سلسلة لقاء الباب المفتوح-149a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
كلمة توجيهية لشحذ الهمم لمواصلة العمل الصالح .
الشيخ : بمناسبة انتهاء شهر الصيام والفراغ النفسي الذي يعتري كل إنسان كان مجتهدا في شهر رمضان أود أن أذكر الإخوان بأن عمل المؤمن لا يتقيد بالمواسم أي بمواسم الخيرات كشهر رمضان وعشر ذي الحجة وما أشبهها بل هو باقٍ مستمر إلى أن يموت الإنسان لقول الله تبارك وتعالى: (( فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) ولقوله تعالى: (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) فلم يجعل الله تعالى لعمل المؤمن أمدا إلا الموت ولهذا يجب علينا أن نجعل هذه المواسم تنشيطاً لنا على العمل الصالح والإقبال إلى الله تبارك وتعالى بالأعمال الصالحة المقربة إليه وألا تفتر هممنا عن فعل الطاعات بانتهاء هذه المواسم وأنا أذكر لكم نماذج تدل على أن أعمال المسلم لا تنتهي بالمواسم فالصيام مثلاً لا ينتهي بانتهاء رمضان الصيام مشروع كل وقت وأفضل الصيام صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما وهناك ألوان أخرى من الصيام منها صيام ستة أيام من شوال فإن من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر فإذا صام الإنسان رمضان كله أداء أو أداء وقضاء إن كان عليه قضاء ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( صيام ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ) وثبت عنه أنه قال: ( صوم يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده ) وقال في صيام عاشوراء وهو العاشر من شهر محرم: ( إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) وأمر بصيام يوم قبله أو يوم بعده وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) كذلك القيام، القيام لم ينته بانتهاء رمضان القيام مشروع كل ليلة فقد قال الله عز وجل في وصف أهل الجنة: (( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون )) وقال تعالى: (( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك )) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم في الليل حتى تتورم قدماه وثبت عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) وذلك كل ليلة إذن فالقيام قيام الليل لم ينته بانتهاء قيام رمضان بل هو مستمر دائم في كل ليلة فينبغي للإنسان أن يجعل لنفسه حظاً من آخر الليل يقوم فيه ولو نصف ساعة حسب ما يتيسر له وإذا قام الليل فليستمر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل ) ثم إنه لا يحقر شيئا من العمل الصالح فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ) وليختم صلاة الليل بالوتر فإن كان يرجو أن يقوم آخر الليل فليوتر آخره وإن كان لا يرجو فليوتر أوله قبل أن ينام النفقات والصدقات لا تزال أيضاً مشروعة لم تنته برمضان فإن من الصدقات أن ينفق الإنسان على أهله قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لسعد بن أبي وقاص: ( واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في في امرأتك ) في امرأتك يعني فمها فالصدقات والنفقات لم تزل مشروعة في كل وقت وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه ما من مسلم يتصدق بما يعادل تمرة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الله تعالى بيمينه فيربيها له كما يربي أحدنا فلوه أي صغار خيله حتى تكون مثل الجبل وأخبر أن كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة وأخبر أن سبعة يظلهم الله في ظله ومنهم ( رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) كذلك العمرة في رمضان وفي غيره قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ) فلا تختص برمضان بل هي في أشهر الحج أفضل منها في رمضان عند كثير من العلماء واحتجوا لهذا القول بأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يعتمر في رمضان قط وإنما كانت عمره في أشهر الحج فعمرة الحديبية في ذي القعدة عمرة القضاء في ذي القعدة عمرة الجعرانة في ذي القعدة عمرته مع حجه كذلك أيضاً في ذي الحجة وإحرامها في آخر ذي القعدة فالحاصل بارك الله فيكم أن الأعمال الصالحة لا تنقضي بانتهاء المواسم بل المواسم ما هي إلا بيان لفضل الله عز وجل ورحمته بعباده وتنشيط للإنسان في عودته إلى الله عز وجل وقيامه بطاعته وينبغي أن يتخذ من ذلك قوة ونشاطا على العمل في المستقبل أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يجعلنا من عباده الصالحين الموفقين لكل خير إنه على كل شيء قدير أما الآن فإلى الأسئلة فنبدأ باليمين
أسئلة منهجية مهمة من وافد من الأردن وقراءة مذكرة من الأخ نظام سكجها صهر الشيخ الألباني إلى الشيخ لأجل المشاركة في نصائح وتوجيهات للجماعات والأحزاب الإسلامية لرأب الصدع وإجتماع الكلمة .وطلب بيان تمييز العلماء العاملين من غيرهم وطلب تقديم نصائح للشباب المتحمس وبيان كيفية جعلهم يحترمون علماءهم وبيان واجب العلماء تجاه الشباب ؟
الطالب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه ومن والاه سماحة الوالد الكريم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله ورعاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استأذنكم فنحمد الله تعالى إليكم على نعمه وندعوه تعالى بدوام العافية
الشيخ : آمين
الطالب : وقوة العزيمة وأن يزيدكم عز وجل من فضله وهداه ويبارك في عمركم
الشيخ : ومن سمع
الطالب : وينفع البلاد والعباد بجهودكم وجهادكم يا شيخنا الجليل نحمد الله تعالى أن أعاننا بتوفيقه ورعايته بشد الرحال إليكم من البلد الشقيق الأردن وبلغنا مجلسكم ومنزلكم في هذه البلدة الطيبة حاملين لكم كما حملناها لنخبة من مشايخنا الأفاضل في هذه المملكة الطيبة عبر شهر رمضان مرورا بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ثم جدة والرياض أمانة نحمد الله تعالى أن وفقنا بفضله في تبليغها لهم ثم الحمد له سبحانه أن أعاننا على حط الرحال في منزلكم هذا وفي وقت انعقاد مجلسكم العلمي الأسبوعي المعهود في يوم الخميس ولقد قدر الله تعالى أن يوافق وقت وصولي إليكم تسليمكم هذه الأمانة التي أحملها بين يدي الآن موعد انعقاد مجلسكم هذا مع أبنائكم الطلبة وأرجو وألح في الرجاء يشاركني في ذلك إخوانكم وأبناءكم في الأردن يا والدنا الفاضل ويا أبناءه الحضور أيها الإخوة الأحبة زادنا الله إياكم حرصا على الخير وزودنا جميعا البر والتقوى
الشيخ : آمين
الطالب : إني لأرجو أن أستأذنكم وهو رجاء إخوانكم في الأردن الذي حملوني هذه الأمانة أن اقرأها على مسامعكم وهي سؤالان أطرحهما على فضيلة الوالد الكريم يا سماحة الوالد لقد وفق الله تعالى صهر فضيلة والدنا الشيخ الألباني الأستاذ نظام سلامة سكجها وهو صاحب المكتبة الإسلامية حيث وجه هذه الدعوة وهذه المذكرة إلى خمس أو خمسة وخمسين عالما من علماء المسلمين في الأردن وخارج الأردن وقد خصّ هذه المملكة بنخبة طيبة من مشايخنا أن يخصوهم كذلك بهذه المذكرة وأنتم ولله الحمد بعد أن لاقينا في المدينة وفي جدة وفي الرياض نخبة وعلى رأسهم سماحة والدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز الذين رحبوا وقدموا بعض توجيهاتهم حيث بعون الله سيتم طبع الكتاب بعنوان نصائح وتوجيهات علماء المسلمين للجماعات والأحزاب الإسلامية في العالم وهو كتاب نرجو الله تعالى أن يتوج بكلمة ونصيحة وتوجيه منكم وقد أجاب علماؤنا في الرياض على هذه الأسئلة
وهذا هو السؤال الأول: قال تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )) وقال عز وجل: (( وأمرهم شورى بينهم )) وقال سبحانه: (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) يا سماحة الوالد على ضوء هذا الهدي الرباني الجليل وذلك التوجيه النبوي الشريف وبحكم تجربتكم ومسيرتكم الطويلة في ميدان الدعوة والعمل الإسلامي هل لنا أن نحظى بتوجيهاتكم واقتراحاتكم كما تفضل إخوانكم علماء المملكة إلى قادة وأفراد الجماعات والأحزاب الإسلامية العاملة في الوطن الإسلامي الكبير وذلك من أجل ولو ببداية خطوة أولى تبدأ بها على الدرب والمسيرة نحو رأب الصدع واجتماع الكلمة وتوحيد الجهود فيما بينها أملا في العمل الجاد المنظم للغاية الواحدة المرجوة رضوان الله تعالى ونصرة دينه وإعلاء كلمته وللوقوف صفا واحدا أمام المتربصين لهذه الأمة أمة التوحيد وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ؟
وأما السؤال الثاني فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء ) رواه أحمد وابن ماجة بسند صحيح لا يخفى على سماحتكم ما للعلم وأهل العلم من المنزلة والدرجات عند الله تعالى ثم عند الناس وقد بيّن سبحانه أن العلم بمثابة المفتاح للإيمان به تعالى والسبيل القويم إلى معرفته وتوحيده وعبادته لقوله تعال: (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) على ضوء ما تقدم نرجو من سماحتكم في هذا السؤال الثاني وقد منّ الله عليكم من نعمة العلم والبصيرة ولا نزكي أحدا على الله نرجو منكم بيانا يوضح لنا المعالم والإمارات التي بها يتميز هذا الصنف من العلماء نعني العلماء العاملين الذي عناهم صلى الله عليه وسلم ووصفهم بهذا الوصف الجليل بأنهم ورثة الأنبياء والذين يصلحون أن يكونوا الأسوة الحسنة في حياة الناس
وهناك سؤال ثالث إذا سمحتم وإذا سمح الإخوان الأسئلة الثلاثة التي طرحناها على المشايخ وأجابوا عنها وتختارون على أي سؤال ونرجو أن يكون لكم الوقت للإجابة
الشيخ : الوقت للإخوة إذا سمحوا بهذا مافي مانع
الطالب : أنا استسمحت الإخوة
الشيخ : هاه
الطالب : نستفيد من هذا
طالب آخر : أنا استسمحت من الإخوة ومنكم لأن الحقيقة أرجو الله تعالى أن يكون في الإجابة على هذه الأسئلة ما هو نحن واقعون فيه وأنا أولكم والله نحتاج إلى هذا التوجيه وهذه إن شاء الله في موازينكم
الشيخ : المهم على كل حال إذا سمح الإخوان مافي مشكلة تسمحون
الطالب : إيه يا شيخ
طالب آخر : الله يبارك فيكم وبارك الله في والدنا
والسؤال الأخير والثالث يا سماحة الوالد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا ) وفي رواية ( ويوقر كبيرنا ) وكما جاء عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قولها أنزلوا الناس منازلهم ولا شك أن العلماء كما أشرنا في السؤال السابق هم أجدر الناس بالتقدير والتوقير والاحترام وذلك لشرف العلم الذي يحملونه للخلق ومن هذا المنطلق نرجو من سماحتكم تقديم نصائحكم وإرشاداتكم لأبنائكم الشباب الناشئ من طلبة العلم وخاصة للمتحمسين منهم للدين والدعوة على ما فيهم من غيرة وحرص على العلم والفقه فكيف يرى سماحتكم السبيل القويم والمعالجة الناجعة التي يمكن وصفها لهذا الصنف من الشباب المتحمس لتظل مواقفه مع علماء الأمة وأهل الاجتهاد والرأي فيها مواقف التوقير والاحترام لا مواقف التجريح والاتهام وكذلك نرجو منكم بيان واجب الطرف الآخر أعني آباءنا العلماء ورجال الدعوة الكبار إزاء أبنائهم من هذا الشباب وذلك حتى تتم الموازنة الواردة في الحديث الشريف الآنف الذكر بين رحمة الكبير للصغير مع توقير الصغير للكبير انتهى نص الأسئلة ونرجو توجيهاتكم وهذا تفويض من الإخوة ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذه أسئلة مهمة تهم الجميع في الواقع وتحتاج إلى يعني سفر من الأسفار لأنها تعالج مشكلة واقعة الآن
أما السؤال الأول: فهو الجماعات المتفرقة المتحزبة التي طفحت على سطح الماء في هذه الآونة الأخيرة بينما كان الشباب قبل سنوات اتجاههم اتجاه سليم لا يعتقد أحدهم أن الآخر مضاد له أو أنه في جانب وهو في جانب لكن بدأت في الآونة الأخيرة ما نزغ الشيطان بين شبابنا من التحزب والتحمس لطائفة معينة أو لشخص معين حتى صار الولاء والبراء موقوفا على من يحبه هذا الشخص أو لا يحبه ولا شك أن هذه وصمة وصمة عظيمة ومرض فتاك يذيب الأمة ويمزق شملها ويفرّق شبابها فنصيحتي لأبنائي الشباب وإخواني أن يدعو هذا التحزب وأن يدعو تصنيف الناس وألا يهتموا بالشخص المعين ويجعلوا الولاء والبراء موقوفا على الموالاة أو البراءة منه وأن يأخذوا بالحق أينما كان ويدعو الباطل أينما كان ومن أخطأ من العلماء فخطؤه على نفسه ومن أصاب فإصابته لنفسه ولغيره ولا يجوز إطلاقا أن نعتقد أن أحدا معصوما من الخطأ في دين الله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بالنا نمتحن الناس الآن ونقول ما تقول في كذا ما تقول في الرجل الفلاني ما تقول في الطائفة الفلانية أكان الرسول عليه الصلاة والسلام يمتحن الناس بهذا؟ أم كان الصحابة يمتحنون الناس بهذا؟! إنّ هذا من شأن الشعب الضالة التي تريد أن تفرق الناس حتى لا يكونوا جبلا راسيا أمام التحديات التي نسمعها كل يوم ونشاهدها في الصحف والمجلات ممن يحاربون هذا الدين وأهل الدين إذا تفرّق الشباب الذي يقول إنه يعتني بالإسلام ويغار للإسلام إذا تفرّقوا فمن الذي يجادل عن الإسلام ومن الذي يحاج هؤلاء المبطلين؟
أقول أيها الشباب ألم تعلموا أن هذا التفرّق قرة عين الملحدين من العلمانيين وغيرهم لأنهم يقولون كفينا بغيرنا لو أن أحدا من هؤلاء الملحدين بل لو أن أمة من هؤلاء الملحدين أرادوا أن يفرّقوا شباب الإسلام هذا التفريق وهذا التمزيق ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا لو خلصت النية وصلح العمل أما الآن فالشباب في الواقع في وضعٍ يؤسف له لهذا أنا أناشدهم الله عز وجل أن يكفو عن هذا التحزب وأن يكونوا أمة واحدة قال الله عز وجل: (( وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )) وألا يهتم الإنسان بالتحزب لفلان أو لفلان أو للطائفة الفلانية أو الطائفة الفلانية بل ينظر الطريقة ويشق طريقه إلى الله وهذه التحزبات وهذه المجادلات لا شك أنها تصد الإنسان عن دين الله لو فتشت عن قلوب هؤلاء الذين يغالون في بعض الأشخاص ويعتقدون فيهم العصمة وإذا وقع الخطأ منهم قالوا لعلهم رجعوا عن هذا الخطأ لأن الأخطاء التي تقع من بعض الناس إن كانت تحتمل التأويل أولوها على المعنى الصحيح وإن كانت لا تحتمل قالوا رجع عنها وهذا غلط ما علينا من هذا الرجل الذي أخطأ خطؤه على نفسه والله هو الذي يحاسبه على الإنسان أن ينظر طريقه إلى الله عز وجل كيف يعبد الله وكيف يصل إلى دار كرامته وليس له شأن في الناس هذا باعتبار السؤال الأول
الطالب : ...
الشيخ : أرى أنه يجب أن يتحد الهدف ويتحد العمل وألا يكون همنا التعصب لحزب أو طائفة أو شخص ليكن همنا الوصول إلى شريعة الله عز وجل وأن نتحد عليها ونتفق عليها هذه واحدة
أما بالنسبة للعلماء وهو السؤال الثاني فالعلماء لا شك أن عليهم دورا كبيرا في نشر العلم وفي الدعوة إلى الله وفي العمل المبني على شريعة الله لأن العلماء هم قادة الشعوب في الحقيقة والشعوب التي تنقاد للعلماء هي الشعوب الراضية المطمئنة أما الشعوب التي لا تخضع إلا للسلطة فهذه لا شك أنها سوف تمارس المخالفات في الخفاء لأن السلطة مهما بلغت في مخابراتها ومباحثها فلن تستطيع أن تستولي على العقول لكن القيادة الدينية هي التي تستولي على العقول وإذا استولت على العقول صلحت الجوارح
فالعلماء عليهم دور عظيم أولا في طلب العلم من منابعه الصحيحة وهي الكتاب والسنة وعمل الصحابة والسلف الصالح هذه واحدة لا من رأي فلان وفلان المتأخرين أو المتحمسين حماساً أهوج
ثانيا: عليهم أن يكونوا أول عاملٍ بعلمهم بقدر المستطاع لأنهم إذا علموا بالحق ولم يعملوا به كان علمهم حجة عليهم كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( القرآن حجة لك أو عليك ) وليس من العقل ولا من الشرع أن يعلم الإنسان بشيء أنه حرام فيفعله أو أنه واجب فيتركه فعليهم بعد طلب العلم من مظانه ومنابعه عليهم أن يعملوا به
الثالث: أن ينشروه بين الناس بقدر المستطاع سواء في حلق الدراسة أو في فصول الدراسة أو في المساجد على عامة الناس أو في الصحف أو في الإذاعة المهم جميع وسائل نقل العلم يجب على العالم أن يسلكها بقدر استطاعته لأن الله تعالى أخذ على الذين أوتوا الكتاب أن يبينوه للناس ولا يكتموه
الثالث أن يدعو إلى الله على بصيرة والدعوة إلى الله على بصيرة تكون من وجهين :
الوجه الأول بصيرة في الشريعة بأن لا يدعو الله على جهل لأن من دعا عباد الله إلى شريعة الله وهو يجهلها فإنه يفسد أكثر مما يصلح لابد أن يكون لديه بصيرة في شريعة الله حتى يدعو إليها
على بصيرة في كيفية الدعوة وذلك بسلوك الحكمة لأن المقصود الوصول إلى الحق لا الانتقام ولا الانتصار للنفس وكثير من الإخوة الدعاة الغيورين تجده لا يستعمل الحكمة في الدعوة بل تحمله الغيرة على العنف وكأنه يريد أن ينتقم من هذا المخالف سواء كانت مخالفته جهلا أو عنادا أو يريد الانتصار لنفسه ولقوله وهذا غلط لأن الله يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام : (( ادع إلى سبيل ربك )) (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله )) لا إلى هواي ورأيي وقولي اجعل همك أن تدعو إلى الله عز وجل وإلى سبيل الله وحينئذ لابد أن تكون على بصيرة في كيفية الدعوة إلى الله
ثم إني أقول لكم الداعي إلى الله أليس يريد أن يصلح المدعو إذا كان كذلك فلابد أن يسلك السبيل التي تكون وسيلة إلى إصلاحه ومن المعلوم أنك لو رأيت مخالفا وانتهرته وغضبت عليه أن هذا لا يزيده إلا نفورا منك ومما تدعو إليه لكن لو أتيته بالتي هي أحسن بأسلوب سهل ليّن يسير أدركت مطلوبك واصبر على ما أصابك اصبر على ما أصابك لأنه لابد أن يصيبك شيء ولو بالضغط النفسي يعني قد لا يصيبك قول يجرحك أو فعل يؤلمك لكن الضغط النفسي اصبر عليه قد ترى أنك لا تستطيع أن تصبر أن ترى هذا الرجل على محرم فتعجز عن الصبر وتعنف وتغضب لكن هذا ليس من طريق الحكمة اصبر نفسك واضغط عليها والمقصود إصلاح المدعو وقد جربنا هذا وجربه غيرنا أن من دعا بعنف وغيرة زائدة لم يحصل على مقصوده ومن دعا باللين واللطف والتيسير حصل المقصود
أما السؤال الثالث وهي معاملة العلماء للشباب أو لعامة الناس فيجب أن تكون المعاملة باللطف واللين والتواضع وأن يضع الإنسان نفسه أمام الحق ويتواضع لله عز وجل وكذلك لا يحتقر الخلق لا يقول هذا شاب صغير وأنا شيخ كبير لا ألتفت إليه ولا أنظر إليه ولا أصغي إلى هذا غلط كبير كان النبي عليه الصلاة والسلام وهو أرفع الخلق شأنا عند الله كان يمازح الصغير ويسلم على الصغار ويحمل الصغار وهو يصلي عليه الصلاة والسلام فالتواضع لا شك أن له تأثيرا بالغا في جذب الناس إلى الإنسان
الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله ورعاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استأذنكم فنحمد الله تعالى إليكم على نعمه وندعوه تعالى بدوام العافية
الشيخ : آمين
الطالب : وقوة العزيمة وأن يزيدكم عز وجل من فضله وهداه ويبارك في عمركم
الشيخ : ومن سمع
الطالب : وينفع البلاد والعباد بجهودكم وجهادكم يا شيخنا الجليل نحمد الله تعالى أن أعاننا بتوفيقه ورعايته بشد الرحال إليكم من البلد الشقيق الأردن وبلغنا مجلسكم ومنزلكم في هذه البلدة الطيبة حاملين لكم كما حملناها لنخبة من مشايخنا الأفاضل في هذه المملكة الطيبة عبر شهر رمضان مرورا بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ثم جدة والرياض أمانة نحمد الله تعالى أن وفقنا بفضله في تبليغها لهم ثم الحمد له سبحانه أن أعاننا على حط الرحال في منزلكم هذا وفي وقت انعقاد مجلسكم العلمي الأسبوعي المعهود في يوم الخميس ولقد قدر الله تعالى أن يوافق وقت وصولي إليكم تسليمكم هذه الأمانة التي أحملها بين يدي الآن موعد انعقاد مجلسكم هذا مع أبنائكم الطلبة وأرجو وألح في الرجاء يشاركني في ذلك إخوانكم وأبناءكم في الأردن يا والدنا الفاضل ويا أبناءه الحضور أيها الإخوة الأحبة زادنا الله إياكم حرصا على الخير وزودنا جميعا البر والتقوى
الشيخ : آمين
الطالب : إني لأرجو أن أستأذنكم وهو رجاء إخوانكم في الأردن الذي حملوني هذه الأمانة أن اقرأها على مسامعكم وهي سؤالان أطرحهما على فضيلة الوالد الكريم يا سماحة الوالد لقد وفق الله تعالى صهر فضيلة والدنا الشيخ الألباني الأستاذ نظام سلامة سكجها وهو صاحب المكتبة الإسلامية حيث وجه هذه الدعوة وهذه المذكرة إلى خمس أو خمسة وخمسين عالما من علماء المسلمين في الأردن وخارج الأردن وقد خصّ هذه المملكة بنخبة طيبة من مشايخنا أن يخصوهم كذلك بهذه المذكرة وأنتم ولله الحمد بعد أن لاقينا في المدينة وفي جدة وفي الرياض نخبة وعلى رأسهم سماحة والدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز الذين رحبوا وقدموا بعض توجيهاتهم حيث بعون الله سيتم طبع الكتاب بعنوان نصائح وتوجيهات علماء المسلمين للجماعات والأحزاب الإسلامية في العالم وهو كتاب نرجو الله تعالى أن يتوج بكلمة ونصيحة وتوجيه منكم وقد أجاب علماؤنا في الرياض على هذه الأسئلة
وهذا هو السؤال الأول: قال تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )) وقال عز وجل: (( وأمرهم شورى بينهم )) وقال سبحانه: (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) يا سماحة الوالد على ضوء هذا الهدي الرباني الجليل وذلك التوجيه النبوي الشريف وبحكم تجربتكم ومسيرتكم الطويلة في ميدان الدعوة والعمل الإسلامي هل لنا أن نحظى بتوجيهاتكم واقتراحاتكم كما تفضل إخوانكم علماء المملكة إلى قادة وأفراد الجماعات والأحزاب الإسلامية العاملة في الوطن الإسلامي الكبير وذلك من أجل ولو ببداية خطوة أولى تبدأ بها على الدرب والمسيرة نحو رأب الصدع واجتماع الكلمة وتوحيد الجهود فيما بينها أملا في العمل الجاد المنظم للغاية الواحدة المرجوة رضوان الله تعالى ونصرة دينه وإعلاء كلمته وللوقوف صفا واحدا أمام المتربصين لهذه الأمة أمة التوحيد وحتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ؟
وأما السؤال الثاني فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء ) رواه أحمد وابن ماجة بسند صحيح لا يخفى على سماحتكم ما للعلم وأهل العلم من المنزلة والدرجات عند الله تعالى ثم عند الناس وقد بيّن سبحانه أن العلم بمثابة المفتاح للإيمان به تعالى والسبيل القويم إلى معرفته وتوحيده وعبادته لقوله تعال: (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) على ضوء ما تقدم نرجو من سماحتكم في هذا السؤال الثاني وقد منّ الله عليكم من نعمة العلم والبصيرة ولا نزكي أحدا على الله نرجو منكم بيانا يوضح لنا المعالم والإمارات التي بها يتميز هذا الصنف من العلماء نعني العلماء العاملين الذي عناهم صلى الله عليه وسلم ووصفهم بهذا الوصف الجليل بأنهم ورثة الأنبياء والذين يصلحون أن يكونوا الأسوة الحسنة في حياة الناس
وهناك سؤال ثالث إذا سمحتم وإذا سمح الإخوان الأسئلة الثلاثة التي طرحناها على المشايخ وأجابوا عنها وتختارون على أي سؤال ونرجو أن يكون لكم الوقت للإجابة
الشيخ : الوقت للإخوة إذا سمحوا بهذا مافي مانع
الطالب : أنا استسمحت الإخوة
الشيخ : هاه
الطالب : نستفيد من هذا
طالب آخر : أنا استسمحت من الإخوة ومنكم لأن الحقيقة أرجو الله تعالى أن يكون في الإجابة على هذه الأسئلة ما هو نحن واقعون فيه وأنا أولكم والله نحتاج إلى هذا التوجيه وهذه إن شاء الله في موازينكم
الشيخ : المهم على كل حال إذا سمح الإخوان مافي مشكلة تسمحون
الطالب : إيه يا شيخ
طالب آخر : الله يبارك فيكم وبارك الله في والدنا
والسؤال الأخير والثالث يا سماحة الوالد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا ) وفي رواية ( ويوقر كبيرنا ) وكما جاء عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قولها أنزلوا الناس منازلهم ولا شك أن العلماء كما أشرنا في السؤال السابق هم أجدر الناس بالتقدير والتوقير والاحترام وذلك لشرف العلم الذي يحملونه للخلق ومن هذا المنطلق نرجو من سماحتكم تقديم نصائحكم وإرشاداتكم لأبنائكم الشباب الناشئ من طلبة العلم وخاصة للمتحمسين منهم للدين والدعوة على ما فيهم من غيرة وحرص على العلم والفقه فكيف يرى سماحتكم السبيل القويم والمعالجة الناجعة التي يمكن وصفها لهذا الصنف من الشباب المتحمس لتظل مواقفه مع علماء الأمة وأهل الاجتهاد والرأي فيها مواقف التوقير والاحترام لا مواقف التجريح والاتهام وكذلك نرجو منكم بيان واجب الطرف الآخر أعني آباءنا العلماء ورجال الدعوة الكبار إزاء أبنائهم من هذا الشباب وذلك حتى تتم الموازنة الواردة في الحديث الشريف الآنف الذكر بين رحمة الكبير للصغير مع توقير الصغير للكبير انتهى نص الأسئلة ونرجو توجيهاتكم وهذا تفويض من الإخوة ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذه أسئلة مهمة تهم الجميع في الواقع وتحتاج إلى يعني سفر من الأسفار لأنها تعالج مشكلة واقعة الآن
أما السؤال الأول: فهو الجماعات المتفرقة المتحزبة التي طفحت على سطح الماء في هذه الآونة الأخيرة بينما كان الشباب قبل سنوات اتجاههم اتجاه سليم لا يعتقد أحدهم أن الآخر مضاد له أو أنه في جانب وهو في جانب لكن بدأت في الآونة الأخيرة ما نزغ الشيطان بين شبابنا من التحزب والتحمس لطائفة معينة أو لشخص معين حتى صار الولاء والبراء موقوفا على من يحبه هذا الشخص أو لا يحبه ولا شك أن هذه وصمة وصمة عظيمة ومرض فتاك يذيب الأمة ويمزق شملها ويفرّق شبابها فنصيحتي لأبنائي الشباب وإخواني أن يدعو هذا التحزب وأن يدعو تصنيف الناس وألا يهتموا بالشخص المعين ويجعلوا الولاء والبراء موقوفا على الموالاة أو البراءة منه وأن يأخذوا بالحق أينما كان ويدعو الباطل أينما كان ومن أخطأ من العلماء فخطؤه على نفسه ومن أصاب فإصابته لنفسه ولغيره ولا يجوز إطلاقا أن نعتقد أن أحدا معصوما من الخطأ في دين الله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بالنا نمتحن الناس الآن ونقول ما تقول في كذا ما تقول في الرجل الفلاني ما تقول في الطائفة الفلانية أكان الرسول عليه الصلاة والسلام يمتحن الناس بهذا؟ أم كان الصحابة يمتحنون الناس بهذا؟! إنّ هذا من شأن الشعب الضالة التي تريد أن تفرق الناس حتى لا يكونوا جبلا راسيا أمام التحديات التي نسمعها كل يوم ونشاهدها في الصحف والمجلات ممن يحاربون هذا الدين وأهل الدين إذا تفرّق الشباب الذي يقول إنه يعتني بالإسلام ويغار للإسلام إذا تفرّقوا فمن الذي يجادل عن الإسلام ومن الذي يحاج هؤلاء المبطلين؟
أقول أيها الشباب ألم تعلموا أن هذا التفرّق قرة عين الملحدين من العلمانيين وغيرهم لأنهم يقولون كفينا بغيرنا لو أن أحدا من هؤلاء الملحدين بل لو أن أمة من هؤلاء الملحدين أرادوا أن يفرّقوا شباب الإسلام هذا التفريق وهذا التمزيق ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا لو خلصت النية وصلح العمل أما الآن فالشباب في الواقع في وضعٍ يؤسف له لهذا أنا أناشدهم الله عز وجل أن يكفو عن هذا التحزب وأن يكونوا أمة واحدة قال الله عز وجل: (( وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )) وألا يهتم الإنسان بالتحزب لفلان أو لفلان أو للطائفة الفلانية أو الطائفة الفلانية بل ينظر الطريقة ويشق طريقه إلى الله وهذه التحزبات وهذه المجادلات لا شك أنها تصد الإنسان عن دين الله لو فتشت عن قلوب هؤلاء الذين يغالون في بعض الأشخاص ويعتقدون فيهم العصمة وإذا وقع الخطأ منهم قالوا لعلهم رجعوا عن هذا الخطأ لأن الأخطاء التي تقع من بعض الناس إن كانت تحتمل التأويل أولوها على المعنى الصحيح وإن كانت لا تحتمل قالوا رجع عنها وهذا غلط ما علينا من هذا الرجل الذي أخطأ خطؤه على نفسه والله هو الذي يحاسبه على الإنسان أن ينظر طريقه إلى الله عز وجل كيف يعبد الله وكيف يصل إلى دار كرامته وليس له شأن في الناس هذا باعتبار السؤال الأول
الطالب : ...
الشيخ : أرى أنه يجب أن يتحد الهدف ويتحد العمل وألا يكون همنا التعصب لحزب أو طائفة أو شخص ليكن همنا الوصول إلى شريعة الله عز وجل وأن نتحد عليها ونتفق عليها هذه واحدة
أما بالنسبة للعلماء وهو السؤال الثاني فالعلماء لا شك أن عليهم دورا كبيرا في نشر العلم وفي الدعوة إلى الله وفي العمل المبني على شريعة الله لأن العلماء هم قادة الشعوب في الحقيقة والشعوب التي تنقاد للعلماء هي الشعوب الراضية المطمئنة أما الشعوب التي لا تخضع إلا للسلطة فهذه لا شك أنها سوف تمارس المخالفات في الخفاء لأن السلطة مهما بلغت في مخابراتها ومباحثها فلن تستطيع أن تستولي على العقول لكن القيادة الدينية هي التي تستولي على العقول وإذا استولت على العقول صلحت الجوارح
فالعلماء عليهم دور عظيم أولا في طلب العلم من منابعه الصحيحة وهي الكتاب والسنة وعمل الصحابة والسلف الصالح هذه واحدة لا من رأي فلان وفلان المتأخرين أو المتحمسين حماساً أهوج
ثانيا: عليهم أن يكونوا أول عاملٍ بعلمهم بقدر المستطاع لأنهم إذا علموا بالحق ولم يعملوا به كان علمهم حجة عليهم كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( القرآن حجة لك أو عليك ) وليس من العقل ولا من الشرع أن يعلم الإنسان بشيء أنه حرام فيفعله أو أنه واجب فيتركه فعليهم بعد طلب العلم من مظانه ومنابعه عليهم أن يعملوا به
الثالث: أن ينشروه بين الناس بقدر المستطاع سواء في حلق الدراسة أو في فصول الدراسة أو في المساجد على عامة الناس أو في الصحف أو في الإذاعة المهم جميع وسائل نقل العلم يجب على العالم أن يسلكها بقدر استطاعته لأن الله تعالى أخذ على الذين أوتوا الكتاب أن يبينوه للناس ولا يكتموه
الثالث أن يدعو إلى الله على بصيرة والدعوة إلى الله على بصيرة تكون من وجهين :
الوجه الأول بصيرة في الشريعة بأن لا يدعو الله على جهل لأن من دعا عباد الله إلى شريعة الله وهو يجهلها فإنه يفسد أكثر مما يصلح لابد أن يكون لديه بصيرة في شريعة الله حتى يدعو إليها
على بصيرة في كيفية الدعوة وذلك بسلوك الحكمة لأن المقصود الوصول إلى الحق لا الانتقام ولا الانتصار للنفس وكثير من الإخوة الدعاة الغيورين تجده لا يستعمل الحكمة في الدعوة بل تحمله الغيرة على العنف وكأنه يريد أن ينتقم من هذا المخالف سواء كانت مخالفته جهلا أو عنادا أو يريد الانتصار لنفسه ولقوله وهذا غلط لأن الله يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام : (( ادع إلى سبيل ربك )) (( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله )) لا إلى هواي ورأيي وقولي اجعل همك أن تدعو إلى الله عز وجل وإلى سبيل الله وحينئذ لابد أن تكون على بصيرة في كيفية الدعوة إلى الله
ثم إني أقول لكم الداعي إلى الله أليس يريد أن يصلح المدعو إذا كان كذلك فلابد أن يسلك السبيل التي تكون وسيلة إلى إصلاحه ومن المعلوم أنك لو رأيت مخالفا وانتهرته وغضبت عليه أن هذا لا يزيده إلا نفورا منك ومما تدعو إليه لكن لو أتيته بالتي هي أحسن بأسلوب سهل ليّن يسير أدركت مطلوبك واصبر على ما أصابك اصبر على ما أصابك لأنه لابد أن يصيبك شيء ولو بالضغط النفسي يعني قد لا يصيبك قول يجرحك أو فعل يؤلمك لكن الضغط النفسي اصبر عليه قد ترى أنك لا تستطيع أن تصبر أن ترى هذا الرجل على محرم فتعجز عن الصبر وتعنف وتغضب لكن هذا ليس من طريق الحكمة اصبر نفسك واضغط عليها والمقصود إصلاح المدعو وقد جربنا هذا وجربه غيرنا أن من دعا بعنف وغيرة زائدة لم يحصل على مقصوده ومن دعا باللين واللطف والتيسير حصل المقصود
أما السؤال الثالث وهي معاملة العلماء للشباب أو لعامة الناس فيجب أن تكون المعاملة باللطف واللين والتواضع وأن يضع الإنسان نفسه أمام الحق ويتواضع لله عز وجل وكذلك لا يحتقر الخلق لا يقول هذا شاب صغير وأنا شيخ كبير لا ألتفت إليه ولا أنظر إليه ولا أصغي إلى هذا غلط كبير كان النبي عليه الصلاة والسلام وهو أرفع الخلق شأنا عند الله كان يمازح الصغير ويسلم على الصغار ويحمل الصغار وهو يصلي عليه الصلاة والسلام فالتواضع لا شك أن له تأثيرا بالغا في جذب الناس إلى الإنسان
2 - أسئلة منهجية مهمة من وافد من الأردن وقراءة مذكرة من الأخ نظام سكجها صهر الشيخ الألباني إلى الشيخ لأجل المشاركة في نصائح وتوجيهات للجماعات والأحزاب الإسلامية لرأب الصدع وإجتماع الكلمة .وطلب بيان تمييز العلماء العاملين من غيرهم وطلب تقديم نصائح للشباب المتحمس وبيان كيفية جعلهم يحترمون علماءهم وبيان واجب العلماء تجاه الشباب ؟ أستمع حفظ
اضيفت في - 2005-08-27