الشيخ : ترى هذه التنظيمات قايمين على أساس ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)) ؟
السائل : على ما يقولون على دعواهم هم على دعواهم هم يقولون نعم
الشيخ : هذا جواب سؤالي أنا ؟
السائل : أنت تطلب رأيي أنا
الشيخ : ولاّ ؟
السائل : مش رأيهم هم
الشيخ : عرفتها ؟ وبتعرف وبتحيد ؟
السائل : ما أحيد إن شاء الله
الشيخ : لكان ليش بتقول على رأيهم ؟ وأنت تعرف إني بدي على رأيك
السائل : المشكله يا شيخ أنا وضحت لك في البداية ، إن شاء الله أنا أجلس بين يديكم وأكون متعلم إن شاء الله
الشيخ : بارك الله فيك ، نحن هاللغة هاي ما بنحبها ، أنك تجلس أمامي كأنك تلميذ ومطيع ماشاء الله إلى آخره ، هاللغة هاي ما بنحبها إطلاقا ، نحن بنحب المصارحة ، مافي فرق بيني وأنا شيخ كبير كما تراني وبينك وأنت شب ما شاء الله ناشئ كما قال صلى الله عليه وسلم ( وشاب نشأ في طاعة الله ) لكن بنحب نحن المصارحة ، أنت كان سؤالك شو رأيك في التنظيم ، عملت أنا محاضرة أن التنظيم قسمين و و إلخ وصلنا أخيرا لبيت القصيد، فكان البحث في التنظيمات القائمة الآن، وهالسؤال الأخير هو سؤالي موجه إلك مو إلهم
السائل : طيب تفضل
الشيخ : شو رأيك في تنظيم الجماعات الأخرى ؟ تركنا تنظيم الإخوان المسلمين هذا يحتاج إلى بحث خاص، هل الجماعات الأخرى قائمة على أساس (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) ؟
السائل : جوابي أنا ما أعرف، لأني ما أعرف ما يدرسون، يعني ايش يدرسون مثلا ما أعرف، يعني ربما مثلا
الشيخ : طيب خلاص ما تعرف، مو قلت ما تعرف ؟ كمان كلمة ما تعرف إذا شرحت ما فيها شرح
السائل : طيب أنا حسبت
الشيخ : كلمة بعرف هاي إلي بدها شرح، أما
السائل : أنا حسبت أني أذكر الدليل فقط
الشيخ : أنك ما بتعرف
السائل : إني ما أعرف
الشيخ : لا
السائل : يعني ليش ما أعرف عن ...
الحلبي : يا شيخ في نقطة مهمة في نفس الموضوع يعني حول سؤالكم ثم جوابه وما بني عليه، كان سؤالكم شيخنا في الواقع دقيق جدا كما هو العهد بكم ولله الحمد
الشيخ : عفوا
السائل : أن هل هذه الجماعة تبدأ كما بدأ الرسول عليه السلام بالتوحيد؟ فأخونا - جزاه الله خير - أجاب إنو تدرس كتاب الإيمان لمحمد ال... إلي هو العقيدة السلفية وكذا، وهذا ليس الجواب على سؤالكم
الشيخ : معليش بارك الله فيك نحن صرحنا له أكثر من مرة، هي حنتركها جانبا ولنا عودة إليها ، بدنا الجماعات الأخرى
الحلبي : ...
السائل : نترك الجواب لفضيلة الشيخ ، حتى يحكم من خلال كتاب الدكتور محمد نعيم ياسين وعن الجماعة
الشيخ : شوف يا أخي
السائل : إذا كان الكتاب يوافق عقيدة أهل السنة والجماعة فإذا ... بشكل بحث
الشيخ : أولا أنت مثل ما قلت إنه أنت لأول مرة بتجلس معنا
السائل : صحيح
الشيخ : لذلك اترك لي الأساليب الإخونجية
السائل : طيب ماشي
الشيخ : ما تقل لي فضيلة الشيخ، لأن هاي نحنا منشوفها بدعة خلي بالك هل سمعت فيما قد علمت أن أحدا من سلفك الصالح، من أبو بكر إلى الأئمة، كانوا يقولون لأحد منهم فضيلة الشيخ ؟
السائل : ما قرأت وما سمعت
الشيخ : ما قرأت
أبو ليلى : تعرف شيخنا فضيلة الشيخ ...
الشيخ : المقصود، أنت لا تعلم وأنا مثل حكايتك لا أعلم أن أحدا منهم كان ينادي العالم الفاضل، الخليفة الراشد يقوله فضيلة الشيخ، هذه لهجة خلفية ضد السلفية، إن كانوا هم قانعين فيها فهم وشأنهم (( لست عليهم بمسيطر )) أما نحن هذي ما نحبها، هم مثلا قد يحبون أنه إذا دخل رئيس الجماعة أو دكتور الجماعة أو شيخ الجماعة في مثل هالمجلس قاموا له قياما، صح ولا لا؟
السائل : نعم صدقت
الشيخ : أما نحن ما نحب هذا لأن منريد دائما كما قال الشاعر:
" فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح "
نحن نريد نتشبه بالسلف الصالح ولسنا منهم، شايف ؟ لكن بشارة الرسول تشجعنا على أن نكون مثلهم لعموم قوله عليه السلام ( من أحب قوما حشر معهم ) أو الحديث الذي هو أصح إسنادا ( المرء مع من أحب ) تعرف هذا الحديث؟
السائل : نعم
الشيخ : تعرف سببه؟
السائل : لا
الشيخ : آه، سببه رائع جدا، يقول أنس بن مالك كنا لا نسأل رسول لله صلى لله عليه وسلم متأدبين بأدب القرآن (( لا تَسْأ لُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ))، فلذلك كانوا يحبون يأتي رجل أعرابي من البادية مش مربى ولا هو كما يقولون اليوم في لغة العصر الحاضر متخرج من مدرسة الرسول عليه السلام بدوي أعرابي بيجي بيسأل يا رسول الله أين محمد ؟ بلهجة بدوية، فكانوا يحبون إنو يجي رجل من هؤلاء الأعراب يسأل الرسول منشان أيش هم يكونوا سليمين من مخالفة أدب القرآن وفي الوقت نفسه يتعلموا بطريق سؤال الغريب عن مدرسة الرسول عليه السلام كانوا يحبون هذا فجاء رجل فقال يا رسول الله، إني لست بكثير صيام وصلاة وعبادة ولكني أحب الله ورسوله، فقال عليه السلام ( المرء مع من أحب )، فقال أنس ابن مالك " فوالله ما فرحنا بشيئ كفرحنا بسؤال هذا الرجل للرسول وجواب الرسول في قوله ( المرء مع من أحب ) " ، فنحن نحب السلف الصالح ونحاول أن نتشبه بهم وسوف لن نكون مثلهم لكن كما ذكرت لك آنفا " فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إن التشبه بالكرام فلاح " ترى هل من التشبه بالسلف الصالح فضيلة الشيخ ؟ لا . يا أبا عبد الرحمن هيك السلف الصالح بيقولوا، أما فضيلة الشيخ ، فخامة فلان إلخ ما فيه . دخل فضيلة الشيخ قاموا له قياما، هيك كان محمد عليه السلام و هو سيد البشر أصحابه وهم خير البشر بعد الأنبياء والرسل جميعا ، هل كانوا يقومون للرسول قياما ؟ لا، هل الجماعات التي أنت تدندن حولها وتسأل عن تنظيماتها هم كذلك أم تستطيع أن تقول هنا لا ؟
السائل : لا أعلم
الشيخ : ولا تستطيع أن تقول لا أعلم
سائل آخر : أحدهم ما قام لما دخل الأمير فحوكم
الشيخ : هاه
سائل آخر : حوكم
الشيخ : حوكم؟
الحلبي : ايه، الله أكبر، (( ولا ينبئك مثل خبير ))
الشيخ : الله أكبر، ايه والله أهل مكة أدرى بشعابها، الشاهد بارك الله فيك الآن هذا الكتاب كتاب الإيمان تأليف مين الدكتور فلان، طيب قبل هذا الكتاب ما هو الكتاب الذي كانوا يقرأونه ؟ ما تعرف، لكن غيرك يعلم ولو أنك قلت لا كتاب لكنت تعلم الحقيقة، الإخوان المسلمين كجماعة قديش عمرهن ؟
السائل : ...
الشيخ : بلاش تفصيل قديش عمرهن؟ قل خمسين ستين سبعين نعم؟
السائل : ... في الأردن ...
الشيخ : ليش هلأ، سبحان الله في الأول بدأت بحسن البنا وانتهيت إلى الأردن، ايش هالتناقض هذا البعيد
السائل : ...
الشيخ : أنا قلت الإخوان المسلمون مش الإخوان المسلمين في الأردن، سبعين سنة ؟ تقريبا
السائل : وأنا ما فهمت يعني الأخوان المسلمين أين تريد ؟
الشيخ : اه شوف يعني أنت راح تخليني أغير ظني فيك أعطي بالك، تعرف ليش ؟
الحلبي : بيبطل شيخنا بيبطل
الشيخ : بيبطل، لأنك هلّأ بدأت تدخل في الجدل
السائل : لا أعوذ بالله
الشيخ : هو لهذا أنا أقول لك بدأت تجعلني أغير نظرتي فيك، أنا شوف كان سؤالي إلك ؟
السائل : متى يعني الإخوان المسلمين نشأت أو متى حركتهم كانت
الشيخ : متى كم بقى عدد الإخوان المسلمين، طيب هل الإخوان المسلمون هم جماعة واحدة ولا جماعات ؟
السائل : جماعة واحدة
الشيخ : ومنهج واحد ولا مناهج ؟
السائل : منهج واحد إن شاء الله
الشيخ : طيب فإذا أنا سؤالي عن جماعة واحدة بمنهج واحد، كم مضى عليها ؟ ليش أنت بقى تتفلسف علي أنا ؟
السائل : أعوذ بالله
الشيخ : ما فهمت عليك أنت بتقلي جماعة الأردن ولا سوريا ولا، شو بدك بهالتفاصيل هذه ؟ أنا سؤالي الإخوان المسلمون كم مضى عليهم؟ عفا الله عما سلف، منيح؟ عفا الله عما سلف
السائل : أكرمك الله
الشيخ : كم؟ كم مضى على الإخوان المسلمين؟
السائل : ما يقارب السبعين سنة
الشيخ : أحسنت، في هذه السبعين سنة هل درسوا عقيدة التوحيد ؟ فيما تعلم
السائل : لا أعلم شيء إلا في الوقت الحاضر، وعن الجماعة أيضا في الزرقاء، يعني بالتحديد أريد أن أحدد لك حتى يعني أنا حكمت عليهم بما أعرف .
الشيخ : أسالك الآن سؤالا، هل يجوز لمسلم نابه ينضم لجماعة ما يعرف منهجهم ما يعرف تاريخ حياتهم ما يعرف فكرتهم ما يعرف دعوتهم ؟ طبعا سيكون الجواب لا، ولا في احتمال إنو يكون بلى ؟
السائل : نعم يجب أن يعرف منهجهم وعقيدتهم
الشيخ : حسنا، فأنت الآن تتكلم عن الإخوان المسلمين كفرد منهم ولا خارج عنهم ؟
السائل : أتكلم عن الإخوان المسلمين كجماعة كاملة
الشيخ : حيدة
السائل : حيدة ؟
سائل آخر : أنت منهم ولا خارج عنهم؟
السائل : أنا؟
الشيخ : ولا أنا ؟ مش أنا
السائل : أنا مش منهم، أنا مش داخل تنظيم الإخوان المسلمين
الشيخ : نعم؟
السائل : أنا مش من داخل تنظيم الإخوان المسلمين
الشيخ : إذن ما بتعرفهم
أبو ليلى : شيخنا كثير من الشباب بيقول نحن مش مع الإخوان لكن كما يقال قلوبنا معلقة معهم وعواطفنا ...
الشيخ : يا أخي مادام مانك من الإخوان ما راح تستطيع تتكلم عنهم بارك الله فيك، لأن الإخوانجي في الصميم القح وما أقول المر ما بيستطيع يتكلم عن الإخوان المسلمين، أنا راح أقول لك شيء الآن
السائل : تفضل
الشيخ : لأن الإخوان المسلمين إلي هن جماعة وحدة ومنهج واحد الأمر ليس كذلك
سائل آخر : ...
الشيخ : نعم؟
سائل آخر : حق هذا .
الشيخ : أنا ما أفعل كما فعل هو، أنا قد أكون ابن الإخوان المسلمين لكن لست منهم، لماذا ؟ لأني خالطتهم وعاشرتهم وعرفت دخائلهم وعرفت حقيقة دعوتهم إلى آخره، الإخوان المسلمون في سوريا طائفتان، أنا أقدملك حقائق واقعة مش خيال، الإخوان المسلمون في دمشق الشام سلفيون في الفكر وفي المنهج العلمي، لكن هم حزبيون إخوان مسلمون، الإخوان المسلمون في حلب ودير الزور صوفيون يؤمنون بالمشايخ الصوفية إذا شافوا واحد ماشي عاريا في الطرقات اتركوه هذا، هذا من أهل الله، الإخوان المسلمون، رئيس حزب الإخوان المسلمين في دير الزور ذكروني شو اسمه صاحب كتاب رسالة غيرة حق ايش ؟
الحلبي : الهويدي
الشيخ : الهويدي ، لا لا حسن، مو هيك ؟ حسن، شو اسم الكتاب الوجود حق، هذا الكتاب يرحمك الله هذا الكتاب له قصة طبعه صاحبنا القديم زهير الشاويش قلت له شو قيمة هالكتاب هذا ؟ هذا الكتاب يقرر عقيدة المشركين، ما بيزيد على إنه يعني يثبت عقيدة المسلمين التي هي تؤكد عقيدة المشركين (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض )) فقلت أنا لذاك الرجل أبلغ المؤلف هذا الكتاب لا يفيد إلا إذا ضممت إليه توحيد الألوهية، توحيد العبادة، توحيد الأسماء والصفات، ولا أيش تثبت أن الله هو خالق الكون؟ البشر كله إلا من شذ من الدهريين والملاحدة بفطرتهم التي فطرهم الله عليها يؤمنون بهذا الذي تضمنه هذا الكتاب، لشو هالجهد ! هذا الرئيس هذا كان هناك في دير الزور رجل يمشي ولعابه يسيل، ربما لبس بتقولوا دشداشة تكشف عن عورته هذا لا تنكروا عليه، نحن نعرف من هذه الحقائق الشيء الكثير، والاخوان المسلمون في دمشق يقرؤون كتاب فقه السنة لسيد سابق ولعلك تعرف سيد سابق كان من خواص جماعة حسن البنا رحمه الله، كتابه هذا في دمشق يقرأ لماذا ؟ لأن الدعوة السلفية في دمشق قائمة على ساق وقدم ويؤيد من يدعو إلى الدعوة السلفية هذا الكتاب وهو الألباني، أما في حلب ودير الزور فالذين يقرؤون هذا الكتاب وهابية
السائل : يا الله
الشيخ : نفس الإخوان المسلمين على طرفي نقيض
الحلبي : أبو غدة
الشيخ : هو ، مرة كنت في دير الزور أحكي هذه القصة لتعرفوا أن التنظيم الآن الذي نتحدث عنه، فيه عندنا ما هو أهم من ذلك بكثير، التوحيد معنى (( فاعلم أنه لا اله إلا الله )) جماهير المسلمين من الإخوان المسلمين فضلا عن غيرهم لا يعرفون معنى هذه الكلمة الطيبة، كنت مرة سهران في بلدة هي سبق ذكرها آنفا دير عطيه، وإذا بدل أن يطرق الباب تطرق النافذة وهي على جادة من الشارع فخرج المضيف إلي كان جالس معنا لينظر من الطارق وإذا نسمع صوت ترحيب بالغ أهلا وسهلا ومرحبا إلى آخره، نحن جالسين هون بقى ما كدنا نصدق مين هذا الضيف الكريم إلي بدو يدخل علينا الآن، وإذا به لما دخل فوجئت به كما فوجئ هو بي
السائل : سبحان الله
الشيخ : وجلس تجاهي بلا تشبيه مثلك أنت، لكن هو ماذا فعل ؟ ما فعلت أنت مثل ما وجهت سؤال، صار يسجد، يسجد عالأرض يعني يوهم الناس الجالسين انه هو مو بهالدنيا إلي انتو عايشين فيها، هو مع الله هو راكع ساجد إلى آخره، وفوق هالهوبنة هي بيسموها عنا بالشام صار يحكي كلام ماله إيش معنى ، بيض ، باذنجان وهالكلمات هي يعني شو بيقولوا النحويين هالجملة غير تامة، جملة غير تامة
سائل آخر : لا محل لها من الإعراب
الشيخ : آه؟
السائل : لا محل لها من الإعراب
الشيخ : لا محل لها من الإعراب، أنا عرفت الرجل أنه عم يدجل عالحاضرين وهو جارنا، أنا كان لي دكان ساعاتي بصلح فيه ساعات جنب مني مسجد عمره ما دخل مسجد دائما يقعد ... الزاوية من المسجد ... يعني جوزة، يقعد عيونه صفراء الله أعلم من ما بيشرب حشيش، في رمضان علنا بيشرب سيجارة ولا أحد يعترض عليه اطلاقا، ليه؟ هذا من رجال الغيب
السائل : واصل يعني
الشيخ : واصل، واصل نعم ولكن إلى جهنم
السائل : والعياذ بالله
الشيخ : المقصود فهو بيعرفني وأنا بعرفه فلذلك لما وقع بصره علي عمل حاله انه غايب، أنا ارتجلت كلمة بساعتها عنوانها أي نعم الآية الكريمة
السائل : (( ألا إن ))
الشيخ : أي نعم (( ألا )) إيش؟
السائل : (( ألا إن أولياء الله ))
الشيخ : (( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) من؟ (( الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ))، وبدأت بقى أقول من هو المؤمنون والعمل الصالح إلى آخره كلام طويل جدا، بعد ما انتهيت من المحاضرة أنا فهمت أنو صاحب الدار مضيف مغرور مغشوش بهذا الرجل يؤمن بأنه فعلا رجل صالح، بعد ما ألقيت المحاضرة شو بيقول لي؟ بيقول لي والله يا أستاذنا ... كنا من قبل نعتقد، لكن عندنا شيخ هنا كان اسمه الشيخ عبد القادر، ايش عبد القادر والله نسيت والله، المهم درس في الأزهر الشريف عشرين سنة يا أستاذ، قديش بقى على طريقة صاحبك هذاك يكون تفقه ، عشرين سنة بعدين إجا لدير عطيه وصار يعظ الناس ويرشدهم ويعلمهم، يلقي دروس في المسجد وسهرات في المجالس إلى آخره، قال مرة من المرات أعطانا درس قال لنا إذا شفتوا إنسان بيسب الله بيسب الدين ما بيصلي معلق الصليب في رأسه إصحو تنكروا عليه هذا بيكون من رجال الله، والحجر إلي ما بيعجبك بيفجك، الحجر إلي ما بيعجبك بيفجك إصحى تنتقده وتنتر له، وحكى لهم من جملة ما حكى لهم من الأدلة القوية في إقناع الجمهور المضلل من أمثال هذا الشيخ قال كان هناك رجل من كبار العلماء الأفاضل يطوف على الأسواق كمحتسب يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فوقف على دكان بقال وإذا به يراه يبيع الحشيش المخدر فأنكر عليه ونهره إلى آخره ما تخشى الله ما تتقي الله إلى آخره، لسه ما أكمل كلامه إلا صار كالبهيمة لا يعي عن شيء، معه تلامذته فوجئوا بهذه الظاهرة العجيبة ساقوه كما تساق الدابة، هذا الرجل العالم الفاضل بسبب أنه أمر ذلك الرجل بالمعروف ونهاه عن المنكر ...، بطبيعة الحال تلامذته بيغاروا على شيخهم بدهم يشوفوا له علاج صاروا يسألوا، دلوهم على رجل يسمى بذو الجناحين، يعني من أهل الظاهر وأهل الباطن، تعرف عنهن شي هدول ؟
السائل : لا
الشيخ : لا أهل الظاهر تعرف ولا أهل الباطن ؟ راحوا لعنده حكوا له القصة إنتم أصبتم برجل من أهل الله، هذا البقال رجل من أولياء الله ولذلك أصيب عالمكم بما أصيب لازم تعاودوه وتروحوا لعند هذا الولي تسترضوه حتى يطيب قلبه على عالمكم حينئذ يرجع حاله، هلأ هذا بقى البقال هالي قال إنه ولي أنا بسميه بالولي الحشاش، فأخذوا الرجل العالم إلى الولي الحشاش بائع الحشيش يعني إنه ما يكون يشرب بيكفي إنه بيبيع ما بيجوز لغة إنه يقال
سائل آخر : بيجوز أستاذ ...
الشيخ : بيجوز، المقصود صاروا بقى يتدخلوا عليه ويترجوه إنه أنت بتعرف إنو شيخنا عالم قاضي وكذا آمر بالمعروف وناهي عن المنكر بس ما تؤاخذه هو مش عارف مقامك هيك قالوا هذاك ذو الجناحين، فما زالوا به حتى طاب ايش قلب الولي الحشاش على العالم الفاضل مثل واحد كان فايق واستيقظ، وعرفوا كرامته وبوضعه فبدأ هو بدوره يعتذر للولي الحشاش، لسه ما كملت القصة، رجع بقى الولي الحشاش يقول للشيخ يا شيخ أنت بتظن أن أنا فعلا ببيع حشيش مخدر؟ أنا ببيع حشيش مخدر ظاهرا أما حقيقة و باطنا أي إنسان محشش فعلا بياخذ قطعة صغيرة من الحشيش بيبطل يحشش.
قال لهم بقى شيخ القرية من دير عطيه شفتو هذا رجل شافه العالم بياع حشيش ما بيجوز هذا حرام لكن الحقيقة خلاف الظاهر لذلك لا تنكروا على هدول الجماعة الدراويش، رئيس الإخوان المسلمين في دير الزور كان يؤمن بأحد هؤلاء المجاذيب إلي عاملين حالهم من أولياء الله، والعالم الإسلامي اليوم يوجد من أمثال هؤلاء الشيء الكثير الكثير جدا، وين التنظيم إلي بيفقه المسلمين أولا بمعرفة شهادة لا إله إلا الله والشهادة الثانية وأن محمدا رسول الله، و أنه الشهادة الأولى تستوجب عبادة الله وحده لا شريك له وما ينظروا للأولياء والصالحين، ما يوقدوا الشموع ما يتوسلوا بهم فضلا إنو ما يجوز الانشغال بهم، كل هذه المسائل لا تبحث في مراكز الإخوان المسلمين وفي إلي بيسموهم ايش ...
سائل آخر : شعبهم
الشيخ : شعبهم نعم، أبدا هذه القضايا لا تناقش
سائل آخر : وفي الزوايا
الشيخ : فإيش فائدة ، بارك الله فيك، هذه التنظيمات ؟ لذلك أنا قلت النتظيم الآن هو ينبغي أن يدور على تعليم المسلمين دينهم قبل أن يدخل فيه ما دخل من انحراف سواء في العقيدة أو في العبادة أو في الأخلاق والسلوك، هذه الجوانب اليوم قلما تدرس في الجماعات والأحزاب، خذ لك الآن جماعة التبليغ قديش هم نشيطين ؟
السائل : جدا
الشيخ : جدا، لكن شو بيدرسوا هالناس؟ الغيبة والنميمة والكذب والصدق والى آخره
السائل : ...
الشيخ : أشياء كل المسلمين جميعا يعرفونها هذا واجب وهذا محرم، لكن هم بحاجة إلى تذكير وتوعية صحيحة، لكن هي هناك ما هو أهم من ذلك تفهيمهم أشياء فهموها معكوسا تماما كالتوحيد، كمعنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، قلنا شهادة لا إله إلا الله تستلزم الإيمان بأنه الخالق وحده لا شريك له وبأنه معبود وحده لا شريك له في العبادة وبأنه له الأسماء العليا والصفات التي تليق بعظمته وجلاله لا يشاركه فيها أحد ، وأن محمداً رسول الله لا يتبع سواه ، فكما أن الله يوحد في هذه الأنواع من التوحيد ، كذلك رسول الله يوحد في الاتباع ، لا يتبع مع رسول الله أحد ، وين هالمعاني في هالجماعات هدول؟ شاذة، فلتانه إذا كان فيهم من يفهم هذه النواحي فليس بسبب انه استفادها من تحزبه ومن جماعته وانما هذه وردت من خارج الجماعة
السائل : أو دراسته على نفسه
الشيخ : نعم؟
السائل : أو دراسته على نفسه
الشيخ : أو دراسته بنفسه نعم، مش على نفسه
السائل : ... ، شيخنا ... .
الشيخ : جزاك الله خير، نعم
السائل : منَّ الله عزّ و جل ّعلى المسلمين بوجودكم
الشيخ : عفوا

مشهور : منّ الله عزوجل على المسلمين بوجودكم
الشيخ : عفوا .
مشهور : وفتحتم أعينهم إلى تحقيق الأمور وإلى الأخذ بالكتاب وصحيح السنة وهذه والله فائدة عظيمة جدا، ولا أشك أن هذا النفع ليس قاصرا على أناس معينين وإنما هو عام لجميع المسلمين، وبما أن الكلام كان عن جماعة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص، فأنا أعلم علم اليقين أن أعدادا كثيرة من شباب الإخوان المسلمين يحترمونكم ويتابعون تحقيقاتكم ومؤلفاتكم، ومن خلال معرفتي أستطيع أن أقول أن الإخوان المسلمين ثلاثة أقسام، القسم الأول القسم التقليدي وهو الذي يهمه الاسم والتحزب ذات التحزب من غير انتباه لشيء آخر، والقسم الثاني وهى المدرسة الخطيرة التي بدأت تتفشى في صفوفهم وبدأت تقعد لها القواعد وبدؤوا يدعون إلى أمور واضحة محددة ، وأخذوا يخرجون من الضبابيات والعموميات التي كان عليها أسلافهم ولكن للأسف ابتعدوا عن الجادة فجمدوا النصوص وألغوها بعقولهم ونادوا بعلمانية جديدة
الشيخ : الله أكبر
مشهور : ولا يعنيني هذا القسم ولا القسم الذي قبله وإنما الذي أريده من شيخنا جزاه الله خيرا أن يوجه كلمة إلى القسم الثالث من الأخوان و لهم وجود ، وهذا القسم إن جاز أن نطلق عليه تسمية فنسميه بالقسم الأصولي أو القسم الذي يقف وهو الوقاف على النصوص الشرعية والذي يهمه في الحقيقة دين الله عزّ وجلّ وعندهم حرقة على الإسلام وكذلك يتابع ويقف على الصواب من أقوال أهل العلم، ولذا المطلع على أحوال الإخوان يعلم أن فيهم أصواتا صادقة مخلصة تنادي بالحاكمية لله عز وجل وتحارب الخرافة وتحارب الأمر التقليدي الخاطئ وتحارب الأصوات الآثمة التي ترتفع من هنا وهناك لطمس معالم الحق ولطمس رموز الحق وللكلام في هذه الرموز، فنرجو من شيخنا جزاه الله خيرا أن يوجه إلى هؤلاء كلمة عسى أن ينتفعوا به إن شاء الله وجزاكم الله خيرا .
الشيخ : جزاك الله خيرا على هذا البيان الذى حقيقة يعبر عن أفراد الإخوان المسلمين المتكتلين تحت هذا الاسم، وأنا بفضل الله عز وجل أعرف هذه الحقيقة ولذلك وأنا في دمشق كنت كما ألمحت قبل دقائق أننى كنت مع الأخوان المسلمين هناك في دمشق وكأنني واحد منهم حيث يتوهم الجمهور لكثرة مخالطتي إياهم ومصاحبتي إياهم حتى في الرحلات إلى بعض القرى وبعض الجبال وتحت المخيمات التي كنا نبيت معهم فيها الليالي ذوات العدد لعلمي أن فيهم استعدادا لتقبل دعوة الحق دعوة الكتاب والسنة وأنا كنت ولا أزال أقول أن جماعة الإخوان المسلمين هم يهيئون أفرادهم لتقبل الدعوة السلفية أما هم لا يستطيعون أن يحققوا هذه الدعوة في صفوفهم لأنهم تبنوا منهجا قائما على ما يسمى أو يمكن أن يسمى بالتكتيل والتجميع ثم التثقيف أما نحن معشر السلفيين، فمنهجنا على خلاف منهج الإخوان المسلمين ومن هنا يحصل الخلاف، نحن منهجنا يقوم على قاعدة ثقّف ثم كتّل خلافا لهم حيث قام تكتلهم على أساس كتل ثم ثقف ثم لا ثقافة ، ولذلك كان السؤال السابق مضى على الإخوان المسلمين نحو سبعين سنة وهم في ثقافتهم ومعرفتهم بالإسلام كعقيدة كأحكام كأخلاق وسلوك لا يزالون كما كانوا من قبل ذلك لأنهم لا يعنون بالثقافة الإسلامية بعامة فضلا إلا كأفراد ، وأنا أتكلم الآن عن جماعة وعن منهج فضلا عن أن يهتموا بالثقافة الإسلامية الصحيحة ولذلك وأنا كنت أجد أرضا خصبة في جماعة الإخوان المسلمين هناك في دمشق الشام ونفع الله بهذه الدعوة ما شاء أن ينفع وكبار شخصياتهم وبعضهم لا يزال في قيد الحياة منهم مثلا عصام العطار الذي كان سنين معينة رئيس الإخوان المسلمين في سوريا وكان من الذين يحضرون الدروس هناك فهو من حيث الثقافة الإسلامية فهو سلفي العقيدة لكن لا يزال منهجه منهج إخوان مسلمين والفرق بين منهجنا ومنهجهم ، منهجنا علمي منهجهم حزبي فهم يحثون على التجميع ما لا نحرص نحن عليه ، ونحن نحرص على التثقيف ما لا يحرصون عليه لذلك فهم قد أوجدوا فراغا لواحد مثلى أن يعمل معهم في حدود الثقافة الإسلامية الصحيحة ولذلك كنت معهم كأني واحد منهم ، كذلك عندما جئت إلى هنا إلى عمان ولعل بعض الإخوان ما أدري من يكون يذكرون أن مركز الإخوان المسلمين في الزرقاء فتح لي وألقيت هناك كلمة وربما أكثر من كلمة ولكن لما شعر الرؤوس هناك بأن الأخوان بدؤوا يتأثرون بثقافة الألباني ودعوة الألباني خشوا أن ينسحب منهم بعضهم فيقل تكتلهم وتجمعهم ولذلك لم يعودوا فيما بعد يعرضون علي أن ألقي ما قد ألقي عليهم من علم ، وأنا لا زلت أمري وسهراتي التي هي ليست منظمة ولكنها منظمة بطريقة أو بأخرى، الشاهد سكنت هنا استوطنت عمان وبدأ نشاطي كما كان هناك في سوريا وبدأ أفراد الإخوان المسلمين يترددون على سهراتي وعلى جلساتي ومنهم بعض رؤوسهم وخاصة منهم الشيخ عبد الله عزام الذي صار فيما بعد دكتورا ورحمه الله تبارك وتعالى فقد كان يحضر ومعه دفتر صغير وقلم ناعم مثل حكايته رحمه الله ويكتب رؤوس أقلام مما يسمع من الألباني لكن الدائرة أو الإدارة الحزبية ما راق لهم ما يبلغهم من إقبال الشباب الإخواني على دروس الألباني خشية أن يتأثروا بدعوته، ما بال دعوته ؟ دعوته تفرق، ولذلك من منهج الإخوان المسلمين الذي اقتنعوا به أن هذه دعوة حق ولكن نحن الآن بحاجة إلى التكتيل والتجميع ، ما فائدة هذا التكتيل والتجميع ؟ الوصول إلى البرلمان، ما فائدة الوصول إلى البرلمان ؟ قال بدهم يغيروا النظام، وهاتوا ايش غيروا من النظام؟ كانوا هنا ولا في سوريا تغيروا هم ، المقصود أنت لا تدري باعتبارك بعد شاب ما أظنك أدركت تلك السنين ، صدر قرار من الأخوان المسلمين بمقاطعة الألباني ومقاطعة مجالسه وإذا لقي في الطريق لا يسلم عليه ولا على أحد ممن يشتهر بأنه من جماعة الألباني خاصة كصهري المعروف لبعض الحاضرين نظام سكجها وأنا لقيت الشيخ عبد الله عزام في تلك الآونة في مجلس صهيب الذي كان إمام عبد الفتاح عمر ، رأيته خارج المسجد وهو يهم بالنزول من الدرج سلمت عليه وقلت ما هذا يا أستاذ وين أنتم جماعة يعني وسعكم منهاجكم الواسع إن تدخلوا الشيعة فيكم، ما بالكم قاطعتم قاطعتمونا وأعلنتم ذلك بين الشباب، ماذا فعلنا معكم؟ قال المسكين سحابة صيف عما قريب تنقشع، قلنا خير إن شاء الله، مضى نحو سنتين وهم ملتزمون هذا القرار، وفى أثناء ذلك أعرف يقينا يا أستاذ، كنت أتردد على البقعة وبعض الأخوان يمكن يعلمون هذا، وكنت أشعر أن في الجلسة أخوان مسلمون يخالفون القرار لأنه غير عملي ، لأن هؤلاء الذين فرض عليهم هذا القرار يعلمون أن هذا لا وزن له من الناحية الإسلامية أبداً ، وإنما هي الحزبية العمياء ثم ذهب مفعول هذا القرار الجائر، فأنا أعرف جيداً أن أفراد الإخوان المسلمين لو خير بين شيئيين إما أن يفسح المجال للألباني أن يذهب إلى مراكزهم ومجالسهم، أنهم يعلمون أن الكثير منهم سيستجيبون لدعوة الحق أو أن يسمحوا لهم بأن يحضروا مجالس الألباني، لكن لا يفعلون لا هذا ولا هذا، وهذا من شؤم التحزب وشؤم التكتل الذي يفرق الجماعة الإسلامية، بينما هم يريدون فيما يدّعون تجميع الناس لكنهم في واقعهم هم يفرّقون ولذلك فلم يبقى لدينا - بارك الله فيك يا أستاذ - سوى الكتابة التي نتفرغ لها ونستطيع أن نوجه بعض المعلومات إلى العالم الإسلامي كله، أما هم لو فتحوا لنا أبوابهم لشكرناهم على ذلك ولذهبنا إليهم بقدر ما يساعدنا وقتنا على ذلك، فأنا من أعرف الناس بأن فيهم شبابا يستعدون كل الاستعداد لتقبل دعوة الحق هذه، ولكن حيل بينهم وبين الدعوة الحزبية العمياء هذه، فما إحسان الظن بدعوة الإخوان المسلمين دعوة تريد تبصير الناس بواقعهم وإعادة الدولة الإسلامية إلى ما كانت عليه من قبل، دعاوى هي بلا شك دعوة كل مسلم ولكن
" والدعاوى ما لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء "
فأسأل الله عز وجل أن ييسر لنا أن نتصل بأي سبيل بكل الأخوان الذي يجمعنا معهم الإسلام بغض النظر عن حزبياتهم وعن تكتلاتهم ، ولكن الأمر كما قيل :
" ما كل ما يتمنى المرء يدركه *** تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن"
يبدو إنك إنت محوش أسئلة كثيرة

أبو ليلى : شيخنا، قبل أن تتم حديثك شيخنا عفوا، تذكر مرة كنا برضه في مسجد صهيب الذي هو تقريبا بين الرابع أو بين الخامس والسادس، كنا مدعوين إحنا وإياك في بيت أحد الأخوة فالتقيت يعني بعدما خرجنا من الصلاة، وجدتك مع أحد الرجال السوريين وهو يعني رجل طويل وأشقر فبعد ما انتهيت معه من الحديث وجئت أنا في نهاية الحديث سألتك من هذا فأنت قلت لي هذا يعني من الأخوان المسلمين كان عرض عليك تجلس معاهم تذكر هذا شيخنا ؟
الشيخ : لا والله ما أذكر.
السائل : فأنت طبعا أنا أذكر حديثك إلي
الشيخ : ايه
السائل : هذا الأخ كان عرض عليك أنك تجلس معهم حتى أن توحدوا الجماعة وتنتهى هذه الأمور والخلافات بين السلفيين وبين الأخوان المسلمين وتكونوا كلكم يد واحدة وكذا فأنت قلت أنا موافق على هذا ، فذهب إلى القوم وقال لهم الشيخ موافق ، فعاد لك أنهم برضهم موافقون ، ولكن في نهاية الحديث إنو أنت اشترطت عليه التسجيل ولما علم بهذا الخبر ذهب إلى قومه ولم يعد حتى التقينا معه في ذلك اليوم.

مشهور : ... والإشكال ليس شكل لفظيا ، بلا شك أن علة الدعوات ولا أقول الجماعات لأن التنبيه على لفظ الجماعات، علة الدعوات أنها طرحت نفسها محطا للولاء والبراء ، وأن الولاء والبراء أصبح على ذاتها وعلى اسمها وكأننا نشارك في ذلك لما نقول جماعات، وما أدري لو أننا قلنا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم جماعة المسلمين ولا يوجد في المسلمين جماعات، وكلهم جماعة واحدة ولفظ جماعات بهذا المفهوم الذي يعطى هذا المدلول بهذه الطريقة فيه شيء من فيه مخالفة وينبغي أن تهجر وينبغي أن لا نتسمى إلا جماعة المسلمين أعني بكلمتي أستاذي أن نهجر كلمة الجماعات إسلامية ، وأن ننادي بما نادى به الشرع ، كلنا جماعة، جماعة واحدة وما عدا من ذلك فلنعطها أسمائها إما أن تكون دعوات إما أن تكون فرق كانت ضالة بعيدة وإما أن تسمى أحزاب وإما أن تسمى حركات أما المسلمون جماعة واحدة شئنا أم أبينا ، الحقيقة وجدنا شيخنا وجدنا والكل يعلم هذا في مساجد المسلمين تناحرات غريبة عجيبة ، وأحيانا يصل يعني قد تصل الأمور إلى ما لا يوصف
الشيخ : نعم ،نعم
مشهور : ... كل إنسان فما أدري هل نبقى نردد لفظ جماعات وهل ترون مشروعية هذه اللفظة مع إعطائها كل هذا الظل المعروف المشاهد آثاره السيئة في الأمة ؟
الشيخ : والله هذا كلام جيد يا أستاذ ولكن ما أظن يساعدنا عليه الواقع، ما أشك بأن لفظة جماعات لا تختلف من حيث مخالفتها للأدب الإسلامي عن استعمال الأحزاب أليسوا سواء ؟
مشهور : نعم
الشيخ : لكن الواقع أليس هناك أحزاب ؟
مشهور : يوجد .
الشيخ : فإذا أردنا نحن أن نعبر عن هذه الأحزاب بدنا نقول أحزاب لأن هذا هو الواقع ولكن هذا الواقع يجب أن لا يكون كذلك، فإذن أحزاب جماعات فرق، كلها ألفاظ غير مشروعة وتحقيق هذه الألفاظ هي أبلغ في عدم المشروعية فلو أن الواقع كان جماعة واحدة وحزباً واحداً وفرقة واحدة حينئذٍ يرد هذا الكلام ويكون مقبولا لا مناص منه، ولكن إذا أردنا أن نعبر عن هذا الواقع الذي لا يؤيده الشارع كيف يكون تعبيرنا ؟
مشهور : وصف واقع، كلمة جماعات وصف واقع
الشيخ : هذا هو
مشهور : مناحرات طويلة
الشيخ : آه مناحرات هذي في الواقع
مشهور : في داخل الحزب الواحد يثار كلام طويل ، ويهدر وقت لا يعلمه إلا الله عز وجل، من الجماعة القريبة ؟ وما شابه ذلك ما لا يخفى على احد، وبلا شك كل هذا الكلام يعني هباءاً منثورا لأن لا يعلم جماعة الأبدان وإنما الجماعة كما قال الإمام الشافعي جماعة أفهام ، فالأصل أن يجتمعوا على فهم واحد لا على أن يكون كما تفضلتم وقلتم الهم هو الأعداد وما إلى ذلك، ولكن يعني هل التنبيه لو يصل إلى الناس جميعا حتى إليهم أنفسهم أنكم مهما فعلتم، ومهما ومهما فينبغي أن يبقى لغيركم حقا عليكم وهو حق الأخوة الإسلامية العامة وحينذاك يسهل الخطب وعلى الأقل تفتح قنوات ، وإذا فتحت قنوات ، يسهل إن شاء الله ما بعد ذلك .
الشيخ : يعنى إذًا نحن ننبه أنه لا ينبغي أن يكون الواقع الذي يضطرنا إلى أن نعبر عنه بألفاظ لا يرضاها الشارع ، هذا أمر طيب، وجزاك الله خيرا.
الحلبي : سبحان الله شيخنا والاصطلاحات لها أثر كبير في تغيير الحقائق الشرعية
الشيخ : فعلا سبحان الله
الحلبي : ورحمة الله على شيخ الإسلام
الشيخ : الله يرحمه
الحلبي : وتلميذه ابن القيم يركزان جدا على هذه القضية
الشيخ : ما شاء الله
الحلبي : الله أكبر
الشيخ : رحمهم الله، طيب إذا كان عندك سؤال مختصر ولا نمشي إن شاء الله ؟

السائل : إن شاء الله تعالى في سؤال عندي ... فيه كثير من طلاب العلم يعني يقولون عن مشايخهم أنهم أعلم شئ، ماشي؟ طبعا في مشايخ كثير وفي طلاب علم كثير ، يعني مثلا الآن لو سألنا الشيخ على الحلبي شو رأيك من أعلم واحد بالحديث أنا متأكد إنه راح يقول الشيخ ناصر الدين الألباني في الحديث
الحلبي : طبعا
السائل : ماشي
الشيخ : ولو عكس عليك السؤال علي وقال لك أنت شو بتقول مين ؟
الحلبي : شيخنا سألته و قال أنا لا أعرف .
السائل : أنا ما بأعرف أنا أول مرة أشوفك أو ثاني مرة أشوفك
الشيخ : تعرف غيري، أنا مابقلك تشهد بشهادته لا، بس شو بتشهد أنت بمن تعلم ؟
السائل : أنا يعني مثلا في الحديث أسأل الناس يقولون بيجوز الشيخ عبد الفتاح أبو غدة بس لكن في بعض أخواننا السلفيين شو بيقولوا عنه أنه مبتدع ضال صحيح ؟ يعني قالوا عنه من أهل العلم في الحديث ، وهناك مشايخ يعني غير الشيخ عبد الفتاح أبو غدة والله أعلم يعني في بعلم الحديث ، يعني في الفقه مثلا الشيخ ابن باز تلامذته يقولوا الشيخ ابن باز أنه أعلم واحد على الأرض، مثلا الدكتور محمد سليمان الأشقر يقول هذا أعلم واحد على الأرض كذلك لو سألنا بعض الأخوة السلفيين يقولون الشيخ ناصر الدين الألبانى ، فاريد أن أعرف منك ما مقياس صاحب العلم أو العالم حتى يؤخذ عنه أنه عالم ، إن صح السؤال ؟ شو يعني المقياس حتى يعني إنو نحنا نعتبر أن هذا الشخص إنه عالم بالضبط؟ أو عالم عن حق؟ ماذا تقولون في هذا السؤال؟
الشيخ : أقول قول ابن القيم نقلا عنه :
"العلم قال الله قال رسولُه *** قال الصحابةُ ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأى فقيه
طكلا ولا جحْد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه"
يا ترى يكون هذا جواب سؤالك ؟ مو مبين
السائل : يكون بارك الله فيك ولكن ...
الشيخ : تتمته المسألة بقى تختلف من شخص إلى آخر بقدر ما يكون الشخص قريبا من هذا الوصف - يعنى هو ليس عالما - خليك معي بس
السائل : معك إن شاء الله تعالى
الشيخ : معي بس مو معي بس بجسدك، لأن عنا بسوريا يقولون " العين مغرفة الكلام "، هذا أظن كلام معقول عندك
السائل : صدقت، صدقت
الشيخ : فلتعرف أنت من هو الفقيه نحن أعطيناك صفة الفقيه
السائل : نعم
الشيخ : هو العالم بالكتاب والسنة والسلف الصالح لكن أنت لتعرف أن هذا أم هذا هو الفقيه ، لازم يكون عندك نوعية أو طرف من هذه الثقافة و من هذا العلم حتى تميز صح أم لا ؟
السائل : صدقت
الشيخ : على أن نوع أو قسم من هذا الجواب لهذا السؤال سبق الكلام حوله حينما تكلمنا مع أبو ايش اسمه ؟ إلي كان قرايبك
السائل : أبو عامر
الشيخ : أبو عامر، تذكر لما سأل
السائل : عن المذاهب
الشيخ : عن المذاهب فأنا ضربت له عدة أمثلة كان آخر مثال أن الفقيه هو الذي يفتى بناءاً على الكتاب والسنة ولا يفتى بناءاً على مذهب معين ، الآن أنت إذا أخذت هذه الضابطة ما لازم تكون رجل عامي عادى لازم يكون عندك شيء من الثقافة الإسلامية العامة حتى تتمكن من معرفة أن هذا الوصف، تفضل، حتى تتمكن من معرفة أن هذا الرجل هو العالم أو ذاك، هذا هو جواب سؤالكم فيما أعتقد، ولعلى يعني أبلغتك ما تريد .
السائل : بارك الله فيك، يعنى أنك أعزيت معرفة الرجل العالم على بناء السنة الصحيحة وقول الله أولا والسلف الصالح وثانيا أن يكون عنده للتمييز بعض المعرفة ، يعنى لو تحدثنا وجزاك الله خير يعنى ما هى هذه المعرفة وما تكون؟
الشيخ : المعرفة المتعلقة بمن ؟
السائل : يعنى ايش هي المعرفة التي قصدتها في سؤالك آسف جوابك
الشيخ : قلت آنفا أن الذي يريد أن يميز أن هذا هو العالم أم لا لازم يكون عنده ثقافة عامة في الإسلام أضرب لك مثال الآن ، إذا سألت في عنا عالمين إذا سألت أحدهما ولنسميه زيداً والآخر عمراً ، أنت تلاحظ على زيد سواء شفهيا أو كتابة ، يعطيك جواب سؤالك حلال ، حرام ، فرض ، سنة إلى آخره وبس ، لو طالبته بالدليل قد يأتيك بالدليل ، لو سألته هل في المسألة خلاف ؟ يقول لك فيها خلاف ، تقول له ، ما الراجح ؟ ، ما بيعطيك ما هو الراجح من بين المذاهب كلها لأن الراجح إنما هو مذهبه ، بينما عمر الثاني إذا سألته نفس السؤال ، ترى فرق بين جوابه وجواب زيد الذي هو الأول ، هذا مثال يمكنك أن تميز الرجل العالم بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، من الرجل الذي ليس بعالم، لأن زيد هو عالم بالعلم التقليدي يعنى المذهبي، هذا ليس عالما، باتفاق علماء السلف والخلف أن الذي لا يعرف أدلة المسائل المختلف فيها من الكتاب والسنة هذا ليس عالما، والعكس بالعكس تماما، هذا يعني مثال، كيف يمكن للشخص الذي عنده شيء من الثقافة الإسلامية أن يميز العالم بحق من العالم الذي هو المقلد، وقلت لك أنه سواء شفهيا أو كتابة. فأنت آنفاً ضربت بعض النماذج، شوف هذه النماذج لما بتكتب بتقول لك وتبين لك، أن المسألة التي يتبناها ولو كانت خلاف مذهبه الذي عاش عليه، ويتبناها لأنها موافقة للكتاب والسنة، وذاك مخالف فهو أعرض عنه ولو أنه كان مذهبه قديما، وبضدها تتبين الأشياء، أما أن يقال فلان عالم وانتهى الأمر، فليس الأمر كذلك . تفضل

الحلبي : في تتمة للموضوع نفسه يعني احصر القواعد للجواب لكن أنا أقول كالمثل إلي ضربه أخونا بارك الله فيه حول مثلا أبى غدة ، الذين يزكون أبا غدة فيزكونه بأحد شيئين لا ثالث لهما ، إما من منطلق حزبي دون النظر إلى المنهج وقضية البحث العلمي الذي أشار إليه أستاذنا ، وهذا حينئذٍ البحث معهم مغلق لأن هذا لا فائدة منه لأننا نقول كما قال شيخنا قديماً في حواره وفي كشفه لأبى غدة ورده عليه قال أسلفي وكوثري ؟
الشيخ : أي والله
الحلبي : أسلفي وكوثري فهم لا ينطلقون في محاكمتهم أو في مدحهم أو في ثنائهم من منطلقات منهجية علمية قائمة على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة و إنما ينطلقون بأن هذا فلان معنا أو ليس معنا، هذه النقطة الأولى، والنقطة الثانية وهى قضية حقيقة شيخنا يعني تتكلمون فيها مرارا وتكرارا وهى قضية الفرق بين النظرية والتطبيق عند المشتغلين بالحديث في هذا العصر
الشيخ : صحيح
الحلبي : فمثلا أبو غدة أنا أقول بصراحة أنه إذا كتب في الأمور النظرية قد يحسن ، فمما يغرر بالكثيرين ممن أشار إليهم شيخنا بأنهم ليس عندهم أصل المشاركة بالعلم لأنه أنظر هذا نقل في تحقيقه لكتاب كذا من ثلاثمائة مرجع إذا هذا ما شاء الله أعلم واحد في الأرض أو كذا أو إلى آخره ، هذا أيضا خطأ كبير جدا لأننا نحن إذا أردنا أن نحكم على إنسان لا نحكم عليه فقط في الأمور النظرية ولكن لابد من الأمور التطبيقية التي هي تطبيق عملي لتلك القواعد النظرية أما إذا أتيت له بحديث لا يستطيع أن ينظر في سنده فضلا عن أن يحكم عليه فضلا عن تتبع طرقه فهذا ماذا استفدنا من بحثه النظري الذي هو عبارة عن أمور صورية فمن نظر إلى هذين الأمرين في ظني يستطيع أن يكون حكمه قريبا من الصحة والكمال والله تعالى أعلم .
الشيخ : يعطيك العافية ، أبو غدة لما كان في حلب هو غيره الآن في الرياض ، أبو غدة لما كان في حلب كان يقول من كفر المستغيث بغير الله فهو الكافر ، أما الآن فلسان حاله يقول فَدَارهِم ما دُمْتَ في دارهم ، وأرضِهم ما دُمْتَ في أرضِهم، وحيّهم ما دُمْتَ في حيّهم. أبو غدة حضرت له جلسة بلا تشبيكة جلسة وكان معنا يومئذ أخونا عبد الرحمن الباني، وكان هو صديقه لأبو غدة وفيه مشاركة في الحزبية أيضا، فتعرض أبو غدة للإجابة على سؤال وهو هل يجوز التداوي بالخمر؟ فأجابه بالجواب المذهبي بأنه إذا كان لا يوجد دواء إلا الخمر فيجوز، فقلت له، كيف هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم سئل هذا السؤال بالذات، وأجاب بقوله ( إنها داء وليست بدواء ) فقال الحديث يحتاج إلى مراجعة، فقلت له الحديث في صحيح مسلم فلا ينبغي له مراجعة فأعاد. عبد الرحمن الباني مع أنني أعتقد فيه بأنه رجل مخلص لكنه ناعم جدا ومن نعومته أنه في كثير من الأحيان يرى من المصلحة ألا يجابه المخالف لكن هنا الظاهر أنه يعني لم يسعه موقف أبى غدة الجامد إلا أن يقول يا أستاذ، الرجل ما أدرى كنت يومئذ شيخا أو كنت طالبا ما أدرى ماذا قال، يعني الألباني يقول أن الحديث في صحيح مسلم فماذا رأيك فهذا حديث صحيح ، هل تقول بأنه لا يجوز كما قال الحديث أو تظل تقول أن المذهب يجيز ذلك ؟ ما أعطى جوابا. فهو رجل أولا حنفي متعصب لمذهبه وليت هذا فقط، بل هو كوثري هو يؤمن بزاهد الكوثري أكثر من إيمانه بإمامه الحنفي أبى حنيفة فلذلك قد يكون عالما من بعض الجوانب، ولكن مثل ما سمعت ما هو العلم الذي يثمر العمل الصالح والتقوى والإخلاص وإلى آخره. وأنا آسف جدا أننا اضطررنا في آخر السهرة أن نتكلم عن بعض الأشخاص نحن في غنى عن الخوض فيهم خشية أن

الشيخ : خشية أن نقع في غيبة غير مشروعة، لأن في غيبة مشروعة، سمعت بهذا الكلام بزمانك؟
السائل : والله حتى أنا ... بدي أسألك هالسؤال
الشيخ : سمع؟
السائل : ما سمع
الشيخ : كنت بدك تسألني يعني
السائل : كنت بدي أسألك بس مش مكتوب في الورقة ... .
الشيخ : آه كويس، فإذن هلأ كاشفناك نحن
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : شو رأيك يا أستاذ بشوفه عم يباركلي بهالكشف هذا
الحلبي : شيخنا خليها جرح و تعديل
الشيخ :و هو كذلك ولذلك سأسمعه شعر العلماء قالوا:
" القدح ليس بغيبة في ستــــــــــــــة متظلّـــــــم ومعـــــــــرِّف ومحــــــــــــــــذِّر
ومجاهر فسقا ومستفت ومن طلب الإعانة في إزالة منــكر "
ستة أشياء هدول إذا حفظتهن تكون قد جمعت الفقه في مسألة الغيبة لأن كثير من الناس، جارك يأتي فيسألك أنا أريد أن أشارك فلان ما رأيك تنصحني أشاركه ؟ و الله كل الناس فيهم خير وبركة وأنت تعرف أنه ما فيه بركة لكن خوف أنك تغيبه والغيبة حرام لأن الرسول قال بحق ( الغيبة ذكرك أخاك بما فيه )
السائل : بما فيه؟
الشيخ : آه ( الغيبة ذكرك أخاك بما فيه )
السائل : مش بما يكره؟
الشيخ : ... أما إذا قلت ما ليس فيه فقد بهته ، فإذا فالأشياء التي سمعتها آنفا مضمنة في البيتين هي غيبة لأنك تذكر أخاك بما يكره حينئذ نقول حرام ولا يجوز ؟ لا هذه مستثناة بأدلة كثيرة من الكتاب والسنة بعضها هنا وبعضها هنا، الشاهد، نأتي لك بمثال واحد لأن الوقت داركنا، الحديث المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح، شحيح هذه غيبة ولا مش غيبة ؟
السائل : غيبة طبعا
الشيخ : غيبة إذن هي تغيب زوجها أمام الرسول عليه السلام، لو هذا السؤال وقع مثله أمام رجل من المشايخ المتورعين ولا أقول الورعين، يقول لها اسكتي لا تغيبي زوجك هو زوجك وهو كذا وإلى آخره ، الرسول ما كان موقفه، أصغى إليها قالت يا رسول الله، إن زوجي رجل شحيح أفآخذ من ماله ما يكفيني أنا وأولادي، قال (خذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف ) هذا الشاهد في قول الشاعر ومستفتٍ ، هي ما جاءت لتستغيب زوجها عند الرسول بل جاءت تستفت ، والاستفتاء يتطلب أن تصف الرجل بما فيه فقالت عن زوجها شحيح بخيل ما بيعطينى حق النفقة التي تجب عليه لي ولأولادي منه قال خذي إلى آخر الحديث. فإذن هذه المستثنيات كلها تجوز بل قد تجب ، لما بيجي صاحبك بيسألك أنا بدي شارك فلان وأنت تعرفه خائن كذاب دجال يأكل مال شريكه يجب أن تقول له إياك وإياه، هذا من باب التحذير الذي جاء ذكره في الشعر ، ولعل في هذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين.
سائل آخر : بيقولك المقدمة في منهج النقد في علوم الحديث، بيقولك والذي يعني يدل على اطلاع هذا العالم الفذ كثرة المراجع التي أوردها في هذا الكتاب كتاب منهج النقد في علوم الحديث،
الحلبي : شيخنا كل الورع من هؤلاء المتورعين، ذكرتم مرة تعبير ورع بارز ، رأيته من كلام الإمام أحمد
الشيخ : ما شاء الله
الحلبي : آه والله، كان في مجلس علم كانوا فمرت في المجلس فائدة فجاء رجل يستأذن الإمام أحمد قال أستعمل المحبرة قال هذا ورع بارد
الشيخ : رحمه الله .

الشيخ : يتقاعس، أن تتقاعس الدول الإسلامية عن إمداد الشعوب المسلمة بالمدد الذي يغيثها ثم يحاول بعض الأفراد من بعض الشعوب أن يقوموا بهذا الواجب الذي لا سبيل إليه لأن الذهاب من هذه البلاد العربية إلى البوسنة والهرسك تحتاج إلى طائرات كثيرة وكثيرة جدا وإلى أسلحة من الأسلحة المختلفة، أما والله راح مائة طالب ألف طالب متحمس ألوف مؤلفة ما معهم إلا هذه أسلحة التي تعرف اليوم بالأسلحة الخفيفة فماذا تفعل هذه الأسلحة مع الدبابات والطائرات التي يملكها أعداء المسلمين في تلك البلاد لذلك ما ننصح أبداً لأنه فيه خسارة تشبه الخسارات التي أصبنا بها في بعض البلاد الإسلامية بسبب الاستعجال بالشيء قبل اتخاذ الاستعداد له، كما قيل في بعض الحكم القديمة " من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه "

الحلبي : شيخنا، تكملة لهذا الموضوع جرى سؤال أو مباحثة بيني وبين بعض الأخوة حول موضوع البوسنة والهرسك ، اتصل بي هاتفيا وقال لي ما هو رأى الشيخ ناصر في هذه الكائنة التي أصابت بعض أخواننا المسلمين في بعض البلاد؟ هل يذهب الشباب المسلم هناك ليجاهدوا وما شابه ذلك، فقلت له الشيخ يقول أن هذه المسألة لا يستطيع مجرد الشباب الأفراد ولو كانوا بضع مئات بل بضع ألوف أن يذهبوا إلى هذا المذهب أو تلك البلاد وإنما الأمر يحتاج إلى استعداد كبير وإعداد وما شابه ذلك، تلخيصا لفتيا شيخنا في هذا الباب ثم قلت له نرجو الله عز وجل ألا يدفعنا حماسنا وعاطفتنا إلى التهور فبالتالي تصبح عندنا أفغانستان ثانية، فقال كلمة أريد شيخنا أن تعلق عليها أيضا كفائدة، قال أيضا لا نريد أن نكون جبناء.
الشيخ : ما شاء الله
السائل : نعم
الشيخ : ما شاء الله
السائل : فحبذا شيخنا لو تكلمتم يعني بشيء يسير حول هذا، بارك الله فيكم
الشيخ : الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله، ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما ما جبناء ولكن مع ذلك ما كانوا أصحاب حماقة ورعونة فما كانوا ليلقوا بأنفسهم إلى التهلكة قبل أن يعدوا العدة قبل كل شيء ، وهذا أسهل شيء وأسهل جهاد وهو الهجرة من بلاد إلى بلاد أخرى، من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، ونحن نرى الآن كثيرا من الشباب المسلم وقد يكون فيهم من يقول كما نقلت عن صاحبك ،لا نريد أن نكون جبناء ومع ذلك فنجدهم لجبنهم لا يستقرون في بلدهم لأنهم يتعرضون لبعض المضايقات من بعض الجهات الرسمية فلا يصبرون على ذلك وينهزمون ويسوغون بانهزامهم الاستيطان لبلاد الكفر التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة عن السكن في بلاد الكفر، كمثل قوله عليه الصلاة والسلام ولا أطيل في هذه المسألة كلام ( من جامع المشرك فهو مثله ) من جامع أي من خالط المشرك وساكنه فهو مثله في الضلال وهذا أمر ملموس لمس اليد أن المسلمين الذين يسافرون ولا أقول يهاجرون من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر لأن الهجرة إنما تكون على العكس من ذلك ، تكون من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام .
فنحن نجد كثيرا من الشباب ليس عندهم من الشجاعة الأدبية أن يتحملوا شيئا من الأذى الذي تحمل القسم الأكبر الذي لا نتصوره اليوم الرعيل الأول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لما نزل الإذن لهم بمقاتلة الكفار والمشركين كانوا عند حسن نظر الناس جميعا سواء كانوا من المسلمين أو من الكفار، وما العهد عنكم في قصة ثبات أهل بدر وهم نحو ثلاثة مائة مقاتل أمام ألف من الرجال وعدتهم وعددهم أضعافا مضاعفة عليهم، ولذلك فنحن ننصح هؤلاء الشباب أن يتذكروا معي قول القائل :
" الرأي قبل شجاعة الشجعان *** هو الأول وهي المحل الثاني "
فلا نريد باسم الشجاعة أن نورط أنفسنا وأن نهلكها قبل اتخاذ الوسائل التي تجيز لنا بعدها أن نجعل دمنا رخيصا في سبيل الله تبارك وتعالى، هذا ما أقوله لمثل هذا الشاب المتحمس وأنا أقول له وأنا أجهله، قل له على لساني اذهب وأظهر شجاعتك في تلك البلاد، فماذا سيفعل المسكين ، سيلقي بنفسه في التهلكة ولا شك. أنا أذكر جيدا أن قوله تبارك وتعالى (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) هي عكس ما نحن نستأنس بها ونقتبس منها الآن، ولكن الحقيقة أن العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب، فالآية نزلت بعد أن نصر الله عز وجل عباده المؤمنين من الأنصار والمهاجرين، وكان الأنصار كما تعلمون أصحاب أرض وزرع وضرع ولذلك ركنوا إلى هذا ولم ينشطوا للجهاد في سبيل الله يومئذٍ وبعد أن نصر الله عز وجل هؤلاء المسلمين صار الجهاد فرضاً كفائيا أي لنقل الدعوة من مكان إسلامي إلى مكان آخر ليس إسلامياً، وهنا تختلف استعدادات الناس في القيام بالفروض الكفائية ، فمنهم من يقنع على مذهب ذلك البدوي أو الأعرابي أو النجدي الذي سأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عما فرض الله عليه في كل يوم وليلة ، فقال ( خمس صلوات في كل يوم وليلة قال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع ) فقال الرجل بكل إخلاص والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص فكان جواب الرسول عليه السلام ( أفلح الرجل إن صدق )، وفى رواية أخرى ( دخل الجنة إن صدق )، وفى هذه المناسبة يحسن بي أن أذكركم بأن زيادة ( وأبيه ) هي زيادة شاذة وإن كانت وردت في صحيح مسلم وفى غيره من الصحاح فإنها لا تصح، ليس نفي الصحة ناتج من النقد الداخلي كما يقول بعض المعاصرين اليوم وفى التعبير الحديثي نقد المتن وإنما هو من نقد السند، فهذه الزيادة ( وأبيه ) شاذة غير صحيحة، الصحيح ( أفلح الرجل إن صدق ) أو ( دخل الجنة إن صدق ). الشاهد من هذا الحديث قنع هذا الرجل يقينا بما فرض الله عليه فرضا عينياً، فإذا هو لا يجاهد جهادا كفائي لا يأتي بالسنن والرواتب والنوافل والتطوع ، رجل قانع بهذا، وأكثر الناس هكذا، فلما علم الله عز وجل من هؤلاء الأنصار الذين كانوا السبب في التمكين للدين في أرضهم الركون إلى زرعهم وضرعهم وحرثهم أنزل الله عز وجل هذه الآية يذكرهم بأن ترك الجهاد في سبيل الله عامة فهذا إلقاء بالنفس إلى التهلكة. لكن هذا كما قلت آنفاً، قد يكون الإلقاء بطريقة معاكسة تماما كما نقول نحن الآن. الآن لماذا لا نذهب ونقاتل اليهود وهم احتلوا أرضنا وبجانبنا ؟ لأننا نحارب من كل جهة، إذا هذا الجهاد أمامنا ولكننا لا نستطيع، فما الذي يحملنا إلى تلك البلاد البعيدة ودولنا لا تساعدنا على هذا الجهاد، إذا نحن نعيش في الأحلام والأوهام، وليس هذا كما قيل:
" أوْرَدَهَا سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلْ *** مَا هكَذَا يا سعدُ تُورَدُ الإبل "
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : " ما هكذا تورد يا سعد الإبل "
الشيخ : آه في تقديم وتأخير يعني ؟ جزاك الله خير، يا ترى المسجد قريب هنا ولا بعيد ؟
السائل : ... أمامنا
الشيخ : تفضلوا إذا ، تفضلوا عندكم شيء

السائل : كثير من الفقهاء، المفتين يعني يستدلون بالحديث ( أفلح إن صدق ) في تجاوز كثير من الأحاديث التي فيها من الأوامر الشرعية والنبوية ما يوجب التطبيق، لأن الأصل في الأوامر الوجوب، فيستدلون بحديث ( أفلح إن صدق ) بالمندوبية أو بمندوبية ذلك الفعل، ولا شك أن كثيرا من العلماء من يرد على هذا الأمر بقوله أن هذا الذي أفلح إن صدق كما قال الرسول صلَّى الله عليه وسلم ذلك بأنه ما انتهى إليه من الأوامر وهو كذلك بأن الدين قد اكتمل بأوامر أخرى فيجب على من علمها أن يطبقها وتكون بحكم الواجب وليس بحكم المندوب كما ذهبوا فماذا تعلّقون على ذلك؟
الشيخ : مثاله؟
السائل : يعني مثلا يا شيخ سنة خلينا نقول تحية المسجد، يقولون سنة تحية المسجد مندوبة لأنها وإن وردت بصيغة الأمر إلا أن النبي صلَّى الله عليه وسلم قد قال لهذا القائل الذي أتى بالفرائض المعلومة ( أفلح إن صدق ) وهو لن يزد على ذلك وهكذا في مسائل أخرى كثيرة.
الشيخ : أنا لا أعتقد أن عالما يقول ما نقلت آنفا ، أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم ذلك السائل كل ما فرض الله عليه في تلك الجلسة وحينئذ يبقى الاستدلال بهذا الحديث من أوهى الاستدلالات أما لو فرضنا العكس أن النبي صلَّى الله عليه وسلم علَّمه ما يجب وجوباً عينياً في حياة المسلم نقول بالنسبة لهذا المثال بالذات وهو تحية المسجد، فتحية المسجد إنما تجب على من دخل المسجد أولا وليس على من دخل المصلى أو غيره من أماكن الصلاة أولا، وثانياً، إنما تجب التحية ليس على من دخل المسجد فقط وإنما وجلس فيه فلو دخل ولم يجلس فليس عليه تحية مثل أن دخل وخرج فليس عليه تحية بغض النظر أن الأمر هنا للوجوب وهذا يحتاج إلى بحث لعلي أتعرض له لأنه في اعتقادي مهم جداً . بغض النظر أن هذا الأمر للوجوب أو للاستحباب فإنما هذا الأمر أمر به من دخل المسجد ويريد الجلوس ، أما إذا كان لا يريد الجلوس فغير وارد عليه هذا الأمر لأن للحديث روايتين اثنتين الرواية الأولى ( إذا دخل أحدكم المسجد فليصلى ركعتين ثم ليجلس ) الرواية الأخرى ( فلا يجلس حتى يصلى ركعتين ) إذن إذا كان لا يريد الجلوس لأمر ما كهؤلاء العمال والذين يترددون إلى الوظيفة إلى المسجد لأمر ما وليس للجلوس فيه فهؤلاء لا ينصب عليهم الأمر المذكور في الحديث. يؤكد هذا حديث أبي قتادة الأنصاري حينما دخل المسجد ورسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم جالس وحوله بعض أصحابه فجلس فقال له ( يا فلان أصليت ركعتين قال لا ، قال قم فصلِّ ركعتين ) ثم قال عليه السلام الحديث المذكور آنفا، وقصة أبي قتادة هذه غير قصة سليك الغطفانى وقصة سليك التي سنذكرها تؤكد أن الأمر المذكور في حديث صلاة تحية المسجد يؤكد أنه للوجوب وليس للاستحباب. ذلك لأن حديث سليك كما في صحيح البخاري ومسلم، أنه دخل يوم جمعة ورسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم يخطب فجلس قال له عليه السلام ( يا فلان أصليت قبل أن تجلس، قال لا، قال قم فصلِّ ركعتين ) ثم توجه إلى عامة الجالسين في المسجد وقال ( إذا دخل أحدكم المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب فليصلِّ لله ركعتين وليتجوَّز فيهما ) هذا الحديث يؤكد أن تحية المجلس واجبة ليس أمراً مستحبا فقط، ووجه الاستلال في هذا الحديث بأن نتذكر حديثا آخر إلا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغوت ) وكل متفقه في الشرع يعلم أن قول القائل لمن يتكلم يوم الجمعة والخطيب يخطب أنصت إنما هو أمر بالمعروف وأيضا يعلم أن الأمر بالمعروف واجب، فإذا علمنا أن النبي صلَّى الله عليه وسلم أسقط هذا الواجب وهو الأمر بالمعروف لأن الخطيب يخطب وعلى العكس من ذلك لم يسقط وجوب التحية والخطيب يخطب كان هذا من القرائن القوية والقوية جدا على أن التحية لا تسقط ولا يجوز تركها بدعوى أنها مستحبة لا، هذا شيء، وشيء آخر وهذا أمر هام أيضا أن التحية تشرع ويؤمر بها في كل الأوقات لا نستثنى منها الأوقات المكروهة، ذلك لأن الصلاة المطلقة صلاة النافلة والخطيب يوم الجمعة يخطب منهي عنها فهو هذا الوقت ينبغي أن يلحق بالأوقات الخمسة التي تفرع الوقتان منها من الأوقات الثلاثة لكن الفقهاء جروا على أن يجعلوا الأوقات أوقات خمسة بالنسبة لأنها تتعلق بأوقات الصلاة ، لكن الحقيقة أنه ينبغي أن يلحق بهذه الأوقات من حيث عدم جواز النفل المطلق فيه ومن حيث جواز بل وجوب صلاة التحية فيه ، ينبغي أن يلحق والخطيب يخطب يوم الجمعة ، لأن النبي صلّىَ الله عليه وسلم قد أمر كما سمعتم آنفاً سليك الغطفاني أن يصلِّى ركعتين والخطيب يخطب بينما نهى أن تقول لصاحبك أنصت، فهذا يؤكد أمرين اثنين الأمر الأول أن تحية المسجد واجبة وليست مستحبة فقط، ثم تصلى في الأوقات المكروهة فكثير مما يدخل في تعبير الشافعية بالنوافل ذوات الأسباب، فهذه من النوافل ذوات الأسباب، ألا وهي تحية المسجد و الآن نقوم إلى الصلاة إن شاء الله .