سلسلة لقاء الباب المفتوح-131a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
الإحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وتعيين يوم مولده .
السائل : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهذا هو يوم الخميس الثالث من شهر ربيع الأول عام 1417 وهو يوم اللقاء الأسبوعي الذي يتم كل يوم خميس في كل أسبوع في هذا اللقاء نود أن نتكلم عن مسألة اجتاحت العالم الإسلامي وهي لا أصل لها لا في القرآن ولا في السنة ولا في عمل الصحابة والتابعين ألا وهي الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فإن هذا الاحتفال قد عم وطم واعتقده بعض الناس دينا وشريعة بل ربما ظنه بعض الناس أنه من أوجب الواجبات وأنه لا تتم محبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا به ونحن نبين إن شاء الله تعالى في هذا اللقاء أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في اليوم الثاني عشر من هذا الشهر ليس له أصل لا في التاريخ ولا في الشرع
أما التاريخ : فإنه لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في اليوم الثاني عشر بل إن بعض المحققين من علماء الفلك أكدوا أن مولده كان في يوم التاسع من هذا الشهر واختلف العلماء المؤرخون القدامى على نحو سبعة أقوال أو ستة أقوال في تعيين يوم مولده هذا من الناحية التاريخية
أما من الناحية الشرعية : فيقال : إن الذين يقيمون هذا الاحتفال إما أن يكون الحامل لهم محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإما أن يكون الحامل لهم مضاهاة النصارى في الاحتفال بمولد عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وإما أن يكون هذا عادة مشوا عليها
فأما الاحتمال الأول : وهو أن يكون الحامل لهم على ذلك محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنحن نقول : إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض على كل مؤمن بل يجب على كل مؤمن أن يقدم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على محبة كل بشر أن يقدم محبته على محبة نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ولا يتم الإيمان إلا بذلك ولكن ميزان المحبة حقيقة هو الأدب مع الرسول عليه الصلاة والسلام وأن لا نتقدم بين يديه وأن لا نشرع في دينه ما لم يشرعه لأننا لو تقدمنا بين يديه لأسأنا الأدب وإساءة الأدب يعني عدم المبالاة بمن يكون أمام الشخص ولو شرعنا في دينه ما لم يشرعه لكان في هذا قدح قدح في تبليغه للأمة عليه الصلاة والسلام ونحن نتكلم الآن عن البدع من حيث هي ومنها الاحتفال بالمولد أي إنسان يحدث بدعة فإننا نقول له : إنك واقع في معصية الرسول عليه الصلاة والسلام وفيما حذر عنه في قوله عليه الصلاة والسلام : ( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وهذه مفسدة عظيمة
ومن مفاسد البدع : أنها نوع من الشرك كما قال الله تبارك وتعالى : (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )) ولا يخفى أن الشرك لا يغفر كما قال الله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) وظاهر الآية الكريمة أن الشرك لا يغفر ولو كان أصغر
ومن مفاسد البدع : أن فيها صدا عن سبيل الله لأن الإنسان يشتغل بها عن العبادة الثابتة حقا فما ابتدع قوم بدعة إلا أضاعوا من السنة ما هو مثلها أو أعظم منها
ومن مفاسد البدع : أنها تستلزم القدح في الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لم يبلغ ما أرسل به أو كان جاهلا به ووجه ذلك : أننا إذا بحثنا في القرآن والسنة لم نجد هذه البدعة فإما أن يكون الرسول عليه الصلاة والسلام غير عالم بها وهذا قدح فيه عليه الصلاة والسلام أن يكون جاهلا بشريعة تقرب إلى الله وإما أن يكون عالما لكن لم يبلغها الناس وهذا قدح فيه أيضا في أنه لم يبلغ ما أرسل إليه
ومن مفاسد البدع : أنها تنافي قول الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً )) لأن مقتضى المبتدع أن الدين لم إيش ؟ لم يكمل لأننا لا نجد هذه البدعة في دين الله وإذا كانت من دين الله على زعم هذا المبتدع وهي لم توجد فيه فإن الدين على زعمه لم يكمل وهذا مصادمة عظيمة لقول الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ))
ومن مفاسد البدع : أن مبتدعها نزل نفسه منزلة الرسول لأنه لا أحد يشرع للخلق ما يقرب إلى الله تعالى إلا من أرسله الله عز وجل ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهذا الذي ابتدع كأنه يقول نعم كأنه بلسان الحال يقول : إنه يشرع للناس ما يقرب إلى الله وهذه تعني أنه مشارك للرسول صلى الله عليه وسلم في الرسالة
ومن مفاسد البدع : أنها قول على الله بلا علم وهذا محرم بإجماع المسلمين قال الله تبارك وتعالى : (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) ولها مفاسد أخرى لو تأملها الإنسان لوجدها تزيد على هذا بكثير لكنا نقتصر على ذلك ونعود إلى أصل الكلام وهو الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم .
فنقول : إن الذين يحتفلون بذلك لا تخلو حالهم من إيش ؟ ثلاث حالات : إما أن يكون محبة للرسول عليه الصلاة والسلام أو مضاهاة للنصارى أو لأنه أمر عادي مشوا عليه فإذا كان محبة للرسول عليه الصلاة والسلام فنقول : لا شك أن المحبة محبة الرسول واجبة بل يجب تقديم محبته على محبة النفس والناس أجمعين لكن هل من محبته أن نتقدم بين يديه وأن نشرع في دينه ما ليس منه ؟ كلا يقول الله عز وجل : (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) ويقول الله تبارك وتعالى : (( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) فلازم المحبة الصادقة أن لا يتقدم الإنسان بين يدي الرسول فيدخل في دينه ما ليس منه
ثم نقول ثانيا : هل أنت أيها المحتفل بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام هل أنت أشد حبا لرسول الله من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وفقهاء الصحابة وعامة الصحابة وأئمة التابعين مِن بعدهم وتابعي التابعين ؟ إن قال : نعم فهو من أكذب الناس وإن قال : لا نقول : يسعك ما وسعهم فهل أقاموا احتفالا للرسول عليه الصلاة والسلام ؟ أبدا لم يقم هذا الاحتفال إلا في القرن الرابع الهجري فما بال الأمة الإسلامية لم تقمه قبل ذلك ؟ أهي جاهلة به أم مخالفة عن علم أم هي ناقصة المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ثم نقول ثالثا : إذا كان ذلك بدعوى أنك تحيي ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول له : ألا يكفيك ما تحيا به ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل عباداتك ؟ كل عبادة فإنها إحياء لذكرى الرسول عليه الصلاة والسلام لأن كل عبادة شرطها : الإخلاص والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام فإذا شعرت وأنت تتعبد لله تعالى بهذين الشرطين الإخلاص لله والمتابعة فإن هذه ذكرى للرسول عليه الصلاة والسلام لكن مع الأسف أن كثيرا من الناس اليوم يتعبدون لله بالعبادات على أن هذا هو الأمر إيش ؟ الجاري قل من يتنبه إلى أنه يصلي إخلاصا لله ومتابعة لرسول الله أو يتطهر لذلك أو ما أشبهه وإلا فكل إنسان يشعر حين العبادة بالإخلاص والمتابعة للرسول فإن عبادته إيش ؟ إحياء لذكرى الرسول عليه الصلاة والسلام
ثم نقول : إن الله شرع لعباده ما تكون به ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو خير من هذا الذي تريد خير وأعم وأشمل
فالمسلمون في كل صلاة مفروضة يعلنون إعلانا بأعلى ما يكون من الصوت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله في كل أذان وليس يقتصر على ليلة من العام بل كل العام بل كل يوم والمسلمون في كل صلاة يقولون : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فهذا كاف في إحياء ذكرى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا أعني اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتقيد بسنته أكبر دليل على محبته وكلما كان الإنسان للرسول أتبع كان له أحب وكلما كان أحب فهو له أتبع
الثاني : أن يفعلوا ذلك مضاهاة للنصارى : فنقول : إن النصارى إن ثبت أنه قد شرع لهم أن يحتفلوا بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام بمولد نبيهم عيسى عليه الصلاة والسلام إن ثبت ذلك فقد ورد شرعنا بخلافه فهل نأخذ بشريعة النصارى ؟ أو بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام ؟ والجواب :
الثاني بلا شك وإذا قدر على الفرض الذي قد يكون محالا أنه من المشروع للنصارى أن يحتفلوا بميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام فإن شريعتنا لم ترد بالاحتفال بمولد رسولنا صلى الله عليه وسلم فكيف تتأسى بالنصارى في احتفالهم بمولد عيسى عليه الصلاة والسلام ولا تتأسى بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وفقهاء الصحابة وعامتهم وأئمة المسلمين من بعدهم ؟ ليس هذا إلا جهل وسفه وأما إذا كان على سبيل العادة وهو الاحتمال الثالث أنها عادة مشى الناس عليها فإننا نقول : العبادات لا تنقلب عادات باستمرار الناس عليها ولو أننا أخذنا بذلك لكانت صلاتنا وصيامنا وحجنا وزكاتنا كلها عادات ولا أحد يقول بهذا لو فتحنا هذا الباب لكنا نسمي هذه العبادات العظيمة تقاليد وعادات وما أشبه ذلك ونسلب عنها معنى العبادة وروحها
ثم نقول : هل العادات يحل فيها أن يذكر الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بما نهى عنه هو عليه الصلاة والسلام ؟ الجواب
لا فهو عليه الصلاة والسلام نهى عن البدع وقال : ( كل بدعة ضلالة ) ونهى عن الغلو فيه
والذي بلغنا أن هؤلاء الذين يحتفلون بعيد المولد الذي بلغنا أنهم يذكرون من الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم ما يصل إلى حد الشرك نسمع أنهم يرددون ما قاله البوصيري في قصيدته يرددون :
" يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي *** عفوا وإلا فقل : يا زلة القدم "
حتى قال :
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
إذا كانت الدنيا وضرتها وهي الآخرة من جود الرسول ماذا يبقى لله ؟ نعم لا يبقى لله شيء ومع ذلك ليست الدنيا والآخرة هي جود الرسول بل هي من جوده وهناك جود آخر فوق الدنيا والآخرة
" ومن علومك علم اللوح والقلم " من علومه علم اللوح والقلم والله عز وجل يقول لرسوله : (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ )) وهذه الجملة تعني أنه يقول : إنما أنا عبد أتبع ما يوحى إلي وهؤلاء يرددون :
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
وبلغنا أيضا أنه يجتمع الرجال والنساء في مكان واحد ويحصل التصفيق وترنمات بأصوات مغرية مثيرة للشهوة موجبة للفتنة وبلغنا عنهم يعني عن بعضهم والمراد الجنس ما هو كل واحد بعينه ما يعد سفها في العقل كما هو ضرر في الدين بلغنا أنهم في أثناء هذه السكرة ولا أعني سكرة الخمر ولكنها سكرة الفكر في هذه السكرة يقولون عليك السلام عليك السلام يقولون : إن الرسول حضر ودخل عليهم ولو كانوا في أقصى المشرق أو أقصى المغرب قام من قبره في المدينة وأتى إليهم وسلم عليهم وهذا لا شك أنه سفه هل أحد يبعث قبل يوم القيامة ؟ ما في أحد يبعث من هذه الأمة قبل يوم القيامة اللهم إلا أن يكون كرامة لسبب من الأسباب ويزول أما أن يبعث الرسول عليه الصلاة والسلام ويأتي إلى هؤلاء وإذا قدرنا أن في الأمة الإسلامية عشرات الآلاف يحتفلون بهذا في عدة أماكن والليلة واحدة كيف يدور الرسول عليه الصلاة والسلام على هؤلاء ؟ أقول ذلك ليتبين أن مثل هذه الاحتفالات كما أنها مخالفة للشرع فإنها مخالفة للعقل ضلال في الدين وسفه في العقول أقول هذا لا لأنها موجودة عندنا في المملكة العربية السعودية والحمد لله على وجه ظاهر كما توجد في البلاد الأخرى ولكن ليتبين لطالب العلم حكم هذه المسألة ولتقوم الحجة عليه أي : على طالب العلم بأن يعلنها صريحة لقومه بأن هذا ليس من شريعة الله يعني يخاطب الناس يقول : أنتم تشهدون يخاطب الناس : أنتم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإذا كان لا إله إلا الله فالحكم لمن ؟ لله وإذا كان محمد رسول الله فالشريعة شريعة رسول الله فليس لنا أن نحكم بشيء إلا ما حكم الله به ولا أن نتبع بشرا إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا ما أحببت أن يكون موضوع درسنا في هذا اللقاء
وأسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم علما نافعا وعملا صالحا متقبلا وأن يهدي المسلمين لاتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنه على كل شيء قدير أما الآن فإلى الأسئلة نبدأ باليمين .
أما بعد :
فهذا هو يوم الخميس الثالث من شهر ربيع الأول عام 1417 وهو يوم اللقاء الأسبوعي الذي يتم كل يوم خميس في كل أسبوع في هذا اللقاء نود أن نتكلم عن مسألة اجتاحت العالم الإسلامي وهي لا أصل لها لا في القرآن ولا في السنة ولا في عمل الصحابة والتابعين ألا وهي الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فإن هذا الاحتفال قد عم وطم واعتقده بعض الناس دينا وشريعة بل ربما ظنه بعض الناس أنه من أوجب الواجبات وأنه لا تتم محبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا به ونحن نبين إن شاء الله تعالى في هذا اللقاء أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في اليوم الثاني عشر من هذا الشهر ليس له أصل لا في التاريخ ولا في الشرع
أما التاريخ : فإنه لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في اليوم الثاني عشر بل إن بعض المحققين من علماء الفلك أكدوا أن مولده كان في يوم التاسع من هذا الشهر واختلف العلماء المؤرخون القدامى على نحو سبعة أقوال أو ستة أقوال في تعيين يوم مولده هذا من الناحية التاريخية
أما من الناحية الشرعية : فيقال : إن الذين يقيمون هذا الاحتفال إما أن يكون الحامل لهم محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإما أن يكون الحامل لهم مضاهاة النصارى في الاحتفال بمولد عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام وإما أن يكون هذا عادة مشوا عليها
فأما الاحتمال الأول : وهو أن يكون الحامل لهم على ذلك محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنحن نقول : إن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض على كل مؤمن بل يجب على كل مؤمن أن يقدم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على محبة كل بشر أن يقدم محبته على محبة نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ولا يتم الإيمان إلا بذلك ولكن ميزان المحبة حقيقة هو الأدب مع الرسول عليه الصلاة والسلام وأن لا نتقدم بين يديه وأن لا نشرع في دينه ما لم يشرعه لأننا لو تقدمنا بين يديه لأسأنا الأدب وإساءة الأدب يعني عدم المبالاة بمن يكون أمام الشخص ولو شرعنا في دينه ما لم يشرعه لكان في هذا قدح قدح في تبليغه للأمة عليه الصلاة والسلام ونحن نتكلم الآن عن البدع من حيث هي ومنها الاحتفال بالمولد أي إنسان يحدث بدعة فإننا نقول له : إنك واقع في معصية الرسول عليه الصلاة والسلام وفيما حذر عنه في قوله عليه الصلاة والسلام : ( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وهذه مفسدة عظيمة
ومن مفاسد البدع : أنها نوع من الشرك كما قال الله تبارك وتعالى : (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )) ولا يخفى أن الشرك لا يغفر كما قال الله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) وظاهر الآية الكريمة أن الشرك لا يغفر ولو كان أصغر
ومن مفاسد البدع : أن فيها صدا عن سبيل الله لأن الإنسان يشتغل بها عن العبادة الثابتة حقا فما ابتدع قوم بدعة إلا أضاعوا من السنة ما هو مثلها أو أعظم منها
ومن مفاسد البدع : أنها تستلزم القدح في الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لم يبلغ ما أرسل به أو كان جاهلا به ووجه ذلك : أننا إذا بحثنا في القرآن والسنة لم نجد هذه البدعة فإما أن يكون الرسول عليه الصلاة والسلام غير عالم بها وهذا قدح فيه عليه الصلاة والسلام أن يكون جاهلا بشريعة تقرب إلى الله وإما أن يكون عالما لكن لم يبلغها الناس وهذا قدح فيه أيضا في أنه لم يبلغ ما أرسل إليه
ومن مفاسد البدع : أنها تنافي قول الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً )) لأن مقتضى المبتدع أن الدين لم إيش ؟ لم يكمل لأننا لا نجد هذه البدعة في دين الله وإذا كانت من دين الله على زعم هذا المبتدع وهي لم توجد فيه فإن الدين على زعمه لم يكمل وهذا مصادمة عظيمة لقول الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ))
ومن مفاسد البدع : أن مبتدعها نزل نفسه منزلة الرسول لأنه لا أحد يشرع للخلق ما يقرب إلى الله تعالى إلا من أرسله الله عز وجل ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهذا الذي ابتدع كأنه يقول نعم كأنه بلسان الحال يقول : إنه يشرع للناس ما يقرب إلى الله وهذه تعني أنه مشارك للرسول صلى الله عليه وسلم في الرسالة
ومن مفاسد البدع : أنها قول على الله بلا علم وهذا محرم بإجماع المسلمين قال الله تبارك وتعالى : (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) ولها مفاسد أخرى لو تأملها الإنسان لوجدها تزيد على هذا بكثير لكنا نقتصر على ذلك ونعود إلى أصل الكلام وهو الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم .
فنقول : إن الذين يحتفلون بذلك لا تخلو حالهم من إيش ؟ ثلاث حالات : إما أن يكون محبة للرسول عليه الصلاة والسلام أو مضاهاة للنصارى أو لأنه أمر عادي مشوا عليه فإذا كان محبة للرسول عليه الصلاة والسلام فنقول : لا شك أن المحبة محبة الرسول واجبة بل يجب تقديم محبته على محبة النفس والناس أجمعين لكن هل من محبته أن نتقدم بين يديه وأن نشرع في دينه ما ليس منه ؟ كلا يقول الله عز وجل : (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) ويقول الله تبارك وتعالى : (( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) فلازم المحبة الصادقة أن لا يتقدم الإنسان بين يدي الرسول فيدخل في دينه ما ليس منه
ثم نقول ثانيا : هل أنت أيها المحتفل بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام هل أنت أشد حبا لرسول الله من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وفقهاء الصحابة وعامة الصحابة وأئمة التابعين مِن بعدهم وتابعي التابعين ؟ إن قال : نعم فهو من أكذب الناس وإن قال : لا نقول : يسعك ما وسعهم فهل أقاموا احتفالا للرسول عليه الصلاة والسلام ؟ أبدا لم يقم هذا الاحتفال إلا في القرن الرابع الهجري فما بال الأمة الإسلامية لم تقمه قبل ذلك ؟ أهي جاهلة به أم مخالفة عن علم أم هي ناقصة المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ثم نقول ثالثا : إذا كان ذلك بدعوى أنك تحيي ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقول له : ألا يكفيك ما تحيا به ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل عباداتك ؟ كل عبادة فإنها إحياء لذكرى الرسول عليه الصلاة والسلام لأن كل عبادة شرطها : الإخلاص والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام فإذا شعرت وأنت تتعبد لله تعالى بهذين الشرطين الإخلاص لله والمتابعة فإن هذه ذكرى للرسول عليه الصلاة والسلام لكن مع الأسف أن كثيرا من الناس اليوم يتعبدون لله بالعبادات على أن هذا هو الأمر إيش ؟ الجاري قل من يتنبه إلى أنه يصلي إخلاصا لله ومتابعة لرسول الله أو يتطهر لذلك أو ما أشبهه وإلا فكل إنسان يشعر حين العبادة بالإخلاص والمتابعة للرسول فإن عبادته إيش ؟ إحياء لذكرى الرسول عليه الصلاة والسلام
ثم نقول : إن الله شرع لعباده ما تكون به ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو خير من هذا الذي تريد خير وأعم وأشمل
فالمسلمون في كل صلاة مفروضة يعلنون إعلانا بأعلى ما يكون من الصوت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله في كل أذان وليس يقتصر على ليلة من العام بل كل العام بل كل يوم والمسلمون في كل صلاة يقولون : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فهذا كاف في إحياء ذكرى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا أعني اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتقيد بسنته أكبر دليل على محبته وكلما كان الإنسان للرسول أتبع كان له أحب وكلما كان أحب فهو له أتبع
الثاني : أن يفعلوا ذلك مضاهاة للنصارى : فنقول : إن النصارى إن ثبت أنه قد شرع لهم أن يحتفلوا بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام بمولد نبيهم عيسى عليه الصلاة والسلام إن ثبت ذلك فقد ورد شرعنا بخلافه فهل نأخذ بشريعة النصارى ؟ أو بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام ؟ والجواب :
الثاني بلا شك وإذا قدر على الفرض الذي قد يكون محالا أنه من المشروع للنصارى أن يحتفلوا بميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام فإن شريعتنا لم ترد بالاحتفال بمولد رسولنا صلى الله عليه وسلم فكيف تتأسى بالنصارى في احتفالهم بمولد عيسى عليه الصلاة والسلام ولا تتأسى بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وفقهاء الصحابة وعامتهم وأئمة المسلمين من بعدهم ؟ ليس هذا إلا جهل وسفه وأما إذا كان على سبيل العادة وهو الاحتمال الثالث أنها عادة مشى الناس عليها فإننا نقول : العبادات لا تنقلب عادات باستمرار الناس عليها ولو أننا أخذنا بذلك لكانت صلاتنا وصيامنا وحجنا وزكاتنا كلها عادات ولا أحد يقول بهذا لو فتحنا هذا الباب لكنا نسمي هذه العبادات العظيمة تقاليد وعادات وما أشبه ذلك ونسلب عنها معنى العبادة وروحها
ثم نقول : هل العادات يحل فيها أن يذكر الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بما نهى عنه هو عليه الصلاة والسلام ؟ الجواب
لا فهو عليه الصلاة والسلام نهى عن البدع وقال : ( كل بدعة ضلالة ) ونهى عن الغلو فيه
والذي بلغنا أن هؤلاء الذين يحتفلون بعيد المولد الذي بلغنا أنهم يذكرون من الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم ما يصل إلى حد الشرك نسمع أنهم يرددون ما قاله البوصيري في قصيدته يرددون :
" يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي *** عفوا وإلا فقل : يا زلة القدم "
حتى قال :
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
إذا كانت الدنيا وضرتها وهي الآخرة من جود الرسول ماذا يبقى لله ؟ نعم لا يبقى لله شيء ومع ذلك ليست الدنيا والآخرة هي جود الرسول بل هي من جوده وهناك جود آخر فوق الدنيا والآخرة
" ومن علومك علم اللوح والقلم " من علومه علم اللوح والقلم والله عز وجل يقول لرسوله : (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ )) وهذه الجملة تعني أنه يقول : إنما أنا عبد أتبع ما يوحى إلي وهؤلاء يرددون :
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
وبلغنا أيضا أنه يجتمع الرجال والنساء في مكان واحد ويحصل التصفيق وترنمات بأصوات مغرية مثيرة للشهوة موجبة للفتنة وبلغنا عنهم يعني عن بعضهم والمراد الجنس ما هو كل واحد بعينه ما يعد سفها في العقل كما هو ضرر في الدين بلغنا أنهم في أثناء هذه السكرة ولا أعني سكرة الخمر ولكنها سكرة الفكر في هذه السكرة يقولون عليك السلام عليك السلام يقولون : إن الرسول حضر ودخل عليهم ولو كانوا في أقصى المشرق أو أقصى المغرب قام من قبره في المدينة وأتى إليهم وسلم عليهم وهذا لا شك أنه سفه هل أحد يبعث قبل يوم القيامة ؟ ما في أحد يبعث من هذه الأمة قبل يوم القيامة اللهم إلا أن يكون كرامة لسبب من الأسباب ويزول أما أن يبعث الرسول عليه الصلاة والسلام ويأتي إلى هؤلاء وإذا قدرنا أن في الأمة الإسلامية عشرات الآلاف يحتفلون بهذا في عدة أماكن والليلة واحدة كيف يدور الرسول عليه الصلاة والسلام على هؤلاء ؟ أقول ذلك ليتبين أن مثل هذه الاحتفالات كما أنها مخالفة للشرع فإنها مخالفة للعقل ضلال في الدين وسفه في العقول أقول هذا لا لأنها موجودة عندنا في المملكة العربية السعودية والحمد لله على وجه ظاهر كما توجد في البلاد الأخرى ولكن ليتبين لطالب العلم حكم هذه المسألة ولتقوم الحجة عليه أي : على طالب العلم بأن يعلنها صريحة لقومه بأن هذا ليس من شريعة الله يعني يخاطب الناس يقول : أنتم تشهدون يخاطب الناس : أنتم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإذا كان لا إله إلا الله فالحكم لمن ؟ لله وإذا كان محمد رسول الله فالشريعة شريعة رسول الله فليس لنا أن نحكم بشيء إلا ما حكم الله به ولا أن نتبع بشرا إلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا ما أحببت أن يكون موضوع درسنا في هذا اللقاء
وأسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم علما نافعا وعملا صالحا متقبلا وأن يهدي المسلمين لاتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنه على كل شيء قدير أما الآن فإلى الأسئلة نبدأ باليمين .
ما حكم من يدفع سلعة لرجل ويقول إيتني بالمبلغ الفلاني ومازاد فهو لك .؟
السائل : السؤال التالي : ما حكم هذا البيع : رجل دفع سلعة لرجل آخر وقال : ائتني في هذه السلعة بالمبلغ الفلاني بمبلغ كذا مقدرا
الشيخ : نعم
السائل : وما زاد فهو لك
الشيخ : نعم
السائل : فما حكم هذا البيع ؟
الشيخ : هذا لا بأس به يعني لا حرج أن يوكل الإنسان شخصا يبيع له سلعة يقول : بعها بمائة وما زاد فهو لك لكن إذا كان الوكيل يعلم أن الشيء قد زاد وأن تقدير الثمن من صاحب السلعة بناء على ثمن سابق على قيمة سابقة فيجب عليه أن ينبهه ويقول : إن الأشياء قد زادت وأنها تساوي الآن مائتين هذه قيمتها في السوق فإذا أخبره بالواقع وقال : بعها بمائتين فما زاد فلك أو بمائة فما زاد فلك فلا بأس لانه أحيانا يكون الإنسان جاهلا بالسعر ويظن أن هذه السلعة لا تساوي أكثر من مائة أو تزيد قليلا فيقول لوكيله : خذها بعها بمائة وما زاد فهو لك فهذا جائز لكن كما قلت إذا كان السعر زائدا فيجب إيش ؟ أن ينبه صاحب السلعة يقول : إن السعر قد زاد فإذا قال : ما عندي مانع الله يرزقك ما زاد فهو لك فحينئذ لا بأس به أحب أن يكون موضوع الأسئلة ما يتعلق بالاحتفال بالمولد لأن منكم من يعرف في بلاده أكثر مما أعرفه أنا فإن لم يكن عندكم أسئلة فلا بأس بالأسئلة الثانية لكن هذا موضوع مهم حساس ينبغي لنا أعني مسألة المولد ينبغي لنا أن نعرف أحوال الناس فيها ونطبقه على الشرع .
الشيخ : نعم
السائل : وما زاد فهو لك
الشيخ : نعم
السائل : فما حكم هذا البيع ؟
الشيخ : هذا لا بأس به يعني لا حرج أن يوكل الإنسان شخصا يبيع له سلعة يقول : بعها بمائة وما زاد فهو لك لكن إذا كان الوكيل يعلم أن الشيء قد زاد وأن تقدير الثمن من صاحب السلعة بناء على ثمن سابق على قيمة سابقة فيجب عليه أن ينبهه ويقول : إن الأشياء قد زادت وأنها تساوي الآن مائتين هذه قيمتها في السوق فإذا أخبره بالواقع وقال : بعها بمائتين فما زاد فلك أو بمائة فما زاد فلك فلا بأس لانه أحيانا يكون الإنسان جاهلا بالسعر ويظن أن هذه السلعة لا تساوي أكثر من مائة أو تزيد قليلا فيقول لوكيله : خذها بعها بمائة وما زاد فهو لك فهذا جائز لكن كما قلت إذا كان السعر زائدا فيجب إيش ؟ أن ينبه صاحب السلعة يقول : إن السعر قد زاد فإذا قال : ما عندي مانع الله يرزقك ما زاد فهو لك فحينئذ لا بأس به أحب أن يكون موضوع الأسئلة ما يتعلق بالاحتفال بالمولد لأن منكم من يعرف في بلاده أكثر مما أعرفه أنا فإن لم يكن عندكم أسئلة فلا بأس بالأسئلة الثانية لكن هذا موضوع مهم حساس ينبغي لنا أعني مسألة المولد ينبغي لنا أن نعرف أحوال الناس فيها ونطبقه على الشرع .
ما كيفية التعامل مع الإحتفالات بالمولد التي تبث عبر وسائل الإعلام .؟
السائل : شيخنا ذكرتم أن عندنا هنا ما في الحمد لله ولكن كثير من العوام يشاهدون الدشوش الخارجية .
الشيخ : نعم .
السائل : فينظرون إليها ويتأثرون لكن السؤال هنا بالنسبة للخطيب نلاحظ الخطباء قد يعني يذكرون سيرة النبي صلى الله عليه وسلم هكذا من دون يعني يتعرضون للمولد
الشيخ : نعم
السائل : فعندما تأتي إليه تقول : يا أخي أنت الآن كأنك تشيد بالأمر يقول : لا أنا لا أقصد هذا لو كلمة حوله .
الشيخ : نعم هذا سؤال يتضمن سؤالين في الواقع الأول : أن المسلمين الذين لا يقيمون هذا الاحتفال يشاهدونه عبر وسائل الإعلام وربما تنقل وسائل الإعلام المبثوثة مثل هذا ويشيع بين الناس فنقول : إذا رأيت مثل هذا في التلفزيون أو عبر قنوات الدشوش فأغلق أغلق التلفزيون لأن البدعة بدعة ويخشى أن تؤثر على قلبك فتصدق بها وهذا خطر .
الشيخ : نعم .
السائل : فينظرون إليها ويتأثرون لكن السؤال هنا بالنسبة للخطيب نلاحظ الخطباء قد يعني يذكرون سيرة النبي صلى الله عليه وسلم هكذا من دون يعني يتعرضون للمولد
الشيخ : نعم
السائل : فعندما تأتي إليه تقول : يا أخي أنت الآن كأنك تشيد بالأمر يقول : لا أنا لا أقصد هذا لو كلمة حوله .
الشيخ : نعم هذا سؤال يتضمن سؤالين في الواقع الأول : أن المسلمين الذين لا يقيمون هذا الاحتفال يشاهدونه عبر وسائل الإعلام وربما تنقل وسائل الإعلام المبثوثة مثل هذا ويشيع بين الناس فنقول : إذا رأيت مثل هذا في التلفزيون أو عبر قنوات الدشوش فأغلق أغلق التلفزيون لأن البدعة بدعة ويخشى أن تؤثر على قلبك فتصدق بها وهذا خطر .
ما حكم ذكر الخطباء لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده ؟وهل ذكر ما كان عليه العرب وكيفية نزول الوحي في الربيع الأول يعد من الإحتفال بالمولد .؟
الشيخ : أما الشق الثاني من السؤال : فهو أن بعض الناس في ربيع الأول يذكر حال العرب قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وحالهم بعد بعثته وكيف أتى الوحي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أشبه ذلك وهذا ليس من الاحتفال بالمولد لماذا ؟ لأن الخطيب يذكره في خطبة مشروعة ليس يجدد خطبة أو يحدث اجتماعا بل الخطبة مشروعة فذكر ما يناسب المكان أو الزمان لا أرى فيه بأسا البأس أن تحدث شيئا لم يكن أما هذا فالخطبة مشروعة في كل جمعة وذكر ما يناسب الزمان أو المكان لا يعد بدعة .
السائل : يعني يذكر يا شيخ .
الشيخ : لا بأس يذكر مثلا كما أشرت إليه حال الناس قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وحالهم بعد بعثته وكيف بعث عليه الصلاة والسلام ما في مانع نعم .
السائل : يعني يذكر يا شيخ .
الشيخ : لا بأس يذكر مثلا كما أشرت إليه حال الناس قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وحالهم بعد بعثته وكيف بعث عليه الصلاة والسلام ما في مانع نعم .
4 - ما حكم ذكر الخطباء لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده ؟وهل ذكر ما كان عليه العرب وكيفية نزول الوحي في الربيع الأول يعد من الإحتفال بالمولد .؟ أستمع حفظ
ما كيفية التوفيق بين إيراد لفظ السبيل في القرآن تارة جمعاً وتارة مفرداً لأن السبيل الموصل لله واحد.؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فإن الله تبارك وتعالى ذكر لفظة السبيل في القرآن الكريم بصيغة الإفراد كقوله سبحانه : (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )) لأن السبيل الموصل إلى الله تبارك وتعالى واحد وهو طريق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قال سبحانه : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )) ولكن ذكر في مواطن أخرى في القرآن الكريم لفظة السبيل بصيغة الجمع كقوله سبحانه وتعالى : (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )) وقوله : (( وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا )) فكيف التوفيق يعني أو حل هذا الإشكال يا شيخ الله يجزيكم خير ؟
الشيخ : السبيل المضاف إلى الله تعالى تارة يكون مفردا وتارة يكون جمعا لكن إذا كان جمعا فإنه يكون مضافا إلى الله وإذا كان مفردا نعم إذا كان جمعا فإنه لا بد أن يكون مضافا إلى الله وأما إذا كان غير مضاف إلى الله فهو سبل الضلال يفرد السبيل المضاف إلى الله تعالى لأنه واحد سبيل واحد يوصل إلى الله وهو الإسلام وتجمع سبل الضلال لأنها متفرقة هذا نصراني وهذا يهودي وهذا شيوعي وهذا بعثي وهذا ملحد إلى آخره فهي سبل متفرقة وكلها ضلال وما جمعه الله تعالى من السبيل المضاف إليه فإنما يجمعه .
فإن الله تبارك وتعالى ذكر لفظة السبيل في القرآن الكريم بصيغة الإفراد كقوله سبحانه : (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )) لأن السبيل الموصل إلى الله تبارك وتعالى واحد وهو طريق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قال سبحانه : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )) ولكن ذكر في مواطن أخرى في القرآن الكريم لفظة السبيل بصيغة الجمع كقوله سبحانه وتعالى : (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )) وقوله : (( وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا )) فكيف التوفيق يعني أو حل هذا الإشكال يا شيخ الله يجزيكم خير ؟
الشيخ : السبيل المضاف إلى الله تعالى تارة يكون مفردا وتارة يكون جمعا لكن إذا كان جمعا فإنه يكون مضافا إلى الله وإذا كان مفردا نعم إذا كان جمعا فإنه لا بد أن يكون مضافا إلى الله وأما إذا كان غير مضاف إلى الله فهو سبل الضلال يفرد السبيل المضاف إلى الله تعالى لأنه واحد سبيل واحد يوصل إلى الله وهو الإسلام وتجمع سبل الضلال لأنها متفرقة هذا نصراني وهذا يهودي وهذا شيوعي وهذا بعثي وهذا ملحد إلى آخره فهي سبل متفرقة وكلها ضلال وما جمعه الله تعالى من السبيل المضاف إليه فإنما يجمعه .
اضيفت في - 2005-08-27