سلسلة لقاء الباب المفتوح-204a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير الآيات ( 63 - 74 ) من سورة الواقعة .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الرابع بعد المائتين من اللقاءات المعروفة بلقاء الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو السابع والعشرون من شهر محرم عام عشرين وأربع مائة وألف.
نبدأ هذا اللقاء بما جرت به العادة من تفسير كتاب الله عز وجل في الدرس الماضي ذكرنا على قول الله : (( وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ )) أنه ما يكون فوق الذهب من الدخان وتبين لنا بعد ذلك أنه الدخان المحض، فاليحموم هو الدخان وقد وصفه الله بأنه (( لَا بَارِد ولَا كَرِيم )) لا بارد كما هو الشأن في الظلال ولا كريم أي : حسن المنظر لأنه دخان كريه منظره حار مخبره نسأل الله العافية انتهينا إلى قوله تعالى : (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ )) يعني أخبروني أيها المكذبون بالبعث عن الذي تزرعونه بالحرث هل أنتم الذين تخرجونه زرعًا بعد الحب أم نحن الزارعون ؟ الجواب : إيش الجواب ؟ بل أنت يا رب أنت الذي تزرعه أي : تنبته حتى يكون زرعًا كما قال جل وعلا : (( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى )) فلا أحد يستطيع أن يفلق هذه الحبة حتى تكون زرعة ولا هذه النواة حتى تكون نخلة إلا الله عز وجل قال تعالى : (( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً )) ولم يقل عز وجل : لو نشاء لم نخرجه قال : (( لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً )) فبعد أن يخرج ويكون زرعًا وتتعلق به النفوس يجعله الله تعالى حطامًا وهذا أشد ما يكون سببًا للحزن والأسف، لأن الشيء قبل أن يخرج لا تتعلق به النفوس فإذا خرج وصار زرعا ثم سلط الله عليه آفة فكان حطامًا أي : محطومًا لا فائدة منه فهو أشد حسرة (( فَظَلَتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ )) يعني تتفكهون بالكلام تريدون أن تذهبوا الحزن عنكم فتقولون : (( إِنَّا لَمُغْرَمُونَ )) أي : لحقنا غرم بهذا الزرع الذي صار حطامًا ثم تستأنفون فتقولون : (( بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ )) أي : حرمنا هذا الزرع وصار حطاما ففقدناه.
ثم انتقل الله عز وجل إلى مادة أخرى هي مادة الحياة وهي الماء فقال : (( أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ )) يعني أخبروني عنه من الذي خلقه ؟ من الذي أوجده ؟ (( أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ )) ؟ الجواب : بل أنت يا ربنا يعني هل أنتم أنزلتم الماء الذي تشربونه من المزن أي : من السحاب أم نحن المنزلون ؟ الجواب : هو الله عز وجل لأنه ينزل من السحاب فيبقى غيرانًا في الأرض وما شربته الأرض يسلكه الله تعالى ينابيع في الأرض يستخرج بالآلات من الآبار ويجري من العيون فأصل الماء الذي نشربه أصله من المزن من السحاب، ولذلك إذا قل المطر في بعض الجهات قل الماء وغار واحتاج الناس إلى الماء قال تعالى : (( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً )) أي : جعلناه مالحًا كريه الطعم لا يمكن أن يشرب وهنا يقول : (( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً )) ولم يقل : لو نشاء لغورناه أو منعنا إنزاله لأن كونهم ينظرون إلى الماء رأي العين ولكن لا يمكنهم شربه أشد حسرة مما لو لم يكن موجودًا والله عز وجل يريد أن يتحداهم بما هو أعظم شيء في حسرة نفوسهم (( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ )) أي : فهلا تشكرون الله عز وجل على إنزاله من المزن وعلى كونه سائغا عذبا لذيذ الطعم سريع الهضم ثم انتقل الله تعالى إلى أمر ثالث يصلح به الطعام والشراب وهو النار فقال : (( أَفَرَأَيْتُمْ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ )) أي : توقدون (( أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ )) الجواب : بل أنت يا ربنا، شجرة النار هي شجر معروف في الحجاز وربما يكون معروفا في غيره يسمى المرخ والغفار هذا الشجر له خاصية إذا ضرب بالمرو أو بشيء ينقدح مع المماسة اشتعل نارا يوقد منه وهو معروف ولهذا يقال :
" في كل شجر نار *** واستمجد المرخ والغفار "
يعني: صار أعظمها هذه النار التي نوقدها ونطبخ عليها طعامنا ونسخن مياهنا وننتفع بها (( أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ )) الجواب : بل أنت يا ربنا (( نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً )) تذكر بالنار نار الآخرة مع أن نار الآخرة فضلت على هذه بتسعة وستين جزءا على نار الدنيا كلها بما فيها من النيران الحارة الشديدة الحرارة (( وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ )) أي : للمسافرين يتمتعون بالنار بالتدفئة والدلالة على المكان، لأنه في ذلك الوقت وإلى وقت قريب كان الناس يستدلون على الأمكنة بنار يضعونها على مكان ... تهدي الضال ويضرب المثل في الدلالة بالعلم عليه النار كما قالت الخنساء ترثي أخاها صخرًا :
" وإن صخرًا لتأتم الهداة به *** كأنه علم "
أي : جبل
" في رأسه نار "
يهتدي الناس إليها (( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )) أي : سبح الله عز وجل بهذا الاسم فقل : سبحان ربي العظيم والتسبيح يعني أن الله تعالى ينزه عن كل نقص وعيب فإذا قلت : سبحان الله فالمعنى إني أنزهك يا رب من كل نقص وعيب.
وقوله : (( الْعَظِيمِ )) أي : ذو العظمة البالغة لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( اجعلوها في ركوعكم ) ولما نزلت : (( سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )) قال : ( اجعلوها في سجودكم ) ولهذا ينبغي للإنسان إذا كان يصلي وقال : سبحان ربي العظيم أن يستحضر أمر الله وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الله في قوله : (( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )) وأمر الرسول في قوله : ( اجعلوها في ركوعكم ) حتى يجمع بين الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وإلى هنا ينتهي هذا الكلام الموجز في تفسير هذه الآيات الكريمة، ولنتفرغ الآن إلى الأسئلة ونبدأ باليمين في حق الضيوف أولًا .
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الرابع بعد المائتين من اللقاءات المعروفة بلقاء الباب المفتوح التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو السابع والعشرون من شهر محرم عام عشرين وأربع مائة وألف.
نبدأ هذا اللقاء بما جرت به العادة من تفسير كتاب الله عز وجل في الدرس الماضي ذكرنا على قول الله : (( وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ )) أنه ما يكون فوق الذهب من الدخان وتبين لنا بعد ذلك أنه الدخان المحض، فاليحموم هو الدخان وقد وصفه الله بأنه (( لَا بَارِد ولَا كَرِيم )) لا بارد كما هو الشأن في الظلال ولا كريم أي : حسن المنظر لأنه دخان كريه منظره حار مخبره نسأل الله العافية انتهينا إلى قوله تعالى : (( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ )) يعني أخبروني أيها المكذبون بالبعث عن الذي تزرعونه بالحرث هل أنتم الذين تخرجونه زرعًا بعد الحب أم نحن الزارعون ؟ الجواب : إيش الجواب ؟ بل أنت يا رب أنت الذي تزرعه أي : تنبته حتى يكون زرعًا كما قال جل وعلا : (( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى )) فلا أحد يستطيع أن يفلق هذه الحبة حتى تكون زرعة ولا هذه النواة حتى تكون نخلة إلا الله عز وجل قال تعالى : (( لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً )) ولم يقل عز وجل : لو نشاء لم نخرجه قال : (( لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً )) فبعد أن يخرج ويكون زرعًا وتتعلق به النفوس يجعله الله تعالى حطامًا وهذا أشد ما يكون سببًا للحزن والأسف، لأن الشيء قبل أن يخرج لا تتعلق به النفوس فإذا خرج وصار زرعا ثم سلط الله عليه آفة فكان حطامًا أي : محطومًا لا فائدة منه فهو أشد حسرة (( فَظَلَتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ )) يعني تتفكهون بالكلام تريدون أن تذهبوا الحزن عنكم فتقولون : (( إِنَّا لَمُغْرَمُونَ )) أي : لحقنا غرم بهذا الزرع الذي صار حطامًا ثم تستأنفون فتقولون : (( بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ )) أي : حرمنا هذا الزرع وصار حطاما ففقدناه.
ثم انتقل الله عز وجل إلى مادة أخرى هي مادة الحياة وهي الماء فقال : (( أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ )) يعني أخبروني عنه من الذي خلقه ؟ من الذي أوجده ؟ (( أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ )) ؟ الجواب : بل أنت يا ربنا يعني هل أنتم أنزلتم الماء الذي تشربونه من المزن أي : من السحاب أم نحن المنزلون ؟ الجواب : هو الله عز وجل لأنه ينزل من السحاب فيبقى غيرانًا في الأرض وما شربته الأرض يسلكه الله تعالى ينابيع في الأرض يستخرج بالآلات من الآبار ويجري من العيون فأصل الماء الذي نشربه أصله من المزن من السحاب، ولذلك إذا قل المطر في بعض الجهات قل الماء وغار واحتاج الناس إلى الماء قال تعالى : (( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً )) أي : جعلناه مالحًا كريه الطعم لا يمكن أن يشرب وهنا يقول : (( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً )) ولم يقل : لو نشاء لغورناه أو منعنا إنزاله لأن كونهم ينظرون إلى الماء رأي العين ولكن لا يمكنهم شربه أشد حسرة مما لو لم يكن موجودًا والله عز وجل يريد أن يتحداهم بما هو أعظم شيء في حسرة نفوسهم (( لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ )) أي : فهلا تشكرون الله عز وجل على إنزاله من المزن وعلى كونه سائغا عذبا لذيذ الطعم سريع الهضم ثم انتقل الله تعالى إلى أمر ثالث يصلح به الطعام والشراب وهو النار فقال : (( أَفَرَأَيْتُمْ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ )) أي : توقدون (( أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ )) الجواب : بل أنت يا ربنا، شجرة النار هي شجر معروف في الحجاز وربما يكون معروفا في غيره يسمى المرخ والغفار هذا الشجر له خاصية إذا ضرب بالمرو أو بشيء ينقدح مع المماسة اشتعل نارا يوقد منه وهو معروف ولهذا يقال :
" في كل شجر نار *** واستمجد المرخ والغفار "
يعني: صار أعظمها هذه النار التي نوقدها ونطبخ عليها طعامنا ونسخن مياهنا وننتفع بها (( أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ )) الجواب : بل أنت يا ربنا (( نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً )) تذكر بالنار نار الآخرة مع أن نار الآخرة فضلت على هذه بتسعة وستين جزءا على نار الدنيا كلها بما فيها من النيران الحارة الشديدة الحرارة (( وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ )) أي : للمسافرين يتمتعون بالنار بالتدفئة والدلالة على المكان، لأنه في ذلك الوقت وإلى وقت قريب كان الناس يستدلون على الأمكنة بنار يضعونها على مكان ... تهدي الضال ويضرب المثل في الدلالة بالعلم عليه النار كما قالت الخنساء ترثي أخاها صخرًا :
" وإن صخرًا لتأتم الهداة به *** كأنه علم "
أي : جبل
" في رأسه نار "
يهتدي الناس إليها (( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )) أي : سبح الله عز وجل بهذا الاسم فقل : سبحان ربي العظيم والتسبيح يعني أن الله تعالى ينزه عن كل نقص وعيب فإذا قلت : سبحان الله فالمعنى إني أنزهك يا رب من كل نقص وعيب.
وقوله : (( الْعَظِيمِ )) أي : ذو العظمة البالغة لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( اجعلوها في ركوعكم ) ولما نزلت : (( سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )) قال : ( اجعلوها في سجودكم ) ولهذا ينبغي للإنسان إذا كان يصلي وقال : سبحان ربي العظيم أن يستحضر أمر الله وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الله في قوله : (( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )) وأمر الرسول في قوله : ( اجعلوها في ركوعكم ) حتى يجمع بين الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وإلى هنا ينتهي هذا الكلام الموجز في تفسير هذه الآيات الكريمة، ولنتفرغ الآن إلى الأسئلة ونبدأ باليمين في حق الضيوف أولًا .
هل الأرض تأكل أجساد الأنبياء والشهداء.؟
السائل : فضيلة الشيخ : هل الأرض تأكل أجساد الأنبياء والشهداء وهل السواك الأفضل باليمين أو باليسار ؟
الشيخ : نعم سؤالين، هو المقرر واحد يقدر الواحد على حسب قاعدتك يجيب عشرين مسألة والسؤال واحد تسمحون له ها؟ طيب.
أما الجواب عن السؤال الأول وهو : هل الأرض تأكل أجساد الأنبياء ؟ فالجواب : لا تأكل لحوم الأنبياء صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر أصحابه أن من صلى عليه فإن صلاته تعرض على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا : ( يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت ؟ فقال ) أرمت يعني صرت رميم فقال : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) وهذه خاصة بالأنبياء هم الذين نجزم بأن الأرض لا تأكل منهم شيئًا يعني أنهم يبقون كما ماتوا تمامًا، أما الشهداء والصديقون والصالحون فهؤلاء قد لا تأكل الأرض بعضهم كرامة لهم وإلا فالأصل أنها تأكله ولا يبقى إلا عجب الذنب وهو أسفل الذنب فيه حبة خرزة تشبه النواة أو أقل هذه بإذن الله لا تأكلها الأرض تبقى بذرة للأجساد عند إحيائها في البعث كما جاء في ذلك الحديث، لأن الله تعالى جعل لكل شيء سببًا وإلا فهو قادر على أن يخلق الإنسان وإن لم يبق شيء من جسده الأول، لكن قد يوجد بعض الصديقين أو الشهداء أو الصالحين من لا تأكلهم الأرض كرامة لهم.
حدثني بعض الناس أنهم لما أرادوا أن يجعلوا على هذه البلدة عنيزة سورا حفروا لأجل أساس الجدار فوقعوا على قبر فوجدوا صاحب القبر يابسا كفنه أكلته الأرض وهو يابس ولم يفقد منه شيء حتى لحيته كانت محناة مصبوغة بالحناء فكانت على ما كانت عليه لم تتساقط وفاح عليهم رائحة طيبة لا يوجد لها نظير في الدنيا، وكان القاضي في ذلك الوقت في البلد عبد الله بن عبد الرحمن بابطين رحمه الله الذي له حاشية على * الروض المربع * فأتوا إلى الشيخ وقالوا : القضية كذا وكذا وإننا حفرنا ووقعنا على هذا القبر فماذا نصنع أنرده على حاله أم ننقله ؟ فأمرهم أن يردوه على حاله وأن يعطفوا السور من خلف أو من أمامه لا أدري الآن، فهذا دليل على أن الأرض قد لا تأكل أجساد بعض الناس، والمهم كل المهم أن يكون الإنسان منعما في قبره سواء بقي الجسم أم لم يبق، أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المنعمين في قبورهم .
الشيخ : نعم سؤالين، هو المقرر واحد يقدر الواحد على حسب قاعدتك يجيب عشرين مسألة والسؤال واحد تسمحون له ها؟ طيب.
أما الجواب عن السؤال الأول وهو : هل الأرض تأكل أجساد الأنبياء ؟ فالجواب : لا تأكل لحوم الأنبياء صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر أصحابه أن من صلى عليه فإن صلاته تعرض على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا : ( يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت ؟ فقال ) أرمت يعني صرت رميم فقال : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) وهذه خاصة بالأنبياء هم الذين نجزم بأن الأرض لا تأكل منهم شيئًا يعني أنهم يبقون كما ماتوا تمامًا، أما الشهداء والصديقون والصالحون فهؤلاء قد لا تأكل الأرض بعضهم كرامة لهم وإلا فالأصل أنها تأكله ولا يبقى إلا عجب الذنب وهو أسفل الذنب فيه حبة خرزة تشبه النواة أو أقل هذه بإذن الله لا تأكلها الأرض تبقى بذرة للأجساد عند إحيائها في البعث كما جاء في ذلك الحديث، لأن الله تعالى جعل لكل شيء سببًا وإلا فهو قادر على أن يخلق الإنسان وإن لم يبق شيء من جسده الأول، لكن قد يوجد بعض الصديقين أو الشهداء أو الصالحين من لا تأكلهم الأرض كرامة لهم.
حدثني بعض الناس أنهم لما أرادوا أن يجعلوا على هذه البلدة عنيزة سورا حفروا لأجل أساس الجدار فوقعوا على قبر فوجدوا صاحب القبر يابسا كفنه أكلته الأرض وهو يابس ولم يفقد منه شيء حتى لحيته كانت محناة مصبوغة بالحناء فكانت على ما كانت عليه لم تتساقط وفاح عليهم رائحة طيبة لا يوجد لها نظير في الدنيا، وكان القاضي في ذلك الوقت في البلد عبد الله بن عبد الرحمن بابطين رحمه الله الذي له حاشية على * الروض المربع * فأتوا إلى الشيخ وقالوا : القضية كذا وكذا وإننا حفرنا ووقعنا على هذا القبر فماذا نصنع أنرده على حاله أم ننقله ؟ فأمرهم أن يردوه على حاله وأن يعطفوا السور من خلف أو من أمامه لا أدري الآن، فهذا دليل على أن الأرض قد لا تأكل أجساد بعض الناس، والمهم كل المهم أن يكون الإنسان منعما في قبره سواء بقي الجسم أم لم يبق، أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المنعمين في قبورهم .
ما هو الأفضل في السواك باليمين أم باليسار ؟
الشيخ : أما السؤال الثاني وهو : هل السواك باليمين أو باليسار ؟ يعني هل يمسك المسواك باليمين أو باليسار ؟ من العلماء من قال : إنه يمسك باليسار مغلبا جانب الأذى، لأن السواك يطهر الفم كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) قالوا : ومعنى هذا أن السواك إزالة للأذى فيكون باليسرى كما أن الاستنجاء باليسرى والاستجمار باليسرى والاستنثار باليسرى.
ومنهم من قال : بل باليمين لأن السواك سنة والسنة ينبغي أن يقدم لها اليمين فيكون باليمين.
ومنهم من قال : هو مخير كم قولا ذكرنا ؟ اضبطوها ثلاثة باليمين باليسار مخير ومنهم من فصل فقال : إن كان تسوك للسنة فباليمين، وإن تسوك لتطهير الفم فباليسار، يعني إذا كان التسوك لظهور رائحة في الفم لطول السكوت مثلًا فإنه يكون باليسار، وإذا كان للسنة كرجل توضأ واستاك ثم أتى إلى المسجد وأراد أن يصلي في زمن قريب فهنا السواك للصلاة من باب السنة وليس من باب التطهير فيكون باليمين والأمر في هذا واسع.
ويشبه هذا اختلاف العلماء رحمهم الله متى يقوم للصلاة هل هو إذا شرع المؤذن في الإقامة أو إذا قال : حي على الصلاة أو إذا قال : قد قامت الصلاة أو إذا انتهى من الإقامة أو إذا كبر الإمام ؟ قال الإمام مالك رحمه الله : الأمر عندنا في هذا واسع، بمعنى إذا قام حين شرع المؤذن في الإقامة أو عند حي على الصلاة أو عند قد قامت الصلاة أو عند انتهاء الإقامة أو عند تكبيرة الإحرام فالأمر في هذا واسع، المهم ألا تفوته التكبيرة تكبيرة الإحرام فلا يتأخر1، انتهى بعده يسار .
ومنهم من قال : بل باليمين لأن السواك سنة والسنة ينبغي أن يقدم لها اليمين فيكون باليمين.
ومنهم من قال : هو مخير كم قولا ذكرنا ؟ اضبطوها ثلاثة باليمين باليسار مخير ومنهم من فصل فقال : إن كان تسوك للسنة فباليمين، وإن تسوك لتطهير الفم فباليسار، يعني إذا كان التسوك لظهور رائحة في الفم لطول السكوت مثلًا فإنه يكون باليسار، وإذا كان للسنة كرجل توضأ واستاك ثم أتى إلى المسجد وأراد أن يصلي في زمن قريب فهنا السواك للصلاة من باب السنة وليس من باب التطهير فيكون باليمين والأمر في هذا واسع.
ويشبه هذا اختلاف العلماء رحمهم الله متى يقوم للصلاة هل هو إذا شرع المؤذن في الإقامة أو إذا قال : حي على الصلاة أو إذا قال : قد قامت الصلاة أو إذا انتهى من الإقامة أو إذا كبر الإمام ؟ قال الإمام مالك رحمه الله : الأمر عندنا في هذا واسع، بمعنى إذا قام حين شرع المؤذن في الإقامة أو عند حي على الصلاة أو عند قد قامت الصلاة أو عند انتهاء الإقامة أو عند تكبيرة الإحرام فالأمر في هذا واسع، المهم ألا تفوته التكبيرة تكبيرة الإحرام فلا يتأخر1، انتهى بعده يسار .
هل الأذكار بعد الصلوات تسقط في السفر ؟
السائل : جزاك الله خير يا شيخ: الأذكار بعد الصلاة هل تسقط في السفر ؟
الشيخ : هل ؟
السائل : تسقط في السفر ؟
الشيخ : نعم لا تسقط، الأذكار بعد الصلاة لا تسقط في السفر لأن الأصل أن أحكام السفر كأحكام الإقامة إلا بدليل، ولا دليل على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يذكر الله بعد الصلاة إذا سافر، فهي باقية إلا إذا كانت الصلاة تجمع إلى ما قبلها فلا يفصل بينهما بذكر لا في السفر ولا في الإقامة، بعده .
الشيخ : هل ؟
السائل : تسقط في السفر ؟
الشيخ : نعم لا تسقط، الأذكار بعد الصلاة لا تسقط في السفر لأن الأصل أن أحكام السفر كأحكام الإقامة إلا بدليل، ولا دليل على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يذكر الله بعد الصلاة إذا سافر، فهي باقية إلا إذا كانت الصلاة تجمع إلى ما قبلها فلا يفصل بينهما بذكر لا في السفر ولا في الإقامة، بعده .
كيف يصلي ويصوم من كان يقيم في بلاد لا تطلع فيه الشمس لمدة طويلة .؟
السائل : فضيلة الشيخ بارك الله فيكم وفي علمكم: ما هي القاعدة للمقيمين في البلدان التي لا تغيب فيها الشمس لفترة طويلة من السنة أو يكون في سفر في الطائرة قد يطول عليه النهار أو يقصر فما هي القاعدة للصائم أو للمصلي في هذه الحالة ؟
الشيخ : القاعدة أما إذا كان هناك ليل ونهار فإنه يعتبر الليل والنهار طال أو قصر، حتى لو فرض أن الليل أربع ساعات والنهار عشرين ساعة اعتبر الليل ليل والنهار نهار، وأما إذا لم يكن هناك ليل ونهار كالمناطق القطبية فإنه يقدر تقديرًا، أما الأول فيدل له عموم قوله تعالى في الصيام : (( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ )) وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا أقبل الليل من هاهنا -وأشار إلى المشرق- وأدبر النهار من هاهنا -وأشار إلى المغرب- وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ).
وأما الثاني فدليله : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدّث عن الدجال حدث عن الدجال وأن أول يوم يكون فيه النهار كسنة فأنطق الله الصحابة رضي الله عنهم وقالوا : ( كيف نصلي يا رسول الله قال : اقدروا له قدره ) فهؤلاء الذين يكون عندهم الليل ستة أشهر والنهار ستة أشهر نقول : اقدروا قدره ولكن بماذا نقدر ؟ هل نقدر بالمتوسط ونقول : اثنتا عشرة ساعة اعتبروه نهارا واثنتا عشرة ساعة اعتبروه ليلًا لأنه لما سقط التعيين بعدم وجود الفارق رجعنا إلى الوسط أو نعتبر بهذا أقرب البلاد إلى هذه المنطقة ممن لهم ليل ونهار أو نعتبر بهذا مكة لأن الله تعالى سماها أم القرى؟ على أقوال ثلاثة، وليس هناك شيء قاطع أن أحد هذه الثلاثة أصح، لكن أقرب شيء عندي والله أعلم أن نعتبر بالبلاد القريبة منهم التي فيها ليل ونهار .
السائل : ولكن الشخص الذي يقيم في تلك البلاد مثلًا يصبح عليه مثلًا هناك سبب أنه يحاول أن ينتقل إلى أماكن فيها إمكانيات ؟
الشيخ : ليس بلازم، ليس بلازم، ويبقى في الأرض التي هو فيها .
الشيخ : القاعدة أما إذا كان هناك ليل ونهار فإنه يعتبر الليل والنهار طال أو قصر، حتى لو فرض أن الليل أربع ساعات والنهار عشرين ساعة اعتبر الليل ليل والنهار نهار، وأما إذا لم يكن هناك ليل ونهار كالمناطق القطبية فإنه يقدر تقديرًا، أما الأول فيدل له عموم قوله تعالى في الصيام : (( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ )) وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إذا أقبل الليل من هاهنا -وأشار إلى المشرق- وأدبر النهار من هاهنا -وأشار إلى المغرب- وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ).
وأما الثاني فدليله : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدّث عن الدجال حدث عن الدجال وأن أول يوم يكون فيه النهار كسنة فأنطق الله الصحابة رضي الله عنهم وقالوا : ( كيف نصلي يا رسول الله قال : اقدروا له قدره ) فهؤلاء الذين يكون عندهم الليل ستة أشهر والنهار ستة أشهر نقول : اقدروا قدره ولكن بماذا نقدر ؟ هل نقدر بالمتوسط ونقول : اثنتا عشرة ساعة اعتبروه نهارا واثنتا عشرة ساعة اعتبروه ليلًا لأنه لما سقط التعيين بعدم وجود الفارق رجعنا إلى الوسط أو نعتبر بهذا أقرب البلاد إلى هذه المنطقة ممن لهم ليل ونهار أو نعتبر بهذا مكة لأن الله تعالى سماها أم القرى؟ على أقوال ثلاثة، وليس هناك شيء قاطع أن أحد هذه الثلاثة أصح، لكن أقرب شيء عندي والله أعلم أن نعتبر بالبلاد القريبة منهم التي فيها ليل ونهار .
السائل : ولكن الشخص الذي يقيم في تلك البلاد مثلًا يصبح عليه مثلًا هناك سبب أنه يحاول أن ينتقل إلى أماكن فيها إمكانيات ؟
الشيخ : ليس بلازم، ليس بلازم، ويبقى في الأرض التي هو فيها .
هل هذا الحديث عام في الحج والعمرة : ( ما من عبد أصلحت له جسده يمضي عليه خمس أعوام لا يفد إلي لمحروم ) .؟
السائل : فضيلة الشيخ : حديث النبي عليه الصلاة والسلام ( إن عبدًا أصححت له جسمه ووسعت عليه في معيشته يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم ) هل هذا يشمل الحج والعمرة أم الحج فقط ؟
الشيخ : والله ما أدري ما أدري عن هذا الحديث .
السائل : هذا ذكره الشيخ في * السلسلة الصحيحة * .
الشيخ : ما أدري .
السائل : من حديث أبي سعيد .
الشيخ : والله لا أدري عن صحته .
السائل : إن ثبت يا شيخ الصحة .
الشيخ : لا يمكن أن يثبت هذا، إذا كان المراد الحج والعمرة فلا يثبت أبدًا، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صح عنه أنه لما ذكر الحج قال له الأقرع بن حابس : ( أفي كل عام يا رسول الله قال : لو قلت نعم لوجبت الحج مرة فما زاد فهو تطوع ) ولو صح هذا الحديث لكان ما زاد فيه تطوع وفيه واجب فأظن هذا الحديث لا يصح، نعم اليسار ها لا كيف ؟ عندك شيء أنت طيب خذ أنت الدور عليك ها
السائل : ... .
الشيخ : في عنيزة نعم .
الشيخ : والله ما أدري ما أدري عن هذا الحديث .
السائل : هذا ذكره الشيخ في * السلسلة الصحيحة * .
الشيخ : ما أدري .
السائل : من حديث أبي سعيد .
الشيخ : والله لا أدري عن صحته .
السائل : إن ثبت يا شيخ الصحة .
الشيخ : لا يمكن أن يثبت هذا، إذا كان المراد الحج والعمرة فلا يثبت أبدًا، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صح عنه أنه لما ذكر الحج قال له الأقرع بن حابس : ( أفي كل عام يا رسول الله قال : لو قلت نعم لوجبت الحج مرة فما زاد فهو تطوع ) ولو صح هذا الحديث لكان ما زاد فيه تطوع وفيه واجب فأظن هذا الحديث لا يصح، نعم اليسار ها لا كيف ؟ عندك شيء أنت طيب خذ أنت الدور عليك ها
السائل : ... .
الشيخ : في عنيزة نعم .
6 - هل هذا الحديث عام في الحج والعمرة : ( ما من عبد أصلحت له جسده يمضي عليه خمس أعوام لا يفد إلي لمحروم ) .؟ أستمع حفظ
إذا كان المكان ضيقاً كيف يسجد المصلي.؟
السائل : شيخ حالة السجود في حال الزحمة .
الشيخ : أي .
السائل : كيف السجود يا شيخ ؟
الشيخ : السجود .
السائل : إذا كان ما في مكان للسجود .
الشيخ : يضم نفسه شوي يضم نفسه بعد أن كان يمتد ويفرج بين يديه يضم نفسه .
السائل : إذا ما فيه إمكان يا شيخ مثل الحرم الحرم أحيانًا لا يمكن ؟
الشيخ : ما يمكن حتى هذا؟ طيب إذا كان لا يمكن .
الشيخ : أي .
السائل : كيف السجود يا شيخ ؟
الشيخ : السجود .
السائل : إذا كان ما في مكان للسجود .
الشيخ : يضم نفسه شوي يضم نفسه بعد أن كان يمتد ويفرج بين يديه يضم نفسه .
السائل : إذا ما فيه إمكان يا شيخ مثل الحرم الحرم أحيانًا لا يمكن ؟
الشيخ : ما يمكن حتى هذا؟ طيب إذا كان لا يمكن .
اضيفت في - 2005-08-27