سلسلة لقاء الباب المفتوح-203a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير الآيات ( 39 - 62 ) من سورة الواقعة .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث بعد المائتين من اللقاءات التي تعرف بلقاء الباب المفتوح التي تتم يوم كل خميس، وهذا الخميس هو العشرون من شهر محرم عام عشرين وأرعمائة وألف.
نبتدئ هذا اللقاء في العادة بالكلام على بعض الآيات الكريمة التي وصلنا فيها إلى قول الله تبارك وتعالى : (( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ )) هؤلاء هم أصحاب اليمين الذين هم في المرتبة الثانية، والمرتبة الأولى السابقون الذين قال الله تعالى فيهم : (( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ )) يعني: ثلة من الأولين من هذه الأمة وقليل من الآخرين، فإن خير هذه الأمة خير قرونها القرن الأول الذي هو قرن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم الثاني ثم الثالث ثم تتناقص، أما أصحاب اليمين فقال الله تعالى فيهم : (( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ )) أي جماعة من هؤلاء وجماعة من هؤلاء.
ثم ذكر الله القسم الثالث فقال : (( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ )) وهم الكفار والمنافقون (( فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ )) هذا الذي هم فيه، (( سموم )) أي: حرارة شديدة والعياذ بالله، وقد بين الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة كيفيتها فقال الله تعالى : (( سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً )) وأخبر أنه (( يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ )) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وقوله : (( حميم )) الحميم هو الماء الحار شديد الحرارة فهم والعياذ بالله محاطون بالحرارة من كل وجه من كل جانب.
(( وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ )) اليحموم هو ما يكون بين الضوء الشديد في اللهب وبين الدخان (( لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ )) يعني: ليس باردًا يقيهم الحر ولا كريمًا يتنعمون فيه ويستريحون فيه نسأل الله العافية لنا ولكم.
ثم بين حالهم من قبل فقال : (( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ )) وذلك في الدنيا قد أترف الله أبدانهم وهيأ لهم من نعيم البدن ما وصلوا فيه إلى حد الترف، لكن هذا لم ينفعهم والعياذ بالله ولم ينجهم من النار.
(( وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ )) يصرون أي : يستمرون عليه والحنث العظيم هو الشرك، لأن الأصل في الحنث الإثم، والعظيم هو الشرك قال الله تعالى : (( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )) وكانوا أيضًا ينكرون البعث (( وَكَانُوا يَقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ )) يعني ينكرون هذا إنكارًا عظيمًا يقولون : أإذا بليت عظامنا وصارت رفاتًا هل نبعث وأيضًا هل يبعث آباءنا الأولون، ولهذا يحتجون يقولون : (( ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )) وهذه حجة باطلة، لأنه لا يقال لهم : إنكم ستبعثون اليوم وإنما تبعثون يوم القيامة، فكيف تتحدونا وتقولون هاتوا آبائنا؟ فاليوم الآخر ليس هو الحاضر اليوم حتى يتحدوا ويقولوا هاتوا آبائنا، نقول: إن هذا يكون يوم القيامة.
قال الله عز وجل : (( قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ )) الأولون من المخلوقين والآخرون كلهم سيبعثون في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، لا جبال ولا أشجار ولا كروية بل تمد الأرض مسطحة يرى أقصاهم كما يرى أدناهم، الآن لما كانت الأرض كروية فإن البعيد لا تراه لأنه منخفض، لكن إذا كان يوم القيامة سطحت الأرض صارت كالأديم أي كالجلد الممدود فيبعث الخلائق كلهم على هذا الصعيد.
وقوله : (( إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ )) عند من ؟ عند الله عز وجل لقول الله تعالى : (( يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي )) (( ثُمَّ إِنَّكُمْ )) أي: بعد البعث (( أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ )) الضالون في العمل فهم لا يعملون، المكذبون للخبر فهم لا يصدقون والعياذ بالله (( لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ )) آكلون من شجر هذا الشجر نوعه من زقوم كما تقول خاتم من حديد، باب من خشب، جدار من طين، فقوله : (( مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ )) من شجر متعلقة بأكل، من زقوم بيان للشجر، وسمي زقومًا لأن الإنسان والعياذ بالله إذا أكله يتزقمه تزقمًا لشدة بلعه لا يبتلعه بسهولة.
(( فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ )) أي : أنهم يملؤون البطون من هذا الشجر مع أن هذا الشجر مر خبيث الرائحة كريه المنظر، لكن لشدة جوعهم يأكلونه كما يأكل الجائع المضطر العذرة وكما يأكل قيئه فهم يأكلونه على تكره كما قال الله عز وجل : (( وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ )) هم يأكلون من هذا الشجر ويملؤون البطون منها يأتيهم شغف شغف عظيم جدًّا على الأكل حتى يملؤوا بطونهم مما يكرهونه وهذا أشد في العذاب نسأل الله العافية، مع ذلك إذا ملؤوا بطونهم من هذا اشتدت حاجتهم إلى الشرب، فكيف يشربون؟ قال الله تعالى : (( فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَمِيمِ )) الحميم الماء الحار، يشربون من ماء حار بعد أن يستغيثوا مدة طويلة، وقد وصف الله هذا الماء بقوله : (( يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً )) وقال عز وجل : (( وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ )) فتأمل يا أخي هذا! إن قربوه من الوجوه إيش يعمل ؟ يشويها ... إذا دخلت بطونهم قطع أمعاءهم، ومع ذلك يشربونه بشدة شدة شدة يقول : (( شُرْبَ الْهِيمِ )) يعني: شرب الإبل الهائمة إلى الماء التي لا يرويها الشيء القليل، فيملؤون بطونهم والعياذ بالله من الشجر الزقوم ويشربون من الحميم (( شُرْبَ الْهِيمِ )) أي : شرب الإبل الهيم جمع هائمة يعني أو جمع هيماء يعني أنها شديدة العطش فتملأ بطونها وبطونها، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( معها سقائها ) وهو بطنها تملأ بطنها من الماء ( وحذاؤها ) أسأل الله أن يجيرني وإياكم من النار.
(( هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ )) يعني: هذه ضيافتهم بخلاف المؤمنين فإن ضيافتهم جنات الفردوس (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً )).
ثم قال عز وجل : (( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ )) وهذا أمر لا أحد ينكره أن خالقنا هو الله حتى المشركون الذين يشركون مع الله إذا سئلوا من خلقهم ؟ قالوا : الله يعني (( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ )) أول مرة (( فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ )) أي: في إعادتكم ثاني مرة ولولا هنا بمعنى هلا تصدقون، كان الواجب عليهم وهم يصدقون بأن خالقهم أول مرة هو الله أن إيش ؟ أن يصدقوا بالخلق الآخر، لأن القادر على الخلق الأول قادر على الخلق الآخر من باب أولى، كما قال عز وجل : (( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )) وقال عز وجل : (( وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى )) إذًا نحن خلقناكم متى ؟ أجيبوا أول مرة (( فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ )) أي : فهلا تصدقون أننا نعيدكم نخلقكم ثاني مرة لأن القادر على الخلق أول مرة قادر على الخلق المرة الأخرى.
ثم ضرب الله تعالى مثلًا بل أمثالًا لما فيه وجودنا وما فيه بقاؤنا وما فيه استمتاعنا فقال : (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ )) يعني: أخبروني عن هذا المني الذي يخرج منكم هل أنتم تخلقونه أم الله ؟ الجواب : الله عز وجل هو الذي يخلقه فيخرج من بين الصلب والترائب هو الذي يخلقه في الرحم خلقًا من بعد خلق، فنحن لا نوجد هذا المني ولا نطوره في الرحم بل ذلك إلى الله عز وجل.
(( أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ )) الجواب : بل أنت يا رب (( نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمْ الْمَوْتَ )) أي : قضيناه بينكم فكل نفس ذائقة الموت اللهم اجعلها على الحق والعدل، كل نفس ذائقة الموت ولا بد حتى الأنبياء والرسل قال الله تعالى : (( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْنْ مِتَّ فَهُمْ الْخَالِدُونَ )).
(( نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمْ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ )) يعني: لا أحد يسبقنا فيمنعنا أن نبدل أمثالكم بل نحن قادرون على ذلك وسوف يبدل الله تعالى أمثالنا أي : ينشئنا خلقا آخر وذلك يوم القيامة (( وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ )) وذلك يوم القيامة.
(( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى )) علمتم النشأة الأولى وأنكم نشأتم في بطون أمهاتكم وأخرجكم الله عز وجل من العدم (( فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ )) أي : فهلا تتذكرون وتتعظون، وهذا دليل عقلي من الله عز وجل يعرضه على عباده يقول : إننا بدأناكم أول مرة وإذا بدأناكم أول مرة فلسنا بمسبوقين على أن نعيدكم ثاني مرة.
وإلى هنا نأتي إلى ما أردنا أن نتكلم عليه في التفسير لنتفرغ للأسئلة، نسأل الله أن يلهمنا الصواب وأن ينفعنا وإياكم بما علمنا .
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث بعد المائتين من اللقاءات التي تعرف بلقاء الباب المفتوح التي تتم يوم كل خميس، وهذا الخميس هو العشرون من شهر محرم عام عشرين وأرعمائة وألف.
نبتدئ هذا اللقاء في العادة بالكلام على بعض الآيات الكريمة التي وصلنا فيها إلى قول الله تبارك وتعالى : (( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ )) هؤلاء هم أصحاب اليمين الذين هم في المرتبة الثانية، والمرتبة الأولى السابقون الذين قال الله تعالى فيهم : (( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ )) يعني: ثلة من الأولين من هذه الأمة وقليل من الآخرين، فإن خير هذه الأمة خير قرونها القرن الأول الذي هو قرن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم الثاني ثم الثالث ثم تتناقص، أما أصحاب اليمين فقال الله تعالى فيهم : (( ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ )) أي جماعة من هؤلاء وجماعة من هؤلاء.
ثم ذكر الله القسم الثالث فقال : (( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ )) وهم الكفار والمنافقون (( فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ )) هذا الذي هم فيه، (( سموم )) أي: حرارة شديدة والعياذ بالله، وقد بين الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة كيفيتها فقال الله تعالى : (( سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً )) وأخبر أنه (( يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ )) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وقوله : (( حميم )) الحميم هو الماء الحار شديد الحرارة فهم والعياذ بالله محاطون بالحرارة من كل وجه من كل جانب.
(( وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ )) اليحموم هو ما يكون بين الضوء الشديد في اللهب وبين الدخان (( لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ )) يعني: ليس باردًا يقيهم الحر ولا كريمًا يتنعمون فيه ويستريحون فيه نسأل الله العافية لنا ولكم.
ثم بين حالهم من قبل فقال : (( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ )) وذلك في الدنيا قد أترف الله أبدانهم وهيأ لهم من نعيم البدن ما وصلوا فيه إلى حد الترف، لكن هذا لم ينفعهم والعياذ بالله ولم ينجهم من النار.
(( وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ )) يصرون أي : يستمرون عليه والحنث العظيم هو الشرك، لأن الأصل في الحنث الإثم، والعظيم هو الشرك قال الله تعالى : (( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )) وكانوا أيضًا ينكرون البعث (( وَكَانُوا يَقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ )) يعني ينكرون هذا إنكارًا عظيمًا يقولون : أإذا بليت عظامنا وصارت رفاتًا هل نبعث وأيضًا هل يبعث آباءنا الأولون، ولهذا يحتجون يقولون : (( ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )) وهذه حجة باطلة، لأنه لا يقال لهم : إنكم ستبعثون اليوم وإنما تبعثون يوم القيامة، فكيف تتحدونا وتقولون هاتوا آبائنا؟ فاليوم الآخر ليس هو الحاضر اليوم حتى يتحدوا ويقولوا هاتوا آبائنا، نقول: إن هذا يكون يوم القيامة.
قال الله عز وجل : (( قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ )) الأولون من المخلوقين والآخرون كلهم سيبعثون في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، لا جبال ولا أشجار ولا كروية بل تمد الأرض مسطحة يرى أقصاهم كما يرى أدناهم، الآن لما كانت الأرض كروية فإن البعيد لا تراه لأنه منخفض، لكن إذا كان يوم القيامة سطحت الأرض صارت كالأديم أي كالجلد الممدود فيبعث الخلائق كلهم على هذا الصعيد.
وقوله : (( إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ )) عند من ؟ عند الله عز وجل لقول الله تعالى : (( يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي )) (( ثُمَّ إِنَّكُمْ )) أي: بعد البعث (( أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ )) الضالون في العمل فهم لا يعملون، المكذبون للخبر فهم لا يصدقون والعياذ بالله (( لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ )) آكلون من شجر هذا الشجر نوعه من زقوم كما تقول خاتم من حديد، باب من خشب، جدار من طين، فقوله : (( مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ )) من شجر متعلقة بأكل، من زقوم بيان للشجر، وسمي زقومًا لأن الإنسان والعياذ بالله إذا أكله يتزقمه تزقمًا لشدة بلعه لا يبتلعه بسهولة.
(( فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ )) أي : أنهم يملؤون البطون من هذا الشجر مع أن هذا الشجر مر خبيث الرائحة كريه المنظر، لكن لشدة جوعهم يأكلونه كما يأكل الجائع المضطر العذرة وكما يأكل قيئه فهم يأكلونه على تكره كما قال الله عز وجل : (( وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ )) هم يأكلون من هذا الشجر ويملؤون البطون منها يأتيهم شغف شغف عظيم جدًّا على الأكل حتى يملؤوا بطونهم مما يكرهونه وهذا أشد في العذاب نسأل الله العافية، مع ذلك إذا ملؤوا بطونهم من هذا اشتدت حاجتهم إلى الشرب، فكيف يشربون؟ قال الله تعالى : (( فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَمِيمِ )) الحميم الماء الحار، يشربون من ماء حار بعد أن يستغيثوا مدة طويلة، وقد وصف الله هذا الماء بقوله : (( يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً )) وقال عز وجل : (( وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ )) فتأمل يا أخي هذا! إن قربوه من الوجوه إيش يعمل ؟ يشويها ... إذا دخلت بطونهم قطع أمعاءهم، ومع ذلك يشربونه بشدة شدة شدة يقول : (( شُرْبَ الْهِيمِ )) يعني: شرب الإبل الهائمة إلى الماء التي لا يرويها الشيء القليل، فيملؤون بطونهم والعياذ بالله من الشجر الزقوم ويشربون من الحميم (( شُرْبَ الْهِيمِ )) أي : شرب الإبل الهيم جمع هائمة يعني أو جمع هيماء يعني أنها شديدة العطش فتملأ بطونها وبطونها، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( معها سقائها ) وهو بطنها تملأ بطنها من الماء ( وحذاؤها ) أسأل الله أن يجيرني وإياكم من النار.
(( هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ )) يعني: هذه ضيافتهم بخلاف المؤمنين فإن ضيافتهم جنات الفردوس (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً )).
ثم قال عز وجل : (( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ )) وهذا أمر لا أحد ينكره أن خالقنا هو الله حتى المشركون الذين يشركون مع الله إذا سئلوا من خلقهم ؟ قالوا : الله يعني (( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ )) أول مرة (( فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ )) أي: في إعادتكم ثاني مرة ولولا هنا بمعنى هلا تصدقون، كان الواجب عليهم وهم يصدقون بأن خالقهم أول مرة هو الله أن إيش ؟ أن يصدقوا بالخلق الآخر، لأن القادر على الخلق الأول قادر على الخلق الآخر من باب أولى، كما قال عز وجل : (( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )) وقال عز وجل : (( وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى )) إذًا نحن خلقناكم متى ؟ أجيبوا أول مرة (( فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ )) أي : فهلا تصدقون أننا نعيدكم نخلقكم ثاني مرة لأن القادر على الخلق أول مرة قادر على الخلق المرة الأخرى.
ثم ضرب الله تعالى مثلًا بل أمثالًا لما فيه وجودنا وما فيه بقاؤنا وما فيه استمتاعنا فقال : (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ )) يعني: أخبروني عن هذا المني الذي يخرج منكم هل أنتم تخلقونه أم الله ؟ الجواب : الله عز وجل هو الذي يخلقه فيخرج من بين الصلب والترائب هو الذي يخلقه في الرحم خلقًا من بعد خلق، فنحن لا نوجد هذا المني ولا نطوره في الرحم بل ذلك إلى الله عز وجل.
(( أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ )) الجواب : بل أنت يا رب (( نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمْ الْمَوْتَ )) أي : قضيناه بينكم فكل نفس ذائقة الموت اللهم اجعلها على الحق والعدل، كل نفس ذائقة الموت ولا بد حتى الأنبياء والرسل قال الله تعالى : (( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْنْ مِتَّ فَهُمْ الْخَالِدُونَ )).
(( نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمْ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ )) يعني: لا أحد يسبقنا فيمنعنا أن نبدل أمثالكم بل نحن قادرون على ذلك وسوف يبدل الله تعالى أمثالنا أي : ينشئنا خلقا آخر وذلك يوم القيامة (( وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ )) وذلك يوم القيامة.
(( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى )) علمتم النشأة الأولى وأنكم نشأتم في بطون أمهاتكم وأخرجكم الله عز وجل من العدم (( فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ )) أي : فهلا تتذكرون وتتعظون، وهذا دليل عقلي من الله عز وجل يعرضه على عباده يقول : إننا بدأناكم أول مرة وإذا بدأناكم أول مرة فلسنا بمسبوقين على أن نعيدكم ثاني مرة.
وإلى هنا نأتي إلى ما أردنا أن نتكلم عليه في التفسير لنتفرغ للأسئلة، نسأل الله أن يلهمنا الصواب وأن ينفعنا وإياكم بما علمنا .
ما الذي يجب على المؤمن عند حلول الفتن.؟
السائل : عفا الله عنك يا شيخ: ماذا يجب على المؤمن عند وقوع الفتن هل يعتزل الناس أم يخالطهم ؟
الشيخ : إذا حصلت الفتن فالواجب على الإنسان أن يصبر وأن يحاول كشف هذه الفتن ما استطاع، ولا يجوز أن يعتزل الناس ما دام قادرًا على أن يساهم في إزالة هذه الفتن أو تخفيفها، نعم لو فرضنا أن الرجل لا يستطيع أن يدافع هذه الفتن ويخشى على نفسه فهنا الأولى أن يعتزل الناس، نعم على اليسار .
الشيخ : إذا حصلت الفتن فالواجب على الإنسان أن يصبر وأن يحاول كشف هذه الفتن ما استطاع، ولا يجوز أن يعتزل الناس ما دام قادرًا على أن يساهم في إزالة هذه الفتن أو تخفيفها، نعم لو فرضنا أن الرجل لا يستطيع أن يدافع هذه الفتن ويخشى على نفسه فهنا الأولى أن يعتزل الناس، نعم على اليسار .
ما حكم الاحتفالات بمناسبة حفظ القرآن ؟
السائل : ما رأيكم بافتتاح اللقاءات والاحتفالات بتلاوة شيء من آيات كتاب الله عز وجل ؟
الشيخ : طيب أرى أن هذه الاحتفالات لا بأس بها بل هي مشروعة، لكنها مشروعة لغيرها كيف ذلك ؟ هذه الاحتفالات نجد فيها فائدة : أولًا : إدخال السرور على التلاميذ الذين حفظوا فيسرون بهذا.
ثانيًا : أنه مظهر من مظاهر تعظيم القرآن الكريم حيث جمع الناس له من أجل أن يحتفل به.
ثالثًا : أنه يحصل به التلاقي بين الإخوة من كل جهة والتعارف.
رابعًا : أنه لا يخلو من إرشادات وتوجيهات وبيان لفضل القرآن وحفظه وغير هذا فهي مقصودة لغيرها في الواقع وفيها خير، فلا نرى بها بأسًا إن لم نقل إنها مطلوبة لما فيها من هذه الفوائد التي ذكرناها .
الشيخ : طيب أرى أن هذه الاحتفالات لا بأس بها بل هي مشروعة، لكنها مشروعة لغيرها كيف ذلك ؟ هذه الاحتفالات نجد فيها فائدة : أولًا : إدخال السرور على التلاميذ الذين حفظوا فيسرون بهذا.
ثانيًا : أنه مظهر من مظاهر تعظيم القرآن الكريم حيث جمع الناس له من أجل أن يحتفل به.
ثالثًا : أنه يحصل به التلاقي بين الإخوة من كل جهة والتعارف.
رابعًا : أنه لا يخلو من إرشادات وتوجيهات وبيان لفضل القرآن وحفظه وغير هذا فهي مقصودة لغيرها في الواقع وفيها خير، فلا نرى بها بأسًا إن لم نقل إنها مطلوبة لما فيها من هذه الفوائد التي ذكرناها .
هل يجوز إفتتاح المجالس بتلاوة القرآن.؟
السائل : الافتتاح يا شيخ افتتاح اللقاء بتلاوة كتاب الله ؟
الشيخ : هذا لا أعلم له أصلًا أنه يفتتح بشيء من القرآن، لكن جرت العادة به والأحسن ألا يفعل الأحسن أن يفتتح بالحمد والثناء على الله عز وجل وما تيسر من مقال، نعم .
الشيخ : هذا لا أعلم له أصلًا أنه يفتتح بشيء من القرآن، لكن جرت العادة به والأحسن ألا يفعل الأحسن أن يفتتح بالحمد والثناء على الله عز وجل وما تيسر من مقال، نعم .
هل يجوز دخول الحمام بشيء فيه ذكر الله.؟
السائل : فضيلة الشيخ وفقنا الله وإياكم: الميدالية التي تكون لبعض أصحاب المؤسسات يكون فيها رأيت واحدة فيها عبد الرحمن ذكر لي صاحبها أنه يدخل فيها إلى دورة المياه أعزكم الله فقال : إن عبد الرحمن كله بشخصه يدخل إلى دورة المياه .
الشيخ : آه ؟
السائل : عبد الرحمن نفس الشخص اللي اسمه عبد الرحمن كله يدخل إلى دورة المياه، والشيء الآخر كتابة باسمه تعالى في الأوراق التي قد تسقط في الشارع ويطؤها الناس هل فيه شيء باسمه تعالى ؟
الشيخ : أولًا : قوله : إن كل أحد عبد الرحمن هذا صحيح، لكن هل أنت اسمك عبد الرحمن ؟ هل أنت على صفة كتابة عبد الرحمن ؟ قل له هالكلام ولا لك رأس وأرجل ولست مشكلًا بحركات أو إعراب حجة باطلة ولا إشكال هو نفسه ما يعتقد أنها حجة، ولكن لا شك أن الأفضل ألا يدخل بها ولكن الغالب أن الميداليات تكون مخفية فالمخفاة لا تضر هذه واحدة .
الشيخ : آه ؟
السائل : عبد الرحمن نفس الشخص اللي اسمه عبد الرحمن كله يدخل إلى دورة المياه، والشيء الآخر كتابة باسمه تعالى في الأوراق التي قد تسقط في الشارع ويطؤها الناس هل فيه شيء باسمه تعالى ؟
الشيخ : أولًا : قوله : إن كل أحد عبد الرحمن هذا صحيح، لكن هل أنت اسمك عبد الرحمن ؟ هل أنت على صفة كتابة عبد الرحمن ؟ قل له هالكلام ولا لك رأس وأرجل ولست مشكلًا بحركات أو إعراب حجة باطلة ولا إشكال هو نفسه ما يعتقد أنها حجة، ولكن لا شك أن الأفضل ألا يدخل بها ولكن الغالب أن الميداليات تكون مخفية فالمخفاة لا تضر هذه واحدة .
ما حكم كتابة " باسمه تعالى " في الأوراق التي ربما ترمي في الشوارع ؟
الشيخ : الثاني ؟
السائل : كتابة باسمه تعالى .
الشيخ : أما كتابة باسمه تعالى فلا يجوز أصلًا كتابة باسمه تعالى حرام، لأنها عدول عما في القرآن، القرآن بسم الله الرحمن الرحيم، وأيضًا ربما يقول : باسمه تعالى من كان مشركًا يريد ولي من أولياء الله أو إمام من الأئمة الذين يعتقد أنهم أئمة ويكتب باسمه ويريد اسم الإمام الذي يرى أنه إمام، فالضمير هنا ليس له مرجع بين، فالواجب أن يكتب باسم الله، وما رأينا أحدًا يكتب باسمه تعالى إلا أهل البدع، لأنهم ربما يرون أن أولياءهم أو أئمتهم هم الذين يدبرون الكون فيتبركون بأسمائهم ويقولون : باسمه تعالى ولا يصرحون بمرجع الضمير لئلا يتبين أمرهم، نعم .
السائل : كتابة باسمه تعالى .
الشيخ : أما كتابة باسمه تعالى فلا يجوز أصلًا كتابة باسمه تعالى حرام، لأنها عدول عما في القرآن، القرآن بسم الله الرحمن الرحيم، وأيضًا ربما يقول : باسمه تعالى من كان مشركًا يريد ولي من أولياء الله أو إمام من الأئمة الذين يعتقد أنهم أئمة ويكتب باسمه ويريد اسم الإمام الذي يرى أنه إمام، فالضمير هنا ليس له مرجع بين، فالواجب أن يكتب باسم الله، وما رأينا أحدًا يكتب باسمه تعالى إلا أهل البدع، لأنهم ربما يرون أن أولياءهم أو أئمتهم هم الذين يدبرون الكون فيتبركون بأسمائهم ويقولون : باسمه تعالى ولا يصرحون بمرجع الضمير لئلا يتبين أمرهم، نعم .
ما حكم التصوير بالآلة الفوتوغرافية ؟
السائل : أحسن الله إليكم: حكم التصوير بالآلة الفوتوغرافية وكاميرا الفيديو ؟
الشيخ : لا أرى في تصوير كاميرا الفيديو يعني لا أرى فيها مانعًا، لكن لا ينبغي إلا إذا كان هناك مصلحة، وأما الكاميرا التصوير بالكاميرا التي تكون على الأوراق فهذه ينظر الغرض من التصوير، إذا كان الغرض التمتع بالنظر إلى المصور كلما مضى وقت فهذا لا يجوز، وكذلك إذا كان المقصود الذكرى فهذا لا يجوز لأنه يمنع دخول الملائكة للبيت، أما إذا كان للحاجة كالرخصة والتابعية وما أشبهها فلا بأس - يرحمك الله - .
الشيخ : لا أرى في تصوير كاميرا الفيديو يعني لا أرى فيها مانعًا، لكن لا ينبغي إلا إذا كان هناك مصلحة، وأما الكاميرا التصوير بالكاميرا التي تكون على الأوراق فهذه ينظر الغرض من التصوير، إذا كان الغرض التمتع بالنظر إلى المصور كلما مضى وقت فهذا لا يجوز، وكذلك إذا كان المقصود الذكرى فهذا لا يجوز لأنه يمنع دخول الملائكة للبيت، أما إذا كان للحاجة كالرخصة والتابعية وما أشبهها فلا بأس - يرحمك الله - .
ما حكم مقولة " قال الله حكاية عن فلان ".؟
السائل : أحسن الله عملك: من يستشهد بآية من الآيات ويقول : قال الله عز وجل حكاية عن فلان أو عن فرعون أو عن موسى أو عن كذا كلمة حكاية ؟
الشيخ : لا بأس ما فيها مانع، لأننا لا نقول : إن القرآن حكاية عن كلام الله هذا هو الممنوع، أما أن الله يحكي عن غيره فلا بأس به، وما زال العلماء رحمهم الله يقولونها في كتب التفسير : قال الله تعالى يحكي كذا وكذا .
السائل : يا شيخ .
الشيخ : لا يسار .
السائل : أحسن الله إليكم .
الشيخ : لا بأس ما فيها مانع، لأننا لا نقول : إن القرآن حكاية عن كلام الله هذا هو الممنوع، أما أن الله يحكي عن غيره فلا بأس به، وما زال العلماء رحمهم الله يقولونها في كتب التفسير : قال الله تعالى يحكي كذا وكذا .
السائل : يا شيخ .
الشيخ : لا يسار .
السائل : أحسن الله إليكم .
هل تجوز الزيادة على الفاتحة في الركعتين الآخريين من الرباعية .؟
السائل : هذا إمام مسجد اعترض عليه أحد المأمومين وقال : إنك تقرأ في الركعتين الأخيرتين من صلاة الظهر والعصر سورة بعد الفاتحة وقال : إنه سأل بعض المشايخ قال : إنه مخالف للسنة هل هذا صحيح ؟
الشيخ : هذه المسألة اختلف فيها العلماء رحمهم الله هل يقرأ في الركعتين الأخيرتين في الظهر والعصر أو لا ؟ فالمشهور في مذهب الإمام أحمد أنه لا يقرأ ويقتصر على الفاتحة فقط بناء على ما ثبت في * الصحيحين * من حديث أبي قتادة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب ) فقط، وبعضهم قال : لا بأس أن يقرأ لأن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( حزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة ) فذكر ما يدل أنه يقرأ في الركعتين الأخريين، لكن هذا الحديث انفرد به مسلم والأول في * الصحيحين * فمنهم من قدم الأول وقال : هذا شاذ، وأيضًا قال : إن حديث أبي قتادة صريح في أنه يقرأ أو لا يقرأ وهذا يقول : حزرنا والحزر بمعنى التقدير والتخمين، وليس التقدير والتخمين كاليقين، والذي يظهر أنه لا بأس به أحيانًا، أما أن يداوم عليه فلا، يمين اسأل آه خاص .
الشيخ : هذه المسألة اختلف فيها العلماء رحمهم الله هل يقرأ في الركعتين الأخيرتين في الظهر والعصر أو لا ؟ فالمشهور في مذهب الإمام أحمد أنه لا يقرأ ويقتصر على الفاتحة فقط بناء على ما ثبت في * الصحيحين * من حديث أبي قتادة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب ) فقط، وبعضهم قال : لا بأس أن يقرأ لأن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( حزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة ) فذكر ما يدل أنه يقرأ في الركعتين الأخريين، لكن هذا الحديث انفرد به مسلم والأول في * الصحيحين * فمنهم من قدم الأول وقال : هذا شاذ، وأيضًا قال : إن حديث أبي قتادة صريح في أنه يقرأ أو لا يقرأ وهذا يقول : حزرنا والحزر بمعنى التقدير والتخمين، وليس التقدير والتخمين كاليقين، والذي يظهر أنه لا بأس به أحيانًا، أما أن يداوم عليه فلا، يمين اسأل آه خاص .
ما حكم الصلاة في مكان فيه ظل و شمس.؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك: ما حكم الصلاة في المكان الذي بعضه فيء وبعضه شمس ؟
الشيخ : الجلوس بين الشمس والظل منهي عنه سواء في الصلاة أو غير الصلاة، حتى لو نمت وجعلت رأسك مثلًا في الشمس ورجليك في الظلال أو بالعكس فقد نهي عليه، لكن لو فرض إنك قائم تصلي والظل يمشي حتى كنت بين الظل والشمس فالظاهر إن شاء الله أنه لا شيء فيه، لأنك لم تتعمد الجلوس بين الظل والشمس .
السائل : عفا الله عنك يا شيخ .
الشيخ : الجلوس بين الشمس والظل منهي عنه سواء في الصلاة أو غير الصلاة، حتى لو نمت وجعلت رأسك مثلًا في الشمس ورجليك في الظلال أو بالعكس فقد نهي عليه، لكن لو فرض إنك قائم تصلي والظل يمشي حتى كنت بين الظل والشمس فالظاهر إن شاء الله أنه لا شيء فيه، لأنك لم تتعمد الجلوس بين الظل والشمس .
السائل : عفا الله عنك يا شيخ .
ما حكم التصفيق في المدارس.؟
السائل : أقول فيه يعني كلام في قضية التصفيق في المدارس يا شيخ ما أدري القول الصحيح فيها .
الشيخ : التصفيق التصفيق في المدارس تشجيعًا للطلاب لا بأس به، لأن ما في دليل على التحريم ولا على الكراهة .
السائل : التشبه يا شيخ .
الشيخ : التشبه بمن ؟
السائل : بالكفار؟
الشيخ : لا ما في تشبه كل المسلمين يفعلونه الآن، كل المسلمين يفعلون هذا، وقد ذكر الإمام مالك وابن حجر أيضًا نقله عنه في * فتح الباري * أن الشيء إذا شاع وانتشر بين المسلمين والكفار فإنه يزول التشبه، لأن التشبه معناه أن تفعل ما يختص بالكفار، فإذا زالت الخصوصية لم يكن تشبه، أما من يفعله على سبيل اللهو كالذين يصفقون عند الأناشيد فهذا من اللهو الممنوع، وأما ما يفعلوه تعبدًا كالصوفية ونحوهم فهذا أشد وأشد هذا بدعة منكرة ويشبه صلاة المشركين عند البيت الحرام الذي قال الله عنه : (( وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً )) لكن ليس معنى قولنا : إنه جائز التصفيق لتشجيع الطلاب أننا نأمرهم أن يفعلوا لا ما نأمرهم، لكن لا ننهاهم.
نعم يمين أخذت أظن أخذت سؤال ما ... تعداك السؤال أي تعداك السؤال خلاص إذا تعداك يمر عليك أعط للأخ نعم .
السائل : ... .
الشيخ : مفتوح .
السائل : مفتوح إي .
الشيخ : لا بد أن يسمع ما يسمع شوف الآن يسمع .
السائل : أي الآن يسمع .
الشيخ : طيب .
الشيخ : التصفيق التصفيق في المدارس تشجيعًا للطلاب لا بأس به، لأن ما في دليل على التحريم ولا على الكراهة .
السائل : التشبه يا شيخ .
الشيخ : التشبه بمن ؟
السائل : بالكفار؟
الشيخ : لا ما في تشبه كل المسلمين يفعلونه الآن، كل المسلمين يفعلون هذا، وقد ذكر الإمام مالك وابن حجر أيضًا نقله عنه في * فتح الباري * أن الشيء إذا شاع وانتشر بين المسلمين والكفار فإنه يزول التشبه، لأن التشبه معناه أن تفعل ما يختص بالكفار، فإذا زالت الخصوصية لم يكن تشبه، أما من يفعله على سبيل اللهو كالذين يصفقون عند الأناشيد فهذا من اللهو الممنوع، وأما ما يفعلوه تعبدًا كالصوفية ونحوهم فهذا أشد وأشد هذا بدعة منكرة ويشبه صلاة المشركين عند البيت الحرام الذي قال الله عنه : (( وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً )) لكن ليس معنى قولنا : إنه جائز التصفيق لتشجيع الطلاب أننا نأمرهم أن يفعلوا لا ما نأمرهم، لكن لا ننهاهم.
نعم يمين أخذت أظن أخذت سؤال ما ... تعداك السؤال أي تعداك السؤال خلاص إذا تعداك يمر عليك أعط للأخ نعم .
السائل : ... .
الشيخ : مفتوح .
السائل : مفتوح إي .
الشيخ : لا بد أن يسمع ما يسمع شوف الآن يسمع .
السائل : أي الآن يسمع .
الشيخ : طيب .
ما حكم التأخير المنتهي بالتمليك ؟
السائل : ما حكم التأجير المنتهي بالتمليك ؟
الشيخ : ما هو التأجير المنتهي بالتمليك ؟ أي قل أي أنت أنت السائل .
السائل : اللي يؤجر سيارة سيارة يؤجرها عليك وكل شهر ثمانمائة ريال .
الشيخ : لمدة إيش ؟ كم ؟
السائل : لثلاث سنوات .
الشيخ : طيب .
السائل : كل شهر ثمانمائة ريال وبعد ثلاث سنوات تملكها.
الشيخ : تملكها بدون شيء ؟ ما يصير هذا هذا ما هو معقول يقول : أستأجر منك سيارة بمائة ريال كل شهر وبعد ثلاث سنين تملكها أنت يملكها المستأجر هذا ما هو معقول، لأن معنى ذلك الشركة تعطيك السيارة في النهاية مجانا وهي ما يمكن تفعل هذا، فاهم كلامي؟ الحين اصبر فاهم كلامي ولا لا؟ أجرت لك السيارة كل شهر بمائة ريال إلى ثلاث سنين بعد ثلاث سنين أعطيتك إياها واضح ذي ولا غير واضح ؟
السائل : واضح .
الشيخ : صارت في النهاية السيارة جاءتك ببلاش أو لا؟ لأن المائة الريال مقابل انتفاعك بها فتكون ببلاش هذا لا يمكن أن يعقل، لكن لا يمكن أن يقول : نؤجرك بمائة ريال وبعد ثلاث سنين تكون لك إلا إذا كانت الأجرة مضاعفة، بمعنى: أنه لو استأجرتها من غير هذا لكان بخمسين ريال في الشهر عرفت ولا لا ؟ هذا هو مؤكد إذا كان كذلك فالآن تدفع أجرة أكثر من العادة قطعا ولا يضمن أن السيارة تبقى إلى ثلاث سنوات قد تتلف باحتراق أو صدم أو غير ذلك إذا كان هذا صرت أنت أنت المستأجر غارم ولا غانم ؟ غارم خسرت الآن خسرت كل شهر زيادة النصف ولا استفدت وإن بقيت فأنت غانم، لأنك جاءت السيارة ببلاش على أني سمعت أنهم يقولون : إذا عجز عن تسديد آخر قسط أخذوا السيارة ولا أعطوه شيء وهذا ظلم لذلك هذه حيلة من أرباب الشركات والأموال أن يصطادوا أموال الناس في الماء العكر وأصل الحيل في البيع والشراء جاء من اليهود فإنهم هم الذين تحيلوا لما حرمت عليهم الشحوم ماذا صنعوا ؟ أذابوها ثم باعوها وأكلوا ثمنها، أما من جهة عمليًّا فهذه المسألة الآن تحت أنظار هيئة كبار العلماء يبحثون فيها وسيصدرون فيها إن شاء الله فتوى في الجلسة القادمة، لأنهم حتى الآن لم يتصوروا كيف هذه المعاملة فلا تدخل في هذه المعاملة حتى يأتي الفتوى من هيئة كبار العلماء .
الشيخ : ما هو التأجير المنتهي بالتمليك ؟ أي قل أي أنت أنت السائل .
السائل : اللي يؤجر سيارة سيارة يؤجرها عليك وكل شهر ثمانمائة ريال .
الشيخ : لمدة إيش ؟ كم ؟
السائل : لثلاث سنوات .
الشيخ : طيب .
السائل : كل شهر ثمانمائة ريال وبعد ثلاث سنوات تملكها.
الشيخ : تملكها بدون شيء ؟ ما يصير هذا هذا ما هو معقول يقول : أستأجر منك سيارة بمائة ريال كل شهر وبعد ثلاث سنين تملكها أنت يملكها المستأجر هذا ما هو معقول، لأن معنى ذلك الشركة تعطيك السيارة في النهاية مجانا وهي ما يمكن تفعل هذا، فاهم كلامي؟ الحين اصبر فاهم كلامي ولا لا؟ أجرت لك السيارة كل شهر بمائة ريال إلى ثلاث سنين بعد ثلاث سنين أعطيتك إياها واضح ذي ولا غير واضح ؟
السائل : واضح .
الشيخ : صارت في النهاية السيارة جاءتك ببلاش أو لا؟ لأن المائة الريال مقابل انتفاعك بها فتكون ببلاش هذا لا يمكن أن يعقل، لكن لا يمكن أن يقول : نؤجرك بمائة ريال وبعد ثلاث سنين تكون لك إلا إذا كانت الأجرة مضاعفة، بمعنى: أنه لو استأجرتها من غير هذا لكان بخمسين ريال في الشهر عرفت ولا لا ؟ هذا هو مؤكد إذا كان كذلك فالآن تدفع أجرة أكثر من العادة قطعا ولا يضمن أن السيارة تبقى إلى ثلاث سنوات قد تتلف باحتراق أو صدم أو غير ذلك إذا كان هذا صرت أنت أنت المستأجر غارم ولا غانم ؟ غارم خسرت الآن خسرت كل شهر زيادة النصف ولا استفدت وإن بقيت فأنت غانم، لأنك جاءت السيارة ببلاش على أني سمعت أنهم يقولون : إذا عجز عن تسديد آخر قسط أخذوا السيارة ولا أعطوه شيء وهذا ظلم لذلك هذه حيلة من أرباب الشركات والأموال أن يصطادوا أموال الناس في الماء العكر وأصل الحيل في البيع والشراء جاء من اليهود فإنهم هم الذين تحيلوا لما حرمت عليهم الشحوم ماذا صنعوا ؟ أذابوها ثم باعوها وأكلوا ثمنها، أما من جهة عمليًّا فهذه المسألة الآن تحت أنظار هيئة كبار العلماء يبحثون فيها وسيصدرون فيها إن شاء الله فتوى في الجلسة القادمة، لأنهم حتى الآن لم يتصوروا كيف هذه المعاملة فلا تدخل في هذه المعاملة حتى يأتي الفتوى من هيئة كبار العلماء .
ما حكم جمع التبرعات وجعلها في مشروع خيري ثم جعله صدقة جارية عن ميت .؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك: شخص مات وقام بعض الإخوة بجمع تبرعات له وجعل في مشروع خيري صدقة جارية فهل هذا العمل جائز يا شيخ وهل يصل إليه الثواب ؟
الشيخ : أما مسألة التصدق للميت يصل إليه لا شك كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قصة سعد بن عبادة أنه تصدق لأمه بنخلة، وكما في قصة الرجل الذي قال : ( يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها وإنها لو تكلمت لتصدقت أفتصدق عنها ؟ قال : نعم ) ولكن الدعاء أفضل من هذا، والدليل على أن الدعاء أفضل من الصدقة للميت .
الشيخ : أما مسألة التصدق للميت يصل إليه لا شك كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قصة سعد بن عبادة أنه تصدق لأمه بنخلة، وكما في قصة الرجل الذي قال : ( يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها وإنها لو تكلمت لتصدقت أفتصدق عنها ؟ قال : نعم ) ولكن الدعاء أفضل من هذا، والدليل على أن الدعاء أفضل من الصدقة للميت .
اضيفت في - 2005-08-27