سلسلة لقاء الباب المفتوح-122a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تابع لدروس الحج وذكر منافع الحج .
الشيخ : وعلى نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثاني والعشرون بعد المائة من اللقاءات التي يعبر عنها بلقاء الباب المفتوح والتي تتم كل يوم خميس من كل أسبوع وهذا هو الخميس الحادي والعشرون من شهر ذي الحجة عام 1416 نتحدث فيه عما من الله به على الحجاج في هذا العام من الصحة والأمن والاستقرار والنظافة في جميع المشاعر حتى أدى المسلمون نسكهم ولله الحمد على أتم وجه ولكن لا يخلو مثل هذه التجمعات الكبيرة من بعض النواقص ولاسيما ممن ليس عندهم علم بالشريعة ومقاصدها ومواردها عامة الحجاج جهال عوام لا يعرفون إلا أنهم أدوا النسك أنهم حجوا أنهم اعتمروا لا يشعرون بأن هذه عبادة عظيمة يتلبس بها الإنسان من حين الإحرام إلى أن يتحلل ولذلك تجدهم في عنف عند التلاقي بإخوانهم في المشاعر في الطواف في السعي في رمي الجمرات وتجد كثيرا منهم لا يقبل النصح لأنه إنما جاء ليؤدي أفعالا فقط دون أن يشعر قلبه بأنه في عبادة وهذا أمر يجب على إخواننا المسلمين كلهم أن يشعروا بأنهم في عبادة من حين الإحرام إلى أن يتحللوا وينتهي نسكهم ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وأخبر بأنه ( من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع ) يعني من ذنوبه ( كيوم ولدته أمه ) وهذا يؤدي إلى أن يكون المسلم بعد فراغه من الحج خيرا منه قبل فعل الحج لأنه عاد نقيا من الذنوب فلا ينبغي أن يلطخ صفحات أعماله بالذنوب بعد أن طهره الله تعالى منها وذلك بالمحافظة على طاعة الله عز وجل وأعظمها وأشدها الصلاة فإنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي عمود الدين ولا يمكن أن يكون دين إلا بها ولهذا كان أصح الأقوال من أقوال أهل العلم أن تاركها كسلا أو تهاونا كافر كفرا مخرجا عن الملة والعياذ بالله
المحافظة كذلك على أداء الزكاة إلى مستحقيها الذين بينهم الله تعالى في قوله : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ )) وكذلك الصوم والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والضيافة وغير ذلك من شرائع الدين وشعائره نسأل الله لنا ولكم الاستقامة والثبات هذا وقد ذكر لنا الأخ موسى أنه قد فاته تسجيل (( إذا السماء انشقت )) (( والسماء والطارق )) .
السائل : ... .
الشيخ : من قوله : (( فأما من أوتي كتابه بيمينه )) إلى .
السائل : ... .
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثاني والعشرون بعد المائة من اللقاءات التي يعبر عنها بلقاء الباب المفتوح والتي تتم كل يوم خميس من كل أسبوع وهذا هو الخميس الحادي والعشرون من شهر ذي الحجة عام 1416 نتحدث فيه عما من الله به على الحجاج في هذا العام من الصحة والأمن والاستقرار والنظافة في جميع المشاعر حتى أدى المسلمون نسكهم ولله الحمد على أتم وجه ولكن لا يخلو مثل هذه التجمعات الكبيرة من بعض النواقص ولاسيما ممن ليس عندهم علم بالشريعة ومقاصدها ومواردها عامة الحجاج جهال عوام لا يعرفون إلا أنهم أدوا النسك أنهم حجوا أنهم اعتمروا لا يشعرون بأن هذه عبادة عظيمة يتلبس بها الإنسان من حين الإحرام إلى أن يتحلل ولذلك تجدهم في عنف عند التلاقي بإخوانهم في المشاعر في الطواف في السعي في رمي الجمرات وتجد كثيرا منهم لا يقبل النصح لأنه إنما جاء ليؤدي أفعالا فقط دون أن يشعر قلبه بأنه في عبادة وهذا أمر يجب على إخواننا المسلمين كلهم أن يشعروا بأنهم في عبادة من حين الإحرام إلى أن يتحللوا وينتهي نسكهم ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وأخبر بأنه ( من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع ) يعني من ذنوبه ( كيوم ولدته أمه ) وهذا يؤدي إلى أن يكون المسلم بعد فراغه من الحج خيرا منه قبل فعل الحج لأنه عاد نقيا من الذنوب فلا ينبغي أن يلطخ صفحات أعماله بالذنوب بعد أن طهره الله تعالى منها وذلك بالمحافظة على طاعة الله عز وجل وأعظمها وأشدها الصلاة فإنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي عمود الدين ولا يمكن أن يكون دين إلا بها ولهذا كان أصح الأقوال من أقوال أهل العلم أن تاركها كسلا أو تهاونا كافر كفرا مخرجا عن الملة والعياذ بالله
المحافظة كذلك على أداء الزكاة إلى مستحقيها الذين بينهم الله تعالى في قوله : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ )) وكذلك الصوم والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والضيافة وغير ذلك من شرائع الدين وشعائره نسأل الله لنا ولكم الاستقامة والثبات هذا وقد ذكر لنا الأخ موسى أنه قد فاته تسجيل (( إذا السماء انشقت )) (( والسماء والطارق )) .
السائل : ... .
الشيخ : من قوله : (( فأما من أوتي كتابه بيمينه )) إلى .
السائل : ... .
تفسير سورة الإنشقاق من الآية ( 7 ) إلى الآية ( 15 ) وسورة المطففين من الآية ( 13 ) إلى الآية ( 17 ) .
الشيخ : يقول عز وجل : (( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً )) لما ذكر أن العبد بل الإنسان كل الإنسان كادح إلى ربه كادح أي : عامل بجد ونشاط (( إلى ربه )) أي : أن عمله هذا ينتهي إلى الله عز وجل كما قال الله تعالى : (( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ )) لما ذكر هذا قال : (( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ )) إشارة إلى أن هؤلاء العاملين منهم من يؤتى كتابه بيمينه ومنهم من يؤتى كتابَه من وراء ظهره (( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ )) وأوتي هنا فعل مبني لما لم يسم فاعله فما الذي يؤتيه ؟ يحتمل من الملائكة أو غير ذلك لا ندري المهم أنه يعطى كتابه بيمينه يستلمه باليمنى (( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً )) أي : يحاسبه الله تعالى بإحصاء عمله عليه لكنه حساب يسير ليس فيه أي عسر كما جاءت بذلك السنة ( أن الله عز وجل يخلو بعبده المؤمن ويقرره بذنوبه فيقول : عملت كذا عملت كذا عملت كذا ويقر بذلك ولا ينكر فيقول الله تعالى : قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ) ولا شك أن هذا حساب يسير يظهر فيه منة الله على العبد وفرحه بذلك واستبشاره (( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً )) والمحاسب له هو الله عز وجل كما قال تعالى : (( إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ )) (( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً )) ينقلب من الحساب إلى أهله في الجنة مسرورا أي : مسرور القلب وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن ( أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ) ثم هم بعد ذلك درجات وهذا يدل على سرور القلب لأن القلب إذا سر استنار الوجه قال تعالى : (( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً )) هؤلاء هم الأشقياء والعياذ بالله يؤتى كتابه وراء ظهره وليس عن يمينه وفي الآية الأخرى في سورة الحاقة (( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ )) فقيل : إن من لا يؤتى كتابه بيمينه ينقسم إلى قسمين : منهم من يؤتى كتابه بالشمال ومنهم من يؤتى كتابه من وراء ظهره والأقرب والله أعلم أنه يؤتى كتابه بالشمال ولكنه تعكس يده حتى تكون من وراء ظهره إشارة إلى أنه نبذ كتاب الله وراء ظهره فيكون الأخذ بالشمال ثم تلوى يده إلى الخلف إشارة إلى أنه قد ولى ظهره كتاب الله عز وجل ولم يبال به ولم يرفع به رأسا ولم ير بمخالفته بأسا: (( فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً )) أي : يدعو على ويله يدعو على نفسه بالثبور يقول : واثبوراه يا ويلاه وما أشبه ذلك من كلمات الندم والحسرة ولكن هذا لا ينفع في ذلك اليوم لأنه انتهى وقت العمل فوقت العمل هو في الدنيا أما في الآخرة فلا عمل وإنما هو الجزاء (( فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً )) أي : يصلى النار التي تسعر به والعياذ بالله ويكون مخلدا فيها أبدا لأنه كافر (( إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً )) إنه كان في الدنيا في أهله مسرورا ولكن هذا السرور أعقبه الندم والحزن الدائم المستمر واربط بين قوله تعالى فيمن أوتي كتابه بيمينه : (( وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً )) وهذا والعياذ بالله كان في أهله مسرورا تجد الفرق بين السرورين فالسرور الأول سرور دائم نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم والسرور الثاني سرور زائل ذهبَ (( كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً )) أما الآن فلا سرور عنده (( إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ )) (( ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ )) ألا يرجع بعد الموت ولهذا كانوا ينكرون البعث ويقولون : لا بعث ويقول : (( مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ )) (( إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ )) قال الله تعالى : (( بَلَى )) أي : سيحور ويرجع (( إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً )) يعني إنه سيرجع إلى الله عز وجل الذي هو بصير بأعماله وسوف يحاسبه عليها على ما تقتضيه حكمته وعدله انتهى والباقي موجود
الطالب : نعم
الشيخ : طيب الطارق .
السائل : ... .
الشيخ : طيب لما ذكر الله عز وجل أنه لا يكذب بيوم الدين إلا كل معتد أثيم بين حال هذا الرجل إذا دعي إلى الحق وإلى التصديق بخبر الله أنه لا يقبل ذلك (( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ )) أي : أن هذه أساطير وسواليف ليست إلا لإشغال المجالس والتلهي بها فقط وذلك لأنه والعياذ بالله لم يكن مؤمنا فلا يصل نور آيات الله عز وجل إلى قلبه ويراها مثل أساطير الأولين التي يتكلم بها العجائز والشيوخ وليس لها أي حقيقة وليس فيها أي جد قال الله عز وجل : (( كَلَّا )) أي : ليست أساطير الأولين ولكن هؤلاء (( بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ )) أي : اجتمع عليها وحجبها عن الحق (( رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) أي : من الأعمال السيئات لأن الأعمال السيئات تحول بين المرء وبين الهدى كما قال الله تعالى : (( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ )) فمن اهتدى بهدى الله واتبع ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه وصدق بما أخبر الله به وفعل مثل ذلك فيما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا شك أن قلبه يستنير وأنه يرى الحق حقا ويرى الباطل باطلا ويعظم آيات الله عز وجل ويرى أنها فوق كل كلام وأن هدي محمد صلى الله عليه وسلم فوق كل هدي هذا من أنار الله قلبه بالإيمان أما والعياذ بالله من تلطخ قلبه بأرجاس المعاصي وأنجاسها فإنه لا يرى هذه الآيات حقا بل لا يراها إلا أساطير الأولين كما في هذه الآية (( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))
وفي بل سكتة لطيفة عند بعض القراء وعند آخرين لا سكتة فيجوز على هذا أن تقول : (( كَلَّا بَلْ رَانَ )) ويجوز أن تقول : (( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) وهذه لا تغير المعنى أي : سواء سكت أم لم تسكت فالمعنى لا يتغير
(( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )) أي : حقا إنهم عن ربهم لمحجوبون وذلك في يوم القيامة فإنهم يحجبون عن رؤية الله عز وجل كما حجبوا عن رؤية شريعته وآياته فرأوا أنها أساطير الأولين وبهذه الآية استدل أهل السنة والجماعة على ثبوت رؤية الله عز وجل ووجه الدلالة ظاهر فإنه ما حجب هؤلاء في حال السخط إلا وقد مكن للأبرار من رؤيته تعالى في حال الرضا فإذا كان هؤلاء المحجوبين فإن الأبرار غير محجوبين ولو كان الحجب لكل منهم لم يكن لتخصيصه بالفجار فائدة إطلاقا
ورؤية الله عز وجل ثابتة في الكتاب ومتواترة في السنة وإجماع الصحابة والأئمة لا إشكال في هذا أنه تعالى يرى حقا بالعين كما قال تعالى : (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) وقال تعالى : (( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )) وقد فسر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله تعالى وكما في قوله تعالى : (( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ )) والمزيد هنا هو بمعنى الزيادة في قوله : (( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )) وكما قال تعالى : (( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ )) فإن نفي الإدراك يدل على ثبوت أصل الرؤية ولهذا كانت هذه الآية مما استدل به السلف على رؤية الله واستدل به الخلف على عدم رؤية الله ولا شك أن الآية دليل عليهم لأن الله لم ينف بها الرؤية وإنما نفى الإدراك ونفي الإدراك يدل على ثبوت أصل الرؤية فالحاصل أن القرآن دل على ثبوت رؤية الله عز وجل حقا بالعين وكذلك جاءت السنة بذلك صريحة حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنكم سترون ربكم عياناكما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب ) ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ) وقد آمن بذلك الصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم بإحسان من سلف هذه الأمة وأئمتها وأنكر ذلك من حجبت عقولهم وقلوبهم عن الحق فقالوا : إن الله لا يمكن أن يرى بالعين وإنما المراد بالرؤية في الآيات هي رؤية القلب أي : اليقين ولا شك أن هذا قول باطل مخالف للقرآن والسنة وإجماع السلف ثم إن اليقين ثابت لغيرهم أيضا حتى الفجار يوم القيامة سوف يرون ما وعدوا به حقا ويتيقنونه
وليس هذا موضع الإطالة في إثبات رؤية الله عز وجل والمناقشة في أدلة الفريقين لأن الأمر ولله الحمد من الوضوح أوضح من أن يطال الكلام فيه
(( ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ )) إن هؤلاء الفجار لصالو الجحيم أي : يصلونها يصلون حرارتها وعذابها نسأل الله العافية (( ثُمَّ يُقَالُ )) تقريعا لهم وتوبيخا (( هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ )) فيجتمع عليهم العذاب البدني والألم البدني بصلي النار وكذلك العذاب القلبي بالتوبيخ والتنديم حيث (( يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ )) ولهذا يقولون : (( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )) قال الله تعالى : (( بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )) نعم أما الآن فإلى الأسئلة ونبدأ بالأيمن .
الطالب : نعم
الشيخ : طيب الطارق .
السائل : ... .
الشيخ : طيب لما ذكر الله عز وجل أنه لا يكذب بيوم الدين إلا كل معتد أثيم بين حال هذا الرجل إذا دعي إلى الحق وإلى التصديق بخبر الله أنه لا يقبل ذلك (( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ )) أي : أن هذه أساطير وسواليف ليست إلا لإشغال المجالس والتلهي بها فقط وذلك لأنه والعياذ بالله لم يكن مؤمنا فلا يصل نور آيات الله عز وجل إلى قلبه ويراها مثل أساطير الأولين التي يتكلم بها العجائز والشيوخ وليس لها أي حقيقة وليس فيها أي جد قال الله عز وجل : (( كَلَّا )) أي : ليست أساطير الأولين ولكن هؤلاء (( بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ )) أي : اجتمع عليها وحجبها عن الحق (( رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) أي : من الأعمال السيئات لأن الأعمال السيئات تحول بين المرء وبين الهدى كما قال الله تعالى : (( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ )) فمن اهتدى بهدى الله واتبع ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه وصدق بما أخبر الله به وفعل مثل ذلك فيما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا شك أن قلبه يستنير وأنه يرى الحق حقا ويرى الباطل باطلا ويعظم آيات الله عز وجل ويرى أنها فوق كل كلام وأن هدي محمد صلى الله عليه وسلم فوق كل هدي هذا من أنار الله قلبه بالإيمان أما والعياذ بالله من تلطخ قلبه بأرجاس المعاصي وأنجاسها فإنه لا يرى هذه الآيات حقا بل لا يراها إلا أساطير الأولين كما في هذه الآية (( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ))
وفي بل سكتة لطيفة عند بعض القراء وعند آخرين لا سكتة فيجوز على هذا أن تقول : (( كَلَّا بَلْ رَانَ )) ويجوز أن تقول : (( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )) وهذه لا تغير المعنى أي : سواء سكت أم لم تسكت فالمعنى لا يتغير
(( كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )) أي : حقا إنهم عن ربهم لمحجوبون وذلك في يوم القيامة فإنهم يحجبون عن رؤية الله عز وجل كما حجبوا عن رؤية شريعته وآياته فرأوا أنها أساطير الأولين وبهذه الآية استدل أهل السنة والجماعة على ثبوت رؤية الله عز وجل ووجه الدلالة ظاهر فإنه ما حجب هؤلاء في حال السخط إلا وقد مكن للأبرار من رؤيته تعالى في حال الرضا فإذا كان هؤلاء المحجوبين فإن الأبرار غير محجوبين ولو كان الحجب لكل منهم لم يكن لتخصيصه بالفجار فائدة إطلاقا
ورؤية الله عز وجل ثابتة في الكتاب ومتواترة في السنة وإجماع الصحابة والأئمة لا إشكال في هذا أنه تعالى يرى حقا بالعين كما قال تعالى : (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) وقال تعالى : (( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )) وقد فسر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله تعالى وكما في قوله تعالى : (( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ )) والمزيد هنا هو بمعنى الزيادة في قوله : (( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )) وكما قال تعالى : (( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ )) فإن نفي الإدراك يدل على ثبوت أصل الرؤية ولهذا كانت هذه الآية مما استدل به السلف على رؤية الله واستدل به الخلف على عدم رؤية الله ولا شك أن الآية دليل عليهم لأن الله لم ينف بها الرؤية وإنما نفى الإدراك ونفي الإدراك يدل على ثبوت أصل الرؤية فالحاصل أن القرآن دل على ثبوت رؤية الله عز وجل حقا بالعين وكذلك جاءت السنة بذلك صريحة حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنكم سترون ربكم عياناكما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب ) ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ) وقد آمن بذلك الصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم بإحسان من سلف هذه الأمة وأئمتها وأنكر ذلك من حجبت عقولهم وقلوبهم عن الحق فقالوا : إن الله لا يمكن أن يرى بالعين وإنما المراد بالرؤية في الآيات هي رؤية القلب أي : اليقين ولا شك أن هذا قول باطل مخالف للقرآن والسنة وإجماع السلف ثم إن اليقين ثابت لغيرهم أيضا حتى الفجار يوم القيامة سوف يرون ما وعدوا به حقا ويتيقنونه
وليس هذا موضع الإطالة في إثبات رؤية الله عز وجل والمناقشة في أدلة الفريقين لأن الأمر ولله الحمد من الوضوح أوضح من أن يطال الكلام فيه
(( ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ )) إن هؤلاء الفجار لصالو الجحيم أي : يصلونها يصلون حرارتها وعذابها نسأل الله العافية (( ثُمَّ يُقَالُ )) تقريعا لهم وتوبيخا (( هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ )) فيجتمع عليهم العذاب البدني والألم البدني بصلي النار وكذلك العذاب القلبي بالتوبيخ والتنديم حيث (( يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ )) ولهذا يقولون : (( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )) قال الله تعالى : (( بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )) نعم أما الآن فإلى الأسئلة ونبدأ بالأيمن .
2 - تفسير سورة الإنشقاق من الآية ( 7 ) إلى الآية ( 15 ) وسورة المطففين من الآية ( 13 ) إلى الآية ( 17 ) . أستمع حفظ
بعض العلماء عند مناقشتهم لبعض المسائل الفقهية يشترطون أن يكون في المسألة دليل مباشر وإلا لن يقولوا بها ، وفي بعض الأحيان يقولون بالمسألة ويستدلون لها بالأدلة العامة من الشريعة فما هو الفرق بينهما .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
شيخ بارك الله فيكم بعض العلماء عند مناقشته لبعض المسائل الفقهية بعض الأحيان يشترطون أن يكون في المسألة دليل مباشر وإلا لم يقولوا بها وبعض الأحيان يقولون بالمسألة ويستدلون لها بالأدلة العامة من الشريعة فما هو الفرق بين ... ؟
الشيخ : الفرق بينهما أن الأحكام الشرعية تنقسم إلى قسمين : قسم نص عليه الشارع بعينه مثل (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ )) إلى آخره ومثل قوله تعالى : (( وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ )) يعني من النساء والأمثلة على هذا كثيرة وقسم آخر لا ينص عليه بعينه ولكن يدخل في القواعد العامة من الشريعة والأدلة العامة من الشريعة وذلك لأن الشريعة شاملة عامة لكل شيء ولا يمكن أن ينص على كل مسألة بعينها لأن هذا يستدعي أسفارا كثيرة لا تحملها الجمال ولا السيارات ولكن هناك قواعد عامة ينعم الله على من يشاء من عباده فيستطيعون أن يلحقوا الجزئيات بأحكام هذه القواعد مثل : ( لا ضرر ولا ضرار ) مثلا هذا الحديث وإن كان في صحته نظر لكن قواعد الشريعة تشهد له فيمكن أن تدخل في هذا آلاف المسائل التي فيها الضرر وآلاف المسائل التي فيها المضارة دون أن ينص عليها
فمثلا في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بين رجلين خصومة وكان أحدهما له أرضان وبينهما أرض الآخر فأراد صاحب الأرضين أن يجري الماء على أرض الآخر إلى أرضه الأخرى فأبى صاحب الأرض وقال: لا يمكن أن تجري الماء على أرضي فرفع الأمر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأمر أن يجرى الماء على أرضه قهرا عليه وقال : ( لأجرينه ولو على بطنك أو قال : على ظهرك ) لأن هذا الجار الذي أبى أن يمر الماء من أرضه إنما أراد المضارة بصاحبه وإلا فالمصلحة له يعني يتمكن من أن يغرس على هذا الماء الذي يجري أو يزرع عليه فهو مصلحة للطرفين نعم .
شيخ بارك الله فيكم بعض العلماء عند مناقشته لبعض المسائل الفقهية بعض الأحيان يشترطون أن يكون في المسألة دليل مباشر وإلا لم يقولوا بها وبعض الأحيان يقولون بالمسألة ويستدلون لها بالأدلة العامة من الشريعة فما هو الفرق بين ... ؟
الشيخ : الفرق بينهما أن الأحكام الشرعية تنقسم إلى قسمين : قسم نص عليه الشارع بعينه مثل (( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ )) إلى آخره ومثل قوله تعالى : (( وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ )) يعني من النساء والأمثلة على هذا كثيرة وقسم آخر لا ينص عليه بعينه ولكن يدخل في القواعد العامة من الشريعة والأدلة العامة من الشريعة وذلك لأن الشريعة شاملة عامة لكل شيء ولا يمكن أن ينص على كل مسألة بعينها لأن هذا يستدعي أسفارا كثيرة لا تحملها الجمال ولا السيارات ولكن هناك قواعد عامة ينعم الله على من يشاء من عباده فيستطيعون أن يلحقوا الجزئيات بأحكام هذه القواعد مثل : ( لا ضرر ولا ضرار ) مثلا هذا الحديث وإن كان في صحته نظر لكن قواعد الشريعة تشهد له فيمكن أن تدخل في هذا آلاف المسائل التي فيها الضرر وآلاف المسائل التي فيها المضارة دون أن ينص عليها
فمثلا في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بين رجلين خصومة وكان أحدهما له أرضان وبينهما أرض الآخر فأراد صاحب الأرضين أن يجري الماء على أرض الآخر إلى أرضه الأخرى فأبى صاحب الأرض وقال: لا يمكن أن تجري الماء على أرضي فرفع الأمر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأمر أن يجرى الماء على أرضه قهرا عليه وقال : ( لأجرينه ولو على بطنك أو قال : على ظهرك ) لأن هذا الجار الذي أبى أن يمر الماء من أرضه إنما أراد المضارة بصاحبه وإلا فالمصلحة له يعني يتمكن من أن يغرس على هذا الماء الذي يجري أو يزرع عليه فهو مصلحة للطرفين نعم .
3 - بعض العلماء عند مناقشتهم لبعض المسائل الفقهية يشترطون أن يكون في المسألة دليل مباشر وإلا لن يقولوا بها ، وفي بعض الأحيان يقولون بالمسألة ويستدلون لها بالأدلة العامة من الشريعة فما هو الفرق بينهما .؟ أستمع حفظ
قوله تعالى:" وأما من أوتي كتابه وراء ظهره" بعض الناس يقول تخرج يده من صدره إلى ظهره فهل لهذا وجه .؟
السائل : أحسن الله إليك قوله تعالى : (( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ )) بعض الناس يقول : تخرج يده من صدره إلى ظهره فهل لهذا وجه ؟
الشيخ : نعم هذا الذي ذكر ليس فيه دليل ويمكن أن يعطى الكتاب من وراء ظهره بدون أن تخرق صدره ممكن أن تلوى من الخلف ويحصل بهذا نعم .
الشيخ : نعم هذا الذي ذكر ليس فيه دليل ويمكن أن يعطى الكتاب من وراء ظهره بدون أن تخرق صدره ممكن أن تلوى من الخلف ويحصل بهذا نعم .
4 - قوله تعالى:" وأما من أوتي كتابه وراء ظهره" بعض الناس يقول تخرج يده من صدره إلى ظهره فهل لهذا وجه .؟ أستمع حفظ
هل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على الميت المديون في آخر حياته .؟
السائل : فضيلة الشيخ كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يصلي على المديون الذي عليه الدين ولكن ذكر لي أحد الإخوة أنه في آخر عمره صلى على المديون فهل هذا صحيح ؟
الشيخ : هذا صحيح لأنه كان في الأول عليه الصلاة والسلام قليل ذات اليد ولم تجتمع عنده الأموال لكن لما كثرت الأموال التي أشار الله إليها بقوله : (( وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ )) لما كثرت الأموال عنده صار إذا قدم عليه الميت وعليه دين التزم هو صلى الله عليه وسلم بقضائه وصلى عليه فيؤخذ من هذا أن الميت إذا خلف رهنا يكفي دينه أو ضمنه ضامن فإنه لا أثر لهذا الدين في ذمته ومن ذلك ما هو الآن شائع كثيرا في مجتمعنا من الدين الذي يثبت على الإنسان من صندوق التنمية العقارية وهو مؤجل لسنوات عدة فهؤلاء إذا ماتوا وقد أدوا ما حل في حياتهم فليس عليهم تبعة فيما بقي من الدين لأن هذا الدين فيه رهن وهذا الرهن يكفي لأداء ما بقي من الدين .
السائل : لا يصبح مديون يعني .
الشيخ : نعم .
السائل : أقول يعني لا يصبح .
الشيخ : لا يصبح مدينا لأن الآن انتقل هذا البيت إلى الورثة .
الشيخ : هذا صحيح لأنه كان في الأول عليه الصلاة والسلام قليل ذات اليد ولم تجتمع عنده الأموال لكن لما كثرت الأموال التي أشار الله إليها بقوله : (( وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ )) لما كثرت الأموال عنده صار إذا قدم عليه الميت وعليه دين التزم هو صلى الله عليه وسلم بقضائه وصلى عليه فيؤخذ من هذا أن الميت إذا خلف رهنا يكفي دينه أو ضمنه ضامن فإنه لا أثر لهذا الدين في ذمته ومن ذلك ما هو الآن شائع كثيرا في مجتمعنا من الدين الذي يثبت على الإنسان من صندوق التنمية العقارية وهو مؤجل لسنوات عدة فهؤلاء إذا ماتوا وقد أدوا ما حل في حياتهم فليس عليهم تبعة فيما بقي من الدين لأن هذا الدين فيه رهن وهذا الرهن يكفي لأداء ما بقي من الدين .
السائل : لا يصبح مديون يعني .
الشيخ : نعم .
السائل : أقول يعني لا يصبح .
الشيخ : لا يصبح مدينا لأن الآن انتقل هذا البيت إلى الورثة .
اضيفت في - 2005-08-27