: ذو الحكم التام، فإن الله تعالى له الحكم، كما قال تعالى: (( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ )) وقال تعالى: (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) ولا أحد يحكم بهواه: (( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ )).
نسأل الله تعالى أن يتولانا وإياكم برحمته وعفوه، وأن يجعلنا ممن علم وانتفع بعلمه إنه على كل شيء قدير، والآن إلى الأسئلة ونبدأ باليمين.
ما ردكم على من يستدل بحديث:" كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة" على جواز شد الرحال إلى القبور ومن باب أولى لقبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟
السائل : بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
فضيلة الشيخ : رجل يستدل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة ) على جواز شد الرحال إلى القبور، وأنه من باب أولى شد الرحال إلى قبره صلى الله عليه وسلم لعموم قوله: ( ألا فزوروها ) وأنه ليس هناك وجه للاستدلال بحديث: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ) على منع شد الرحال إلى القبور، فما قولكم جزاكم الله خيراً؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قولنا في هذا: أن الواجب على المؤمن ألا يستدل ببعض النصوص ويهمل الأخرى، فالشريعة الإسلامية صدرت من واحد إلى واحد مبلغ، صدرت من الله عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيجب علينا أن نجمع النصوص بعضها إلى بعض، فنقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر الموت ) وفي لفظ: ( تذكر الآخرة ) هذا ثبت، وهو عام ( فزوروها ) لم يخص النبي صلى الله عليه وسلم مكان دون مكان، ولا ذكراً دون أنثى.
ولكن من المعلوم أن النصوص العامة أو المطلقة تحمل على الخاص أو المقيد، فمثلاً: المرأة لا تزور القبور وإن كان ظاهر هذا النص دخول المرأة في ذلك، لكنها لا تزور، لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ( لعن زائرات القبور ) فيستثنى من ذلك المرأة لا يحل لها أن تزور القبر أياً كان حتى ولو كان قبر أبيها أو أمها أو أختها فإن ذلك حرام عليها، بل قد لعن النبي صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، وعلى هذا فتكون زيارة المرأة للقبور من كبائر الذنوب، يستثنى من ذلك أيضاً ما يحتاج إلى شد الرحل، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما خاطب أهل المدينة الذين يمكنهم أن يزوروا البقيع بدون شد الرحل، ويلحق بهم من ماثلهم، ممن تكون زيارته لا تحتاج إلى شد رحل، ولم يرد عن أحد من الصحابة ولا من التابعين ولا من الأئمة أنهم قاموا بشد الرحل إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، مع شدة محبتهم للرسول عليه الصلاة والسلام، وشدة محبتهم للخير والرغبة فيه، وتيسر الأمور لهم في بعض الأحوال، وحيث لم يكن ذلك من دأب السلف، فإننا لا نحيد عن طريقهم.
وأما قوله: إن هذا الحديث: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ) فهو محل خلاف بين العلماء، هل يدل على منع شد الرحل لأي مكان كان إلا للمساجد الثلاثة كما اختاره بعض العلماء، وقال: إن المراد بالنهي النهي عن شد الرحل لأي مكان كان، ومعلوم أن الذي يشد الرحل إلى المقبرة ليس يتصل بالمقبور ويتحدث إليه ويؤنسه، وإنما يزور المكان في أي مكان كان هذا المقبور، فهو يريد مكان القبر لا يريد أن يدخل القبر أو أن يخرج الميت إليه، ومن العلماء من قال: إن هذا نهي عن شد الرحل إلى المساجد سوى المساجد الثلاثة، وأنه لا علاقة له في شد الرحل لزيارة القبور.
ونحن نقول: هب أن مراد عليه الصلاة والسلام هو هذا، لكن هل أحد من أصحابه أو من أئمة الأمة شد الرحل إلى زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام؟ لا يوجد هذا إطلاقاً، وإذا لم يوجد فلنا فيهم أسوة، فنقول: لا تشد الرحل إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولكن شد الرحل إلى المدينة للصلاة في المسجد النبوي، لأن الصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، نعم.
فضيلة الشيخ : رجل يستدل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة ) على جواز شد الرحال إلى القبور، وأنه من باب أولى شد الرحال إلى قبره صلى الله عليه وسلم لعموم قوله: ( ألا فزوروها ) وأنه ليس هناك وجه للاستدلال بحديث: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ) على منع شد الرحال إلى القبور، فما قولكم جزاكم الله خيراً؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قولنا في هذا: أن الواجب على المؤمن ألا يستدل ببعض النصوص ويهمل الأخرى، فالشريعة الإسلامية صدرت من واحد إلى واحد مبلغ، صدرت من الله عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيجب علينا أن نجمع النصوص بعضها إلى بعض، فنقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر الموت ) وفي لفظ: ( تذكر الآخرة ) هذا ثبت، وهو عام ( فزوروها ) لم يخص النبي صلى الله عليه وسلم مكان دون مكان، ولا ذكراً دون أنثى.
ولكن من المعلوم أن النصوص العامة أو المطلقة تحمل على الخاص أو المقيد، فمثلاً: المرأة لا تزور القبور وإن كان ظاهر هذا النص دخول المرأة في ذلك، لكنها لا تزور، لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ( لعن زائرات القبور ) فيستثنى من ذلك المرأة لا يحل لها أن تزور القبر أياً كان حتى ولو كان قبر أبيها أو أمها أو أختها فإن ذلك حرام عليها، بل قد لعن النبي صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، وعلى هذا فتكون زيارة المرأة للقبور من كبائر الذنوب، يستثنى من ذلك أيضاً ما يحتاج إلى شد الرحل، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما خاطب أهل المدينة الذين يمكنهم أن يزوروا البقيع بدون شد الرحل، ويلحق بهم من ماثلهم، ممن تكون زيارته لا تحتاج إلى شد رحل، ولم يرد عن أحد من الصحابة ولا من التابعين ولا من الأئمة أنهم قاموا بشد الرحل إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، مع شدة محبتهم للرسول عليه الصلاة والسلام، وشدة محبتهم للخير والرغبة فيه، وتيسر الأمور لهم في بعض الأحوال، وحيث لم يكن ذلك من دأب السلف، فإننا لا نحيد عن طريقهم.
وأما قوله: إن هذا الحديث: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ) فهو محل خلاف بين العلماء، هل يدل على منع شد الرحل لأي مكان كان إلا للمساجد الثلاثة كما اختاره بعض العلماء، وقال: إن المراد بالنهي النهي عن شد الرحل لأي مكان كان، ومعلوم أن الذي يشد الرحل إلى المقبرة ليس يتصل بالمقبور ويتحدث إليه ويؤنسه، وإنما يزور المكان في أي مكان كان هذا المقبور، فهو يريد مكان القبر لا يريد أن يدخل القبر أو أن يخرج الميت إليه، ومن العلماء من قال: إن هذا نهي عن شد الرحل إلى المساجد سوى المساجد الثلاثة، وأنه لا علاقة له في شد الرحل لزيارة القبور.
ونحن نقول: هب أن مراد عليه الصلاة والسلام هو هذا، لكن هل أحد من أصحابه أو من أئمة الأمة شد الرحل إلى زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام؟ لا يوجد هذا إطلاقاً، وإذا لم يوجد فلنا فيهم أسوة، فنقول: لا تشد الرحل إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولكن شد الرحل إلى المدينة للصلاة في المسجد النبوي، لأن الصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، نعم.
2 - ما ردكم على من يستدل بحديث:" كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة" على جواز شد الرحال إلى القبور ومن باب أولى لقبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أستمع حفظ
هل تنصحون بالخروج مع جماعة الدعوة والتبليغ .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ : كثير من الناس يجون على جماعة الدعوة والتبليغ ، هل تنصح عامة الناس أن يذهبوا معهم، وإذا هناك خطأ ودنا لو تبينونه للناس؟
الشيخ : جماعة الدعوة والتبليغ لا شك أن الناس اختلفوا فيهم، وكثر الكلام فيهم، وأنا ما رأيت من أحد منهم شيئاً أستطيع أن أحذر منهم، ولكن من قدر على أن يبقى في بلده لطلب العلم فهو لا شك أفضل من الذهاب معهم، لأن طلب العلم أفضل من العبادة.
والذي أنتقد عليهم فيه هو أنهم قليلو العلم، بمعنى: أنهم لا يحرصون كثيراً على طلب العلم، ولكن عندهم عاطفة دينية جياشة، وعندهم محبة للخير والإيثار وغير ذلك، وكم من أناس اهتدوا على أيديهم، ففي سعيهم بركة، ولكن الإنسان المؤمن إذا رأى منهم شيئاً محذوراً نصحهم فإن امتثلوا فهذا المطلوب، وإن لم يمتثلوا تركهم.
نعم من اليمين .
السائل : بسم الله .
الشيخ : هذا ما ذكر اسمه ، ومن لم يذكر اسمه لم يستحق جواباً، على أن أسئلتنا الآن كما ترون شفوية .
فضيلة الشيخ : كثير من الناس يجون على جماعة الدعوة والتبليغ ، هل تنصح عامة الناس أن يذهبوا معهم، وإذا هناك خطأ ودنا لو تبينونه للناس؟
الشيخ : جماعة الدعوة والتبليغ لا شك أن الناس اختلفوا فيهم، وكثر الكلام فيهم، وأنا ما رأيت من أحد منهم شيئاً أستطيع أن أحذر منهم، ولكن من قدر على أن يبقى في بلده لطلب العلم فهو لا شك أفضل من الذهاب معهم، لأن طلب العلم أفضل من العبادة.
والذي أنتقد عليهم فيه هو أنهم قليلو العلم، بمعنى: أنهم لا يحرصون كثيراً على طلب العلم، ولكن عندهم عاطفة دينية جياشة، وعندهم محبة للخير والإيثار وغير ذلك، وكم من أناس اهتدوا على أيديهم، ففي سعيهم بركة، ولكن الإنسان المؤمن إذا رأى منهم شيئاً محذوراً نصحهم فإن امتثلوا فهذا المطلوب، وإن لم يمتثلوا تركهم.
نعم من اليمين .
السائل : بسم الله .
الشيخ : هذا ما ذكر اسمه ، ومن لم يذكر اسمه لم يستحق جواباً، على أن أسئلتنا الآن كما ترون شفوية .
من هو الأولى بالزكاة هل المحتاج للطعام أم المدين أم غيرهما .؟
السائل : بسم الله .
فضيلة الشيخ : عند توزيع الزكاة يكون مع الرجل مثلاً مائة ألف يريد أن يوزعها، ويكون أمامه محتاجين، منهم من يكون عليه دين نصف مليون أو مائة ألف أو مائتين، ومنهم من يكون دخله بسيط وعوائل كبيرة، فماذا يبدأ الإنسان؟
الشيخ : البداءة لمن احتاج، من يحتاج لأكله وشربه وكسائه وفراشه أشد إلحاحاً ممن يقضي دينه، لأن الذي يقضي الدين ربما يتيسر له في المستقبل، لكن الإنسان المحتاج إلى الطعام والشراب والكسوة والفراش أهم وأحوج، فيقدم هذا.
السائل : عفا الله عنك سمعنا من يقول .
الشيخ : ولذلك تجد في الآية الكريمة: (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ )) ويبدأ بالأهم فالأهم.
فضيلة الشيخ : عند توزيع الزكاة يكون مع الرجل مثلاً مائة ألف يريد أن يوزعها، ويكون أمامه محتاجين، منهم من يكون عليه دين نصف مليون أو مائة ألف أو مائتين، ومنهم من يكون دخله بسيط وعوائل كبيرة، فماذا يبدأ الإنسان؟
الشيخ : البداءة لمن احتاج، من يحتاج لأكله وشربه وكسائه وفراشه أشد إلحاحاً ممن يقضي دينه، لأن الذي يقضي الدين ربما يتيسر له في المستقبل، لكن الإنسان المحتاج إلى الطعام والشراب والكسوة والفراش أهم وأحوج، فيقدم هذا.
السائل : عفا الله عنك سمعنا من يقول .
الشيخ : ولذلك تجد في الآية الكريمة: (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ )) ويبدأ بالأهم فالأهم.
ما حكم من يقول (إن الفلك استدار فذهبت سنين الجدب وأقبلت سنين الخصب ) .؟ وما صفة سب الدهر .؟
السائل : عفا الله عنك: سمعنا من يقول: إن الفلك استدار فذهبت سني الجدب، وأقبلت سني الخصب، فما حكم مثل هذا الكلام؟ وما صفة سب الدهر عفا الله عنك؟
الشيخ : هذا الكلام ليس بصحيح: أولاً: هل عنده علم أن الدهر أول ما كان، كان دهر خصب ورخاء؟ فهو قول بلا علم.
ثانياً: أنه ما حصل شيء يوجب مثل هذا الكلام، يعني: السنة هذه مثل التي قبلها، وقد أتى على الناس زمان أدركناه أكثر من هذا أمطاراً وأكثر نباتاً، ولا داعي لهذا.
أما سب الدهر: فهو أن يسب الوقت والزمن، بأن يقول -والعياذ بالله-: لعن الله هالوقت أو لعن الله هذا اليوم أو لعن الله هذه السنة أو ما أشبهها.
السائل : قائل الأول هل يكون مؤمن بالكوكب وكافر بالله ؟
الشيخ : لا، لأنه ما زعم أنه إنما مطر بسبب الكوكب، لكن قال: إن الله أعاد على الناس ما زعم أنه كان في أول الأمر.
الشيخ : هذا الكلام ليس بصحيح: أولاً: هل عنده علم أن الدهر أول ما كان، كان دهر خصب ورخاء؟ فهو قول بلا علم.
ثانياً: أنه ما حصل شيء يوجب مثل هذا الكلام، يعني: السنة هذه مثل التي قبلها، وقد أتى على الناس زمان أدركناه أكثر من هذا أمطاراً وأكثر نباتاً، ولا داعي لهذا.
أما سب الدهر: فهو أن يسب الوقت والزمن، بأن يقول -والعياذ بالله-: لعن الله هالوقت أو لعن الله هذا اليوم أو لعن الله هذه السنة أو ما أشبهها.
السائل : قائل الأول هل يكون مؤمن بالكوكب وكافر بالله ؟
الشيخ : لا، لأنه ما زعم أنه إنما مطر بسبب الكوكب، لكن قال: إن الله أعاد على الناس ما زعم أنه كان في أول الأمر.
5 - ما حكم من يقول (إن الفلك استدار فذهبت سنين الجدب وأقبلت سنين الخصب ) .؟ وما صفة سب الدهر .؟ أستمع حفظ
ما حكم من صلى العشاء فتذكر أنه صلى المغرب على غير طهارة وأن مسحه كان قد انتهى فصلى العشاء ثم صلى المغرب .؟
السائل : يا شيخ أحسن الله إليك: رجل صلّى المغرب، تذكر عند صلاة العشاء أنه منتهي المسح بصلاة المغرب، صلى المغرب على غير طهارة.
الشيخ : نعم .
السائل : فعند إقامة صلاة عشاء تذكر أن المسح منتهي صلّى العشاء، وبعد صلاة العشاء صلّى المغرب، هل عمله صحيح؟
الشيخ : لكن هل توضأ قبل المغرب للوضوء كاملاً.
السائل : نعم توضأ .
الشيخ : قبل العشاء يعني .
السائل : نعم توضأ ، وصلى المغرب بعد صلاة العشاء .أما ما مضى فلا بأس، ما مضى ليس عليه إعادة، لأن غاية ما فيه أنه بدأ بالعشاء قبل المغرب ظناً منه أن ذلك جائز وهذا لا بأس به، لكن في المستقبل إذا دخلت وأنت لم تصلِ المغرب والناس يصلون العشاء فانو المغرب، انو المغرب ثم إن كنت دخلت في أول ركعة، فإذا قام إلى الرابعة اجلس وتشهد وسلّم ثم ادخل مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء.
وأما إذا كان دخلت معه في الثانية فسلم معه، لأنك صليت ثلاثاً، وإن دخلت معه في الثالثة فاقض ركعة إي نعم.
السائل : يعني الصلاة باطلة ؟
الشيخ : السؤال اللي وقع الآن ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : قلت لك لا بأس صلاته صحيحة، لأن غاية ما فيه أنه قدم العشاء على المغرب جهلاً منه وهذا لا يضر، لكن كلامنا في المستقبل: هل إذا أتيت والناس يصلون العشاء هل أدخل بنية العشاء أو أصلي المغرب وحدي ثم أدخل معهم بنية العشاء، أو أدخل معهم بنية المغرب؟
نقول: أدخل معهم بنية المغرب، وكما سمعتم إن دخل في الركعة الأولى ماذا يصنع إذا قام الإمام للرابعة يجلس هو ويقرأ التحيات ويسلم ثم يقوم ويصلي مع الإمام ما بقي من صلاة العشاء، وإن دخل في الثانية ؟
الطالب : يسلم مع الإمام .
الشيخ : يسلم مع الإمام، لأنه أتم ثلاثاً، وإن دخل في الثالثة قضى ركعة، وإن دخل في الرابعة قضى ركعتين.
الشيخ : نعم .
السائل : فعند إقامة صلاة عشاء تذكر أن المسح منتهي صلّى العشاء، وبعد صلاة العشاء صلّى المغرب، هل عمله صحيح؟
الشيخ : لكن هل توضأ قبل المغرب للوضوء كاملاً.
السائل : نعم توضأ .
الشيخ : قبل العشاء يعني .
السائل : نعم توضأ ، وصلى المغرب بعد صلاة العشاء .أما ما مضى فلا بأس، ما مضى ليس عليه إعادة، لأن غاية ما فيه أنه بدأ بالعشاء قبل المغرب ظناً منه أن ذلك جائز وهذا لا بأس به، لكن في المستقبل إذا دخلت وأنت لم تصلِ المغرب والناس يصلون العشاء فانو المغرب، انو المغرب ثم إن كنت دخلت في أول ركعة، فإذا قام إلى الرابعة اجلس وتشهد وسلّم ثم ادخل مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء.
وأما إذا كان دخلت معه في الثانية فسلم معه، لأنك صليت ثلاثاً، وإن دخلت معه في الثالثة فاقض ركعة إي نعم.
السائل : يعني الصلاة باطلة ؟
الشيخ : السؤال اللي وقع الآن ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : قلت لك لا بأس صلاته صحيحة، لأن غاية ما فيه أنه قدم العشاء على المغرب جهلاً منه وهذا لا يضر، لكن كلامنا في المستقبل: هل إذا أتيت والناس يصلون العشاء هل أدخل بنية العشاء أو أصلي المغرب وحدي ثم أدخل معهم بنية العشاء، أو أدخل معهم بنية المغرب؟
نقول: أدخل معهم بنية المغرب، وكما سمعتم إن دخل في الركعة الأولى ماذا يصنع إذا قام الإمام للرابعة يجلس هو ويقرأ التحيات ويسلم ثم يقوم ويصلي مع الإمام ما بقي من صلاة العشاء، وإن دخل في الثانية ؟
الطالب : يسلم مع الإمام .
الشيخ : يسلم مع الإمام، لأنه أتم ثلاثاً، وإن دخل في الثالثة قضى ركعة، وإن دخل في الرابعة قضى ركعتين.
6 - ما حكم من صلى العشاء فتذكر أنه صلى المغرب على غير طهارة وأن مسحه كان قد انتهى فصلى العشاء ثم صلى المغرب .؟ أستمع حفظ
ما حكم من خرج من الرياض وهو ينوي المكوث في جدة ثلاثة أيام ثم يذهب إلى مكة للعمرة ، ولما قدم إلى جدة جلس فيها ثم أحرم من مكان إقامته فيها .؟
السائل : شيخ جماعة يا شيخ انطلقوا من الرياض .
الشيخ : ها ؟
السائل : جماعة انطلقوا من الرياض.
الشيخ : نعم .
السائل : إلى جدة وجلسوا فيها ثلاثة أيام، وكانت نيتهم أنهم يذهبون إلى جدة ويجلسون فيها ثلاثة أيام ثم يتجهون إلى مكة ، فلما قضت الثلاثة أيام وهم في جدة أحرموا من البيت، ثم ذهبوا إلى مكة واعتمروا، فما الحكم يا شيخ؟
الشيخ : هل نيتهم حين ذهبوا إلى جدة نيتهم جدة ثم إن تيسر لهم أتوا بعمرة ؟
السائل : لا .
الشيخ : نيتهم العمرة من الأول ؟
السائل : نيتهم جدة ثم العمرة .
الشيخ : لكن ناويين العمرة في هذه السفرة .
السائل : نعم نعم .
الشيخ : هؤلاء أخطؤوا، والواجب عليهم أن يحرموا من الميقات، ويؤدون العمرة ثم يذهبون إلى جدة ، أو إذا انتهوا من جدة رجعوا إلى أول ميقات مروا من عنده وأحرموا منه، فإذا كانوا أتوا من الرياض الواجب عليهم أنهم لما أرادوا الدخول في النسك أنهم ذهبوا إلى السيل وهو قرن المنازل وأحرموا من هناك، أما والأمر كما قلت: أحرموا من جدة فإن العلماء يقولون: إن من أحرم من غير الميقات يلزمه دم ، دم يعني بمعنى أنه يذبح فدية في مكة يوزعها على الفقراء، هذا إن كان غنياً، وإن كان فقيراً فعليه أن يتوب إلى الله ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
السائل : طيب يا شيخ : الصغير والكبير ؟
الشيخ : لا، الصغير ما عليه شيء، يعني الصغير الذي لم يبلغ؟
السائل : نعم .
الشيخ : الذي لم يبلغ.
السائل : نعم.
الشيخ : ما عليه شيء.
الشيخ : ها ؟
السائل : جماعة انطلقوا من الرياض.
الشيخ : نعم .
السائل : إلى جدة وجلسوا فيها ثلاثة أيام، وكانت نيتهم أنهم يذهبون إلى جدة ويجلسون فيها ثلاثة أيام ثم يتجهون إلى مكة ، فلما قضت الثلاثة أيام وهم في جدة أحرموا من البيت، ثم ذهبوا إلى مكة واعتمروا، فما الحكم يا شيخ؟
الشيخ : هل نيتهم حين ذهبوا إلى جدة نيتهم جدة ثم إن تيسر لهم أتوا بعمرة ؟
السائل : لا .
الشيخ : نيتهم العمرة من الأول ؟
السائل : نيتهم جدة ثم العمرة .
الشيخ : لكن ناويين العمرة في هذه السفرة .
السائل : نعم نعم .
الشيخ : هؤلاء أخطؤوا، والواجب عليهم أن يحرموا من الميقات، ويؤدون العمرة ثم يذهبون إلى جدة ، أو إذا انتهوا من جدة رجعوا إلى أول ميقات مروا من عنده وأحرموا منه، فإذا كانوا أتوا من الرياض الواجب عليهم أنهم لما أرادوا الدخول في النسك أنهم ذهبوا إلى السيل وهو قرن المنازل وأحرموا من هناك، أما والأمر كما قلت: أحرموا من جدة فإن العلماء يقولون: إن من أحرم من غير الميقات يلزمه دم ، دم يعني بمعنى أنه يذبح فدية في مكة يوزعها على الفقراء، هذا إن كان غنياً، وإن كان فقيراً فعليه أن يتوب إلى الله ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
السائل : طيب يا شيخ : الصغير والكبير ؟
الشيخ : لا، الصغير ما عليه شيء، يعني الصغير الذي لم يبلغ؟
السائل : نعم .
الشيخ : الذي لم يبلغ.
السائل : نعم.
الشيخ : ما عليه شيء.
7 - ما حكم من خرج من الرياض وهو ينوي المكوث في جدة ثلاثة أيام ثم يذهب إلى مكة للعمرة ، ولما قدم إلى جدة جلس فيها ثم أحرم من مكان إقامته فيها .؟ أستمع حفظ
ما حكم من دخل في صلاة العشاء مع إمام بنية المغرب هل فيه إختلاف في النية.؟
السائل : بارك الله فيك: بالنسبة لدخول المؤتم مع الإمام يعني بنية المغرب وهو يصلي العشاء، نعم وهو يصلي العشاء ألا يكون في ذلك تحول في النية يا شيخ ؟
الشيخ : اختلاف ؟
السائل : إي نعم اختلاف في النية .
الشيخ : نعم .
السائل : أو يدخل مثلاً مع الإمام وهو يصلي العصر بنية الظهر، هل يكون في ذلك شيء؟
الشيخ : اختلاف نية الإمام والمأموم لا تضر، لأن معاذ بن جبل كان يصلي بقومه صلاة نافلة وهم فريضة، وهذا من أعظم ما يكون من الاختلاف، ومع هذا لم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : اختلاف ؟
السائل : إي نعم اختلاف في النية .
الشيخ : نعم .
السائل : أو يدخل مثلاً مع الإمام وهو يصلي العصر بنية الظهر، هل يكون في ذلك شيء؟
الشيخ : اختلاف نية الإمام والمأموم لا تضر، لأن معاذ بن جبل كان يصلي بقومه صلاة نافلة وهم فريضة، وهذا من أعظم ما يكون من الاختلاف، ومع هذا لم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
ما حكم من تزوج بمال حرام وهو لا يعلم بحرمته.؟
السائل : فضيلة الشيخ : كان عندي شهادة زراعية فيها حوالي خمسين طن، فأتاني واحد وقال: أعطيك بالكيلو ريال، يعني: يشتري الشهادة بخمسين ألف ريال، وكان تسعيرة القمح ريالين ونصف ... فأعطاني المبلغ خمسين ألف ريال مقدماً، فبعد مدة اكتشفت أنه حرام، علماً أني تزوجت بهذا المبلغ فماذا يجب عليّ؟
الشيخ : أرى أن الواجب عليك أن تتصدق بهذا المبلغ، تتصدق بهذا البلغ لأنه لم يدخل ملكك، وأما الزواج فالزواج صحيح ما فيه إشكال إن شاء الله.
السائل : علماً أني مديون بالوقت الحاضر ولا أقدر أتصدق مثلاً بخمسين ألف ريال، وعملت هذا كان بجهل كنت جاهل ببيع الشهادة لأني لا أعلم هل هو حرام أو حلال ؟
الشيخ : أرى أن الواجب عليك أن تتصدق بهذا المبلغ، تتصدق بهذا البلغ لأنه لم يدخل ملكك، وأما الزواج فالزواج صحيح ما فيه إشكال إن شاء الله.
السائل : علماً أني مديون بالوقت الحاضر ولا أقدر أتصدق مثلاً بخمسين ألف ريال، وعملت هذا كان بجهل كنت جاهل ببيع الشهادة لأني لا أعلم هل هو حرام أو حلال ؟
اضيفت في - 2005-08-27