سلسلة لقاء الباب المفتوح-215a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير الآيات ( 10 - 12 ) من سورة الحديد .
الشيخ : أمّا بعد :
فهذا هو اللّقاء الخامس عشر بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح التي تتمّ كلّ يوم خميس، وهذا الخميس هو العشرون من شهر جمادى الثانية عام عشرين وأربعمئة وألف نبتدئ هذا اللّقاء بما ييسّر الله عزّ وجلّ ممّا وقفنا عليه في تفسير القرآن الكريم الذي أدعو فيه جميع المسلمين إلى أن يتدبّروا كلام الله عزّ وجلّ لأنّه لا يمكن العمل بالقرآن إلاّ إذا فهم معناه، انتهينا إلى قوله تعالى: (( وما لكم ألاّ تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السّماوات والأرض )) يعني أيّ شيء يمنعكم من الإنفاق في سبيل الله عزّ وجلّ والمال ليس بباق لكم فإنّكم سوف تخلّفونه ولهذا قال: (( ولله ميراث السّماوات والأرض )) وقد قال بعض أهل العلم إنّ الشّحّ بإنفاق المال سفه في العقل، لأنّ هذا المال إمّا أن يفنى في حياتك فتعدمه وإمّا أن يبقى بعد موتك فيرثه أهل الخير فينفقونه ويكون أجر الإنفاق لهم، أو يرثه أهل شرّ فيستعينون به على معصية الله فأنت خاسر على كلّ حال، وهنا يقول عزّ وجلّ: (( وما لكم ألاّ تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السّماوات والأرض )) فإنّه لن يبقى هذا المال لكم بل سيورث وترجع الأمور كلّها إلى الله تبارك وتعالى
(( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا )) أي لا يكونون سواء الذي أنفق من قبل الفتح والمراد بالفتح هنا صلح الحديبية الذي جرى بين النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وبين قريش، وذلك في ذي القعدة من عام ستّ من الهجرة من عام ستّة من الهجرة، وسمّي فتحا لأنّه صار فيه توسيع للمسلمين وتوسيع أيضا للمشركين اختلط النّاس بعضهم ببعض وأمن النّاس بعضهم من بعض حتى يسّر الله عزّ وجلّ أن نقضت قريش العهد فكان من بعد ذلك الفتح الأعظم فتح مكّة في السّنة الثامنة من الهجرة في رمضان
قال الله عزّ وجلّ: (( أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا )) وذلك لأنّ الأوّلين أنفقوا وقاتلوا وسبقوا إلى الإسلام وكان الإسلام في حاجة لهم ولإنفاقهم فكانوا أفضل ممّن أنفق من بعد وقاتل، والله سبحانه وتعالى يجزي بالعدل بين عباده ولكن لمّا كان تفضيل السّابقين قد يفهم منه ألاّ فضل لللاّحقين قال: (( وكلاّ وعد الله الحسنى )) كلاّ من؟ الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا والذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وعدهم الله الحسنى يعني الجنّة (( والله بما تعملون خبير )) أي عليم ببواطن أموركم كظواهرها لا يخفى عليه شيء وإذا كان عالما بها فسوف يجازي الله جلّ وعلا كلّ عامل بما عمل، قال الله تعالى: (( فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره )) المراد بالفتح هنا يا أخ؟ نعم؟
الطالب : صلح الحديبية.
الشيخ : صلح الحديبية، والمراد بالحسنى؟
الطالب : الجنّة.
الشيخ : الجنّة، إذن كلّ الصّحابة وعدهم الله تعالى الجنّة فنحن نشهد لكلّ الصّحابة أنّهم في الجنّة لكن لا نشهد لأحد بعينه إلاّ من شهد له الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم
ثمّ قال عزّ وجلّ حاثّا ومرغّبا على الإنفاق في سبيله فقال: (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له )) أي أين الذين يقرضون الله قرضا حسنا أي ينفقون فيما أمرهم بالإنفاق فيه وأشار الله في هذا إلى شيئين: الإخلاص والمتابعة، الإخلاص في قوله: (( من ذا الذي يقرض الله )) يعني لا يريد سوى الله عزّ وجلّ، والمتابعة في قوله: (( حسنا )) لأنّ العمل الحسن ما كان موافقا للشّريعة الإسلاميّة وهذان أعني الإخلاص والمتابعة هما شرطان لكلّ عمل، أن يكون مخلصا لله وأن يكون متابعا فيه رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، وصف الله تعالى الإنفاق في سبيله بالقرض تشبيها بالقرض الذي يقرضه الإنسان غيره لأنّك إذا أقرضت غيرك فإنّك واثق من أنّه سيردّه عليك، هكذا أيضا العمل الصّالح سيردّ على الإنسان يلا شكّ
ولهذا قال: (( فيضاعفه له وله أجر كريم )) المضاعفة هنا يعني الزّيادة وقد بيّن الله تبارك وتعالى قدرها في سورة البقرة فقال: (( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبّة والله يضاعف لمن يشاء )) فأنت إذا أنفقت درهما فهو؟ أعني جزاءه كم؟ سبعمائة درهم، ثوابا من عند الله عزّ وجلّ، والله تعالى فضله أكثر من عدله وأوسع ورحمته سبقت غضبه إذن يضاعفه له إلى كم؟ إلى سبعمائة، بل إلى أكثر كما جاء في الحديث إلى أضعاف كثيرة
(( وله أجر كريم )) أي حسن واسع، وذلك فيما يجده في الجنّة، ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
ثمّ قال عزّ وجلّ: (( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات )) يعني اذكر للأمّة يوم ترى أيّها الإنسان المؤمنين والمؤمنات يوم القيامة (( يسعى نورهم بين أيديهم )) أي أمامهم (( وبأيمانهم )) يكون من الأمام ومن اليمين، أمّا من الإمام فلأجل أن يقتدي الإنسان به لأنّ النور إذا كان أمام الإنسان تبعه، وأمّا عن اليمين فتكريما لليمين، يكون بين أيديهم وبأيمانهم
وقوله: (( يسعى نورهم )) يفيد أنّ هذا النور على حسب الإيمان، لأنّ الحكم إذا علّق بوصف كان قويّا بقوّة ذلك الوصف وضعيفا بضعفه، إذن نورهم على حسب إيمانهم الذّكر والأنثى، (( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ))، الأخ لماذا خصّ بين الأيدي والأيمان؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم أحسنت
(( بشراكم اليوم جنّات )) تقوله الملائكة لهم بشراكم أي ما تبشّرون به، (( اليوم )) يعني يوم القيامة (( جنّات تجري من تحتها الأنهار )) وهذه الجنّات فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين، فيها ما يشاءون كما قال الله عزّ وجلّ: (( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد )) وجمعها لأنّها جنّات متعدّدة متنوّعة، درجات مختلفة، حسب قوّة الإيمان والعمل
وقوله: (( تجري من تحتها الأنهار )) أي تسيل، والأنهار جمع نهر، وبيّن الله تبارك وتعالى في سورة القتال أنّها أربعة أنواع: (( أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه وأنهار من خمر لذّة للشّاربين وأنهار من عسل مصفّى )) وهذه الأنهار لا تحتاج إلى حفر ساقية ولا إلى جدولة، تسير على سطح الأرض، حيث شاء أهلها قال ابن القيّم رحمه الله:
" أنهارها من غير أخدود جرت *** سبحان ممسكها عن الفيضان " لا تذهب يمينا ولا شمالا إلاّ حيث أراد أهلها، وأشار في قوله: (( من تحتها )) إلى علوّ قصورها وأشجارها، يعني هذه الأنهار تكون من تحت هذه القصور العالية والأشجار الرّفيعة (( خالدين فيها )) أي ماكثين فيها، وقد جاءت آيات متعدّدة بأنّ هذا المكث دائم ليس فيه زوال ولا انقطاع ولا تغيّر
(( ذلك هو الفوز العظيم )) ذلك: المشار إليه ما وعدهم الله به، الجنّات التي تجري من تحتها الأنهار (( هو الفوز العظيم )) هو: يسمّيه العلماء ضمير فصل وهو مفيد للتّوكيد والاختصاص، أي هذا الذي ذكر هو الفوز العظيم، لأنّه لا فوز مثله كما أنّه لا فوز أعظم منه، نسأل الله أن يجعلنا وإيّاكم من أهله إنّه على كلّ شيء قدير، الآن إلى الأسئلة، نبدأ باليمين.
فهذا هو اللّقاء الخامس عشر بعد المائتين من لقاءات الباب المفتوح التي تتمّ كلّ يوم خميس، وهذا الخميس هو العشرون من شهر جمادى الثانية عام عشرين وأربعمئة وألف نبتدئ هذا اللّقاء بما ييسّر الله عزّ وجلّ ممّا وقفنا عليه في تفسير القرآن الكريم الذي أدعو فيه جميع المسلمين إلى أن يتدبّروا كلام الله عزّ وجلّ لأنّه لا يمكن العمل بالقرآن إلاّ إذا فهم معناه، انتهينا إلى قوله تعالى: (( وما لكم ألاّ تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السّماوات والأرض )) يعني أيّ شيء يمنعكم من الإنفاق في سبيل الله عزّ وجلّ والمال ليس بباق لكم فإنّكم سوف تخلّفونه ولهذا قال: (( ولله ميراث السّماوات والأرض )) وقد قال بعض أهل العلم إنّ الشّحّ بإنفاق المال سفه في العقل، لأنّ هذا المال إمّا أن يفنى في حياتك فتعدمه وإمّا أن يبقى بعد موتك فيرثه أهل الخير فينفقونه ويكون أجر الإنفاق لهم، أو يرثه أهل شرّ فيستعينون به على معصية الله فأنت خاسر على كلّ حال، وهنا يقول عزّ وجلّ: (( وما لكم ألاّ تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السّماوات والأرض )) فإنّه لن يبقى هذا المال لكم بل سيورث وترجع الأمور كلّها إلى الله تبارك وتعالى
(( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا )) أي لا يكونون سواء الذي أنفق من قبل الفتح والمراد بالفتح هنا صلح الحديبية الذي جرى بين النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وبين قريش، وذلك في ذي القعدة من عام ستّ من الهجرة من عام ستّة من الهجرة، وسمّي فتحا لأنّه صار فيه توسيع للمسلمين وتوسيع أيضا للمشركين اختلط النّاس بعضهم ببعض وأمن النّاس بعضهم من بعض حتى يسّر الله عزّ وجلّ أن نقضت قريش العهد فكان من بعد ذلك الفتح الأعظم فتح مكّة في السّنة الثامنة من الهجرة في رمضان
قال الله عزّ وجلّ: (( أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا )) وذلك لأنّ الأوّلين أنفقوا وقاتلوا وسبقوا إلى الإسلام وكان الإسلام في حاجة لهم ولإنفاقهم فكانوا أفضل ممّن أنفق من بعد وقاتل، والله سبحانه وتعالى يجزي بالعدل بين عباده ولكن لمّا كان تفضيل السّابقين قد يفهم منه ألاّ فضل لللاّحقين قال: (( وكلاّ وعد الله الحسنى )) كلاّ من؟ الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا والذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وعدهم الله الحسنى يعني الجنّة (( والله بما تعملون خبير )) أي عليم ببواطن أموركم كظواهرها لا يخفى عليه شيء وإذا كان عالما بها فسوف يجازي الله جلّ وعلا كلّ عامل بما عمل، قال الله تعالى: (( فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره )) المراد بالفتح هنا يا أخ؟ نعم؟
الطالب : صلح الحديبية.
الشيخ : صلح الحديبية، والمراد بالحسنى؟
الطالب : الجنّة.
الشيخ : الجنّة، إذن كلّ الصّحابة وعدهم الله تعالى الجنّة فنحن نشهد لكلّ الصّحابة أنّهم في الجنّة لكن لا نشهد لأحد بعينه إلاّ من شهد له الرّسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم
ثمّ قال عزّ وجلّ حاثّا ومرغّبا على الإنفاق في سبيله فقال: (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له )) أي أين الذين يقرضون الله قرضا حسنا أي ينفقون فيما أمرهم بالإنفاق فيه وأشار الله في هذا إلى شيئين: الإخلاص والمتابعة، الإخلاص في قوله: (( من ذا الذي يقرض الله )) يعني لا يريد سوى الله عزّ وجلّ، والمتابعة في قوله: (( حسنا )) لأنّ العمل الحسن ما كان موافقا للشّريعة الإسلاميّة وهذان أعني الإخلاص والمتابعة هما شرطان لكلّ عمل، أن يكون مخلصا لله وأن يكون متابعا فيه رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، وصف الله تعالى الإنفاق في سبيله بالقرض تشبيها بالقرض الذي يقرضه الإنسان غيره لأنّك إذا أقرضت غيرك فإنّك واثق من أنّه سيردّه عليك، هكذا أيضا العمل الصّالح سيردّ على الإنسان يلا شكّ
ولهذا قال: (( فيضاعفه له وله أجر كريم )) المضاعفة هنا يعني الزّيادة وقد بيّن الله تبارك وتعالى قدرها في سورة البقرة فقال: (( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبّة والله يضاعف لمن يشاء )) فأنت إذا أنفقت درهما فهو؟ أعني جزاءه كم؟ سبعمائة درهم، ثوابا من عند الله عزّ وجلّ، والله تعالى فضله أكثر من عدله وأوسع ورحمته سبقت غضبه إذن يضاعفه له إلى كم؟ إلى سبعمائة، بل إلى أكثر كما جاء في الحديث إلى أضعاف كثيرة
(( وله أجر كريم )) أي حسن واسع، وذلك فيما يجده في الجنّة، ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
ثمّ قال عزّ وجلّ: (( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات )) يعني اذكر للأمّة يوم ترى أيّها الإنسان المؤمنين والمؤمنات يوم القيامة (( يسعى نورهم بين أيديهم )) أي أمامهم (( وبأيمانهم )) يكون من الأمام ومن اليمين، أمّا من الإمام فلأجل أن يقتدي الإنسان به لأنّ النور إذا كان أمام الإنسان تبعه، وأمّا عن اليمين فتكريما لليمين، يكون بين أيديهم وبأيمانهم
وقوله: (( يسعى نورهم )) يفيد أنّ هذا النور على حسب الإيمان، لأنّ الحكم إذا علّق بوصف كان قويّا بقوّة ذلك الوصف وضعيفا بضعفه، إذن نورهم على حسب إيمانهم الذّكر والأنثى، (( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ))، الأخ لماذا خصّ بين الأيدي والأيمان؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم أحسنت
(( بشراكم اليوم جنّات )) تقوله الملائكة لهم بشراكم أي ما تبشّرون به، (( اليوم )) يعني يوم القيامة (( جنّات تجري من تحتها الأنهار )) وهذه الجنّات فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين، فيها ما يشاءون كما قال الله عزّ وجلّ: (( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد )) وجمعها لأنّها جنّات متعدّدة متنوّعة، درجات مختلفة، حسب قوّة الإيمان والعمل
وقوله: (( تجري من تحتها الأنهار )) أي تسيل، والأنهار جمع نهر، وبيّن الله تبارك وتعالى في سورة القتال أنّها أربعة أنواع: (( أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه وأنهار من خمر لذّة للشّاربين وأنهار من عسل مصفّى )) وهذه الأنهار لا تحتاج إلى حفر ساقية ولا إلى جدولة، تسير على سطح الأرض، حيث شاء أهلها قال ابن القيّم رحمه الله:
" أنهارها من غير أخدود جرت *** سبحان ممسكها عن الفيضان " لا تذهب يمينا ولا شمالا إلاّ حيث أراد أهلها، وأشار في قوله: (( من تحتها )) إلى علوّ قصورها وأشجارها، يعني هذه الأنهار تكون من تحت هذه القصور العالية والأشجار الرّفيعة (( خالدين فيها )) أي ماكثين فيها، وقد جاءت آيات متعدّدة بأنّ هذا المكث دائم ليس فيه زوال ولا انقطاع ولا تغيّر
(( ذلك هو الفوز العظيم )) ذلك: المشار إليه ما وعدهم الله به، الجنّات التي تجري من تحتها الأنهار (( هو الفوز العظيم )) هو: يسمّيه العلماء ضمير فصل وهو مفيد للتّوكيد والاختصاص، أي هذا الذي ذكر هو الفوز العظيم، لأنّه لا فوز مثله كما أنّه لا فوز أعظم منه، نسأل الله أن يجعلنا وإيّاكم من أهله إنّه على كلّ شيء قدير، الآن إلى الأسئلة، نبدأ باليمين.
هل الأفضل في المصافة للصلاة اليمين مطلقاً من الصف أم اليسار إذا كان أقرب .؟
السائل : يا شيخ بالنّسبة إذا حضر الواحد إلى المسجد هل الأفضل في الرّوضة أن يكون على يسار أو ... في آخر الصّفّ؟
الشيخ : ما فهمت.
السائل : أقول إذا حضر الصّلاة هل الأفضل أن يجي آخر الصّف من اليمين أو في الرّوضة عن اليسار؟
الشيخ : نعم، أوّلا كلمة الرّوضة هذه ما لها أصل ما لها أصل، يعني قول العوامّ إنّ الرّوضة ما كان خلف الإمام أو عن يمينه أو شماله قريبا منه هذه لا أصل لها، هي الصّفّ الأوّل، سؤال الأخ يقول هل الأفضل الأيمن مطلقا أي من الصّفّ أو نقول إذا بعد فاليسار أفضل منه إذا كان أقرب؟ الجواب: اليسار أفضل إذا كان أقرب إلى الإمام، دليل ذلك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لم يقل أتمّوا الأيمن فالأيمن كما قال ( أتموّا الأوّل فالأوّل ) ولذلك نقول في الأوّل والثاني، الأوّل أفضل من الثاني وإن كان الثاني خلف الإمام والأوّل في أطرف الصّفّ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أمر أن نكمّل الأوّل فالأوّل، أمّا اليمين فلم يقل أتموّا الأيمن فالأيمن، ولو كان الأيمن أفضل مطلقا لقال إيش؟ أتمّوا الأيمن فالأيمن، وعلى هذا فنقول إذا تقارب اليمين والشّمال فاليمين أفضل، إذا تساوى اليمين والشّمال فاليمين أفضل، أمّا مع البعد فاليسار أفضل، وذلك لدنوّه من الإمام والدّنوّ من الإمام معتبر شرعا، ويدلّ لهذا أيضا أنّ المسلمين كانوا في أوّل الأمر إذا كانوا ثلاثة يصفّون صفّا واحدا ويكون أحدهما عن يمين الإمام والثاني عن يساره، ثمّ نسخ هذا إلى أن يتقدّم الإمام إذا كانوا ثلاثة فدلّ هذا على أنّه إذا تساوى اليمين والشّمال فاليمين أفضل، وإلاّ فاليسار أفضل، لو كان اليمين أفضل مطلقا لكان الثّلاثة كيف يكون وقوفهم؟
الطالب : عن اليمين.
الشيخ : يكون الاثنان عن يمين الإمام، وهذه مسألة يعني تخفى على كثير من طلاّب العلم فضلا عن العوام، في بعض المساجد تجد الصّفّ الأيمن يكاد يتمّ والأيسر ما فيه واحد وإلاّ اثنين وهذا غلط، هذا إذا قلنا بأنّ قوله وسّط الإمام ضعيف، أمّا إذا قلنا بأنه حسن فهو فيصل لا يتنازع فيه اثنان فهمت الآن وإلاّ لا؟ صار الأيمن أفضل إذا تساوى الأيمن واليسار أو تقاربا كفرق رجل أو رجلان، أمّا إذا كان الفرق بيّنا فاليسار أفضل، نعم.
الشيخ : ما فهمت.
السائل : أقول إذا حضر الصّلاة هل الأفضل أن يجي آخر الصّف من اليمين أو في الرّوضة عن اليسار؟
الشيخ : نعم، أوّلا كلمة الرّوضة هذه ما لها أصل ما لها أصل، يعني قول العوامّ إنّ الرّوضة ما كان خلف الإمام أو عن يمينه أو شماله قريبا منه هذه لا أصل لها، هي الصّفّ الأوّل، سؤال الأخ يقول هل الأفضل الأيمن مطلقا أي من الصّفّ أو نقول إذا بعد فاليسار أفضل منه إذا كان أقرب؟ الجواب: اليسار أفضل إذا كان أقرب إلى الإمام، دليل ذلك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لم يقل أتمّوا الأيمن فالأيمن كما قال ( أتموّا الأوّل فالأوّل ) ولذلك نقول في الأوّل والثاني، الأوّل أفضل من الثاني وإن كان الثاني خلف الإمام والأوّل في أطرف الصّفّ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أمر أن نكمّل الأوّل فالأوّل، أمّا اليمين فلم يقل أتموّا الأيمن فالأيمن، ولو كان الأيمن أفضل مطلقا لقال إيش؟ أتمّوا الأيمن فالأيمن، وعلى هذا فنقول إذا تقارب اليمين والشّمال فاليمين أفضل، إذا تساوى اليمين والشّمال فاليمين أفضل، أمّا مع البعد فاليسار أفضل، وذلك لدنوّه من الإمام والدّنوّ من الإمام معتبر شرعا، ويدلّ لهذا أيضا أنّ المسلمين كانوا في أوّل الأمر إذا كانوا ثلاثة يصفّون صفّا واحدا ويكون أحدهما عن يمين الإمام والثاني عن يساره، ثمّ نسخ هذا إلى أن يتقدّم الإمام إذا كانوا ثلاثة فدلّ هذا على أنّه إذا تساوى اليمين والشّمال فاليمين أفضل، وإلاّ فاليسار أفضل، لو كان اليمين أفضل مطلقا لكان الثّلاثة كيف يكون وقوفهم؟
الطالب : عن اليمين.
الشيخ : يكون الاثنان عن يمين الإمام، وهذه مسألة يعني تخفى على كثير من طلاّب العلم فضلا عن العوام، في بعض المساجد تجد الصّفّ الأيمن يكاد يتمّ والأيسر ما فيه واحد وإلاّ اثنين وهذا غلط، هذا إذا قلنا بأنّ قوله وسّط الإمام ضعيف، أمّا إذا قلنا بأنه حسن فهو فيصل لا يتنازع فيه اثنان فهمت الآن وإلاّ لا؟ صار الأيمن أفضل إذا تساوى الأيمن واليسار أو تقاربا كفرق رجل أو رجلان، أمّا إذا كان الفرق بيّنا فاليسار أفضل، نعم.
بعض أصحاب المغاسل يقولون إذا مضى على الملابس أكثر من شهرين فإنهم غير مسئولين عنها هل لهم أن يأخذوها بعد هذا الأجل المضروب.؟
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ مغسلة ملابس فيها ملابس مضى عليها أكثر من شهرين ولا يعرف أصحابها مع أنّه من ضمن الشّروط في الفاتورة أنّ المغسلة غير مسؤولة عن الملابس التي يتركها أصحابها أكثر من شهرين، السّؤال: هل لصاحب المغسلة أخذها إمّا للاستعمال أو البيع أو التّصدّق بها وإذا أخذها وطالب بها صاحبها بعد أن تصرّف فيها فهل يلزم ردّ ثمنها أم لا؟
الشيخ : نعم، إذا كان مشروطا على صاحب الثّياب أنّه إن تأخّر لمدّة شهرين فلا حقّ له فهو الذي تأخر وإذا تمّت الشّهران، إمّا أن يتصدّق بها صاحب المغسلة إن وجد من يقبلها ويلبسها أو يبيعها ويتصدّق بثمنها لكن أرى أن ينتظر بعد الشّهرين عشرة أيّام أو خمسة عشر يوما لأنّه ربّما يكون صاحبها قد أقبل ولكن تعطّلت سيّارته أو حصل له مرض فالأفضل أن ينتظر، نعم، يعني ينتظر عشرة أيّام أو خمسة عشر يوما ما هو دائما.
فضيلة الشّيخ مغسلة ملابس فيها ملابس مضى عليها أكثر من شهرين ولا يعرف أصحابها مع أنّه من ضمن الشّروط في الفاتورة أنّ المغسلة غير مسؤولة عن الملابس التي يتركها أصحابها أكثر من شهرين، السّؤال: هل لصاحب المغسلة أخذها إمّا للاستعمال أو البيع أو التّصدّق بها وإذا أخذها وطالب بها صاحبها بعد أن تصرّف فيها فهل يلزم ردّ ثمنها أم لا؟
الشيخ : نعم، إذا كان مشروطا على صاحب الثّياب أنّه إن تأخّر لمدّة شهرين فلا حقّ له فهو الذي تأخر وإذا تمّت الشّهران، إمّا أن يتصدّق بها صاحب المغسلة إن وجد من يقبلها ويلبسها أو يبيعها ويتصدّق بثمنها لكن أرى أن ينتظر بعد الشّهرين عشرة أيّام أو خمسة عشر يوما لأنّه ربّما يكون صاحبها قد أقبل ولكن تعطّلت سيّارته أو حصل له مرض فالأفضل أن ينتظر، نعم، يعني ينتظر عشرة أيّام أو خمسة عشر يوما ما هو دائما.
3 - بعض أصحاب المغاسل يقولون إذا مضى على الملابس أكثر من شهرين فإنهم غير مسئولين عنها هل لهم أن يأخذوها بعد هذا الأجل المضروب.؟ أستمع حفظ
ما حكم بيع وشراء الأقنعة التي على شكل صور تتخذ للعب وإخافة الآخرين .؟
السائل : فضيلة الشّيخ فيه الآن أقنعة على شكل صور ..
الشيخ : على شكل إيش؟
السائل : على شكل صور، أقنعة مخيفة تباع في المحلاّت.
الشيخ : نعم، نعم.
السائل : يشتريها النّاس ويلبسونها، هل فيها شيء؟
الشيخ : علشان إيش؟
السائل : يلبسونها عشان يخافون النّاس وكذا يخوفوهم وكذا يخوفونهم.
الشيخ : أرى أنّ هذه الأقنعة محرّمة، لا بيعها ولا شراؤها، ولا اقتناؤها ولا استعمالها، لأنّها مضيعة مال لا فائدة فيها إطلاقا، وكلّ شيء لا فائدة فيه فبذل المال فيه محرّم لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم نهى عن إضاعة المال
ثانيا أنّها مشوّهة مشوّهة ترعب الصّبيان وتخيفهم وتبقى هذه الصّورة المرعبة في مخيّلة الصّبيّ إلى أن يموت إلا أن يشاء الله فلا أرى جوازها، أرى منعها ولا يجوز للإنسان أن يشتريها، ولا أن يبيعها، ولا أن يقتنيها، ولا أن يستعملها، نعم.
الشيخ : على شكل إيش؟
السائل : على شكل صور، أقنعة مخيفة تباع في المحلاّت.
الشيخ : نعم، نعم.
السائل : يشتريها النّاس ويلبسونها، هل فيها شيء؟
الشيخ : علشان إيش؟
السائل : يلبسونها عشان يخافون النّاس وكذا يخوفوهم وكذا يخوفونهم.
الشيخ : أرى أنّ هذه الأقنعة محرّمة، لا بيعها ولا شراؤها، ولا اقتناؤها ولا استعمالها، لأنّها مضيعة مال لا فائدة فيها إطلاقا، وكلّ شيء لا فائدة فيه فبذل المال فيه محرّم لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم نهى عن إضاعة المال
ثانيا أنّها مشوّهة مشوّهة ترعب الصّبيان وتخيفهم وتبقى هذه الصّورة المرعبة في مخيّلة الصّبيّ إلى أن يموت إلا أن يشاء الله فلا أرى جوازها، أرى منعها ولا يجوز للإنسان أن يشتريها، ولا أن يبيعها، ولا أن يقتنيها، ولا أن يستعملها، نعم.
ما حكم الهجرة من بلاد المسلمين إلى بلاد الكفر ؟
السائل : فضيلة الشيخ هل ورد دليل ..
الشيخ : ... من الضيوف لا ضيف لا بأس أنت لا هذا من الطلاب هذا من الطلاب
السائل : ضيف أنا ضيف
الشيخ : نعم
السائل : أحسن الله اليكم ما حكم الهجرة من بلد من بلاد المسلمين إلى دولة غربيّة أو كافرة؟
الشيخ : إلى إيش؟
السائل : إلى دولة كافرة.
الشيخ : نعم، الهجرة بارك الله فيك الانتقال من بلد الشّرك إلى بلد الإسلام وليس من بلد الإسلام إلى بلد الشّرك، اللهمّ إلاّ أن يضطهد الإنسان في بلد الإسلام ويمنع من إقامة شعائر دينه ويكون في بلد الكفر يستطيع أن يقيم شعائر الدّين وأن يدعو إلى الله عزّ وجلّ فهنا انتقاله خير من بقائه إلاّ إذا كان انتقاله يسبّب ضررا على الآخرين الملتزمين لأنّنا لو قلنا ارتحلوا من هذه البلاد التي يضطهد فيها الملتزم ثمّ رحلوا واحدا واحدا بقيت البلاد على المفسدين، ففي هذه الحالة نقول اصبر ابق في بلدك وتساعد مع إخوانك في إصلاح الأمور بالتي هي أحسن.
السائل : ...
الشيخ : حتى هذه أنا أرى ما دام بقاؤه فيه مصلحة للموجودين يعني الإخوة الثانين الملتزمين فليبق وإن شاء الله يفرّج الله له، يسار.
الشيخ : ... من الضيوف لا ضيف لا بأس أنت لا هذا من الطلاب هذا من الطلاب
السائل : ضيف أنا ضيف
الشيخ : نعم
السائل : أحسن الله اليكم ما حكم الهجرة من بلد من بلاد المسلمين إلى دولة غربيّة أو كافرة؟
الشيخ : إلى إيش؟
السائل : إلى دولة كافرة.
الشيخ : نعم، الهجرة بارك الله فيك الانتقال من بلد الشّرك إلى بلد الإسلام وليس من بلد الإسلام إلى بلد الشّرك، اللهمّ إلاّ أن يضطهد الإنسان في بلد الإسلام ويمنع من إقامة شعائر دينه ويكون في بلد الكفر يستطيع أن يقيم شعائر الدّين وأن يدعو إلى الله عزّ وجلّ فهنا انتقاله خير من بقائه إلاّ إذا كان انتقاله يسبّب ضررا على الآخرين الملتزمين لأنّنا لو قلنا ارتحلوا من هذه البلاد التي يضطهد فيها الملتزم ثمّ رحلوا واحدا واحدا بقيت البلاد على المفسدين، ففي هذه الحالة نقول اصبر ابق في بلدك وتساعد مع إخوانك في إصلاح الأمور بالتي هي أحسن.
السائل : ...
الشيخ : حتى هذه أنا أرى ما دام بقاؤه فيه مصلحة للموجودين يعني الإخوة الثانين الملتزمين فليبق وإن شاء الله يفرّج الله له، يسار.
هل ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع يديه بعد الرفع من الركوع على صدره.؟
السائل : فضيلة الشّيخ هل ورد دليل ثابت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أنّه وضع يده اليمنى على اليسرى بعد القيام من الرّكوع؟
الشيخ : نعم، روى البخاريّ رحمه الله عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ( كان النّاس يؤمرون أن يضع الرّجل يده اليمنى أو كفه اليمنى على ذراعه اليسرى في الصّلاة ) هكذا جاء في البخاري، سمعت؟
السائل : نعم.
الشيخ : في الصّلاة في كلّ الصّلاة يستثنى من هذا السّجود، علّل ليش؟ لأنّ اليدين؟
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : على الأرض.
الشيخ : على الأرض، ويستثنى من هذا الجلوس لأنّ اليدين؟
السائل : على الفخذين.
الشيخ : على الفخذين، ويستثنى من هذا الرّكوع لأنّ اليدين وش بقي؟ القيام قبل الرّكوع وبعده، هذا الدّليل، واضح؟
السائل : نعم.
الشيخ : الحمد لله.
الشيخ : نعم، روى البخاريّ رحمه الله عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ( كان النّاس يؤمرون أن يضع الرّجل يده اليمنى أو كفه اليمنى على ذراعه اليسرى في الصّلاة ) هكذا جاء في البخاري، سمعت؟
السائل : نعم.
الشيخ : في الصّلاة في كلّ الصّلاة يستثنى من هذا السّجود، علّل ليش؟ لأنّ اليدين؟
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : على الأرض.
الشيخ : على الأرض، ويستثنى من هذا الجلوس لأنّ اليدين؟
السائل : على الفخذين.
الشيخ : على الفخذين، ويستثنى من هذا الرّكوع لأنّ اليدين وش بقي؟ القيام قبل الرّكوع وبعده، هذا الدّليل، واضح؟
السائل : نعم.
الشيخ : الحمد لله.
اضيفت في - 2005-08-27