سلسلة لقاء الباب المفتوح-129a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير سورة (ق والقرآن المجيد) الآيات (1- 5) وآيات اخرى مختارة وما يستفاد منها .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهذا هو اللقاء التاسع والعشرون بعد المائة من اللقاءات التي يعبر عنها بلقاء الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس من كل أسبوع وهذا هو يوم الخميس الحادي عشر من شهر صفر عام 1417 نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لنا ولكم في أعمالنا وأقوالنا إنه على كل شيء قدير نبدأ هذا اللقاء بتفسير سورة (( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ )) حيث انتهينا ولله الحمد من تفسير سورة الحجرات
أولا : البسملة سبق الكلام عليها وأنها آية مستقلة يؤتى بها في ابتداء كل سورة إلا سورة براءة فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يكتبوا أمامها بسملة ولكنهم جعلوا فاصلا بينها وبين آخر سورة الأنفال وليس هناك ذكر يذكر بدلا عن البسملة كما يوجد في هوامش بعض المصاحف حيث كتب " أعوذ بالله من النار ومن كيد الفجار ومن غضب الجبار العزة لله ولرسوله وللمؤمنين " وهذا لا شك أنه كلام بدعي لا أصل له ولا صحة له يقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم : (( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ )) (( ق )) حرف من الحروف الهجائية التي يتركب منها الكلام العربي وهي كسائر الحروف ليس لها معنى بحد ذاتها ومن المعلوم أن القرآن نزل باللسان العربي وإذا كانت هذه الحروف ليس لها معنى باللسان العربي فهي كذلك ليس لها معنى في كتاب الله عز وجل من حيث المعنى الذاتي لها
وأما بالنسبة للمغزى العظيم الكبير فلها مغزى عظيم كبير ألا وهو : أن هذا القرآن الذي أعجز العرب مع بلاغتهم وفصاحتهم ليس لم يأت بشيء جديد من حروف ليس يعرفونها بل هو بالحروف التي يعرفونها ومع ذلك عجزوا عن أن يأتوا بمثله فدل ذلك على أنه من كلام العزيز الحميد جل وعلا ولهذا لا تكاد تجد سورة ابتدئت بهذه الحروف الهجائية إلا وبعدها ذكر القرآن هنا قال عز وجل : (( وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ )) الواو حرف قسم أقسم الله تعالى بالقرآن لأن الله تعالى له أن يقسم بما شاء وإقسامه هنا بالقرآن إقسام بكلامه وكلام الله تعالى من صفاته وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أنه يجوز الإقسام بالله تعالى أو بصفة من صفاته وأما آياته فلا يقسم بها إلا إذا قصد الإنسان بالآيات كلماته كالقرآن الكريم والتوراة والإنجيل وما أشبه ذلك وأما الآيات الكونية كالشمس والقمر فلا يجوز لنا أن نقسم بها أما الله عز وجل فله أن يقسم بما شاء
القرآن مأخوذ من قرأ إذا تلا أو من قرى إذا جمع ومنه القرية لأن الناس يجتمعون فيها والقرآن يتضمن المعنيين فهو متلو وهو مجموع أيضا
(( وَالْقُرْآنِ الْمَجِيد )) أي : ذو المجد وهي العظمة والسلطان المطلق فالقرآن له عظمته العظيمة مهيمن مسيطر على جميع الكتب السابقة حاكم عليها ليس محكوما عليه
وهو أيضا مجيد به يمجد ويعلو ويظهر من تمسك به وهذا كقوله تعالى : (( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ )) (( بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ )) هنا لا يتراءى للإنسان التالي جواب القسم فاختلف العلماء رحمهم الله في مثل ذلك هل له جواب أو جوابه يعرف من السياق أو يعرف من المقسم به ؟ فيه أقوال متعددة للعلماء وأظهر ما يكون أن نقول : إن مثل هذا التركيب لا يحتاج إلى جواب للقسم لأنه معروف من عظمة المقسم عليه فكأنه أقسم بالقرآن على صحة القرآن فالقرآن المجيد لكونه مجيدا كان دليلا على أنه حق وأنه منزل من عند الله عز وجل وحينئذ لا يحتاج القسم إلى جواب لأن الجواب في ضمن القسم (( بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ )) (( عَجِبُوا )) الواو تعود على المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام الذين كذبوا رسالته كذبوا بالقرآن كذبوا بالبعث كذبوا باليوم الآخر ولهذا (( عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )) عجبوا عجب استغراب واستنكار وإنما قلنا ذلك لأن العجب تارة يراد به الاستنكار والتكذيب وتارة يراد به الاستحسان فقول عائشة رضي الله عنها : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله ) المراد بالعجب هنا إيش ؟ الاستحسان وقوله هنا : (( بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )) المراد به الاستنكار والتكذيب (( أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )) ليس بعيدا عنهم هو منهم نسبا وحسبا ومسكنا يعرفونه ومع ذلك قالوا : (( هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ )) (( أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ )) لما جاءهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهم بأن الناس سوف يبعثون وسوف يجازون ويحاسبون تعجبوا كيف هذا ؟! أيحيا الإنسان بعد أن كان رفاتا ؟! (( قَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً )) إذا من المعروف أنها ظرفية وكل ظرف يحتاج إلى عامل فما عاملها ؟ العامل محذوف دل عليه ما بعده والتقدير أئذا متنا وكنا ترابا نرجع ونبعث ؟ ثم قال : ((ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ )) ولهذا يحسن عند التلاوة أن تقف على قوله: (( أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً )) لأن قوله : (( ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ )) جملة استئنافية لا علاقة لها من حيث الإعراب بما قبلها إذًا نقول : إذا ظرف وكل ظرف يحتاج إلى إيش ؟ إلى عامل فأين العامل في الآية ؟ محذوف التقدير : (( أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً )) نرجع ونبعث والاستفهام هنا بمعنى الإنكار والتكذيب كأنهم يقولون : لا يمكن أن نرجع ونبعث بعد أن كنا ترابا وعظاما ولكن بين الله عز وجل أنه قادر على ذلك فلما قالوا : (( ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ )) ومرادهم بالبعد هنا الاستحالة هم يرون أن ذلك مستحيل وربما تلطف بعضهم وقال : (( ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ )) فهم تارة ينكرون إنكارا مطلقا ويقولون : هذا محال وتارة يقولون : هذا بعيد قال الله تعالى مبينا قدرته على ذلك : (( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ )) الأرض تأكل الإنسان إذا مات فالله تعالى يعلم ما تنقص الأرض منه من أجزاء بدنه ذرة بعد ذرة ولو أكلته الأرض وقوله : (( مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ )) قد يفيد إنها لا تأكل كل الجسم، وفي ذلك تفصيل أما الأنبياء فإن الأرض لا تأكلهم مهما داموا في قبورهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) وأما غيرهم فقد يبقى الجسم مدة طويلة لا تأكله الأرض إلى ما شاء الله وقد تأكله الأرض لكن إذا أكلته الأرض فإنه يبقى عجب الذنب عجب الذنب هو عبارة عن جزء يسير من العظم في أسفل الظهر هذا يبقى بإذن الله لا تأكله الأرض كأنه يكون نواة للجسم عند بعثه يوم القيامة فإن منه يخلق الآدمي في قبره فإذا تم نفخ في الصور ثم قاموا من قبورهم لله عز وجل (( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ )) وإذا كان الله تعالى عالما بما نقصت الأرض فهو قادر على أن يرد هذا الذي نقصته الأرض عند البعث (( وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ )) عند الله تعالى كتاب حفيظ أي : حافظ لكل شيء قال الله تعالى : (( كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )) قال تعالى : (( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ )) وهذا نعم (( وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ )) بل هنا للإضراب الانتقالي وليست للإضراب الإبطالي لأن الأول ثابت والثاني زائد عليه وهذا هو الفرق بين بل التي للإضراب لإضراب الإبطال وبين بل التي لإضراب الانتقال فصارت بل للإضراب دائما لكن إن كانت تبطل الأول سموها إضراب إبطال وإن كانت لا تبطله فهو إضراب انتقال كأنه انتقل من موضوع إلى آخر
(( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ )) ولكن قلوبهم موقنة إلا أن ألسنتهم تكذب كما قال تعالى عن آل فرعون : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً )) (( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ )) لما هنا بمعنى حين فهي ظرف وليست حرفا
(( لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ )) الفاء هنا للتعقيب والسببية والمعنى فهم لما كذبوا بالحق في أمر مريج أي : مختلط اختلط عليهم الأمر والعياذ بالله وهذا كقوله تعالى : (( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ )) إيش ؟ (( كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ )) يعني لأنهم لم يؤمنوا به أول مرة (( وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )) هؤلاء لما كذبوا صاروا في أمر مريج التبس عليهم الأمر ترددوا في أمرهم وهكذا كل إنسان يرد الحق أول مرة فليعلم أنه سيبتلى بالشك والريب في قبول الحق في المستقبل ولهذا يجب علينا من حين أن نسمع أن هذا الشيء حق أن نقول : سمعنا وأطعنا خلافا لبعض الناس الآن تقول له : أمر الرسول بهذا
يقول : طيب الأمر للإيجاب ولا للاستحباب ؟ سبحان الله افعل ما أمرك به سواء على الوجوب أو على الاستحباب فإذا ترددت لأن معنى قوله : هل هو للوجوب أو للاستحباب ؟ معناه إذا كان للاستحباب فأنا في حل منهوإذا كان للوجوب فعلته غلط هذا قل : سمعنا وأطعنا ثم إذا وقعت المخالفة فحينئذ ربما يكون السؤال عنه : هل هو واجب أو مستحب ربما يكون وجيها أما قبل ذلك فلا قد يقول قائل : أنا أسأل هل هو واجب أو مستحب لأن هناك فرقا بين الواجب والمستحب أيهما أحب إلى الله ؟ الواجب أحب إلى الله فأنا أفعله من أجل إذا اعتقدت أنه واجب أثاب عليه ثواب واجب وإذا اعتقدت أنه سنة أثاب عليه ثواب سنة قلنا : نعم هذا طيب لكن ثواب انقيادك للحق لأول مرة وبكل سهولة وبدون سؤال أفضل من كونك تعتقده واجبا أو مستحبا وإذا كان الله قد أوجبه عليك أثابك ثواب الواجب وإن كنت لا تدري فالانقياد وتمام الانقياد أفضل بكثير من كوني أعتقد هذا واجب أو مستحب . ويقول عز وجل : (( فَهُمْ في أَمْرٍ مَرِيجٍ )) ثم قال : (( أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ )) استدل بالآيات الكونية على صحة الآيات الشرعية ويأتي إن شاء الله الكلام عليها في الجلسة القادمة نعم لا سؤال لغيره .
أما بعد :
فهذا هو اللقاء التاسع والعشرون بعد المائة من اللقاءات التي يعبر عنها بلقاء الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس من كل أسبوع وهذا هو يوم الخميس الحادي عشر من شهر صفر عام 1417 نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لنا ولكم في أعمالنا وأقوالنا إنه على كل شيء قدير نبدأ هذا اللقاء بتفسير سورة (( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ )) حيث انتهينا ولله الحمد من تفسير سورة الحجرات
أولا : البسملة سبق الكلام عليها وأنها آية مستقلة يؤتى بها في ابتداء كل سورة إلا سورة براءة فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يكتبوا أمامها بسملة ولكنهم جعلوا فاصلا بينها وبين آخر سورة الأنفال وليس هناك ذكر يذكر بدلا عن البسملة كما يوجد في هوامش بعض المصاحف حيث كتب " أعوذ بالله من النار ومن كيد الفجار ومن غضب الجبار العزة لله ولرسوله وللمؤمنين " وهذا لا شك أنه كلام بدعي لا أصل له ولا صحة له يقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم : (( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ )) (( ق )) حرف من الحروف الهجائية التي يتركب منها الكلام العربي وهي كسائر الحروف ليس لها معنى بحد ذاتها ومن المعلوم أن القرآن نزل باللسان العربي وإذا كانت هذه الحروف ليس لها معنى باللسان العربي فهي كذلك ليس لها معنى في كتاب الله عز وجل من حيث المعنى الذاتي لها
وأما بالنسبة للمغزى العظيم الكبير فلها مغزى عظيم كبير ألا وهو : أن هذا القرآن الذي أعجز العرب مع بلاغتهم وفصاحتهم ليس لم يأت بشيء جديد من حروف ليس يعرفونها بل هو بالحروف التي يعرفونها ومع ذلك عجزوا عن أن يأتوا بمثله فدل ذلك على أنه من كلام العزيز الحميد جل وعلا ولهذا لا تكاد تجد سورة ابتدئت بهذه الحروف الهجائية إلا وبعدها ذكر القرآن هنا قال عز وجل : (( وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ )) الواو حرف قسم أقسم الله تعالى بالقرآن لأن الله تعالى له أن يقسم بما شاء وإقسامه هنا بالقرآن إقسام بكلامه وكلام الله تعالى من صفاته وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أنه يجوز الإقسام بالله تعالى أو بصفة من صفاته وأما آياته فلا يقسم بها إلا إذا قصد الإنسان بالآيات كلماته كالقرآن الكريم والتوراة والإنجيل وما أشبه ذلك وأما الآيات الكونية كالشمس والقمر فلا يجوز لنا أن نقسم بها أما الله عز وجل فله أن يقسم بما شاء
القرآن مأخوذ من قرأ إذا تلا أو من قرى إذا جمع ومنه القرية لأن الناس يجتمعون فيها والقرآن يتضمن المعنيين فهو متلو وهو مجموع أيضا
(( وَالْقُرْآنِ الْمَجِيد )) أي : ذو المجد وهي العظمة والسلطان المطلق فالقرآن له عظمته العظيمة مهيمن مسيطر على جميع الكتب السابقة حاكم عليها ليس محكوما عليه
وهو أيضا مجيد به يمجد ويعلو ويظهر من تمسك به وهذا كقوله تعالى : (( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ )) (( بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ )) هنا لا يتراءى للإنسان التالي جواب القسم فاختلف العلماء رحمهم الله في مثل ذلك هل له جواب أو جوابه يعرف من السياق أو يعرف من المقسم به ؟ فيه أقوال متعددة للعلماء وأظهر ما يكون أن نقول : إن مثل هذا التركيب لا يحتاج إلى جواب للقسم لأنه معروف من عظمة المقسم عليه فكأنه أقسم بالقرآن على صحة القرآن فالقرآن المجيد لكونه مجيدا كان دليلا على أنه حق وأنه منزل من عند الله عز وجل وحينئذ لا يحتاج القسم إلى جواب لأن الجواب في ضمن القسم (( بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ )) (( عَجِبُوا )) الواو تعود على المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام الذين كذبوا رسالته كذبوا بالقرآن كذبوا بالبعث كذبوا باليوم الآخر ولهذا (( عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )) عجبوا عجب استغراب واستنكار وإنما قلنا ذلك لأن العجب تارة يراد به الاستنكار والتكذيب وتارة يراد به الاستحسان فقول عائشة رضي الله عنها : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله ) المراد بالعجب هنا إيش ؟ الاستحسان وقوله هنا : (( بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )) المراد به الاستنكار والتكذيب (( أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ )) ليس بعيدا عنهم هو منهم نسبا وحسبا ومسكنا يعرفونه ومع ذلك قالوا : (( هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ )) (( أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ )) لما جاءهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهم بأن الناس سوف يبعثون وسوف يجازون ويحاسبون تعجبوا كيف هذا ؟! أيحيا الإنسان بعد أن كان رفاتا ؟! (( قَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً )) إذا من المعروف أنها ظرفية وكل ظرف يحتاج إلى عامل فما عاملها ؟ العامل محذوف دل عليه ما بعده والتقدير أئذا متنا وكنا ترابا نرجع ونبعث ؟ ثم قال : ((ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ )) ولهذا يحسن عند التلاوة أن تقف على قوله: (( أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً )) لأن قوله : (( ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ )) جملة استئنافية لا علاقة لها من حيث الإعراب بما قبلها إذًا نقول : إذا ظرف وكل ظرف يحتاج إلى إيش ؟ إلى عامل فأين العامل في الآية ؟ محذوف التقدير : (( أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً )) نرجع ونبعث والاستفهام هنا بمعنى الإنكار والتكذيب كأنهم يقولون : لا يمكن أن نرجع ونبعث بعد أن كنا ترابا وعظاما ولكن بين الله عز وجل أنه قادر على ذلك فلما قالوا : (( ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ )) ومرادهم بالبعد هنا الاستحالة هم يرون أن ذلك مستحيل وربما تلطف بعضهم وقال : (( ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ )) فهم تارة ينكرون إنكارا مطلقا ويقولون : هذا محال وتارة يقولون : هذا بعيد قال الله تعالى مبينا قدرته على ذلك : (( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ )) الأرض تأكل الإنسان إذا مات فالله تعالى يعلم ما تنقص الأرض منه من أجزاء بدنه ذرة بعد ذرة ولو أكلته الأرض وقوله : (( مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ )) قد يفيد إنها لا تأكل كل الجسم، وفي ذلك تفصيل أما الأنبياء فإن الأرض لا تأكلهم مهما داموا في قبورهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) وأما غيرهم فقد يبقى الجسم مدة طويلة لا تأكله الأرض إلى ما شاء الله وقد تأكله الأرض لكن إذا أكلته الأرض فإنه يبقى عجب الذنب عجب الذنب هو عبارة عن جزء يسير من العظم في أسفل الظهر هذا يبقى بإذن الله لا تأكله الأرض كأنه يكون نواة للجسم عند بعثه يوم القيامة فإن منه يخلق الآدمي في قبره فإذا تم نفخ في الصور ثم قاموا من قبورهم لله عز وجل (( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ )) وإذا كان الله تعالى عالما بما نقصت الأرض فهو قادر على أن يرد هذا الذي نقصته الأرض عند البعث (( وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ )) عند الله تعالى كتاب حفيظ أي : حافظ لكل شيء قال الله تعالى : (( كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )) قال تعالى : (( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ )) وهذا نعم (( وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ )) بل هنا للإضراب الانتقالي وليست للإضراب الإبطالي لأن الأول ثابت والثاني زائد عليه وهذا هو الفرق بين بل التي للإضراب لإضراب الإبطال وبين بل التي لإضراب الانتقال فصارت بل للإضراب دائما لكن إن كانت تبطل الأول سموها إضراب إبطال وإن كانت لا تبطله فهو إضراب انتقال كأنه انتقل من موضوع إلى آخر
(( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ )) ولكن قلوبهم موقنة إلا أن ألسنتهم تكذب كما قال تعالى عن آل فرعون : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً )) (( بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ )) لما هنا بمعنى حين فهي ظرف وليست حرفا
(( لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ )) الفاء هنا للتعقيب والسببية والمعنى فهم لما كذبوا بالحق في أمر مريج أي : مختلط اختلط عليهم الأمر والعياذ بالله وهذا كقوله تعالى : (( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ )) إيش ؟ (( كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ )) يعني لأنهم لم يؤمنوا به أول مرة (( وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )) هؤلاء لما كذبوا صاروا في أمر مريج التبس عليهم الأمر ترددوا في أمرهم وهكذا كل إنسان يرد الحق أول مرة فليعلم أنه سيبتلى بالشك والريب في قبول الحق في المستقبل ولهذا يجب علينا من حين أن نسمع أن هذا الشيء حق أن نقول : سمعنا وأطعنا خلافا لبعض الناس الآن تقول له : أمر الرسول بهذا
يقول : طيب الأمر للإيجاب ولا للاستحباب ؟ سبحان الله افعل ما أمرك به سواء على الوجوب أو على الاستحباب فإذا ترددت لأن معنى قوله : هل هو للوجوب أو للاستحباب ؟ معناه إذا كان للاستحباب فأنا في حل منهوإذا كان للوجوب فعلته غلط هذا قل : سمعنا وأطعنا ثم إذا وقعت المخالفة فحينئذ ربما يكون السؤال عنه : هل هو واجب أو مستحب ربما يكون وجيها أما قبل ذلك فلا قد يقول قائل : أنا أسأل هل هو واجب أو مستحب لأن هناك فرقا بين الواجب والمستحب أيهما أحب إلى الله ؟ الواجب أحب إلى الله فأنا أفعله من أجل إذا اعتقدت أنه واجب أثاب عليه ثواب واجب وإذا اعتقدت أنه سنة أثاب عليه ثواب سنة قلنا : نعم هذا طيب لكن ثواب انقيادك للحق لأول مرة وبكل سهولة وبدون سؤال أفضل من كونك تعتقده واجبا أو مستحبا وإذا كان الله قد أوجبه عليك أثابك ثواب الواجب وإن كنت لا تدري فالانقياد وتمام الانقياد أفضل بكثير من كوني أعتقد هذا واجب أو مستحب . ويقول عز وجل : (( فَهُمْ في أَمْرٍ مَرِيجٍ )) ثم قال : (( أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ )) استدل بالآيات الكونية على صحة الآيات الشرعية ويأتي إن شاء الله الكلام عليها في الجلسة القادمة نعم لا سؤال لغيره .
ما رأيكم في التفجيرات التي حدثت في الخُبَر وما مات فيها من مسلمين ومعاهدين.؟
السائل : فضيلة الشيخ لا يخفى عليكم حادث التفجير الذي سبق وأن وقع في العليا وحدث فيه إزهاق للأرواح من المعاهدين وغير ذلك والذي حدث من أحداث الأسنان وسفهاء الأحلام وأنكم تعلمون عظم هذا الفعل وما فيه من مخالفة لأمر الله وأمر رسوله وعدم الأخذ بالأدلة الشرعية وتسفيه لآراء العلماء والراسخين في العلم ومن مشاقة ومحاربة لولي الأمر والآن وقد حدث تفجير جديد في الخبر فهل من كلمة لتبيين دين الله تعالى في ذلك والتحذير من هذا المنزلق الخطير الذي سلكه فئة من الشباب وهم قلة ولله الحمد، وهو مستمد من فعل الخوارج وهم قد لا يعلمون أنهم يفعلون ذلك وأن فعلهم فعل الخوارج ؟ فهل من تبيين لدين الله سبحانه وتعالى ؟
الشيخ : والله لا شك أن هذا العمل عمل لا يرضاه أحد كل عاقل فضلا عن المؤمن لا يرضاه لأنه خلاف الكتاب والسنة ولأن فيه إساءة إلى الإسلام في الداخل والخارج لأن كل الذين يسمعون بهذا الخبر لا يضيفونه إلا إلى المتمسكين بالإسلام ثم يقولون : هؤلاء هم المسلمون هذه أخلاق الإسلام والإسلام منها بريء فهؤلاء في الحقيقة أساءوا قبل كل شيء إلى الإسلام ونسأل الله تعالى أن يجازيهم بعدله بالنسبة لهذه الإساءة العظيمة
ثانيا : أنهم أساءوا إلى إخوة لهم من الملتزمين لأنه إذا تصور الناس حتى المسلمون إذا تصوروا أن هذا يقع ممن يدعي أنه مسلم وأنه يغار للإسلام فسوف يكره يكره من هذه أخلاقه وسوف يظن أن هذه أخلاق كل ملتزم ومن المعلوم أن هذا لا يمثل أحدا من الملتزمين إطلاقا لأن الملتزم حقيقة هو الذي يلتزم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولا يخفى علينا جميعا أن الله تعالى أمر بوفاء العهود وأمر بوفاء العقود وقال : (( إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً )) ولا يخفى علينا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ) ولا يخفى علينا أيضا أنه قال عليه الصلاة والسلام : ( ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) ولا يخفى علينا أن الائتمان أو التأمين والإجارة يكون حتى من واحد من المسلمين وإن لم يكن ولي أمر ولو كان امرأة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ ) فكيف إذا كان هذا الأمان من ولاة الأمور ؟ فهذا هو عين المحادة لله ورسوله وعين المشاقة لله ورسوله
ثالثا : لو قدرنا على أسوأ تقدير أن الدولة التي ينتمي إليها هؤلاء الذين قتلوا دولة معادية للإسلام فما ذنب هؤلاء ؟ هؤلاء الذين جاءوا بأمر حكومتهم ولم يأتوا قد يكون بعضهم جاء عن كره ولا يريد الاعتداء ثم ما ذنب المسلمين الساكنين هناك ؟ فقد قتل من المسلمين من هذه البلاد عدة فقد أصيب عدة من هؤلاء من أطفال وعجائز وشيوخ في مأمنهم في ليلهم عند الرقاد على فرشهم ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشع الجرائم ولكن بحول الله (( إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )) سوف يعثر عليهم إن شاء الله ويأخذون جزاءهم لكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث منهج الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين وأن هؤلاء إما جاهلون وإما سفهاء وإما حاقدون فهم جاهلون لأنهم لا يعرفون الشرع الشرع يأمر بالوفاء بالعهد وأوفى دِين في العهد هو دين الإسلام والحمد لله
هم سفهاء أيضا لأنه سوف يترتب على هذه الحادثة من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عز وجل يعني ليست هذه وسيلة إصلاح حتى يقولوا : (( إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )) بل هم المفسدون في الواقع أو حاقدون على هذه البلاد وأهلها لأننا لا نعلم والحمد لله بلادا تنفذ من الإسلام مثلما تنفذه هذه البلاد الآن البلاد الإسلامية أليس فيها القبور تعبد من دون الله ؟ أليس فيها بيوت الدعارة ؟ أليس فيها الزنا ؟ أليس فيها اللواط ؟ أليس فيها الخمر علنا في الأسواق ؟ أليس حكامها يصرحون بأنهم يحكمون بالقوانين لا بالكتاب والسنة ؟ فماذا يريدون ؟ ماذا يريدون من فعلهم هذا ؟ أيريدون الإصلاح ؟ والله ما هم بمصلحين إنهم لمفسدون ولكن علينا أن نعرف كيف يذهب الطيش والغيرة التي هي غبرة وليست غيرة إلى هذا الحد ؟ ولا شك أن هذا إساءة أيضا في المرتبة الرابعة أو الخامسة إلى هذه البلاد وأهلها وترويع الآمنين كل إنسان يتعجب كيف يقع هذا في هذا البلد الأمين ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخزي هؤلاء وأن يطلع ولاة الأمور عليهم وعلى من خطط لهذه الجرائم حتى يحكموا فيهم بحكم الله عز وجل نعم السؤال للضيوف فقط .
الشيخ : والله لا شك أن هذا العمل عمل لا يرضاه أحد كل عاقل فضلا عن المؤمن لا يرضاه لأنه خلاف الكتاب والسنة ولأن فيه إساءة إلى الإسلام في الداخل والخارج لأن كل الذين يسمعون بهذا الخبر لا يضيفونه إلا إلى المتمسكين بالإسلام ثم يقولون : هؤلاء هم المسلمون هذه أخلاق الإسلام والإسلام منها بريء فهؤلاء في الحقيقة أساءوا قبل كل شيء إلى الإسلام ونسأل الله تعالى أن يجازيهم بعدله بالنسبة لهذه الإساءة العظيمة
ثانيا : أنهم أساءوا إلى إخوة لهم من الملتزمين لأنه إذا تصور الناس حتى المسلمون إذا تصوروا أن هذا يقع ممن يدعي أنه مسلم وأنه يغار للإسلام فسوف يكره يكره من هذه أخلاقه وسوف يظن أن هذه أخلاق كل ملتزم ومن المعلوم أن هذا لا يمثل أحدا من الملتزمين إطلاقا لأن الملتزم حقيقة هو الذي يلتزم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولا يخفى علينا جميعا أن الله تعالى أمر بوفاء العهود وأمر بوفاء العقود وقال : (( إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً )) ولا يخفى علينا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ) ولا يخفى علينا أيضا أنه قال عليه الصلاة والسلام : ( ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) ولا يخفى علينا أن الائتمان أو التأمين والإجارة يكون حتى من واحد من المسلمين وإن لم يكن ولي أمر ولو كان امرأة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ ) فكيف إذا كان هذا الأمان من ولاة الأمور ؟ فهذا هو عين المحادة لله ورسوله وعين المشاقة لله ورسوله
ثالثا : لو قدرنا على أسوأ تقدير أن الدولة التي ينتمي إليها هؤلاء الذين قتلوا دولة معادية للإسلام فما ذنب هؤلاء ؟ هؤلاء الذين جاءوا بأمر حكومتهم ولم يأتوا قد يكون بعضهم جاء عن كره ولا يريد الاعتداء ثم ما ذنب المسلمين الساكنين هناك ؟ فقد قتل من المسلمين من هذه البلاد عدة فقد أصيب عدة من هؤلاء من أطفال وعجائز وشيوخ في مأمنهم في ليلهم عند الرقاد على فرشهم ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشع الجرائم ولكن بحول الله (( إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )) سوف يعثر عليهم إن شاء الله ويأخذون جزاءهم لكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث منهج الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين وأن هؤلاء إما جاهلون وإما سفهاء وإما حاقدون فهم جاهلون لأنهم لا يعرفون الشرع الشرع يأمر بالوفاء بالعهد وأوفى دِين في العهد هو دين الإسلام والحمد لله
هم سفهاء أيضا لأنه سوف يترتب على هذه الحادثة من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عز وجل يعني ليست هذه وسيلة إصلاح حتى يقولوا : (( إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )) بل هم المفسدون في الواقع أو حاقدون على هذه البلاد وأهلها لأننا لا نعلم والحمد لله بلادا تنفذ من الإسلام مثلما تنفذه هذه البلاد الآن البلاد الإسلامية أليس فيها القبور تعبد من دون الله ؟ أليس فيها بيوت الدعارة ؟ أليس فيها الزنا ؟ أليس فيها اللواط ؟ أليس فيها الخمر علنا في الأسواق ؟ أليس حكامها يصرحون بأنهم يحكمون بالقوانين لا بالكتاب والسنة ؟ فماذا يريدون ؟ ماذا يريدون من فعلهم هذا ؟ أيريدون الإصلاح ؟ والله ما هم بمصلحين إنهم لمفسدون ولكن علينا أن نعرف كيف يذهب الطيش والغيرة التي هي غبرة وليست غيرة إلى هذا الحد ؟ ولا شك أن هذا إساءة أيضا في المرتبة الرابعة أو الخامسة إلى هذه البلاد وأهلها وترويع الآمنين كل إنسان يتعجب كيف يقع هذا في هذا البلد الأمين ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخزي هؤلاء وأن يطلع ولاة الأمور عليهم وعلى من خطط لهذه الجرائم حتى يحكموا فيهم بحكم الله عز وجل نعم السؤال للضيوف فقط .
الهدايا التي تهدى للمولود الصغير هل يجوز للأم التصرف فيها من بيع وإهداء.؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ الهدايا التي تقدم إلى الأطفال حديثي الولادة هل للأم التصرف فيها بإهداء أو بيع أو نحوه ؟
الشيخ : الهدايا التي تهدى للمولود أول ما يولد هي ملك له والأم ليس لها ولاية على ولدها مع وجود أبيه وعلى هذا فلا يحل لها أن تتصرف فيها إلا بإذن أبيه إذا أذن فلا بأس وسواء كان المولود بنتا أو ابنا الحق في المال للأب لا للأم بعده ...
فضيلة الشيخ الهدايا التي تقدم إلى الأطفال حديثي الولادة هل للأم التصرف فيها بإهداء أو بيع أو نحوه ؟
الشيخ : الهدايا التي تهدى للمولود أول ما يولد هي ملك له والأم ليس لها ولاية على ولدها مع وجود أبيه وعلى هذا فلا يحل لها أن تتصرف فيها إلا بإذن أبيه إذا أذن فلا بأس وسواء كان المولود بنتا أو ابنا الحق في المال للأب لا للأم بعده ...
هل يقع الطلاق في الغضب الشديد أم لا إذا لم أنوي الطلاق ولاأملك نفسي؟
السائل : أنا يا شيخ أعمل بالرياض وزوجتي هنا فذهبت أنا وزوجتي للرياض لأخي فآذتني زوجة أخي وتلفظت علي بكلمات قبيحة فقلت : ارجعي ترى فلانة طالق لأن هي زوجتي خالة المرأة ذية فأبي أخوف المرأة هذه علشان ترجع وتكف أذاها عني فرجعت كلام ثاني علي وتلفظت علي ففقدت شعوري خفت أني أضرب المرأة ذي أو يحصل مني مسا بها فقلت : ترى طالق .
الشيخ : خالتها ؟
السائل : إي نعم أي نعم انهارت أعصابي وأنا يا شيخ ما نيتي الطلاق نيتي إني أكف أذى المرأة هذه عني لأن امرأتي خالة المرأة هذه ؟
الشيخ : طلاقك طلاقك الأخير لما أغضبتك المرأة .
السائل : نعم .
الشيخ : طلقت الطلاق الأخير وأنت في شدة غضب ما تملك نفسك ؟
السائل : نعم يا شيخ نعم بس بعدما ... المرأة ذي استرجعت واستعذت .
الشيخ : المهم أجب سؤالي .
السائل : سم .
الشيخ : هل أنت في تلك الساعة لا تملك نفسك ؟
السائل : نعم يا شيخ .
الشيخ : إذن ما عليك طلاق المرأة امرأتك ولا عليك طلاق لكني أشير عليك ألا تتسرع في الطلاق لا تتسرع .
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ .
الشيخ : الأمر ينقضي بدون تسرع .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وهذه المرأة التي تقول : إنها تؤذيكم إن كنت تستطيع أن تنصحها فهذا المطلوب وإلا فزوجها ينصحها أو أبوها أو ما أشبه ذلك نعم .
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ .
الشيخ : خالتها ؟
السائل : إي نعم أي نعم انهارت أعصابي وأنا يا شيخ ما نيتي الطلاق نيتي إني أكف أذى المرأة هذه عني لأن امرأتي خالة المرأة هذه ؟
الشيخ : طلاقك طلاقك الأخير لما أغضبتك المرأة .
السائل : نعم .
الشيخ : طلقت الطلاق الأخير وأنت في شدة غضب ما تملك نفسك ؟
السائل : نعم يا شيخ نعم بس بعدما ... المرأة ذي استرجعت واستعذت .
الشيخ : المهم أجب سؤالي .
السائل : سم .
الشيخ : هل أنت في تلك الساعة لا تملك نفسك ؟
السائل : نعم يا شيخ .
الشيخ : إذن ما عليك طلاق المرأة امرأتك ولا عليك طلاق لكني أشير عليك ألا تتسرع في الطلاق لا تتسرع .
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ .
الشيخ : الأمر ينقضي بدون تسرع .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وهذه المرأة التي تقول : إنها تؤذيكم إن كنت تستطيع أن تنصحها فهذا المطلوب وإلا فزوجها ينصحها أو أبوها أو ما أشبه ذلك نعم .
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ .
هل يجوز للمصروع أن يؤم الناس .؟
السائل : حفظك الله يا شيخ هل يجوز للإنسان المصروع أن يؤم الناس ؟
الشيخ : الإنسان المصروع له أن يؤم الناس لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ) لكن إذا كانت نوبات الصرع تعوده بكثرة فالأولى ألا يفعل لئلا يقع ذلك وهو يصلي فيحصل في ذلك التشويش على الناس ثم هو أيضا يخجل ويفشل أمام الناس نعم .
الشيخ : الإنسان المصروع له أن يؤم الناس لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ) لكن إذا كانت نوبات الصرع تعوده بكثرة فالأولى ألا يفعل لئلا يقع ذلك وهو يصلي فيحصل في ذلك التشويش على الناس ثم هو أيضا يخجل ويفشل أمام الناس نعم .
من كلف من مركز خيري بجمع التبرعات ، وحدد له المبلغ من طرف المركز هل يجوز له أن يزيد على ذلك القدر الذي حدد له ، ثم يعطيه إلى محتاجين خارج المركز .؟
السائل : شيخ شخص يجمع تبرعات في مقر عمله ويذهب بها إلى مركز خيري في نفس مقر العمل من أشخاص محدودين في ورقة وما زاد .
الشيخ : من أناس إيش ؟
السائل : أشخاص محدودين .
الشيخ : يعني قليلي ذات اليد .
السائل : في ورقة العدد معينين وما زاد عنهم يتصرف به هو يعطيه لمحتاجين يعرفهم أو في .
الشيخ : يعني يجمع التبرع لأناس .
السائل : لأناس في المركز هذا .
الشيخ : لأناس في المركز .
السائل : نعم .
الشيخ : ما هو بيجمع من أناس .
السائل : من أناس أجمعها .
الشيخ : شوف هل هو يجمع من الناس وإلا يجمع للناس ؟
السائل : لا أجمع من الناس من نفس .
الشيخ : من زملائك ؟
السائل : نعم للمركز الخيري .
الشيخ : طيب .
السائل : وأسماؤهم محدودة أمر عليهم شهريا .
الشيخ : في المركز الخيري .
السائل : نعم في نفس مقر العمل وأمر عليهم شهريا أجمع من عندهم وما زاد عن التبرعات هذه أتصرف بها أنا لأناس أعرفهم محتاجين .
الشيخ : أنت تجمع لإيش ؟
السائل : للمركز الخيري .
الشيخ : المركز الخيري لو يصيبه ملايين ما هو بزائد عليه المركز الخيري يتحمل كل شيء .
السائل : لا يزيدون عن الورقة التي معي .
الشيخ : يعني كأن المركز الخيري يعطيك ورقة يقول : اجمع لنا هذا القدر ؟
السائل : نعم .
الشيخ : كذا وإلا لا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : وتجمع من زملائك
السائل : نعم .
الشيخ : ويزيد ؟
السائل : يزيد نعم .
الشيخ : طيب الزائد لا تأخذه أصلا إذا بلغت الحد اللي حدد لك المركز الخيري مثلا قال لك : عشرة آلاف نبي عشرة آلاف اجمع لنا عشرة آلاف جزاك الله خيرا جمعت عشرة آلاف من عشرة أشخاص لا تأخذ من الحادي عشر أبدا أصلا وقف .
السائل : لا ما آخذ بس متبرع هو ؟
الشيخ : ولو تبرع أنت محدد لك ؟ قيل لك : اجمع عشرة آلاف للمركز الخيري عرفت أو لا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : تجيء مثلا تجمع عشرة آلاف من عشرة أشخاص الزملاء اللي عندك عشرين شخصا لا تأخذ من الباقين عرفت ؟
السائل : لكن المجال مفتوح .
الشيخ : يا محب أنت الآن تجمع ما هو للتبرع مطلقا تجمع للتبرع لمركز خيري جمعت المطلوب الباقي ويش تبي تقول لهم ؟ تبي تقول : أعطيكم الورقة هذه عندي جمع تبرع ؟ إذا قلت هذا معناه : أنك أخذت للمركز الخيري والمركز الخيري مو محتاج على كل حال إذا حدد لك المركز الخيري قدرا معينا ثم جمعته من الذين عندك فلا تأخذ زيادة وقف هذا الجواب .
السائل : لكن المركز الخيري ما حدد لي ؟
الشيخ : سبحان الله يا جماعة أنت تقول لي : حدد لي .
السائل : أنا بنفسي محدد في الورقة .
الشيخ : شوف بارك الله فيك إذا كان المركز الخيري يقول : هذه الورقة اجمع لنا المبلغ ولا حدد اجمع ولو تجمع مائة ألف وأعطها المركز الخيري لا تتصرف بها أنت أعطها للمركز الخيري ما لك حق وإذا حدد لك وبلغت المحدد لا تزد هذا الجواب
الشيخ : من أناس إيش ؟
السائل : أشخاص محدودين .
الشيخ : يعني قليلي ذات اليد .
السائل : في ورقة العدد معينين وما زاد عنهم يتصرف به هو يعطيه لمحتاجين يعرفهم أو في .
الشيخ : يعني يجمع التبرع لأناس .
السائل : لأناس في المركز هذا .
الشيخ : لأناس في المركز .
السائل : نعم .
الشيخ : ما هو بيجمع من أناس .
السائل : من أناس أجمعها .
الشيخ : شوف هل هو يجمع من الناس وإلا يجمع للناس ؟
السائل : لا أجمع من الناس من نفس .
الشيخ : من زملائك ؟
السائل : نعم للمركز الخيري .
الشيخ : طيب .
السائل : وأسماؤهم محدودة أمر عليهم شهريا .
الشيخ : في المركز الخيري .
السائل : نعم في نفس مقر العمل وأمر عليهم شهريا أجمع من عندهم وما زاد عن التبرعات هذه أتصرف بها أنا لأناس أعرفهم محتاجين .
الشيخ : أنت تجمع لإيش ؟
السائل : للمركز الخيري .
الشيخ : المركز الخيري لو يصيبه ملايين ما هو بزائد عليه المركز الخيري يتحمل كل شيء .
السائل : لا يزيدون عن الورقة التي معي .
الشيخ : يعني كأن المركز الخيري يعطيك ورقة يقول : اجمع لنا هذا القدر ؟
السائل : نعم .
الشيخ : كذا وإلا لا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : وتجمع من زملائك
السائل : نعم .
الشيخ : ويزيد ؟
السائل : يزيد نعم .
الشيخ : طيب الزائد لا تأخذه أصلا إذا بلغت الحد اللي حدد لك المركز الخيري مثلا قال لك : عشرة آلاف نبي عشرة آلاف اجمع لنا عشرة آلاف جزاك الله خيرا جمعت عشرة آلاف من عشرة أشخاص لا تأخذ من الحادي عشر أبدا أصلا وقف .
السائل : لا ما آخذ بس متبرع هو ؟
الشيخ : ولو تبرع أنت محدد لك ؟ قيل لك : اجمع عشرة آلاف للمركز الخيري عرفت أو لا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : تجيء مثلا تجمع عشرة آلاف من عشرة أشخاص الزملاء اللي عندك عشرين شخصا لا تأخذ من الباقين عرفت ؟
السائل : لكن المجال مفتوح .
الشيخ : يا محب أنت الآن تجمع ما هو للتبرع مطلقا تجمع للتبرع لمركز خيري جمعت المطلوب الباقي ويش تبي تقول لهم ؟ تبي تقول : أعطيكم الورقة هذه عندي جمع تبرع ؟ إذا قلت هذا معناه : أنك أخذت للمركز الخيري والمركز الخيري مو محتاج على كل حال إذا حدد لك المركز الخيري قدرا معينا ثم جمعته من الذين عندك فلا تأخذ زيادة وقف هذا الجواب .
السائل : لكن المركز الخيري ما حدد لي ؟
الشيخ : سبحان الله يا جماعة أنت تقول لي : حدد لي .
السائل : أنا بنفسي محدد في الورقة .
الشيخ : شوف بارك الله فيك إذا كان المركز الخيري يقول : هذه الورقة اجمع لنا المبلغ ولا حدد اجمع ولو تجمع مائة ألف وأعطها المركز الخيري لا تتصرف بها أنت أعطها للمركز الخيري ما لك حق وإذا حدد لك وبلغت المحدد لا تزد هذا الجواب
6 - من كلف من مركز خيري بجمع التبرعات ، وحدد له المبلغ من طرف المركز هل يجوز له أن يزيد على ذلك القدر الذي حدد له ، ثم يعطيه إلى محتاجين خارج المركز .؟ أستمع حفظ
رجل تزوج بامرأة رضعت من زوجة أخيه رضعتين فقط هل تحل له أم لا .؟
السائل : يا شيخ عفا الله عنك أنا أخذت لي حرمة والحرمة هذه أخذتها طال عمرك أرضعتها حرمة أخوي مرضعتها مرتين .
الشيخ : مرتين فقط ؟
السائل : مرتين فقط يا شيخ .
الشيخ : ما تزيد ؟
السائل : أبدا .
الشيخ : هي حلال لك .
السائل : بارك الله فيك وأحسن الله إليك .
الشيخ : لأن الرضاع الذي يحرم هو خمس رضعات .
السائل : بارك الله فيك يا شيخ .
الشيخ : فالواحدة والثنتان والثلاث والأربع كلها ليست بشيء .
السائل : بارك الله فيك وأحسن الله إليك .
الشيخ : نعم بعده .
السائل : فضيلة الشيخ هل ينكر على رجل دخل المسجد ولم يؤد تحية المسجد في وقت النهي ؟ وما الأصل في ذلك ؟
الشيخ : وعليكم السلام المسألة هذه فيها خلاف فإذا دخل .
الشيخ : مرتين فقط ؟
السائل : مرتين فقط يا شيخ .
الشيخ : ما تزيد ؟
السائل : أبدا .
الشيخ : هي حلال لك .
السائل : بارك الله فيك وأحسن الله إليك .
الشيخ : لأن الرضاع الذي يحرم هو خمس رضعات .
السائل : بارك الله فيك يا شيخ .
الشيخ : فالواحدة والثنتان والثلاث والأربع كلها ليست بشيء .
السائل : بارك الله فيك وأحسن الله إليك .
الشيخ : نعم بعده .
السائل : فضيلة الشيخ هل ينكر على رجل دخل المسجد ولم يؤد تحية المسجد في وقت النهي ؟ وما الأصل في ذلك ؟
الشيخ : وعليكم السلام المسألة هذه فيها خلاف فإذا دخل .
اضيفت في - 2005-08-27