الشيخ : يسار.
السائل : فضيلة الشّيخ هل ورد حديث عن آدم أنّ الله عزّ وجلّ قال: ( يا آدم أخرج بعث النّار، قال: وما بعث النّار؟ قال: من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ) وهل وردت رواية: " من كلّ مائة تسعة وتسعون "؟
الشيخ : لا، هذا الحديث الذي ذكره أنّ الله يقول يوم القيام لآدم: ( يا آدم! فيقول: لبّيك وسعديك، فيقول: أخرج من ذرّيّتك بعثًا إلى النّار، فيقول: يا ربّ وما بعث النّار؟ قال: من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعون ) كلّهم في النّار إلاّ واحد من ألف، لما أخبر النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بهذا عظم على الصّحابة: ( قالوا يا رسول الله أيّنا ذلك الواحد؟ ) واحد من كم؟
السائل : من ألف.
الشيخ : من ألف، واحد في الجنّة والباقي في النّار، فقال لهم النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( أبشروا فإنّكم في أمّتين ما كانتا في شيء إلاّ كثّرتاه يأجوج ومأجوج، منكم واحد ومنهم ألف، فكبّر الصّحابة ) وفرحوا فرحا عظيما أمّا من كلّ مائة تسعة وتسعون فهذا غلط ولا يصحّ.
السائل : شيخ أحسن الله إليك .
الشيخ : أنت لست من الضّيوف، أنت مقيم هنا، ليس لك حق، أكرم الضّيوف أوّلا.

الشيخ : تفضّل.
السائل : يا شيخ بالنّسبة للوالدة.
الشيخ : نعم.
السائل : تذهب وتصلّي التّراويح مع الإمام، فإذا سجد الإمام سجود التّلاوة وهي لم تره لأنّها في الخلوة، فتركع لأنّها تحسب أنّه كبّر للرّكوع فهمت يا شيخ؟
الشيخ : أي نعم.
السائل : فما تدري إلاّ إذا قام وكبّر.
الشيخ : أي.
السائل : فماذا تفعل؟
الشيخ : تستمرّ معه.
السائل : تستمرّ معه؟
الشيخ : تستمرّ معه ولا تسجد معه لأنّ هذا سجود تلاوة لا دخل له بالصّلاة، لكن ألا ترى النّساء اللّاتي حولها؟
السائل : غالب من معها كلّهنّ عجائز لا يعرفن.
الشيخ : الله يقبل منهنّ.
السائل : اللهمّ آمين، يعني تستمرّ يا شيخ؟
الشيخ : نعم تستمرّ.
السائل : جزاك الله خيرا.

السائل : بالنّسبة لعامّة الرّافضة يا شيخ هل يكفرون؟
الشيخ : إيش؟
السائل : عامّة الرّافضة هل يكفرون يا شيخ؟
الشيخ : هذه بارك الله فيك الرّافضة وغيرهم من أهل البدع ليسوا على قول واحد، يعني: هم يختلفون اختلافا كثيرا منهم من يكفر ومنهم ما دون ذلك، ومنهم العامّي الذي لا يدري عن شيء، فلا يمكن أن يحكم عليهم بحكم عامّ حتى يُنظر في كلّ شخص بعينه، وهكذا المعتزلة والجهميّة وغيرهم من أهل البدع.

السائل : يا شيخ جزاك الله خيرا.
الشيخ : نعم.
السائل : عند المرور بسور المقابر هل نسلّم على أهلها؟
الشيخ : أي نعم، العلماء رحمهم الله قالوا: يسنّ السّلام على أهل المقابر سواء مررت أو وقفت، لكن كونك تقف وتدعو بما ورد عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم خير من أنّك تمرّ لا سيما أنّ مرور النّاس بالسّيّارات في الغالب ويكون سريعاً، لا يكمل الإنسان ربع الوارد إلاّ هو تعدّى المقبرة.
السائل : ولو كان يوجد سور؟
الشيخ : هاه؟
السائل : ولو كان يوجد سور؟
الشيخ : لا، إذا كان هناك سور يمنع رؤية المقابر لا تكون زيارة، نعم عن اليمين.
السائل : يا شيخ.
الشيخ : أنت مقيم، سبحان الله! إذا كمّل الإخوان الذين قدموا من بعيد فأنتم إن شاء الله، والسّؤال للجميع وليس للسّائل فقط، نعم.

الشيخ : نعم؟
السائل : يا شيخ لماذا خصّ إبراهيم عليه السّلام بدعوة التّوحيد؟
الشيخ : بإيش؟
السائل : لماذا خصّ إبراهيم عليه السّلام بدعوة التّوحيد مع أنّ جميع الأنبياء دعوا للتّوحيد؟
الشيخ : بدعوة؟
السائل : التّوحيد.
الشيخ : كلّ الأنبياء جاؤوا بالتّوحيد، قال تعالى: (( وما أرسلنا قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون ))، لكن إبراهيم كما تعلم أبو العرب وأبو الإسرائليّين، وهو يدعو إلى التّوحيد الخالص، واليهود ادّعوا أنّهم أتباعه، والنّصارى ادّعوا أنّهم أتباعه، والمسلمون هم أتباعه، فكان هو عليه الصّلاة والسّلام خصّ بأنّه أبو الأنبياء وأنّه صاحب الحنيفيّة السمحة وأمرنا باتّباعه لنحقّق بأنّنا نحن أولى بإبراهيم كما قال الله عزّ وجلّ: (( إنّ أولى النّاس بإبراهيم للذين اتّبعوه وهذا النّبيّ والذين آمنوا ))، وقال ردّا على اليهود والنّصارى: (( ما كان إبراهيم يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين )).

السائل : شيخ بارك الله فيك ما حكم إعطاء الحجّام مالًا على الحجامة؟
الشيخ : على إيش؟
السائل : إعطاء الحجّام مالاً على الحجامة؟
الشيخ : لا بأس أن تعطي الحجّام أجرته كما قال عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما: " إنّ أجرة الحجّام ليست حراماً، قال ولو كانت حراماً ما أعطى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الحجّام أجرته " ، وصدق رضي الله عنه ، ( لكنّ كسب الحجّام خبيث ) بمعنى: أنّه رديء لأنّه ينبغي للحجّام أن يتطوّع ويتبرّع لأنّ في هذا إنقاذ لإخوانه من الضّرر والهلكة، فكونه يأخذ عليها أجرًا نقول: إنّ هذا الأجر رديء وليس حرامًا.
هل يطلق الخبيث على الرّديء وهو حلال؟
نعم، قال الله تعالى: (( ولا تيمّموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلاّ أن تغمضوا فيه )) فهمت؟
السائل : نعم.

السائل : عندنا في الكويت المحامي إمّا أن يكون خاصّا أو عامّا، والمحامي الخاص عادة يشتغل لحساب الدّولة للدّفاع عن مصالحها، وفي بعض الأحيان تكون مرافاعاته للدّفاع عن حقوق الدّولة فيها بعض الشّبهات مثل متابعة التّجّار المتجوّلين التي تحرم الدولة عمله، فيدافع عن قرارات الدولة تجاهه، وأمّا المحامي العامّ فيشتغل في كلّ أنواع المظالم كما تعلم، فنرجو بيان الحكم الشّرعيّ فيما يتعلّق بالمحامي الخاصّ والعامّ؟
الشيخ : هو على كلّ حال المحامي معناه المدافع الذي يحمي الحقوق، إذا كان بحقّ فلا بأس، يعني شخص له حقّ على آخر ويعلم أنّه محقّ لكنّه لا يستطيع أن يعبّر، فوكّل شخصا آخر أقوى منه في العبارة ليدافع عنه فهذا لا بأس به، ولهذا قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( إنّكم تختصمون إليّ ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بشيء من حقّ أخيه فإنّما أقتطع له جمرة من النّار فليستقلّ أو ليستكثر ).
أمّا المحامي الذي يريد أن ينتصر لمن وكّله بحقّ أو بباطل فهذا لا يجوز، وأمّا التّجوّل للبيع والشّراء في بلد تمنع الحكومة من ذلك فأرى أنّه لا يجوز أن يتجوّل ويبيع ويشتري، لأنّ السّلطان له أن يأمر وينهى بما لا يخالف الشّرع، وإذا رأى أنّ من مصلحة التّجارة أن لا تكون فوضى ومنع من التّجوّل أو من التّسوّق بالتّجوّل فلا حرج لأنّنا إذا قلنا أنّ الإنسان يكون حرّا في كلّ شيء لا يمتثل لأمر الحكومة ولا يلتفت له لكنّها فوضى.
بقي علينا أن نقول أنّ الحكومة يجب عليها أن تنظر في الموضوع وأن لا تظلم أحدا فإذا رأت مثلا أنّ أصحاب الدّكاكين يحتكرون السّلع ويبيعونها بأكثر من ثمنها، وأنّ المتجوّلين يبيعونها بأقلّ قطعاً لأنّهم ليس عليهم إجارات ولا مسؤوليّة، فيجب أن توفّق بين هؤلاء وهؤلاء، فهنا نظران:
النّظر الأوّل للحكومة والنّظر الثاني للمتجوّل، المتجوّل لا يجوز أن يتجوّل والحكومة قد منعت من ذلك، والحكومة يجب عليها أن تنظر في هؤلاء أصحاب الدّكاكين أن لا يحتكروا السّلع ويبيعوها حيث شاؤوا بما شاؤوا.
السائل : تكملة للسؤال!
الشيخ : خلاص سؤال واحد.
السائل : نفس السّؤال يا شيخ، لأنّ الشّبهة تقع عند بعض المحامين باعتبار أنّهم يمارسون هذه المهنة هي احتكامهم للقوانين الوضعيّة.
الشيخ : هذا ليس قانوناً وضعيّاً، هذا قانون رأت الدّولة أنّه من المصلحة.
السائل : لا أقصد قانون التّجارة ومسألة البائع المتجوّل، أقصد القوانين العامّة في البلد.
الشيخ : القوانين العامّة يحتاج الإنسان فيها أن ينظر لكلّ قانون، نعم.

السائل : لي جار من الإسماعيليّة يلقي عليّ السّلام فهل لي أن أردّ عليه السلام؟
الشيخ : نعم.
السائل : وهل لي أن أسلّم عليه؟
الشيخ : ردّ عليه السّلام، عاملوهم بما يعاملونكم به، وادعوهم إلى الله عزّ وجلّ، لأنّ الإنسان مسؤول عن الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ، والجارّ أحقّ من تدعوه إلى الله، فأنت ادعه إلى الله إمّا أن تدعوه لزيارتك أو تزوره أنت وتدعوه إلى الله عزّ وجلّ وتبيّن له الحقّ، والإنسان بفطرته مجبول على الحقّ كما قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ( كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ).

الشيخ : خذ!
السائل : يا شيخ أحسن الله إليك: هذا سائل يسأل ويقول: هل يجوز تحنيط الميّت وإنزاله في القبر بالتّابوت علماً بأنّ هذا يحصل في بعض البلاد الإسلاميّة؟
الشيخ : لا يجوز أن يحنّط، الميّت إذا مات انتقل إلى الدّار الآخرة فلا يمكن أن نحاول أن يبقى بدنه وما الفائدة في إبقاء بدنه؟
السائل : ليس المقصود يا شيخ .
الشيخ : وربّما يحنطّه ليبقى بدنه ويسلّط الله عليه دوابّ أو هوامّ في قبره ويأكلونه أكلا.
السائل : المقصود يا شيخ أنّه لفترة مؤقّتة حتّى يعني ينقل .
الشيخ : أبدًا لا يمكن إلاّ إذا كان هناك ضرورة.
السائل : يتعفّن يا شيخ إذا أبقي.
الشيخ : كيف يتعفّن؟
السائل : يعني ينقل مثلا من المملكة إلى بلد آخر.
الشيخ : طيب.
السائل : فإذا ما حنّط يتغيّر.
الشيخ : أوّلًا لماذا ينقل إلى بلد آخر؟
السائل : يعني يعني .
الشيخ : أليست الأرض واحدة؟
السائل : لكن بناء على طلب أهله يا شيخ.
الشيخ : طيب، حتى أهله يبلّغون ونقول لهم: ليس بلازم، حتى لو أوصى الإنسان أن يدفن في مكان ما، لا يلزم أن نمضي وصيّته.
السائل : وإنزاله في القبر بالتّابوت يا شيخ؟
الشيخ : لا يجوز إلاّ لحاجة، إذا كان هناك حاجة بأن تكون الأرض كلّها ماء فهذا لا بأس به، أمّا بدون حاجة فلا.
السائل : نعم، أحسن الله إليكم.

السائل : ما المقصود بقوله تعالى: (( تؤتي أكلها كلَّ حين بإذن ربّها ))؟
الشيخ : نعم، المراد هذه الشّجرة الطّيّبة التي أصلها ثابت وفرعها في السّماء، لا يفوت سنة من السّنوات أو وقت من الأوقات يكون فيه ثمر إلاّ آتته، يعني تؤتي ثمرها الذي يؤكل كلّ حين، يعني: كلّ حين من وقت الثّمار وليس كلّ حين يعني باللّيل والنّهار كلّ سنة، لا.

الشيخ : نعم؟
السائل : يا شيخ مات أب عن ثلاث بنات وابنين وزوجة، والزّوجة لها ابن وبنت من زوج آخر، ثمّ توفّي أحد أبنائه ولم يتمّ بَعْدُ توزيع الميراث فهل يسقط حقّ الورثة من أبناء الأمّ؟
الشيخ : أوّلاً: أبناء الزّوجة الذين ليسوا من صلبه لا دخل لهم في الإرث، وإنّما الميراث للأبناء الذين هم من صلبه، وابنه الذي مات إن كان له ورثة كأن كان له أبناء وزوجة فميراثه لهم، وإن لم يكن له أبناء وكان أولى النّاس به إخوانه فإنّه لهم.
السائل : لكن هل يسقط حقّ إخوانه من الأمّ ولاّ لا؟
الشيخ : الإخوة لأمّ مع وجود الأبناء ليس لهم شيء.
السائل : هم لم يوزّعوا الإرث عند وفاة الأب.
الشيخ : اكتب هذه في ورقة وآتيني بها العصر إن شاء الله تعالى أو غدًا.
السائل : غدًا لا أستطيع لأنّني قادم من الرّياض.
الشيخ : الرّياض فيها من العلماء أكثر من عنيزة.

الشيخ : نعم؟
السائل : بالنّسبة يا شيخ لأحوال المدارس الآن وما يقع من بعض الأخطاء السّلوكيّة من الطّلاّب، فهل للمدرّس أو عموماً لإداراة المدرسة الحقّ في الجلوس مع طلاّب لم يظهر منهم بوادر خطأ أو معصية، وأن يستفسروا منهم عن أشياء لم تبدر منهم، يعني من باب البحث عن العناصر المفسدة بين الطّلاّب؟
الشيخ : هذه لا بدّ أن يكون هناك قرينة قويّة توجب تهمته فحينئذ لا بأس أن نبحث ولكن لا يكون هذا بين الطّلاّب، لأنّه إذا كان بين الطّلاّب يُخشى على هذا المسؤول أن يكون بريئاً فيتّهمه النّاس، أمّا إذا لم يكن إلاّ كلام التّلاميذ بعضهم في بعض فهذا لا يُقبل.
السائل : يعني إذا لم يكن .
الشيخ : وتعرف أنّ كلام التّلاميذ بعضهم في بعض مشكل، هم أقران وبعضهم يحسد بعضًا ويتكلّم فيه وهو غير صادق.
السائل : يعني إذا لم يكن هناك قرينة!
الشيخ : إذا لم يكن هناك قرينة فلا يستدعى.
السائل : لا يجوز هذا يا شيخ؟
الشيخ : نعم.
السائل : أحسن الله إليك.

السائل : أثابكم الله يا شيخ، ما حكم تسمية المدينة النّبويّة بالمدينة المنوّرة؟
وما العلّة في ذلك؟
الشيخ : المدينة المنورّة هذا اسم حادث لم يكن معروفاً عند السّلف، وهم يقولون: إنّها منورّة لأنّها استنارت بالدّين الإسلاميّ، لأنّ الدّين الإسلاميّ نوّر البلاد، ولا أدري قد يكون أوّل من وضعها يعتقد أنّها نور إلى الآن، وأنّها تنوّرت بوجود الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فيها، فما ندري عن نيّته، لكن خير من هذه التّسمية أن نقول: المدينة النّبويّة، المدينة النّبويّة أفضل من المدينة المنوّرة، أحسن يعني، وإن كان ليس بلازم وإن قلت المدينة كفى، ولهذا تجد عبارات السّلف كلّها: ذهب إلى المدينة، رجع إلى المدينة، سكن المدينة، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: ( المدينة خير لهم ) لو يقل المنوّرة ولا النّبويّة، لكن إذا كان لا بدّ من وصفها فإنّ النّبويّة خير من المنوّرة، لأنّ تميّزها بالنّبوّة أخصّ من تميّزها بالمنوّرة، لأنّنا إذا قلنا المنوّرة يعني التي استنارت بالإسلام صار ذلك شاملًا إيش؟
لكلّ بلد إسلاميّ فهو منوّر بالإسلام، فإذا كان لا بدّ أن تصفها بشيء فصفها بالنّبويّة.
الآن سمعتم الأذان وبه ينتهي اللّقاء، وإلى لقاء آخر إن شاء الله والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسبحانك اللهمّ ربنا وبحمدك أشهد ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.

السائل : كنت أختلط بمريض فخشيت أن ينتقل إليّ مرضه، فنذرت إن عافاني الله من هذا المرض أن أقرأ سورة البقرة في كلّ يوم .
الشيخ : إيش يقرأ؟
السائل : أن أقرأ البقرة في كلّ يوم، والآن أجد صعوبة في ذلك أحياناً؟
الشيخ : نعم، أقول: إذا وجد الصّعوبة فمن الذي أوجب عليه النّذر؟!
ماذا تقولون؟
هي التي أوجبت على نفسها النّذر، ولهذا لو أنّ النّاس عقلوا أو بالأصحّ لو أنّ النّاس فقهوا ما نذروا أبداً، ( لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم نهى عن النّذر وقال: إنّه لا يأتي بخير ، اسمع كلام الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يقول: ( لا يأت بخير ) والذي لا يأت بخير هل نفعله؟
لا، ولهذا مال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى تحريم النّذر سواء كان في مقابل النّعمة أو مقابل اندفاع النّقمة فإنّه منهيّ عنه، مكروه كراهة شديدة، فنقول لهذه المرأة: أنت التي أوجبت على نفسك أن تقرئي البقرة كلّ يوم، وقراءة البقرة كلّ يوم ليس بصعب، يمكن تقرأ نصف جزء في أوّل النّهار، ونصف جزء عند صلاة الظّهر، ونصف جزء عند صلاة العصر، كم هذا؟
جزء ونصف، وتكمّل بعد العصر أو في الضّحى، فهو سهل، يعني البقرة جزءان ونصف تقريبًا، يمكن أن يقرأهما القارئ في خلال ساعة إلاّ ربع، وهو سهل، ويجب عليها أن تفي بنذرها، فإن لم تفعل فأخشى أن تكون مثل من قال الله فيهم: (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا مِن فضله لنصّدّقنّ ولنكونّن من الصّالحين فلمّا آتاهم من فضله بخلوا به وتولّوا وهم معرضون )) وما الجزاء؟ أجيبوا؟
(( فأعقبهم نفاقًا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )).
فنقول للأخت السّائلة: استعيني بالله واقرئي البقرة كلّ يوم كما ألزمت نفسك بذلك، نعم.