سلسلة لقاء الباب المفتوح-171a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
كلمة للشيخ حول تدبر القرآن وتفسير آيات من سورة النجم .
الشيخ : نبتدئ هذا اللقاء بما اعتدنا أن نبتدئ به من تفسير القرآن الكريم وإنني أحثكم أيها الشباب على الحرص التام على تدبر القرآن ومعرفة معناه لأن القرآن إنما نزل ليدبر الناس آياته وليتذكروا به قال الله تبارك وتعالى : (( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )) إذ لا فائدة بتلاوة اللفظ دون فهم للمعنى ولهذا سمى الله تبارك وتعالى سمى الله الذين لا يعلمون الكتاب إلا قراءة سماهم أميين فقال تعالى : (( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ )) يعني إلا قراءة ولذلك يجب علينا أن نتدبر القرآن ثم بعد ذلك نعمل به لأن العمل يتوقف على معرفة المعنى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة صغيرة له تسمى * مقدمة التفسير * قال : " إن الناس لو أرادوا أن يقرؤوا كتاب طب أو غيره لاستشرحوه قبل أن يعملوا به ويطبقوه " يعني لطلبوا شرحه وفهم معانيه وهذا حق لذلك أحث إخواننا على تفهم القرآن الكريم وإذا أشكل عليهم شيء فلا يجوز أن يقولوا في القرآن بالظن بل يسألوا عنه لأن القول بالقرآن خطير جداً فإن من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار والمفسر للقرآن شاهد على الله بأنه إيش ؟ أراد كذا وكذا فأعد لهذه الشهادة جواباً لذلك أنا حريص على طلابنا أن يجتهدوا في معرفة معاني القرآن وهذا أولى بهم من أن يعرفوا معاني السنة وكلاهما حق وكلاهما يجب فهم معانيه لكن القرآن أهم وأوكد لأن القرآن يصلك بالله مباشرة لأنك تقرؤه على أنه كلام الله تعالى تتفهم معنى هذا الكلام كلام الرب سبحانه وتعالى وتتدبره حتى تقوم به تصديقا للخبر وعملا بالطلب أمرا أو نهيا انتهينا فيما سبق إلى قول الله تبارك وتعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى )) أكد الله هذا الخبر بقوله : (( إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ )) أكده بمؤكدين وهما أخونا
الطالب : إن إن الذين ...
الشيخ : واللام (( إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى )) ومعنى (( لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ )) لا يصدقون بها ولا بما فيها من الثواب والعقاب إذ أن الإيمان بالآخرة لا بد أن يكون إيماناً بأن هذا اليوم سيكون وإيماناً بكل ما ثبت من حصوله فيه ووقوعه فيه إما في القرآن وإما في السنة حتى إن شيخ الإسلام رحمه الله قال : " إن مما يدخل في الإيمان بالله واليوم الآخر الإيمان بما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذاب القبر ونعيم القبر " وصدق رحمه الله لأن الإنسان إذا مات قامت قيامته انتهى من الدنيا كأن لم يكن فكما أنه أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا فسيأتي عليه حين من الدهر لم يكن إلا خبراً من الأخبار كما قال الشاعر الحكيم في الدنيا :
" بينا يرى الإنسان فيها مخبراً *** حتى يرى خبرا من الأخبار "
أنت الآن تخبر تقول : حصل كذا وحصل كذا وقال فلان كذا في يوم من الأيام سوف يخبر عنك قال فلان كذا وأنت رميم
إذًا الإيمان بالآخرة يتضمن إيش ؟ الإيمان بوقوع اليوم الآخر وأنه لا بد كائن
ثانيا : الإيمان بما سيكون في هذا اليوم من أهوال حساب موازين صراط جنة نار لا بد من هذا كذلك يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بما يكون في القبر من فتنة القبر وهي أعني فتنة القبر سؤال الملكين الميت عن ثلاثة أشياء : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ (( إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ )) هل أحد من الناس لا يؤمن بالآخرة ؟ نعم أجيبوا نعم كثير من الناس أكثر الناس لا يؤمنون بالآخرة حتى أن الله سبحانه وتعالى قال في الإنسان : (( أَوَلَمْ يَرَ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً )) يعجزنا فيه (( وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ )) ما أحسن قوله : (( وَنَسِيَ خَلْقَهُ )) قبل أن يقول مقالة هذا الإنسان يعني هذا الإنسان قال : (( مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ )) ونسي خلقه ما هو خلقه ؟ أنه لم يكن شيئاً (( خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ )) فصار عظاما وعصباً ولحماً وصار إنساناً ينطق ويخاصم (( قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ )) وذكر الأدلة على إمكان ذلك
المهم أن من الناس من ينكر اليوم الآخر يقول : ما في بعث وهذا من سفهه في عقله وضلاله في دينه وإلا فهل من الحكمة أن تخلق هذه الخليقة وتبتلى بالأمر والنهي ويحصل الجهاد وقتال الأعداء واستحلال دمائهم وأموالهم ونسائهم ثم تكون النتيجة إيش ؟ لا شيء هذا لا يمكن تأباه الحكمة أشد الإباء إذًا الذين لا يؤمنون بالآخرة سفهاء عقولاً ضلال دينا (( لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى )) يعني يجعلون الملائكة إناثاً كالمشركين قالوا : الملائكة بنات الله فسموا الملائكة بتسمية الأنثى وهي البنت لأنهم لا يؤمنون بالآخرة لو آمنوا بالعقاب ما قالوا هذا لكنهم لا يؤمنون فيقولون ما يريدون قال الله تعالى : (( وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ )) نفى أن يكون لهم بذلك علم لأن هذا هو الواقع هل شهدوا خلق الملائكة ؟ لا ولهذا قال الله في آية أخرى : (( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً )) كمل (( أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ )) ؟ والجواب : لا لكن (( سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ )) حين لا يجدون جوابا هؤلاء الذين قالوا : الملائكة بنات الله يقول عز وجل : (( مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ )) وعلم هنا مجرورة بحرف الجر وحرف الجر هنا عند المعربين محمود (( مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ )) .
السائل : حرف جر زائد .
الشيخ : حرف جر زائد الفائدة منها توكيد النفي الفائدة منها توكيد النفي ولهذا نعطيكم قاعدة مفيدة جميع الحروف الزائدة يقصد بها التوكيد هي من أدوات التوكيد كل الحروف الزائدة سواء الباء أو اللام أو غيرها فإنها تفيد التوكيد (( مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ )) يعني لا قليل ولا كثير لأنهم لم يشهدوا خلقه (( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ )) - يرحمك الله - (( إِنْ يَتَّبِعُونَ )) إن هنا بمعنى ما والضابط أنه إذا جاءت إلا بعد إن فهي بمعنى ما (( إِنْ هَذَا إِلَّا بَشَر )) أي : ما هذا إلا بشر (( إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ )) أي : ما هذا إلا ملك كريم (( إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا )) أي : ما أنتم إلا بشر مثلنا (( إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )) أي : ما هم إلا يظنون والأمثلة على هذا كثيرة (( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ )) يعني ما يتبعون إلا الظن والمراد بالظن هنا الوهم الكاذب الوهم الكاذب وليس المراد بالظن هنا الراجح من أحد الاحتمالين وانتبه لهذه النقطة : أن الظن يأتي بمعنى التهمة ويأتي بمعنى رجحان الشيء ويأتي بمعنى اليقين كم هذه الأخ ؟ ثلاثة بمعنى التهمة الثاني رجحان الشيء الثالث اليقين
قال الله تعالى : (( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ )) المراد إيش ؟ المراد إيش ؟
الطالب : اليقين
الشيخ : اليقين، ما يكفي الظن في اليوم الآخر لا بد تتيقن وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب ) والتحري هنا يعني الظن الغالب وهنا (( إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )) ظن الاتهام يعني يظنون ظناً هو وهم ليس له أصل بعض العلماء أخذ من هذه الآية أنه لا يجوز العمل بالظن في المسائل الفقهية وغيرها وهذا خطأ لأن كثيراً من المسائل الفقهية ظنية إما لخفاء الدليل أو خفاء الدلالة ليس كل مسألة في الفقه يقول بها الإنسان على سبيل اليقين أبداً بل بعضها يقين وبعضها ظن والظن إذا تعذر اليقين مما أحله الله والحمد لله من نعمة الله أنه إذا تعذر اليقين رجعنا إلى إلى غلبة الظن فليس كل ظن منكرا لكن الظن الذي ليس له أصل يبنى عليه هذا هو المنكر هؤلاء الذين سموا الملائكة تسمية الأنثى هل لهم بذلك علم ؟ أبدا ظن مبني على وهم وربما يكون مبنياً على هوى يعني أنه لم يطرأ ببالهم أنهم إناث لكن تبعوا آباءهم (( وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً )) (( وَإِنَّ الظَّنَّ )) أي ظن هذا ؟ الوهم المبني على الوهم لا على القرائن (( لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً )) أي : لا يفيد شيئاً من الحق لأنه وهم باطل والوهم الباطل لا يمكن أن يفيد ثم قال عز وجل : (( فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) أعرض الخطاب للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو المراد به كل من يصح أن يوجه إليه الخطاب فعلى الأول يكون المعنى اعرض يا محمد وعلى الثاني : أعرض أيها الإنسان المؤمن
(( عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) يعني أعرض عنه لا تتبعه ولا يهمنك أمره، وليس المعنى أعرض عنه لا تنصحه لا، التذكير واجب قال الله تعالى : (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )) يعني ذكر كل أحد فمن الناس من ينتفع ومنهم من لا ينتفع والذي ينتفع هو المؤمن فعلى هذا نقول : معنى أعرض إيش ؟ أعني لا تبال به ولا يهمنك أمره ولا تستحسر من أجل توليه بل ادع ادع إلى سبيل الله عز وجل أيا كان لكن من أعرض وتولى لا يهمك أمره (( أَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا )) وهو القرآن ويحتمل أن يكون الذكر بمعنى التذكير أي : عن تذكيرنا وكلا المعنيين متلازمان صحيحان (( أَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا )) عن القرآن كما قال تعالى : (( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ )) (( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ )) أو أن المعنى (( عَنْ ذِكْرِنَا )) أي : عن تذكيرنا بالمواعظ التي ينزلها الله عز وجل (( وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) اللهم أعذنا من فتنة الدنيا يعني لا يريد الآخرة ولا يهتم بها همه الدنيا ويش المركوب ؟ ويش الملبوس ؟ ويش المسكون ؟ ويش المنكوح ؟ اتبعوا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين ما يهتم بالآخرة أهم شيء عنده هي الدنيا أما ذكر الله القرآن أو تذكير الله فإنه متول عنه والعياذ بالله نسأل الله السلامة والعافية (( أَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) ولكن شوف (( الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) وصفها بالدنيا من الدنو وهو القرب وذلك لانحطاط مرتبتها ولسبقها على الآخرة لأن الدار الدنيا هي أول دار ينزلها الإنسان وهي سابقة في الزمن على متأكدون سابقة في الزمن على الآخرة فهي دنيا يعني قريبة، هي أيضا دنياً من حيث المرتبة ليست بالشيء بالنسبة للآخرة ليست بشيء ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه : ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) اللهم اجعل لنا موضعا فيها خير من الدنيا وما فيها ما هي خير من الدنيا اللي أنت فيها فقط من الدنيا منذ أنشئت منذ خلقها الله إلى أن تفنى موضع السوط الذي يكون بقدر المتر في الجنة خير من الدنيا وما فيها إذًا هي دنيا ولهذا إذا مات الإنسان وهو مؤمن جعلنا الله وإياكم منهم ثم حمِل من بيته الذي يسكنه ويأوي إليه وفيه أهله وماله وحشمه إذا خرج تقول روحه : قدموني قدموني لماذا ؟ لأن ما ستذهب إليه خير مما تخرج منه قال الله تعالى : (( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى )) (( الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى )) لكن لمن ؟ (( وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى )) لكنها شر لمن لم يتق يذكر أن ابن حجر العسقلاني رحمه الله وقد كان رئيس القضاة في مصر مر يوماً من الأيام في موكبه على العربة تجره البغال وحوله الجنود برجل يهودي زيات يبيع الزيت قد تدنست ثيابه بالزيت وشقي في طلب المعيشة فأوقف الموكب الذي أوقفه اليهودي وقال لابن حجر : إن نبيكم يزعم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فكيف يتفق هذا الحديث مع الواقع ؟ أنت الآن مؤمن وهو يهودي وأيهما أشقى ؟
السائل : اليهودي
الشيخ : في هذه المسألة اليهودي أشقى فكيف يتفق مع الواقع ؟ فقال : نعم ما أنا فيه الآن بالنسبة للآخرة سجن لأن الآخرة خير لمن اتقى وما أنت فيه بالنسبة الآخرة جنة لأن الآخرة ما لك فيها إلا النار وبئس القرار فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله شوف كيف فتح الله عليه حيث ظهر صدق كلام الرسول عليه الصلاة والسلام بكل سهولة
المهم أن الآخرة خير من الدنيا وما فيها ولهذا ذم الله هذا الذي أعرض عن ذكر الله ولم يرد إلا الحياة الدنيا ولنسأل : هل من أراد الحياة الدنيا تحصل له ؟ لا ما تحصل له قال الله تعالى : (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ )) مو ما يشاء هو (( مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً )) وقال تعالى : (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ )) إيش ؟ (( نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ )) لأنه يعطى الدنيا والآخرة (( وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا )) بعضها مو كلها (( وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ )) ثم قال عز وجل : (( ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ العِلْم )) إلى آخره ويكون في اللقاء القادم إن شاء الله تعالى من أجل أن نتفرغ للأسئلة فيما بقي من الوقت نبدأ باليمين ولكل واحد سؤال بلا زيادة ولا تعليق .
الطالب : إن إن الذين ...
الشيخ : واللام (( إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى )) ومعنى (( لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ )) لا يصدقون بها ولا بما فيها من الثواب والعقاب إذ أن الإيمان بالآخرة لا بد أن يكون إيماناً بأن هذا اليوم سيكون وإيماناً بكل ما ثبت من حصوله فيه ووقوعه فيه إما في القرآن وإما في السنة حتى إن شيخ الإسلام رحمه الله قال : " إن مما يدخل في الإيمان بالله واليوم الآخر الإيمان بما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذاب القبر ونعيم القبر " وصدق رحمه الله لأن الإنسان إذا مات قامت قيامته انتهى من الدنيا كأن لم يكن فكما أنه أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا فسيأتي عليه حين من الدهر لم يكن إلا خبراً من الأخبار كما قال الشاعر الحكيم في الدنيا :
" بينا يرى الإنسان فيها مخبراً *** حتى يرى خبرا من الأخبار "
أنت الآن تخبر تقول : حصل كذا وحصل كذا وقال فلان كذا في يوم من الأيام سوف يخبر عنك قال فلان كذا وأنت رميم
إذًا الإيمان بالآخرة يتضمن إيش ؟ الإيمان بوقوع اليوم الآخر وأنه لا بد كائن
ثانيا : الإيمان بما سيكون في هذا اليوم من أهوال حساب موازين صراط جنة نار لا بد من هذا كذلك يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بما يكون في القبر من فتنة القبر وهي أعني فتنة القبر سؤال الملكين الميت عن ثلاثة أشياء : من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ (( إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ )) هل أحد من الناس لا يؤمن بالآخرة ؟ نعم أجيبوا نعم كثير من الناس أكثر الناس لا يؤمنون بالآخرة حتى أن الله سبحانه وتعالى قال في الإنسان : (( أَوَلَمْ يَرَ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً )) يعجزنا فيه (( وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ )) ما أحسن قوله : (( وَنَسِيَ خَلْقَهُ )) قبل أن يقول مقالة هذا الإنسان يعني هذا الإنسان قال : (( مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ )) ونسي خلقه ما هو خلقه ؟ أنه لم يكن شيئاً (( خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ )) فصار عظاما وعصباً ولحماً وصار إنساناً ينطق ويخاصم (( قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ )) وذكر الأدلة على إمكان ذلك
المهم أن من الناس من ينكر اليوم الآخر يقول : ما في بعث وهذا من سفهه في عقله وضلاله في دينه وإلا فهل من الحكمة أن تخلق هذه الخليقة وتبتلى بالأمر والنهي ويحصل الجهاد وقتال الأعداء واستحلال دمائهم وأموالهم ونسائهم ثم تكون النتيجة إيش ؟ لا شيء هذا لا يمكن تأباه الحكمة أشد الإباء إذًا الذين لا يؤمنون بالآخرة سفهاء عقولاً ضلال دينا (( لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى )) يعني يجعلون الملائكة إناثاً كالمشركين قالوا : الملائكة بنات الله فسموا الملائكة بتسمية الأنثى وهي البنت لأنهم لا يؤمنون بالآخرة لو آمنوا بالعقاب ما قالوا هذا لكنهم لا يؤمنون فيقولون ما يريدون قال الله تعالى : (( وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ )) نفى أن يكون لهم بذلك علم لأن هذا هو الواقع هل شهدوا خلق الملائكة ؟ لا ولهذا قال الله في آية أخرى : (( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً )) كمل (( أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ )) ؟ والجواب : لا لكن (( سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ )) حين لا يجدون جوابا هؤلاء الذين قالوا : الملائكة بنات الله يقول عز وجل : (( مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ )) وعلم هنا مجرورة بحرف الجر وحرف الجر هنا عند المعربين محمود (( مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ )) .
السائل : حرف جر زائد .
الشيخ : حرف جر زائد الفائدة منها توكيد النفي الفائدة منها توكيد النفي ولهذا نعطيكم قاعدة مفيدة جميع الحروف الزائدة يقصد بها التوكيد هي من أدوات التوكيد كل الحروف الزائدة سواء الباء أو اللام أو غيرها فإنها تفيد التوكيد (( مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ )) يعني لا قليل ولا كثير لأنهم لم يشهدوا خلقه (( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ )) - يرحمك الله - (( إِنْ يَتَّبِعُونَ )) إن هنا بمعنى ما والضابط أنه إذا جاءت إلا بعد إن فهي بمعنى ما (( إِنْ هَذَا إِلَّا بَشَر )) أي : ما هذا إلا بشر (( إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ )) أي : ما هذا إلا ملك كريم (( إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا )) أي : ما أنتم إلا بشر مثلنا (( إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )) أي : ما هم إلا يظنون والأمثلة على هذا كثيرة (( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ )) يعني ما يتبعون إلا الظن والمراد بالظن هنا الوهم الكاذب الوهم الكاذب وليس المراد بالظن هنا الراجح من أحد الاحتمالين وانتبه لهذه النقطة : أن الظن يأتي بمعنى التهمة ويأتي بمعنى رجحان الشيء ويأتي بمعنى اليقين كم هذه الأخ ؟ ثلاثة بمعنى التهمة الثاني رجحان الشيء الثالث اليقين
قال الله تعالى : (( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ )) المراد إيش ؟ المراد إيش ؟
الطالب : اليقين
الشيخ : اليقين، ما يكفي الظن في اليوم الآخر لا بد تتيقن وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب ) والتحري هنا يعني الظن الغالب وهنا (( إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )) ظن الاتهام يعني يظنون ظناً هو وهم ليس له أصل بعض العلماء أخذ من هذه الآية أنه لا يجوز العمل بالظن في المسائل الفقهية وغيرها وهذا خطأ لأن كثيراً من المسائل الفقهية ظنية إما لخفاء الدليل أو خفاء الدلالة ليس كل مسألة في الفقه يقول بها الإنسان على سبيل اليقين أبداً بل بعضها يقين وبعضها ظن والظن إذا تعذر اليقين مما أحله الله والحمد لله من نعمة الله أنه إذا تعذر اليقين رجعنا إلى إلى غلبة الظن فليس كل ظن منكرا لكن الظن الذي ليس له أصل يبنى عليه هذا هو المنكر هؤلاء الذين سموا الملائكة تسمية الأنثى هل لهم بذلك علم ؟ أبدا ظن مبني على وهم وربما يكون مبنياً على هوى يعني أنه لم يطرأ ببالهم أنهم إناث لكن تبعوا آباءهم (( وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً )) (( وَإِنَّ الظَّنَّ )) أي ظن هذا ؟ الوهم المبني على الوهم لا على القرائن (( لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً )) أي : لا يفيد شيئاً من الحق لأنه وهم باطل والوهم الباطل لا يمكن أن يفيد ثم قال عز وجل : (( فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) أعرض الخطاب للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو المراد به كل من يصح أن يوجه إليه الخطاب فعلى الأول يكون المعنى اعرض يا محمد وعلى الثاني : أعرض أيها الإنسان المؤمن
(( عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) يعني أعرض عنه لا تتبعه ولا يهمنك أمره، وليس المعنى أعرض عنه لا تنصحه لا، التذكير واجب قال الله تعالى : (( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )) يعني ذكر كل أحد فمن الناس من ينتفع ومنهم من لا ينتفع والذي ينتفع هو المؤمن فعلى هذا نقول : معنى أعرض إيش ؟ أعني لا تبال به ولا يهمنك أمره ولا تستحسر من أجل توليه بل ادع ادع إلى سبيل الله عز وجل أيا كان لكن من أعرض وتولى لا يهمك أمره (( أَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا )) وهو القرآن ويحتمل أن يكون الذكر بمعنى التذكير أي : عن تذكيرنا وكلا المعنيين متلازمان صحيحان (( أَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا )) عن القرآن كما قال تعالى : (( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ )) (( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ )) أو أن المعنى (( عَنْ ذِكْرِنَا )) أي : عن تذكيرنا بالمواعظ التي ينزلها الله عز وجل (( وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) اللهم أعذنا من فتنة الدنيا يعني لا يريد الآخرة ولا يهتم بها همه الدنيا ويش المركوب ؟ ويش الملبوس ؟ ويش المسكون ؟ ويش المنكوح ؟ اتبعوا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين ما يهتم بالآخرة أهم شيء عنده هي الدنيا أما ذكر الله القرآن أو تذكير الله فإنه متول عنه والعياذ بالله نسأل الله السلامة والعافية (( أَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) ولكن شوف (( الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )) وصفها بالدنيا من الدنو وهو القرب وذلك لانحطاط مرتبتها ولسبقها على الآخرة لأن الدار الدنيا هي أول دار ينزلها الإنسان وهي سابقة في الزمن على متأكدون سابقة في الزمن على الآخرة فهي دنيا يعني قريبة، هي أيضا دنياً من حيث المرتبة ليست بالشيء بالنسبة للآخرة ليست بشيء ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه : ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) اللهم اجعل لنا موضعا فيها خير من الدنيا وما فيها ما هي خير من الدنيا اللي أنت فيها فقط من الدنيا منذ أنشئت منذ خلقها الله إلى أن تفنى موضع السوط الذي يكون بقدر المتر في الجنة خير من الدنيا وما فيها إذًا هي دنيا ولهذا إذا مات الإنسان وهو مؤمن جعلنا الله وإياكم منهم ثم حمِل من بيته الذي يسكنه ويأوي إليه وفيه أهله وماله وحشمه إذا خرج تقول روحه : قدموني قدموني لماذا ؟ لأن ما ستذهب إليه خير مما تخرج منه قال الله تعالى : (( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى )) (( الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى )) لكن لمن ؟ (( وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى )) لكنها شر لمن لم يتق يذكر أن ابن حجر العسقلاني رحمه الله وقد كان رئيس القضاة في مصر مر يوماً من الأيام في موكبه على العربة تجره البغال وحوله الجنود برجل يهودي زيات يبيع الزيت قد تدنست ثيابه بالزيت وشقي في طلب المعيشة فأوقف الموكب الذي أوقفه اليهودي وقال لابن حجر : إن نبيكم يزعم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فكيف يتفق هذا الحديث مع الواقع ؟ أنت الآن مؤمن وهو يهودي وأيهما أشقى ؟
السائل : اليهودي
الشيخ : في هذه المسألة اليهودي أشقى فكيف يتفق مع الواقع ؟ فقال : نعم ما أنا فيه الآن بالنسبة للآخرة سجن لأن الآخرة خير لمن اتقى وما أنت فيه بالنسبة الآخرة جنة لأن الآخرة ما لك فيها إلا النار وبئس القرار فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله شوف كيف فتح الله عليه حيث ظهر صدق كلام الرسول عليه الصلاة والسلام بكل سهولة
المهم أن الآخرة خير من الدنيا وما فيها ولهذا ذم الله هذا الذي أعرض عن ذكر الله ولم يرد إلا الحياة الدنيا ولنسأل : هل من أراد الحياة الدنيا تحصل له ؟ لا ما تحصل له قال الله تعالى : (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ )) مو ما يشاء هو (( مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً )) وقال تعالى : (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ )) إيش ؟ (( نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ )) لأنه يعطى الدنيا والآخرة (( وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا )) بعضها مو كلها (( وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ )) ثم قال عز وجل : (( ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ العِلْم )) إلى آخره ويكون في اللقاء القادم إن شاء الله تعالى من أجل أن نتفرغ للأسئلة فيما بقي من الوقت نبدأ باليمين ولكل واحد سؤال بلا زيادة ولا تعليق .
قوله صلى الله عليه وسلم في قوم ( تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) كيف عرفنا أنهم الخوارج مع أنهم لم يكونوا في عهده ولا في عهد أبي بكر .؟
السائل : فضيلة الشيخ قول النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه .
السائل : في الخوارج : يحقرون صلاتهم ما أحفظ لفظ الحديث تماما ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) كيف عرفنا أن هذا الحديث في الخوارج خصوصاً مع أنهم لم يكونوا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ولا في عهد أبي بكر وكذلك كيف يعني يقال : في الخوارج بالذات فقط ؟
الشيخ : يجب أن تعلم بارك الله فيك أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلعه الله تعالى على علم الغيب في كثير من الأشياء وهذه من آياته أخبر أنهم سيخرجون وأنهم يصلون ويقرؤون القرآن وأن الواحد من الصحابة يحقر صلاته وقراءته عند قراءتهم وصلاتهم وقال : إنهم يقرؤون القرآن ويجيدونه لكن لا يتجاوز حناجرهم والعياذ بالله يعني بس باللفظ ما يصل للقلوب ولهذا قال : ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) السهم إذا ضرب الرمية كالرصاصة ضربت الطير مرقت وخرجت فهم هكذا وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام وأولهم كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ( قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة فقال له رجل : يا محمد اعدل اعدل أو قال : هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ) نعوذ بالله وهذا خروج بالقول لأن الخروج نوعان : خروج بالقول وخروج بالسيف والقتال والأول مقدمة للثاني الأول مقدمة للثاني لأن الذين يخرجون بالسيف ما يخرجون هكذا بس يحملون السلاح ويمشون لا بد أن يقدموا مقدمات وهي أن يملؤوا قلوب الشعوب بغضاً وعداء لولاتهم وحينئذ يتهيأ الأمر للخروج نعم يسار لا لا للضيوف فقط .
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه .
السائل : في الخوارج : يحقرون صلاتهم ما أحفظ لفظ الحديث تماما ( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) كيف عرفنا أن هذا الحديث في الخوارج خصوصاً مع أنهم لم يكونوا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ولا في عهد أبي بكر وكذلك كيف يعني يقال : في الخوارج بالذات فقط ؟
الشيخ : يجب أن تعلم بارك الله فيك أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلعه الله تعالى على علم الغيب في كثير من الأشياء وهذه من آياته أخبر أنهم سيخرجون وأنهم يصلون ويقرؤون القرآن وأن الواحد من الصحابة يحقر صلاته وقراءته عند قراءتهم وصلاتهم وقال : إنهم يقرؤون القرآن ويجيدونه لكن لا يتجاوز حناجرهم والعياذ بالله يعني بس باللفظ ما يصل للقلوب ولهذا قال : ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ) السهم إذا ضرب الرمية كالرصاصة ضربت الطير مرقت وخرجت فهم هكذا وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام وأولهم كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ( قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة فقال له رجل : يا محمد اعدل اعدل أو قال : هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ) نعوذ بالله وهذا خروج بالقول لأن الخروج نوعان : خروج بالقول وخروج بالسيف والقتال والأول مقدمة للثاني الأول مقدمة للثاني لأن الذين يخرجون بالسيف ما يخرجون هكذا بس يحملون السلاح ويمشون لا بد أن يقدموا مقدمات وهي أن يملؤوا قلوب الشعوب بغضاً وعداء لولاتهم وحينئذ يتهيأ الأمر للخروج نعم يسار لا لا للضيوف فقط .
2 - قوله صلى الله عليه وسلم في قوم ( تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) كيف عرفنا أنهم الخوارج مع أنهم لم يكونوا في عهده ولا في عهد أبي بكر .؟ أستمع حفظ
وصف الرسول للخوارج بالصفات المذكورة من كثرة العبادة على ماذا يدل .؟
السائل : فضيلة الشيخ وصف الرسول صلى الله عليه وسلم للخوارج بصفات مخصصة مثلاً أو محددة منها كثرة الصلاة والعبادة ماذا يدل هل هو من أجل الدنيا أم ماذا ؟
الشيخ : نعم وصفه إياهم بالعبادة وقراءة القرآن وغير ذلك أنهم والعياذ بالله عندهم شدة تشدد في الدين لكن هذا الدين ما وصل إلى القلوب وهذا يوجد بارك الله فيكم بهؤلاء الذين يشتغلون بعيوب الناس ويدعون عيوبهم تجد قلبه فارغاً من الاتصال بالله عز وجل بس يحوم حول العالم ويش اللي حصل ويش اللي ما حصل ؟ ثم يجد في قلبه غيرة حارة تُحرق لكن لو رجعت إليه بالنسبة للإنابة إلى الله عز وجل والاتصال بالله وجدت قلبه فارغاً هذا هو السبب ولهذا نحن ننهى أنفسنا قبل كل شيء ألا يكون همنا إلا الاشتغال بأحوال الناس التي لا نستطيع إن كانت على غير صواب أن نحولها إلى الصواب
وتجد أمثال هؤلاء تجدهم يرون الحق باطلاً أو يرون الحق حقاً لكنه مغمور بباطل دونه بكثير بمعنى أنهم يعدون الأشياء التي تنتقد ويتركون الأشياء التي تحمد فيضلون ويضلون وهذه مسألة خطيرة ولا يحتاج أن أضرب الأمثلة لكم ببعض الدول العربية ماذا حصل من الشر والفتنة لأنهم أتوا الأمر على غير وجهه نعم .
الشيخ : نعم وصفه إياهم بالعبادة وقراءة القرآن وغير ذلك أنهم والعياذ بالله عندهم شدة تشدد في الدين لكن هذا الدين ما وصل إلى القلوب وهذا يوجد بارك الله فيكم بهؤلاء الذين يشتغلون بعيوب الناس ويدعون عيوبهم تجد قلبه فارغاً من الاتصال بالله عز وجل بس يحوم حول العالم ويش اللي حصل ويش اللي ما حصل ؟ ثم يجد في قلبه غيرة حارة تُحرق لكن لو رجعت إليه بالنسبة للإنابة إلى الله عز وجل والاتصال بالله وجدت قلبه فارغاً هذا هو السبب ولهذا نحن ننهى أنفسنا قبل كل شيء ألا يكون همنا إلا الاشتغال بأحوال الناس التي لا نستطيع إن كانت على غير صواب أن نحولها إلى الصواب
وتجد أمثال هؤلاء تجدهم يرون الحق باطلاً أو يرون الحق حقاً لكنه مغمور بباطل دونه بكثير بمعنى أنهم يعدون الأشياء التي تنتقد ويتركون الأشياء التي تحمد فيضلون ويضلون وهذه مسألة خطيرة ولا يحتاج أن أضرب الأمثلة لكم ببعض الدول العربية ماذا حصل من الشر والفتنة لأنهم أتوا الأمر على غير وجهه نعم .
كفالة اليتيم عن طريق مكاتب الإغاثة الاسلامية خارج المملكة هل ينال الكافل أجر كفالة اليتيم حتى لو لم يكن اليتيم في بيته .؟
السائل : فضيلة الشيخ كفالة اليتيم عن طريق مكاتب الإغاثة الإسلامية خارج المملكة هل ينال الكافل أجر كفالة اليتيم حتى ولو كان اليتيم ليس عنده في الداخل علما بأن مكاتب هيئة الإغاثة ترسل التقارير عن حالة اليتيم الصحية والدراسية وهذه المكاتب فروع للداخل نفس فروعنا اللي بالداخل ؟
الشيخ : شوف بارك الله فيك جميع الأموال التي يقصد بها وجه الله من كفالة يتيم وصدقة وزكاة كلها إذا حصلت في الداخل فهو خير لأن الداخل أمامك ويمكنك أن تشرف عليه وتعرف كيف صرف ولا تقل : الداخل في غنى وما أشبه ذلك نحن نعلم أن في أوساط المملكة والمدن هذه فيه غنى والحمد لله لكن في أطراف المملكة جوع وفقر هكذا نحدث وعليه فالأقربون أولى أولى بالمعروف وكونك تشاهد الشيء بنفسك أنت خير ولهذا لما حصلت المبالغة في مثل هذه الأشياء صار بعض الناس يقول : أعطونا زكاة الفطر نوزعها هناك أعطونا الأضحية نذبحها هناك وهذا غلط زكاة الفطر في البلد الأضحية عندك وعند أهلك ضح أمام عيالك حتى يتبين هذه الشعيرة العظيمة والمقصود من الأضحية ليس اللحم (( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ )) أهم شيء في الأضحية أن تذكر اسم الله عليها وتذبحها وأن تأكل منها ولهذا أمر الله بالأكل منها والإطعام وبدأ بإيش ؟ بدأ بالإطعام ولا بالأكل ؟ ما تحفظون القرآن أنتم (( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا )) فبدأ بالأكل ولهذا نرى أن الذين يدعون الناس إلى أن يضحوا خارج البلد أنهم إلى الإثم أقرب منهم إلى السلامة .
الشيخ : شوف بارك الله فيك جميع الأموال التي يقصد بها وجه الله من كفالة يتيم وصدقة وزكاة كلها إذا حصلت في الداخل فهو خير لأن الداخل أمامك ويمكنك أن تشرف عليه وتعرف كيف صرف ولا تقل : الداخل في غنى وما أشبه ذلك نحن نعلم أن في أوساط المملكة والمدن هذه فيه غنى والحمد لله لكن في أطراف المملكة جوع وفقر هكذا نحدث وعليه فالأقربون أولى أولى بالمعروف وكونك تشاهد الشيء بنفسك أنت خير ولهذا لما حصلت المبالغة في مثل هذه الأشياء صار بعض الناس يقول : أعطونا زكاة الفطر نوزعها هناك أعطونا الأضحية نذبحها هناك وهذا غلط زكاة الفطر في البلد الأضحية عندك وعند أهلك ضح أمام عيالك حتى يتبين هذه الشعيرة العظيمة والمقصود من الأضحية ليس اللحم (( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ )) أهم شيء في الأضحية أن تذكر اسم الله عليها وتذبحها وأن تأكل منها ولهذا أمر الله بالأكل منها والإطعام وبدأ بإيش ؟ بدأ بالإطعام ولا بالأكل ؟ ما تحفظون القرآن أنتم (( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا )) فبدأ بالأكل ولهذا نرى أن الذين يدعون الناس إلى أن يضحوا خارج البلد أنهم إلى الإثم أقرب منهم إلى السلامة .
اضيفت في - 2005-08-27