سلسلة لقاء الباب المفتوح-233a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
سلسلة لقاء الباب المفتوح
تفسير الآية ( 7 ) من سورة المجادلة .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث والثلاثون بعد المئتين، من لقاءات الباب المفتوح، التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الثاني والعشرون من شهر محرم عام واحد وعشرين وأربعمائة وألف.
نفتتح هذا اللقاء بما جرت به العادة من تفسير آيات من كتاب الله عز وجل:
قال الله تعالى: (( ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا )):
(( ألم تر )) يعني: ألم تعلم، والمراد بذلك كل من يتوجه إليه الخطاب، فكل واحد يعلم هذا إلا مَن أعمى الله بصيرته، والهمزة هنا للتقرير، وهكذا كلما وجدت همزة الاستفهام داخلة على: " لم " فهي للتقرير، مثاله: (( ألم نشرح لك صدرك )) المعنى: قد شرحنا لك صدرك، (( ألم تر أن الله )) المعنى: قد رأيت أن الله.
(( يعلم ما في السماوات وما في الأرض )) من صغير وكبير، يعلم ذلك قبل وقوعه عز وجل، ويعلم ذلك بعد وقوعه، فلا يضل الله ولا ينسى سبحانه وتعالى.
واعلم أيها الأخ المسلم أن الله تعالى قد علم كل شيء جملة وتفصيلا قبل أن يكون، علم متى يكون وأين يكون وكيف يكون.
ثم كتب في اللوح المحفوظ -وهو لوح عظيم واسع- كتب فيه مقادير كل شيء إلى قيام الساعة -انتبه يا أخي إلى الإيمان بالقدر- ( لما خلق الله القلم قال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة، فما كتب على الإنسان فلا يخطئه وما لم يكتب عليه لم يصبه جفت الأقلام وطويت الصحف، إذا آمنت بهذا اطمأننت واستقررت ولم تندم على فائت ولا تحزن على مستقبل، لأن الإنسان إذا آمن بالقدر اطمأن ولا حياة سعيدة إلا بالإيمان بالقدر، لو أن إنساناً سافر وأصابه حادثة وكان مؤمناً تمام الإيمان بالقدر ماذا يصنع؟
يقول: هذا قدر الله فيرضى ويسلم، ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون فيطمئن وينشرح صدره، إذا أصيب بمرض يعلم أن هذا مكتوب عليه ثم إذا ذكر الأجر هان عليه، لأن الأمراض والآلام في الدنيا مآلها إلى الزوال والأجر بقي، ولهذا قالت بعض النساء العارفات لما أصيب أصبعها، ولم تحزن ولم تتحدث بشيء، قيل لها في هذا، قالت: " إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها " ، شوف الإيمان.
كتب الله عز وجل في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم هذا الذي يكون أيكون بمشيئة الله أم بغير مشيئة الله؟
الجواب: يكون بمشيئة الله، ما من شيء يحدث إلا بمشيئة الله، هو الذي شاءه من قبل وشاءه عند وقوعه، ثم هذا الذي حصل مخلوق لله عز وجل، كل شيء مخلوق لله، حتى حركات الإنسان مخلوقة لله أليس كذلك؟
أفعال الإنسان مخلوقة لله، حركاتي الآن وحركاتكم أنتم مخلوقة لله، كيف هذا؟
لأن هذه الحركة حدثت مني بأمرين:
بإرادة وقدرة، أتوافقوني على هذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : بإرادة وقدرة، لولا أني أردت أن أتحرك ما تحركت ولو كنت عاجزًا ما تحركت، من خلق هذه الإرادة والقدرة؟
الله عز وجل هو الذي أودع فيك الإرادة وأودع فيك القدرة، فكل شيء مخلوق لله عز وجل، إذا علمت هذا أن الله يعلم ما في السماء وما في الأرض وأن كل شيء مكتوب أوجب لك ذلك أن تتقي الله في سرك وعلانيتك لأن الله يعلم حتى ما توسوس به نفسك، ما يخفى عليه شيء.
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، اخش الله في غيبك وشهادتك لأن الله يعلم ما في قلبك، اللهم أخلص نياتنا وأصلح أعمالنا.
(( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم )):
أربعة أشياء: (( من نجوى ثلاثة )) يعني: متناجين ثلاثة إلا والله معهم.
(( هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم )):
أدنى من ذلك كم؟
كم أدنى من ذلك؟
اثنان، أكثر: سبعة فأكثر أو ستة فأكثر، (( إلا هو معهم أينما كانوا )) أي: في أي مكان كانوا .
والمعية هنا ليست معية الحلول بمعنى: أن الله حال في أماكننا معنا، هذا ليس كذلك، والسلف ما فهموا من هذا الفهم، ولا يمكن لإنسان يقدُرُ الله حق قدره أن يتوهم هذا المعنى الباطل، واضح؟
قولوا: نعم ولا لا!
السائل : نعم.
الشيخ : واضح ليس الله معنا في المكان هنا فيكون معنى: (( إلا هو معهم )) يعني عالم بهم محيط بهم سميع بأقوالهم بصير بأفعالهم له السلطة عليهم هذا المعنى.
وليس المعنى أنه في الأماكن التي نحن فيها، كلا والله، من زعم ذلك فقد أساء الظن بالله أكبر إساءة، نسأل الله العافية، لأنه يلزم على هذا الفهم الباطل الفاسد المنكر يلزم عليه إما أن يكون الله واحدًا متجزئاً بعضه هنا وبعضه هناك، وإما أن يكون متعددًا بتعدد الأمكنة، لأن أناس هنا وأناس في المسجد وناس في السوق وناس في البحر هل الله متجزيء هل الله متعدد؟
لا واالله.
يلزم من ذلك لزوم أخبث: أنك إذا كنت في الحمام في المرحاض كان الله معك في نفس المكان، أحد يقول هذا؟!
والله ما يقوله إلا إنسان ما يعرف الله عز وجل، ولا يقدره حق قدره، يا سبحان الله!! كيف تتصور أن ربك العلي الأعلى يكون معك في المرحاض نسأل الله العافية، لا يتصوره إنسان هذا أبدًا إلا شخص متنقص لله عز وجل أعظم تنقص.
إذن كيف نخرج قوله (( إلا هو معهم )) ؟
نخرجه هذا على أن المعية لا تستلزم الحلول، لا تستلزم الحلول أن يكون حالّاً في المكان، العرب يقولون: ما زلنا نسير والقمر معنا، وأين مكانه؟
في السماء، يقولون: ما زلنا نسير وسهيل معنا، وسهيل في السماء، هذا وهي مخلوقات صغيرة في جنب الله عز وجل، ومع ذلك تكون مع الإنسان وهي فوق، إذن الله معنا وهو فوق كل شيء، لا يخفى عليه شيء من أعمالنا، يجب أن تعتقد هذا الاعتقاد، فإن مت على العقيدة الأولى: أن الله معك في المكان فلا أدري أتموت كافرًا أم مؤمناً لأن هذا تنقص لله تعالى غاية التنقص.
(( إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة )):
(( ينبئهم )) يعني: يخبرهم بما عملوا ويقررهم به، إن كان مؤمناً جعلني الله وإياكم منهم فإن الله يخلو بهم وحده، ويقرره بذنوبه، ويقول: عملت كذا وعملت كذا وعملت كذا فيقول: نعم يا رب، فيقول الله تعالى: ( إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم )، اللهم لك الحمد، وما أكثر الذنوب التي سترها الله علينا، ما أكثر الذنوب التي عملناها وسترها الله، ولو شاء الله لكشفها وبينها وأظهرها على فلتات اللسان وصفحات الوجوه، كان بنو إسرائيل إذا أذنب الإنسان منهم ذنباً في البيت أصبح الذنب مكتوباً على بابه فضيحة وعارًا، هذه الأمة والحمد لله شملها الله بستره، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون، قالوا من؟ قال: المجاهر الذي يعمل الذنب سراً ثم يصبح يتحدث به على الناس )، سماه مجاهر وإن كان فعله خفية لأنه كشفه هو بنفسه، من الناس من يفعل هذا والعياذ بالله تبجحاً، خصوصاً الذين يسافرون في أيام الإجازات ويزنون هناك ويلوطون ويشربون الخمر، يأتون إلى أصحابهم ويقولون: والله سفرة أُنْس فرح فعلوا كذا زنوا ببيت امرأة أو أكثر أو أقل، تلوطوا بكذا وكذا من الغلمان، شربوا من الخمر كذا وكذا، هؤلاء مجاهرون والعياذ بالله نسأل االله العافية.
فالله سبحانه وتعالى يخلو بعبده المؤمن يوم القيامة ويقرره بذنوبه، ثم يقول: ( سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ).
أما الكافر فإنه لا يحاسب هذه المحاسبة ولا ينظر الله إليه، لكن تحصى أعماله وتكشف وينادى على رؤوس الأشهاد: (( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )).
ولهذا لم يقل الله عز وجل: ثم يعاقبهم بما عملوا، قال: (( ينبؤهم )): والإنباء قد يكون فيه نوع عقوبة وقد لا يكون.
(( إن الله بكل شيء عليم )): اللهم ارزقنا الإيمان بهذا واعصمنا به من الزلل، أنت يا أخي إذا آمنت أنّ الله أن عليم بكل شيء حتى الذي في قلبك لا بد أن تخشى الله، قال الله عز وجل: (( يتسخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً ))، فاحذر احذر أن يعلم االله منك ما يكون مغضباً لله عز وجل، واعلم أن لديك رقيب، ما من إنسان إلا لديه رقيبٌ عتيد: رقيب يراقب وعتيد حاضر، (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )): يكتب كل ما يلفظ.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ونسألك أن لا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وأن تهب لنا منك رحمة إنك أنت الوهاب.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث والثلاثون بعد المئتين، من لقاءات الباب المفتوح، التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الثاني والعشرون من شهر محرم عام واحد وعشرين وأربعمائة وألف.
نفتتح هذا اللقاء بما جرت به العادة من تفسير آيات من كتاب الله عز وجل:
قال الله تعالى: (( ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا )):
(( ألم تر )) يعني: ألم تعلم، والمراد بذلك كل من يتوجه إليه الخطاب، فكل واحد يعلم هذا إلا مَن أعمى الله بصيرته، والهمزة هنا للتقرير، وهكذا كلما وجدت همزة الاستفهام داخلة على: " لم " فهي للتقرير، مثاله: (( ألم نشرح لك صدرك )) المعنى: قد شرحنا لك صدرك، (( ألم تر أن الله )) المعنى: قد رأيت أن الله.
(( يعلم ما في السماوات وما في الأرض )) من صغير وكبير، يعلم ذلك قبل وقوعه عز وجل، ويعلم ذلك بعد وقوعه، فلا يضل الله ولا ينسى سبحانه وتعالى.
واعلم أيها الأخ المسلم أن الله تعالى قد علم كل شيء جملة وتفصيلا قبل أن يكون، علم متى يكون وأين يكون وكيف يكون.
ثم كتب في اللوح المحفوظ -وهو لوح عظيم واسع- كتب فيه مقادير كل شيء إلى قيام الساعة -انتبه يا أخي إلى الإيمان بالقدر- ( لما خلق الله القلم قال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة، فما كتب على الإنسان فلا يخطئه وما لم يكتب عليه لم يصبه جفت الأقلام وطويت الصحف، إذا آمنت بهذا اطمأننت واستقررت ولم تندم على فائت ولا تحزن على مستقبل، لأن الإنسان إذا آمن بالقدر اطمأن ولا حياة سعيدة إلا بالإيمان بالقدر، لو أن إنساناً سافر وأصابه حادثة وكان مؤمناً تمام الإيمان بالقدر ماذا يصنع؟
يقول: هذا قدر الله فيرضى ويسلم، ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون فيطمئن وينشرح صدره، إذا أصيب بمرض يعلم أن هذا مكتوب عليه ثم إذا ذكر الأجر هان عليه، لأن الأمراض والآلام في الدنيا مآلها إلى الزوال والأجر بقي، ولهذا قالت بعض النساء العارفات لما أصيب أصبعها، ولم تحزن ولم تتحدث بشيء، قيل لها في هذا، قالت: " إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها " ، شوف الإيمان.
كتب الله عز وجل في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم هذا الذي يكون أيكون بمشيئة الله أم بغير مشيئة الله؟
الجواب: يكون بمشيئة الله، ما من شيء يحدث إلا بمشيئة الله، هو الذي شاءه من قبل وشاءه عند وقوعه، ثم هذا الذي حصل مخلوق لله عز وجل، كل شيء مخلوق لله، حتى حركات الإنسان مخلوقة لله أليس كذلك؟
أفعال الإنسان مخلوقة لله، حركاتي الآن وحركاتكم أنتم مخلوقة لله، كيف هذا؟
لأن هذه الحركة حدثت مني بأمرين:
بإرادة وقدرة، أتوافقوني على هذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : بإرادة وقدرة، لولا أني أردت أن أتحرك ما تحركت ولو كنت عاجزًا ما تحركت، من خلق هذه الإرادة والقدرة؟
الله عز وجل هو الذي أودع فيك الإرادة وأودع فيك القدرة، فكل شيء مخلوق لله عز وجل، إذا علمت هذا أن الله يعلم ما في السماء وما في الأرض وأن كل شيء مكتوب أوجب لك ذلك أن تتقي الله في سرك وعلانيتك لأن الله يعلم حتى ما توسوس به نفسك، ما يخفى عليه شيء.
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، اخش الله في غيبك وشهادتك لأن الله يعلم ما في قلبك، اللهم أخلص نياتنا وأصلح أعمالنا.
(( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم )):
أربعة أشياء: (( من نجوى ثلاثة )) يعني: متناجين ثلاثة إلا والله معهم.
(( هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم )):
أدنى من ذلك كم؟
كم أدنى من ذلك؟
اثنان، أكثر: سبعة فأكثر أو ستة فأكثر، (( إلا هو معهم أينما كانوا )) أي: في أي مكان كانوا .
والمعية هنا ليست معية الحلول بمعنى: أن الله حال في أماكننا معنا، هذا ليس كذلك، والسلف ما فهموا من هذا الفهم، ولا يمكن لإنسان يقدُرُ الله حق قدره أن يتوهم هذا المعنى الباطل، واضح؟
قولوا: نعم ولا لا!
السائل : نعم.
الشيخ : واضح ليس الله معنا في المكان هنا فيكون معنى: (( إلا هو معهم )) يعني عالم بهم محيط بهم سميع بأقوالهم بصير بأفعالهم له السلطة عليهم هذا المعنى.
وليس المعنى أنه في الأماكن التي نحن فيها، كلا والله، من زعم ذلك فقد أساء الظن بالله أكبر إساءة، نسأل الله العافية، لأنه يلزم على هذا الفهم الباطل الفاسد المنكر يلزم عليه إما أن يكون الله واحدًا متجزئاً بعضه هنا وبعضه هناك، وإما أن يكون متعددًا بتعدد الأمكنة، لأن أناس هنا وأناس في المسجد وناس في السوق وناس في البحر هل الله متجزيء هل الله متعدد؟
لا واالله.
يلزم من ذلك لزوم أخبث: أنك إذا كنت في الحمام في المرحاض كان الله معك في نفس المكان، أحد يقول هذا؟!
والله ما يقوله إلا إنسان ما يعرف الله عز وجل، ولا يقدره حق قدره، يا سبحان الله!! كيف تتصور أن ربك العلي الأعلى يكون معك في المرحاض نسأل الله العافية، لا يتصوره إنسان هذا أبدًا إلا شخص متنقص لله عز وجل أعظم تنقص.
إذن كيف نخرج قوله (( إلا هو معهم )) ؟
نخرجه هذا على أن المعية لا تستلزم الحلول، لا تستلزم الحلول أن يكون حالّاً في المكان، العرب يقولون: ما زلنا نسير والقمر معنا، وأين مكانه؟
في السماء، يقولون: ما زلنا نسير وسهيل معنا، وسهيل في السماء، هذا وهي مخلوقات صغيرة في جنب الله عز وجل، ومع ذلك تكون مع الإنسان وهي فوق، إذن الله معنا وهو فوق كل شيء، لا يخفى عليه شيء من أعمالنا، يجب أن تعتقد هذا الاعتقاد، فإن مت على العقيدة الأولى: أن الله معك في المكان فلا أدري أتموت كافرًا أم مؤمناً لأن هذا تنقص لله تعالى غاية التنقص.
(( إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة )):
(( ينبئهم )) يعني: يخبرهم بما عملوا ويقررهم به، إن كان مؤمناً جعلني الله وإياكم منهم فإن الله يخلو بهم وحده، ويقرره بذنوبه، ويقول: عملت كذا وعملت كذا وعملت كذا فيقول: نعم يا رب، فيقول الله تعالى: ( إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم )، اللهم لك الحمد، وما أكثر الذنوب التي سترها الله علينا، ما أكثر الذنوب التي عملناها وسترها الله، ولو شاء الله لكشفها وبينها وأظهرها على فلتات اللسان وصفحات الوجوه، كان بنو إسرائيل إذا أذنب الإنسان منهم ذنباً في البيت أصبح الذنب مكتوباً على بابه فضيحة وعارًا، هذه الأمة والحمد لله شملها الله بستره، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون، قالوا من؟ قال: المجاهر الذي يعمل الذنب سراً ثم يصبح يتحدث به على الناس )، سماه مجاهر وإن كان فعله خفية لأنه كشفه هو بنفسه، من الناس من يفعل هذا والعياذ بالله تبجحاً، خصوصاً الذين يسافرون في أيام الإجازات ويزنون هناك ويلوطون ويشربون الخمر، يأتون إلى أصحابهم ويقولون: والله سفرة أُنْس فرح فعلوا كذا زنوا ببيت امرأة أو أكثر أو أقل، تلوطوا بكذا وكذا من الغلمان، شربوا من الخمر كذا وكذا، هؤلاء مجاهرون والعياذ بالله نسأل االله العافية.
فالله سبحانه وتعالى يخلو بعبده المؤمن يوم القيامة ويقرره بذنوبه، ثم يقول: ( سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ).
أما الكافر فإنه لا يحاسب هذه المحاسبة ولا ينظر الله إليه، لكن تحصى أعماله وتكشف وينادى على رؤوس الأشهاد: (( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )).
ولهذا لم يقل الله عز وجل: ثم يعاقبهم بما عملوا، قال: (( ينبؤهم )): والإنباء قد يكون فيه نوع عقوبة وقد لا يكون.
(( إن الله بكل شيء عليم )): اللهم ارزقنا الإيمان بهذا واعصمنا به من الزلل، أنت يا أخي إذا آمنت أنّ الله أن عليم بكل شيء حتى الذي في قلبك لا بد أن تخشى الله، قال الله عز وجل: (( يتسخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً ))، فاحذر احذر أن يعلم االله منك ما يكون مغضباً لله عز وجل، واعلم أن لديك رقيب، ما من إنسان إلا لديه رقيبٌ عتيد: رقيب يراقب وعتيد حاضر، (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )): يكتب كل ما يلفظ.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ونسألك أن لا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وأن تهب لنا منك رحمة إنك أنت الوهاب.
بيان مذاهب الناس في مسألة المعية .
الشيخ : العجيب أن بعض الطوائف انحرفت انحرافاً شديداً في مسألة المعية، بعضهم قال: (( إن الله معنا )) حال في الأمكنة، وهذا كما علمت خطير جدًّا، إذا مات على هذا الحال فلا ندري أمات كافراً أم مسلماً حتى وإن كان يصلي، لأنه تنقص الله عز وجل.
والعجب أن هؤلاء لو قلت لهم: ادعوا الله، أين يرفعون أيديهم؟
إلى السماء، يقولون: يا الله ما يحرفونها يمينًا ولا يسارًا ولا أسفل، إلى السماء فهم بفطرتهم مقرون أن الله في السماء ولكن بأهوائهم لا يقرون بهذا.
حجتهم يقولون: لو كان فوق لكان محدودًا ولكان جسماً وما أشبه ذلك من إلهامات الشيطان.
فنقول: لا ما يكون محدودًا هو فوق وليس شيء يحده، فوق كل شيء كل شيء تحته، ولا شيء يحده.
يقولون: يلزم أن يكون جسماً، نقول: إن كان يلزم من إثبات ما أثبته الله لنفسه أن يكون جسماً فليكن، وإذا لزم أن يكون جسماً وهو مما يستلزمه كلام الله ورسوله فليكن، ولكننا نطهر ألسنتنا أن نقول: إنه جسم أو غير جسم، ما لنا الحق نتكلم بهذا، نؤمن بما أخبر الله به عن نفسه وأخبر به عنه رسوله، ولا نقدر جسم غير جسم، عرّض، ما نقدر هذا ليس لنا الحق، لأن الله تعالى بذاته يفارق ذات، ليس من جنس المخلوقات في أي حال من الأحوال، قال الله عز وجل: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
فوصيتنا لمن يسمعنا أن يثبت لله ما أثبته لنفسه ولا يقول كيف ولا لم، لأن الله أعظم من أن تحيط به العقول، وأن ينفي ما نفى الله عن نفسه، وأن يسكت عن ما سكت الله عنه ورسوله، هذه حقيقة الإيمان.
أما الذي يحكم على الله بعقله فهذا ضال متبع لهواه لا ينفعه إيمانه.
عكس هذا طائفة أخرى ضالة تقول: لا تقل إن الله فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم.
أين هو؟ أين يذهب؟
ما فيه شيء، إذا وصفنا الله بهذه الأوصاف السلبية يعني أن الله لم يكن شيئاً، ولهذا قال المحمودي بن سبكتكي -رحمه الله- وهو من أمراء الدولة العباسية العظماء، " سأل أحد أئمة الكلام وهو محمد بن الفورك، سأله عن الله عز وجل، فقال: إنه ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل، فقال له محمود: فرق لي بين العدم وبين ما تقول؟ " : هذا صحيح ولا غير صحيح؟
نعم صحيح، إذا كان هكذا معناه معدوم، فرق لي بين إلهك الذي تدعيه وبين العدم؟
فبهت الذي كفر، لم يستطع أن يتكلم.
فانظر إلى انحرافين باطلين:
الأول: الانحراف الحلولي، والثاني: الانحراف السلبي.
أما السلف والأئمة فقالوا: " نؤمن بأن الله فوق كل شيء وأنه حاشاه أن يكون في الأسفل ولكنه مع الخلق محيط بهم، عالم سميع بصير إلى آخره " . اللهم اهدنا فيمن هديت، وإلى هنا ينتهي التفسير فلنأخذ أسئلة.
والعجب أن هؤلاء لو قلت لهم: ادعوا الله، أين يرفعون أيديهم؟
إلى السماء، يقولون: يا الله ما يحرفونها يمينًا ولا يسارًا ولا أسفل، إلى السماء فهم بفطرتهم مقرون أن الله في السماء ولكن بأهوائهم لا يقرون بهذا.
حجتهم يقولون: لو كان فوق لكان محدودًا ولكان جسماً وما أشبه ذلك من إلهامات الشيطان.
فنقول: لا ما يكون محدودًا هو فوق وليس شيء يحده، فوق كل شيء كل شيء تحته، ولا شيء يحده.
يقولون: يلزم أن يكون جسماً، نقول: إن كان يلزم من إثبات ما أثبته الله لنفسه أن يكون جسماً فليكن، وإذا لزم أن يكون جسماً وهو مما يستلزمه كلام الله ورسوله فليكن، ولكننا نطهر ألسنتنا أن نقول: إنه جسم أو غير جسم، ما لنا الحق نتكلم بهذا، نؤمن بما أخبر الله به عن نفسه وأخبر به عنه رسوله، ولا نقدر جسم غير جسم، عرّض، ما نقدر هذا ليس لنا الحق، لأن الله تعالى بذاته يفارق ذات، ليس من جنس المخلوقات في أي حال من الأحوال، قال الله عز وجل: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
فوصيتنا لمن يسمعنا أن يثبت لله ما أثبته لنفسه ولا يقول كيف ولا لم، لأن الله أعظم من أن تحيط به العقول، وأن ينفي ما نفى الله عن نفسه، وأن يسكت عن ما سكت الله عنه ورسوله، هذه حقيقة الإيمان.
أما الذي يحكم على الله بعقله فهذا ضال متبع لهواه لا ينفعه إيمانه.
عكس هذا طائفة أخرى ضالة تقول: لا تقل إن الله فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ولا متصل بالعالم ولا منفصل عن العالم.
أين هو؟ أين يذهب؟
ما فيه شيء، إذا وصفنا الله بهذه الأوصاف السلبية يعني أن الله لم يكن شيئاً، ولهذا قال المحمودي بن سبكتكي -رحمه الله- وهو من أمراء الدولة العباسية العظماء، " سأل أحد أئمة الكلام وهو محمد بن الفورك، سأله عن الله عز وجل، فقال: إنه ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل، فقال له محمود: فرق لي بين العدم وبين ما تقول؟ " : هذا صحيح ولا غير صحيح؟
نعم صحيح، إذا كان هكذا معناه معدوم، فرق لي بين إلهك الذي تدعيه وبين العدم؟
فبهت الذي كفر، لم يستطع أن يتكلم.
فانظر إلى انحرافين باطلين:
الأول: الانحراف الحلولي، والثاني: الانحراف السلبي.
أما السلف والأئمة فقالوا: " نؤمن بأن الله فوق كل شيء وأنه حاشاه أن يكون في الأسفل ولكنه مع الخلق محيط بهم، عالم سميع بصير إلى آخره " . اللهم اهدنا فيمن هديت، وإلى هنا ينتهي التفسير فلنأخذ أسئلة.
إذا حج المرء بنفقة غيره وهو يستطيع أن يحج بنفقته هل تلزمه حجة أخرى ؟
السائل : شيخنا بارك الله فيك إذا حج الرجل على نفقة غيره وهو قادر على أن يحج بنفقته فهل يلزمه أن يحج حجة أخرى؟
الشيخ : إذا حج الإنسان بنفقة من غيره وهي الفريضة فإنها مجزئة ولا يلزمه شيء.
الشيخ : إذا حج الإنسان بنفقة من غيره وهي الفريضة فإنها مجزئة ولا يلزمه شيء.
ما حكم الآذان والإقامة في آذان المولود وكذلك التحنيك هل هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم.,؟
السائل : شيخ بارك الله فيك: ما حكم الأذان بأذن المولود والإقامة؟
والتحنيك هل هو خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام؟
وما كيفيتها؟
الشيخ : هذه أربعة أسئلة.
السائل : متصلة.
الشيخ : على كل حال الأذان والإقامة :
الإقامة حديثها ضعيف والأذان حديثه مقبول.
وأما التحنيك: فإن كانت العلة أن يكون أول ما يصل إلى معدة الطفل التمر فهو مشروع لكل أحد، وإن كان المقصود التبرك بالريق فهذا خاص بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما دمنا الآن في شك هل هي على سبيل السنة أو التبرك، فإننا نتركها لا نحنكهم، وإن حنكنا فلا بأس لاحتمال أن يكون كذلك.
السائل : الأذان أين؟
الشيخ : الأذان باليمنى والإقامة باليسرى على القول بأنها مستحبة.
وما يبقى الرابع ؟
السائل : كيفية التحنيك؟
الشيخ : كيفية التحنيك: أن الإنسان يمضغ التمرة يطلعها من فمه ويجعلها في فم الصبي.
السائل : ويطعمه؟
الشيخ : أي نعم، الصبي إذا استطعم هذه يحب بلع الطعم .
والتحنيك هل هو خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام؟
وما كيفيتها؟
الشيخ : هذه أربعة أسئلة.
السائل : متصلة.
الشيخ : على كل حال الأذان والإقامة :
الإقامة حديثها ضعيف والأذان حديثه مقبول.
وأما التحنيك: فإن كانت العلة أن يكون أول ما يصل إلى معدة الطفل التمر فهو مشروع لكل أحد، وإن كان المقصود التبرك بالريق فهذا خاص بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وما دمنا الآن في شك هل هي على سبيل السنة أو التبرك، فإننا نتركها لا نحنكهم، وإن حنكنا فلا بأس لاحتمال أن يكون كذلك.
السائل : الأذان أين؟
الشيخ : الأذان باليمنى والإقامة باليسرى على القول بأنها مستحبة.
وما يبقى الرابع ؟
السائل : كيفية التحنيك؟
الشيخ : كيفية التحنيك: أن الإنسان يمضغ التمرة يطلعها من فمه ويجعلها في فم الصبي.
السائل : ويطعمه؟
الشيخ : أي نعم، الصبي إذا استطعم هذه يحب بلع الطعم .
4 - ما حكم الآذان والإقامة في آذان المولود وكذلك التحنيك هل هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم.,؟ أستمع حفظ
من هم القدرية وما صفاتهم ؟
السائل : شيخ حفظك الله ذكرت عن الإيمان بالقدر، فهناك طائفة تسمى الطائفة القدرية، فنتمنى أن نعرف ما هو يعني مذهبهم ؟
الشيخ : القدرية يعني: نفاة القدر، وهذا من النسبة السلبية، لأن العادة أن الموصوف بالشيء متصف به، ولكن هؤلاء بالعكس هؤلاء منسوبون إلى القدر وليسوا يؤمنون به.
القدري يزعم أن الإنسان مستقل بعمله ما لله فيه تدخل، وبعضهم يغلو حتى يقول: إن الله لا يعلم مِن فعل العبد إلا ما وقع، عرفت؟!
هؤلاء يسمون عند أهل السنة: " القدرية المجوسية " ، يسمون المجوسية فيقولون: القدرية مجوسية هذه الأمة، فهمت؟ كيف ذلك ؟
المجوسية يقولون: هذا الكون له خالقان نور وظلمة، فما فيه من شر فخالقه الظلمة وما فيه من خير فخالقه النور، فجعلوا للكائنات والحوادث خالقين، القدرية كذلك، أفعال العباد وما يخرج منهم للعبد مستقل به، وما يفعله الله فهو لله، فشابهوا المجوس من هذه الناحية فسمُّوا مجوس هذه الأمة، وفيه حديث لكنه ضعيف إلا أن أهل السنة أخذوا بهذا اللقب، فهمت؟
السائل : نعم.
الشيخ : القدرية يعني: نفاة القدر، وهذا من النسبة السلبية، لأن العادة أن الموصوف بالشيء متصف به، ولكن هؤلاء بالعكس هؤلاء منسوبون إلى القدر وليسوا يؤمنون به.
القدري يزعم أن الإنسان مستقل بعمله ما لله فيه تدخل، وبعضهم يغلو حتى يقول: إن الله لا يعلم مِن فعل العبد إلا ما وقع، عرفت؟!
هؤلاء يسمون عند أهل السنة: " القدرية المجوسية " ، يسمون المجوسية فيقولون: القدرية مجوسية هذه الأمة، فهمت؟ كيف ذلك ؟
المجوسية يقولون: هذا الكون له خالقان نور وظلمة، فما فيه من شر فخالقه الظلمة وما فيه من خير فخالقه النور، فجعلوا للكائنات والحوادث خالقين، القدرية كذلك، أفعال العباد وما يخرج منهم للعبد مستقل به، وما يفعله الله فهو لله، فشابهوا المجوس من هذه الناحية فسمُّوا مجوس هذه الأمة، وفيه حديث لكنه ضعيف إلا أن أهل السنة أخذوا بهذا اللقب، فهمت؟
السائل : نعم.
ما حكم صلاة المأمومين إذا تخلف عنهم إمامهم علماً أن الإمام يكره ذلك ؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
يقول السؤال: هل تجوز الصلاة عن الإمام إذا تأخر قليلاً دون إذنه؟
وما حكم صلاة ذاك الإمام وصلاة المأمومين إذا كانوا يعلمون أن الإمام يكره ذلك؟
الشيخ : يسأل عن الصلاة عن الإمام إذا تأخر، هل يجوز أو لا يجوز؟
إن كان قد أذن لهم، وقال: إذا تأخرت لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة فصلوا فالأمر واضح، إذا انتهت المدة يصلون، وإذا لم يأذن لهم حَرُم عليهم أن يصلوا إلا إذا تأخر تأخراً كثيراً وكان والاتصال به غير ممكن فيصلون، فإن صلوا بدون إذنه فقال بعض العلماء:
إن صلاتهم باطلة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانه إلا بإذنه )، فقالوا: هذه صلاة محرمة فتكون باطلة.
وقال بعض أهل العلم: الحرام هو الفعل فقط والصلاة صحيحة.
والذي أرى بالنسبة للإمام إذا كان له أحوال توجب أن يتأخر أن يقول للمؤذن : إذا تأخرت عشر دقائق مثلا فأقم الصلاة .
السائل : حكم من صلى بدون إذنه؟
الشيخ : الذي صلى بدون إذنه وبدون سبب آثم، ولكن قلت لك الآن الأهم من هذا: الصلاة باطلة عند كثير من العلماء، يعني يجب عليهم أن يعيدوا الصلاة.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
يقول السؤال: هل تجوز الصلاة عن الإمام إذا تأخر قليلاً دون إذنه؟
وما حكم صلاة ذاك الإمام وصلاة المأمومين إذا كانوا يعلمون أن الإمام يكره ذلك؟
الشيخ : يسأل عن الصلاة عن الإمام إذا تأخر، هل يجوز أو لا يجوز؟
إن كان قد أذن لهم، وقال: إذا تأخرت لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة فصلوا فالأمر واضح، إذا انتهت المدة يصلون، وإذا لم يأذن لهم حَرُم عليهم أن يصلوا إلا إذا تأخر تأخراً كثيراً وكان والاتصال به غير ممكن فيصلون، فإن صلوا بدون إذنه فقال بعض العلماء:
إن صلاتهم باطلة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانه إلا بإذنه )، فقالوا: هذه صلاة محرمة فتكون باطلة.
وقال بعض أهل العلم: الحرام هو الفعل فقط والصلاة صحيحة.
والذي أرى بالنسبة للإمام إذا كان له أحوال توجب أن يتأخر أن يقول للمؤذن : إذا تأخرت عشر دقائق مثلا فأقم الصلاة .
السائل : حكم من صلى بدون إذنه؟
الشيخ : الذي صلى بدون إذنه وبدون سبب آثم، ولكن قلت لك الآن الأهم من هذا: الصلاة باطلة عند كثير من العلماء، يعني يجب عليهم أن يعيدوا الصلاة.
ما حكم نتف المرأة الحاجب إذا كان زائداً ؟
السائل : ما حكم قص المرأة لشعر الحاجب الزائد أو نتفه، وهل هو داخل في النهي عن التنمص؟
السائل : إي نتف، مثلا أو حف مثلا ؟
الشيخ : نعم نعم .
السائل : هل هذا يدخل بالنهي الشعر الزائد؟
في سؤال ثاني يا شيخ !
الشيخ : لا، أبدًا.
المهم على كل حال الحواجب لا يجوز نتفها إلا إذا كانت مشوهة، لأن لدينا ثلاثة حالات:
إما أن تكون جميلة لدقتها وعدم اتصال بعضها ببعض، هذا ما حد يسأل عنه.
وإما أن تكون مشوهة كثيرة بمعنى: أن تأخذ من الجبهة الشيء، يعني كل من رآها يتقزز منها، فهذا لا بأس أن تأخذ ما فيه التشويه، ولكن بدون نتف، إما بالمزيلات أو بالقص، هذا جائز والأول ما يستعمل.
وإما أن تكون ما فيها تشويه لكنه لم تصل إلى حد الجمال، فهذا لا يجوز أن يغير .
السائل : بعضها لا يراها إلا من اقترب منها؟
الشيخ : ما دام ما فيه تشويه لا تفعل.
السائل : المسألة على التشويه، ما فيه تشويه يبقى على ما هو عليه ؟
الشيخ : نعم
السائل : الله يجزاك الخير .
الشيخ : يسار.
السائل : إي نتف، مثلا أو حف مثلا ؟
الشيخ : نعم نعم .
السائل : هل هذا يدخل بالنهي الشعر الزائد؟
في سؤال ثاني يا شيخ !
الشيخ : لا، أبدًا.
المهم على كل حال الحواجب لا يجوز نتفها إلا إذا كانت مشوهة، لأن لدينا ثلاثة حالات:
إما أن تكون جميلة لدقتها وعدم اتصال بعضها ببعض، هذا ما حد يسأل عنه.
وإما أن تكون مشوهة كثيرة بمعنى: أن تأخذ من الجبهة الشيء، يعني كل من رآها يتقزز منها، فهذا لا بأس أن تأخذ ما فيه التشويه، ولكن بدون نتف، إما بالمزيلات أو بالقص، هذا جائز والأول ما يستعمل.
وإما أن تكون ما فيها تشويه لكنه لم تصل إلى حد الجمال، فهذا لا يجوز أن يغير .
السائل : بعضها لا يراها إلا من اقترب منها؟
الشيخ : ما دام ما فيه تشويه لا تفعل.
السائل : المسألة على التشويه، ما فيه تشويه يبقى على ما هو عليه ؟
الشيخ : نعم
السائل : الله يجزاك الخير .
الشيخ : يسار.
هل يشرع للإمام أن يساوي الصف إذا كان أحد طرفيه زائداً ؟
السائل : عندما يصطف المأمومون للصلاة، هناك أحياناً الجهة التي في الشمال ترجح على التي على اليمين أو العكس، هل يشرع للإمام أن يوجههم إلى تعديل ؟
الشيخ : أي نعم، يعني يسأل يقول: إذا كان الصف عن يمين الإمام أكثر من يساره أو بالعكس، فهل يشرع للإمام أن يقول للزائد: تعالوا إلى هنا؟
أقول: نعم، لأن المشروع أن يكون الإمام متوسطاً، والدليل على هذا أنه ثبت في صحيح مسلم وغيره أن المأمومين إذا كانوا ثلاثة في أول الأمر، يكون الإمام وسطهم، ثم نسخ وصاروا الثلاثة يكون الإمام أمامهم، وجه الدلالة أنهم لا يكونون عن يمينه يعني الاثنين عن يمينه، ولا عن يساره، بل يكون هو بينهم، وأيضاً هو إمام وهو مأمور بالعدل، وليس من العدل أن يكون أحد الجانبين بعيداً والآخر قريباً، وأيضاً لم يقل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكملوا الأيمن فالأيمن، ولو كان الأيمن الأفضل مطلقاً لقال: أكملوا الأيمن فالأيمن كما قال في الصف الأول: أكملوا الأول فالأول.
الشيخ : أي نعم، يعني يسأل يقول: إذا كان الصف عن يمين الإمام أكثر من يساره أو بالعكس، فهل يشرع للإمام أن يقول للزائد: تعالوا إلى هنا؟
أقول: نعم، لأن المشروع أن يكون الإمام متوسطاً، والدليل على هذا أنه ثبت في صحيح مسلم وغيره أن المأمومين إذا كانوا ثلاثة في أول الأمر، يكون الإمام وسطهم، ثم نسخ وصاروا الثلاثة يكون الإمام أمامهم، وجه الدلالة أنهم لا يكونون عن يمينه يعني الاثنين عن يمينه، ولا عن يساره، بل يكون هو بينهم، وأيضاً هو إمام وهو مأمور بالعدل، وليس من العدل أن يكون أحد الجانبين بعيداً والآخر قريباً، وأيضاً لم يقل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكملوا الأيمن فالأيمن، ولو كان الأيمن الأفضل مطلقاً لقال: أكملوا الأيمن فالأيمن كما قال في الصف الأول: أكملوا الأول فالأول.
اضيفت في - 2005-08-27