سلسلة الهدى والنور-560
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
كيف أدى الرسول صلى الله عليه وسلم العمرة .؟
السائل : نريد أن تبين لنا بارك الله في عمرك طريقة أداء العمرة كما أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قمنا بها لا نخالف السنة ، هذا المقصد من زيارتكم الله يجزيك الخير ؟
الشيخ : جزاك الله خير .
السائل : وإياكم .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
الشيخ : جزاك الله خير .
السائل : وإياكم .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
كلمة حول الإخلاص في العمل
الشيخ : قبل أن أذكر لكم ما يحضرني من أعمال العمرة على وجه السنة الصحيحة أريد أن أذكّر والذكرى تنفع المؤمنين ، وإن كان هذا الذي سأقوله ربما يكون تكرارا ولذلك قلت إنما أقول ما أقول من باب التذكير وليس من باب التعليم لأن المفروض أن كل مسلم يعلم أن العمل الصالح يُشتَرط فيه ليكون عملا صالحا مقبولا عند الله تبارك وتعالى أن يتوفر فيه شرطان اثنان الشرط الأول أن يخلص فيه لله عز وجل والشرط الثاني أن يكون هذا العمل أو ذاك مطابقا للسنة الصحيحة ، وها أنتم الآن اجتمعتم لتستمعوا لصفة العمرة على الوجه المشروع والثابت في السنة الصحيحة فالذي أريد أن أذكّر به هو أنه ينبغي على كل مسلم يريد أن يتقرب إلى الله عز وجل بعبادة ما وأنتم الآن على وشك السفر إلى العمرة إلى بيت الله الحرام بأنه ينبغي عليكم أن تخلصوا في عمرتكم هذه نيتكم وأن تجعلوها خالصة لله لا يشوبها ولا يخالطها شيء من أمور الدنيا وأمور الدنيا التي قد تفسد العمل وتجعله وزرا وذنبا بينما كان المفروض أن يكون عبادة وأجرا ، فمن أهم ذلك ألا يقصد المسلم بالعمرة حسن الصيت بين الناس بأن فلانا اعتمر وبخاصة إذا كانت العمرة في شهر هو أفضل الشهور بالنسبة للعمرة ألا وهو شهر رمضان المبارك حيث قال عليه الصلاة والسلام ( عمرة في رمضان كحجة معي ) فسواء كانت العمرة في رمضان أو في غيرها من الشهور فهي بلا شك عبادة عظيمة عند الله تبارك وتعالى وبخاصة إذا أضمر المسلم ونوى في نفسه أن يتابع ما بين الحج والعمرة فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول ( تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة بين الحج والعمرة ينفي الفقر ويغفر الذنوب ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، فلذلك أذكركم بأن تجمعوا في نفوسكم الإخلاص لله عزّ وجل كل الإخلاص في هذه العبادة لتكون إن شاء الله بعد أن تؤدوها على وجه السنة مقبولة مرفوعة عند الله تبارك وتعالى ، هذا الذي أردت التذكير به بين يدي ذكر أعمال العمرة فأقول :
ما ينبغي على المعتمر قبل السفر للعمرة
الشيخ : لا بد للمعتمر كما يقول العلماء وهذا أمر يجب أن يستحضره المسلم دائما وأبدا ولكن من باب أولى وهو قادم على الله تبارك وتعالى على بيته الحرام في سبيل العمرة أو الحج أن يبرّأ ذمته مما لبعض الناس عليه من حقوق حتى يكون عمله للعمرة كاملا لا ينقصه شيء .
من كان له دين لبعض الناس هل يجوز له أن يعتمر أو أن يحج ؟
الشيخ : ويكثر السؤال بمثل هذه المناسبة أن من كان عليه دين لبعض الناس فهل يجوز له أن يعتمر أو أن يحج أم لا بد له من أن يصفي حسابه مع الدائن له ، فالجواب في هذا أن الأمر سهل إن شاء الله ، وهو إذا كان الدائن يصبر على المدين القاصد للعمرة أو للحج فلا بأس عليه من أن يحج أو يعتمر ، وأما إذا كان قد حل الأجل لوفاء الدين وصاحب الدين الدائن لا يصبر فعلى هذا الذي يريد أن يحج أو أن يعتمر أن يفي هذا الدين لصاحبه ثم بعد ذلك يحج أو يعتمر أما إن أذن له فلا بأس؟ من ذلك ما دام أنه يفي بدينه بعد أن يحج أو أن يرجع من عمرته .
آداب المسافر .
الشيخ : الآن نقول لا شك أن للمسافر أي سفر كان ، آدابا في أثناء الطريق فنبدأ منذ خروجه من بيته فعليه أن يخرج مسميا بالله تبارك وتعالى وبخاصة إذا كان يستحضر وردا أو ذكرا ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذلك هو الأولى بمن يرغب أن يستنّ بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أعني لا يكفي أن يقول بسم الله وهو بلا شك أمر لا بد منه عند خروجه من داره ولكنه يقول " بسم الله توكلت على الله اللهم إني أعوذ بك أن أزلّ أو أُزل أو أَضل أو أُضل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل عليّ " وربما يوجد أذكار أخرى بهذه المناسبة وهي مذكورة في كتب الأوراد لكن الشاهد هو أن يخرج مسميا باسمٍ وبورد ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقبيل ذلك يودع أهله أيضا بالذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا أعلم إلا تلك العبارة الطيبة المختصرة " أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه " ثم ينطلق ويمشي في أثناء الطريق لا بد له من أن يكون في الطريق هبوط وارتفاع فهناك أذكار لطيفة جدا تذكر الذاكر بأن لله عزّ وجل الصفات الكاملة ومنها أنه عالٍ على خلقه عز وجل فكلما هبط واديا سبّح الله ونزهه من كل صفة لا تليق به وإذا على جبلا أو شرفا أو هضبة كبّر الله عز وجل ولكن لا يشرع في هذه الحالة رفع الصوت بهذه الأذكار لأن الأصل في كل الأذكار إلا ما استثناه الشارع الحكيم السر وعدم الجهر ولعلكم قد سمعتم أو قرأتم حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال ( كنّا في سفر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكنّا إذا هبطنا واديا سبّحنا وإذا علونا شرفا كبّرنا ورفعنا أصواتنا فقال عليه الصلاة والسلام : يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم إن من تدعونه ليس بأصم ولا غائب إنما تدعون سميعا بصيرا ) وفي رواية ( إنما تدعون من هو أقرب إلى عنق أحدكم من راحلته إليه ) فلهذا الحديث وأمثاله لا يشرع رفع الصوت بالأذكار إلا ما أشرنا إليه من الاستثناء ومن ذلك المستثنى رفع الصوت بالتلبية كما سنذكر إن شاء الله ..؟ في أثناء تحدثنا عن العمرة
السائل : في عدد معين للتسبيح والتكبير ؟
الشيخ : لأ .
السائل : في عدد معين للتسبيح والتكبير ؟
الشيخ : لأ .
آداب المسجد
الشيخ : فلا يزال يمضي هكذا إذا وصل حتى إذا وصل إلى المدينة هناك بلا شك يدخل المسجد النبوي ويصلي فيه ركعتين تحية المسجد ، وهنا يغفل أكثر الحجاج والعمار عن الآداب التي تتعلق بكل المساجد وبخاصة المسجد النبوي الذي منه نبعت تلك الآداب فهم يغفلون عنها والسبب في ذلك أنهم ما تمرنوا ولا تمرسوا على مثل هذه الآداب وهم في بلدهم وحينما يدخلون في مساجدهم ولذلك فينبغي عند الدخول إلى المسجد أن يدخل باليمنى مبسملا أيضا قائلا " بسم الله اللهم صل على محمد وسلم اللهم افتح لي أبواب رحمتك " فما يتهافت عليه كثير من الناس يدخلون هكذا كأنهم حمر مستنفرة مستعجلين غير متذكرين الواجب للداخل إلى المسجد بعامة وإلى مسجد الرسول عليه السلام بخاصة هذا الأدب الذي ذكرته آنفا ينطلقون فورا إلى قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بزعمهم ليصلوا عليه عند قبره أما عند دخولهم المسجد فهم ينسون أو يتناسون لكن الأولى هو الواقع .... .
أخطاء يقع فيها الناس عندما يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : ... الصلاة على النبي التي أمرهم بها فينقلونها من مكان أول دخول المسجد إلى قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا شك أن في هذا العمل ليس فقط قلبا للسنة ونقلها من مكان مشروع إلى مكان آخر غير مشروع فبالاضافة إلى هذا القلب والعكس للسنة ففيه الآفة التي ابتلي بها كثير من المسلمين اليوم الذين لم يُربّوا مع الأسف الشديد من علمائهم ومرشديهم على السنة ذلك ما أعنيه هو الغلو الغلو في تعظيم الرسول عليه السلام ولا أقول في حبه لأن الحب الصحيح من أول شروطه هو طاعة المحبوب كما قيل :
" ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس " ثم يقول " إن المحب لمن يحب مطيع " في بعض الأقوال الأخرى والآية في هذا تكفي وهو قوله عزّ وجل (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فمن كان صادقا في حبه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم فهذا الحب يظهر في منطلقه في كل حياته وليس في بعض المظاهر التي يتعاطاها وتتجلى على بعض الناس لمجرد الجهل بطريقة الحب فهذا ليس حبا ولذلك فالذين يأتون خاصة أول ما يدخلون المسجد النبوي القبر النبوي ويقفون هناك طويلا أو قصيرا ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم فقد نقلوا الصلاة من وقتها في حين دخول المسجد إلى ذلك المكان الذي لم يشرع أولا فيه القيام والوقوف لأجل العبادة ومنها الصلاة على الرسول عليه السلام ومن باب أولى ألا يشرع عند ذاك المقام الدعاء إلى الله تبارك وتعالى وبخاصة أنهم يخلون بأدب آخر ألا وهو إما أنهم يستدبرون القبلة بالدعاء وإما على الأقل لا يستقبلونها فهم يقفون شرقا وغربا وإن استقبلوا القبلة فهم يستقبلون بين يديهم القبر النبوي ، كل هذا مخالف لأدب الإسلام ولذلك لم يُعهد عن السلف الصالح رضي الله عنهم أن يأتوا القبر النبوي حينما يدخلون المسجد كما يفعل جماهير الناس اليوم ويتكتّلون هناك ويجتمعون ثم يخلّون بأدبٍ آخر وهو أنهم يرفعون أصواتهم عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا أدب أخلّوا به حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم يجب تعظيمه واحترامه في حدود الشرع حيا وميتا ولا يحترم ولا يعظم بالإحداث في الدين كما ذكرتُ آنفا من بعض ما يفعلون فرفع الأصوات عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم هو أيضا من الغلو في الدين لأن؟ رفع الصوت أولا بالذكر كما عرفتم آنفا من حديث أبي موسى الأشعري ليس مشروعا وبخاصة في ذاك؟ الوقوف الذي يقفونه عند قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهذه الأفعال التي تقع من أولئك الجهال هو من الغلو الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في غير ما حديث صحيح من ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إياكم والغلو في الدين ، إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم ، وإنما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم ) أولئك أهل الكتاب الذين قال الله عز ّوجل مخاطبا إياهم مباشرة في القرآن الكريم (( يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) ... .
" ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس " ثم يقول " إن المحب لمن يحب مطيع " في بعض الأقوال الأخرى والآية في هذا تكفي وهو قوله عزّ وجل (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فمن كان صادقا في حبه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم فهذا الحب يظهر في منطلقه في كل حياته وليس في بعض المظاهر التي يتعاطاها وتتجلى على بعض الناس لمجرد الجهل بطريقة الحب فهذا ليس حبا ولذلك فالذين يأتون خاصة أول ما يدخلون المسجد النبوي القبر النبوي ويقفون هناك طويلا أو قصيرا ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم فقد نقلوا الصلاة من وقتها في حين دخول المسجد إلى ذلك المكان الذي لم يشرع أولا فيه القيام والوقوف لأجل العبادة ومنها الصلاة على الرسول عليه السلام ومن باب أولى ألا يشرع عند ذاك المقام الدعاء إلى الله تبارك وتعالى وبخاصة أنهم يخلون بأدب آخر ألا وهو إما أنهم يستدبرون القبلة بالدعاء وإما على الأقل لا يستقبلونها فهم يقفون شرقا وغربا وإن استقبلوا القبلة فهم يستقبلون بين يديهم القبر النبوي ، كل هذا مخالف لأدب الإسلام ولذلك لم يُعهد عن السلف الصالح رضي الله عنهم أن يأتوا القبر النبوي حينما يدخلون المسجد كما يفعل جماهير الناس اليوم ويتكتّلون هناك ويجتمعون ثم يخلّون بأدبٍ آخر وهو أنهم يرفعون أصواتهم عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا أدب أخلّوا به حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم يجب تعظيمه واحترامه في حدود الشرع حيا وميتا ولا يحترم ولا يعظم بالإحداث في الدين كما ذكرتُ آنفا من بعض ما يفعلون فرفع الأصوات عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم هو أيضا من الغلو في الدين لأن؟ رفع الصوت أولا بالذكر كما عرفتم آنفا من حديث أبي موسى الأشعري ليس مشروعا وبخاصة في ذاك؟ الوقوف الذي يقفونه عند قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهذه الأفعال التي تقع من أولئك الجهال هو من الغلو الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في غير ما حديث صحيح من ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إياكم والغلو في الدين ، إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم ، وإنما أهلك الذين من قبلكم غلوهم في دينهم ) أولئك أهل الكتاب الذين قال الله عز ّوجل مخاطبا إياهم مباشرة في القرآن الكريم (( يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق )) ... .
شرح حديث { لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم .............} .
الشيخ : ... وهذا يذكّرني بالحديث الآخر الذي أخل بمعناه كثير من أهل العلم فضلا عن أن جماهير المسلمين أخلّوا بمعناه عمليا ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ، الإطراء في اللغة يأتي تارة بمعنى المدح مطلقا أي أطرى مدح ، وتارة يأتي بمعنى المبالغة في المدح ، وهذا الفرق يجب أن تتذكّروه بمناسبة الكلام على هذا الحديث لأن كون هذه الكلمة لغة تعطي هذين المعنيين المدح مطلقا والمبالغة في المدح ، كان هذا من أسباب الخلاف في تفسير هذا الحديث فكثير من المتقدمين فضلا عن المتأخرين فسروا ( لا تطروني ) أي لا تبالغوا في مدحي وهذا له وجه في اللغة ولكن الألفاظ اللغوية التي تتضمن أكثر من معنى لا يجوز للمسلم أن يجنح أو أن يميل إلى معنى من هذه المعاني دون أن يراعي ما يتعلق بهذا اللفظ الذي جاء في مكان واحد أو في سياق واحد هذا أولا ، وأيضا دون أن يراعي ما يتعلق بتلك الكلمة من نصوص أخرى كثيرة يمكن بها أن يستعين المسلم في ترجيح معنى من المعنيين الذَين يتضمنهما اللفظ من حيث اللغة ، فهؤلاء الذين فسروا لا تطروني أي لا تبالغوا في مدحي لهم وجهة نظر من الناحية اللغوية كما ذكرت آنفا لكن المعنى الآخر وهو المدح مطلقا هو الأولى بسياق هذا الحديث وبنهايته ، لأننا إن فسرنا الإطراء بمعنى الغلو في المدح لم يلتئم هذا المعنى مع تمام الحديث الذي هو ( ولكن قولوا عبد الله ورسوله ) إذا رجعنا إلى نص الحديث ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ) نتصور كأن قائلا يقول ولو بلسان الحال إذًا ماذا نفعل يا رسول الله ، الجواب يأتي مباشرة لأن الشرع كامل بإيحاء الله عزّ وجل إلى نبي هذا الكمال المنصوص عليه في القرآن ، فجاء الجواب بدون سؤال قولوا عبد الله ورسوله ، فتفسير المبالغة في المدح لا يلتقي مع أمر الرسول عليه السلام وهو قولوا عبد الله ورسوله هذا شيء ، وشيء آخر وهو مهم في وجهة نظري أن هذا الحديث إذا فُسِّر بالمعنى الأول المبالغة في المدح لا يتناسب مع تبويب بعض علماء الحديث لهذا الحديث كالإمام أبي عيسى الترمذي الذي عقد بابا في كتابه الشهير الشمائل المحمدية بعنوان " باب تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم " هذا الباب لا يلتئم مع المعنى الأول لأن كل مسلم عنده شيء من العلم والصلاح واجب عليه أن يقول لا تبالغوا في مدحي ، هذا ليس من باب التواضع هذا واجب على كل إنسان فأولى وأولى بنبي الإسلام فكيف يليق أو كيف يلتقي حينئذٍ الحديث مع هذا التفسير مع الباب باب تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ، في تنافر وليس هناك تلاقٍ مطلقا بين هذا المعنى وبين هذا الباب ، وكما تعلمون إن شاء الله أن علماء الحديث يترجمون عن جانب من جوانب فقه الحديث ومعناه بالباب الذي يعقدونه فوقه ، فباب تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما يلتقي مع نهيه المسلمين عن مدحه مطلقا وليس عن الغلو في مدحه ، لأن هذا الغلو هو فرض على كل مسلم فليس للرسول حينئذٍ فضيلة خاصة فيما إذا نهى عن المبالغة في مدحه ولكن الذي يليق بتواضعه عليه السلام كما تدل على ذلك سائر شمائله صلى الله عليه وسلم إنما هو النهي عن المدح مطلقا.
إذًا صار عندنا حتى الآن أمران اثنان يؤكدان لنا تفسير الإطراء بمعنى المدح مطلقا لا تمدحوني مطلقا الأمر الأول قولوا عبد الله ورسوله الأمر الثاني تبويب وترجمة علماء الحديث لهذا الحديث بباب تواضع الرسول عليه السلام ... لا يلتقي مع التفسير الأول ألا وهو المبالغة في المدح وإنما النهي عن المدح مطلقا .
وشيء ثالث قوله صلى الله عليه وآله وسلم (كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ) ، يتوهم كثير من المتأخرين إنو هذا التشبيه يعني النهي عن المبالغة في الإطراء يتوهمون أن قوله عليه السلام لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم أنه يعني لا تبالغوا في مدحي لأن هذا الذي وقعت فيه النصارى ، الحق أن هذا التفسير ظاهريا مقبول لكن الحقيقة التي يعرفها أهل العلم والذين يقدّرون قاعدة سدّ الذرائع المكررة في الشريعة هم أبعد ما يكونون عن هذه الملاحظة التي تشبث بها المؤولون للإطراء هنا بمعنى المبالغة في المدح ذلك لأننا إذا وقفنا عند هذا التشبيه فربما قيل لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ماذا قال النصارى في عيسى بن مريم قالوا ابن الله إذًا أنتم لا تُغالوا وتقولوا فيّ كما قالت النصارى في عيسى إنه ابن الله أو نحو ذلك مما هو شرك صريح ، هل من قائل يقول ولو كان من أولئك الناس الذين يفسرون الإطراء بمعنى المبالغة يقف عند هذه الظاهرة يقول كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ؟ أي لا تقولوا ابن الله ما أظن عالما يقول بهذا القول وإن كان شاعرهم قد وقع في هذا السوء من الفهم حينما قال :
" دع ما ادّعته النصارى في نبيهم *** واحكم بما شئت فيهم مدحا " ، يعني هذا المدح أيش ليس له حدود بس أبعد عن قول النصارى ابن الله ، هذا هو الغلو في الدين الذي نهى الرسول عليه السلام في ذاك الحديث ونهى رب العالمين النصارى أن يُغالوا في دينهم ، فصدق في بعض المسلمين قوله عليه الصلاة والسلام ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) وجاء في بعض الروايات في سنن الترمذي وغيره عبارة رهيبة جدا قال عليه الصلاة والسلام ( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يأتي ذلك ) ويا سبحان الله هذا الحديث يعني يكاد ينطبق بحرفيته على تقليد المسلمين أو على الأقل بعض المسملين لهؤلاء الكفار من النصارى وغيرهم ، الشاهد نعود إلى ما أشرت إليه من باب سد الذرائع ، الذي نقطع به أن النصارى ما وقعوا في الشرك الأكبر في قولهم عيسى ابن الله طفرة وقفزة واحدة لأن سنة الله في خلقه أن الشر لا يأتي إلا رويدا رويدا هكذا الشيطان يزين لعدوه الإنسان أن يصل إلى الشر الأكبر بتقديم خطوات لطيفة جدا ناعمة لا يتنبه لها عدوه الإنسان إلا بعد أن يقع على أم رأسه في الشَرَك وفي الشِرْك الذي أوقعه فيه الشيطان الرجيم ، لذلك؟ قال بعض الشعراء في بعض العصور :
" أرى خلل الرماد وميض نار *** ويوشك أن يكون لها ضرام " فإن النار من عودين تُذكى *** وإن الحرب أولها الكلام "
وما معظم أيش
سائل آخر : النار .
الشيخ : من مستصغر الشرر ، أي نعم ، والإسلام جاء بقواعد سد الذريعة كما هو معلوم في الكتاب والسنة ولسنا في هذا الصدد ، فإذًا كان من الحكمة البالغة ومن السياسة الشرعية الحكيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أغلق باب مدحه عليه السلام إلا بما جاء في الشرع خشية أن يؤدي المبالغة في مدحه إلى شيء يخالف الشرع ، قد يبدأ المادح بكلمات في مدح الرسول عليه السلام لا غبار عليها ولكن من الصعب بمكان أن يقف المادح عند حدود الشرع إلا إذا كان عالما ، عالما بالمناهي التي جاءت في الشرع صراحة وبالمناهي التي لم تأت في الشرع صراحة وإنما جاءت من باب سد الذريعة ، لهذا نرى أن تفسير الحديث السابق هو بمعنى لا تمدحوني ولكن قولوا عبد الله ورسوله ، ولو أن المسلمين التزموا أن يذكروا كل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل والمناقب فذلك يكفيهم عن أن يبتكروا مدحا له عليه السلام كما قال ذلك الشاعر البوصيري أغناهم؟ ذلك عن أي مدحٍ لأن الله عزّ وجل ليس بعد قوله فيه (( وإنك لعلى خلق عظيم )) وبعدما جاء في الشرع كتابا وسنة من فضائل ومناقب للرسول عليه السلام فذلك خير وأبقى مما عليه بعض المسلمين اليوم من تنظيم قصائد وأناشيد يتخذونها زعموا في مدح الرسول عليه السلام ... .
إذًا صار عندنا حتى الآن أمران اثنان يؤكدان لنا تفسير الإطراء بمعنى المدح مطلقا لا تمدحوني مطلقا الأمر الأول قولوا عبد الله ورسوله الأمر الثاني تبويب وترجمة علماء الحديث لهذا الحديث بباب تواضع الرسول عليه السلام ... لا يلتقي مع التفسير الأول ألا وهو المبالغة في المدح وإنما النهي عن المدح مطلقا .
وشيء ثالث قوله صلى الله عليه وآله وسلم (كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ) ، يتوهم كثير من المتأخرين إنو هذا التشبيه يعني النهي عن المبالغة في الإطراء يتوهمون أن قوله عليه السلام لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم أنه يعني لا تبالغوا في مدحي لأن هذا الذي وقعت فيه النصارى ، الحق أن هذا التفسير ظاهريا مقبول لكن الحقيقة التي يعرفها أهل العلم والذين يقدّرون قاعدة سدّ الذرائع المكررة في الشريعة هم أبعد ما يكونون عن هذه الملاحظة التي تشبث بها المؤولون للإطراء هنا بمعنى المبالغة في المدح ذلك لأننا إذا وقفنا عند هذا التشبيه فربما قيل لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ماذا قال النصارى في عيسى بن مريم قالوا ابن الله إذًا أنتم لا تُغالوا وتقولوا فيّ كما قالت النصارى في عيسى إنه ابن الله أو نحو ذلك مما هو شرك صريح ، هل من قائل يقول ولو كان من أولئك الناس الذين يفسرون الإطراء بمعنى المبالغة يقف عند هذه الظاهرة يقول كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ؟ أي لا تقولوا ابن الله ما أظن عالما يقول بهذا القول وإن كان شاعرهم قد وقع في هذا السوء من الفهم حينما قال :
" دع ما ادّعته النصارى في نبيهم *** واحكم بما شئت فيهم مدحا " ، يعني هذا المدح أيش ليس له حدود بس أبعد عن قول النصارى ابن الله ، هذا هو الغلو في الدين الذي نهى الرسول عليه السلام في ذاك الحديث ونهى رب العالمين النصارى أن يُغالوا في دينهم ، فصدق في بعض المسلمين قوله عليه الصلاة والسلام ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) وجاء في بعض الروايات في سنن الترمذي وغيره عبارة رهيبة جدا قال عليه الصلاة والسلام ( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يأتي ذلك ) ويا سبحان الله هذا الحديث يعني يكاد ينطبق بحرفيته على تقليد المسلمين أو على الأقل بعض المسملين لهؤلاء الكفار من النصارى وغيرهم ، الشاهد نعود إلى ما أشرت إليه من باب سد الذرائع ، الذي نقطع به أن النصارى ما وقعوا في الشرك الأكبر في قولهم عيسى ابن الله طفرة وقفزة واحدة لأن سنة الله في خلقه أن الشر لا يأتي إلا رويدا رويدا هكذا الشيطان يزين لعدوه الإنسان أن يصل إلى الشر الأكبر بتقديم خطوات لطيفة جدا ناعمة لا يتنبه لها عدوه الإنسان إلا بعد أن يقع على أم رأسه في الشَرَك وفي الشِرْك الذي أوقعه فيه الشيطان الرجيم ، لذلك؟ قال بعض الشعراء في بعض العصور :
" أرى خلل الرماد وميض نار *** ويوشك أن يكون لها ضرام " فإن النار من عودين تُذكى *** وإن الحرب أولها الكلام "
وما معظم أيش
سائل آخر : النار .
الشيخ : من مستصغر الشرر ، أي نعم ، والإسلام جاء بقواعد سد الذريعة كما هو معلوم في الكتاب والسنة ولسنا في هذا الصدد ، فإذًا كان من الحكمة البالغة ومن السياسة الشرعية الحكيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أغلق باب مدحه عليه السلام إلا بما جاء في الشرع خشية أن يؤدي المبالغة في مدحه إلى شيء يخالف الشرع ، قد يبدأ المادح بكلمات في مدح الرسول عليه السلام لا غبار عليها ولكن من الصعب بمكان أن يقف المادح عند حدود الشرع إلا إذا كان عالما ، عالما بالمناهي التي جاءت في الشرع صراحة وبالمناهي التي لم تأت في الشرع صراحة وإنما جاءت من باب سد الذريعة ، لهذا نرى أن تفسير الحديث السابق هو بمعنى لا تمدحوني ولكن قولوا عبد الله ورسوله ، ولو أن المسلمين التزموا أن يذكروا كل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل والمناقب فذلك يكفيهم عن أن يبتكروا مدحا له عليه السلام كما قال ذلك الشاعر البوصيري أغناهم؟ ذلك عن أي مدحٍ لأن الله عزّ وجل ليس بعد قوله فيه (( وإنك لعلى خلق عظيم )) وبعدما جاء في الشرع كتابا وسنة من فضائل ومناقب للرسول عليه السلام فذلك خير وأبقى مما عليه بعض المسلمين اليوم من تنظيم قصائد وأناشيد يتخذونها زعموا في مدح الرسول عليه السلام ... .
بيان خطر الأناشيد .
الشيخ : ... ويكفي هذه الملاحظة التي سأذكرها تاليا أن هذه الأناشيد التي يسمونها بالأناشيد الدينية بين كثير من المسلمين رجالا ونساءً أصبحت تقوم مقام التغنّي بالقرآن ، تقوم مقام التغني بالقرآن وهذا من وسائل الشيطان باسم تعظيم نبي الإسلام يمدحونه ثم تصبح هذه المماديح شريعة تصرفهم عن شريعة الحق وعن التغني بالقرآن الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام ( من لم يتغن بالقرآن فليس منا ) لعلي استطردت كثيرا بمناسبة دخول المسجد النبوي والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكني أرى أن هذا أمر يجب التنبيه عليه لكثرة المخالفين والمبتعدين عن الشرع حينما يدخلون مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ويتيممون شطر قبره ، قلت آنفا إن السلف الصالح لم يكن من عادتهم إذا جاؤوا مسافرين أي إذا شدوا الرحال إلى مسجد الرسول عليه السلام إلا أن يطبقوا في مسجده الآداب التي تُطبق في كل مساجد بلاد الإسلام ... .
كيفية السلام على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره و السلام على صاحبيه رضي الله عنهما .
الشيخ : ... وقد يأتي بعضهم إلى قبره كما ثبت عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه ( ولكنه لا يزيد على قوله السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا عمر أو يا أبتي ) وفقط هذه الكلمات الطيبات سلام فيعامل النبي صلى الله عليه وسلم كما يعامل خليفته الأول أبا بكر ثم أباه عمر يسلم عليهم جميعا ثم لا يتردد على قبره ما أقام في المدينة كما يفعل الزوار اليوم ، بعد كل صلاة ستجدونهم من لم يكن رأى ذلك بعدُ بعد كل صلاة أيضا هذا من آثار الغلو بديل أن يجلسوا بعد الصلاة وأن يأتوا بالأوراد والأذكار المشروعة والتي يترتب من ورائها أن يغفر الله لهم ذنوبهم جميعها إذا بهم يقفزون والشاطر منهم هاللي بقترب من النافذة وكأنما يصافح النبي عليه السلام هذا كله من باب الغلو في الدين لم يكن الصحابة أبدا بعد السلام يفعلون شيئا من ذلك ... .
10 - كيفية السلام على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره و السلام على صاحبيه رضي الله عنهما . أستمع حفظ
بيان أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن داخل مسجده وبيان تاريخ إدخال القبر في المسجد .
الشيخ : ... علما أن قبر النبي في عهد الصحابة لم يكن في المسجد ، كانت الحجرة التي دفن فيها الرسول عليه السلام لا تزال كما كانت في أول عهدها حينما كان الرسول حيا يخرج منها إلى المسجد ينتهي من الصلاة يعود إليها وهي شرقي المسجد ، هكذا كانت الحجرة في زمن الصحابة فما كانوا هم يومئذٍ يستطيعون أن يستقبلوا القبر وأن يستدبروا الكعبة ، لم يكن ذلك في مكنتهم وفي قدرتهم ذلك لأن جهة القبلة لم يكن مسجدا ومن آثار الابتداع في الدين الذي وقع في عهد الوليد بن عبد الملك لما أدخلوا القبر النبوي إلى المسجد وأفرغوه من جميع النواحي فصار عمليا كأنه كعبة ومن ذلك أنهم اليوم كما سترون ذلك إن شاء الله ترون هؤلاء الناس عقب الصلاة يستدبرون القبلة ويستقبلون القبر ، لم يكن هذا ممكنا يومئذٍ ، ومن آثار مخالفة أحاديث الرسول التي تنهى عن إدخال القبر في المسجد والأحاديث في ذلك كثيرة وكثيرة جدا حسبنا الآن التذكير بحديث واحد ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( ألا إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ) ، فدخل القبر أو أدخلوا القبر إلى المسجد فصار الناس الصالحون زعموا لا يصلون في الروضة مثلا وإنما يتقصّدون الصلاة في هذه السُدّة التي يستقبلون بها القبر الشريف كل ذلك من الغلو في الدين ، ولذلك فبتحذير رسول الأمة أحذركم أنتم الحريصون على اتباع السنة أنكم إذا دخلتم المسجد النبوي ادخلوه بالتسمية وبالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأن يفتح لكم أبواب الرحمة ثم تصلون تحية المسجد ثم لا مانع أن تذهبوا إلى القبر من أي جهة للسلام فقط على ما كان يفعله عبد الله بن عمر ... .
11 - بيان أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن داخل مسجده وبيان تاريخ إدخال القبر في المسجد . أستمع حفظ
بيان أفضلية الإقامة للحاج أو المعتمر في مكة أكثر منها في المدينة .
الشيخ : ... وأذكّر بأن الأيام التي تقررونها لبقائكم مسافرين بعيدين عن بلدكم فاجعلوا من هذه الأيام أكثرها في المسجد الحرام والقليل منها في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام لما تعلمون من فضيلة من فرق فضيلة الصلاة في المسجد المكي والمسجد النبوي فالصلاة في مسجد الرسول عليه السلام إنما هو بألف صلاة بينما الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة ... .
الكلام حول حديث { من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة كتبت له براءة من النفاق وبراءة من النار } .
الشيخ : ثم لا يغرنكم ذلك الحديث الذي قد تقرؤونه في بعض جدران المسجد وقد تسمعونه من بعض الألسنة وهو ( من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة كُتبت له براءة من النفاق وبراءة من النار )، فهذا الحديث منكر لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن آثار هذا الحديث الضعيف المنكر أنها أيضا تعكس الفضائل الشرعية فتجد جماهير العُمّار والحجاج يكثرون الإقامة في المدينة أكثر من إقامتهم في مكة ، هنا يصدق على هؤلاء مع الأسف الشديد قوله تبارك وتعالى الذي قاله في حق اليهود (( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) وهذا من تمام التشبه باليهود وبالنصارى ، هذا هو الغلو في الدين ... .
13 - الكلام حول حديث { من صلى في مسجدي هذا أربعين صلاة كتبت له براءة من النفاق وبراءة من النار } . أستمع حفظ
مستحبات الإحرام .
الشيخ : فإذا ما عزمتم ، نعود بقا إلى العمرة إن شاء الله ، فإذا ما عزمتم أن تنطلقوا إلى العمرة وتيسر لكم الاغتسال إما في المنزل الذي أنتم نازلون فيه أو هناك عند ذي الحليفة حيث بنيت بعض الحماميم فالاغتسال هذا يعني مشروع وبعد ذلك لا ينبغي أن تحرموا بالعمرة إلا بعد أن تصلوا ركعتين ... .
الكلام عن الركعتين الخاصتان بالواد المبارك ألا وهو وادي ذي الحليفة .
الشيخ : ... وأرجو الانتباه لما سأقول هاتان الركعتان ليستا من سنة الإحرام وإنما هما من سنة الميقات هذا ميقات ذي الحليفة حيث جاء في الحديث الصحيح في البخاري وغيره ( أن جبريل عليه الصلاة والسلام جاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد بات هناك لما حج حجة الإسلام قال إن جبريل أتاني وقال إنك بواد مقدس فصل ركعتين في الواد المبارك ) فمن أجل الوادي هذا الذي يمر من ذي الحليفة شُرعت هاتان الركعتان ومعنى هذا أي معنى قولي ليست هاتان الركعتان من سنة الإحرام أن المسلمين الذين يحرمون من مواقيتهم كيلملم مثلا وغيرها مما يحرم فيها المسلمون من نحو الرياض والطائف ونحو ذلك فهؤلاء لا يُسن لهم أن يصلوا شيئا يسمى بركعتي الإحرام ، نعم السنة إذا تيسر أن يحرم بعد فريضة صلاها مع الجماعة فهكذا فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد تكون هذه الصلاة بالنسبة لبعض الناس الذين هم كأهل المدينة هم ليسوا مسافرين فقد تكون هذه الصلاة بالنسبة إليهم تماما فيصلون الظهر أربعا وقد تكون قصرا بالنسبة للمسافرين فهي على كل حال فريضة وليست نافلة فهاتان الركعتان بالنسبة إليكم ينبغي أن تحرصوا على صلاتهما في الوادي المبارك ألا وهو وادي ذي الحليفة ... .
بيان كيفية نية الإحرام و التلبية و الكلام عن اإشتراط في الإحرام .
الشيخ : ... بعد ذلك تلبون بتلبية العمرة دون التلفظ بالنية وإنما بالعمرة لبيك اللهم بعمرة وهذا ليس نية أو ليس بالمعنى الصحيح تلفظا بالنية حتى يقاس عليه جواز التلفظ في سائر العبادات كالوضوء والطهارة من الحدث الأكبر والحدث الأصغر والنية عند الشروع في الصلاة كل هذه النيات مقرونة باللفظ فهي من المحدثات في الدين وإنما النية في القلب أما في الحج ففي التلبية يقول لبيك اللهم بحج لبيك الله بحج وعمرة أو بحجة وعمرة لبيك اللهم بعمرة ، هذا يقوله الملبي جهرا ثم ينبغي ألا تنسوا أن تقرنوا مع هذه التلبية مباشرة لا تفوتكم العبارة التي تعرف عند الفقهاء بالاشتراط وذلك أن يقول الملبي لبيك اللهم بعمرة اللهم محلي حيث حبستني ، اللهم محلي حيث حبستني أولا ما معنى هذا الكلام وما ثمرته ، معنى هذا الكلام محلي أي تحللي من العمرة إذا ما قدّرت عليّ أمرا لا أملكه كمثلا عرج ككسر لا سمح الله كمرض فُجائي ما شابه ذلك من الموانع بحيث يضطر ألا يتابع مناسك العمرة أو مناسك الحج ، هذا معنى هذا الورد النبوي اللهم محلي أي تحللي من الإحرام حيث حبستني بأمر تقدره عليّ لا قدرة لي على رده لأنه لا راد لما قضاه الله عزّ وجل ، هذا هو المعنى أما الأثر والثمرة فهو شيء مهم جدا وذلك مما يغفل عنه جماهير الحجاج العمار ، حيث جاء في الحديث الصحيح ( من حج فكسر أو عرج فعليه هدي وحج من قابل ) وحج من قابل أي هذا الذي لبّى بالعمرة ثم قُدّر عليه أمر فلم يستطع إتمام هذه العمرة عليه واجبان لا بد له منهما كلاهما الواجب الأول أن يقدم هديا لأنه عطّل هذه العبادة الخاصة والأمر الآخر أن هذه العمرة يجب عليه أن يقضيها فيما بعد حينما يتمكن من قضائها ، هذا حكم عام أما من اشترط على ربه عزّ وجل وقال اللهم محلي حيث حبستني فحبسه بحابس فحينئذٍ لا شيء عليه ، إن شاء أن يعيد العمرة تطوعا كما ابتدأها فلا شك أن له ذلك لكن لا يجب عليه كذلك الحج وهو أهم ، الحج تعلمون له مناسك أكثر من العمرة من البيات في منى والوقوف بعرفات والبيات في المزدلفة ورمي الجمار ونحو ذلك ، فهذا الذي حج بعد حجة الإسلام ولبّى بالحج في الميقات ثم لم يشترط على ربه ما ذكرنا ثم حبسه حابس فعليه هدي وعليه أن يعيد الحج من العام القابل ولو كان حج فريضة الحج حجة الإسلام قد أسقطها عنه لكنه في المرة الأخرى نوى أن يتقرب إلى الله عزّ وجل بحجة متطوعا ثم حبسه حابس ولم يستطع أن يكملها وأن يتمها كما قال تعالى (( وأتموا الحج والعمرة لله )) فإذا لم يكن قد اشترط ذلك الشرط فعليه هدي وعليه حج من قابل ، ولذلك فاحرصوا كل الحرص على أن تشترطوا عقب التلبية هذه ولا يفيدكم ذلكم شيئا إذا ما تذكرتم ما فاتكم بعد أن قطعتم شوطا في الطريق ، ثم تنطلقون إن شاء الله ميسرين وأنتم تكثرون من التلبية ولا أقول الآن رافعين أصواتكم بل مبالغين في رفعكم لأصواتكم لأنو هذه شعيرة من شعائر الحج والعمرة لأن الصحابة قالوا أنهم كانوا يرفعون أصواتهم حتى لما وصلوا مكانا إسمه الروحاء بُحت أصواتهم وهذه سنة لا مثل لها في الأذكار الشرعية إطلاقا أي أجهدوا أنفسهم برفعهم أصواتهم بالتلبية لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ، حتى ما أكملوا المشوار إلى مكة ما وصلوا الروحاء ما أذكر الآن كم المسافة لكن أظن ، نعم .
السائل : خمس وثمانون كيلا .
الشيخ : خمس وثمانون كيلو ، ما وصلوا إلى ذلك المكان إلا وقد بُحت أصواتهم ، إذًا من شعائر الحج والعمرة التلبية جهرا والمبالغة في الجهر بهذه التلبية وهذا أنا أرى في هذا حكمة لأن الناس يشعرون بشيء من الحلاوة النفسية لما بدّون يذكروا الله يرفعوا أصواتهم فكأن الله عزّ وجل جعل لهم متنفسا لإشباع رغبتهم هذه في ظرف ما ألا وهو الحج والعمرة ، أرفعوا أصواتكم وفشّوا خلقكم بهذه المناسبة أما ما سوى ذلك فخير الذكر الخفي كما هو معروف في الكتاب والسنة وحسبكم آنفا حديث أبي موسى الأشعري أربعوا على أنفسكم .
السائل : بصورة جماعية ؟
الشيخ : ثم هنا ثم هنا ملاحظتان الأولى ما سبق السائل البيان التلبية هذه لا يشترط فيها أن يكون تلبية الجماعة بصوت واحد بل لا يجوز أن يكون الأمر كذلك قلت لا يشترط ثم أضربت فقلت بل لا ينبغي أن يكون كذلك وإنما كل واحد يلبي حسب طاقته وحسب قِصر نفسه أو طول نفسه ومن شؤم ومن أخطاء الذكر الجماعي كما يفعله بعضهم عقب صلاة الفجر والمغرب ...
السائل : خمس وثمانون كيلا .
الشيخ : خمس وثمانون كيلو ، ما وصلوا إلى ذلك المكان إلا وقد بُحت أصواتهم ، إذًا من شعائر الحج والعمرة التلبية جهرا والمبالغة في الجهر بهذه التلبية وهذا أنا أرى في هذا حكمة لأن الناس يشعرون بشيء من الحلاوة النفسية لما بدّون يذكروا الله يرفعوا أصواتهم فكأن الله عزّ وجل جعل لهم متنفسا لإشباع رغبتهم هذه في ظرف ما ألا وهو الحج والعمرة ، أرفعوا أصواتكم وفشّوا خلقكم بهذه المناسبة أما ما سوى ذلك فخير الذكر الخفي كما هو معروف في الكتاب والسنة وحسبكم آنفا حديث أبي موسى الأشعري أربعوا على أنفسكم .
السائل : بصورة جماعية ؟
الشيخ : ثم هنا ثم هنا ملاحظتان الأولى ما سبق السائل البيان التلبية هذه لا يشترط فيها أن يكون تلبية الجماعة بصوت واحد بل لا يجوز أن يكون الأمر كذلك قلت لا يشترط ثم أضربت فقلت بل لا ينبغي أن يكون كذلك وإنما كل واحد يلبي حسب طاقته وحسب قِصر نفسه أو طول نفسه ومن شؤم ومن أخطاء الذكر الجماعي كما يفعله بعضهم عقب صلاة الفجر والمغرب ...
اضيفت في - 2004-08-16