السائل : أحسن الله إليكم: ما هو الأفضل الصلاة في سطح المسجد الحرام، أو البهو تحت الأرض، أو اتصال الصفوف ولو كانت في التوسعة؟
الشيخ : لا شك أن الصلاة في السطح أو في الأسفل نعم أفضل بكثير من الصلاة خارج المسجد، بل إننا نرى أن الصلاة خارج المسجد والمسجد فيه مكان لا تصح، لأنه صلّى في غير مكان الاجتماع، والشرع له نظر في اجتماع المسلمين في مكانهم وبأفعالهم، ولهذا أمروا أن يقتدوا بالإمام ويتابعوه وأبعد عن التشويش فهي أفضل، لأن الفضل المتعلق بذات العبادة أولى بالمراعاة من الفضل المتعلق بمكان العبادة، أفهمت؟ نعم.
السائل : البهو اللي تحت أفضل من السطح ؟
الشيخ : والله ، هما سواء من حيث المكان هما سواء لكن قد يكون في السطح أشرح للإنسان وأوسع لصدره فيمتاز عن البهو.

السائل : فضيلة الشيخ : رجل أوقف مال على أولاده ... إلا النساء يأخذن حقهن مدة الحياة فقط وبعد هذا المال له عشرون سنة تعطل افترق النخل ووقع بالأرض، واجتاحت السيول، ما هو الحكم في ذلك يا شيخ؟
الشيخ : قال أهل العلم رحمهم الله: إن الوقف إذا تعطل مصالحه فإنه يباع وينقل إلى مكان آخر فيه مصالح.
السائل : كل ماله يا شيخ؟
الشيخ : هاه؟
السائل : يجوز وقف كل ماله على أولاده فقط؟
الشيخ : لا، إيقاف كل ماله لأولاده في حياته لا بأس، أما إذا أوصى بعد موته فلا يجوز إلا الثلث فأقل، ثم أيضاً لا يجوز إلا الثلث فأقل بشرط ألا يخص بعض الورثة دون بعض.
السائل : يا شيخ كتب ... : لعنة الله على بائعه ومشتريه!
الشيخ : ما يثبت هذا اللعن.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
أحسن الله إليك يا شيخ: بالنسبة للسخرية هل إذا أطلقت على الفعل، هل يدخل تحت النهي؟ وإذا كان الفعل مكتسب كأن يكون اكتسب قلد شخصاً في طريقة الخطأ، هل يدخل تحت النهي أيضاً هذا؟
الشيخ : الآية عامة (( لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ )) سواء كان بالقول أو بالفعل، لكن لا أدري ما معنى قولك: مكتسب أو غير مكتسب؟
السائل : يعني تعلمه ليس من خلقه الله سبحانه وتعالى عليه، كأن يكون قلد شخص مثلاً في حركات معينة أو مثلاً تعلم عمل معين بيده.
الشيخ : الساخر يعني ؟
السائل : لا المسخور به.
الشيخ : المسخور به ، مثلاً افرض أن المسخور به ابتلي بالرعشة في يده مثلاً كذا ، صار ما يتكلم إلا يقول كذا هذا الذي تريد ؟
السائل : هذا من الله سبحانه وتعالى يعني أراد الله له ذلك، ولكن كان مثلاً تعلم حركة معينة بلفظ بلسانه مثلاً كعادة .
الشيخ : هو إذا كان قصده السخرية لا يجوز، لكن أحياناً يعجبه كلام شخص من الناس فيتكلم كما يتكلم، فمثل: أعجبه قراءة قارئ من الأئمة، فصار يقلد قراءته فهذا ليس بسخرية، بل هذا إعجاب به.
السائل : كمثلاً أن يكون هذا التقليد خطأ مثلاً نطق بالحرف خطأ وممكن أن يعدل هذا النطق مثلاً بعض .
الشيخ : من الساخر ولا المسخور منه ؟
السائل : المسخور منه .
الشيخ : خطأ ؟
السائل : نعم عنده خطأ ، والساخر يسخر من أجل أن يعدل ما عنده .
الشيخ : الساخر إذا سخر بنطق الخطأ صار ساخراً به .
السائل : لكن يدخل تحت النهي ؟
الشيخ : إي ما في شك .
السائل : وإذا أراد إصلاح ما عنده من خطأ ؟
الشيخ : كيف إصلاح ما عنده من خطأ؟ يعني مثلاً واحد يقول الر اللحمان يحط لها لام يجي واحد يقول اللحان ما يستفيد من هذا شيء .
السائل : ما يصلح من أجل التغيير أو مثلاً عنده حركة في المشي؟
الشيخ : المهم بارك الله فيك السخرية مطلقة بالقول أو بالفعل هذه حرام ما يجوز.

السائل : أحسن الله إليك: قال الله تعالى: (( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ )) من هو هذا الذي عنده علم من الكتاب؟ وبعض الناس يقول: إنه سليمان نفسه، فهل يصح هذا؟
الشيخ : (( قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ )) من هو الجني العفريت هذا؟! عفريت من الجن، هذا عنده علم من الكتاب، قال بعض المفسرين: إن هذا الرجل رجل صالح، فدعا الله باسمه الأعظم فحملته الملائكة وأتت به، وأما القول بأنه سليمان فخطأ عظيم، لأن هذا الذي عنده علم من الكتاب قال: (( أَنَا آتِيكَ بِهِ )) كيف يخاطب سليمان نفسه؟! لا يصح (( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )).
لكن في هذه الآية دليل على أن قوة الملائكة أشد من قوة الجن، فالجني قال: (( آتيك به قبل أن تقوم من مقامك )) وكان له ساعة معينة يقوم فيها، أما هذا قال: (( آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) فلما رآه في الحال، سبحان الله! آية من آيات الله عز وجل نعم .
السائل : ...
الشيخ : دعا الله عز وجل ، هو رجل بشر دعا الله عز وجل فحملته الملائكة بسرعة وجاءت به.
السائل : ...
الشيخ : هذا سؤال ثاني ونحن ما يمدينا .

السائل : الحديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من رآني في المنام فسيراني يقظة ) من رآني في المنام.
الطالب : يقول ما قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من رآني منكم في المنام فسيراني في اليقظة ) ؟
الشيخ : أي نعم ، هذا يخاطب به الصحابة الذين يمكنهم أن يروه، يعني : من رآني منكم أيها المخاطبون في المنام فسيراني في اليقظة، وليس عاماً للأمة كلها، الذي هو عام للأمة كلها قوله: ( من رآني في المنام فقد رآني حقاً ) هذا للأمة كلها.

السائل : أحسن الله إليك يا شيخ: هناك بعض الطلبة ابتلوا بالسخرية ببعض العلماء، خاصة إذا خالف رأيه خالف رأي شيخه فإنه أحياناً يسبه، فنرجو كلمة نصيحة لهؤلاء؟
الشيخ : أولاً: يجب على طالب العلم أن يكون أول من يمتثل أمر الله عز وجل ويجتنب نهيه، لأنه مسؤول عن ذلك من وجهين: الوجه الأول: أنه كغيره من المكلفين.
والثاني: أن طالب العلم قدوة، أي عمل يعمله فسوف يقتدي به الناس ويحتجون به.
فإذا كان طالب العلم هو الذي يسخر من العلماء أو ممن دون العلماء فهذه بلية في الواقع، فالواجب على الإنسان إذا خالفه غيره أن يلتمس له العذر، ثم يتصل بهذا المخالف ويبحث معه، فربما يكون الحق معه أي: مع من خالفه ويناقشه بأدب واحترام وهدوء، حتى يتبين الحق.
أما سخريته بمن خالف رأي شيخه فهذا أيضاً غلط.
كل إنسان يخالفك في قولك فإن الواجب عليك أن تحمله على أحسن المحامل وأن هذا اجتهاده، وأن الله عز وجل سيأجره على اجتهاده إذا أخطأ أجراً واحداً وإن أصاب فله أجران، ثم تتصل به، وتناقشه ولا تستحي، فربما يتبين أن الحق معك فتكون لك منة على هذا الرجل، وربما يتبين الحق معه فيكون له منة عليك، وأما السخرية فهذا ليس من آداب طالب العلم إطلاقاً، بل ولا من آداب المؤمن مع أخيه.

السائل : أحسن الله إليك شيخ: سمعتك كثيراً تذكرون: أنه ينبغي لطالب العلم أن يهتم بالقواعد والضوابط، فمثلاً في النحو أو التفسير ما هي القواعد والضوابط اللي الإنسان ممكن يحفظها حتى يستفيد منها؟
الشيخ : أذكر قاعدتين في النحو: " الأصل في الفاعل أن يتصل بالعامل " فتقول: أكل محمدٌ طعاماً، هذا الأصل، وخلاف الأصل أن يقدم المفعول به على الفاعل فتقول: أكل طعاماً محمد كما قال تعالى: (( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ )) هذه قاعدة نحوية، فهمت؟
" الأصل أن يكون الخبر متأخراً عن المبتدأ، ويجوز التقديم إذ لا ضرر ".
أما في التفسير فمثلاً من القواعد: " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب "
فإذا جاءت آية فيها حكم عام على سبب خاص فالعبرة بعموم اللفظ.
ومن القواعد أيضاً: " إذا احتملت الكلمة معنيين على السواء ولا منافاة بينهما فإنها تحمل على المعنيين جميعاً "
نعم، لنا كتيب صغير في قواعد التفسير لو رجعت إليه يكون جيداً، وأما قواعد النحو فعليك بـألفية ابن مالك.

السائل : فضيلة الشيخ حفظك الله: هل تجوز للنساء صلاة الجمعة في بيت واحد خلف الإمام وبينهما طريق عام؟
الشيخ : النساء لسن مخاطبات بالجمعة ولا بالجماعة إلا في صلاة العيد، فقد أمرهن النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجن، لكن لو حضرن إلى المسجد وصلين مع الناس صلاة الجمعة أجزأت عن الظهر.
أما إذا اجتمعن في بيت وأقمن الجمعة فلا تصح صلاتهن.
السائل : وبينهما الطريق العام؟
الشيخ : وكذلك إذا صلين في بيوتهن خلف الإمام فإنه لا تصح صلاتهن.
السائل : وبين المسجد وبين هذا البيت.
الشيخ : سواء كان بين المسجد وبينهن طريق أو كن ملاصقات للمسجد.

السائل : بسم الله .
جزاكم الله خير: في بعض الحاجات لأنا نكثر عليكم ، مثل الثلث يدفع مرة واحدة ؟ مثل أبواب الخير ثلث الموتى.
الشيخ : نعم .
السائل : وعلى طاري الثلث في والدتي ووالدي كذلك ، كان عليهم ثلث شيء من الأنعام وكذا جعلهم سوا يجوز نجمع بينهم بالمال ؟
الشيخ : لا بأس أن يجمع الإنسان بين ثلث والده وثلث والدته، وكل له على حسب ما أوصى به، فضل الله يؤتيه من يشاء، وأما هل يدفعه مرة واحدة أو ينميه؟ هذا يجب عليه أن يراعي المصلحة، هل الأولى أن يدفعه مرة واحدة في عمارة مسجد يساهم فيه أو ما أشبه ذلك، أو الأولى أن ينميه ويتصدق بنمائه، ينظر للمصلحة في ذلك .
السائل : كذلك.
الشيخ : سؤال واحد.

السائل : شيخ حفظكم الله: وهل يجوز ترك الميراث، لعدم القسم لسبب الأولاد الصغار.
الشيخ : هل يجوز؟
السائل : وهل يجوز ترك التركة لسبب الأولاد الصغار، ولو قسم هذا الميراث يشق على الولي أن ينفق عليه، ويتركه ويزكي من المال؟
الشيخ : إذا مات الميت فالمال الذي وراءه للورثة يفعلون فيه ما يشاءون، فإن طالب أحدهم بقسمة الميراث وجبت إجابته.
السائل : هم صغار.
الشيخ : سواء كانوا صغاراً أو كباراً، الصغار يتولى أمرهم وليهم، والكبار كلٌ يتولى أمره بنفسه.
أما لو سكتوا وقالوا: نحن نحب أن نبقى مثل أن يكون المال مشروعاً من المشروعات، وأحبوا أن يبقى المشروع على ما هو عليه، وكل يختص بنصيبه وربحه فلا بأس.
السائل : الميراث يا شيخ؟
الشيخ : نعم هو الميراث.
السائل : لا قصدي الزكاة كيف تؤدي منه ؟
الشيخ : الزكاة كل يؤدي زكاة ماله بنفسه.
السائل : لو قسم ما يبلغ.
الشيخ : نعم.
السائل : لو قسم على العدد ما يبلغ الزكاة.
الشيخ : إذا قسم وكان كل واحد منهم لا يبلغ نصيبه النصاب وليس عنده ما يكمل به النصاب فلا زكاة عليه.

السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك: ما موقع إعراب الحديث: ( عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ) الزوج ما موقعه في الإعراب ؟
الشيخ : الإعراب؟
السائل : نعم .
الشيخ : هذا بدل من عائشة ، أو عطف بيان يجوز هذا وهذا.

السائل : جزاكم الله خير: ما حكم لبس البرنيطة أو القبعة التي يلبسها الشباب؟
الشيخ : أعطيك قاعدة بارك الله فيك الأصل في الألبسة الحِل نوعاً وكيفية، فأي إنسان يقول: هذا لباس حرام إما لنوعيته أو لكيفيته فعليه الدليل، فلبس البرنيطة من هذا الباب، إذا كان هذا من عادة النصارى والكفار فإنه حرام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وإذا لم يكن من عادتهم بل كان شائعاً بين الناس يلبسه الكفار والمسلمون فلا بأس.
لكني أخشى أن اللابس لها يكون في قلبه أنه مقلد لهؤلاء النصارى أو الكفار فحينئذٍ يُمنع من هذه الناحية، من كونه يعظم الكفار فيقلدهم.

السائل : ما حكم سفر المرأة من مدينة إلى مدينة بدون محرم إذا كانت في طلب العلم؟
الشيخ : إذا كان إيش؟
السائل : في طلب العلم.
الشيخ : لا يحل للمرأة أن تسافر بلا محرم لا للعلم ولا للحج ولا للعمرة ولا للزيارة ولا لغير ذلك، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ) لكن قد يظن بعض الناس أن هذا سفر وليس بسفر، مثل بعض النساء الآن يذهبن من بلدهن إلى بلد آخر قريب للتعلم أو للتعليم ويرجعن من يومهن، فهذا ليس بسفر، وعلى هذا فلو ذهبت امرأة مثلاً من عنيزة إلى بريدة للتعلم أو للتعليم ومعها نساء ويرجعن بعد انتهاء الدرس إلى بيوتهن فهذا ليس بسفر، فللمرأة أن تذهب وترجع، لكن لا يجوز لها أن تخلو بالسائق إذا لم يكن محرماً لها.
السائل : إذا كانت في الطائرة جزاكم الله خير ؟
الشيخ : لا في الطائرة ولا في السيارة حتى في الطائرة لا يجوز أن تسافر، لأنا نقول: أولاً أن محرمها الذي في البلد الذي طارت منه إذا أوصلها إلى قاعة الانتظار يرجع، وتبقى وحدها مع الرجال، ثم لو فرض أنه أوصلها إلى أن أدخلها الطائرة، فالطائرة قد تقلع في وقتها المحدد وقد تتأخر لخلل فني أو طقس أو غير ذلك، ثم إذا استقلت طائرة فربما يمنعها مانع من الهبوط في المطار الذي قصدته إما سوء الأحوال الجوية كما يقولون، وإما خلل فني كما لو امتنعت الكفرات من النزول، أو غير ذلك من الأسباب، فتبقى تذهب إلى بلد آخر، ثم على فرض أنها سلمت من هذا ونزلت في المطار الذي تريده، فمحرمها الثاني الذي يستقبلها قد يحضر في الوقت المحدد وقد لا يحضر، قد ينام قد يمرض، قد يمنعه السير من ازدحام السيارات، قد تتعطل سيارته ولا يحضر إلى المطار، ثم إذا سلم من هذا وصار كل شيء على ما يرام فمن الذي يجلس إلى جانبها في الطائرة؟ قد يجلس إلى جانبها رجل سفيه سافر، فيغريها ويغرها، كما يقع هذا أحياناً، لذلك كانت حكمة الشرع في نهي المرأة أن تسافر على الإطلاق هي الحكمة الصحيحة، وهي التي بها السلامة.

السائل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يا شيخ إني أحبك في الله:
المرأة إذا توفيت وهي لم تتزوج ماذا يكون مصيرها؟ هل تتزوج من الرجال الذين لم يتزوجوا ، هذا سؤال المرأة هي التي سألت؟
الشيخ : طيب ما يخالف يعني وهي في النار ولا في الجنة؟
السائل : إن شاء الله أنها امرأة صالحة.
الشيخ : دعنا من المرأة هذه التي تقول ، أنا أسأل امرأة ماتت ولم تتزوج فتسأل ماذا يكون حالها؟
السائل : في الجنة.
الشيخ : إذا كانت في الجنة بارك الله فيك، ففي الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، أنت إذا أوصلتها إلى الجنة فستكون كل خير، إما أن تتزوج أحداً من أهل الدنيا، والجنة سيبقى فيها فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فينشئ الله لها أقواماً يدخلهم الجنة، فقد تتزوج من هؤلاء الأقوام، أفهمت؟ أبداً، طمئنها قل: إن شاء الله تعالى إذا دخلتِ الجنة فستجدين ما يسرك من كل ناحية.
السائل : في دليل يا شيخ؟
الشيخ : إي إي هذه الآية التي قلت لك ، (( وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ )) أي: ما تطلبون.

السائل : يا شيخ أحسن الله إليكم: ما حكم أن يتكلم الإمام بين صلاة التراويح في وسطها ويكون هذا دائماً؟
الشيخ : إي معنى يتكلم يعني يقول استوا واعتدلوا ؟
السائل : موعظة يعني .
الشيخ : لا مانع، إذا قام إلى التسليمة الثانية فهمت ورأى أن الصف قد اعوج، أو أن المصلين قد تمايزوا وتفرقوا وصار فيهم فرجة، فليقل: استووا أو تراصوا، ولا حرج.
السائل : موعظة يا شيخ.
الشيخ : أما الموعظة فلا، لأن هذا ليس من هدي السلف ، لكن يعظهم إذا دعت الحاجة أو شاء بعد التراويح.
السائل : هل يكون هذا بدعة يا شيخ؟
الشيخ : إذا قصد بهذا التعبد بدعة، وعلامة قصد التعبد أن يداوم عليها كل ليلة، ثم نقول: ليش يا أخي تعظ الناس؟ قد يكون بعض الناس له شغل يحب أن ينتهي من التراويح وينصرف ليدرك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) وإذا كنت أنت تحب الموعظة ويحبها أيضاً نصف الناس بل يحبها ثلاثة أرباع الناس فلا تسجن الربع الثاني علشان محبة ثلاثة أرباع، أليس أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( إذا أمّ أحدكم الناس فليخفف فإن من ورائه ضعيف والمريض وذا الحاجة ) أو كما عليه الصلاة والسلام، يعني: لا تقس الناس بنفسك أو بنفس الآخرين الذين يحبون الكلام والموعظة، قس الناس بما يريحهم، صلِّ بهم التراويح وإذا انتهيت من ذلك وانصرفت من صلاتك وانصرف الناس فقل ما شئت من القول، عرفت؟
وإلى هنا ينتهى اللقاء وإلى اللقاء الثاني إن شاء الله يوم الخميس القادم ، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأبشروا بالخير بالحضور إلى هذا المكان لأن: ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) .
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.