تابع تفسير الآيات ( 52 - 55 و 59 - 60 ) من سورة الذاريات وآيات أخرى مختارة وما يستفاد منها
فـ ( ما أتى الذين من قبلهم من رسول ) عني: ما أتاهم رسول إلا وصفوه بهذين الوصفين: (( إلا قالوا ساحر أو مجنون )) ساحر باعتبار تأثيره وبيانه وبلاغته، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن من البيان لسحراً ) .
(( أو مجنون )) يعني: أو قالوا مجنون باعتبار تصرفاته، لأن هذا التصرف في نظر هؤلاء المكذبين جنون نسأل الله العافية.
وفي هذا تسلية للرسول عليه الصلاة والسلام، لأن الإنسان إذا علم أن غيره أصابه ما أصابه تسلى بذلك وهان عليه الأمر، ولهذا قالت الخنساء تُماضِر وهي ترثي أخاها صخراً قالت في رثاءٍ لها:
" ولولا كثرة الباكين حولي ***على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن *** أسلي النفس عنه بالتأسي "
وقد دل لذلك قول الله تبارك وتعالى: (( وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ )) لأن الإنسان إذا شاركه غيره في العذاب هان عليه، لكن يوم القيامة لا ينفع الإنسان أن يشاركه غيره في عقوبته.
المهم أن في هذه الجملة بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام تسلية له حتى لا يحزن، فإن ما أصابه قد أصاب غيره، وفيها أيضاً دليل على أن المكذبين للرسل طريقهم واحدة ولو تباعدت أزمانهم ولو تباعدت أقطارهم، لأن المجرم أخو المجرم فالطريقة واحدة.
قال الله تعالى: (( أَتَوَاصَوْا بِهِ )) أي: بهذا القول: (( أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ )) يعني: هل هؤلاء المكذبين للرسل الذين اتفقوا على وصفهم الرسل بأنهم سحرة ومجانين هل هم تواصوا بذلك؟ يعني: هل كل واحد من هذه الأمم كتب وصية إلى الأمم اللاحقة أن قولوا لأنبيائكم: إنكم سحرة ومجانين؟
الجواب: لا، ولهذا قال: (( بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ )) وهذا إضراب إبطال، يعني: ما حصل تواصل، ولكن تواردت الخواطر، لأن الهدف واحد وهو تكذيب الرسل فاتفقت الكلمة، وفي قوله: طاغون وصف بأن هؤلاء طغاة معتدون، وهذا من أعظم الطغيان - والعياذ بالله - أن يصفوا دعاة الحق بأنهم سحرة ومجانين.
قال الله تعالى: (( فَتَوَلَّ عَنْهُم )) أي: أعرض عن هؤلاء ولا تهتم بهم.
(( فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ )) يعني: لا أحد يلومك، لأنك بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، وصبرت وصابرت، فلقد صبر النبي صلى الله عليه وسلم وصابر على أذى قريش وامتهانهم إياه، ولكنه كانت له العاقبة ولله الحمد، ولهذا قال: تول عنهم بمعنى: أنك لا تتعب نفسك فيهم، ولا تهلك نفسك فيهم، فأنت في هذه الحال لا تلام على ذلك، لأنه صلى الله عليه وسلم قام بما يجب عليه.
وفي قوله تعالى: (( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ )) فيها أمران:
الأمر الأول: عذر النبي عليه الصلاة والسلام وإقامة العذر له،
والثاني: تهديد هؤلاء المكذبين أن الله تعالى يهددهم بتولي الرسول عنهم، لأنهم لا خير فيهم.
ثم قال: (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ))ذكر أي: ذكر الناس بآيات الله بشرائعه بأيامه، شرائعه: ما أوجب الله على العباد، أيامُه: عقابه تبارك وتعالى للمكذبين وإثابته للطائعين، لكن أطلق الله الذكر وقال: ذكر ولم يقل: ذكر المؤمنين، لكن بيَّن أن الذي ينتفع بالذكرى هم المؤمنون قال: (( فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )) لأن المؤمن إذا ذُكر فهو كما وصفه الله عز وجل، (( إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً )) بل يقبلونها بكل رحابة صدر وبكل طُمأنينة، وفي الآية دليل على وجوب التذكير على كل حال، وفيها أن الذي ينتفع بالذكرى هم المؤمنون، وأن من لا ينتفع بالذكرى فهو ليس بمؤمن، إما فاقد الإيمان وإما ناقص الإيمان، وهنا فتش عن نفسك إذا ذُكِّرْتَ بآيات الله وخُوِّفْتَ من الله عز وجل هل أنت تتذكر أو يبقى قلبك كما هو قاسياً؟ إن كانت الأولى فاحمد الله فإنك من المؤمنين، وإن كانت الثانية فحاسب نفسك ولا تلومن إلا نفسك، عليك أن ترجع إلى الله عز وجل حتى تنتفع بالذكرى.
وفي الآية دليل على أنه كلما كان الإيمان أقوى كان الانتفاع بالذكرى أعظم وأشد، وذلك من قاعدة معروفة عند العلماء وهي: أن الحكم إذا علق بوصف ازداد بزيادته ونقص بنقصانه.
أما قوله تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ )) فقد سبق الكلام عليها في اللقاء السابق.
ثم قال الله تعالى: (( فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ )) الذين ظلموا بالكفر لهم ذنوب مثل ذنوب أصحابهم، والذنوب في الأصل هو الدلو أو ما يستقى به، وشاهد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( أريقوا على بوله ذنوباً من ماء ) والمعنى: هؤلاء الظالمون لهم نصيب مثل نصيب من سبقهم: فإن للذين ظلموا فإن بالفاء ولا بالواو ؟
الطالب : بالفاء
الشيخ : بالفاء (( فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ )) أي: نصيباً من العذاب مثل نصيب أصحابهم.
وانظر كيف سمى الله تعالى السابقين بأزمان بعيدة أصحاباً لهؤلاء، وذلك لاتفاقهم في التكذيب، ورمي الرسل بما لا يستحقون، فهم أصحاب في الواقع وإن تباعدت الأزمان والأماكن.
(( فلا يستعجلون )) النون هنا مكسورة على أنها نون الوقاية، وحذف الضمير الياء وأصله: فلا يستعجلوني، فحذفت الياء تخفيفاً، ولهذا لا يشكل على الإنسان فيقول: كيف كانت النون مع لا ناهية؟
والجواب أن نقول: هذه النون ليست نون الإعراب ولكنها نون الوقاية، فالفعل إذاً مجزوم، والنون للوقاية والياء التي هي المفعول محذوفة
(( فلا يستعجلون )) وفي قوله : (( فلا يستعجلون )) تهديد واضح أن هؤلاء سيأتيهم العذاب لا محالة ولكن لا يستعجلون الله عز وجل، لأن الله تعالى يملي للظالم ويمهله حتى إذا أخذه لم يفلته، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وتلا قوله تعالى: (( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )) )
(( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ )) ويل بمعنى الوعيد والعذاب، يعني: أنه يتوعدهم عز وجل من هذا اليوم الذي يوعدون وهو يوم القيامة، لأنهم سيجدون ما أُرسل إليهم حقاً وسيجدون الذل والعار، (( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ )) (( وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً )) فيكون من بين هذا العالم نسأل الله العافية على هذا الوجه، ولهذا قال: (( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ )) وسيكون هذا اليوم يوماً عسيراً عليهم، لأنهم كفرة والعياذ بالله.
وإلى هنا انتهى الكلام على سورة الذاريات ولنأت الآن بالأسئلة ولنبدأ باليمين ولكل واحد سؤال .
1 - تابع تفسير الآيات ( 52 - 55 و 59 - 60 ) من سورة الذاريات وآيات أخرى مختارة وما يستفاد منها أستمع حفظ
هل يجوز للمشتري أن يرجع السلعة للبائع بعد استعمالها أم لا .؟
فضيلة الشيخ : هناك شخص لديه محل قطع غيار أتى إليه شخص آخر أخذ قطعة منه يريد أن يصلحها في سيارته فأرجع هذا بعد استعمال، قال هذا : يعني ما أقبل القطعة هذه صاحب المحل لأنها ملطخة بالزيت وكذا، على أساس أنه ما يأتي شخص آخر فيخسر؟
الشيخ : يعني اشترى منه قطعة غيار؟
الشيخ : إي نعم.
الشيخ : ثم ركبها في السيارة؟
السائل : لا، هو رجعها على أساس أنها ما تركب وهي الأصل أنها تركب، صاحب المحل رفض يأخذ القطعة. فيقول: أنه يعني هذا دعا عليه بسبب أنه ما قبل القطعة وأعطوه مقابلاً ، هذا يسأل يقول: هل أعتبر ظلمته أو كذا؟
الشيخ : هل بينهما شرط إن اشترى هذه القطعة على أن يركبها في السيارة فإن ركبت وإلا ردها عليه؟
السائل : ما أدري.
الشيخ : هو إن كان بينهما شرط
السائل : الشرط أنها تركب.
الشيخ : ... إذا كان بينهما شرط على أنها إن ركبت في السيارة أخذها وإلا ردها فله الحق أن يردها، وصاحب المحل ليس له حق ألا يقبل الرد، بل يجب عليه أن يقبل الرد.
أما إذا لم يكن بينهما شرط بل هو صاحب السيارة رأى هذه القطعة فظن أنها تركب على سيارته فاشتراها بدون شرط، فهنا لصاحب الدكان الذي باعها أن يرفض الرد.
السائل : هو يبي يخسر الآن القطعة صاحب المحل
الشيخ : يخسر ولا يخسر
السائل : لأنها تركب هي ، أخذها شخص قبله نفس القطعة وبعده وكلها ركبت ما رجعت الشيخ : على كل حال جوابي واضح، والتطبيق عليك أنت، ما دام أنه أخذها على أنه يريد أن يركبها في السيارة فإن ركبت وإلا ردها فليس لصاحب القطعة الذي باعها أن يمتنع من قبولها، وإن كان لم يشترط فهي له ولا يُلزَم صاحب الدكان الذي باعها بقبولها، لكن خير من هذا أن يصطلحا يقول: خذها وأن أضمن النقص إن كان فيها نقص.
ما حكم تقليد بعض الأئمة في القراءة .؟
الشيخ : يسأل يقول ما حكم تقليد بعض الأئمة في القراءة ولا في الصلاة ؟
السائل : في القراءة
الشيخ : في القراءة . لا بأس بهذا إذا كان المقلَّد حسن الصوت وحسن الأداء فإن هذا لا بأس به.
السؤال للضيوف أهل البلد يستمعون فإن بقي وقت فلهم السؤال.
السائل : فضيلة الشيخ حفظك الله لو شخص صلى صلاة الفريضة.
الشيخ : لو
السائل : صلى صلاة فريضة رباعية
الشيخ : افتح المراوح، آخر واحد ع اليمين، افتح اللمبات هذولي.
الشيخ : آخر واحد عن اليمين ، آخر واحد عن اليمين ، آخر واحد عن اليمين ، وين اليمين يا شيخ صك الي افتح ... إي هذه لا الي جنبه
رجل صلى الفريضة في مسجده وانتقل إلى مسجد آخر ليصلي معهم صلاة الجنازة فوجدهم في الركعة الثالثة فهل يدخل معهم بنية النفل .؟
الشيخ : إي نعم، هذا يسأل يقول: إنه حضر إلى مسجد آخر بعد أن صلى الفريضة ووجدهم قد صلوا ركعتين ودخل معهم في الركعتين الباقيتين ونواها نفلاً، فهل يجوز؟ نقول: نعم يجوز. نعم
السائل : وإن دخل من أول الصلاة؟
الشيخ : وإذا دخل من أول الصلاة يجوز ويتبعهم.
4 - رجل صلى الفريضة في مسجده وانتقل إلى مسجد آخر ليصلي معهم صلاة الجنازة فوجدهم في الركعة الثالثة فهل يدخل معهم بنية النفل .؟ أستمع حفظ
ما حكم استعمال آلة كهربائية لقتل الناموس .؟
الشيخ : لا بأس بها، يسأل عن استعمال الآلة التي تُعلَّق لقتل الذباب والبعوض؟ فنقول: لا بأس بها، لأن هذا ليس تعذيباً بالنار وإنما هو بالصعق، ثم لو فرض أنها نار ولم يتمكن من دفع أذاها إلا بذلك فلا بأس.
هل الأولى لطالب العلم أن يحفظ القرآن أم يحفظ المتون العلمية ولم لم يحفظ من القرآن إلا قليلاً .؟
الشيخ : أنا أرى أن الأولى أن يحفظ القرآن لاشك، القرآن هو أصل العلم، فحفظ القرآن أولى، لكن بإمكانه أن يجمع بينهما فيما أظن إذا لم يكن هناك أشغال أخرى، يجعل أول النهار لحفظ القرآن، وآخر النهار لمراجعة بعض المتون، ويتمكن من هذا وهذا، إذا لم يستطع فالقرآن أولى، نحن لا نفضل شيئاً على القرآن إطلاقاً.
6 - هل الأولى لطالب العلم أن يحفظ القرآن أم يحفظ المتون العلمية ولم لم يحفظ من القرآن إلا قليلاً .؟ أستمع حفظ
هل يجوز للإنسان أن يقبل أو يعانق أخته الشقيقة أو لأم .؟
الشيخ : إيش؟
السائل : الإخوان والأخوات في الغالب يجمع محبة بينهما.
الشيخ : ليس الأخوة في الدين.
السائل : لا أخوات في النسب ، فما حكم معانقة الأخت لأخيها أو تقبيل الأخ لأخته؟
الشيخ : يعني يسأل يقول: هل يجوز أن يقبل الإنسان أخته شقيقة كانت أو لأب أو لأم؟ نقول: الأصل الجواز، لكن لا ينبغي أن يقبلها على الخد أو على الفم، وإنما يقبلها على الجبهة على الرأس أو تقبله هي أيضاً على الجبهة أو على الرأس، أما الخد أو الفم فقد كرهه أهل العلم.
ما هو شرح حديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها .. ) وهل هو في الصحيحين .؟
الشيخ : فعليه فعليه.
السائل : ( فعليه وزرها ووزر من عمل بها ) وهل هو في الصحيحين؟
الشيخ : إي هذا حديث ثابت في الصحيحين أو أحدهما
السائل : شيخ لو شرح الحديث
الشيخ : شرح الحديث: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) سبب ذلك: أنه قدم أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وهم فقراء فحث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة، فجاء رجل ومعه صرة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) فيكون معنى الحديث: من ابتدأ العمل بسنة ولنضرب لهذا مثلاً في وقتنا: لو فرضنا أن رجلاً من أهل العلم ذكر الناس بشيء لم يكونوا يعرفونه وهو من السنة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام، فقام أحدهم فعمل به وصار هو أول من قام نقول: هذا الرجل سن سنة حسنة، والمعنى: أنه عمل بسنة أول من عمل بها هو، فصار سن سنة حسنة بالعمل بها أول من عمل، فهمت؟ هذه واحد
المعنى الثاني: ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) بمعنى: أن السنة اندثرت ونسيها الناس فقام رجل فعمل بها فسنها للناس، هذا أيضاً سن سنة حسنة، ودليل هذا: أن عمر رضي الله عنه لما أمر الناس أن يجتمعوا في قيام رمضان على إمام واحد قال: " نعمت البدعة هذه " فسماها بدعة وهي سنة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلها، لكن سنة باعتبار أنها تركت وهجرت ثم ابتدأها عمر رضي الله عنه.
وأما أن يسن شيئاً من العبادات غير مشروع ويقول: هذه سنة حسنة كما يوجد في بعض الطوائف طوائف أهل البدع فلا، لا يمكن أبداً أن يكون هذا حسناً، ولهذا زعم بعض أهل البدع الذين سنوا عبادات ما أنزل الله بها من سلطان، زعموا أن هذه سنة حسنة، فيقال: لا يمكن أن تكون حسنة وهي بدعة أبداً، كل بدعة ضلالة. عرفت؟
إذن صار معنى: ( من سن سنة حسنة ) يعني صار ؟
السائل : ...
الشيخ : هذه واحدة أو أول من عمل بها بعد الدعوة إليها.
8 - ما هو شرح حديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها .. ) وهل هو في الصحيحين .؟ أستمع حفظ
ما هي عورة المرأة مع أخواتها من النساء .؟
الشيخ : العجب أن هذا سؤال كثر في الناس هذه الأيام، أنا لا أدري هل يريدون من النساء أن تبقى لا تلبس إلا ما يستر ما بين السرة والركبة؟! نعم ، لعلهم يريدون هذا هم أو أهل الشر، إذا قلنا: إن عورة المرأة بالنسبة للمرأة كعورة الرجل بالنسبة للرجل صارت العورة ما بين السرة والركبة، فهل يريد هؤلاء السائلون أو النساء السائلات هل يريدون أن تخرج المرأة إلى أختها ليس عليها إلا سروال من السرة إلى الركبة؟! لهذا يجب العدول عن هذا السؤال، يجب أن يقال: المرأة يجب أن تلبس ثياباً من الكعب إلى الكف هذا الواجب كما كانت نساء الصحابة يفعلن هذا في بيوتهن، وإذا أرادت أن تخرج جعلت لها ذيلاً في ثوبها يعني: طرفاً من ثوبها يمشي على الأرض حتى لا تتبين قدماها، هكذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه: لباس المرأة، إن النساء في بيوتهن من الكف إلى الكعب، وإذا خرجن صارت المرأة تلبس ثوباً يسحب من ورائها حتى لا يرى قدمها
ومعاذ الله أن نقول: إن نساء المسلمات يجوز أن يخرجن بين النساء ليس عليها إلا ما يستر ما بين السرة والركبة، معاذ الله أن نقول هذا، لكن لو فرض أن امرأة عليها ثياب ساترة وافية واسعة ثم نفَّذت ثوبها من أجل أن تعمل عملاً يعني: ... كمها لتعمل عملا ما فيه بأس، أو رفعت ثوبها لتمر من على ماء أو ما أشبه ذلك فلا بأس، أو أخرجت ثديها لترضع ولدها أمام أخواتها فلا بأس، أما أن يكون اللباس نقول للمرأة: أن تلبس ما بين السرة والركبة، لا أحد يقول بهذا.
هل يستدل بحادثة الراهب الذي دعته أمه وهو في صلاة ولم يجبها فدعت عليه ، بأن الرجل إذا كان يصلي نفلاً ودعته أمه قطع صلاته .؟
الشيخ : إيش؟
السائل : يجيز للأم
الشيخ : إي
السائل : حق نداء الولد
الشيخ : حقن
السائل : حق نداء ولدها في صلاة النافلة وقال: له شاهد من حديث الراهب الذي دعته أمه في الصلاة فلم يجبها فدعت عليه فاستجاب الله دعاءها، فما هو الصحيح في هذا؟ بارك الله فيك.
الشيخ : الصحيح في هذا أنه إذا دعت الأم ولدها وهو يصلي فإن كانت دعوتها إياه لضرورة وجب عليه أن يقطع صلاته، وإن مضى فيها فهو آثم، أو كان يعلم أن هذه الأم لو لم يجبها لغضبت عليه ورأت ذلك عقوقاً منه، فهذا أيضاً يجب عليه أن يقطع صلاته، وهذه هي قصة الرجل الذي في الحديث، لأن أمه غضبت عليه بدليل أنها دعت.
أما إذا علم أن أمه إذا علمت أنه في صلاة فإنها سوف ترضى بذلك أي: بعدم كلامه إياها فإنه لا يجب عليه أن يقطع صلاة النافلة.
10 - هل يستدل بحادثة الراهب الذي دعته أمه وهو في صلاة ولم يجبها فدعت عليه ، بأن الرجل إذا كان يصلي نفلاً ودعته أمه قطع صلاته .؟ أستمع حفظ
إذا اشترى رجل حاجة من دكان ولم يكن عند صاحب الدكان صرف فهل لصاحب الحاجة أن يترك ماله عند صاحب الدكان .؟
الشيخ : يعني رجل اشترى حاجة من دكان بثمانين ريالاً ومعه ورقة فئة مائة ريال وقال لصاحب الدكان: رد عليَّ عشرين، قال: ليس عندي شيء، فلا بأس أن يجعل المائة عنده ثم يرجع في وقت آخر يأخذ العشرين.
السائل : إذا رجع المائة ... ؟
الشيخ : لا حاجة أن يرجع المائة ليش يرجعها؟
السائل : ...
الشيخ : لا بأس هذه ما فيه إشكال، إذا قال: لا يلزمك أن تنقدني الثمن متى جئت به فات به فلا بأس، لكن إذا قال صاحب الدكان: ما أخرجك إلا تعطيني ثمن البضاعة، نقول: أعطه مائة الريال ويبقى عنده عشرون ريالاً بخلاف الصرف، الصرف لو أتيت إلى الصراف وقلت: هذه مائة ريال أعطني فيها من فئة عشرة، قال: ما عندي إلا تسعين تسع ورقات من فئة عشرة، ما يجوز يصرف، لابد يعطيك المائة كلها وإلا دور غيره.
11 - إذا اشترى رجل حاجة من دكان ولم يكن عند صاحب الدكان صرف فهل لصاحب الحاجة أن يترك ماله عند صاحب الدكان .؟ أستمع حفظ
هل صلاة المسافر مع الجماعة تحتاج إلى نية إتمام .؟
الشيخ : الصلاة في السفر لا تحتاج إلى نية،يعني لو أن إنساناً مثلاً هو مسافر وحان وقت صلاة الظهر فقام يصلي، في أثناء الصلاة قال: والله! ما أدري هل نويت أني أقصر أو لا؟ نقول: لا حاجة له، الأصل في صلاة المسافر أنها مقصورة لا تحتاج إلى نية، فامض وأتمم قصراً، كذلك إذا دخل المسجد كما في السؤال إذا دخل مسجداً ووجد المصلين وهو من مساجد الطرق التي على الخطوط، فإن الظاهر أنهم يقصرون، فيدخل ويصلي ركعتين أفهمت، فهمت أيها السائل ؟
السائل : نعم
الشيخ : طيب .
ما حكم من انتقض وضوءه أثناء الطواف .؟
الشيخ : إذا انتقض وضوء الطائف فإن الواجب عليه أن يخرج من الطواف ويتوضأ ثم يعود ويستأنف الطواف من جديد، هذا ما عليه جمهور العلماء، لأن من شرط الطواف الطهارة، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إذا انتقض وضوؤه وهو يطوف فإنه يستمر في طوافه ولا يلزمه الوضوء، لأن الطواف ليس من شرطه الوضوء، وما قاله شيخ الإسلام رحمه الله هو الصحيح، لأنه ليس هناك دليل عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الطواف تشترط له الطهارة، غاية ما فيه أن الرسول عليه الصلاة والسلام حين