السائل : يا شيخ إذا دخل شخص المسجد فوجد جماعة يصلّون المغرب وهو لم يصلّ العصر، فهل يدخل معهم بنيّة العصر، أو يصلّي المغرب ثمّ يصلّي العصر؟
الشيخ : أو يصلّي العصر ثمّ المغرب؟
يدخل معهم بنيّة العصر، لأنّ القول الرّاجح أنّ اختلاف النّيّة بين الإمام والمأموم لا يؤثّر، فيدخل بنيّة العصر وإذا سلّم الإمام من المغرب يقوم فيأتي بالرّابعة إن كان دخل مع الإمام في أوّل الصّلاة، نعم.
السائل : جزاك الله خيراً يا شيخ، مِن أنواع التّسبيح المعروفة بعد الصّلاة .
الشيخ : إيش؟
السائل : من أنواع التّسبيح بعد الصّلاة .
الشيخ : أنواع؟
السائل : التّسبيح.
الشيخ : نعم.
السائل : أن تسبّح وتحمد وتكبّر عشر مرّات، وورد في الحديث أنّهنّ مائة وخمسون في العدد وألف وخمسمائة في الثّواب والأجر .
الشيخ : نعم.
السائل : فهل هذا الثواب محصور في نفس اليوم الواحد أو هو خاصّ بالصّلوات الخمس؟
الشيخ : ظاهر الحديث أنّه إذا فعلها في اليوم كلّه، ثلاثين في خمسة؟
السائل : مائة وخمسون.
الشيخ : مائة وخمسون، أي نعم.
السائل : جزاكم الله خيراً.
الشيخ : عن اليمين.

السائل : يا شيخ لو دخل المأموم خلف إمام يصلّي العشاء وهو لم يصلّ المغرب فهل يدخل !
الشيخ : كمّل السّؤال.
السائل : ماذا يفعل؟ الإمام صلاته رباعيّة وهو ثلاثيّة؟
الشيخ : طيب، إذا دخل مع الإمام الذي يصلّي العشاء وهو يريد صلاة المغرب فإن دخل معه في الثانية سلّم معه، لأنّه صلّى ثلاثًا، وإن دخل معه في الثّالثة أتى بعده بركعة، وإن دخل معه في الأولى فإنّ الإمام إذا قام إلى الرّابعة في صلاة العشاء يجلس هو ناوياً الانفراد فيتشهّد ويسلّم، ثمّ يدخل مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء، هذا هو القول الرّاجح.
ومن العلماء من قال: يصلّي المغرب أوّلاً ثمّ يدخل مع الإمام فيما بقي من صلاة العشاء، لكن القول الأوّل أحسن، لئلاّ ينفرد الإنسان عن الجماعة.
السائل : لو قدّم فصلّى العشاء قبل المغرب؟
الشيخ : إن كان جاهلاً فلا شيء عليه، وإن كان عالماً فلا يجوز، لأنّه إذا فعل هذا فقد أخلّ بالتّرتيب، وهنا لا حاجة للإخلال بالتّرتيب لأنّه يستطيع أن يصلّي المغرب ويفعل كما ذكرت لك، نعم.

الشيخ : نعم؟
السائل : يا شيخ جزاك الله خيراً، في الآية: (( من قبل الفتح وقاتل )) ما المراد بالفتح هل هو فتح مكّة أو صلح الحديبية؟
الشيخ : المراد بذلك صلح الحديبية كما جاء ذلك في الحديث، فإنّه في الحقيقة فتح، أوّلاً: لأنّه كان في مقدّمة الفتح لأنّ الفتح مبنيّ على الصّلح.
ثانياً: سمّي فتحاً لأنّ النّاس صار بعضهم يداخل بعضًا، وانقطع التّقاطع الذي بين قريش وبين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، وإنّما كان سبباً للفتح الأعظم لأنّ سببه -أعني الفتح الأعظم- أنّ قريشاً نقضت العهد الذي بينها وبين النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم في صلح الحديبية، حيث أَعانت حلفاءَها على حلفاء النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، فنقضت العهد فصار الفتح الأعظم، نعم.
السائل : دائماً أتأخّر عن الجماعة لإنكار المنكر .
الشيخ : ارفع المكرفون عند وجهك حتى يسمع.

السائل : أنا أريد أن أُنكر المنكر وهذا يجعلني أتأخّر عن الجماعة، فهل عليّ شيء؟
الشيخ : إذا كنت ملزماً بهذا من قبل ولاة الأمر فليس عليك شيء.
السائل : مثلاً صلاة المغرب أتأخّر عنها نحو عشر دقائق .
الشيخ : أنا أجبتك.
السائل : نعم.
الشيخ : إذا كنت ملزماً من قبل وليّ الأمر فلا بأس، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( لقد هممت أن آمر بالصّلاة فتقام ثمّ آمر رجلاً فيؤمّ النّاس ثمّ أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الجماعة -أو لا يشهدون الصّلاة- فأحرّق عليهم بيوتهم بالنّار ) فهنا ترك الجماعة التي أقامها هذا الرّجل بأمره إلى المتخلّفين، فإن كنت تعمل تبعاً لوليّ الأمر فلا بأس، أمّا إذا لم تكن وظيفتك من قبل وليّ الأمر فلا تترك الصّلاة من أجل أن تأمر النّاس، لأنّك إذا فعلت صار كالذي يُحرق نفسه ليضيء للنّاس، فهمت الآن؟
السائل : نعم.

السائل : شيخ بارك الله فيكم بالنّسبة لأذكار الصّباح والمساء متى ييبدأ وقتها ومتى ينتهي؟
الشيخ : أسألك متى يكون المساء والصّباح؟
السائل : ما سمعنا السؤال !
الشيخ : يسأل يقول: متى يكون وقت أذكار الصّباح والمساء،. فأنا أسأله متى يكون المساء والصّباح؟
السائل : بداية الصّباح من طلوع الفجر.
الشيخ : طيب إذن من طلوع الفجر.
السائل : لكن المساء يا شيخ؟
الشيخ : والمساء مِن بعد صلاة العصر، لكن ما ورد كونه باللّيل فهو باللّيل، كآية الكرسيّ من قرأها في ليل لا بدّ أن تكون باللّيل، والأمر في هذا واسع والحمد لله، يسار؟

الشيخ : يسار!
السائل : شيخ أحسن الله إليك، رجل طلّق زوجته طلقتين، وبعد الطّلقة الثانية تزوّجها رجل آخر، فهل يهدم الزّواج الثاني الطّلقتين السّابقتين إذا تزوّجها مرّة أخرى بعد أن طلّقها الآخر؟
الشيخ : سمعتم السّؤال؟
طلّق رجل امرأته مرّتين ثمّ تزوّجت بآخر، ثمّ طلّقها الآخر أو مات عنها ثمّ عادت للأوّل، فهل تستأنف العدد مِن جديد أو تبني على ما مضى؟
فالجواب: أنّها تبني على ما مضى، وليس للزّوج الأوّل إلاّ طلقة واحدة بهذا النّكاح الجديد، وذلك لأنّ نكاح الزّوج الثاني لم يؤثّر شيئاً بخلاف ما إذا طلّقها ثلاثاً ثمّ تزوّجت بآخر ودخل بها، ثمّ مات عنها أو طلّقها، فإنّها تعود للأوّل على ثلاث طلقات يعني: من جديد، لأنّ نكاح الثاني أحلّها للأوّل بعد أن كانت حراماً عليه، أمّا إذا كان قد طلّقها مرّتين فإنّ النّكاح الثاني لم يحلّها له لأنّها حلال له سواء تزوّجت أو لم تتزوّج، نعم.

الشيخ : نعم.
السائل : فضيلة الشّيخ هل يعذر الجاهل في الشّرك الأكبر؟
الشيخ : يعذر بكلّ شيء، لكن بشرط أن لا يكون قد فرّط في طلب الحقّ، والشّرط الثاني: أن لا يعرف نفسه أنّه مشرك، يعني بمعنى أنّه لا ينتسب للإسلام، ولذلك المشركون الآن هم مشركون ولا شكّ، لكن الذين لم يبلغهم عن الإسلام شيء أو كانوا مسلمين ولكنّهم يشركون ولا يدرون فهؤلاء معذورون.
السائل : الشّرط الثاني يا شيخ؟
الشيخ : إيش؟
السائل : الشّرط الثّاني؟
الشيخ : الشّرط الثاني: أن لا يعرف نفسه أنّه مشرك، فإذا عرف نفسه أنّه مشرك فهو غير معذور.

السائل : شيخ أحسن الله إليك، نرى بعض المدرّسين في الجامعة وفي المدارس يكتب في حصّة القرآن: " مادّة القرآن " على السّبّورة وكذلك في الجدول، فما حكم هذا؟
الشيخ : لا بأس به، يعني كتاب مادّة القرآن، مادّة الفقه، ليس في ذلك شيء، المعنى بالمادّة هنا الحصّة.
السائل : جزاك الله خيرا.

الشيخ : نعم؟
السائل : يا شيخ أحسن الله إليك أحياناً نتوهّم في معرفة بعض المصطلحات ككلمة الرّقيبة التي سأل عنها الأخ .
الشيخ : الرّغيبة.
السائل : الرّقيبة.
الشيخ : لا، الرّغيبة بالغين وليست بالقاف.
السائل : الرّغيبة، اصطلح عليها عندنا أنّها خاصّة بسنّة الفجر، فهل نمشي على ما اصطلح ولاّ نأخذ بالكلمة الصّحيحة وهي سنّة الفجر؟
الشيخ : هو على كلّ حال إذا خاطبك الإنسان بلغته فأجبه بلغته، لكن الأفضل أن تبقى الألفاظ الشّرعيّة على ما كانت عليه، فيقال: سنّة الفجر، ولذلك قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( لا يغلبنّكم الأعراب على صلاتكم العشاء تدعونها العتمة )، لأنّ الأعراب يعتمون بالإبل، وهي في كتاب الله العشاء، فنهى الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أن يغلبنا الأعراب على لغتهم مع أنّهم عرب، لكن مع الأسف الآن أنّ المسلمين غلبتهم البربر والعجم على لغتهم، فصار الآن يتحذلق المتحذلق باللّغة الإنجليزيّة مثلاً، حتى بلغني أنّ بعض النّاس مِن جهلهم في مجالسهم العاديّة يتكلّمون الإنجليزيّة وهم عرب، وهذا يدلّ على الضّعف الشّخصي إلى أبعد الحدود، وعلى عدم الفقه في دين الله، وكان عمر رضي الله عنه مِن حرصه على اللّغة العربيّة التي هي لغة القرآن والحديث يضرب من يتكلّم بالفارسيّة أو بالأعجميّة، المهمّ أنّه من اليوم الرّغيبة سمّها سنّة الفجر.

الشيخ : نعم؟
السائل : هل يجوز يا شيخ للمقيم أن يسافر ليقيم الجمعة في بلد آخر؟
الشيخ : هل يجوز أن يذهب إلى بلد لإقامة الجمعة فيه؟
السائل : نعم.
الشيخ : إن كان قصده تعظيم المكان فهو حرام، لأنّه لا تشدّ الرّحال إلاّ لثلاث لمساجد، أمّا إذا كان قصده الإنتفاع بخطبة الخطيب لأنّها خطبة مفيدة فلا بأس، وهذا سافر للعلم ولم يسافر للمسجد، ولهذا لو انتقل هذا الخطيب إلى بلد آخر تبعه.
السائل : إذا سافر ليكون هو خطيبا؟
الشيخ : ليس فيه بأس، هذا سافر لطلب العلم.

السائل : شيخ بارك الله فيك وأحسن إليك ما هو تفسير قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( أن تلد الأمة ربّتها ) في الحديث الطّويل .
الشيخ : إيش؟
السائل : ( أن تلد الأمة ربّتها ).
الشيخ : الأمة ربّتها؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : نعم، المعنى أنّ الأمة التي لا تملك شيئاً تلد امرأة تكون لها بمنزلة الرّبّ، يعني: أنّ هذه البنت بنت الأمة تكون غنيّة حتى تكون بمنزلة ربّة هذه في الغنى، فهو مناسب تماما لقوله: ( أن ترى الحفاة العراة العالة رِعاء الشّاة يتطاولون في البنيان )، نعم.
السائل : ما يقال !
الشيخ : أنا أعرف التّفسيرات التي فيها.

السائل : قال صاحب الجلالين يا شيخ عند قوله تعالى: (( في لوح محفوظ )) قال: " هو في الهواء فوق السّماء السّابعة ".
الشيخ : هو إيش؟
السائل : هو في الهواء.
الشيخ : في الهواء؟
السائل : فوق السّماء السّابعة.
الشيخ : نعم.
السائل : فهل يصحّ التّحديد أم لا؟
الشيخ : مسألة أنّه في الهواء لا تجوز أو هو مستقرّ على السّماء، ثمّ إنّنا ننصح شبابنا الطّلبة أن لا يتعمّقوا في مسائل أمور الغيب، لأنّ أمور الغيب ليس لنا إلاّ ما علمنا والباقي يجب السّكوت عنه، هذه طريقة السّلف، نعم.

السائل : شيخ أحسن الله إليك ما معنى قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( لا يبولنّ أحدكم في مستحَمّه ثمّ يتوضّأ فيه أو يغتسل منه فإنّ عامّة الوسواس منه ) ؟
الشيخ : نعم، المعنى أنّ الإنسان لا يبول في المكان الذي يغتسل فيه أو يستحمّ، لأنّه يتولّد منه الوسواس، فيقول مثلاً: رشّ على ثوبي أو على بدني أو لم يرشّني وكذا وكذا فيحصل له الوسواس، لأنّه لم يتيقّن أنّ النّجاسة أصابته برشاشها، نعم، واضح؟
السائل : نعم ، لكن هل يجوز في حماماتنا الآن؟
الشيخ : إيه إيه، أمّا حمامتنا الآن ليس فيها إشكال، لأنّ حمّامتنا الآن يبول الإنسان فيها في حوض محصور، وإذا استنجى طهر الحوض كما يطهر محلّ النّجاسة من أعضائه.

السائل : شيخ بارك الله فيك بالنّسبة لطالب العلم الذي لا يجيد الحكم على الحديث بالصّحة أو الضّعف ووجد أن المتقدّمين قد اختلفوا في الحديث، فمن يتّبع؟
الشيخ : نعم، أوّلاً: إذا كان يعرف أيّهم أتقن وأعلم فيتبعه تقليدًا للضّرورة.
ثانياً: يجب أن تعلم أنّ الحديث النّبويّ عليه نور وله طلاوة وحلاوة ربّما أنّ الإنسان يحكم عليه وإن لم يعرف رواته، فإذا جاء اللّفظ ركيكاً بعيد المعنى فإنّه يغلب على الظّنّ أنّه ليس من كلام الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وإن كان قد يكون الرّاوي غيّره ورواه بالمعنى لكن هذه من العلامات، كذلك من العلامات أن يكون الحديث مخالفاً لما علم من قواعد الشّريعة العامّة، فأنت إذا رأيتَ أحدهم يحكم بأنّه ضعيف وأنت ترجّح ذلك لركاكة لفظه أو معناه أو لمخالفته للقواعد العامّة للشّريعة فاتبعه، نعم.

السائل : كيف نجمع بين أنّ حدّ الزّانية البكر جلد مائة وتغريب عام، وبين قول الله تعالى: (( واللاّتي يأتين الفاحشة مِن نسائكم فاستشهدوا عليهنّ أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهنّ في البيوت حتّى يتوفّاهنّ الموت أو يجعل الله لهنّ سبيلاً ))؟
الشيخ : نعم، نجمع بينهما بقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( خذوا عنّي، خذوا عنّي، فقد جعل الله لهنّ سبيلاً ) فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الله جعل لهنّ سبيلا في قوله: (( الزّانية والزّاني فاجلدوا كلّ واحدٍ منهما مائة جلدة )) فتكون هذه الآية ناسخة لآية النّساء، وإن شئتَ فقل: مبيّنة، لأنّ آية النّساء ليس فيها الجزمّ بأنّ هذا هو العقوبة لأنّ الله قال: (( أو يجعل الله لهنّ سبيلاً )) فجعل الله لهنّ سبيلا.

السائل : شيخ أحسن الله إليك، كيف يدافع الإنسان .
الشيخ : كيف؟
السائل : كيف يدافع الإنسان عن نفسه الوسوسة في الصّلاة؟
الشيخ : يعني: الهواجيس ولاّ يوسوس هل كبّر أو ما كبّر؟
السائل : لا، الهواجيس؟
الشيخ : نعم، يتفل عن يساره ثلاث مرّات ويستعيذ بالله من الشّيطان الرّجيم.

السائل : يا شيخ حفظكم الله، فرعون الذي أغرقه الله .
الشيخ : إيش؟
السائل : فرعون الذي أغرقه الله.
الشيخ : إيش؟
السائل : فرعون.
الشيخ : نعم.
السائل : الذي أغرقه الله، يقولون: أنّه موجود في الآثار.
الشيخ : نعم.
السائل : وأنّهم يزورونه بمقابل مبلغ، وأظنّ مكتوب تحت اسمه رمسيس الثّاني، ويقولون: إنّ هذا هو الذي أغرقه الله في اليمّ وأنّ الله جعله عبرة لمن بعده، ويستدلّون بالآية .
الشيخ : وهي؟
السائل : وهي: لنجعلك عبرة لمن خلفك.
الشيخ : هذه آية من عندك، اقرأ الآية؟
السائل : (( فاليوم ننجّيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية )).
الشيخ : نعم، الذين خلفه من هم؟
بنو إسرائيل، لأنّ فرعون أرعب بني إسرائيل وأقضّ مضاجعهم وأرعب قلوبهم، ولو لم يروا بدنه هالكًا لكان قدّروا له كلّ تقدير، لقالوا ربّما أنّه نجى، فإذا رأوه بأعينهم عين اليقين تأكّدوا ذلك، أتظنّ أنّ فرعون يبقى ببدنه وبنو إسرائيل يرثون أرضه ويجعلونه متحفاً؟
السائل : الناس يقولون .
الشيخ : أنا لا أقول لك النّاس، أنا أسألك عقليّاً هل يمكن هذا؟
لو أنّهم تمكّنوا من بدنه لقطّعوه إربًا إربًا، وهذا كلّه كذب، ولكن مع الأسف الآن أنّ الدّولة الإسلاميّة صارت تحتفل أو تفخر بفرعون على زعمهم أنّه فرعون موسى عليه الصّلاة والسّلام، يفخرون به!
السائل : نعم، ويزورونه يا شيخ.
الشيخ : ونظير ذلك من بعض الوجوه إلاّ فخر النّصارى بالصّليب الذي صلب عليه عيسى عليه الصّلاة والسّلام بعد أن قُتل، وكان على النّصارى لو كانوا يعقلون: أنّهم إذا رأوا الصّليب إيش؟
كسّروه، لكن الجهل، المهمّ يجب أن تعتقد أنّ هذا الرّجل ليس فرعون موسى، لكن يمكن أنّه فرعون من الفراعنة أو أنّه تمثال مصنوع باليد.
نسأل الله أن يعيذنا وإيّاكم من فرعون وقومه، وطريقه، وأن يهدي أصحابنا لما فيه من الخير والصّلاح.

الشيخ : هذا يقول ما حكم قول يسيّر عليك الرّحمن أو يزورك الرّحمن؟
حرام هذا، لا يجوز، الرّحمن يؤتى إليه عزّ وجلّ، ويأتي لمن يأت إليه: ( من أتاني يمشي أتيته هرولة ) هكذا جاء في الحديث في الصّحيح، أمّا يزورك الرّحمن! فمن أنت؟! هل أنت الرحمن حتى تزور؟
هو يعني نفسه، لا يجوز هذا ويجب أن ينهى عنه، والحمد لله ربّ العالمين، وسبحانك اللهمّ ربّنا وبحمدك أشهد أن لا إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.

الشيخ : عادة وهي أنّهم يجتمعون إذا مات الميّت، ويؤتى بالمقرئين وتنوح النّوائح، وتشقّ الجيوب، ويجتمعون بعد موته بأربعين يوماً، وفي كلّ خميس، فما حكم ذلك؟
ومن لا يريد أن يفعل له مثل هذا كيف تبرأ ذمّته؟
وهل يلزمه أن ينهاهم عن ذلك في وصيّته؟ والله الموفّق.
طيب أوّلاً: لا شكّ أنّ هذا منكر وأنّه من النّياحة المحرّمة، وقد لعن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم النّائحة والمستأجرة، وقال: ( النّائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب ) وهو من كبائر الذّنوب، فيجب أن يصاح بهؤلاء القوم بأعلى صوت، بأنّ هذا حرام وهو من كبائر الذّنوب، نعم، وفيه أيضًا اعتراض على الرّبّ عزّ وجلّ بشقّ الجيوب، وكذلك ما يقام في كلّ خميس أو على رأس أربعين يوماً، ومن علم أنّ هذه عادة أهله فليوص بأن لا يفعل، وأظنّ أنّ الورثة سيحترمون هذه الوصيّة وتكون فاتحة خير، أن يقلع النّاس عنه.

الشيخ : نعم يقول: ما حكم هذه العبارة: " قال الله تعالى حكاية عن إبليس " وكذلك قول: " عبّرت الآية عن كذا بكذا "؟
لا بأس بهذا.

الشيخ : وهذه أمّ عبد الرّحمن تقول: ما هو تعريف الموقف في حديث الشّفاعة الطّويل؟
الموقف وقوف النّاس للحساب يوم القيامة.

الشيخ : يقول: رجل سيذهب إلى الحجّ على نفقة غيره لعمل خيريّ، ولم يحجّ حجّة الإسلام وعليه دين حالّ فهل يجب عليه الحجّ؟
الجواب: إذا كان عليه دين حالّ الظّاهر أنّه لا يجب عليه الحجّ، لأنّ العلماء يقولون: لا يكون مستطيعاً ببذل غيره له، أفهمت؟
أي نعم، أمّا إذا حجّ فلا بأس، فحجّته صحيحة، وتجزئ عن حجّة الإسلام.

الشيخ : طيب، يقول: رجل تزوّج بامرأة ثمّ طلّقها، ثمّ تزوّجت برجل آخر فأنجبت منه بنتاً فهل يجوز لزوجها الأوّل أن يتزوّج هذه البنت التي من الزّوج الثاني؟
لا يجوز له، لأنّ الرّجل إذا تزوّج امرأة وجامعها فجميع ذريّتها من محارمه بنتها أو بنت بنتها أو بنت ولدها.
هذه دائماً نكرّرها عليكم يقول: إذا عقد الإنسان على المرأة صارت أمّها محرماً لها، وجدّاتها محرماً له، وبناتها إن جامعها محرماً لها، وصار أبوه وأجداده محرماً للزّوجة، وأبناؤه محرماً لها، أي نعم.

الشيخ : يقول السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وأقول: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
إذا كان شخص مكسبه حرام مثلا، وعنده محلّ أشرطة أغاني، ودعاك فهل تجوز إجابة دعوته أم لا؟ أفيدونا.
الجواز يجوز أن تجيب دعوة من في ماله حرام، لكن إذا كان من المصلحة أن لا تجيب، بحيث إذا عرف أنّ النّاس يهجرون الأكل عنده تاب مِن هذا فلا تجبه، أمّا إذا كان الكلّ عند سواء فلا بأس بإجابته فقد أجاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم اليهود وهم يأكلون السّحت.

الشيخ : يقول ورد في الكتاب والسّنّة العدل بين الأولاد، ولكن يوجد من بين الأولاد من يصرف هذا المال في معصية الله ورسوله ويعين به غيره، فما موقف الوالد في هذه الحال؟
موقفه أنّه لا يجوز له أن يعطيه ما يستعين به على المعصية، ولكن قد يكون هنا فرصة يقول له: إذا تبت من هذه المعصية أعطيتك، فيكون في هذا فرصة لعلّ الله يهديه.
السائل : إن احتاج؟
الشيخ : إذا احتاج يقول: نعم أنا لن أعينك على معصية الله، وأنت إذا تبت إلى الله وتركت ما أنت عليه فأهلا وسهلا.

الشيخ : قال أهل العلم في باب الغصب: " وإن جهل ربه تصدق به عنه مضموناً " وهذا واضح في المسلِم، فما الحكم فيما إذا كان المغصوب منه كافرًا لأنّ الكافر لا تنفعه الصّدقة ولا تقبل منه؟
الجواب: أن أخرجه من ملكي وأن أنوي به التّخلّص منه، ولا أنوي الصّدقة، إلاّ إذا قال قائل: لماذا لا ينوي الصّدقة وربّما يسلم هذا الكافر فتنفعه، فهو ينوي الصّدقة، والله عزّ وجلّ إذا أماته على الكفر لم تنفعه، وإذا أماته على الإيمان نفعته.