سلسلة لقاء الباب المفتوح-188a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير الآيات ( 1 - 9 ) من سورة الرحمن .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على نبيّنا محمّد خاتم النّبيّين وإمام المتّقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .
أمّا بعد:
فهذا هو اللّقاء الثامن والثّمانون بعد المائة، من اللّقاءات التي تسمّى: لقاء الباب المفتوح، والتي تتمّ في كلّ يوم خميس من كلّ أسبوع، وهذا الخميس هو الحادي عشر، من شهر جمادى الآخرة، عام 1419ه.
نبتدأ هذا اللقاء بما كنّا نبتدأ به أوّلاً وهو الكلام على آيات الله عزّ وجلّ، وقد انتهينا في الأسبوع الماضي إلى آخر سورة القمر.
أمّا اليوم فنبتدأ بسورة الرّحمن فيها البسملة: (( بسم الله الرحمن الرحيم )):
البسملة آية مستقلة من كلام الله عزّ وجلّ، يفتتح بها السور ما عدا سورة واحدة وهي سورة براءة، وليست مِن السورة التي قبلها ولا التي بعدها، هذا هو الرّاجح من أقوال العلماء، حتّى الفاتحة ليست البسملة آيةً منها، ودليل هذا: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان لا يجهر بالبسملة في الصّلاة الجهريّة، ولو كانت آية من الفاتحة لجهر بها كما يجهر في بقيّة آياتها، ومما يدلّ على ذلك أيضاً ما ثبت في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجّدني عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني و بين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصّراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ).
يقول الله عزّ وجلّ: (( الرّحمن * علّم القرآن * خلق الإنسان * علّمه البيان )): الرّحمن: مبتدأ، وجملة علّم القرآن خبر، خلق الإنسان: خبر ثانٍ، علّمه البيان: خبر ثالث، يعني: أنّ هذا الرّب العظيم الذي سمّى نفسه بالرّحمن تفضّل على عباده بهذه النّعم.
والرّحمن هو: " ذو الرّحمة الواسعة التي وسعت كلّ شيء "، كما قال الله تعالى: (( ورحمتي وسعت كلّ شيء )).
وابتدأ هذه السورة بالرّحمن عنوانًا على أنّ ما بعده كلّه من رحمة الله تعالى ومن نعمه.
(( علّم القرآن )) علّمه مَن، علّمه جبريل، علّمه محّمداً علّمه الإنسان؟
الجواب: علّمه من شاء من عباده، فعلّمه جبريل أوّلاً، ثم نزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم ثانياً، ثم بلّغه محمّد صلّى عليه وعلى آله وسلّم ثالثاً إلى جميع الناس.
والقرآن هو هذا الكتاب العزيز الذي أنزله الله تعالى باللغة العربية، كما قال الله تعالى: (( إنّا جعلنه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون ))، وقال الله تعالى: (( نَزل به الرّوح الْأمينُ على قلبك لتكون من المنذرين بِلسان عربِيّ مبين )).
وتعليم القرآن يشمل تعليم لفظه، وتعليم معناه، وتعليم كيف العمل به، فهو يشمل ثلاثة أشياء.
(( خلق الإنسان )): والمراد الجنس فيشمل آدم وذرّيّته أي: أوجده من العدم فالإنسان كان معدومًا قبل وجوده، قبل خلقه، قال الله عزّ وجلّ: (( هل أتى على الإنسان حين من الدّهر لم يكن شيئاً مذكوراً )) يعني: أتى عليه حينًا من الدهر قبل أن يوجد وليس شيئاً مذكوراً ولا يعلم عنه، وبدأ الله تعالى بتعليم القرآن قبل خلق الإنسان إشارة إلى أنّ نعمة الله علينا بتعليم القرآن أشدّ وأبلغ من نعمته بخلق الإنسان، وإلاّ من المعلوم أنّ خلق الإنسان سابق على تعليم القرآن، لكن لمّا كان تعليم القرآن أعظم منّة من الله عزّ وجلّ على العبد قدّمه على خلقه.
(( علّمه البيان )) علّم من؟
علّم الإنسان.
البيان أي: ما يبين به عمّا في قلبه، وعلّمه البيان أيضًا: ما يستبين به عند المخاطبة، فهنا بيانان:
البيان الأول من المتكلم، والبيان الثّاني من المخاطب، انتبه:
البيان المتكلم يعني: التعبير عمّا في قلبه يكون باللّسان نطقاً، ويكون بالبنان كتابة، أليس كذلك؟
عندما يكون في قلبك شيء تريد أن تخبر به تارة تخبر به بالنطق، وتارة بالكتابة، كلاهما داخل في قوله: (( علّمه البيان )).
أيضاً علّمه البيان كيف يستبين الشيء وذلك بالنّسبة للمخاطَب، أنّ الإنسان يعلم ويعرف ما يقوله صاحبه، ولو شاء الله تعالى لأسمع المخاطَب الصّوت دون أن يفهم المعنى أليس كذلك؟
إذن البيان سواء من المتكلّم أو من المخاطب كلاهما منّة من الله عزّ وجلّ، كم نعمة هذه؟
السائل : ثلاثة.
الشيخ : علّم القرآن، خلق الإنسان، علّمه البيان، ثلاثة.
(( الشّمس والقمر بحسبان )): لما تكلّم عن العالم السّفليّ بيّن العالم العلوي الشّمس والقمر، بحسبان أي: بحساب دقيق يجريان كما أمرهم الله عزّ وجلّ، ولن تتغيّر الشّمس والقمر منذ خلقهما الله عزّ وجلّ إلى أن ينفيهما، يسيران على خطّ واحد كما أمرهما الله، وهذا دليل على كمال قدرة الله تبارك وتعالى وكمال سلطانه وكمال علمه أن تكون هذه الأجرام العظيمة تسير سيرًا منظّمًا لا تتغيّر على مدى السّنين الطّوال، إذن بحسبان أي: بحساب معلوم، متقن، منتظم أشدّ الانتظام.
(( والنّجم والشّجر يسجدان )): النّجم: اسم جنس والمراد به النّجوم، تسجد لله عزّ وجلّ، هذه النّجوم العليا التي نشاهدها في السّماء هي تسجد لله عزّ وجلّ سجودًا حقيقيًّا لكنّنا لا نعلم كيفيته، لأنّ هذه من الأمور التي لا تدركها العقول، الشّجر يسجد لله عزّ وجلّ سجودًا حقيقيّا، لكن لا ندري كيف ذلك، كما قال الله عزّ وجلّ: ((تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيء إلاّ يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ))، إذن النّجم المراد به؟
السائل : النجوم.
الشيخ : يعني كلّ النّجوم، النّجوم كلّها تسجد، الشّجر كلّ الأشجار في الأرض تسجد لله عزّ وجلّ، قال الله تعالى: (( ألم ترَ أنّ الله يسجد له من في السَّماوات ومن في الْأرض والشّمس والقمر والنجوم والجبال والشّجر والدّوابّ وكثير من النّاس )) كثير من الناس يقابل: (( وكثير حق عليه العذاب )) فلا يسجدون والعياذ بالله، إذن النّجم يعني: النّجوم، الشّجر يعني: الأشجار، يسجدان حقيقة أو مجازًا؟
السائل : حقيقة.
الشيخ : حقيقة، يسجدان لله على أيّ كيفية؟
الله أعلم لا ندري، والله على كل شيء قدير، الآن انظر إلى الأشجار إذا طلعت الشّمس تتّجه أوراقها إلى الشّمس تشاهدها بعينك، وكلّما ارتفعت ارتفعت الأشجار، وإذا مالت للغروب مالت أيضًا، هذا نشاهده، لكن هذا ليس هو السجود، إنمّا السّجود حقيقة لا يعلم.
((والسّماء رفعها )) يعني: ورفع السّماء، ولم يحدّد في القرآن الكريم مقدار هذا الرّفع، لكن جاءت السّنّة بذلك فهي رفيعة عظيمة ارتفاعًا عظيمًا شاهقًا.
(( ووضع الميزان )) أي: وضع العدل، والدليل على أنّ المراد بالميزان هنا هو العدل قوله تبارك وتعالى: (( لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزَلنا معهم الْكتاب والمِيزان )) يعني: العدل وليس المراد بالميزان هنا الميزان ذا الكفّتين المعروف، لا، المراد الميزان العدل.
ومعنى وضع الميزان أي: أثبته للنّاس ليقوموا بالقسط أي: بالعدل.
(( ألّا تطغوا في المِيزان )) يعني: ألاّ تطغوا في العدل، يعني: وضع العدل لئلاّ تطغوا في العدل فتجوروا، تحكموا للشّخص وهو لا يستحقّ، أو على الشّخص وهو لا يستحقّ.
(( وأقيموا الوزن بالقسط )): أقيموا الوزن يعني: وزن الإنسان، الوزن يعني وزنكم للأشياء أقيموه، لا تبخسوا فتنقصوا، ولهذا قال: (( ولا تخسروا الميزان )) أي: لا تخسر الموزون، فصار الميزان يختلف في مواضعه الثلاث:
وضع الميزان يعني؟
السائل : العدل.
الشيخ : ألاّ تطغوا في الميزان؟
السائل : لا تجوروا.
الشيخ : لا تجوروا في الوزن، (( وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ))؟
السائل : الموزون.
الشيخ : الموزون، ثمّ قال عزّ وجلّ: (( والأرض وضعها للأنام )) إلى آخره ونتكلّم عليها في الدّرس القادم إن شاء الله حتّى نتفرّغ للأسئلة من الإخوة الضيوف، ونبدأ باليمين.
أمّا بعد:
فهذا هو اللّقاء الثامن والثّمانون بعد المائة، من اللّقاءات التي تسمّى: لقاء الباب المفتوح، والتي تتمّ في كلّ يوم خميس من كلّ أسبوع، وهذا الخميس هو الحادي عشر، من شهر جمادى الآخرة، عام 1419ه.
نبتدأ هذا اللقاء بما كنّا نبتدأ به أوّلاً وهو الكلام على آيات الله عزّ وجلّ، وقد انتهينا في الأسبوع الماضي إلى آخر سورة القمر.
أمّا اليوم فنبتدأ بسورة الرّحمن فيها البسملة: (( بسم الله الرحمن الرحيم )):
البسملة آية مستقلة من كلام الله عزّ وجلّ، يفتتح بها السور ما عدا سورة واحدة وهي سورة براءة، وليست مِن السورة التي قبلها ولا التي بعدها، هذا هو الرّاجح من أقوال العلماء، حتّى الفاتحة ليست البسملة آيةً منها، ودليل هذا: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كان لا يجهر بالبسملة في الصّلاة الجهريّة، ولو كانت آية من الفاتحة لجهر بها كما يجهر في بقيّة آياتها، ومما يدلّ على ذلك أيضاً ما ثبت في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجّدني عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني و بين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصّراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ).
يقول الله عزّ وجلّ: (( الرّحمن * علّم القرآن * خلق الإنسان * علّمه البيان )): الرّحمن: مبتدأ، وجملة علّم القرآن خبر، خلق الإنسان: خبر ثانٍ، علّمه البيان: خبر ثالث، يعني: أنّ هذا الرّب العظيم الذي سمّى نفسه بالرّحمن تفضّل على عباده بهذه النّعم.
والرّحمن هو: " ذو الرّحمة الواسعة التي وسعت كلّ شيء "، كما قال الله تعالى: (( ورحمتي وسعت كلّ شيء )).
وابتدأ هذه السورة بالرّحمن عنوانًا على أنّ ما بعده كلّه من رحمة الله تعالى ومن نعمه.
(( علّم القرآن )) علّمه مَن، علّمه جبريل، علّمه محّمداً علّمه الإنسان؟
الجواب: علّمه من شاء من عباده، فعلّمه جبريل أوّلاً، ثم نزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم ثانياً، ثم بلّغه محمّد صلّى عليه وعلى آله وسلّم ثالثاً إلى جميع الناس.
والقرآن هو هذا الكتاب العزيز الذي أنزله الله تعالى باللغة العربية، كما قال الله تعالى: (( إنّا جعلنه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون ))، وقال الله تعالى: (( نَزل به الرّوح الْأمينُ على قلبك لتكون من المنذرين بِلسان عربِيّ مبين )).
وتعليم القرآن يشمل تعليم لفظه، وتعليم معناه، وتعليم كيف العمل به، فهو يشمل ثلاثة أشياء.
(( خلق الإنسان )): والمراد الجنس فيشمل آدم وذرّيّته أي: أوجده من العدم فالإنسان كان معدومًا قبل وجوده، قبل خلقه، قال الله عزّ وجلّ: (( هل أتى على الإنسان حين من الدّهر لم يكن شيئاً مذكوراً )) يعني: أتى عليه حينًا من الدهر قبل أن يوجد وليس شيئاً مذكوراً ولا يعلم عنه، وبدأ الله تعالى بتعليم القرآن قبل خلق الإنسان إشارة إلى أنّ نعمة الله علينا بتعليم القرآن أشدّ وأبلغ من نعمته بخلق الإنسان، وإلاّ من المعلوم أنّ خلق الإنسان سابق على تعليم القرآن، لكن لمّا كان تعليم القرآن أعظم منّة من الله عزّ وجلّ على العبد قدّمه على خلقه.
(( علّمه البيان )) علّم من؟
علّم الإنسان.
البيان أي: ما يبين به عمّا في قلبه، وعلّمه البيان أيضًا: ما يستبين به عند المخاطبة، فهنا بيانان:
البيان الأول من المتكلم، والبيان الثّاني من المخاطب، انتبه:
البيان المتكلم يعني: التعبير عمّا في قلبه يكون باللّسان نطقاً، ويكون بالبنان كتابة، أليس كذلك؟
عندما يكون في قلبك شيء تريد أن تخبر به تارة تخبر به بالنطق، وتارة بالكتابة، كلاهما داخل في قوله: (( علّمه البيان )).
أيضاً علّمه البيان كيف يستبين الشيء وذلك بالنّسبة للمخاطَب، أنّ الإنسان يعلم ويعرف ما يقوله صاحبه، ولو شاء الله تعالى لأسمع المخاطَب الصّوت دون أن يفهم المعنى أليس كذلك؟
إذن البيان سواء من المتكلّم أو من المخاطب كلاهما منّة من الله عزّ وجلّ، كم نعمة هذه؟
السائل : ثلاثة.
الشيخ : علّم القرآن، خلق الإنسان، علّمه البيان، ثلاثة.
(( الشّمس والقمر بحسبان )): لما تكلّم عن العالم السّفليّ بيّن العالم العلوي الشّمس والقمر، بحسبان أي: بحساب دقيق يجريان كما أمرهم الله عزّ وجلّ، ولن تتغيّر الشّمس والقمر منذ خلقهما الله عزّ وجلّ إلى أن ينفيهما، يسيران على خطّ واحد كما أمرهما الله، وهذا دليل على كمال قدرة الله تبارك وتعالى وكمال سلطانه وكمال علمه أن تكون هذه الأجرام العظيمة تسير سيرًا منظّمًا لا تتغيّر على مدى السّنين الطّوال، إذن بحسبان أي: بحساب معلوم، متقن، منتظم أشدّ الانتظام.
(( والنّجم والشّجر يسجدان )): النّجم: اسم جنس والمراد به النّجوم، تسجد لله عزّ وجلّ، هذه النّجوم العليا التي نشاهدها في السّماء هي تسجد لله عزّ وجلّ سجودًا حقيقيًّا لكنّنا لا نعلم كيفيته، لأنّ هذه من الأمور التي لا تدركها العقول، الشّجر يسجد لله عزّ وجلّ سجودًا حقيقيّا، لكن لا ندري كيف ذلك، كما قال الله عزّ وجلّ: ((تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيء إلاّ يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ))، إذن النّجم المراد به؟
السائل : النجوم.
الشيخ : يعني كلّ النّجوم، النّجوم كلّها تسجد، الشّجر كلّ الأشجار في الأرض تسجد لله عزّ وجلّ، قال الله تعالى: (( ألم ترَ أنّ الله يسجد له من في السَّماوات ومن في الْأرض والشّمس والقمر والنجوم والجبال والشّجر والدّوابّ وكثير من النّاس )) كثير من الناس يقابل: (( وكثير حق عليه العذاب )) فلا يسجدون والعياذ بالله، إذن النّجم يعني: النّجوم، الشّجر يعني: الأشجار، يسجدان حقيقة أو مجازًا؟
السائل : حقيقة.
الشيخ : حقيقة، يسجدان لله على أيّ كيفية؟
الله أعلم لا ندري، والله على كل شيء قدير، الآن انظر إلى الأشجار إذا طلعت الشّمس تتّجه أوراقها إلى الشّمس تشاهدها بعينك، وكلّما ارتفعت ارتفعت الأشجار، وإذا مالت للغروب مالت أيضًا، هذا نشاهده، لكن هذا ليس هو السجود، إنمّا السّجود حقيقة لا يعلم.
((والسّماء رفعها )) يعني: ورفع السّماء، ولم يحدّد في القرآن الكريم مقدار هذا الرّفع، لكن جاءت السّنّة بذلك فهي رفيعة عظيمة ارتفاعًا عظيمًا شاهقًا.
(( ووضع الميزان )) أي: وضع العدل، والدليل على أنّ المراد بالميزان هنا هو العدل قوله تبارك وتعالى: (( لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزَلنا معهم الْكتاب والمِيزان )) يعني: العدل وليس المراد بالميزان هنا الميزان ذا الكفّتين المعروف، لا، المراد الميزان العدل.
ومعنى وضع الميزان أي: أثبته للنّاس ليقوموا بالقسط أي: بالعدل.
(( ألّا تطغوا في المِيزان )) يعني: ألاّ تطغوا في العدل، يعني: وضع العدل لئلاّ تطغوا في العدل فتجوروا، تحكموا للشّخص وهو لا يستحقّ، أو على الشّخص وهو لا يستحقّ.
(( وأقيموا الوزن بالقسط )): أقيموا الوزن يعني: وزن الإنسان، الوزن يعني وزنكم للأشياء أقيموه، لا تبخسوا فتنقصوا، ولهذا قال: (( ولا تخسروا الميزان )) أي: لا تخسر الموزون، فصار الميزان يختلف في مواضعه الثلاث:
وضع الميزان يعني؟
السائل : العدل.
الشيخ : ألاّ تطغوا في الميزان؟
السائل : لا تجوروا.
الشيخ : لا تجوروا في الوزن، (( وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ))؟
السائل : الموزون.
الشيخ : الموزون، ثمّ قال عزّ وجلّ: (( والأرض وضعها للأنام )) إلى آخره ونتكلّم عليها في الدّرس القادم إن شاء الله حتّى نتفرّغ للأسئلة من الإخوة الضيوف، ونبدأ باليمين.
إذا قام المسبوق لقضاء مافاته وسبقه الأمام للسهو فماذا يفعل؟
السائل : فضيلة الشيخ أحسن الله إليك أدركت ركعة مع الإمام في صلاة رباعية وسلّم الإمام، وقمت للقضاء، ثم رأيته سجد سجدتين السهو فهل يلزمني متابعة الإمام في هذا السهو ومتى يكون موضعه إن كان؟
الشيخ : إذا سجد الإمام للسّهو بعد السّلام وكان على الإنسان قضاء فليقم للقضاء ولا يتابع الإمام، لأنّ متابعة الإمام مستحيلة في هذا المكان، إذ أن المتابعة لا تتمّ إلاّ إذا سلّم معه وهو لم يسلّم، ما تمّت صلاته، إذن يقوم ويكمّل صلاته، ثمّ إذا فرغ من الصّلاة فإن كان قد أدرك الإمام في سهوه سجد أي: هذا المسبوق بعد السّلام، وإن كان الإمام قد سهى قبل أن يدخل معه فلا شيء عليه واضح؟
السائل : واضح.
الشيخ : إذا سجد الإمام للسّهو بعد السّلام وكان على الإنسان قضاء فليقم للقضاء ولا يتابع الإمام، لأنّ متابعة الإمام مستحيلة في هذا المكان، إذ أن المتابعة لا تتمّ إلاّ إذا سلّم معه وهو لم يسلّم، ما تمّت صلاته، إذن يقوم ويكمّل صلاته، ثمّ إذا فرغ من الصّلاة فإن كان قد أدرك الإمام في سهوه سجد أي: هذا المسبوق بعد السّلام، وإن كان الإمام قد سهى قبل أن يدخل معه فلا شيء عليه واضح؟
السائل : واضح.
من عليه غسيل الكلية في رمضان وأفطر هل يقضي اليوم أو يطعم ؟
السائل : يقول: هذا الشّخص السّائل أنّه يقوم بغسل الكلية مرّتين في الأسبوع، والسّؤال عن رمضان، فلو دخل رمضان وأفطر في اليوم الذي فيه غسيل الكلى فهل عليه أن يقضي هذا اليوم أو يدفع عنه الفدية؟
الشيخ : عليه أن يقضيه، هذا رجل له غسيل كلى في الأسبوع مرّتين ولا يتمكّن من غسلهما في اللّيل كذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، نقول: أفطر ذلك اليوم الذي فيه الغسيل واقضه بعد ذلك، لأنّ الإطعام إنّما يكون لمن لا يستطيع القضاء، وهذا يستطيع لأنّ له من الأسبوع خمسة أيّام، أي نعم، يمين.
الشيخ : عليه أن يقضيه، هذا رجل له غسيل كلى في الأسبوع مرّتين ولا يتمكّن من غسلهما في اللّيل كذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، نقول: أفطر ذلك اليوم الذي فيه الغسيل واقضه بعد ذلك، لأنّ الإطعام إنّما يكون لمن لا يستطيع القضاء، وهذا يستطيع لأنّ له من الأسبوع خمسة أيّام، أي نعم، يمين.
رجل استأجر عامل ثم سافر العامل وقيمة التذكرة كانت على الكفيل ولكن أبى أن يدفعها فهل يجوز لابنه أن يأخذ من مال أبيه قيمة التذكرة ؟
السائل : فضيلة الشيخ رجل عنده عامل فلمّا أراد أن يسافر هذا العامل رفض أن يعطيه قيمة التذكرة بحجة أنه لم يعلم أنّها عليه .
الشيخ : على العامل؟
السائل : على الكفيل، نظاماً على الكفيل أن يدفع قيمة التذكرة.
الشيخ : طيب.
السائل : فهل يجوز؟
الشيح : طيب العامل لم يطالب بها؟
السائل : نعم طالب بها.
الشيخ : وهو؟
السائل : وهذا رفض بحجّة أنّه لم يعلم أنّها عليه فهل يجوز لابن الكفيل أن يأخذ قيمة التذكرة من أبيه وهو لا يعلم؟
الشيخ : هل ؟
السائل : هل يجوز لابن هذا الكفيل أن يأخذ قيمة التذكيرة من أبيه وهو لا يعلم؟
الشيخ : لا.
السائل : يعطيها لهذا العامل؟
الشيخ : لا ما يجوز.
السائل : لا.
الشيخ : السؤال مفهوم؟
يقول هذا رجل استأجر عاملاً أجنبيّاً ثمّ إنّ هذا العامل سافر وقيمة التّذكرة كانت على هذا الكفيل ولكنّه أبى أن يسلّمها للعامل فهل يجوز لابنه أن يأخذ من مال أبيه قيمة التذكرة؟
الجواب لا، لا يجوز.
السائل : للعامل.
الشيخ : أنا فاهم، قيمة التّذكرة للعامل أقول: لا يجوز، لكن يجب على الأب أن يعطيه إيّاها حتّى لو كان لا يعلم أنّ النّظام هكذا، فإن لم يفعل فهناك يوم آخر، يستوفي العامل حقّه من هذا الرّجل، وهو يوم القيامة، وليست الغرامة في ذلك اليوم درهماً ولا ديناراً، ولا ثياباً ولا طعاماً، وإنّما من الأعمال الصّالحة التي هي أعزّ شيء عليه في ذلك الوقت، ولكن إن كنت تعرفه انصحه وقل: اتّق الله عزّ وجلّ وأعط الأجير أجره، نعم اليسار.
الشيخ : على العامل؟
السائل : على الكفيل، نظاماً على الكفيل أن يدفع قيمة التذكرة.
الشيخ : طيب.
السائل : فهل يجوز؟
الشيح : طيب العامل لم يطالب بها؟
السائل : نعم طالب بها.
الشيخ : وهو؟
السائل : وهذا رفض بحجّة أنّه لم يعلم أنّها عليه فهل يجوز لابن الكفيل أن يأخذ قيمة التذكرة من أبيه وهو لا يعلم؟
الشيخ : هل ؟
السائل : هل يجوز لابن هذا الكفيل أن يأخذ قيمة التذكيرة من أبيه وهو لا يعلم؟
الشيخ : لا.
السائل : يعطيها لهذا العامل؟
الشيخ : لا ما يجوز.
السائل : لا.
الشيخ : السؤال مفهوم؟
يقول هذا رجل استأجر عاملاً أجنبيّاً ثمّ إنّ هذا العامل سافر وقيمة التّذكرة كانت على هذا الكفيل ولكنّه أبى أن يسلّمها للعامل فهل يجوز لابنه أن يأخذ من مال أبيه قيمة التذكرة؟
الجواب لا، لا يجوز.
السائل : للعامل.
الشيخ : أنا فاهم، قيمة التّذكرة للعامل أقول: لا يجوز، لكن يجب على الأب أن يعطيه إيّاها حتّى لو كان لا يعلم أنّ النّظام هكذا، فإن لم يفعل فهناك يوم آخر، يستوفي العامل حقّه من هذا الرّجل، وهو يوم القيامة، وليست الغرامة في ذلك اليوم درهماً ولا ديناراً، ولا ثياباً ولا طعاماً، وإنّما من الأعمال الصّالحة التي هي أعزّ شيء عليه في ذلك الوقت، ولكن إن كنت تعرفه انصحه وقل: اتّق الله عزّ وجلّ وأعط الأجير أجره، نعم اليسار.
4 - رجل استأجر عامل ثم سافر العامل وقيمة التذكرة كانت على الكفيل ولكن أبى أن يدفعها فهل يجوز لابنه أن يأخذ من مال أبيه قيمة التذكرة ؟ أستمع حفظ
هل شكل القبر أمر تعبدي لا يجوز التغيير فيه كالكتابة عليه ؟
السائل : السلام عليكم يا شيخ، خالد إبراهيم عبد المحسن يسلّم عليك.
الشيخ : عليك وعليه السّلام.
السائل : شيخ شكل القبر هل هو أمر تعبديّ لا يجوز التغيير فيه؟
الشيخ : شكله؟
السائل : شكل القبر.
الشيخ : يعني؟
السائل : يعني الآن بعض القبور هناك عندنا في الكويت تضع عليها قطع رخام مرتفعة قليلاً وبعضهم يكتب عليها: (( يا أيّتها النّفس المطمئنة )) ثمّ يكتب الاسم، هذا قبر فلان أو فلانة، فهل نحن مأمورين بالتعبد في شكل القبر بحيث فقط يكون من الرمل ولا يزاد عليه.
الشيخ : يعني ما ذكرت من أنّه يوضع الرّخام على القبر.
السائل : نعم.
الشيخ : ويكتب عليها: ((يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضية مرضيّة فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي )) وكذلك اسم الرجل .
السائل : أو المرأة.
الشيخ : أو المرأة، وربّما تاريخ وفاته، هذا منكر وحرام، وتجب إزالته، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( نهى أن يبنى على القبر، أو يكتب عليه، أو يجلس عليه، أو يجصّص )، ( وبعث عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه: ألاّ يدع قبرا مشرفاً إلاّ سوّاه ) أي: جعله مثل القبور الأخرى فيجب على هؤلاء القوم أن يزيلوا ما وضعوا من الرخام، بلّغهم عنّي، وقل إنّ العلماء يقولون: الميّت يتأذّى بالمنكر إذا فُعل عند قبره، وهذا منكر، ومقتضى قول العلماء هذا: أن صاحبهم، صاحب القبر الآن يتأذّى بما وضع عليه، فبادر بهذا، وقل: يجب إزالته فإن فعلوا فهو من نعمة الله عليهم وعلى ميّتهم، وإن لم يفعلوا فالواجب على المسؤول عن المقبرة أن يزيل ذلك، ارفعوا للمسؤول عن المقابر ويزيل هذا، ثمّ إنّهم ما الذي أدراهم أنّها نفس مطمئنّة يقال: ارجعي إلى ربّك راضية مرضية ؟!
ما يدريهم، هل كلّ أحد يعلم أنّ هذا الرّجل مات على التّوحيد والإيمان؟!
نحن علمنا الظّاهر أنّه مات، لكن أمور الآخرة ما ندري عنها، سؤال عن اليمين.
السائل : أحسن الله إليك يا فضيلة الشّيخ علم أنّ مصدر أموال أبيه من الحرام فهل له أن يأكل من طعامه، وإن لم يأكل فهل يكون ذلك من العقوق؟
الشيخ : عليك وعليه السّلام.
السائل : شيخ شكل القبر هل هو أمر تعبديّ لا يجوز التغيير فيه؟
الشيخ : شكله؟
السائل : شكل القبر.
الشيخ : يعني؟
السائل : يعني الآن بعض القبور هناك عندنا في الكويت تضع عليها قطع رخام مرتفعة قليلاً وبعضهم يكتب عليها: (( يا أيّتها النّفس المطمئنة )) ثمّ يكتب الاسم، هذا قبر فلان أو فلانة، فهل نحن مأمورين بالتعبد في شكل القبر بحيث فقط يكون من الرمل ولا يزاد عليه.
الشيخ : يعني ما ذكرت من أنّه يوضع الرّخام على القبر.
السائل : نعم.
الشيخ : ويكتب عليها: ((يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضية مرضيّة فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي )) وكذلك اسم الرجل .
السائل : أو المرأة.
الشيخ : أو المرأة، وربّما تاريخ وفاته، هذا منكر وحرام، وتجب إزالته، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( نهى أن يبنى على القبر، أو يكتب عليه، أو يجلس عليه، أو يجصّص )، ( وبعث عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه: ألاّ يدع قبرا مشرفاً إلاّ سوّاه ) أي: جعله مثل القبور الأخرى فيجب على هؤلاء القوم أن يزيلوا ما وضعوا من الرخام، بلّغهم عنّي، وقل إنّ العلماء يقولون: الميّت يتأذّى بالمنكر إذا فُعل عند قبره، وهذا منكر، ومقتضى قول العلماء هذا: أن صاحبهم، صاحب القبر الآن يتأذّى بما وضع عليه، فبادر بهذا، وقل: يجب إزالته فإن فعلوا فهو من نعمة الله عليهم وعلى ميّتهم، وإن لم يفعلوا فالواجب على المسؤول عن المقبرة أن يزيل ذلك، ارفعوا للمسؤول عن المقابر ويزيل هذا، ثمّ إنّهم ما الذي أدراهم أنّها نفس مطمئنّة يقال: ارجعي إلى ربّك راضية مرضية ؟!
ما يدريهم، هل كلّ أحد يعلم أنّ هذا الرّجل مات على التّوحيد والإيمان؟!
نحن علمنا الظّاهر أنّه مات، لكن أمور الآخرة ما ندري عنها، سؤال عن اليمين.
السائل : أحسن الله إليك يا فضيلة الشّيخ علم أنّ مصدر أموال أبيه من الحرام فهل له أن يأكل من طعامه، وإن لم يأكل فهل يكون ذلك من العقوق؟
اضيفت في - 2005-08-27