سلسلة لقاء الباب المفتوح-210a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
كلمة الشيخ عن حكم الإحتفال بالمولد النبوي .
الشيخ : الحمد لله ربّ العالمين وأصلّي وأسلّم على نبيّنا محمّد خاتم النّبيّين وإمام المتّقين وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين .
أمّا بعد :
فهذا هو الدرس العاشر فهذا هو اللقاء بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح التي تتمّ كلّ يوم خميس وهذا الخميس هو اليوم العاشر من شهر ربيع الأوّل عام عشرين وأربعمئة وألف من عادتنا أن نتكلّم في أوّل اللّقاء على تفسير شيء من القرآن الكريم، أمّا اليوم فنخصّص هذا اللّقاء بالكلام عن الاحتفال بمولد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
فنقول من المعلوم أنّه يجب على كلّ مسلم أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، وأنّه لا يؤمن أحد حتّى يكون رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين، ولا يمكن التّأسّي الكامل بالبدن والقلب إلاّ بمحبّته لأنّ المحبّة هي الدّافع والمانع، ولهذا تجد الرّجل إذا أحبّ شخصا اقتدى به بأقواله وأفعاله لأنّه يحبّه، فلا يتمّ الإيمان إلاّ بتقديم محبّة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم على كلّ أحد من البشر، وهذا أمر مفروغ منه لا يمتري فيه شخصان ولا ينتطح فيه عنزان، وهل من محبّته أن يقام احتفال بمولده؟ الجواب لا، ليس من محبّته، وإن كان بعض النّاس تحمله محبّة الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم على أن يقوم بهذا الاحتفال ويقول إنّي فعلت -خله ...- إني فعلت هذا محبّة لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، هذا قد يقع من بعض النّاس، ولكنّ حقيقة المحبّة تنافي ذلك لأنّ حقيقة المحبّة أن تلتزم بشريعة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، كما قال الله تعالى: (( قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله )) فجعل الميزان لمحبّة الله عزّ وجلّ اتّباع النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، إذن الميزان في محبّة الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم اتّباعه فمن قال إنّه يحبّه ولم يتّبعه لم يكن صادقا في هذه الدّعوى
فلننظر الآن إذن هذا الاحتفال متى كان؟ وهل هو مطابق للواقع؟ وهل هو مطابق للشّرع؟ حتى يتبيّن حكمه ويجب على المرء أن يعمل بما يقتضيه الدّليل، أمّا بالنّسبة للواقع فإنّه لا يصحّ، من النّاحية التّاريخيّة غير صحيح، لأنّه لم يثبت أنّ ولادة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كانت في اليوم الثاني عشر من ربيع الأوّل، بل الثابت حسب العمليّة الحسابيّة الفلكيّة أنّه كان في اليوم التّاسع من شهر ربيع الأوّل وليس في اليوم الثاني عشر، وحينئذ يبطل الاحتفال بهذا اليوم من النّاحية التّاريخيّة
ثمّ نقول إذا ثبت اليوم الذي ولد فيه فهل لنا فائدة من ولادته قبل أن يكون رسولا يهدي النّاس إلى الحقّ؟ أجيبوا؟ لا، ولهذا قال الله تعالى: (( لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا )) ما قال إذ ولد فيهم رسول قال: (( إذ بعث )) فالنّعمة إنّما هي في الحقيقة ببعث الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لا بولادته لأنّه عليه الصّلاة والسّلام كان أمّيّا لا يقرأ ولا يكتب، بل قال الله له: (( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا )) فلم يكن نبيّا ولا رسولا إلاّ بعد إيش؟
الطالب : بعد بعثته.
الشيخ : بعد بعثته صلّى الله عليه وسلّم أمّا قبل ذلك فليس نبيّا ولا رسولا، فالاحتفال لو قدّر أنّ هناك احتفالا لكان الاحتفال ببعثته لا بمولده، ومن المعلوم أنّ أوّل ما نزل عليه القرآن نزل في أيّ شهر؟ في أي شهر؟
الطالب : رمضان.
الشيخ : في شهر رمضان، لا في شهر ربيع
من النّاحية الشّرعيّة لا يثبت هذا الاحتفال بل هو من البدع وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار لا يثبت لأن ثبوت كون الأمر مشروعا الكتاب، أو السّنّة، أو عمل الصّحابة، فهل في الكتاب الأمر أو النّدب للاحتفال بمولده؟ الجواب يا أخ؟
الطالب : لا يوجد أحسن الله إليك.
الشيخ : لا يوجد، هل في السّنّة ذلك؟
الطالب : لا يوجد.
الشيخ : لا يوجد، غاية ما هنالك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: ( ذاك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه، وأنزل عليّ فيه ) وهذا تنويه بفضل يوم الإثنين لا بفضل الولادة يعني هذا اليوم كان يوما مباركا حصل فيه هذه الأمور فكان صيامه مشروعا
هل ورد من عمل الصّحابة أنّهم يحتفلون بمولده؟ الجواب لا، هل كان ذلك في عهد التّابعين لهم بإحسان؟ الجواب لا، هل هو في عهد تابعي التّابعين؟ الجواب لا، فمضت القرون الثلاثة كلّها لم تحدث فيها هذه البدعة، حدثت في القرن الرّابع الهجري عن حسن نيّة أو عن عدم حسن نيّة، لكنّها بدعة
شيء لم يندب الله إليه في كتابه ولم يفعله رسوله ولا الخلفاء من بعده، ولا الصّحابة ولا التّابعون لهم بإحسان ولا تابعوهم، كيف يأتي آخر الأمّة فيعملون به؟!
ثالثا إذا قالوا إنّ هذا قربة إلى الله لأنّنا لا نتجاوز أن نصلّي على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ونذكر مناقبه وفضائله، فالجواب: أن نقول لو كان خيرا لسبقونا إليه هل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وخلفاؤه، وأصحابه، والتّابعون وتابعوهم هل هم جاهلون بهذه القربة أو عالمون؟ إن قيل إنّهم جاهلون فقد رموا بالجهل وهذا قدح فيهم وادّعى هذا لنفسه أنّه أهدى من الرّسول وأصحابه لأنّهم وفّق للحقّ وهم لم يوفّقوا له، وإن قيل إنّهم غير جاهلين قيل إذن هم كاتمون مستكبرون لم يبيّنوا هذا للأمّة، ولم يعملوا به فهم لعدم بيانهم للأمّة كاتمون للحقّ، وهم لعدم عملهم به مستكبرون عن الحقّ، أيّ إنسان يجرؤ أن يقول إنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام كاتم أو مستكبر؟! أيّ إنسان يجرؤ؟ لا يجرؤ أحد، هؤلاء يلزم من بدعتهم هذه أن يكون النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إمّا جاهل بأنّها من الحقّ، وإمّا كاتم بيان ذلك للنّاس، وإمّا مستكبر عن العمل بها، كلّ هذا باطل، لا يمكن لمؤمن أن يصف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم به، لكنّه لازم البدعة
ثمّ نقول هل الدّين كمل بوفاة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أم لا؟ الجواب كمل، قال الله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) أكملت لكم دينكم هذه البدعة التي يدّعي مبتدعوها أنّها من الدّين تستلزم أن يكون الدّين لم يكمل بوفاة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ... البدعة هذه، هذا يلزم عليه فظيعة عظيمة وهي تكذيب قول الله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) لأنّه على حدّ فعل هؤلاء لم يكمل الدّين، فيكون الدّين ناقصا حتى جاء هؤلاء وابتدعوا هذه البدعة وأكملوه بها
فإن قيل إنّ الدّين كامل، إذا قالوا لا، نحن نقول إنّ الدّين كامل ونحن لم نأت بشيء إلاّ الصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وذكر مناقبه وإحياء ذكراه نقول هذا غير صحيح، لأنّ المعروف من هذه الاحتفالات أنّ فيها الغلوّ العظيم الذي نهى عنه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وأنّهم يترنّمون بقول البوصيري يخاطب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
" يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم " .
فما تقولون في هذا البيت؟ إذا قال ما لي من ألوذ به عند حدوث الحدث العامّ كالخسف، والعواصف، والصّواعق، والأمراض، والحروب، ما لي من ألوذ به سواك، وهذه الجملة كما تعلمون حصر: " ما لي سواك " أين الله؟ أجيبوا يا جماعة؟ مقتضى هذا البيت ما إله يستغاث به! ما لي سواك عند حلول الحادث العمم.
" إن لم تكن آخذ يوم المعاد يدي *** عفوا وإلاّ فقل يا زلّة القدم
فإنّ من جودك الدّنيا وضرّتها *** ... "
الدّنيا هي ما نعيش فيه وضرّتها الآخرة، هذا من جود الرّسول عليه الصّلاة والسّلام! وليس كلّ جوده " من " فماذا بقي لله؟ أجيبوا يا إخوان؟
الطالب : لا شيء.
الشيخ : لا شيء، ما دام الدّنيا والآخرة من جود الرّسول، إذن الله ما له ... فيه
" ومن علومك علم اللّوح والقلم " أيضا من علومه علم اللّوح والقلم! هل الرّسول يعلم ما في اللّوح المحفوظ؟! أبدا، وهذا تكذيب لقول الله تعالى: (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنّي ملك )) المسألة خطيرة، خطيرة جدّا جدّا، ولولا أنّها استمرئت عند بعض النّاس الذين يستعملونها لكانت فادحة يعلم بها كلّ إنسان، ثمّ نقول إذا كنتم تقولون أنّ ذلك إحياء لذكرى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فهل أنتم لا تذكرونه إلاّ في هذه اللّيلة؟ إن كنتم كذلك فمعناه أنّه ليس لكم عمل صالح، وليس لكم أذان، ولا تشهّد، ولا ذكر للوضوء عند الوضوء، ولا غيره، لأنّ ذكر الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في كلّ وقت وحين، الأذان فيه ذكر للرّسول، ما هو يا أخ؟ أشهد أنّ محمّدا رسول الله، الصّلاة فيها ذكر للرّسول في التّشهّد؟ أشهد ألاّ إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، بل كلّ عبادة فيها ذكر الرّسول كل عبادة لأنّه لا تصحّ العبادة إلاّ إذا كان فيها الإخلاص وإيش؟ والمتابعة، المتابعة لا بدّ أن تشعر أنّك في عملك هذا التّعبّدي تابع للرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وإذا شعرت هذا الشّعور هل يكون هناك ذكرى أو لا؟ أجب؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم ذكرى، يعني على كلامهم لا ذكرى للرّسول إلاّ في هذه البدعة! سبحان الله! أنتم تذكرون الرّسول صلى الله عليه وسلّم في كلّ المجالات، كلّ عمل صالح فيه ذكر للرّسول
من مفاسد هذه البدعة أنّ الذين يفعلونها ولا سيما العوام منهم يعتقدون أنّها شريعة وأنّها شرعيّة ويلومون من لم يفعلها، وحينئذ يكون المعروف منكرا وإيش؟ والمنكر معروفا لأنّ الذين يقيمون هذه الاحتفالات يلومون الذين لا يقيمونها، ويقولون أنّ هؤلاء لا يحبّون الرّسول! الله أكبر! أيّما أشدّ محبّة الذي يتّبعه ولا يبتدع في دينه ما ليس منه ويكون متأدّبا مع الله ورسوله فلا يتقدّم بين يديه ولا يشرع ما لم يشرعه؟ أو المحافظ على الدّين الذي لا يقوم لله بأيّ عبادة إلاّ إذا كانت مشروعة؟ الثاني لا شكّ، لذلك يجب على طلبة العلم أن يبيّنوا للنّاس أنّ هذا منكر وأنّ حضوره لا يجوز، وأنّ البدعة لا تزيده من الله إلاّ بعدا، وما ابتدع قوم بدعة كما قال بعض السّلف إلاّ حرموا من السّنّة مثلها وصدق، كلّ بدعة تحرم الإنسان من السّنّة مثلها لأنّ كلّ بدعة يقابلها سنّة، فإذا كانت البدعة فعليّة صارت السّنّة ترك هذا الفعل وحينئذ يهدم من السّنّة ما يقابل من البدعة فعلى طلبة العلم أن يبيّنوا هذا للنّاس وأن يقولوا إنّ حقيقة المحبّة ثمرتها حقيقة الإتّباع، نسأل الله تعالى أن يهدي إخواننا المسلمين لاتّباع السّنّة وطرح البدعة وأن يفتح القلوب لذكر الله عزّ وجلّ والاطمئنان به إنّه على كلّ شيء قدير، والآن إلى الأسئلة نبدأ باليمين.
الطالب : ...
الشيخ : والله لو حصل مع الموضوع أحسن عشان الموضوع مع المناقشة يزداد قوّة، ولو لم يكن ... شيء ولو من غير الموضوع.
أمّا بعد :
فهذا هو الدرس العاشر فهذا هو اللقاء بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح التي تتمّ كلّ يوم خميس وهذا الخميس هو اليوم العاشر من شهر ربيع الأوّل عام عشرين وأربعمئة وألف من عادتنا أن نتكلّم في أوّل اللّقاء على تفسير شيء من القرآن الكريم، أمّا اليوم فنخصّص هذا اللّقاء بالكلام عن الاحتفال بمولد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
فنقول من المعلوم أنّه يجب على كلّ مسلم أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، وأنّه لا يؤمن أحد حتّى يكون رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين، ولا يمكن التّأسّي الكامل بالبدن والقلب إلاّ بمحبّته لأنّ المحبّة هي الدّافع والمانع، ولهذا تجد الرّجل إذا أحبّ شخصا اقتدى به بأقواله وأفعاله لأنّه يحبّه، فلا يتمّ الإيمان إلاّ بتقديم محبّة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم على كلّ أحد من البشر، وهذا أمر مفروغ منه لا يمتري فيه شخصان ولا ينتطح فيه عنزان، وهل من محبّته أن يقام احتفال بمولده؟ الجواب لا، ليس من محبّته، وإن كان بعض النّاس تحمله محبّة الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم على أن يقوم بهذا الاحتفال ويقول إنّي فعلت -خله ...- إني فعلت هذا محبّة لرسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، هذا قد يقع من بعض النّاس، ولكنّ حقيقة المحبّة تنافي ذلك لأنّ حقيقة المحبّة أن تلتزم بشريعة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، كما قال الله تعالى: (( قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله )) فجعل الميزان لمحبّة الله عزّ وجلّ اتّباع النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، إذن الميزان في محبّة الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم اتّباعه فمن قال إنّه يحبّه ولم يتّبعه لم يكن صادقا في هذه الدّعوى
فلننظر الآن إذن هذا الاحتفال متى كان؟ وهل هو مطابق للواقع؟ وهل هو مطابق للشّرع؟ حتى يتبيّن حكمه ويجب على المرء أن يعمل بما يقتضيه الدّليل، أمّا بالنّسبة للواقع فإنّه لا يصحّ، من النّاحية التّاريخيّة غير صحيح، لأنّه لم يثبت أنّ ولادة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم كانت في اليوم الثاني عشر من ربيع الأوّل، بل الثابت حسب العمليّة الحسابيّة الفلكيّة أنّه كان في اليوم التّاسع من شهر ربيع الأوّل وليس في اليوم الثاني عشر، وحينئذ يبطل الاحتفال بهذا اليوم من النّاحية التّاريخيّة
ثمّ نقول إذا ثبت اليوم الذي ولد فيه فهل لنا فائدة من ولادته قبل أن يكون رسولا يهدي النّاس إلى الحقّ؟ أجيبوا؟ لا، ولهذا قال الله تعالى: (( لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا )) ما قال إذ ولد فيهم رسول قال: (( إذ بعث )) فالنّعمة إنّما هي في الحقيقة ببعث الرّسول عليه الصّلاة والسّلام لا بولادته لأنّه عليه الصّلاة والسّلام كان أمّيّا لا يقرأ ولا يكتب، بل قال الله له: (( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا )) فلم يكن نبيّا ولا رسولا إلاّ بعد إيش؟
الطالب : بعد بعثته.
الشيخ : بعد بعثته صلّى الله عليه وسلّم أمّا قبل ذلك فليس نبيّا ولا رسولا، فالاحتفال لو قدّر أنّ هناك احتفالا لكان الاحتفال ببعثته لا بمولده، ومن المعلوم أنّ أوّل ما نزل عليه القرآن نزل في أيّ شهر؟ في أي شهر؟
الطالب : رمضان.
الشيخ : في شهر رمضان، لا في شهر ربيع
من النّاحية الشّرعيّة لا يثبت هذا الاحتفال بل هو من البدع وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار لا يثبت لأن ثبوت كون الأمر مشروعا الكتاب، أو السّنّة، أو عمل الصّحابة، فهل في الكتاب الأمر أو النّدب للاحتفال بمولده؟ الجواب يا أخ؟
الطالب : لا يوجد أحسن الله إليك.
الشيخ : لا يوجد، هل في السّنّة ذلك؟
الطالب : لا يوجد.
الشيخ : لا يوجد، غاية ما هنالك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل عن صوم يوم الإثنين فقال: ( ذاك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه، وأنزل عليّ فيه ) وهذا تنويه بفضل يوم الإثنين لا بفضل الولادة يعني هذا اليوم كان يوما مباركا حصل فيه هذه الأمور فكان صيامه مشروعا
هل ورد من عمل الصّحابة أنّهم يحتفلون بمولده؟ الجواب لا، هل كان ذلك في عهد التّابعين لهم بإحسان؟ الجواب لا، هل هو في عهد تابعي التّابعين؟ الجواب لا، فمضت القرون الثلاثة كلّها لم تحدث فيها هذه البدعة، حدثت في القرن الرّابع الهجري عن حسن نيّة أو عن عدم حسن نيّة، لكنّها بدعة
شيء لم يندب الله إليه في كتابه ولم يفعله رسوله ولا الخلفاء من بعده، ولا الصّحابة ولا التّابعون لهم بإحسان ولا تابعوهم، كيف يأتي آخر الأمّة فيعملون به؟!
ثالثا إذا قالوا إنّ هذا قربة إلى الله لأنّنا لا نتجاوز أن نصلّي على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ونذكر مناقبه وفضائله، فالجواب: أن نقول لو كان خيرا لسبقونا إليه هل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وخلفاؤه، وأصحابه، والتّابعون وتابعوهم هل هم جاهلون بهذه القربة أو عالمون؟ إن قيل إنّهم جاهلون فقد رموا بالجهل وهذا قدح فيهم وادّعى هذا لنفسه أنّه أهدى من الرّسول وأصحابه لأنّهم وفّق للحقّ وهم لم يوفّقوا له، وإن قيل إنّهم غير جاهلين قيل إذن هم كاتمون مستكبرون لم يبيّنوا هذا للأمّة، ولم يعملوا به فهم لعدم بيانهم للأمّة كاتمون للحقّ، وهم لعدم عملهم به مستكبرون عن الحقّ، أيّ إنسان يجرؤ أن يقول إنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام كاتم أو مستكبر؟! أيّ إنسان يجرؤ؟ لا يجرؤ أحد، هؤلاء يلزم من بدعتهم هذه أن يكون النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إمّا جاهل بأنّها من الحقّ، وإمّا كاتم بيان ذلك للنّاس، وإمّا مستكبر عن العمل بها، كلّ هذا باطل، لا يمكن لمؤمن أن يصف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم به، لكنّه لازم البدعة
ثمّ نقول هل الدّين كمل بوفاة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أم لا؟ الجواب كمل، قال الله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) أكملت لكم دينكم هذه البدعة التي يدّعي مبتدعوها أنّها من الدّين تستلزم أن يكون الدّين لم يكمل بوفاة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ... البدعة هذه، هذا يلزم عليه فظيعة عظيمة وهي تكذيب قول الله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) لأنّه على حدّ فعل هؤلاء لم يكمل الدّين، فيكون الدّين ناقصا حتى جاء هؤلاء وابتدعوا هذه البدعة وأكملوه بها
فإن قيل إنّ الدّين كامل، إذا قالوا لا، نحن نقول إنّ الدّين كامل ونحن لم نأت بشيء إلاّ الصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وذكر مناقبه وإحياء ذكراه نقول هذا غير صحيح، لأنّ المعروف من هذه الاحتفالات أنّ فيها الغلوّ العظيم الذي نهى عنه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وأنّهم يترنّمون بقول البوصيري يخاطب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
" يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم " .
فما تقولون في هذا البيت؟ إذا قال ما لي من ألوذ به عند حدوث الحدث العامّ كالخسف، والعواصف، والصّواعق، والأمراض، والحروب، ما لي من ألوذ به سواك، وهذه الجملة كما تعلمون حصر: " ما لي سواك " أين الله؟ أجيبوا يا جماعة؟ مقتضى هذا البيت ما إله يستغاث به! ما لي سواك عند حلول الحادث العمم.
" إن لم تكن آخذ يوم المعاد يدي *** عفوا وإلاّ فقل يا زلّة القدم
فإنّ من جودك الدّنيا وضرّتها *** ... "
الدّنيا هي ما نعيش فيه وضرّتها الآخرة، هذا من جود الرّسول عليه الصّلاة والسّلام! وليس كلّ جوده " من " فماذا بقي لله؟ أجيبوا يا إخوان؟
الطالب : لا شيء.
الشيخ : لا شيء، ما دام الدّنيا والآخرة من جود الرّسول، إذن الله ما له ... فيه
" ومن علومك علم اللّوح والقلم " أيضا من علومه علم اللّوح والقلم! هل الرّسول يعلم ما في اللّوح المحفوظ؟! أبدا، وهذا تكذيب لقول الله تعالى: (( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنّي ملك )) المسألة خطيرة، خطيرة جدّا جدّا، ولولا أنّها استمرئت عند بعض النّاس الذين يستعملونها لكانت فادحة يعلم بها كلّ إنسان، ثمّ نقول إذا كنتم تقولون أنّ ذلك إحياء لذكرى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فهل أنتم لا تذكرونه إلاّ في هذه اللّيلة؟ إن كنتم كذلك فمعناه أنّه ليس لكم عمل صالح، وليس لكم أذان، ولا تشهّد، ولا ذكر للوضوء عند الوضوء، ولا غيره، لأنّ ذكر الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في كلّ وقت وحين، الأذان فيه ذكر للرّسول، ما هو يا أخ؟ أشهد أنّ محمّدا رسول الله، الصّلاة فيها ذكر للرّسول في التّشهّد؟ أشهد ألاّ إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، بل كلّ عبادة فيها ذكر الرّسول كل عبادة لأنّه لا تصحّ العبادة إلاّ إذا كان فيها الإخلاص وإيش؟ والمتابعة، المتابعة لا بدّ أن تشعر أنّك في عملك هذا التّعبّدي تابع للرّسول عليه الصّلاة والسّلام، وإذا شعرت هذا الشّعور هل يكون هناك ذكرى أو لا؟ أجب؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم ذكرى، يعني على كلامهم لا ذكرى للرّسول إلاّ في هذه البدعة! سبحان الله! أنتم تذكرون الرّسول صلى الله عليه وسلّم في كلّ المجالات، كلّ عمل صالح فيه ذكر للرّسول
من مفاسد هذه البدعة أنّ الذين يفعلونها ولا سيما العوام منهم يعتقدون أنّها شريعة وأنّها شرعيّة ويلومون من لم يفعلها، وحينئذ يكون المعروف منكرا وإيش؟ والمنكر معروفا لأنّ الذين يقيمون هذه الاحتفالات يلومون الذين لا يقيمونها، ويقولون أنّ هؤلاء لا يحبّون الرّسول! الله أكبر! أيّما أشدّ محبّة الذي يتّبعه ولا يبتدع في دينه ما ليس منه ويكون متأدّبا مع الله ورسوله فلا يتقدّم بين يديه ولا يشرع ما لم يشرعه؟ أو المحافظ على الدّين الذي لا يقوم لله بأيّ عبادة إلاّ إذا كانت مشروعة؟ الثاني لا شكّ، لذلك يجب على طلبة العلم أن يبيّنوا للنّاس أنّ هذا منكر وأنّ حضوره لا يجوز، وأنّ البدعة لا تزيده من الله إلاّ بعدا، وما ابتدع قوم بدعة كما قال بعض السّلف إلاّ حرموا من السّنّة مثلها وصدق، كلّ بدعة تحرم الإنسان من السّنّة مثلها لأنّ كلّ بدعة يقابلها سنّة، فإذا كانت البدعة فعليّة صارت السّنّة ترك هذا الفعل وحينئذ يهدم من السّنّة ما يقابل من البدعة فعلى طلبة العلم أن يبيّنوا هذا للنّاس وأن يقولوا إنّ حقيقة المحبّة ثمرتها حقيقة الإتّباع، نسأل الله تعالى أن يهدي إخواننا المسلمين لاتّباع السّنّة وطرح البدعة وأن يفتح القلوب لذكر الله عزّ وجلّ والاطمئنان به إنّه على كلّ شيء قدير، والآن إلى الأسئلة نبدأ باليمين.
الطالب : ...
الشيخ : والله لو حصل مع الموضوع أحسن عشان الموضوع مع المناقشة يزداد قوّة، ولو لم يكن ... شيء ولو من غير الموضوع.
حكم من يستدين سيارة بأربعين ألفاً إلى سنة ثم يبيعها بستين ألفاً إلى سنتين.؟
السائل : أوصاني احد الشباب أن أسألكم السّؤال ما رأي الشّرع في نظركم في من يستدين مثلا ليشتري سيّارة بأربعين ألفا لمدّة سنة ثمّ يبيعها بالتّقسيط بستّين ألفا لمدّة سنتين؟ جزاكم الله خيرا.
الشيخ : هذه لا بأس بها بشرط أن يكون قد قبض السّيّارة في العقد الأوّل وحازها إلى رحله ثمّ يبيع لكن كما تعلم أو كما سوف تعلم أنّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول كلّ إنسان يشتري السّلعة بثمن مؤجّل وقصده الدّراهم لا السّيّارة فهو واقع في الرّبا وأنّ هذا من العينة التي حذّر منها النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، اليسار نعم. على اليسار سؤال كان عندك سؤال أو ...
الشيخ : هذه لا بأس بها بشرط أن يكون قد قبض السّيّارة في العقد الأوّل وحازها إلى رحله ثمّ يبيع لكن كما تعلم أو كما سوف تعلم أنّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول كلّ إنسان يشتري السّلعة بثمن مؤجّل وقصده الدّراهم لا السّيّارة فهو واقع في الرّبا وأنّ هذا من العينة التي حذّر منها النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، اليسار نعم. على اليسار سؤال كان عندك سؤال أو ...
ما حكم إلقاء المحاضرات والخطب بمناسبة المولد وهل هي من البدع.؟
السائل : هل الاحتفالات أو إلقاء المحاضرات في سيرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في هذه الأيّام تعتبر من البدع؟
الشيخ : لا، يعني يقول هل إذا خطب الخطيب خطبة الجمعة وذكر فيها مبدأ البعث، بعث الرّسول عليه الصّلاة والسّلام وشيئا من حياته هل يعتبر بدعة؟ الجواب لا، ... الله نقول لا لماذا؟ لأنّ هذه الخطبة موجودة، خطبة الجمعة ثابتة من قبل أمّا أن يحدث محاضرة في نفس اليوم فهذا من البدعة أو من وسائل البدعة، أفهمتم؟ بالنّسبة لعامنا هذا لا توافق الجمعة يوم الثاني عشر، الجمعة في اليوم الحادي عشر، فعلى كلّ حال إذا كان أصل الخطبة مشروعا كخطبة الجمعة وذكر فيها الإنسان بعثة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فلا بأس لأنّ هذا ذكر تاريخ حياته بمناسبة مبعثه عليه الصّلاة والسّلام ومولده، أفهمت؟ أمّا أن يحدث محاضرة في هذه الأيّام فهذا من البدع، فإن لم يكن من البدع فهو حجّة لأهل البدع، نعم يمين؟
السائل : يا شيخ جزاك الله خيرا، في ناس في مناطق معروفة بهذه بالاحتفالات هذه موجودة فلو في تركيز محاضرات ...
الشيخ : احتفالات إيش؟
السائل : المولد.
الشيخ : هاه؟
السائل : المناطق المعروفة باحتفالات المولد.
الشيخ : وايش فيها؟
السائل : فيها احتفالات بكثرة.
الشيخ : وين فيه؟
السائل : في بعض المناطق الشّرقيّة ...
الشيخ : والله الحمد لله بالنّسبة للملكة لا أعلم أنّ هذا يقام بصفة علنيّة، يمكن يقيمه بعض النّاس الجهّال في بيوتهم ومع ذلك ينبغي لأهل العلم أن يبيّنوا في البلاد التي يكثر فيها هذا ولو خفية أنّ هذا بدعة وأنّه لا يزيدهم من الله إلاّ بعدا.
الشيخ : لا، يعني يقول هل إذا خطب الخطيب خطبة الجمعة وذكر فيها مبدأ البعث، بعث الرّسول عليه الصّلاة والسّلام وشيئا من حياته هل يعتبر بدعة؟ الجواب لا، ... الله نقول لا لماذا؟ لأنّ هذه الخطبة موجودة، خطبة الجمعة ثابتة من قبل أمّا أن يحدث محاضرة في نفس اليوم فهذا من البدعة أو من وسائل البدعة، أفهمتم؟ بالنّسبة لعامنا هذا لا توافق الجمعة يوم الثاني عشر، الجمعة في اليوم الحادي عشر، فعلى كلّ حال إذا كان أصل الخطبة مشروعا كخطبة الجمعة وذكر فيها الإنسان بعثة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فلا بأس لأنّ هذا ذكر تاريخ حياته بمناسبة مبعثه عليه الصّلاة والسّلام ومولده، أفهمت؟ أمّا أن يحدث محاضرة في هذه الأيّام فهذا من البدع، فإن لم يكن من البدع فهو حجّة لأهل البدع، نعم يمين؟
السائل : يا شيخ جزاك الله خيرا، في ناس في مناطق معروفة بهذه بالاحتفالات هذه موجودة فلو في تركيز محاضرات ...
الشيخ : احتفالات إيش؟
السائل : المولد.
الشيخ : هاه؟
السائل : المناطق المعروفة باحتفالات المولد.
الشيخ : وايش فيها؟
السائل : فيها احتفالات بكثرة.
الشيخ : وين فيه؟
السائل : في بعض المناطق الشّرقيّة ...
الشيخ : والله الحمد لله بالنّسبة للملكة لا أعلم أنّ هذا يقام بصفة علنيّة، يمكن يقيمه بعض النّاس الجهّال في بيوتهم ومع ذلك ينبغي لأهل العلم أن يبيّنوا في البلاد التي يكثر فيها هذا ولو خفية أنّ هذا بدعة وأنّه لا يزيدهم من الله إلاّ بعدا.
كيف الرد على من يستدل لبدعة المولد بقوله : ( من سن في الإسلام سنة حسنة .. ) الحديث ؟
السائل : يا شيخ يقولون هؤلاء الذين يحتفلون بمولده صلّى الله عليه وسلّم أنّهم في ذلك لهم أصلا ..
الشيخ : وهو؟
السائل : ويقولون ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ).
الشيخ : نعم.
السائل : ويقولون إنّ عمر بن الخطّاب سنّ سنّة صلاة التّراويح، فكيف نردّ على هؤلاء؟
الشيخ : نعم، نقول صدقوا ( من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) لكن ( إيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة ) ولهذا قال الرّسول صلى الله عليه وسلم: ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة ) والمراد بقوله من سنّ سنّة حسنة أحد أمرين: إمّا أن يكون المعنى من ابتدر العمل بها كما يدلّ على ذلك سبب الحديث، وإمّا أنّ المعنى من أحياها بعد أن ماتت أعرفت؟ وليس المعنى أن ينشئ عبادة من جديد، هذا لا يمكن، لأنّ سبب هذا الحديث أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام حثّ على الصّدقة فأتى رجل من الأنصار بصرّة قد أثقلت يده ووضعها بين يدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) ولا يمكن أن تكون البدعة حسنة أبدا والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول كلّ بدعة ضلالة
أمّا بالنّسبة لفعل عمر فعمر ما ابتدع صلاة الجماعة في القيام أبدا، أوّل من سنّ الجماعة في قيام رمضان النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، صلّى بأصحابه ثلاث ليال ثمّ تخلّف في الرّابعة، وقال: ( إنّي خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) ثمّ تركت وهجرت في أيّام أبي بكر رضي الله عنه، في زمن عمر خرج ذات يوم ووجد النّاس يصلّون أوزاعا يصلّي الرّجل مع الرّجل، والرّجل مع الرّجلين متفرّقين، فقال لو جمعتهم على إمام واحد فأمر تميم الدّاري وأبي بن كعب أن يقوما النّاس على إمام واحد، فيكون عمر لم يحدث هذه البدعة لكنّه أحياها بعد أن تركت، نعم.
السائل : ...
الشيخ : أي صحيح، ثابت في الموطّأ بأصحّ إسناد.
الشيخ : وهو؟
السائل : ويقولون ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ).
الشيخ : نعم.
السائل : ويقولون إنّ عمر بن الخطّاب سنّ سنّة صلاة التّراويح، فكيف نردّ على هؤلاء؟
الشيخ : نعم، نقول صدقوا ( من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) لكن ( إيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة ) ولهذا قال الرّسول صلى الله عليه وسلم: ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة ) والمراد بقوله من سنّ سنّة حسنة أحد أمرين: إمّا أن يكون المعنى من ابتدر العمل بها كما يدلّ على ذلك سبب الحديث، وإمّا أنّ المعنى من أحياها بعد أن ماتت أعرفت؟ وليس المعنى أن ينشئ عبادة من جديد، هذا لا يمكن، لأنّ سبب هذا الحديث أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام حثّ على الصّدقة فأتى رجل من الأنصار بصرّة قد أثقلت يده ووضعها بين يدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) ولا يمكن أن تكون البدعة حسنة أبدا والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول كلّ بدعة ضلالة
أمّا بالنّسبة لفعل عمر فعمر ما ابتدع صلاة الجماعة في القيام أبدا، أوّل من سنّ الجماعة في قيام رمضان النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، صلّى بأصحابه ثلاث ليال ثمّ تخلّف في الرّابعة، وقال: ( إنّي خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) ثمّ تركت وهجرت في أيّام أبي بكر رضي الله عنه، في زمن عمر خرج ذات يوم ووجد النّاس يصلّون أوزاعا يصلّي الرّجل مع الرّجل، والرّجل مع الرّجلين متفرّقين، فقال لو جمعتهم على إمام واحد فأمر تميم الدّاري وأبي بن كعب أن يقوما النّاس على إمام واحد، فيكون عمر لم يحدث هذه البدعة لكنّه أحياها بعد أن تركت، نعم.
السائل : ...
الشيخ : أي صحيح، ثابت في الموطّأ بأصحّ إسناد.
ما حكم إلقاء الخطب على رأس كل سنة بما مضى في ذلك العام ليحاسب الإنسان نفسه ؟
الشيخ : تفضّل.
السائل : حفظكم الله، ما حكم من يذكّر أو يخطب رأس كلّ عام تذكير المسلمين بأن يتذكّروا فينظروا فيما عملوا في العام المنصرف؟
الشيخ : هاه؟
السائل : أن يتذكّروا ما عملوا في العام المنصرف.
الشيخ : لا بأس، يعني لو ذكّرهم في آخر العام بما حصل منهم من التّقصير أو غيره ليتوبوا إلى الله، ما فيه بأس، لكن هذا لا يتّخذها سنّة راتبة، نعم.
السائل : حفظكم الله، ما حكم من يذكّر أو يخطب رأس كلّ عام تذكير المسلمين بأن يتذكّروا فينظروا فيما عملوا في العام المنصرف؟
الشيخ : هاه؟
السائل : أن يتذكّروا ما عملوا في العام المنصرف.
الشيخ : لا بأس، يعني لو ذكّرهم في آخر العام بما حصل منهم من التّقصير أو غيره ليتوبوا إلى الله، ما فيه بأس، لكن هذا لا يتّخذها سنّة راتبة، نعم.
ما معنى قول عمر رضي الله عنه " نعمة البدعة هذه " ؟
السائل : أحسن الله إليك معنى قول عمر رضي الله عنه: " نعمت البدعة "؟
الشيخ : هذه
السائل : نعم وايش معناها
الشيخ : أي نعم، بدعة نسبيّة، يعني بالنّسبة أنّها تركت وهجرت ونسيت فلمّا أعادها من جديد صارت بدعة نسبيّة.
الشيخ : هذه
السائل : نعم وايش معناها
الشيخ : أي نعم، بدعة نسبيّة، يعني بالنّسبة أنّها تركت وهجرت ونسيت فلمّا أعادها من جديد صارت بدعة نسبيّة.
من أول من أحدث بدعة المولد النبوي .؟
السائل : شيخ أثابكم الله، من أوّل من أحدث
الشيخ : عندكم شيء أنتم؟ لا ...
السائل : شيخ أثابكم الله، من أوّل من أحدث هذه البدعة بدعة المولد؟ وما هي مسوّغاتهم؟ كيف جاءت؟
الشيخ : نعم، أوّل من أحدثها الفاطميّون في مصر في القرن الرّابع الهجري، في القرن السّابع أحدثها ملك إربل في العراق، ثمّ انتشرت في المسلمين، وسببها كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصّراط المستقيم قال سببها إمّا محبّة للرّسول عليه الصّلاة والسّلام فظنّوا أنّ هذا من مقتضى المحبّة، وإمّا مضاهاة للنّصارى لأنّ النّصارى يقيمون عيدا لمولد المسيح عليه الصّلاة والسّلام، وأيّا كان السّبب فكلّ بدعة ضلالة، نعم.
الشيخ : عندكم شيء أنتم؟ لا ...
السائل : شيخ أثابكم الله، من أوّل من أحدث هذه البدعة بدعة المولد؟ وما هي مسوّغاتهم؟ كيف جاءت؟
الشيخ : نعم، أوّل من أحدثها الفاطميّون في مصر في القرن الرّابع الهجري، في القرن السّابع أحدثها ملك إربل في العراق، ثمّ انتشرت في المسلمين، وسببها كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصّراط المستقيم قال سببها إمّا محبّة للرّسول عليه الصّلاة والسّلام فظنّوا أنّ هذا من مقتضى المحبّة، وإمّا مضاهاة للنّصارى لأنّ النّصارى يقيمون عيدا لمولد المسيح عليه الصّلاة والسّلام، وأيّا كان السّبب فكلّ بدعة ضلالة، نعم.
هل يجوز للموصي أن يوصي بوصية خاصة لشخص معين يذكره بالله مثلاً ؟
السائل : يا شيخ أثابكم الله بالنّسبة إذا أراد الإنسان أن يوصي لكلّ شخص ..
الشيخ : ارفع صوتك.
السائل : إذا أراد الإنسان أن يوصي لكلّ شخص بعينه، مثلا يوصي خاله بتقوى الله عزّ وجلّ والأمور اللي كان يقع فيها الخطأ ... بعد وفاته توزع على كلّ شخص أو لخاله ولأصدقائه؟
الشيخ : كيف؟
السائل : إذا أراد الإنسان أن يجعل في وصيّته وصية خاصة ورقة خاصّة لكلّ شخص مثلا لوالدته وصيّة بما يجب عليها يذكّرها حتى بعد وفاته ..
الشيخ : الوصيّة التي أرادها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في قوله: ( ما حقّ امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلاّ ووصيّته مكتوبة عنده ) هي ما يتعلّق بالمال، أمّا ما يتعلّق بتوجيه النّاس إلى الخير فهذه تكتب في منشورات ومؤلّفات وتوزّع في حياة الإنسان وبعد مماته. نعم
الشيخ : ارفع صوتك.
السائل : إذا أراد الإنسان أن يوصي لكلّ شخص بعينه، مثلا يوصي خاله بتقوى الله عزّ وجلّ والأمور اللي كان يقع فيها الخطأ ... بعد وفاته توزع على كلّ شخص أو لخاله ولأصدقائه؟
الشيخ : كيف؟
السائل : إذا أراد الإنسان أن يجعل في وصيّته وصية خاصة ورقة خاصّة لكلّ شخص مثلا لوالدته وصيّة بما يجب عليها يذكّرها حتى بعد وفاته ..
الشيخ : الوصيّة التي أرادها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في قوله: ( ما حقّ امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلاّ ووصيّته مكتوبة عنده ) هي ما يتعلّق بالمال، أمّا ما يتعلّق بتوجيه النّاس إلى الخير فهذه تكتب في منشورات ومؤلّفات وتوزّع في حياة الإنسان وبعد مماته. نعم
ما هي السنة المتروكة بسبب المولد ؟
السائل : فضيلة الشيخ أثابكم الله، ذكرت أنّه ما أحدثت بدعة إلاّ وترك من السّنّة مثلها كما قال السّلف.
الشيخ : نعم.
السائل : نعم فما هي السّنّة المتروكة بسبب ابتداع بدعة المولد؟
الشيخ : نعم، السّنّة المتروكة هي تركها، ترك هذه البدعة، لأنّ السّنّة تكون بالتّرك وتكون بالفعل، فترك الرّسول عليه الصّلاة والسّلام الشّيء مع وجود سببه يكون سنّة أفهمت؟ إذا ترك الرّسول صلّى الله عليه وسلّم شيئا مع وجود سببه فلم يفعله فتركه سنّة فهنا نقول أنتم الآن أحدثتم بدعة وتركتم سنّة، والسّنّة هنا ترك هذه البدعة، على اليسار نعم؟
السائل : بعض طلبة العلم الشّرعيّ في المملكة العربيّة السّعوديّة يجيزون هذه البدعة يا شيخ فيغترّ النّاس بهم ولمّا تقول للنّاس أو للطّلبة الذي يحضرون لهذا الشّيخ أنّ هذه بدعة، يقولون هم نحن نأخذ الحقّ من الشّيخ أمّا الباطل فنردّه، ويستدلّون بقصّة أبي هريرة فهم ...
الشيخ : وهي وهي؟
السائل : قصّة أبي هريرة مع الشّيطان
الشيخ : نعم.
السائل : نعم فما هي السّنّة المتروكة بسبب ابتداع بدعة المولد؟
الشيخ : نعم، السّنّة المتروكة هي تركها، ترك هذه البدعة، لأنّ السّنّة تكون بالتّرك وتكون بالفعل، فترك الرّسول عليه الصّلاة والسّلام الشّيء مع وجود سببه يكون سنّة أفهمت؟ إذا ترك الرّسول صلّى الله عليه وسلّم شيئا مع وجود سببه فلم يفعله فتركه سنّة فهنا نقول أنتم الآن أحدثتم بدعة وتركتم سنّة، والسّنّة هنا ترك هذه البدعة، على اليسار نعم؟
السائل : بعض طلبة العلم الشّرعيّ في المملكة العربيّة السّعوديّة يجيزون هذه البدعة يا شيخ فيغترّ النّاس بهم ولمّا تقول للنّاس أو للطّلبة الذي يحضرون لهذا الشّيخ أنّ هذه بدعة، يقولون هم نحن نأخذ الحقّ من الشّيخ أمّا الباطل فنردّه، ويستدلّون بقصّة أبي هريرة فهم ...
الشيخ : وهي وهي؟
السائل : قصّة أبي هريرة مع الشّيطان
اضيفت في - 2005-08-27