سلسلة لقاء الباب المفتوح-185a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير الآيات ( 33 - 40 ) من سوة القمر .
الشيخ : الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أمّا بعد:
فإنّنا نستأنف هذا اللّقاء المسمّى: بلقاء الباب المفتوح، الذي يتمّ كلّ يوم خميس، بعد أن تركناه مدّة الإجازة الصّيفيّة نظراً لأنّ الناس يتفرّقون هنا وهناك، فنستفتح هذا الاستئناف هذا يوم الخميس، التاسع عشر من شهر جمادى الأولى عام تسعة عشر وأربعمائة وألف، نسأل الله تبارك وتعالى أن يمنّ علينا وعليكم بالعلم النّافع والعمل الصّالح.
السائل : آمين.
الشيخ : كنّا رأينا أن يكون ابتداء اللّقاء تفسيرَ الآيات الكريمة في سور المفصّل، وانتهينا إلى قول الله تعالى في سورة القمر: (( كذّبت عاد )) .
السائل : انتهينا منها.
الشيخ : هاه؟ قرأنا التي قبلها؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، انتهينا إلى قول الله تعالى: (( كذّبت قوم لوط بالنّذر )):
قوم لوط هم أناس كفروا بالله عزّ وجلّ وأشركوا به، وكان ما اختَصّوا به من المعاصي هذه الفعلة القبيحة الشّنيعة وهي: اللّواط، أي: إتيان الذّكرِ الذّكرَ، وحذّرهم نبيّهم من هذا وقال لهم: (( أتأتون الذّكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون ))، ولكنّهم والعياذ بالله استمرّوا على هذا حتّى جاءهم العذاب، وهذه السّورة ذكر الله تعالى فيها قصص الأنبياء على سبيل الإجمال، فقال فيما سبق ما تقدّم الكلام عليه، وقال هنا: (( كذّبت قوم لوط بالنّذر )) :
النّذر: جمع نذير، وهي الكلمات التي أنذرهم بها لوط عليه الصّلاة والسّلام وجمعها يدلّ على أنّه كان يكرّر عليهم هذا، ولكنّهم أبوا وأصرّوا على هذا الفعل، فبيّن الله عقوبتهم بقوله:
(( إنّا أرسلنا عليهم حاصباً إلاّ آل لوط نجيّناهم بسحر )):
حاصباً: يعني شيئاً يحصبهم من السّماء، أمطر الله عليهم حجارة من سجّيل، فهدّمت بيوتهم حتى كان عاليها سافلها، لأنّ البناء إذا تهدّم صار أعلاه أسفله، (( إلاّ آل لوط )) وآل لوط هم أهل بيته إلاّ زوجته، كما قال تعالى: (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )) نبيّ يبعث إلى قومه ولم يتّبعه إلاّ أهل بيته إلاّ امرأته أيضاً فكانت كافرة، ومع ذلك فهو صابر حتّى أذن له بالخروج.
(( إلاّ آل لوط نجّيناهم بسحر )) أي: بالسحر في الصّباح، وذلك أنّ هؤلاء القوم أخذهم العذاب صباحاً، كما ابتدأ عذابُ عاد بالصّباح: (( سبع ليال وثمانية أيّام حسوماً )) لأنّه ابتدأ في الصّباح ، فأخذهم العذاب والعياذ بالله فأهلكهم الله.
(( نعمة من عندنا )) أي: أنعمنا على آلِ لوطٍ نعمة من عند الله عزّ وجلّ من وجهين:
الوجه الأوّل: أنّ الله أنجاهم.
والوجه الثاني: أنّ الله أهلك عدوّهم، لأنّ إهلاك العدوّ من نعمة الله، فصارت نعمة الله على آل لوط بالنّجاة وإهلاك العدوّ.
(( كذلك نجزي من شكر )) أي: مثل هذا الجزاء وهو الإنجاء والنّعمة نجزي من شكر نعمة الله، وشكر نعمة الله تعالى أيّها الإخوة هي القيام بطاعتهم وليست مجرّد قول الإنسان: أشكر الله، بل لا بدّ من القيام بالطّاعة، ولهذا من قال: أشكر الله وهو مقيم على معاصيه فإنّه ليس بشاكر، بل هو كافر بالنّعمة، مستهزئ بالله عزّ وجلّ، إذ إنّ مقتضى النّعمة أن يشكر الله ولكنّه عكس الأمر، قال الله تعالى: (( ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمت الله كفراً وأحلُّوا قومهم دار البوار * جهنّم يصلونها وبئس القرار )) فكلّ من شكر الله فإنّ الله تعالى ينجّيه ويهلك عدوّه .
(( ولقد أنذرهم بطتشتنا )) يعني: أنّ لوطاً عليه الصّلاة والسّلام أنذر قومه البطش وهي: الأخذ بالقوّة .
(( فتماروا بالنّذر )) أي: تشكّكوا فيه ولم يؤمنوا به.
(( ولقد راودوه عن ضيفنا )) يعني أنّ قومه راودوه عن ضيفه الذي جاء إليه من الملائكة، وكان الله تعالى قد بعث إليه الملائكة على صورة شباب مرد ذوي جمال وهيئة امتحاناً من الله عزّ وجلّ، فلمّا سمع قوم لوط بهؤلاء الضّيف أتوا يُهرعون إليهم، يسرعون، يريدون هؤلاء الضّيف ليفعلوا بهم الفاحشة والعياذ بالله، فراودوه عن ضيفه، فطمس الله أعينهم، أمّا كيف طمس أعينهم؟!
هل جبريل ضربهم بجناحه أو غير ذلك الله أعلم، إنّما علينا أن نؤمن أنّ الله تعالى طمس أعينهم حتّى أصبحوا لا يبصرون .
(( فذوقوا عذابي ونذر )) والأمر هنا للامتهان، أو إنّه أمر كونيّ، أي: أنّ الله أمرهم أمر إهانة أو أمراً كونيّاً أن يذوقوا العذاب، ومثل هذا قول الله تبارك وتعالى عن صاحب الجحيم: (( ذق إنّك أنت العزيز الكريم )) فإنّ هذا الأمر أمر إهانة بلا شكّ وليس أمر إكرام ولا أمر إباحة .
(( فذوقوا عذابي ونذر * ولقد صبَّحهم بكرة عذاب مستقرّ * فذوقوا عذابي ونذر )) يعني: أنّ العذاب صبّحهم وأتاهم في الصّباح على حين قيامهم من النّوم واستقبالهم يومهم وهم فرحون، كلّ واحد منهم يفكّر فيما سيفعله هذا اليوم، فإذا بالعذاب يقع بهم، نسأل الله العافية .
(( فذوقوا عذابي ونذر * ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر )):
من العبرة في هذه الآية:
أنّ هؤلاء الذين قلب الله فطرتهم وطبيعتهم قلب الله عليهم البنيان برميهم بحجارة من سجّيل، فتهدّم البنيان حتّى صار أعلاه أسفلَه، وقيل: إنّ الله تعالى قَلَب بهم ديارهم واقتلعها من أساسها حتى رفعها ثمّ قلبها، فإن صحّ هذا فالله على كلّ شيء قدير، وإن لم يصحّ فليس علينا إلاّ أن نأخذ بظاهر القرآن أنّهم أُمطروا بحجارة من سجّيل فتهدّم البناء عليهم.
أخذ العلم من ذلك أنّ اللّوطيّ يقتل بكلّ حال، الفاعل والمفعول به، وهذا هو القول الرّاجح: أنّ اللّواط يجب فيه القتل على كلّ حال، وليس كالزّنا الزنا يفرّق فيه بين المتزوّج وغير المتزوّج، أمّا اللّواط يجب فيه القتل على كلّ حال ما دام الفاعل والمفعول به بالغين عاقلين فإنّه يجب قتلهما على كلّ حال، إلاّ المكره فالمكره ليس عليه شيء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " أجمع الصّحابة رضي الله عنهم على قتل الفاعل والمفعول به " ، إلاّ أنّهم اختلفوا كيف يقتلان، فقال بعضهم:
يقتلان بالرّجم بالحجارة حتّى يموتا.
وقال بعضهم: يقتلان بأن يلقيا من أعلى مكان في البلد ويُتبعان بالحجارة.
وحرّق أبو بكر رضي الله عنه اللّوطيّ بالنّار، وكذلك خالد بن الوليد، وأحد خلفاء بني أمّيّة حرّقوهم بالنّار لِعُظمِ جرمهم والعياذ بالله، ولأنّ هذه الفاحشة إذا انتشرت في قوم صار رجالها نساءً، وصار الواحد منهم يتتبّع فحول الرّجال حتّى يفعلوا به الفاحشة والعياذ بالله، وانقلبت الأوضاع، وضاع النّسل، بمعنى: أنّ النّاس ينصرفون إلى الذّكور ويدعون النّساء اللّاتي هنّ حرث للرّجال، والتّحرّز منه صعب، لأنّه لا يمكن أن نجد اثنين ونقول: كيف صحبت هذا مثلاً، لكن لو وجدنا رجلا وامرأة يمكن التّحرّز منهما، فلذلك كان دواء المجتمع من هذه الفعلة القبيحة الشّنيعة: أن يقتل الفاعل والمفعول به، وقد جاء في ذلك حديث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ( مَن وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به )، ولهذا يجب علينا أيّها الإخوة أن نحترز من هذا غاية الاحتراز وأن نتفقّد أبناءنا أين ذهبوا، ومن أين جاؤوا، ومن أصدقاؤهم، وهل هم على الإستقامة أو لا، حتى نحمي المجتمع من هذا العمل الخبيث.
ثمّ قال الله عزّ وجلّ: (( ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر )) يسّر الله عزّ وجلّ القرآن للذّكر: لحفظه ولفهم معناه، وهذا الخبر يُراد به الحثّ على حفظ القرآن وعلى تدبّر معناه لأنّه ميسّر وسهل، وأنت جرّب، تدبّر في آيات الله عزّ وجلّ لتفهم معناها وانظر كيف ييسّر الله لك فهمها حتّى تفهم منها ما لا يفهمه كثير من النّاس، ولهذا قال: (( فهل من مدكّر )) والاستفهام هنا للتّشويق، يعني هل أحد يدكّر، يتذكّر، يتّعظ بما في القرآن؟!
ثمّ قال عزّ وجلّ: (( ولقد جاء آل فرعون النّذر * كذّبوا بآياتنا كلّها )) الآيات.
وأتى الآن دور الأسئلة ونبدأ باليمين ولكلّ واحد سؤال، إلاّ المواطنين فليس لهم حقّ فالحقّ للضّيوف حتّى ينتهوا.
أمّا بعد:
فإنّنا نستأنف هذا اللّقاء المسمّى: بلقاء الباب المفتوح، الذي يتمّ كلّ يوم خميس، بعد أن تركناه مدّة الإجازة الصّيفيّة نظراً لأنّ الناس يتفرّقون هنا وهناك، فنستفتح هذا الاستئناف هذا يوم الخميس، التاسع عشر من شهر جمادى الأولى عام تسعة عشر وأربعمائة وألف، نسأل الله تبارك وتعالى أن يمنّ علينا وعليكم بالعلم النّافع والعمل الصّالح.
السائل : آمين.
الشيخ : كنّا رأينا أن يكون ابتداء اللّقاء تفسيرَ الآيات الكريمة في سور المفصّل، وانتهينا إلى قول الله تعالى في سورة القمر: (( كذّبت عاد )) .
السائل : انتهينا منها.
الشيخ : هاه؟ قرأنا التي قبلها؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، انتهينا إلى قول الله تعالى: (( كذّبت قوم لوط بالنّذر )):
قوم لوط هم أناس كفروا بالله عزّ وجلّ وأشركوا به، وكان ما اختَصّوا به من المعاصي هذه الفعلة القبيحة الشّنيعة وهي: اللّواط، أي: إتيان الذّكرِ الذّكرَ، وحذّرهم نبيّهم من هذا وقال لهم: (( أتأتون الذّكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون ))، ولكنّهم والعياذ بالله استمرّوا على هذا حتّى جاءهم العذاب، وهذه السّورة ذكر الله تعالى فيها قصص الأنبياء على سبيل الإجمال، فقال فيما سبق ما تقدّم الكلام عليه، وقال هنا: (( كذّبت قوم لوط بالنّذر )) :
النّذر: جمع نذير، وهي الكلمات التي أنذرهم بها لوط عليه الصّلاة والسّلام وجمعها يدلّ على أنّه كان يكرّر عليهم هذا، ولكنّهم أبوا وأصرّوا على هذا الفعل، فبيّن الله عقوبتهم بقوله:
(( إنّا أرسلنا عليهم حاصباً إلاّ آل لوط نجيّناهم بسحر )):
حاصباً: يعني شيئاً يحصبهم من السّماء، أمطر الله عليهم حجارة من سجّيل، فهدّمت بيوتهم حتى كان عاليها سافلها، لأنّ البناء إذا تهدّم صار أعلاه أسفله، (( إلاّ آل لوط )) وآل لوط هم أهل بيته إلاّ زوجته، كما قال تعالى: (( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين )) نبيّ يبعث إلى قومه ولم يتّبعه إلاّ أهل بيته إلاّ امرأته أيضاً فكانت كافرة، ومع ذلك فهو صابر حتّى أذن له بالخروج.
(( إلاّ آل لوط نجّيناهم بسحر )) أي: بالسحر في الصّباح، وذلك أنّ هؤلاء القوم أخذهم العذاب صباحاً، كما ابتدأ عذابُ عاد بالصّباح: (( سبع ليال وثمانية أيّام حسوماً )) لأنّه ابتدأ في الصّباح ، فأخذهم العذاب والعياذ بالله فأهلكهم الله.
(( نعمة من عندنا )) أي: أنعمنا على آلِ لوطٍ نعمة من عند الله عزّ وجلّ من وجهين:
الوجه الأوّل: أنّ الله أنجاهم.
والوجه الثاني: أنّ الله أهلك عدوّهم، لأنّ إهلاك العدوّ من نعمة الله، فصارت نعمة الله على آل لوط بالنّجاة وإهلاك العدوّ.
(( كذلك نجزي من شكر )) أي: مثل هذا الجزاء وهو الإنجاء والنّعمة نجزي من شكر نعمة الله، وشكر نعمة الله تعالى أيّها الإخوة هي القيام بطاعتهم وليست مجرّد قول الإنسان: أشكر الله، بل لا بدّ من القيام بالطّاعة، ولهذا من قال: أشكر الله وهو مقيم على معاصيه فإنّه ليس بشاكر، بل هو كافر بالنّعمة، مستهزئ بالله عزّ وجلّ، إذ إنّ مقتضى النّعمة أن يشكر الله ولكنّه عكس الأمر، قال الله تعالى: (( ألم تر إلى الذين بدّلوا نعمت الله كفراً وأحلُّوا قومهم دار البوار * جهنّم يصلونها وبئس القرار )) فكلّ من شكر الله فإنّ الله تعالى ينجّيه ويهلك عدوّه .
(( ولقد أنذرهم بطتشتنا )) يعني: أنّ لوطاً عليه الصّلاة والسّلام أنذر قومه البطش وهي: الأخذ بالقوّة .
(( فتماروا بالنّذر )) أي: تشكّكوا فيه ولم يؤمنوا به.
(( ولقد راودوه عن ضيفنا )) يعني أنّ قومه راودوه عن ضيفه الذي جاء إليه من الملائكة، وكان الله تعالى قد بعث إليه الملائكة على صورة شباب مرد ذوي جمال وهيئة امتحاناً من الله عزّ وجلّ، فلمّا سمع قوم لوط بهؤلاء الضّيف أتوا يُهرعون إليهم، يسرعون، يريدون هؤلاء الضّيف ليفعلوا بهم الفاحشة والعياذ بالله، فراودوه عن ضيفه، فطمس الله أعينهم، أمّا كيف طمس أعينهم؟!
هل جبريل ضربهم بجناحه أو غير ذلك الله أعلم، إنّما علينا أن نؤمن أنّ الله تعالى طمس أعينهم حتّى أصبحوا لا يبصرون .
(( فذوقوا عذابي ونذر )) والأمر هنا للامتهان، أو إنّه أمر كونيّ، أي: أنّ الله أمرهم أمر إهانة أو أمراً كونيّاً أن يذوقوا العذاب، ومثل هذا قول الله تبارك وتعالى عن صاحب الجحيم: (( ذق إنّك أنت العزيز الكريم )) فإنّ هذا الأمر أمر إهانة بلا شكّ وليس أمر إكرام ولا أمر إباحة .
(( فذوقوا عذابي ونذر * ولقد صبَّحهم بكرة عذاب مستقرّ * فذوقوا عذابي ونذر )) يعني: أنّ العذاب صبّحهم وأتاهم في الصّباح على حين قيامهم من النّوم واستقبالهم يومهم وهم فرحون، كلّ واحد منهم يفكّر فيما سيفعله هذا اليوم، فإذا بالعذاب يقع بهم، نسأل الله العافية .
(( فذوقوا عذابي ونذر * ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر )):
من العبرة في هذه الآية:
أنّ هؤلاء الذين قلب الله فطرتهم وطبيعتهم قلب الله عليهم البنيان برميهم بحجارة من سجّيل، فتهدّم البنيان حتّى صار أعلاه أسفلَه، وقيل: إنّ الله تعالى قَلَب بهم ديارهم واقتلعها من أساسها حتى رفعها ثمّ قلبها، فإن صحّ هذا فالله على كلّ شيء قدير، وإن لم يصحّ فليس علينا إلاّ أن نأخذ بظاهر القرآن أنّهم أُمطروا بحجارة من سجّيل فتهدّم البناء عليهم.
أخذ العلم من ذلك أنّ اللّوطيّ يقتل بكلّ حال، الفاعل والمفعول به، وهذا هو القول الرّاجح: أنّ اللّواط يجب فيه القتل على كلّ حال، وليس كالزّنا الزنا يفرّق فيه بين المتزوّج وغير المتزوّج، أمّا اللّواط يجب فيه القتل على كلّ حال ما دام الفاعل والمفعول به بالغين عاقلين فإنّه يجب قتلهما على كلّ حال، إلاّ المكره فالمكره ليس عليه شيء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " أجمع الصّحابة رضي الله عنهم على قتل الفاعل والمفعول به " ، إلاّ أنّهم اختلفوا كيف يقتلان، فقال بعضهم:
يقتلان بالرّجم بالحجارة حتّى يموتا.
وقال بعضهم: يقتلان بأن يلقيا من أعلى مكان في البلد ويُتبعان بالحجارة.
وحرّق أبو بكر رضي الله عنه اللّوطيّ بالنّار، وكذلك خالد بن الوليد، وأحد خلفاء بني أمّيّة حرّقوهم بالنّار لِعُظمِ جرمهم والعياذ بالله، ولأنّ هذه الفاحشة إذا انتشرت في قوم صار رجالها نساءً، وصار الواحد منهم يتتبّع فحول الرّجال حتّى يفعلوا به الفاحشة والعياذ بالله، وانقلبت الأوضاع، وضاع النّسل، بمعنى: أنّ النّاس ينصرفون إلى الذّكور ويدعون النّساء اللّاتي هنّ حرث للرّجال، والتّحرّز منه صعب، لأنّه لا يمكن أن نجد اثنين ونقول: كيف صحبت هذا مثلاً، لكن لو وجدنا رجلا وامرأة يمكن التّحرّز منهما، فلذلك كان دواء المجتمع من هذه الفعلة القبيحة الشّنيعة: أن يقتل الفاعل والمفعول به، وقد جاء في ذلك حديث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ( مَن وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به )، ولهذا يجب علينا أيّها الإخوة أن نحترز من هذا غاية الاحتراز وأن نتفقّد أبناءنا أين ذهبوا، ومن أين جاؤوا، ومن أصدقاؤهم، وهل هم على الإستقامة أو لا، حتى نحمي المجتمع من هذا العمل الخبيث.
ثمّ قال الله عزّ وجلّ: (( ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر )) يسّر الله عزّ وجلّ القرآن للذّكر: لحفظه ولفهم معناه، وهذا الخبر يُراد به الحثّ على حفظ القرآن وعلى تدبّر معناه لأنّه ميسّر وسهل، وأنت جرّب، تدبّر في آيات الله عزّ وجلّ لتفهم معناها وانظر كيف ييسّر الله لك فهمها حتّى تفهم منها ما لا يفهمه كثير من النّاس، ولهذا قال: (( فهل من مدكّر )) والاستفهام هنا للتّشويق، يعني هل أحد يدكّر، يتذكّر، يتّعظ بما في القرآن؟!
ثمّ قال عزّ وجلّ: (( ولقد جاء آل فرعون النّذر * كذّبوا بآياتنا كلّها )) الآيات.
وأتى الآن دور الأسئلة ونبدأ باليمين ولكلّ واحد سؤال، إلاّ المواطنين فليس لهم حقّ فالحقّ للضّيوف حتّى ينتهوا.
هل أهل مدين هم أصحاب الأيكة ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليكم، ذكر الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم قوله تعالى: (( كذّب أصحاب الأيكة المرسلين ))، وقال تعالى في آية أخرى: (( وإلى مدين أخاهم شعيباً )) فهل مدين هم أصحاب الأيكة؟
أحسن الله إليك يا شيخ.
الشيخ : نعم، أصحاب الأيكة ليسوا من قوم شعيب، ولهذا قال في قومه أخاهم، وقال في هؤلاء: (( كذّب أصحاب الأيكة المرسلين ))، لكنّهم قوم كلّف الله شعيبًا أن يذهب إليهم فذهب إليهم بأمر الله.
ومن ثَمَّ نعرف ضلال من قال إنّ قوله: (( وإلى مدين أخاهم شعيبًا )) وما أشبهها أنّ هؤلاء إخوة له في الإنسانيّة، وأنّ الأخوّة الإنسانيّة شاملة لكلّ إنسان!!
فالكافر على تقدير قول هؤلاء يكون أخاً لنا، وهذا لا شكّ أنّه خطأ عظيم بل هي أخوّة النّسب، لأنّهم قومه فهم إخوانه، ولا يمكن أن نقول: إنّ بني آدم إخوة في الإنسانيّة أبدًا، لأنّه لا ولاية ولا أخوّة بين المؤمن والكافر، نعم.
أحسن الله إليك يا شيخ.
الشيخ : نعم، أصحاب الأيكة ليسوا من قوم شعيب، ولهذا قال في قومه أخاهم، وقال في هؤلاء: (( كذّب أصحاب الأيكة المرسلين ))، لكنّهم قوم كلّف الله شعيبًا أن يذهب إليهم فذهب إليهم بأمر الله.
ومن ثَمَّ نعرف ضلال من قال إنّ قوله: (( وإلى مدين أخاهم شعيبًا )) وما أشبهها أنّ هؤلاء إخوة له في الإنسانيّة، وأنّ الأخوّة الإنسانيّة شاملة لكلّ إنسان!!
فالكافر على تقدير قول هؤلاء يكون أخاً لنا، وهذا لا شكّ أنّه خطأ عظيم بل هي أخوّة النّسب، لأنّهم قومه فهم إخوانه، ولا يمكن أن نقول: إنّ بني آدم إخوة في الإنسانيّة أبدًا، لأنّه لا ولاية ولا أخوّة بين المؤمن والكافر، نعم.
من فاتته صلاة الوتر في الليل وقضاها ضحاً هل يدخل معها ركعتي الضحى .؟ ومتى يقرأ سورة الإخلاص .؟
السائل : فضيلة الشّيخ لو فاتت شخصًا صلاة الوتر في الليل وأراد أن يقضيها في النّهار وقت الضّحى فهل يدخل معها ركعتي الضّحى؟
الأمر الثاني متى يقرأ سورة الإخلاص هل في الرّكعة الأخيرة أم التي قبلها الشفع؟
الشيخ : إذا فاتت الإنسان صلاة الوتر فإنّه يقضيها في النّهار لكن شفعًا، إذا كان من عادته أن يوتر بثلاث فيقضي أربعًا، وإن كان من عادته أن يوتر بخمس يقضي ستّا، لحديث عائشة رضي الله عنها: ( أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إذا فاتته صلاة اللّيل من نوم أو وجع صلّى من النّهار ثنتي عشرة ركعة ) .
وأمّا ما يقرؤه فالأقرب أن يجعل (( قل هو الله أحد )) في الرّكعة الأخيرة.
وأمّا هل تغني عن ركعتي الضّحى؟
فلا، لأنّ ركعتي الضّحى سنّة مستقلّة فلا بدّ من فعلها وحدها.
الأمر الثاني متى يقرأ سورة الإخلاص هل في الرّكعة الأخيرة أم التي قبلها الشفع؟
الشيخ : إذا فاتت الإنسان صلاة الوتر فإنّه يقضيها في النّهار لكن شفعًا، إذا كان من عادته أن يوتر بثلاث فيقضي أربعًا، وإن كان من عادته أن يوتر بخمس يقضي ستّا، لحديث عائشة رضي الله عنها: ( أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إذا فاتته صلاة اللّيل من نوم أو وجع صلّى من النّهار ثنتي عشرة ركعة ) .
وأمّا ما يقرؤه فالأقرب أن يجعل (( قل هو الله أحد )) في الرّكعة الأخيرة.
وأمّا هل تغني عن ركعتي الضّحى؟
فلا، لأنّ ركعتي الضّحى سنّة مستقلّة فلا بدّ من فعلها وحدها.
3 - من فاتته صلاة الوتر في الليل وقضاها ضحاً هل يدخل معها ركعتي الضحى .؟ ومتى يقرأ سورة الإخلاص .؟ أستمع حفظ
هل يحصل التحلل الأول بالحلق قياساً على الرمي ؟
الشيخ : نعم؟
السائل : جزاك الله خيراً يا شيخ، سؤالي عن التّحلّل الأوّل في الحجّ يا شيخ .
الشيخ : إيش؟
السائل : التّحلّل الأوّل.
الشيخ : نعم.
السائل : أكثر أهل العلم قالوا أنه بأحد عملين من الأعمال الثلاثة، لكن ابن قدامة نقل عن الشّافعي في المغني أظنّ أنّه يكون التّحلّل بنسك واحد، فهل يمكن أن يقاس ذلك بالنّسبة للحلق يا شيخ؟
الشيخ : للحلق؟
السائل : أي نعم، إذا عددنا الحلق من الأنساك التي فعلها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في يوم الحجّ.
الشيخ : ما فهمت السّؤال، أنا فهمت أنّ التّحلّل الأوّل يكون بواحد أو باثنين والتّفريع على هذا ما فهمته.
السائل : الثابت أنّ التّحلّل بالرّمي بواحد كالرّمي .
الشيخ : دعني من الثابت وغير الثابت لأنّنا لم نصله بعد وهو راجع إليّ وليس إليك، لكن الكلام على أنّك ماذا تريد بالسّؤال؟
السائل : أي نعم، إذا كان يثبت التّحلّل الأوّل بنسك واحد.
الشيخ : نعم.
السائل : فهل نستطيع أن نقيس على ذلك الحلق إذا اعتبرناه نسكًا من الأنساك التي فعلها النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام؟
الشيخ : نعم.
السائل : في يوم الحجّ الأكبر، فهل نستطيع أن نقيسه على رمي جمرة العقبة؟
الشيخ : أي نعم، فهمت، من المعلوم أنّ الحديث الوارد عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إذا رميتم فقد حلَّ لكم كلّ شيء إلاّ النّساء )، وفي لفظ: ( إذا رميتم وحلقتم ، فقد حلّ لكم كلّ شيء إلاّ النّساء ) ، وقول بعض الفقهاء: أنّه إذا فعل اثنين من ثلاثة أحلّ التّحلّل الأوّل لا دليل عليه، بل يقال: إنّ التّحلّل الأوّل مرتبط إمّا بالرّمي وحده، وإمّا بالرّمي والحلق، أمّا اثنين من ثلاثة فهذه وإن كان له حظّ من النّظر ولكنّه ضعيف، فيقتصر على ما جاء به النّصّ.
أمّا هل يحصل التّحلّل بالرّمي وحده أو بالرّمي والحلق؟
فالصّواب أنّه لا يحصل إلاّ بالرّمي والحلق، لأنّ حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( كنت أطيّب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحلّه قبل أن يطوف بالبيت )، ومعلوم أنّه لا طواف بالبيت بالنّسبة لفعل الرّسول عليه الصّلاة والسّلام إلاّ بعد الرّمي والحلق، ولو كان يتحلّل قبل الحلق لقالت: ولحلّه قبل أن يحلق، فلمّا قالت: ( قبل أن يطوف ) علمنا أنّه لا يحلّ إلاّ بالحلق بالتحلل الأول.
وأيضًا فإنّ الحلق رُتّب عليه الحلّ في مسألة الإحصار، فإنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا أُحصر في الحديبية أمرهم أن يحلقوا ثمّ يحلّوا، ولا حلّ للمحصر إلاّ بعد الخلق.
فالصّواب أنّه لا يحلّ التّحلّل الأوّل إلاّ بعد الرّمي والحلق، وأنّه لو رمى وطاف لم يحلّ، ولو حلق وطاف لم يحلّ، وإنّما يُقتصر في الحلّ على ما جاء به النّصّ وهو الرّمي والحلق، نعم.
السائل : جزاك الله خيراً يا شيخ، سؤالي عن التّحلّل الأوّل في الحجّ يا شيخ .
الشيخ : إيش؟
السائل : التّحلّل الأوّل.
الشيخ : نعم.
السائل : أكثر أهل العلم قالوا أنه بأحد عملين من الأعمال الثلاثة، لكن ابن قدامة نقل عن الشّافعي في المغني أظنّ أنّه يكون التّحلّل بنسك واحد، فهل يمكن أن يقاس ذلك بالنّسبة للحلق يا شيخ؟
الشيخ : للحلق؟
السائل : أي نعم، إذا عددنا الحلق من الأنساك التي فعلها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في يوم الحجّ.
الشيخ : ما فهمت السّؤال، أنا فهمت أنّ التّحلّل الأوّل يكون بواحد أو باثنين والتّفريع على هذا ما فهمته.
السائل : الثابت أنّ التّحلّل بالرّمي بواحد كالرّمي .
الشيخ : دعني من الثابت وغير الثابت لأنّنا لم نصله بعد وهو راجع إليّ وليس إليك، لكن الكلام على أنّك ماذا تريد بالسّؤال؟
السائل : أي نعم، إذا كان يثبت التّحلّل الأوّل بنسك واحد.
الشيخ : نعم.
السائل : فهل نستطيع أن نقيس على ذلك الحلق إذا اعتبرناه نسكًا من الأنساك التي فعلها النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام؟
الشيخ : نعم.
السائل : في يوم الحجّ الأكبر، فهل نستطيع أن نقيسه على رمي جمرة العقبة؟
الشيخ : أي نعم، فهمت، من المعلوم أنّ الحديث الوارد عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إذا رميتم فقد حلَّ لكم كلّ شيء إلاّ النّساء )، وفي لفظ: ( إذا رميتم وحلقتم ، فقد حلّ لكم كلّ شيء إلاّ النّساء ) ، وقول بعض الفقهاء: أنّه إذا فعل اثنين من ثلاثة أحلّ التّحلّل الأوّل لا دليل عليه، بل يقال: إنّ التّحلّل الأوّل مرتبط إمّا بالرّمي وحده، وإمّا بالرّمي والحلق، أمّا اثنين من ثلاثة فهذه وإن كان له حظّ من النّظر ولكنّه ضعيف، فيقتصر على ما جاء به النّصّ.
أمّا هل يحصل التّحلّل بالرّمي وحده أو بالرّمي والحلق؟
فالصّواب أنّه لا يحصل إلاّ بالرّمي والحلق، لأنّ حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( كنت أطيّب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحلّه قبل أن يطوف بالبيت )، ومعلوم أنّه لا طواف بالبيت بالنّسبة لفعل الرّسول عليه الصّلاة والسّلام إلاّ بعد الرّمي والحلق، ولو كان يتحلّل قبل الحلق لقالت: ولحلّه قبل أن يحلق، فلمّا قالت: ( قبل أن يطوف ) علمنا أنّه لا يحلّ إلاّ بالحلق بالتحلل الأول.
وأيضًا فإنّ الحلق رُتّب عليه الحلّ في مسألة الإحصار، فإنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لمّا أُحصر في الحديبية أمرهم أن يحلقوا ثمّ يحلّوا، ولا حلّ للمحصر إلاّ بعد الخلق.
فالصّواب أنّه لا يحلّ التّحلّل الأوّل إلاّ بعد الرّمي والحلق، وأنّه لو رمى وطاف لم يحلّ، ولو حلق وطاف لم يحلّ، وإنّما يُقتصر في الحلّ على ما جاء به النّصّ وهو الرّمي والحلق، نعم.
ما حد عورة المرأة مع المرأة ؟
السائل : شيخ ما حدّ عورة المرأة أمام المرأة سواء كانت من نسائها أو من النساء الأجنبيات؟
الشيخ : أي نعم، الظّاهر أنّ عورتها كعورة الرّجل مع الرّجل، عورة المرأة مع المرأة كعورة الرّجل مع الرّجل.
السائل : سواء كانت من أهل بيتها أو ؟
الشيخ : سواء من أهل البيت أو من النّساء الخارجيّات أو من مؤمنة أو من كافرة لا فرق.
السائل : نعم.
الشيخ : لكن ماذا تريد من هذا السّؤال؟
أتريد أن تخرج المرأة بثوب يستر ما بين السّرّة والرّكبة لنسائها؟!
أتريد هذا؟!
إنّ النّساء اللاّتي يسألن عن هذه النّقطة يردن هذا، يردن أن نقول: تخرج المرأة أمام المرأة وليس عليها إلاّ لباس يستر ما بين السّرّة والرّكبة، وهذا لا يمكن القول به أبدًا، حتّى أمام نساء الكفّار لا بدّ أن تضع على ثديها شيء، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى النّاظرة ولم يرخّص لللاّبسة قال: ( لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ) عرفت؟
وهنا فرق، ولذلك نقول: معنى هذا الحديث أنّ المرأة لو انكشف ساقُها لعمل شيء في بيتها، أو انكشف ذراعها أو عضدها لعمل شيء في بيتها، أو انكشف صدرها لحرارة أو ما أشبه ذلك، أو خرج ثديها لإرضاع ولدها أمام النّساء فلا بأس به، أمّا اللّباس فيجب أن يكون فضفاضًا ساترًا كما يفعل نساء الصّحابة، يعني من الكفّ إلى الكعب وهذا في البيت، وإذا خرجت فإنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أذن لها، أي: للمرأة أن ترخي ثوبها إلى ذراع لئلاّ ينكشف قدمُها.
ودع عنك الذين يتّبعون المتشابه من نصوص الكتاب والسّنّة، فإنّ هؤلاء على خطر عظيم، ومن حكمة الله عزّ وجلّ أنّ الله جعل نصوص الكتاب والسّنّة بعضها محكم لا التباس فيه ولا اشتباه وهذا من المعلوم أنّ كلّ إنسان سيؤمن به.
وجعل بعضها متشابهًا امتحانًا، فمن كان مؤمناً راسخاً في العلم حمل المتشابه على المحكم، فيكون الكلّ محكمًا، ومن في قلبه زيغ حمل المحكم على المتشابه واتّبع المتشابه، فليحذر المؤمن من أن يكون من هؤلاء.
ولتعلم أيّها الأخ أنّ فتنة النّساء عظيمة، وأنّه هلك بها من هلك من الأمم السّابقة، كما قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى وآله وسلّم: ( إنّما كانت فتنة بني إسرائيل في النّساء ) وهذه الفتنة أيضا ستكون في هذه الأمّة لقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( لتركبنّ سنن من كان قبلكم، قالوا: اليهود والنّصارى؟ قال: نعم )، في عصرنا الحاضر أعداؤنا لم يأتوننا ويقولون: اعبدوا المسيح، ولا اعبدوا اللاّت والعزّى، ولا اعبدوا البقر، أو الشّمس والقمر لأنّهم يعلمون أن هذا غير مقبول لدينا، لكن يأتوننا من قبل الشّهوات، فوضعوا الفتنة في النّساء، ومعلوم أنّ الإنسان إذا اتّبع هذه الفتنة صار بمنزلة البهيمة، ليس له همّ إلاّ إشباع بطنه واتّباع شهوته، فهلك وضلّ وأضلّ، ولذلك انظر تسابق النّاس إلى أقراص الفياجرا لما ظهرت، صاروا يشترونها بغالي الأثمان وهي قد تقتل الإنسان أحياناً لكن يقول: لعلّي أكون من النّاجين، لماذا؟
لأنّ هذه الأقراص تقوّي الشّهوة، فتراكض النّاس عليها، ولو صِيح به بأنّ معلّماً في البلد الفلانيّ القريب أو البعيد يعلّم الشّريعة بأصولها وفروعها فهل تراهم يتراكضون على هذا؟!
أجيبوني يا إخوة؟
السائل : لا نظن.
الشيخ : ما أظنّهم وإن ذكر بعضهم تخلّف الآخرون، فهذه الفتنة الآن أصبحت مشكلة، النّساء نزع من كثير منهنّ الحياء وصرن ينظرن إلى نساء الغرب اللاّتي نزع الله منهنّ الحياء والإيمان، والحياء كما نعلم من الإيمان، وبعض النّاس ممّن يتّبعون الشّهوات وممّن ركبتهم نساؤُهم صاروا على هذا، ولذلك يجب على شباب المسلمين أن يحذروا من هذه الفتنة، هذه فتنة عَظيمة وليست هيّنة وأن نسدّ كلّ طريق، وأن نوصد كلّ باب يوصل إلينا، نسأل الله أن يحمي المسلمين.
الشيخ : أي نعم، الظّاهر أنّ عورتها كعورة الرّجل مع الرّجل، عورة المرأة مع المرأة كعورة الرّجل مع الرّجل.
السائل : سواء كانت من أهل بيتها أو ؟
الشيخ : سواء من أهل البيت أو من النّساء الخارجيّات أو من مؤمنة أو من كافرة لا فرق.
السائل : نعم.
الشيخ : لكن ماذا تريد من هذا السّؤال؟
أتريد أن تخرج المرأة بثوب يستر ما بين السّرّة والرّكبة لنسائها؟!
أتريد هذا؟!
إنّ النّساء اللاّتي يسألن عن هذه النّقطة يردن هذا، يردن أن نقول: تخرج المرأة أمام المرأة وليس عليها إلاّ لباس يستر ما بين السّرّة والرّكبة، وهذا لا يمكن القول به أبدًا، حتّى أمام نساء الكفّار لا بدّ أن تضع على ثديها شيء، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى النّاظرة ولم يرخّص لللاّبسة قال: ( لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ) عرفت؟
وهنا فرق، ولذلك نقول: معنى هذا الحديث أنّ المرأة لو انكشف ساقُها لعمل شيء في بيتها، أو انكشف ذراعها أو عضدها لعمل شيء في بيتها، أو انكشف صدرها لحرارة أو ما أشبه ذلك، أو خرج ثديها لإرضاع ولدها أمام النّساء فلا بأس به، أمّا اللّباس فيجب أن يكون فضفاضًا ساترًا كما يفعل نساء الصّحابة، يعني من الكفّ إلى الكعب وهذا في البيت، وإذا خرجت فإنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أذن لها، أي: للمرأة أن ترخي ثوبها إلى ذراع لئلاّ ينكشف قدمُها.
ودع عنك الذين يتّبعون المتشابه من نصوص الكتاب والسّنّة، فإنّ هؤلاء على خطر عظيم، ومن حكمة الله عزّ وجلّ أنّ الله جعل نصوص الكتاب والسّنّة بعضها محكم لا التباس فيه ولا اشتباه وهذا من المعلوم أنّ كلّ إنسان سيؤمن به.
وجعل بعضها متشابهًا امتحانًا، فمن كان مؤمناً راسخاً في العلم حمل المتشابه على المحكم، فيكون الكلّ محكمًا، ومن في قلبه زيغ حمل المحكم على المتشابه واتّبع المتشابه، فليحذر المؤمن من أن يكون من هؤلاء.
ولتعلم أيّها الأخ أنّ فتنة النّساء عظيمة، وأنّه هلك بها من هلك من الأمم السّابقة، كما قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى وآله وسلّم: ( إنّما كانت فتنة بني إسرائيل في النّساء ) وهذه الفتنة أيضا ستكون في هذه الأمّة لقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( لتركبنّ سنن من كان قبلكم، قالوا: اليهود والنّصارى؟ قال: نعم )، في عصرنا الحاضر أعداؤنا لم يأتوننا ويقولون: اعبدوا المسيح، ولا اعبدوا اللاّت والعزّى، ولا اعبدوا البقر، أو الشّمس والقمر لأنّهم يعلمون أن هذا غير مقبول لدينا، لكن يأتوننا من قبل الشّهوات، فوضعوا الفتنة في النّساء، ومعلوم أنّ الإنسان إذا اتّبع هذه الفتنة صار بمنزلة البهيمة، ليس له همّ إلاّ إشباع بطنه واتّباع شهوته، فهلك وضلّ وأضلّ، ولذلك انظر تسابق النّاس إلى أقراص الفياجرا لما ظهرت، صاروا يشترونها بغالي الأثمان وهي قد تقتل الإنسان أحياناً لكن يقول: لعلّي أكون من النّاجين، لماذا؟
لأنّ هذه الأقراص تقوّي الشّهوة، فتراكض النّاس عليها، ولو صِيح به بأنّ معلّماً في البلد الفلانيّ القريب أو البعيد يعلّم الشّريعة بأصولها وفروعها فهل تراهم يتراكضون على هذا؟!
أجيبوني يا إخوة؟
السائل : لا نظن.
الشيخ : ما أظنّهم وإن ذكر بعضهم تخلّف الآخرون، فهذه الفتنة الآن أصبحت مشكلة، النّساء نزع من كثير منهنّ الحياء وصرن ينظرن إلى نساء الغرب اللاّتي نزع الله منهنّ الحياء والإيمان، والحياء كما نعلم من الإيمان، وبعض النّاس ممّن يتّبعون الشّهوات وممّن ركبتهم نساؤُهم صاروا على هذا، ولذلك يجب على شباب المسلمين أن يحذروا من هذه الفتنة، هذه فتنة عَظيمة وليست هيّنة وأن نسدّ كلّ طريق، وأن نوصد كلّ باب يوصل إلينا، نسأل الله أن يحمي المسلمين.
متى يبدأ وقت غسل الجمعة ؟
السائل : شيخ جزاك الله خيراً، متى يبدأ وقت غُسل الجمعة؟
الشيخ : أي نعم، غسل الجمعة يبتدئ من طلوع الفجر، ولكن الأفضل أن لا يغتسل إلاّ بعد طلوع الشّمس، لأنّ النّهار المتيقّن مِن طلوع الشّمس ولأنّ ما قبل طلوع الشّمس من وقت صلاة الفجر، فعلق صلاة الفجر لم تنقطع بعد، فالأفضل أن لا يغتسل إلاّ إذا طلعت الشّمس، ثمّ الأفضل أيضًا أن لا يغتسل إلاّ عند الذّهاب إلى الجمعة، ليكون ذهابه إلى الجمعة بعد الطّهارة مباشرة، نعم.
السائل : جزاك الله خيراً يا شيخ، قبل كلّ شيء يعني أودّ أن أقول إنّي أحبّك في الله.
الشيخ : أحبّك الله الذي أحببتنا فيه، اللهمّ اجعلنا مِن أحبابك.
السائل : اللهمّ آمين، وأنّ أهلي وأولادي في الكويت يقرؤونك السّلام.
الشيخ : عليك وعليهم السّلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : وأستسمحك في سؤالين اثنين إن شاء الله، السّؤال الأوّل !
الشيخ : وإن كان الإخوة لا يسمحون إلاّ بواحد.
السائل : نحن ضيوف وهذه أوّل مرّة نحضر عندك.
الشيخ : طيب.
الشيخ : أي نعم، غسل الجمعة يبتدئ من طلوع الفجر، ولكن الأفضل أن لا يغتسل إلاّ بعد طلوع الشّمس، لأنّ النّهار المتيقّن مِن طلوع الشّمس ولأنّ ما قبل طلوع الشّمس من وقت صلاة الفجر، فعلق صلاة الفجر لم تنقطع بعد، فالأفضل أن لا يغتسل إلاّ إذا طلعت الشّمس، ثمّ الأفضل أيضًا أن لا يغتسل إلاّ عند الذّهاب إلى الجمعة، ليكون ذهابه إلى الجمعة بعد الطّهارة مباشرة، نعم.
السائل : جزاك الله خيراً يا شيخ، قبل كلّ شيء يعني أودّ أن أقول إنّي أحبّك في الله.
الشيخ : أحبّك الله الذي أحببتنا فيه، اللهمّ اجعلنا مِن أحبابك.
السائل : اللهمّ آمين، وأنّ أهلي وأولادي في الكويت يقرؤونك السّلام.
الشيخ : عليك وعليهم السّلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : وأستسمحك في سؤالين اثنين إن شاء الله، السّؤال الأوّل !
الشيخ : وإن كان الإخوة لا يسمحون إلاّ بواحد.
السائل : نحن ضيوف وهذه أوّل مرّة نحضر عندك.
الشيخ : طيب.
حكم دم الحيض إذا لم يكن منتظماً ؟
السائل : السّؤال الأوّل يختص بأهلي: أنّ الدّورة الشّهرية للمرأة لها وقت معلوم والنّساء يعرفنه، إذا نزل دم الحيض في اليوم الأوّل قليل منه، ثمّ انقطع في اليوم الثاني وقت الصّلوات الخمس كاملة، ثمّ استمرّ بشكله الطّبيعي في اليوم الثّالث، فهل تقضي ذلك اليوم أو يكون داخلا في أيّام الحيض؟
الشيخ : نعم، بعض أهل العلم -رحمهم الله- يقولون: إنّ هذا الانقطاع اليسير يعني يوم من سبعة أيّام ليس بشيء يعني حكمه حكم الحيض، لأنّه جرت العادة في كثير من النّساء أنّه يحصل لها جفاف في أثناء الحيض فيلحق به.
وبعض العلماء يقولون: لا، إذا طهرت في يوم تغتسل وتصلّي وإذا جاءها الحيض تتوقّف، وهذا فيه مشقّة بلا شكّ، يعني لو فرض امرأة يأتيها يومين حيض ويوم طهارة، ويومين حيض ويوم طهارة، فيه مشقّة بأن تغتسل في الحيضة الواحدة ستّ أو سبع مرّات، الصّواب أنّ هذا حكمه حكم الحيض.
السائل : السّؤال الثاني: أنّه قد ابتلي كثير من بيوت المسلمين لدينا بوجود التّلفاز داخل البيت بحجّة معرفة الأخبار العالميّة والأحداث في بلاد المسلمين وما يحدث لهم، وفيه من المفاسد ما فيه، ودخل الآن السّاتلايت أو الدّشّ بحجّة التّوسّع في معرفة أخبار العالم وكذا كذا، وهذا إن حرص الإنسان على أن ينزعه من بيته فلا بدّ للأولاد والزوجة أن يعترضوا، ويجدونه في بيت الوالد أو بيت الجد أو بيت الخال !
الشيخ : نعم، بعض أهل العلم -رحمهم الله- يقولون: إنّ هذا الانقطاع اليسير يعني يوم من سبعة أيّام ليس بشيء يعني حكمه حكم الحيض، لأنّه جرت العادة في كثير من النّساء أنّه يحصل لها جفاف في أثناء الحيض فيلحق به.
وبعض العلماء يقولون: لا، إذا طهرت في يوم تغتسل وتصلّي وإذا جاءها الحيض تتوقّف، وهذا فيه مشقّة بلا شكّ، يعني لو فرض امرأة يأتيها يومين حيض ويوم طهارة، ويومين حيض ويوم طهارة، فيه مشقّة بأن تغتسل في الحيضة الواحدة ستّ أو سبع مرّات، الصّواب أنّ هذا حكمه حكم الحيض.
السائل : السّؤال الثاني: أنّه قد ابتلي كثير من بيوت المسلمين لدينا بوجود التّلفاز داخل البيت بحجّة معرفة الأخبار العالميّة والأحداث في بلاد المسلمين وما يحدث لهم، وفيه من المفاسد ما فيه، ودخل الآن السّاتلايت أو الدّشّ بحجّة التّوسّع في معرفة أخبار العالم وكذا كذا، وهذا إن حرص الإنسان على أن ينزعه من بيته فلا بدّ للأولاد والزوجة أن يعترضوا، ويجدونه في بيت الوالد أو بيت الجد أو بيت الخال !
اضيفت في - 2005-08-27