السائل : أحسن الله إليكم: فضيلة الشيخ إذا كان الشخص مسافر وأتى وقت صلاة العشاء وهو لم يصل المغرب، فأراد أن يصلي المغرب مع الجماعة الذين يصلون العشاء بنية المغرب، ماذا يفعل في هذه الحالة ؟
الشيخ : يفعل إذا قام الإمام إلى الرابعة وهو قد دخل معهم في أول ركعة فإنه يجلس ويتشهد ويسلم ثم يلحق الإمام فيما بقي من صلاة العشاء، ويتم أربعاً.
السائل : إذا أدرك ركعة؟
الشيخ : إذا أدرك ركعة يمكن، والغالب أنه يدرك لأنه يأتي بالتشهد ويعجل فيه وبالتعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ثم يدخل مع الإمام ويدرك الركوع، أما إذا لم يدرك الركوع فقد فاته الأجر.

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
فضيلة الشيخ ما حكم الدم المسفوح إذا أصاب الثوب؟
وهل هناك فرق بين قليله وكثيره؟
الشيخ : نعم، الدم االمسفوح نجس لقول الله تبارك وتعالى: (( قل لا أجد فيما أوحي إليّ محرمًا على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه )) أي: المذكور (( رجس )) أي: نجس.
قال أهل العلم: ويعفى عن يسيره وذلك لمشقة التحرز منه، لأنه قلَّ أن يقوم إنسان بذبح البهيمة ولا يناله منها، فعفَوا عن يسيره -رحمهم الله-، ولكن ما هو اليسير؟
هل اليسير ما استيسره الإنسان بنفسه أو ما استيسره عامة الناس؟
الجواب: ما استيسره عامة الناس، لأننا لو جعلنا كل إنسان وما يرى بنفسه لكان صاحب الوسواس يرى اليسير كثيراً، والمتهاون يرى الكثير يسيراً، فلذلك نقول: العبرة بأوساط الناس، وأما تقديره بربع درهم أو ما أشبه ذلك فلا حظ له من النظر، لأن هذه التقديرات لا بد أن يكون فيها دليل.

الشيخ : ما رأيك في الدم الذي يبقى بعد موت الشاة؟
الدم الذي يبقى بعد موت الشاة ولو كان كثيراً طاهر، ولذلك لو أن الإنسان بعد أن ماتت الذبيحة ووصل إلى قلبها فرى القلب وشرب الدم الذي فيه كان ذلك جائزاً، لأنه طاهر.

السائل : شيخ أحسن الله إليك: قال بعضهم: إذا بدأ إنسان الدعوة في قوم كثر فيهم الشرك والطواف بالقبور والاستغاثة والاستعانة بغير الله يبدأ الإنسان بتوحيد الربوبية ولا يتكلم في توحيد الألوهية، لأن توحيد الألوهية سيفرق الناس من حوله فهل هذا القول صحيح ؟
الشيخ : والله هذا يجب على الإنسان ينظر في الأمر ويسبر حال القوم، وهم إذا دُعوا أو إذا بُيِّن لهم توحيد الربوبية فلا بد أن الإنسان يستطرد ويقول مثلا هذا الرب الذي خلق كل شيء لا يجوز أن نسوِّي به غيره ممن لا يخلق شيئًا، كما قال عز وجل: (( أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون ))، لأنني أخشى إن استمر في تقرير توحيد الربوبية يعجز فيما بعد عن تقرير توحيد الألوهية فليطعم هذا بهذا كما كانت الرسل عليهم الصلاة والسلام إذا دعوا قومهم يقولون: اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت.

السائل : يا شيخ مرق لحم الإبل ينقض الوضوء أم لا ؟
الشيخ : أي نعم، مرق لحم الإبل لا ينقض الوضوء على القول الراجح، لأن النبي صلى االله عليه وعلى آله وسلم قال: ( توضؤوا من لحوم الإبل )، ولأنه لما أمر العُرنيين أن يذهبوا إلى إبل الصدقة ويشربوا من أبوالها وألبانها لم يأمرهم بالوضوء مع أنهم يشربون لبنه، فالذي ينقض هو اللحم سواء كان لحماً أحمر أو شحماً أو أمعاءً أو كرشاً أو كبداً أو رئةً أو قلبًا كل ما كان يؤكل من البعير فإنه ينقض الوضوء.

السائل : أرجو بيان كيفية قضاء الوتر لمن يفوته من الليل، فإن بعضهم يصليه بعد الفجر ثلاث ركعات؟
الشيخ : هذا غلط الوتر إذا طلع الفجر انتهى وقته، ويقضيه الإنسان في النهار إذا كان يوتر بثلاث في العادة فليقضيه أربعًا.
السائل : نعم.
الشيخ : وإذا كان يوتر بخمس فليقضيه ستاً، وإذا كان يوتر بإحدى عشرة فليقضيه اثنتي عشرة، ( لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غلبه وجع أو نوم صلى من النهار ثنتي عشر ركعة ).
السائل : يعني بتشهد واحد ولا اثنين؟
الشيخ : لا بتشهد واحد.
السائل : جزاكم االله خيرًا.
الشيخ : ولا يجوز بتشهدين لأنه لو فعله بتشهدين أشبه صلاة المغرب، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوتر بما يشبه صلاة المغرب.

السائل : يا شيخ الحائض هل تقرأ القرآن؟
الشيخ : الحائض لا تقرأ القرآن إلا لحاجة أو مصلحة، فالحاجة مثل أن تخاف من نسيانه أو تكون معلمة تقرأ القرآن على الطالبات، أو تكون متعلمة تسمّع المدرسة ما حفظت من القرآن هذه حاجة.
فإذا كانت هناك حاجة فلا بأس.
أو امرأة تخاف أن تنسى القرآن فلا بأس أن تقرأ القرآن، وما عدا ذلك فالأفضل أن لا تقرأ، ومن المصلحة والحاجة الأوراد يعني مثل آية الكرسي، سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس تقرؤها.

السائل : شيخ إذا دخل شخص في السنة الراتبة وتحية المسجد وأقيمت الصلاة هل يكمل الصلاة أم يقطعها؟
الشيخ : إذا أقيمت الصلاة والإنسان في نافلة سواء تحية المسجد أو الراتبة فإن كان في الركعة الثانية أتمها خفيفة وإن كان في الركعة الأولى قطعها، وربما يستأنس لهذا التفصيل بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة )، فهذا الرجل أدرك ركعة كاملة قبل أن تقام الصلاة، فيكون له الحق في أن يكمل صلاته، لكن تكون خفيفة، وأما إذا أُقيمت الصلاة ولو أنت في السجدة الثانية من الركعة الأولى فاقطعها بدون سلام، انو القطع وقم مع الناس.

السائل : حلف الشخص على شيء لا يملكه ما حكمه ؟
الشيخ : مثل؟
السائل : مثل أن يحلف عبدالله على أن يعطي خالد مالًا عند ناصر، شخص آخر، أن يأخذ عبدالله المال من ناصر؟
الشيخ : يعني قال لعبدالله : واالله لتأخذن المال من فلان .
السائل : نعم.
الشيخ : ولكنه لم يأخذ.
السائل : إذا فعلت يا عبدالله الشيء فإنك تأخذ المال من ناصر .
الشيخ : أجرة ؟
السائل : لا شيء حلف عليه ليس أجرة .
الشيخ : ما تصورت هذا.
السائل : الآن خالد ليس عنده مال، حلف على أن يأخذ عبدالله المال من خالد.
الشيخ : هم ثلاثة ولا اثنين ؟
السائل : ثلاثة هم، الشخص الذي حلف: حلف على عبدالله أن يأخذ المال من خالد.
الشيخ : وأخذه ولا ما أخذه؟
السائل : لا ما أخذها .
الشيخ : عليه كفارة يمين ، على الحالف كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.

السائل : يا شيخ أحسن الله إليك بعض الناس يستدل بالإسبال إذا كان غير خيلاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: ( إنك لست ممن يفعله خيلاء ) كيف نرد عليه ؟
الشيخ : نعم نرد عليه بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أسفل الكعبين ففي النار ) وقال: ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه ) هذا.
أبو بكر رضي الله عنه يقول: ( يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي عليَّ إلا أن أتعاهده ) يسترخي عليّ بدون قصد، ومع ذلك فإنه يتعاهده، فقال صلى الله عليه وسلم: ( إنك لست ممن يصنع ذلك خيلاء )، فنقول للرجل: إذا كانت حالك كحال أبي بكر لم تتعمد أن يكون الثوب نازلاً عن الكعب وإنما يسترخي عليك وترفعه، وإذا شهد لك الرسول صلى الله عليه وسلم بأنك لا تصنع هذا خيلاء فعلى العين والرأس، لكن أنَّى له ذلك ؟!
وهذا وأمثاله ممن يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق، يأتون بالمتشابه ويتركون المحكم كالذي يقول: إذا قيل له يا فلان هذا البيع والشراء الذي تستعمله ما يجوز، اسأل العلماء فقال: (( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )) ، هذا والعياذ بالله أنزل الآية بغير موضعها ، الآية في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا يسألون عن أشياء لم تحرم فتحرم من أجل مسألتهم أو لم توجب فتوجب من أجل مسألتهم، فهذا هو الذي وردت به الآية، أما الآن فيجب على كل إنسان ذكر له أن هذا واجب أو أن هذا محرم أن يسأل ويستثبت، وفي هذه الحال لا يعذر بالجهل، يعني: لو أنه مثلا فيما بعد فرط في واجب أو فعل محرماً وقد نبه ولكنه تهاون فهذا لا يعذر بجهله وذلك لتفريطه في عدم السؤال، عرفت؟
السائل هل عرفت؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب الحمد لله.

السائل : شيخنا الله يجزاك الجنة ويرفع منزلتك في الدنيا والآخرة.
الشيخ : وإياكم ومن سمع.
السائل : الآن في الصيف يا شيخ تعرض مكاتب الخطوط والسفريات تذاكر بالتقسيط، تأخذ هذه المكاتب التذاكر أو المقاعد تحجزها من الخطوط العامة وتزيد عليها مبالغ ثم تقسطها على من أراد أن يسافر، وهذا يكثر جداً في الصيف فنريد الحق في ذلك جزاك الله خير ؟
الشيخ : الحق إن شاء الله ما فيه شيء، أقول: أصل السفر إلى البلاد الأوروبية أو البلاد الغير أوروبية لكنها كلها خلاعة كلها فساد ، الخمر في الأسواق يباع علناً، النساء يتبرجن ويعرضن أنفسهن ليس بالقول ولكن بالفعل وما أشبه ذلك أرى أن لا يسافر أحد إلى هناك، لأنه سيخسر وقتاً وسيخسر مالاً وسيخسر خُلقاً فلا يحل له أن يسافر وهو على هذا الوضع أصلاً.
ثم يجب أن نعلم أن هذه المكاتب منها ما هو خبيث يسهل على الأغرار السفهاء الأمر ويقول: نعطيك تذكرة مؤجلة لإغرائه على السفر، فينبغي لنا أن نقف ضد هذا الرأي، وإلا فإنه لا بأس أن الإنسان يؤجر شخصاً بمئة إن كان نقدًا، وبمئتين إن كان مؤجلا ما فيه شيء، لكن أصل الغرض غرض سيء.
السائل : شيخ أحسن الله الحكم؟
الشيخ : لا أنا قلت لك: أصل السفر لا يجوز .
السائل : إذن هذه ما تعتبر أجرة الراكب، كيف يزيد عليه المبلغ ؟
الشيخ : ما يخالف أزيد عليك المبلغ لأني أجرتك ، الأجرة ، مثل ما لو قلت: هذا البيت أؤجره بألف ريال في السنة لمن أعطاني إياه نقداً، وبألف ومئتين لمن أعطاها بالتقسيط.

السائل : شيخ أحسن الله إليكم: إذا سقط الجنين قبل تمام أربعة أشهر هل تعتبر المرأة نفساء ؟
الشيخ : النفاس قال العلماء: يثبت إذا تبين في الجنين خلق الإنسان، ويتبين خلق الإنسان من ثمانين يومًا فما فوق، لقول الله تعالى: (( ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة )): المضغة تبدأ من ثمانين يوم فما فوق، يمكن يخلق، فمتى خلق وتميزت رجلاه ويداه ورقبته ورأسه صار الدم دم نفاس، وما قبل ذلك الدم دم فساد لا يمنع من صلاة ولا صيام ولا زوج.

السائل : شيخ أحسن الله إليك ما حكم التصرف في المال الذي أوصى به شخص أن يقدمه إلى غيره إلى أحد، فتصرف هذا الشخص دون إرادته، مثل أن كان في بقالة ولم يجد عنده مالاً، ووجد هذا المال الذي وكّل به لكي يسلمه فتصرف فيه علماً بأنه سيرده؟
الشيخ : هذا يسأل يقول: إنسان أُعطي دراهم ليسلمها لشخص، وقبل أن يصادف الشخص احتاج للدراهم، هل يجوز أن يستعملها في حاجته؟
فالجواب: لا، لا يجوز، وكان عليه لما أعطاه الدراهم أن يقول: أنا أخشى أن أحتاجها حتى يأذن له في التصرف فيها وأما بدون إذنه فلا يجوز .
السائل : ولو وثق من إعادته؟
الشيخ : وإن وثق لا يمكن أن يثق الإنسان ولا في درهم واحد، قد يموت الإنسان بغتة ويبقى الدين في ذمته والورثة ينكرون هذا .
السائل : ولو عند الحاجة؟
الشيخ : أبدًا ولو عند الحاجة، لو أكل الميتة ولا يأخذ.
السائل : لكنه تصرف به؟
الشيخ : الآن عليه أن يسترخص من صاحبه، فإذا أجازه فلا حرج.

السائل : ما هو الفرح الذي نهى عنه الشرع ؟
الشيخ : الفرح بالمعاصي هذا الذي نهى عنه الشرع .
السائل : بدون معصية يفرح كما شاء ؟
الشيخ : لكن لا يحمله الفرح على البطر والكبرياء وما أشبه ذلك فيحرم من أجل هذا.

السائل : إمام جمعة ليس له مكان ليحضر الخطبة إلا في المسجد، ويوم الجمعة يذهب إلى المسجد وله فيه زاوية أو مكان مناسب يذاكر فيه وأخيرًا يخطب هل في هذا بأس ؟
الشيخ : لا بأس به إن دعت الحاجة إليه، وأنت تقول: ليس له مكان أيت بيته ؟
السائل : بيته ما يمكنه أن يذاكر فيه.
الشيخ : ما يمكنه، طيب أين المساجد الأخرى ؟
السائل : المساجد الأخرى هي مساجد يعني.
الشيخ : أي يذهب إلى المسجد أحد المساجد.
السائل : مسجد آخر يعني؟
الشيخ : مسجد آخر ويهيء فيه الخطبة ثم يأتي إلى مسجده الذي يريد أن يخطب فيه في وقته.
السائل : جزاك الله خيرًا.

السائل : إذا قمت إلى فائتة من الصلاة، فهل ارفع يدي كالرفع لتكبيرة الإحرام؟
الشيخ : إذا قام المسبوق بعد سلام إمامه فلم أعلم في ذلك سنة، لكن بناء على أنَّ القيام للتشهد الأول ترفع فيه الأيدي فهذا مثله.

السائل : مسجد بني على قبر، والمصلي لا يعلم أن فيه قبر، أو يعلم ويجهل الحكم فما حكم صلاته سواء كانت كثيرة أو قليلة؟
الشيخ : إذا كان لا يعلم أن فيه قبرا فلا شيء عليه لقوله تعالى: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) .
السائل : طيب يعلم أن فيه قبر ويجهل الحكم ؟
الشيخ : أي نعم ، كذلك لو كان يعلم أن فيه قبراً ويجهل الحكم لا شيء عليه، لأن هذا فعل محرم جاهل، جهل وفعل المحرم، إذا كان عن جهل لا يؤثر.

السائل : أقول في تكملة للسؤال: هل إذا كان المسجد بني على قبر أو قبر أدخل المسجد على حد سواء؟
الشيخ : لا، إذا بني المسجد على القبر وجب هدمه ولا تصلح الصلاة فيه، وإذا دفن أحد في المسجد لم يجب هدم المسجد وإنما يجب نبش القبر ودفنه مع الناس، ثم الصلاة في هذا المسجد تكره، لكن لا يجعل القبر بينه وبين القبلة، أي نعم .
السائل : لا يقال إن الصلاة محرمة.

السائل : مس المرأة، إذا فعل ذلك بشهوة فهل يجب عليه الوضوء ؟
الشيخ : لا يجب عليه الوضوء ولكنه سنة، الوضوء سنة من مس المرأة بشهوة ويس بواجب .
السائل : جزاك الله خيرًا.
الشيخ : وإلى هنا ينتهي هذا اللقاء، نسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح.
سيؤجل اللقاء إن شاء الله تعالى إلى إشعار آخر، لأن الامتحانات قربت ولا نريد أن نشغل الطلبة بالحضور أو بالفوات.