الشيخ : فإن قال قائل: أليس النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قد قال: ( إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصّلاة وعليكم السّكينة والوقار ولا تسرعوا فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتمّوا -أو قال- فاقضوا ) ؟
قلنا: بلى قال هكذا، لكنّ قوله: فاقضوا أو فأتمّوا يدلّ على أنّ المأموم قد بقي عليه شيء، والمأموم الآن قد أتمّ ما بقي عليه شيء، فهذا هو القول الرّاجح والصّواب والمتعيّن وإليه ذهب شيخنا عبد الرّحمن بن سعدي رحمه الله، نعم.

السائل : كيف يستطيع الإنسان التّفريق بين الرّؤيا والحُلْم؟
الشيخ : نعم، الغالب أنّ الرّؤيا تكون سارّة يفرح بها المؤمن وينشرح لها صدره وتكون يعني: مركّزة، وأمّا الحُلُم فهو من الشّيطان، يأتي بالأمثال يضربها للنّائم فتزعجه وتروّعه وتقلق راحته، وهناك ما يشبه الحُلْم ممّا لا أساس له ولا معنى، فقد سئل الرّسول عليه الصّلاة والسلام فقال له رجل: ( يا رسول الله إنّي رأيت في المنام أنّ رأسي قد قُطِع وهرب، فجعلت أشتدّ وراءه ) يعني يركض وراء رأسه فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( لا تحدّث النّاس بتلاعب الشّيطان بك في منامك ) فالغالب أنّ الحلم ليس له أصل ولا معنى، وإنّما يكون ليروّع الإنسان، ولهذا ينبغي إذا رأيت رؤيا تكرهها أن تستعيذ بالله من شرّ الشّيطان ومن شرّ ما رأيت وأن لا تحدّث بها أحداً، فإن استيقظت من منامك فانقلب على الجانب الثاني، وإن عادت إليك فقم وتوضّأ وصلّ فإنّها تذهب عنك بإذن الله.

السائل : فضيلة الشيخ أولًا نرحب بمن رحبتم فضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري جزاه الله خيرًا على هذه الزيارة، وأما سؤالي فهو عن العدسات اللّاصقة إذا لبسها الإنسان، هل تكون طهارته تامّة وهو لابس لها سواء كانت غسلا أو وضوءً؟ جزاك الله خيرا.
الشيخ : أوّلاً: ينبغي أن نسأل عن لبس العدسات، قبل كلّ شيء، العدسات الطّبيّة إذا كانت لتقوية النّظر فلا بأس بها لأنّها ممّا منّ الله به على العباد ويسّرها لهم وهي أيسر من النّظّارات المتنقّلة هذه بشرط أن لا يكون على العين ضرر ولو في المستقبل.
الشيء الثاني: العدسات التي تلبس للتّجمّل فهذه لا نشير على الرّجل أن يلبسها لا سيما الشّباب، اللهمّ إلاّ إذا كان سواد عينيه مشوّهاً فهذا لا بأس به لأنّ هذا إزالة عيب وليس زيادة تجميل، لكن المرأة هي التي تحتاج إلى تجميل كما قال الله عزّ وجلّ: (( أو من ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين )) يعني المرأة، لا بأس أن تلبسها للتّجميل بشرط أن لا تكون على شكل أعين الحيوان كعين القطط والأرانب وما أشبهها، لأنّ مثالاً للحيوان لم يأت في القرآن والسّنّة إلاّ على وجه الذّمّ، كما في قول الله تعالى: (( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ))، وكقوله تعالى: (( مثل الذين حمّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً ))، وكقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( العائد في هبته كالكلب يقيء ثمّ يعود في قيئه )، وكقوله تعالى في الذي يتكلّم والإمام يخطب يوم الجمعة: ( مثله كمثل الحمار يحمل أسفاراً ) فلا تلبس ما يشبه أعين الحيوان.
كذلك ما يشبه أعين الكافرات، وهذه المسألة أهون من الأولى لأنّ أعين الكافرات ليس بفعلهنّ، فعلى كلّ حال فهذا بالنّسبة لاستعمال اللّاصقات فكما سمعت.

الشيخ : أمّا بالنّسبة للطّهارة فهي لا تؤثّر إطلاقاً لا في الغسل من الجنابة ولا في الوضوء، لأنّ داخل العين لا يجب غسله، بل ولا ينبغي أن يغسل، بل ومن التعمّق في دين الله الضّارّ للبدن.

السائل : شيخ ما حكم المناولة في الصّلاة؟
الشيخ : إيش؟
السائل : حكم المناولة في الصّلاة؟
الشيخ : المناولة؟
السائل : المناولة.
الشيخ : أي نعم.
السائل : يعني يطلب الصّغير من أبيه أن يناوله قلما ويشغله في الصّلاة، أو رأيت أحداً يعطس في الصّلاة ويحتاج منديلا فهل لي أن أناوله؟
الشيخ : المناولة حركة في الصّلاة، والحركة في الصّلاة لحاجة لا بأس بها، فإذا صاح الصّبيّ مثلا وهو إلى جانبك وأعطيته ما يتلهّى به فلا بأس، وكذلك إذا احتاج من إلى جانبك إلى منديل أو أنت أيضاً احتجت، فلا بأس لأنّ كلّ شيء كان لحاجة فلا بأس به.

السائل : عفا الله عنك يا شيخ، يأتي في السّنّة كما نرى أحيانا بالنّسبة لله عزّ وجلّ، فما هو الضّابط لتحديد الاسم؟ وهل المسعّر اسم لله عزّ وجلّ؟
الشيخ : الظّاهر أنّ ما عاد إلى الأفعال فهو من جنس الصّفات الفعليّة لله، المسعّر كان في مقابل قول الصّحابة للرّسول صلّى الله عليه وسلّم: سعّر لنا يبيّن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أنّ التّسعير من فعل الله عزّ وجلّ هو الذي يقدّر زيادة القيمة أو ينقصها، فالذي يظهر لي أنّ هذا من باب الخبر وليس من باب التّسمية.

السائل : فضيلة الشّيخ ما حكم من أعطى زكاته لأناس من أقاربه مع أنّه يزورهم هو وأولاده وزوجته!
الشيخ : ولكن؟
السائل : ولكن يزورهم هو وأولاده ويأكل عندهم ويشرب، وربّما تدخل زكاته في الطعام الذي أكل منه فهل عليه حرج في ذلك؟
الشيخ : ليس عليه حرج، يعني: إذا أعطيت من يستحقّ الزّكاة زكاته من قريب أو غير قريب ثمّ دعاك أو أنت ذهبت إليه وشربت ممّا يشرب وأكلت ممّا يأكل فلا بأس، لأنّه ملكها وأنت تناولتها على سبيل الدّعوة أو التّبرّع أو ما أشبه ذلك، حتى لو فرضنا أنّه أهداها إليك لمناسبة ما فلا بأس، المحذور أن تشتريها منه لأنّك إذا أعطيته زكاتك ثمّ ذهبت تشتريها منه فالغالب أنّه ينزل لك من الثّمن لأنّك أنت الذي مننت عليه، إذا نزّل لك من الثّمن فمعناه أنّ بعض زكاتك عاد إليك بهذه المحاباة، أفهمت؟
السائل : نعم.

السائل : فضيلة الشّيخ حفظكم الله في حديث لحوم البقر الذي جاء في آخره أنّ لحمه داء، بعض العلماء المعاصرين صحّحه، فكيف الجمع بين تصحيحهم وتضعيف بعض علماء السّلف له؟
الشيخ : هذا لا يحتاج إلى جمع، أتظنّ أنّ ربّك سبحانه وتعالى يبيحُ لك ما فيه ضررك؟!
لا يمكن، إذا كان أباح لحم البقر بنصّ القرآن كيف يقال أنّ لحمها داء؟!
إذا كان الحديث الشّاذّ الذي يخالف الذي هو أرجح منه في الرّواية يردّ، فالحديث المخالف للقرآن يجب ردّه، ولهذا نقول: من صحّحه من المتأخّرين وإن كان على جانب كبير من علم الحديث فهذا غَلط، يعتبر تصحيحه غلطًا، والإنسان يجب أن لا ينظر إلى مجرّد السّند، ينظر إلى السّند والمتن، ولهذا قال العلماء في شرط الصّحيح والحسن: يشترط أن لا يكون معلّلا ولا شاذّا، ولكن إذا تأمّلت أخطاء العلماء -رحمهم الله، ووفّق الأحياء منهم- علمت بأنّه لا معصوم إلاّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، كلّ إنسان معرّض للخطر إمّا أن يكون خطأ يسيراً أو خطأ فادحاً، أنا أرى أنّ هذا من الخطأ الفادح أن يقول إنّ لحمها داء ولبنها شفاء أو دواء، كيف؟ سبحان الله! احكم على هذا الحديث بالوضع ولا تبالي، نعم.

السائل : أحسن الله إليك شيخ، في بعض الإخوان وقت الإختبارات ينامون الظّهر ولا يستيقظون إلاّ بعد العشاء لكي يسهروا للمذاكرة، ما رأيكم في هذا؟
الشيخ : وينام الظّهر؟
السائل : يصلّون الظّهر، ولا يقومون إلاّ بعد العشاء.
الشيخ : والعصر؟
السائل : لا يقومون إلا العشاء !
الشيخ : العصر الصّلاة الوسطى !
السائل : لا يصلّون من أجل المذاكرة.
الشيخ : الرّسول عليه الصّلاة والسّلام دعا على الأحزاب لما شغلوه عنها، لكن إذا كان صحيحاً يتعب ولا يستطيع لشدّة أخذ النّوم له فليجمع العصر إلى الظّهر.
السائل : ...
الشيخ : أنت ما قلت يجمع، أنت قلت يصلّي الظهر وينام، أنا أقول: الجمع إذا كان يشقّ على الإنسان أن يصلّي كلّ صلاة في وقتها فهو جائز، لحديث ابن عبّاس رضي الله عنهما: ( أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جمع بين الظّهر والعصر في المدينة من غير خوف ولا مطر، قالوا ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرّج أمّته ) فهذا يدلّ على أنّ مناط الحكم للجمع هو المشقّة.

السائل : السّلام عليكم .
هل يجوز تدريب الصّقور على حمام حيّ أو صيدها بها؟
لأنّي أراهم يضعون الحمامة وهي حيّة في شباك رخوة ميسّرة ويطلقونها في الجوّ فينقضّ عليها هذا الصّقر ويمزّقها فتنشب مخالبه في الشباك ويصطادونه، فهل هذا جائز؟
الشيخ : يصطادون الصّقر؟
السائل : يصطادون الصّقر بالحمام الحيّ.
الشيخ : لكن كيف يصل إلى الحمامة وهي في الشّبك؟
السائل : يلبسونها الشّبك كالثوب الطويل ويطلقونها على مسافة بحبل طويل، ثمّ يختبؤون فيأتي الصّقر ويظنّ أنّها حيّة فيهاجمها ويمزّقها.
الشيخ : يظنّ أنّها حيّة؟
السائل : لا لا هي حيّة .
الشيخ : هاه.
السائل : ويدرّبونه على حمام حيّ، كلّ يوم بحمامة حيّة، أنا رأيت شخصًا منهم يأتي كلّ يوم يدرّب صقره بحمام حيّ ويدعها تطير، ثمّ يدرّب عليها الصّقر ثمّ إذا اصطادها شجّعه بمكافأة فيعطيه قطعة من لحمها.
الشيخ : الذي أسمعه أنّهم يطلقون الحمام وليس يضعونها في شبك، يطلقون الحمام ويطلقون الصّقر عليه.
السائل : يطلقونها أحيانًا ويضعونه في شبك لمّا يكون الصقر جديد ليس بيده وهو لا زال وحشي، فيضع الحمامة في شبك ويطلقها على مسافة فيأتي الصقر فتنشب مخالبه في الشباك ويمزق الحمامة ويجرها ويصادها.
الشيخ : هل لا يمكن تعليمه إلا بهذه الطّريقة؟
السائل : تعليمه قالوا لا يمكن إلاّ بهذه الطّريقة، أمّا صيده وهو لا زال متوحّشاً صيده أساساً يكون بهذه الطّريقة يضعون له حمامة في شبك.
الشيخ : إذا كان لا يمكن الوصول إلى الانتفاع به إلاّ بهذه الطّريقة وهي حيّة فلا بأس، أمّا إذا كان يمكن ولو بطريق بعيدة فلا يجوز إيذاؤه.
السائل : وصيد الصّقر الوحشي؟
الشيخ : لا بأس به.
السائل : بحمام حيّ؟
الشيخ : لا بأس به إذا لم يمكن إلاّ بهذا.
السائل : أليس فيه تعذيب للحيوان؟
الشيخ : تعذيب لمصلحة، مثل ما نعذّبه بالوسم لمصلحته.
السائل : جزاك الله خيراً يا شيخ.

السائل : يا شيخ السؤال يقول: الآن يحدث في أغلب المساجد تأخير صلاة العصر وصلاة الفجر، ويستدلّ البعض بحديث: ( أسفروا بالفجر فإنّه أكمل للأجر ) فما أدري ما تعليقكم على هذا؟
الشيخ : طيب والعصر ماذا يقولون، ما دليلهم؟
السائل : العصر يحتجّون بأنّ النّاس ينامون بعد الدوام فلأجل أن يدركوا الصّلاة.
الشيخ : القاعدة الشّرعيّة التي تدلّ عليها السّنّة: " أنّ الأفضل تقديم الصّلوات الخمس كلّها إلاّ العشاء فالأفضل تأخيرها ما لم يشقّ والظّهر في شدّة الحرّ "، الفجر ورد حديث في صحّته نظر أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أمر بتأخيرها في ليالي الصّيف القصيرة وبتقديمها في ليالي الشّتاء كالعادة، وأمّا حديث ( أسفروا بالفجر ) وما أشبه ذلك فله أحد معنيين:
إمّا أنّ المعنى لا تتعجّلوا فيها حتّى تتيقّنوا الإسفار، أو أنّ المعنى أطيلوا القراءة فيها حتى ينتشر الإسفار ويتبيّن.

السائل : فضيلة الشّيخ سمعنا فتوى تنقل عنكم نريد التّأكّد من صحّتها.
الشيخ : نعم.
السائل : أنّه لا يجوز صيد الضّبّ بالسّلاح لأنّه مقدور عليه؟
الشيخ : أمّا الذي معك بيدك من الضّبّان فلا بدّ من ذنبحه لأنّك قادر عليه، وأما الذي في الطّريق فلا تقدر عليه، إن قدرت عليه فلا يجوز إلاّ بذبحه وإن لم تقدر فيجوز أن تصيده بالبندقيّة، إذا كان البعير الآن إذا ندّ وشرد ولم تقدر عليه يجوز أن تقتله بالرّمي، أو إذا وقع في بئر ولم تتمكّن من النّزول إليه لنحره فبالبندق، فكيف بالضّبّ؟!
وأنت إذا سمعت عنّي شيئا تستنكره فاتّصل بي، لأنّه كثير ما ينقل عنّي وعن غيري من العلماء أشياء غير صحيحة، إمّا أنّها كذب محض، أو أنّ السّائل سأل ولم يفهم الجواب، أو سأل على غير وجه الواقع فأجيب بحسب سؤاله، أو أنّه تشويها للسّمعة لأنّه في الحقيقة النّقل عن العلماء إمّا أن يكون خطأ في السّؤال، أو خطأ في فهم الجواب، أو إرادة السّوء ولم يقع شيء من هذا، فإذا سمعت عن أيّ عالم من العلماء ما تستنكره اتّصل به حتّى تكون على يقين، نعم، اليمين.

السائل : الله يحفظكم يا شيخ بالنّسبة لتفسير القرآن.
الشيخ : نعم.
السائل : كثيرا ما يقرأ تفسير القرآن ثمّ ينسى .
الشيخ : هاه؟
السائل : أقول ينسى.
الشيخ : نعم.
السائل : فما هي أيسر الطّرق لتثبيت فهم التّفسير؟
الشيخ : أيسرها بارك الله فيك التّعاهد، فقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بتعاهد القرآن وقال: ( تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده فهو أشدّ تفلّتا من الإبل في عقلها ) فأحسن شيء أن تتعاهده، من السّور ما يكفي أن تتعاهدها مرّة في الأسبوع، ومنها ما يحتاج إلى مرّتين، ومنها ما يكفي مرّة كلّ خمسة عشر يومًا، أي نعم.
السائل : التفسير !
الشيخ : هاه؟
السائل : أنا أقصد بالنّسبة للتّفسير؟
الشيخ : التّفسير أو الحفظ؟
السائل : التّفسير.
الشيخ : التّفسير إذا نسيته فراجعه.
السائل : الأولى قراءة التّفسير بالمأثور عن السّلف أو التّفاسير اللّغويّة؟
الشيخ : الأولى تفسير السّلف لأنّهم أعلم النّاس بمعنى القرآن.

السائل : السّلام عليكم .
فضيلة الشّيخ، رجل متزوّج من امرأة لمدّة حوالي اثني عشرة سنة ولم يرزقهما الله بالذّرّيّة، وبعد هذه المدّة طلبت الزّوجة الطّلاق غير ما بأس وهو رافض لذلك، فما الذي يترتّب على هذا؟ علما بأنّ أهل الزّوجة يلحّون عليه بالطّلاق.
الشيخ : هذه بارك الله فيك، لا ندري السّبب هل هو من الرّجل أو المرأة.
السائل : المرأة تدّعي أنّ أهل الزّوج عملوا لها عملا لعدم الخلفة وهي تطالب بذلك لأن أهله عملوا لها عملا.
الشيخ : يعني هي تطالب بذلك لأن الرّجل لا يستطيع يجامعها؟
السائل : يجامعها.
الشيخ : لكن لا حمل بينهما.
السائل : نعم.
الشيخ : على كلّ حال ينظر إذا كان البلاء من الزّوج فللزّوجة الحقّ في طلب الطّلاق، فإن لم يطلّق طلّق عليه القاضي.
السائل : ليس فيه خلل.
الشيخ : أمّا إذا لم يكن فيه خلل.
السائل : ليس فيه خلل وليس فيها خلل أيضًا.
الشيخ : أي نعم، إذا لم يكن خلل من هذا ولا هذا فبقاء النّكاح بحاله هو الصّواب.
السائل : ولكن أهلها يا شيخ يلحّون على الطّلاق.
الشيخ : طيب لماذا يحكّمون حكما من أهله وحكما من أهلها؟ يعني اثنين من هؤلاء واثنين من هؤلاء، أو واحدا من هؤلاء وواحدا من هؤلاء ينظرون في الموضوع.
السائل : الآن يا شيخ هم لجأوا إلى المحكمة.
الشيخ : طيب، الحمد لله، ما دام لجأوا إلى المحكمة انتهى الموضوع.
السائل : شيخ بارك الله فيك .
الشيخ : لا، أنت لست ضيفاً.
السائل : يا شيخ أتى إليّ.
الشيخ : ولو أتى إليك، إذا انتهى الضّيوف فلا بأس، فأهل الدار، إذا لم يكن هناك ضيف فهو لك.

الشيخ : نعم.
السائل : فضيلة الشّيخ هناك شخص له زوجتان ورضع طفل من أحدهما فهل تكون الأخرى .
الشيخ : من أحدهما وإلاّ من إحداهما؟
السائل : نعم شيخ؟
الشيخ : مِن أحدهما وإلاّ من إحداهما؟ نعم؟
السائل : الله أعلم أظنّ من إحداهما.
الشيخ : ما تعرف النّحو، إذا قلت من أحدهما يعني أنّهم رجال.
السائل : نعم.
الشيخ : وإذا قلت من إحداهما يعني نساء، ولا يمكن أن يرضع من أحدهما! طيب.
السائل : من إحداهما.
الشيخ : نعم.
السائل : فهل تكون الأخرى أمّا له من الرّضاعة أم لا؟
الشيخ : لا، الأخرى ليست أمّه من الرّضاعة .
السائل : يعني ليست لها علاقة به؟
الشيخ : لها علاقة على رأي جمهور العلماء أنّها زوجة أبيه من الرّضاع وزوجة أبيه من الرّضاع كزوجة أبيه من النّسب، وشيخ الإسلام رحمه الله يرى خلاف ذلك، يقول: " الرّضاع لا يؤثّر في المصاهرة لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( يحرم من الرّضاع ما يحرم من النّسب ) وزوجة الأب حرام على الابن من جهة المصاهرة "، أعرفت الآن؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : فصارت الزّوجة الثانية فيها خلاف بالنّسبة للمرتضع، أي نعم.

السائل : يا شيخ بارك الله فيك كيف نجمع بين قول الله تعالى!
الشيخ : بين؟
السائل : بين قول الله تعالى: (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين )) وما تركنا فيها !
الشيخ : (( فما وجدنا )).
السائل : (( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )).
الشيخ : أنت أخطأت في الآية أنت قلت فما تركنا وهي فما وجدنا.
السائل : (( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )).
الشيخ : ليس فيها إشكال الآن.
السائل : كيف نجمع بينهما؟
الشيخ : لأنّ الدّار، دار لوط عليه الصّلاة والسّلام دار إسلام، بيته الذي فيه مسلمين، حتى زوجته الكافرة ما تعلن كفرها، لكن لما أراد الله إنجاء أهل الدّار أنجى المؤمنين الذين إيمانهم ظاهر وباطن، فبقيت هي لأنّها مسلمة وليست مؤمنة، فهمت؟ اتّضح لك ولاّ لا؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب.

الشيخ : اسأل.
السائل : بارك الله فيك، بعض النّاس أو بعض الدّعاة .
الشيخ : بعض النّاس إيش؟
السائل : بعض الدّعاة يتّهم داعية آخر، فإذا قيل له في ذلك، قال: حدّثني رجل معروف بعلمه وعدله، فإذا قلت: تثبّت، قال التّثبّت فيما إذا كان النّاقل فاسقاً، فما رأيكم في هذا؟
الشيخ : هذا صحيح، كلامه صحيح من حيث الظّاهر، أنّه إذا أخبرك رجل ثقة لا حاجة للتّثبّت لأنّ الله قال: (( يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا )) لكن قد يكون الإنسان ثقة ولكن له هوى فتضعف الثّقة من هذه النّاحية، نعم.

السائل : بارك الله فيك يا شيخ أشكل عليّ الجمع بين قوله تعالى: (( يوم يُخرجون من الأجداث سراعاً كأنهم جراد منتشر )) وقوله سبحانه وتعالى: (( يوم يخرجون من الأجداث سراعاً كأنهم إلى نُصب يوفضون )) يعني كأنّهم يعرفون طريقهم وعندهم علامات يتّبعونها؟
الشيخ : أنت تدري يوم القيامة كم يوم؟
السائل : خمسين ألف سنة.
الشيخ : طيب، تتغيّر الأحوال، فهم كأنّهم جراد منتشر ثمّ بعد ذلك يهتدون إلى الطّريق ويسعون.
السائل : بارك الله فيك.
الشيخ : انتهى الوقت، عندك سؤال؟

السائل : هل يصحّ في عقد النّكاح أن يقول أهل الزّوجة: نريد مبلغا من المال ولكنّك تحضر بدلا عنه ذهبا .
الشيخ : ولكن إيش؟
السائل : تحضر ذهباً.
الشيخ : يعني يقول هذا أهل الزّوجة؟
السائل : نعم أهل الزّوجة.
الشيخ : نعم.
السائل : فهل يعتبر الذّهب من الصّداق؟
الشيخ : أي نعم، يعتبر من الصّداق.

السائل : شيخ حفظك الله، بعض النّاس يطلقون على الشّيطان أنّه طويل العمر، وإذا قيل لهم لماذا؟
قالوا لأنّه يعيش منذ أن خلقه الله إلى قيام السّاعة وهو حيّ، فهل هذا الإطلاق صحيح؟
الشيخ : ليس بصحيح، حتى أنّ يا طويل العمر لا تقال إلاّ في مقام الثّناء، فمن يثني على الشّيطان؟!
هههه، سبحانك اللهمّ ربنا وبحمدك أشهد ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.