الشيخ : نعم المفسّرون اختلفوا هل قوله (( ترونها )) جملة مستأنفة أو هي صفة لعمد، أي بغير عمد مرئيّة، والظاهر أنّه ليس لها عمد، وأنّ المعنى: الله الذي رفع السّماوات والأرض بغير عمد كما ترونها ليس لها عمد، والله سبحانه قال: (( يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه )) ولم يذكر أعمدة تحملها، فالصّواب أنّ السّماوات مرفوعة بقدرة الله عزّ وجلّ، نعم.

السائل : الملاحظ في بعض المساجد التي على الطّرقات تتكون جماعتان في آن واحد، فهل هذا صحيح؟
الشيخ : لا، الأفضل إذا دخلت وفيه جماعة أن تصلّي معهم وعلى نيّتك أنت، تنوي الصّلاة التي ستصلّيها.
السائل : هذا معلوم ولكن إذا كان الإنسان في الرّكعة الأخيرة هل يأتمّ بالجماعة الأولى وتكون له نافلة ثمّ ينتظر جماعة داخلة؟
الشيخ : لا أبدا، يستمرّ في صلاته، هو نواها على أنّها فريضة.
السائل : ... الجماعة ثانية يصلّون في آن واحد؟
الشيخ : الغالب إذا وجد جماعتان فالغالب أنّ المتقدّمة إلى القبلة هي الأولى فيصلّي معها.
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : والجماعة الثانية؟
الشيخ : لا ما يصلّي معها، لأنّ الظّاهر أنّ الجماعة الثّانية هي الطّارئة على الجماعة الأولى.
السائل : حكم الجماعة الثانية؟
الشيخ : على كلّ حال ما نرى هذا، نرى أنّ الإنسان إذا دخل يصلّي مع الموجودين حتّى لا يتفرّق المسلمون.

السائل : شيخ بارك الله فيكم من تعريفات الشّرك الأصغر أنّهم قالوا أن تجعل ما ليس سببا سببا.
الشيخ : لا ليس هكذا، هذا من الشّرك الأصغر.
السائل : فهل هذه على إطلاقها؟
الشيخ : لا، أقول هذا من الشّرك الأصغر وليس هو الشّرك الأصغر، الشّرك الأصغر كلّ ما أطلق عليه الشّرع أنّه شرك ولا يخرج من الملّة هذا هو، مثل: ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) ( وسئل عن الشّرك الأصغر فقال: هو الرّياء ) المهمّ هذا الضّابط أنّ الشّرك الأصغر كلّ ما جاء في الكتاب والسّنّة أنّه شرك وليس بمخرج من الملّة، ومنه أن تجعل ما ليس بسبب سببا، مثل القلادة، ووضع الأشياء عن العين، وما أشبهها.
السائل : ... أن تجعل ما ليس بسبب سببا.
الشيخ : هذا صحيح، لأنّك إذا جعلت هذا سببا والله لم يجعله فقد جعلت نفسك شريكا مع الله

السائل : ... بالدور بالدور جزاك الله خير
السائل : شيخ عفا الله عنك بالنّسبة لهدي العمرة هل يوجد له دليل؟
الشيخ : إيش؟
السائل : هدي العمرة.
الشيخ : هدي؟
السائل : فيه قول أنّه يستحبّ ..
الشيخ : هدي العمرة؟
السائل : يستحبّ للعمرة هدي.
الشيخ : أي نعم.
السائل : هل هناك دليل عليه؟
الشيخ : ... الدّليل، الدّليل أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في غزوة الحديبية في عمرة الحديبية معه الهدي، بل إنّ الهدي مشروع ولو بغير نسك كما كان الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يبعث بالهدي من المدينة وهو في المدينة.
السائل : ...
الشيخ : الأصل الاستحباب، أي نعم.

السائل : فضيلة الشّيخ هل يردّد ..
الشيخ : هل؟
السائل : هل يردّد الشّخص مع المؤذّن في حالة التّرجيع؟
الشيخ : في حالة؟
السائل : إذا رجّع المؤذّن في الشّهادتين.
الشيخ : إذا رجّع ما بسامعه.
السائل : يسكت حتى ينتهي؟
الشيخ : إذا سمع صوته تابعه، ولهذا الحديث: ( إذا سمعتم المؤذّن ).
السائل : ...
الشيخ : نعم.
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ
الشيخ : من الطلبة وإلا غير
السائل : ...

الشيخ : طيب
السائل : أحسن اليكم شيخ بالنّسبة لحديث ابن عمر رضي الله عنه في طلاق زوجته عندما طلّقها وهي حائض، في سنن النّسائي قال: ( فإذا طهرت من حيضتها الأخرى بعد غسلها، فإن شئت فطلّق وإن شئت فأمسك ) هل معنى هذا أنّه لا يجوز الطّلاق إلاّ بعد اغتسال المرأة؟
الشيخ : هذا على سبيل الاستحباب، إي نعم يجوز الطّلاق إذا طهرت من الحيض، كما في رواية الصّحيحين ( حتّى تطهر ).
السائل : طيب يا شيخ والرّجعة، والرجعة يا شيخ هل هي مثلها؟ هل لا بدّ من غسلها؟
الشيخ : الرّجعة إيش؟
السائل : الرّجعة إذا أراد الإنسان أن يراجعها.
الشيخ : إذا طهرت من الحيضة الثالثة قصدك؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : فله أن يراجعها ما لم تغتسل.
السائل : يعني يا شيخ هل إذا راجعها قبل غسلها يعتبر راجعها؟
الشيخ : نعم، لقوله تعالى: (( فإذا بلغن أجلهنّ فأمسكوهنّ بمعروف أو فارقوهنّ )).
السائل : وأجلهنّ بعد الغسل؟
الشيخ : لا، لا، أجلهنّ إذا انقطع الحيض.
السائل : يعني بانقطاع الحيض يجوز المراجعة ..
الشيخ : بانقطاع الحيض يتمّ الأجل
السائل : يتم الأجل
الشيخ : وتنقطع جميع العلق، فلا ترثه ولا يرثها.
السائل : حتى ولو لم تغتسل؟
الشيخ : نعم؟
السائل : حتّى ولو لم تغتسل يا شيخ؟
الشيخ : أي نعم، ما فيه إلاّ الرّجعة فقط والطّلاقين.
السائل : ما فهمت يا شيخ.
الشيخ : إذا طهرت من حيضها الثالثة.
السائل : نعم.
الشيخ : فله أن يراجع.
السائل : لكن قبل غسلها.
الشيخ : قبل غسلها معلوم.
السائل : يعني بعد الغسل ما له دخل الغسل؟
الشيخ : خلاص بعد الغسل لا يمكن يراجع إلاّ بعقد جديد.
السائل : لكن أقصد يا شيخ قبل الغسل يراجع.
الشيخ : له أن يراجع وإن كانت العدّة قد انتهت فله أن يراجع.
السائل : يعني يا شيخ الغسل ..
الشيخ : اقرأ الآية، اقرأ الآية، (( فإذا بلغن ))؟
السائل : (( فإذا بلغن أجلهنّ )).
الشيخ : بماذا يبلغن أجلهنّ؟
السائل : بانقطاع الحيض.
الشيخ : بانقطاع الحيض.
السائل : نعم.
الشيخ : (( فأمسكوهنّ بمعروف )) هذه الرّجعة (( أو فارقوهنّ بمعروف )).
السائل : فإذا راجع قبل الغسل ..
الشيخ : إذا راجع قبل الغسل فإنّ مراجعته صحيحة لكن العدّة انتهت بانقطاع الحيض، لو ماتت بعد انقطاع الحيض ما يرثها ولو مات لم ترثه.
السائل : لكن الرّجعة تختلف؟
الشيخ : الرّجعة تختلف وسّع الله فيها، ولكن عاد لا يحلّ لها أن تؤخّر الغسل رجاء أن يراجعها زوجها بل تغتسل متى جاءت الصّلاة تغتسل.
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ.

السائل : فضيلة الشّيخ هل تجب تحيّة المسجد في مكتبة المسجد في مؤخرة المسجد؟
الشيخ : أي نعم، هل المكتبة داخل المسجد وإلاّ خارجه؟
السائل : خارج المسجد.
الشيخ : بابها من الخارج؟
السائل : نعم.
الشيخ : ولا دخلت في سور المسجد؟
السائل : نعم.
الشيخ : ما لها تحيّة، وليس لها حكم المسجد يجوز فيها البيع والشّراء والإستئجار والإيجار.
السائل : إذا كانت داخل السّور؟
الشيخ : إذا كانت داخل السّور فهي منه، نعم إلاّ إذا كانت قد بنيت من قبل فهذه مستقلّة، نعم.

الشيخ : نعم؟
السائل : جزاكم الله خيرا يا شيخ هل يجزئ في كفّارة اليمين إطعام خمسة وكسوة خمسة؟
الشيخ : إيش؟
السائل : هل يجزئ في كفّارة اليمين إطعام خمسة وكسوة خمسة؟
الشيخ : يعني التّفريق؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : الظّاهر أنّه يجوز، يعني يجعل بعض الكفّارة إطعاما وبعضها كسوة، والأفضل أن تكون من نوع واحد إطعام عشرة أو كسوتهم.
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ ماذا يشمل شعر اللّحية؟
الشيخ : ما فيه شيء في الصّف هذا؟ خذ المسجل

السائل : أحسن الله إليك يا شيخ، سمعتك في الحرم قبل سنتين تقريبا تقول الإنسان إذا علم بالعقد الفاسد ودخل فيه ..
الشيخ : إنّ؟
السائل : إنّ الإنسان إذا علم بالعقد الفاسد ودخل فيه ..
الشيخ : نعم.
السائل : فتكون تصرّفاته كتصرّفات الغاصب.
الشيخ : نعم.
السائل : ثمّ نقل لي أحد الإخوان أنّك تفتي بغير ذلك؟
الشيخ : شلون؟ مثل إيش؟
السائل : يعني أنّ الإنسان إذا دخل في عقد فاسد لا يعلم فساده ..
الشيخ : أيه.
السائل : كمن باع بعد نداء الجمعة الثاني ..
الشيخ : نعم.
السائل : هل نقول أنّ تصرّفاته كتصرّفات الغاصب في ضمانه و..
الشيخ : نعم، المذهب إذا تصرّفت تصرّفا فاسدا كما لو باع الإنسان الذي تلزمه الجمعة بعد ندائه الثاني فالعقد باطل ويرون أنّ تصرّفه كتصرّف الغاصب.
السائل : عليه الضّمان يا شيخ؟
الشيخ : كلّ شيء، كلّ ما يترتّب على الغصب فعليه، لكن فيه قول آخر أنّه ليس كذلك.
السائل : لكن الذي ترجّحه يا شيخ؟
الشيخ : هذه ينظر في كلّ قضيّة بعينها، قد يكون من المناسب أن تجعله كالغاصب وتضمّنه إذا تلفت وتضمّنه الأجرة وكلّ شيء، وقد يكون من المناسب ألاّ تفعل، كلّ قضيّة يحكم بعينها يحكم لها.
السائل : الله يحسن إليك يا شيخ.

السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم
الشيخ : نعم نعم.
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
ما رأي فضيلتكم فيمن أعطى ابنه مبلغا من المال ..
الشيخ : لمن أعطى.
السائل : لمن أعطى ابنه مبلغا من المال ليستعين به على الزّواج، وبعد فترة أعطى الابن الآخر مبلغا ليشتري به سيّارة، وبعد فترة أقرضه مبلغا ليبني له بيتا ..
الشيخ : أقرض الثاني وإلاّ الأوّل؟
السائل : أقرض الثاني مبلغا من المال ليبني له بيتا فسدّد الابن بعض القرض وسامحه والده على الباقي علما أنّ له أولادا آخرين لم ينالهم شيء، جزاكم الله خيرا.
الشيخ : نعم، الواجب العدل بين الأولاد لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ( اتّقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) فأمّا الذي أعطاه ليتزوّج فهذا حقّ تبع النّفقة ولا يلزمه أن يعطي الآخرين مثله إلاّ إذا بلغوا وأرادوا الزّواج يزوّجهم، وأمّا الذي أعطاه السّيّارة فلا يجوز يعطيه السيارة، إذا كان الابن محتاجا للسّيّارة يعطيها إيّاه على أنّها عاريّة عنده والملك ملك الأب، والثالث؟
السائل : ... القرض.
الشيخ : نعم، وهذا الذي أقرضه القرض لا يجوز أن يسقط منه شيئا يجب عليه أن يستوفيه كاملا، إلاّ إذا كان الأولاد من بنين وبنات بالغين راشدين وسمحوا بذلك عن طيب نفس فلا بأس.

السائل : أحسن الله إليك يا شيخ، حكم الاشتراك في الأسهم الأمريكية شركات أمريكيّة صناعية بواسطة وكيل موكل من قبل شخص موجود في هذا البلد يعلمه برقم حسابه، والمبلغ الذي ساهم به، على اتفاق بنسبة للوكيل اللي في أمريكا؟
الشيخ : لكن الشّركات وايش عملها؟
السائل : صناعيّة.
الشيخ : ما فيها ربا ولا شيء؟
السائل : لا، يقول ما فيها ربا. صناعية وتجارية
الشيخ : طيب، ما فيها شيء إذا صار يعني ما فيها ربا ولا غرر، المهمّ إذا كان يصحّ بيعها وشراءها فلا بأس.
السائل : هو بس يعني في إشكال في العقد بين هذا الشّخص والوكيل اللي في أمريكا.
الشيخ : ما في مشكلة، ما في إشكال
السائل : ما في إشكال
الشيخ : ما دام برضاه
السائل : نعم
الشيخ : فلا بأس.
السائل : جزاك الله خيرا.
الشيخ : نعم اليسار

السائل : أحسن الله إليك يا شيخ ماذا يشمل شعر اللّحية؟
الشيخ : ماذا؟
السائل : ماذا يشمل شعر اللحية أو اللّحية؟
الشيخ : أي، اللّحية قال العلماء هي شعر الخدّين وشعر الوجه كلّه ما عدا الشّارب والحواجب فهذه معروفة، نعم وأمّا شعر الحلق فليس من اللّحية، يمين؟
الشيخ : يمين؟

السائل : أحسن الله إليك ما حكم من سبّ اللّحية؟
الشيخ : هاه؟
السائل : إنسان سبّ إنسان آخرَ ملتحٍ، سبّه بلحيته؟
الشيخ : هذا فيه تفصيل، إن سبّه لالتزامه بالشّرع فقد سبّ الشّرع فعليه أن يتوب إلى الله من هذا، وإن سبّه مسبّة شخصيّة ..
السائل : ... مثل لو قال لعن الله لحيتك؟
الشيخ : أعوذ بالله! من الذي خلق اللّحية؟
السائل : خالق اللّحية الله سبحانه.
الشيخ : طيب، إذن معناه سبّ الله، عليه أن يتوب ولكن في ظنّي هذا لا يقع إلاّ في غضب شديد، بعض النّاس الحقيقة إذا غضب لا يدري ما يقول فهذا ما عليه شيء، ولهذا أوصى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بترك الغضب حين ( جاءه الرّجل يقول: أوصني قال: لا تغضب قال: أوصني، قال: لا تغضب، قال: أوصني، قال: لا تغضب فردّد مرارا وقال: لا تغضب )، لأنّ الغضب جمرة يلقيها الشّيطان في قلب الإنسان فيفور دمه ولا يدري ما يقول فالواجب أنّ الإنسان إذا شعر بالغضب أن يتفل عن يساره ويستعيذ بالله من الشّيطان الرّجيم، بعده يسار؟

الشيخ : بعده يسار؟
السائل : يا شيخ حفظك الله بم تدرك الجماعة؟
الشيخ : ... من اليمين.
السائل : ...
الشيخ : ... طيب.
السائل : بم تدرك الجماعة حفظك الله؟
الشيخ : قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( من أدرك ركعة من الصّلاة فقد أدرك الصّلاة ) فتدرك بإدراك ركعة، لكن لو أتيت والإمام في التّشهّد الأخير وأنت لا ترجو جماعة أخرى فالأفضل أن تدخل معه لأنّ إدراك بعض الصّلاة أهون من فواتها كلّها فالأفضل أن تدخل معهم. نعم

السائل : فضيلة الشّيخ هل القديم من أسماء الله تعالى أو من صفاته؟
الشيخ : لا، القديم ليس من أسماء الله وليس من صفاته، لكن المقدّم من أسماء الله كما جاء في الحديث: ( أنت المقدّم وأنت المؤخّر ).
السائل : توجيه الحديث يا شيخ: ( وسلطانك القديم )؟
الشيخ : هذا وصف للصّفة وليس وصفا للموصوف، سلطانه القديم يعني القديم هو السّلطان، نعم.

السائل : يا شيخ حفظكم الله عندما تكلّمتم في الدّرس الماضي عن جماعة التّبليغ سمع أحد الإخوان هذا الكلام فقال لو خرج الشّيخ لكان له رأي آخر، فما رأيكم في هذا الكلام؟
الشيخ : وش الرّأي الآخر؟
السائل : يقول الشّيخ ما قد خرج قبل هذه المرة.
الشيخ : أي لكن ما هو الرّأي الآخر الذي يظنّ أن أقوله؟
السائل : ... يا شيخ ما نعلم.
الشيخ : على كلّ حال نحن ما لنا إلاّ ما يظهر لنا لقول النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( إنّما أقضي بنحو ما أسمع ) نعم يسار؟
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : ...
الشيخ : لا، فيه طلبة علم خرجوا معهم، خرج معهم طلبة علم وليت طلبة العلم يخرجون معهم حتى إذا رأوا ما يخالف الشّرع دلّوهم على الحقّ، نعم، يسار؟

السائل : فضيلة الشّيخ.
الشيخ : نعم.
السائل : أحسن الله إليك إذا كان الرّجل لديه مرتب طيب لكن عليه ديون كثيرة فهل يجوز إعطاءه من الزّكاة؟
الشيخ : نعم إذا كان لا يستطيع قضاء الدّين إلاّ بعد مدّة طويلة فلا بأس أن يقضى دينه، ولكن هنا مسألة يا إخواني ينبغي أن نلاحظها وهي تربية النّاس، يعني لو كنّا نقضي كلّ دين قدّمه إلينا إنسان شجّعنا النّاس على إيش؟ على الاستدانة وهوّنّاها عليهم وصار الواحد يقول خلاص أبي أستدين عشرة آلاف وإذا جاء رمضان ذهبت إلى فلان وأعطاني إيّاها، وهذه مسألة قلّ من يتفطّن لها، لكن إنسانا تعرف أنّه حصل عليه خسائر أو أنّه ذو عائلة كبيرة وتعرف أنّه ما له مورد هذا لو أعطيته، لكن يجي شباب ويشتري السّيّارة بمائة ألف ... أنا مدين بمائة ألف مع أنّه يقدر يشتري سيّارة بكم؟ نعم بعشرين ألف أو بعشرة آلاف ليش تشتري بمائة ألف؟! فلهذا يجب أن نلاحظ الشّيء وهي تربية النّاس على عدم التّهاون بالدّين، والدّين ليس هيّنا ما دام، الاستشهاد في سبيل يكفّر كلّ شيء إلاّ الدّين، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إذا قدّم إليه رجل عليه دين وليس له وفاء لا يصلّي عليه، وايش أعظم وايش أكبر من هذا؟! تتقدّم جنازة للرّسول ثمّ يتأخّر ويقول: ( صلّوا على صاحبكم ) هذا شيء عظيم، كلّ هذا ليرتدع النّاس عن الدّين
( ولمّا وهبت إليه امرأة نفسها ولم يكن له بها حاجة، قال بعض الحاضرين زوّجني إيّاها، إن لم يكن لك بها حاجة قال وايش تعطيها من الصّداق؟ قال أعطيها إزاري )، قال سهل بن سعد وهو راوي الحديث: ( ليس له رداء ) رجل فقير ما عليه إلا إزار ( ... إزارك كيف تعطيها إزارك؟! إن أعطيتها إيّاها بقيت بلا إزار وإن بقي عليك بقيت بلا مهر، دور! دور ما لقي شيء، قال: التمس ولو خاتما من حديد ) فلم يجد ولا خاتما من حديد، وهل قال له الرّسول استقرض من إخوانك؟ ما قال هذا، ولا قال استدن، ولا قال يكون المهر مؤجّلا في ذمّتك، قال: ( هل معك شيء من القرآن؟ قال: نعم، سورة كذا وكذا، قال: فعلّمها ) وكان مهرها، وهذا يدلّ على أنّ المهر يصحّ أن يكون منفعة لا نقودا ولا أمتعة، منفعة، وايش المنفعة هنا؟
السائل : تعليم القرآن.
الشيخ : التّعليم، تعليم القرآن كما حصل لموسى عليه الصّلاة والسّلام كان مهره الذي لإحدى ابنتيه ما هو؟ رعي الغنم، فالحاصل أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لم يرشد إلى الاستدانة، فعليكم أنتم الحاضرون أن ترشدوا النّاس إلى عدم التّهاون بالاستدانة، وتبيّنون، مساكين يأتون وهم شباب واحد عليه مائتين ألف، ثلاثمائة ألف، مليون ريال وهو شابّ! كلّ هذا من أجل أنّه يستدين ولمّا حلّ الدّين راح يستدين من آخر حتى لا يحبس، وإذا حلّ الدّين استدان من ثالث وهلمّ جرّا.

الشيخ : نعم.
السائل : يا شيخ ورد في السّنّة غسل اليدين ثلاثا بعد الاستيقاظ من النّوم قبل غمسها في الإناء، في سؤالين على تعليق هذا، أوّلا هل يشمل ..
الشيخ : والإجابة عن سؤال واحد.
السائل : من فقرتين يعني هو سؤال من فقرتين، هل الوضوء من الصّنبور البزبوز داخل في ذلك؟ واحد اثنين في تطبيق السّنّة يعني غسل اليدين للوضوء ثلاثا هل تكون الغسل ستّ غسلات أو ثلاث غسلات وجزاك الله خيرا؟
الشيخ : طيب، أمّا من جهة الصّنبور يعني " البزبوز " تضع يديك تحته وهذا يجري الماء يجري، فكلّ جرية تعتبر غسلة، هذه واحدة، وأمّا من جهة السّتّ غسلات فلا، الغسلات الثلاث التي قبل لتنظيف الأيدي لأنّها آلة الأخذ والغرف وليست داخلة في الوضوء، ولهذا لو قدّر أنّ الإنسان لم يفعل وغسل وجهه على طول صحّ وضوءه لأنّ غسل اليدين ليس من الوضوء، وأيضا لو فرض أنّه لن يتوضّأ، إمّا لعدم الماء أو لتعذّر استعماله فإنّه يغسل يديه لأجل تناول الأكل والشّرب، أي نعم.
الطالب : ...
الشيخ : ... ما شاء الله قطعت جهيزة قول كلّ خطيب، سبحانك اللهمّ ربّنا وبحمدك أشهد ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك.

الشيخ : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
ذكر المؤلّف رحمه الله في كتابه: " بلوغ المرام " أحاديث فيما يتعلّق بالقضاء، فمن ذلك حديث أمّ سلمة رضي الله عنها زوج النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إنّكم تختصمون إليّ ) يعني تأتون في الخصومة ليحكم بينهم صلّى الله عليه وسلّم ( ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض ) يعني أشدّ جدلا وخصومة وفصاحة وبيانا من الآخر ( فأقضي له بنحو ممّا أسمع ) يعني أقضي لهذا الرّجل الذي هو ألحن من أخيه بنحو ما سمع ( وإنّما أقضي بنحو ممّا أسمع ) لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب ( فمن اقتطعت له شيئا من حقّ أخيه فإنّما أقتطع له جمرة من النّار -أو- قطعة من النار فليستقلّ أو ليستكثر ) ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها:
أنّ القاضي يحكم بحسب ما يظهر له إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد
وفيه أيضا دليل على أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعلم الغيب لأنّه يأتي إليه الخصمان ولا يعلم من المحقّ ومن المبطل إلاّ بحسب ما يسمع
ومنها أنّ القاضي لا يحكم بعلمه وإنّما يحكم بما سمع فلو تخاصم إليه رجلان، فقال أحدهما أدّعي على هذا الرّجل بمائة ريال وليس عنده بيّنة والقاضي يدري أنّه يطلبه مائة ريال فإنّه لا يجوز أن يحكم له بل يقول للمدّعي هل لك بيّنة؟ إن قال نعم يأتي بها وإلاّ حلف الخصم المدّعى عليه وانتهت القضيّة ولكن نقول إذا كان القاضي يعلم بالقضيّة فإنّه لا يجوز أن يحكم بخلاف ما يعلم ولكن يحيلهما إلى قاضٍ آخر ويكون هو شاهدا، والمثال كما سمعت ادّعى زيد على عمرو بمائة ريال والقاضي يعلم أنّه صادق فأنكر عمرو قال أبدا ما عندي له شيء، فهنا نقول لزيد هات بيّنة إن أتى ببيّنة حكم له وإلاّ حلّفنا الخصم وبرئ، فإذا كان القاضي يدري أنّ زيدا صادق في دعواه وأنّ له على عمرو مائة ريال فإنّه لا يحكم على عمرو بالبراءة لأنّه يعلم أنّه غير بريء ولكن يقول تحاكموا إلى غيري وأنا شاهد فيتحاكم الخصمان إلى غيره ويكون شاهدا.
ومنها أنّ حكم القاضي لا يغيّر الواقع حكم القاضي لا يغير الواقع فإذا حكم القاضي لشخص بشيء بناء على ما سمع، وبناء على البيّنة والذي حكم له يدري أنّه مبطل فإنّ حكم القاضي لا يبيح له ذلك الشّيء الذي يعلم أنّه مبطل فيه، لا يقول كما يقول العوام: " خلّ بينك وبين النار مطوّع " المطوّع ما ينفع إذا كان الإنسان يعلم أنّه غير صادق، ولهذا قال عليه الصّلاة والسّلام: ( فمن حكمت له بحقّ أخيه بشيء فإنّما أقتطع له جمرة من نار ) فلا تظننّ قاضيا إذا حكم لك بأمر تعلم أنّك لا تستحقّه أنّ هذا يعطيك الحقّ بل الواجب على الإنسان أن يقول الحقّ، وأن يكون كما أمر الله: (( يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين )) حتى على نفسك إن كان عليك حقّ يجب أن تشهد على نفسك به، إذا كان على والدك حقّ تشهد عليه، فإذا غضب الوالد قال كيف تشهد عليّ؟! نقول يغضب أو يرضى، أيّهما أولى مراعاة رضى الله أو رضى الوالد؟
الطالب : رضى الله.
الشيخ : هاه؟ رضى الله لا شكّ، وأنا في الحقيقة إذا شهدت على والدي بما عليه فهذا من أعظم البرّ له، هذا برّ له أنّني أنقذه في الدّنيا قبل أن يؤخذ من أعماله الصّالحة ولهذا قال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا: يا رسول الله هذا المظلوم ننصره فكيف ننصر الظالم؟ قال: تمنعه من الظّلم فذاك نصرك إيّاه ) فأنت إذا شهدت على أبيك بالحقّ فقد نصرته وبررته وأحسنت إليه غاية الإحسان.