سلسلة الهدى والنور-657a
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
تعليق الشيخ على قراءة علي خشان لفصل " جهاد الطائفة المنصورة وأثره في دفع الغربة " من كتاب " من وسائل دفع الغربة " لسلمان العودة
السائل : نحن نقرأ من فصل نفيس من كلام فيّ كتاب " وسائل دفع الغربة " لأخينا الشيخ سلمان فهد العودة فنقرأ الآن فيّ عنوان " جهاد الطائفة المنصورة وأثره فيّ دفع الغربة " يقول " إذا كان من المقرَّر أن الطائفة المنصورة المبشَّر ببقائها واستمرارها إلى قيام الساعة وإلى أن يأتي أمر الله تتولَّى القيام بالمهمَّات الجهاديَّة في الأعم الأغلب من الأحوال حتى لَتكون أواخر وقائعها في قتال المسيح الدجَّال ، فما هو دور هذه الطائفة في الأزمنة التي تزول فيها دولة الإسلام من الوجود ؟ والتي يفتقد فيها الإمام الشرعي الذي يقود المسلمين بكتاب الله ؟ والتي تتعاظم فيها الغربة وتشتد ؟ ولبيان ذلك لابدَّ أن ندرك أن جهاد الطائفة المنصورة تارة يكون بالهجوم ، وتارة يكون بالدفاع
فجهادها بالهجوم يكون في حال قيام دولة مسلمةٍ سنيَّة ، ترفع راية الجهاد في سبيل الله وقتال أعداء الله ، وتملك من القوة والتمكين ما يجعلها تستطيع القيام بهذه المهمة الضخمة وجهادها بالدفاع يكون في حالة وجود الدولة المسلمة ، مع ضعفها ، وتعرُّضها لهجمات الأعداء المتربِّصين ، بحيث لا تستطيع المبادأة والانطلاق ، بل هي تحاذر على نفسها هجمات أعدائها ، وتدافعهم ما استطاعت . كما يكون جهادها بالدفاع في حالة غياب الدولة المسلمة وزوالها ، حيث تدافع الطائفة المنصورة قدر طوقها واستطاعتها عن عقائد المسلمين ، وأخلاقهم ، وأعراضهم ، ودمائهم ، وأوطانهم ، وتحمل في سبيل ذلك السيف والسلاح . ومن ذلك أنها تسعى جاهدة لإيجاد الدولة المسلمة ، التي تعلن الجهاد ، وتحيي هذه الشعيرة العظيمة المعطَّلة ، وتعمل على زحزحة العقبات والعوائق التي تحول دون قيام الدولة وإعلان الجهاد ، إذ إن الاستعداد للجهاد في حالة سقوطه بالعجز أو غيره واجب ، فإن ما لا يتم الواجب إلا به ، فهو واجب يقول انظر الفتاوى المجلد الثامن والعشرين صفحة مائتين تسعة وخمسين .
فالطائفة المنصورة بهذا في جهاد مستمر لا ينقطع ، إن كانت الدولة المسلمة القائمة قوية ، جاهدت هذه الطائفة لنشر الإسلام ، وجعل الدين كله لله ، وإخضاع الناس لحكم الله ورسوله ، ومن ثَمَّ دفع الغربة عنها وعن المسلمين كافة . وإن كانت الدولة قائمة ضعيفة ، جاهدت هذه الطائفة لحمايتها ، ودفع الأعداء عنها ، والسعي لتمكينها ، وإزالة أسباب ضعفها . وإن لم يكن ثَمَّة للإسلام دولة ولا سلطان ، جاهدت الطائفة لحماية المسلمين في أديانهم وأبدانهم وبلدانهم والدفاع عنهم من جهة ، ولتذليل العقبات التي تعترض سبيل قيام الدولة المسلمة وإعلان الجهاد من جهةٍ أخرى . فالطائفة المنصورة في جهادٍ مستمرٍ لا ينقطع بحال من الأحوال ، ولذلك صارت غريبة بين الناس ، لأنها ترفع راية الجهاد حين سقطت من أيدي المسلمين ، وتجدِّد ما اندرس من أعلام الدين ، وتبذل النفس والنفيس في هذا السبيل ، ولا ترضى لنفسها بما رضيه الناس لأنفسهم من الاشتغال بالدنيا ، والرضا بالزرع ، وترك الجهاد ، ومقاساة الذل ، وتسليط الأعداء . وإذا كان هذا حالها ، فإنها تنتقلُ من معركةٍ إلى معركة ، ومن ميدانٍ إلى ميدان ، فحينًا في قتال أعداء الله ورسوله وجهادهم ، وحينًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تُدال على أعدائها فتَشْكُر ، ويُدالون عليها فتَصْبِر ، ولا يخطر ببالها اعتزال الميدان ، لأنها تعده فرارًا من الأقران . وهذا الجهاد الدائم الدءوب ذو أثرٍ عظيم في دفع غربة الإسلام والسنة ، ودفع غربة المسلمين وأهل السنة ، وذلك من وجوه عديدة ، منها أولًا أن الجهاد يهدف إلى رفع الفتنة عن المؤمنين ، وحمايتهم من التعذيب والاضطهاد ، كما في قوله تعالى (( وقَاتِلوهُمْ حَتَّى لا تَكونَ فِتْنَةٌ ))، ويلحـق برفع الفتنة إزالة الضـغوط والموانع التي تحول بين الناس وبين الإسلام والفتنة صورةٌ من صور الغربة ، كان يعانيها المسلمون الأوَّلون في مكة وغيرها ، وظلَّت تواجه أجيالًا أو فئاتٍ من المسلمين حتى اليوم والضغوط والموانع التي تحجز كثيرًا من الناس عن الدخول في الإسلام كانت ولا تزال قائمةً في كثيرٍ من البلاد ، سواءٌ تمثَّلت في أوضاعٍ وأنظمةٍ قائمةٍ على الكفر والجاهلية ، مسيطرة على الحياة العامة ، يتربَّى عليها الناس ، أو تمثَّلت في قوانين تمنع الدخول في الإسلام ، أو تمثَّلت في تعذيب من أسلم ، وإكراهه على الردَّة . فرفع راية الجهاد في سبيل الله هو تحرُّكٌ عمليٌ مشروعٌ لرفع هذه الغربة ، وإزالتها بالكلية ، أو تخفيفها والحد منها ثانيًا وهو يهدف أيضًا إلى أن يكون الدين كله لله ، وفي كون الدين كله لله إذلالٌ للكفر وأهله ، وصَغارهم ، وضرب الجزية عليهم ، وفرض الرق على أسراهم ، وهذا يكون بخضوعهم لحكم الإسلام ، وانقيادهم له ، وتخليتهم بين الشعوب وبين الإسلام . وحين يتحقَّق هذا الهدف بوجود الدولة المسلمة القويَّة المنيعة القائمة بشعيرة الجهاد في سبيل الله ، بادئةً بمن يليها من الكفار ، يكون الإسلام عزيزًا ظاهرًا ، ولو لم يُطبِقْ سلطانه على أرجاء المعمورة ولذلك زالت غربة الإسلام الأولى ، كما يدل عليه حديث ( بدأ الإسلام غريبًا ) ، بالمفهوم ، مع أنها كانت حال وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مسيطرةً على رقعةٍ من الأرض محدودة ، لا تتعدَّى أطراف الجزيرة العربية ، ولكنها حملت راية الجهاد ، وقامت من أجل تحقيقه ، فظلَّت تنتقل من نصرٍ إلى نصر ، ومن بلدٍ إلى آخر ، حتى دانت لها معظم المعمورة ، و أظهر الله بها دينه على الدين كله
ثالثًا وإذا كان من أهداف الجهاد إقامة الدولة المسلمة ، المنفذة لشرع الله ، الحامية لدينه ، المدافعة عن المسلمين ، فإنه يتفرَّع عن ذلك أن يكون من أهدافه حماية هذه الدولة ، وحفظ شوكتها ، لأن الدولة المحقِّقة لهذه المقاصد العظيمة هي أمان للإسلام والمسلمين من الغربة ، ومن ثم فهي خليقة بأن يبذل المسلم مهجته في سبيل حفظها وحمايتها ، بل في سبيل تقويتها وتوسيع رقعتها . رابعًا وبالجهاد الصادق يبرز المؤمنون ، الذين يبلون فيه البلاء الحسن ، ويضحون في سبيله بكل ما يملكون ، بحيث يعرف المسلمون لهم قدرهم ، فيكونون هم القيادات الحقيقية المؤتمنة على توجيه الأمة وحراستها . وموضوع بروز القيادات الصادقة على محك الجهاد العملي موضوعٌ خطير ، إذ طالما ابتُلِي المؤمنون بالزعامات الفارغة التي تدَّعي حبَّ الإسلام ، والحرص على إعزازه ، ورفع رايته ، وتنقض بفعالها ما زعمته في مقالها ، وطالما ابتلي المؤمنون بزعامات ممَّن يقولون آمنَّا بالله ، فإذا أوذوا في الله ، جعلوا فتنة الناس كعذاب الله ، وممَّن إذا أصابهم خير ، اطمأنُّوا به ، و إذا أصابتهم فتنة ، انقلبوا على وجوههم ، فخسروا الدنيا والآخرة . ودور هذه الزعامات أيًّا كانت في تحقيق الغربة ، أو في دفعها ، بارزٌ كل البروز . فإن من الغربة أن يسير المسلمون وراء حفنة من المنافقين المتظاهرين بالإسلام ، ويمنحوهم الثقة المطلقة ، وينقادوا لهم فيما يريدون ، ويحسِّنوا بهم الظن فيما يعملـون ، فيخرب هؤلاء بيوتَ الإسلام بأيدي المؤمنين وهم لا يشعرون ! ومما يدفع الغربة ويرفعها أو يخفضها أن يكون قادة الأمة وزعماؤها من رجالات الإسلام الصادقين ، الذين هم أكثر من غيرهم حماسًا للدِّين ، وتضحية في سبيله ، وأكثر من غيرهم علمًا بالشرع ، وعملاً به ، ودعوة إليه . خامسًا والجهاد يبرز المنافقين ، ويكشف خططهم التي يكيدون بها المؤمنين ، والتي تتجلَّى في خلخلة الصف ، وتوهين العزائم ، ونشر الرعب بين الناس ، وبثِّ الشكوك والشبهات والشائعات . قال تعالى (( مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤمِنينَ عَلى مَا أنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَى يَمِيْزَ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ )) وقال (( فإذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وذُكِرَ فيها القتالُ رَأَيْتَ الَّذينَ في قُلوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرونَ إِليكَ نَظَرَ المَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ المَوْتِ ))، وقال (( وإِذا جَاءَهُمْ أمْرٌ مِنَ الأمْنِ أوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بهِ )). وبذلك يتميَّز الصفُّ المسلم ، وينكشف المندسُّون فيه ، الباغون في المسلمين الفتنة " إلى هنا قرأنا في ... هذه رسالة تسمى الجهاد ذو الشأن الكبير فيّ تقوية إيمان المؤمنين .
الشيخ : وصلت إلى هدفك وجزاه الله خير .
أبو ليلى : آمين وإياك ،
السائل : لكن نريد أن نقرأ إذا كان الشيخ ليس عنده تعليق حول يعني فصل فيّ موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تعارض المصلحة والمفسدة .
الشيخ : أنا إن كان لي تعليق فهو أن أخانا هذا سلمان جزاه الله خيرًا على هذه الكتابات التي تحيي القلوب ، لقوتها ونصاعتها أنني كنت أود أن يعالج في ما يعالجه واقع المسلمين اليوم ، الذين هم في منتهى الضعف والذين لا يستطيعون أن يجاهدوا الجهاد الذين كان يدندن حوله وهو يبين ببيانٍ رائعٍ فوائده .كنت أود أن يتكلم ماذا يفعل المسلمون اليوم الذين هم الغرباء ؟ فأتمنى لو أنه يتحفنا بكلمةٍ منه حول واجب الدعاة الإسلاميين اليوم ، والذين يلتفون حولهم ما هو واجبهم ؟ فإنهم محاطون بأولئك الحكام الذين أشار إليهم والذين لا يفسحون المجال مطلقًا لهؤلاء الغرباء أن يجاهدوا ، ظلمهم و طغيانهم بالقوة . ففي ظني والحالة هذه أن الجهاد إنما يكون بدعوة المسلمين جميعًا إلى الأمرين الذين ندندن دائمًا حولهما ونود من الأخ الفاضل أن يشاركنا بقوة قلمه في هذا المجال ، وأعنى بذلك ما نكني عنه بالتصفية والتربية . فلعل الأخ الفاضل يتحفنا فيما سيأتي قريبًا لا بعيدًا إن شاء الله بكلمة حول هذه القضية ، لأنها هي جهاد الساعة هذا ما نبغي تعليقًا على ما سمعت من الكلام الرائع .
أبو ليلى : الله يحفظك يا شيخنا .
السائل : يعني يقول بعد ذلك مما كنا قرأناه فيّ المرة الماضية .
الشيخ : تسمع كلمة أبا الحارث ؟
السائل : نعم .
فجهادها بالهجوم يكون في حال قيام دولة مسلمةٍ سنيَّة ، ترفع راية الجهاد في سبيل الله وقتال أعداء الله ، وتملك من القوة والتمكين ما يجعلها تستطيع القيام بهذه المهمة الضخمة وجهادها بالدفاع يكون في حالة وجود الدولة المسلمة ، مع ضعفها ، وتعرُّضها لهجمات الأعداء المتربِّصين ، بحيث لا تستطيع المبادأة والانطلاق ، بل هي تحاذر على نفسها هجمات أعدائها ، وتدافعهم ما استطاعت . كما يكون جهادها بالدفاع في حالة غياب الدولة المسلمة وزوالها ، حيث تدافع الطائفة المنصورة قدر طوقها واستطاعتها عن عقائد المسلمين ، وأخلاقهم ، وأعراضهم ، ودمائهم ، وأوطانهم ، وتحمل في سبيل ذلك السيف والسلاح . ومن ذلك أنها تسعى جاهدة لإيجاد الدولة المسلمة ، التي تعلن الجهاد ، وتحيي هذه الشعيرة العظيمة المعطَّلة ، وتعمل على زحزحة العقبات والعوائق التي تحول دون قيام الدولة وإعلان الجهاد ، إذ إن الاستعداد للجهاد في حالة سقوطه بالعجز أو غيره واجب ، فإن ما لا يتم الواجب إلا به ، فهو واجب يقول انظر الفتاوى المجلد الثامن والعشرين صفحة مائتين تسعة وخمسين .
فالطائفة المنصورة بهذا في جهاد مستمر لا ينقطع ، إن كانت الدولة المسلمة القائمة قوية ، جاهدت هذه الطائفة لنشر الإسلام ، وجعل الدين كله لله ، وإخضاع الناس لحكم الله ورسوله ، ومن ثَمَّ دفع الغربة عنها وعن المسلمين كافة . وإن كانت الدولة قائمة ضعيفة ، جاهدت هذه الطائفة لحمايتها ، ودفع الأعداء عنها ، والسعي لتمكينها ، وإزالة أسباب ضعفها . وإن لم يكن ثَمَّة للإسلام دولة ولا سلطان ، جاهدت الطائفة لحماية المسلمين في أديانهم وأبدانهم وبلدانهم والدفاع عنهم من جهة ، ولتذليل العقبات التي تعترض سبيل قيام الدولة المسلمة وإعلان الجهاد من جهةٍ أخرى . فالطائفة المنصورة في جهادٍ مستمرٍ لا ينقطع بحال من الأحوال ، ولذلك صارت غريبة بين الناس ، لأنها ترفع راية الجهاد حين سقطت من أيدي المسلمين ، وتجدِّد ما اندرس من أعلام الدين ، وتبذل النفس والنفيس في هذا السبيل ، ولا ترضى لنفسها بما رضيه الناس لأنفسهم من الاشتغال بالدنيا ، والرضا بالزرع ، وترك الجهاد ، ومقاساة الذل ، وتسليط الأعداء . وإذا كان هذا حالها ، فإنها تنتقلُ من معركةٍ إلى معركة ، ومن ميدانٍ إلى ميدان ، فحينًا في قتال أعداء الله ورسوله وجهادهم ، وحينًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تُدال على أعدائها فتَشْكُر ، ويُدالون عليها فتَصْبِر ، ولا يخطر ببالها اعتزال الميدان ، لأنها تعده فرارًا من الأقران . وهذا الجهاد الدائم الدءوب ذو أثرٍ عظيم في دفع غربة الإسلام والسنة ، ودفع غربة المسلمين وأهل السنة ، وذلك من وجوه عديدة ، منها أولًا أن الجهاد يهدف إلى رفع الفتنة عن المؤمنين ، وحمايتهم من التعذيب والاضطهاد ، كما في قوله تعالى (( وقَاتِلوهُمْ حَتَّى لا تَكونَ فِتْنَةٌ ))، ويلحـق برفع الفتنة إزالة الضـغوط والموانع التي تحول بين الناس وبين الإسلام والفتنة صورةٌ من صور الغربة ، كان يعانيها المسلمون الأوَّلون في مكة وغيرها ، وظلَّت تواجه أجيالًا أو فئاتٍ من المسلمين حتى اليوم والضغوط والموانع التي تحجز كثيرًا من الناس عن الدخول في الإسلام كانت ولا تزال قائمةً في كثيرٍ من البلاد ، سواءٌ تمثَّلت في أوضاعٍ وأنظمةٍ قائمةٍ على الكفر والجاهلية ، مسيطرة على الحياة العامة ، يتربَّى عليها الناس ، أو تمثَّلت في قوانين تمنع الدخول في الإسلام ، أو تمثَّلت في تعذيب من أسلم ، وإكراهه على الردَّة . فرفع راية الجهاد في سبيل الله هو تحرُّكٌ عمليٌ مشروعٌ لرفع هذه الغربة ، وإزالتها بالكلية ، أو تخفيفها والحد منها ثانيًا وهو يهدف أيضًا إلى أن يكون الدين كله لله ، وفي كون الدين كله لله إذلالٌ للكفر وأهله ، وصَغارهم ، وضرب الجزية عليهم ، وفرض الرق على أسراهم ، وهذا يكون بخضوعهم لحكم الإسلام ، وانقيادهم له ، وتخليتهم بين الشعوب وبين الإسلام . وحين يتحقَّق هذا الهدف بوجود الدولة المسلمة القويَّة المنيعة القائمة بشعيرة الجهاد في سبيل الله ، بادئةً بمن يليها من الكفار ، يكون الإسلام عزيزًا ظاهرًا ، ولو لم يُطبِقْ سلطانه على أرجاء المعمورة ولذلك زالت غربة الإسلام الأولى ، كما يدل عليه حديث ( بدأ الإسلام غريبًا ) ، بالمفهوم ، مع أنها كانت حال وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مسيطرةً على رقعةٍ من الأرض محدودة ، لا تتعدَّى أطراف الجزيرة العربية ، ولكنها حملت راية الجهاد ، وقامت من أجل تحقيقه ، فظلَّت تنتقل من نصرٍ إلى نصر ، ومن بلدٍ إلى آخر ، حتى دانت لها معظم المعمورة ، و أظهر الله بها دينه على الدين كله
ثالثًا وإذا كان من أهداف الجهاد إقامة الدولة المسلمة ، المنفذة لشرع الله ، الحامية لدينه ، المدافعة عن المسلمين ، فإنه يتفرَّع عن ذلك أن يكون من أهدافه حماية هذه الدولة ، وحفظ شوكتها ، لأن الدولة المحقِّقة لهذه المقاصد العظيمة هي أمان للإسلام والمسلمين من الغربة ، ومن ثم فهي خليقة بأن يبذل المسلم مهجته في سبيل حفظها وحمايتها ، بل في سبيل تقويتها وتوسيع رقعتها . رابعًا وبالجهاد الصادق يبرز المؤمنون ، الذين يبلون فيه البلاء الحسن ، ويضحون في سبيله بكل ما يملكون ، بحيث يعرف المسلمون لهم قدرهم ، فيكونون هم القيادات الحقيقية المؤتمنة على توجيه الأمة وحراستها . وموضوع بروز القيادات الصادقة على محك الجهاد العملي موضوعٌ خطير ، إذ طالما ابتُلِي المؤمنون بالزعامات الفارغة التي تدَّعي حبَّ الإسلام ، والحرص على إعزازه ، ورفع رايته ، وتنقض بفعالها ما زعمته في مقالها ، وطالما ابتلي المؤمنون بزعامات ممَّن يقولون آمنَّا بالله ، فإذا أوذوا في الله ، جعلوا فتنة الناس كعذاب الله ، وممَّن إذا أصابهم خير ، اطمأنُّوا به ، و إذا أصابتهم فتنة ، انقلبوا على وجوههم ، فخسروا الدنيا والآخرة . ودور هذه الزعامات أيًّا كانت في تحقيق الغربة ، أو في دفعها ، بارزٌ كل البروز . فإن من الغربة أن يسير المسلمون وراء حفنة من المنافقين المتظاهرين بالإسلام ، ويمنحوهم الثقة المطلقة ، وينقادوا لهم فيما يريدون ، ويحسِّنوا بهم الظن فيما يعملـون ، فيخرب هؤلاء بيوتَ الإسلام بأيدي المؤمنين وهم لا يشعرون ! ومما يدفع الغربة ويرفعها أو يخفضها أن يكون قادة الأمة وزعماؤها من رجالات الإسلام الصادقين ، الذين هم أكثر من غيرهم حماسًا للدِّين ، وتضحية في سبيله ، وأكثر من غيرهم علمًا بالشرع ، وعملاً به ، ودعوة إليه . خامسًا والجهاد يبرز المنافقين ، ويكشف خططهم التي يكيدون بها المؤمنين ، والتي تتجلَّى في خلخلة الصف ، وتوهين العزائم ، ونشر الرعب بين الناس ، وبثِّ الشكوك والشبهات والشائعات . قال تعالى (( مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤمِنينَ عَلى مَا أنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَى يَمِيْزَ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ )) وقال (( فإذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وذُكِرَ فيها القتالُ رَأَيْتَ الَّذينَ في قُلوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرونَ إِليكَ نَظَرَ المَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ المَوْتِ ))، وقال (( وإِذا جَاءَهُمْ أمْرٌ مِنَ الأمْنِ أوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بهِ )). وبذلك يتميَّز الصفُّ المسلم ، وينكشف المندسُّون فيه ، الباغون في المسلمين الفتنة " إلى هنا قرأنا في ... هذه رسالة تسمى الجهاد ذو الشأن الكبير فيّ تقوية إيمان المؤمنين .
الشيخ : وصلت إلى هدفك وجزاه الله خير .
أبو ليلى : آمين وإياك ،
السائل : لكن نريد أن نقرأ إذا كان الشيخ ليس عنده تعليق حول يعني فصل فيّ موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تعارض المصلحة والمفسدة .
الشيخ : أنا إن كان لي تعليق فهو أن أخانا هذا سلمان جزاه الله خيرًا على هذه الكتابات التي تحيي القلوب ، لقوتها ونصاعتها أنني كنت أود أن يعالج في ما يعالجه واقع المسلمين اليوم ، الذين هم في منتهى الضعف والذين لا يستطيعون أن يجاهدوا الجهاد الذين كان يدندن حوله وهو يبين ببيانٍ رائعٍ فوائده .كنت أود أن يتكلم ماذا يفعل المسلمون اليوم الذين هم الغرباء ؟ فأتمنى لو أنه يتحفنا بكلمةٍ منه حول واجب الدعاة الإسلاميين اليوم ، والذين يلتفون حولهم ما هو واجبهم ؟ فإنهم محاطون بأولئك الحكام الذين أشار إليهم والذين لا يفسحون المجال مطلقًا لهؤلاء الغرباء أن يجاهدوا ، ظلمهم و طغيانهم بالقوة . ففي ظني والحالة هذه أن الجهاد إنما يكون بدعوة المسلمين جميعًا إلى الأمرين الذين ندندن دائمًا حولهما ونود من الأخ الفاضل أن يشاركنا بقوة قلمه في هذا المجال ، وأعنى بذلك ما نكني عنه بالتصفية والتربية . فلعل الأخ الفاضل يتحفنا فيما سيأتي قريبًا لا بعيدًا إن شاء الله بكلمة حول هذه القضية ، لأنها هي جهاد الساعة هذا ما نبغي تعليقًا على ما سمعت من الكلام الرائع .
أبو ليلى : الله يحفظك يا شيخنا .
السائل : يعني يقول بعد ذلك مما كنا قرأناه فيّ المرة الماضية .
الشيخ : تسمع كلمة أبا الحارث ؟
السائل : نعم .
1 - تعليق الشيخ على قراءة علي خشان لفصل " جهاد الطائفة المنصورة وأثره في دفع الغربة " من كتاب " من وسائل دفع الغربة " لسلمان العودة أستمع حفظ
نقل الشيخين علي حسن الحلبي وإبراهيم شقرة شهادة سفر الحوالي وتعجبه من زهد الشباب المتحمس عن حضور حلقاته العلمية في العقيدة ونحوها ، أما إذا تكلم في الأحداث أو ما يعرف بفقه الواقع تطاير إليه الناس من كل حدب وصوب . وتعليق الشيخ الألباني على هذا .
الحلبي : أقول شيخنا هذا الكلام الذي تفضلت فيه يذكرني ولو يعني من طرفٍ منه بلقائنا أنا و الأخ سليم الهلالي مع الشيخ سفر جزاه الله خير ، ولعلي كنت قد حدثتك يعني بمجمل والتفاصيل الحقيقة تحتاج إلى جلسة طويلة أو مجلس طويل .
الشيخ : نحن بحاجة إلى أن نسمعها .
الحلبي : نعم صحيح ، فكانت الحقيقة جلسة طيبة يا شيخنا ، لعله من الساعة التاسعة والنصف بعد العشاء إلى الثانية والنصف .
الشيخ : ما شاء الله .
الحلبي : في بيته يعني الرجل جزاه الله خير أكرمنا ويعني ما شاء الله كانت جلسة طيبة ، فمن ضمن الأشياء والكلام كان كثيرًا وكثيرًا جدًا ، تكملنا عن واقع الأمة الذي أشرت إليه وواقع الشباب بالذات يعني ، الشباب المتحمس الذي لا يجد من يرشد له حماسته في طريق منهج التصفية والتربية هذا . فكان مما ذكره بالحرف تقريبًا يعني لا أكاد أخرم حرفًا إن شاء الله يقول أنا أعجب أو أنا لا أرفع رأسًا لكثير من هؤلاء الشباب الذين هم يعني كثيرون وتضج بهم المحاضرات وما شابه ذلك ، لأنهم لم يتربوا التربية العلمية العقائدية التي تمكنهم من تحمل مسؤولية الدعوة إلى الله . بدليل أنني إذا تكلمت في الفقه أو العقيدة كأن شيئًا عاديًا حدث ، فإذا تكلمت عن كسينجر ونيكسون طار كلامي في الآفاق الدنيا .
الشيخ : جزاه الله خير .
الحلبي : هذه من حروفه .
أبو مالك : و يكاد يصدق هذا أيضًا الواقع الذي رأيته ، لأنه له درس في العقيدة ، درس في " العقيدة الطاحوية " في مسجد الأمير متعب ، أنا لمّا ذهبت قلت أحضر ، كنت أسمع أن مجلس سفر يضم يعني الألوف المؤلفة ، فلما ذهبت وكان أظن يمكن ... كان معي في ذلك الوقت فإذا هو العدد مش مئات يعني فتعجبت أنا قلت وين هذا الذي كنت أسمع ؟ فالآن هذا الكلام هو أدركه ... .
الشيخ : وهذا من فضله .
أبو مالك : نعم إنه شاف أن الدروس العلمية الجادة في الفقه في العقيدة في الحديث فيّ كذا يقل العدد وفي هذه الأحداث أو في الأمور العامة ما يسمه الآخرون بفقه الواقع ، يتطاير الناس إليه من أرجاء المملكة .
الشيخ : نعم ويرفعون القائلين والخائضين في هذه المجالات التي لا ننكر فائدتها أكثر من إقامتهم أو اهتمامهم بمقامات أهل العلم الذين من آثارهم أمثال هؤلاء الشباب الطيبين .
الشيخ : نحن بحاجة إلى أن نسمعها .
الحلبي : نعم صحيح ، فكانت الحقيقة جلسة طيبة يا شيخنا ، لعله من الساعة التاسعة والنصف بعد العشاء إلى الثانية والنصف .
الشيخ : ما شاء الله .
الحلبي : في بيته يعني الرجل جزاه الله خير أكرمنا ويعني ما شاء الله كانت جلسة طيبة ، فمن ضمن الأشياء والكلام كان كثيرًا وكثيرًا جدًا ، تكملنا عن واقع الأمة الذي أشرت إليه وواقع الشباب بالذات يعني ، الشباب المتحمس الذي لا يجد من يرشد له حماسته في طريق منهج التصفية والتربية هذا . فكان مما ذكره بالحرف تقريبًا يعني لا أكاد أخرم حرفًا إن شاء الله يقول أنا أعجب أو أنا لا أرفع رأسًا لكثير من هؤلاء الشباب الذين هم يعني كثيرون وتضج بهم المحاضرات وما شابه ذلك ، لأنهم لم يتربوا التربية العلمية العقائدية التي تمكنهم من تحمل مسؤولية الدعوة إلى الله . بدليل أنني إذا تكلمت في الفقه أو العقيدة كأن شيئًا عاديًا حدث ، فإذا تكلمت عن كسينجر ونيكسون طار كلامي في الآفاق الدنيا .
الشيخ : جزاه الله خير .
الحلبي : هذه من حروفه .
أبو مالك : و يكاد يصدق هذا أيضًا الواقع الذي رأيته ، لأنه له درس في العقيدة ، درس في " العقيدة الطاحوية " في مسجد الأمير متعب ، أنا لمّا ذهبت قلت أحضر ، كنت أسمع أن مجلس سفر يضم يعني الألوف المؤلفة ، فلما ذهبت وكان أظن يمكن ... كان معي في ذلك الوقت فإذا هو العدد مش مئات يعني فتعجبت أنا قلت وين هذا الذي كنت أسمع ؟ فالآن هذا الكلام هو أدركه ... .
الشيخ : وهذا من فضله .
أبو مالك : نعم إنه شاف أن الدروس العلمية الجادة في الفقه في العقيدة في الحديث فيّ كذا يقل العدد وفي هذه الأحداث أو في الأمور العامة ما يسمه الآخرون بفقه الواقع ، يتطاير الناس إليه من أرجاء المملكة .
الشيخ : نعم ويرفعون القائلين والخائضين في هذه المجالات التي لا ننكر فائدتها أكثر من إقامتهم أو اهتمامهم بمقامات أهل العلم الذين من آثارهم أمثال هؤلاء الشباب الطيبين .
2 - نقل الشيخين علي حسن الحلبي وإبراهيم شقرة شهادة سفر الحوالي وتعجبه من زهد الشباب المتحمس عن حضور حلقاته العلمية في العقيدة ونحوها ، أما إذا تكلم في الأحداث أو ما يعرف بفقه الواقع تطاير إليه الناس من كل حدب وصوب . وتعليق الشيخ الألباني على هذا . أستمع حفظ
اقتراح سفر الحوالي على علي حسن الحلبي وسليم الهلالي التعاون على الكتابة في موضوع ( منهج التغيير عند أهل السنة والجماعة على نهج السلف ) .
الحلبي : يا شيخنا تأكيد للفت النظر الذي لفته أستاذنا أبو مالك جزاه الله خير قضية إنه يعني شعر بهذا الشيء عرض جزاه الله خيرًا هو مع أن الكلام نقل فيما بعد عكسيًا ، لكن أقول هو عرض عليّ وعلى أخي سليم أن نكتب جميعًا أو أن نتعاون جميعًا فيّ تأليف كتاب عن منهج التغيير عند أهل السنة والجماعة على منهج السلف
الشيخ : ما شاء الله .
الحلبي : هذا كان من عرضه هو وهذا أمر جدير يعنى حتى لا تبقى أفكار الشباب مشتتة وحتى كذا وكذا ، أقول والله هذا طيب يعني لكن أحيانًا نحن نود كل شيء نراجعه في ما بيننا كذا لكن بعد الشقة و المشاغل وكذا هذه تحجب أحيانًا ، فجزاه الله خير كان لطيفًا ودمثا جدًا ومتقبلاً لكثير من الأمور التي تكملنا فيها .
الشيخ : ذلك هو الظن به .
الشيخ : ما شاء الله .
الحلبي : هذا كان من عرضه هو وهذا أمر جدير يعنى حتى لا تبقى أفكار الشباب مشتتة وحتى كذا وكذا ، أقول والله هذا طيب يعني لكن أحيانًا نحن نود كل شيء نراجعه في ما بيننا كذا لكن بعد الشقة و المشاغل وكذا هذه تحجب أحيانًا ، فجزاه الله خير كان لطيفًا ودمثا جدًا ومتقبلاً لكثير من الأمور التي تكملنا فيها .
الشيخ : ذلك هو الظن به .
3 - اقتراح سفر الحوالي على علي حسن الحلبي وسليم الهلالي التعاون على الكتابة في موضوع ( منهج التغيير عند أهل السنة والجماعة على نهج السلف ) . أستمع حفظ
استئناف القراءة من كتاب سلمان العودة عند فصل ( جهاد الطائفة المنصورة وأثره في دفع الغربة ) وتعليق الشيخ الألباني وإبراهيم شقرة عليه .
السائل : يقول " سادسًا والجهاد ذو شأن كبير في تقوية إيمان المؤمنين ، ورفع معنويَّاتهم ، وتطهيرهم أفرادًا ومجتمعات من ألوان الرذيلة والشح والهلع ، وتربيتهم على الرجولة والقوة والشجاعة والإقدام وبالجهاد تتخلَّص الأمة من أمراض الترف ، والانحلال ، والانهماك في اللَّذائذ والشهوات ، والتعلُّق بالمادة والمتاع ، وتشتغل بمعالي الأمور من التدريب على القتال ، أو إعانة المجاهدين بالخبرات والأموال ، أو رفع المعنويات ، أو غير ذلك . ولذلك قال تعالى (( ولِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا ويَمْحَقَ الكَافِرينَ ))، والتَمحيص ، يتحقَّق للفرد بتكفير سيئاته وتطهيره من عيوبه ، ويتحقَّق للمجتمع بطهارة أفراده وبتربيتهم على المعاني الجهاديَّة وبكشف المنافقين وفضحهم .
وحين ننظر واقع المسلمين اليوم ، نجد أنهم قد وصلوا إلى حال من التردِّي والانحطاط والذلَّة لم يَسبق لها نظير في تاريخهم ، وسلِّط عليهم من البلاء ما تتحيَّر أمامه العقول ، وذلك لترك الجهاد الذي هو العاصم بإذن الله دون استحكام الغربة وتفاقمها .فقد ترك المسلمون الجهاد الشرعي الذي يُراد به قتالُ أعداء الله ، وإخضاعُهم لحكم الإسلام ، وفَرْضُ الجزية والصَّغار عليهم ، منذ أزمنة بعيدة . ثم وقَّع حكامهم وثيقة الأمم المتحدة ، التي تعدُّ الجهاد الإسلامي نوعًا من استعمال القوة ضدّ السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي للدول ، وهو أمر يتنافى مع مقاصد الأمم المتحدة ، ولابدَّ من فض المنازعات الدولية بالوسائل السلمية ، على وجه لا يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر !وأصبح العالم يتحدَّث عن النظام الدولي الجديد ذي القطب الأحادي ، عالم هيمنة الرجل الغربي ، واستعماره للشعوب ، ونهبـه لخيراتها وثرواتها ، وفرضه ألوان الانحلال الذي يسود مجتمعاته باسم الديمقراطية وحرية الفرد ! وليست المأساة في توقيع هذه الوثيقة الظالمة ، الآثمة ، المنافية لشرع الله ، المصادمة للحكمة التي من أجلها بُعِث الأنبياء وأُنْزِلت الكتب وقُرِّرت الشرائع ، ليست المأساة في هذا التوقيع فحسب ، بل المأساة الكبرى في إذعان الأمم الإسلامية من بين سائر الشعوب والطوائف والأديان لهذه الشريعة الكافرة ، والتزامهم بها ، وترديدهم لها آناء الليل وأطراف النهار ، وتخلِّيهم عن شريعة الله التي تعدُّ الإيمان بالجهاد والقيام به واجبًا يقاتَل الممتنعون من فعله حتى يلتزموا به .يقول انظر فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية مجلد ثمانية وعشرين أربعمائة وثمانية وستين حيث حكى الإجماع على أن الممتنع عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة ، يجب قتاله حتى يكون الدين كله لله فمن يمتنع من تحريم الربا ، أو يقول إنَّا لا نجاهد الكفار مع المسلمين يقول على حين نجد هذه الهيئة الدولية عجزت عن زحزحة إسرائيل عن إصبع واحد مما احتلته من أرض الإسلام .
وأدهى من ذلك وأمرّ أنَّ جميع الأمم الإسلامية في عامتها قد بُليت بألوان من الضعف والهزيمة والذل والصغار ، جعلتها عرضةً لهجمات الأعداء الذين يتداعَوْن عليها من أنحاء الأرض ، وصارت تفقد في كل يوم جزءًا من بلادها ، بل ومن ذاتها ، حيث تلحق فئامٌ من هذه الأمة بغير المسلمين ، وتعبد فئام منها الأوثان .ومن كان هذا حاله لا يُنْتَظَر منه أن يقوم بجهاد الأعداء وتطلُّبهم في ديارهم ، كيف والعدو يغزوهم في عقر دارهم ، فلا يستطيعون له دفعًا ؟ فهذا كله مصداق ما أخبر به المبلِّغ عن الله محمد صلى الله عليه وسلم ، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا تبايعتُم بالعينة ، وأخذتُم أذناب البقر ، ورضيتُم بالزَّرع ، وتركتُم الجهاد ، سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا ينـزعه حتى ترجعوا إلى دينِكم ) فها هم المسلمون في جملتهم قد تبايعوا بالربا ، وأقرُّوه ، وعدُّوه شرعًا لا يجوز المساس به ، واشتغلوا بالدنيا والحرث والزرع والتجارة ، وتركوا الجهاد في سبيل الله ، فعاينوا النتيجة الموعودة ، والتي لخَّصها النبي صلى الله عليه وسلم بعبارةٍ دقيقةٍ عميقة الدلالة ، وهي ( سلَّط الله عليكم ذلاًّ ) ، و كذلك أخبر صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى بأسلوب آخر حين قال في حديث أبي أمامة كما تقدَّم ( من لم يغز ، أويجهِّز غازيًا ، أو يخلف غازيًا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة ) فها هي القوارع تتوالى على الأمة منذ تركت الجهاد ، وها هي تتلقَّى كل يومٍ ضربة جديدة من أعدائها المعلَنين والمستخفين " ...
الشيخ : معلَنين أو معلنين ؟ .
السائل : من أعدائها المعلنين ، معلنين يعني هم علانيةً يعني .
الشيخ : هم يا أخي معلِنين .
السائل : ها هو يشكلها بالفتح ، يعني يجوز أن تقول : معلِنين ، معلِنين لحربنا .
الشيخ : يواش يواش نعم ومعلَنين ؟ .
السائل : معلَنين بالنسبة لنا هم معلَنون يعني علانيةً ليسوا مستخفين عنا .
الشيخ : مين اللي أعلنوا ؟ .
السائل : هم أعلنوا أنفسهم فهم بالنسبة لنا معلَنين .
الشيخ : يا أخي بس أيهما أدق ؟ يجوز هم أخفياء وأعلنوا من غيرهم وليس هذا هو المقصود ، إذا كانوا أخفياء وكانوا معلَنين فهم معلنُون وإذا كانوا هم أعلنوا أنفسهم فهناك آخرون أخفوا أنفسهم فلابد من أن يكون ... .
السائل : على كل حال هو قصد أنهم معلَنون ولذلك شكلها هو بالفتحة " وأخبر عنه فيّ حديث ثواب رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن تَداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكَلَة على قصعتها ) ، قال قلنا : يا رسول الله ! أمن قلَّة بنا يومئذٍ ؟ قال ( أنتم يومئذ كثير ، ولكن تكونون غثاء كغـثاء السيل ، يُنْتَزَع المهابةُ من قلوب عدوِّكم ، ويُجْعَل في قلوبكم الوهن ) قال قلنا وما الوهن ؟ قال ( حب الحياة ، وكراهية الموت ) ، و كما نجد مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم في واقع الأمة في الأزمنة المتأخرة في الإخلاد إلى الدنيا ، وترك الجهاد ، والرضى بالزرع ، والتبايع بالربا ، وتسليط الأعداء ، ونزع المهابة منها ، وإصابتها بالوهن الذي هو حب الدنيا وكراهية الموت ، نجد أيضًا مصداق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من دوام الجهاد ، واستمراره ، وبقاء طائفة من أمته يقاتلون على الدين ظاهرين .فقد ظل بعض المخلصين يقاتلون أعداء الله من المستعمرين الفرنسيين والبريطانيين والطليان وغيرهم من أمم الكفر ، ثم يقاتلون اليهود في بلاد الشام وغيرها . ولا زال المسلمون يقاتلون الكفار في الفلبين وأفغانستان وأريتيريا وغيرها ، وهؤلاء وأولئك هم الذين حاولوا دفع الغربة عن هذه الشعيرة العظيمة ، شعيرة الجهاد ومن بين هؤلاء وأولئك مَن هو مستمسك في الجملة بالأصول العامة التي يلتقي عليها أهل السنة والجماعة ، غير حائد عنها ، ولا محرف ، ولا مبدِّل فلا تكاد راية الجهاد تترنَّح في يد قومٍ ، إلا تلقَّفها قوم آخرون ، مصداقًا لقوله تعالى (( يَا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينهِ فَسَوْفَ يَأتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ أذِلَّة عَلى المُؤمِنينَ أَعزَّة على الكافِرِينَ يُجاهِدونَ في سَبيل اللهِ ولا يَخافونَ لَوْمَةَ لائِم )) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية حول هذه الآيات وما قبلها من سورة المائدة فالمخاطَبون بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الرِّدَّة ، ومعلوم أن هذا يتناول جميع قرون الأمة ، وهو سبحانه لما نهى عن موالاة الكفار ، وبيَّنَ أنَّ مَن تولاَّهُم من المخاطَبين فإنه منهم ، بيَّن أن مَن تولاهم وارتدَّ عن دين الإسلام لا يضرُّ الإسلام شيئًا ، بل سيأتي الله بقوم يحبُّهم ويحبُّونه ، فيتولَّون المؤمِنين دون الكفار ، ويجاهدون في سبيل الله ، لا يخافون لومة لائم ، كما قال في أول الأمر (( فإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤلاءِ فَقَدْ وكَّلْنا بِها قَوْمًا لَيْسوا بِها بِكَافِرينَ )). فهؤلاء الذين لم يدخلوا في الإسلام ، وأولئك الذين خرجوا منه بعد الدخول فيه ، لا يضرُّون الإسلام شيئًا ، بل يقيم الله مَن يؤمن بما جاء به رسوله وينصرُ دينَه إلى قيام الساعة " هذا طبعًا الفتاوى الجزء ثمانية وعشرين ... " فهذه سنة الله في المرتدِّين عن الدين أو عن بعض شرائعه ، كالجهاد في سبيل الله أن يأتي الله بدلهم بقوم يحبُّهم ويحبُّونه ، أذلَّة على المؤمنين ، أعزَّة على الكافرين ، يجاهدون في سبيل الله ، ولا يخافون لومة لائم . و كذلك قال سبحانه في الناكلين عن الإنفاق في سبيل الله وهو نوع من الجهاد (( ها أَنْتُمْ هؤلاءِ تُدْعَوْنَ لتُنْفِقُوا في سَبيلِ الله فمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ومَنْ يَبْخَلْ فإنَّما يَبْخَلُ عَن نَفْسه واللهُ الغَنيُّ وأنتُمُ الفقراءُ وإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أمْثالَكُمْ )). يقول ابن تيمية رحمه الله بيـَّن الله سبحانه أنَّه من تولَّى عنه بترك الجهاد بنفسه ، أبدل الله به من يقوم بذلك ، ومَن تولَّى عنه بإنفاق ماله ، أبدل الله به من يقوم بذلك . ومقتضى هذا الوعد وذاك أن لا يزال في الأمة مؤمنون ، مجاهدون ، باذلون ، صابرون في سبيل الله ، لا يخافون لومة لائم ، إلى قيام الساعة وهؤلاء هم الموصوفون بالغربة ، والموسومـون بالطائفة المنصورة ، المسـارعون لدفع الغـربة بالجهاد ، الحـائزون على الفضل العظيم الموعود للغرباء .
فخبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم متحقِّق في هذا الوقت من وجهين أولًا من وجه نكول الأمة عن الجهاد وابتلائها بالعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك . ثانيًا ومن وجه إتيان الله عزَّ وجلَّ بقوم يجاهدون في سبيله ، ولا يخافون لومة لائم ، وبقاء الجهاد واستمراره ودوامه ، وبقاء الطائفة المنصورة الغريبة التي تقيم هذا الجهاد "
بعدها يقول " قضايا في مسألة الجهاد ، وحتى تستطيع هذه الطائفة المجاهدة في هذا العصر أن تستكمل نقصها ، وتقوم بواجبها كاملاً ، وخاصَّة في الجهاد وإحيائه ، وتستنـزل نصر الله عز وجل ومدده العاجل ، فإنه لابدَّ لها أن تضع نُصْبَ عينيها القضايا التالية الأولى أنه إذا جاز في وقت من الأوقات أن تكون الطائفة المنصورة فئاتٍ شتَّى لا يجمعها إلا المنهج الذي تسير عليه وتلتزم به ، وأن تكون متفرقةً في بلدان متباعدة ، لا يعرف بعضها بعضًا ، إذا جاز هذا فيما مضى ، فإنه ينبغي أن ينتهي هذا الحال في مثل عصرنا الحاضر .
حيث تكالبت أمم الكفر على المسلمين ، ومزَّقتهم شرَّ ممزَّق ، وحطَّمت أديانهم وأخلاقهم ، وهتكت أعراضهم ، واستولت على بلادهم ، ونهبت ثرواتهم وخيراتهم وحيث ضاعت دولة الإسلام ، وتعطَّل الحكم بالشرع إلا في القليل النادر من شؤون الحياة ، وحورِبت شريعة الجهاد . وحيث كثُرت البدع والضلالات والمبادئ والشعارات ، وتفرَّقت الأمة الواحدة إلى أمم شتَّى وعقائد متباينة ، وخَفَتَ صوت الحق أو كاد وحيث صارت الأمة الإسلامية تعيش وضعًا فريدًا من التمزُّق والتشتُّت والضياع والانحراف لم يسبق والله أعلم أن مرَّت به عبر تاريخها الطويل . وفي مثل هذه الظروف العصيبة الحرجة يصبح من الواجب على الطائفة المنصورة أن تجهر بعقيدتها ومنهجها ، وتعلنها بكل وسيلة ، وتوضحها غاية الوضوح ، وترفع الراية بقوةٍ حيث كانت وبهذا تكون بلغت رسالة ربها ، وأقامت الحجة على الناس كافة ، وهذه أيضًا خطوة مهمة نحو تعارف أفراد الطائفة المنصورة وفئاتها ، إذ لا يمكن قبول دعوى كلِّ مدَّع حتى يكون عمله وواقعه يشهد بأنه ملتزِم بمنهج أهل السنة ، مباعِدٌ للمنكر والبدعة فالتعارف الحق إنما يكون في طريق العمل والدعوة والجهاد ، واللقاء الحق هو في نفس الميدان ، وفي محكِّ الصراع والمواجهة يَبينُ المحِقُّ من المدَّعي فلابدَّ إذًا من تعارف أفراد الطائفة المنصورة وجماعاتها وفئاتها وتآلفها وتقاربها ، بحيث لا تستمر مجرَّد مجموعات صغيرة مستضعَفة مبعثَرة الجهود في وسط تجمُّعات بدعيَّة كثيرة منظَّمة معتزَّة متكاتفة .الثانية ضرورة تحقيق معنى الانتساب للطائفة المنصورة ، بمعرفة حدود ما أنزل الله على رسوله ، وتعلُّم العلم الشرعي المبني على الدليل من الكتاب والسنة في مجال الاعتقاد والأحكام والسلوك ، والاستعداد الدائم لتجاوز الأخطاء وتصحيحها ، والتخلِّي عن كل ما ينافي حقيقة هذا الانتساب الشريف ، من الآراء والأقوالٍ والأخلاق وغيرها .وهذا لا يتمُّ إلا في جوٍ ٍ من الفرح والغِبْطة بالنقد الصحيح ، وترك أسلوب التزكية المطلقة للأقوال والأعمال والأشخاص والجماعات ، والسعي الدائم لتعديل المناهج والمسالك على وفق الحق الذي تقتضيه شريعة الله ويدل عليه النص من القرآن والسنة ، ووضع المسائل والقضايا في موقعها الصحيح الذي تقتضيه الحكمة التي هي الشرع والعقل كما سبق ، فلا تُغْفَل القضايا الأساسية الكبيرة بسبب الانشغال ببعض الفروع ، ولا تُضَخَّم بعض المسائل الفرعية على حساب القضايا الجوهرية "
الشيخ : وقفة هنا . تحتاج إلى دراسة مر معك الشرع والعقل ؟
السائل : نعم .
الشيخ : ما تحتاج هذه وقفة ؟
السائل : بدها وقفة لكن فيما أظن أنه هو على حسب المنهج الذي يقول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية موافقة العقل يعني صحيح المنقول إلى صريح المعقول لا يخالف يعني في شيء من هذا ، في أصل منهجه هو هكذا ، لا تعارض بين الشرع والحكم إليه هو الذي يحكم العقل
الشيخ : طيب لماذا ذكر العقل هنا ؟ .
السائل : لأنه وافق الشرع ولا يخالفه ، ممكن على حال تشوف إذا كان فيّ شيء متقدم .
الشيخ : إذا حذفنا كلمة العقل أصح ولا إذا أبقيانها ؟ .
السائل : ممكن حتى لا يفهم أحد منها حذفها ، حتى لا يفهم أحد أن العقل فيه مخالفة الشرع ويمكن أن يكون أولى .
الشيخ : وإذا كان ؟
السائل : إذا كان يفهم أنهم متلازمان ولا يخالف أحدهما الآخر فإبقاء هذا لا مانع فيه أن العقل لا ينافي الشرع والشرع لا ينافي العقل فلا مانع من بقائها .
الشيخ : لا يجوز أن يقرر العقل خاصة ... العصري اليوم ، لأنه الذي قائم في ذهنك مش قائم في ذهن كل من يقرأ الكتاب فهو لا يكتب لأمثالنا نحن يكتب لعامة الناس يكتب للمبتدئين في طلب العلم يكتب لكن ليس عندهم علم إطلاقًا ولا سمعوا بكتاب وبموضوع موافقة العقل الشرع أو الشرع العقل تأليف ابن تيمية ولذلك ضع لي إشارة فيّ قلم رصاص ؟ .
أبو ليلى : لو تجيب فلوماستر أحسن .
الشيخ : طيب حط بالقلم العادي أداة استفهام وخط فوق العقل .
أبو ليلى : بصراحة من يعتقد هذا الكلام فبيقول أنك موافق على هذا الكلام .
الشيخ : إيش ؟ .
أبو ليلى : اللي يقرأ هذه العبارة من يعتقد بهذا ويقول : إنك تقر هذا الكلام .
السائل : والنقطة التي أشار إليها الشيخ الملاحظة إنه يقع في يد العوام ونحن نفهم هذا وهو لا يفهمه يعني يخشى من عدم فهم العامة .
الشيخ : الحقيقة أنا أخشى أكثر من هيك .
السائل : منه هو ؟ .
الشيخ : لكان ؟
السائل : لا أنا في هذه ما أخشى منه .
الشيخ : أنا أخشى .
السائل : أنت تخشى أنا لا أخشى ههه .
الشيخ : ... يعني ذكر أمثلة و لي أمثلة ولا شك فإذًا ... .
السائل : يقول " فلا تغفل القضايا الأساسية الكبيرة بسبب الانشغال ببعض الفروع ولا تضخم بعض المسائل الفرعية على حساب القضايا الجوهرية ، ولا تهمل الفروع أيضًا بحجة أنها فروع ، فالأصول والفروع كلها من الدين . ولكن يجب وضع كل شيءٍ في موضعه ، والعناية بكل شيء بحسبه ، وقد قيل للإمام مالك ها هنا مسألة صغيرة يسيرة فقال ليس في الدين شيء يسير ، إن الله تعالى يقول : (( إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقيلاً ))، ولابدَّ من أن يتنادى علماء السنة - وهم رؤوس الطائفة المنصورة وزعماؤها - إلى تحديد معالم منهجٍ يضبط مسيرة هذه الطائفة ، ويحدِّدوا الأصول والمنطلقات التي يجب أن تلتزم بها ، ويرتب الأولويَّات التي يجب أن يُبدَأ بها ، ويوضِّح واجبات هذه الطائفة في كل ظرفٍ من الظروف ، بحيث يضمن هذا المنهج نظرةً متكاملةً للأمور ، ومنطلقًا سليمًا ، وخطوات مناسبة متسلسلة "
الشيخ : حط لي إشارة هنا تنظيم الأولويات هذا أمر مستحيل وهذه لغة الإخوان المسلمين .
السائل : " بحيث يضمن هذا المنهج نظرةً متكاملةً للأمور ، ومنطلقًا سليمًا ، وخطوات مناسبة متسلسلة ، مع الاستعداد الدائم للمراجعة والتصحيح ، وسعة الصدر للأمور التي تحتمل الخلاف ، ويكون ميدان الاجتهاد فيها واسعًا ، بحيث لا تكون سببًا للخصومة والتنافر والفرقة
الثالثة التعاون الوثيق بين فئات هذه الطائفة في جميع مجالات عملها ودعوتها وجهادها ، وتنسيق الجهود ، بحيث يكمل بعضها بعضًا ، ولا تتناقض ، أو تتعارض والتعـاون واجب شرعـي ، لقوله تعـالى : (( وتَعَاوَنُوا عَلى الِبرِّ والتَّقْوَى ))، وهو ثمرة من ثمار الخطوتين السابقتين
فبالتعارف بين فئات الطائفة المنصورة في ميدان الدعوة والجهاد تبدأ أولى خطوات التعاون والتعاضد والتناصر . وبتوحيد المنهج الذي تسير عليه وتصحيحه على مقتضى الدليل الشرعي تجتمع القلوب وتزول أسباب الخلاف التي ينفذ منها الشيطان وجنوده من الإنس والجن لزرع الفرقة والشتات بين المؤمنين .ويكلَّل هذا وهذا بالتآزر والتعاون والتناصر ، لتجتمع قدرات هذه الطائفة وتتوحَّد في مواجهة الغربة المتمثلة في التحدِّيات الكبيرة التي يزخر بها العصر ، ولتتنـاوب فئاتها في القيام بفروض الكفاية التي اضطلعت بها ، وشرَّفها الله بتحمُّل القيام بها من بين المسلمين ، فتقوم كل فئةٍ بما تعجز عنه الأخرى .
إذ قد تملك إحدى الفئات المال ، وتملك أخرى الرجال ، وتملك ثالثة السبق في العلم والفقه ، وتملك رابعة السبق في التخطيط وهكذا ، فقد يتهيأ لفئة من ملاءمة الظروف للقيام بفرض من فروض الكفاية ما لم يتهيأ لغيرها . فالتعاون والتناصر يجعل الطائفة المنصورة أقوى في إمكانياتها وقدراتها ، وأقدر على الاستفادة من الفرص المتنوعة التي تختلف بين مكان وآخر وزمان وآخر ، وأكثر دقةُ في توزيع المهمات والواجبات . ففي مكان تتوفَّر الإمكانيات العلمية ، وفي آخر الإمكانيات الإعلامية ، وفي ثالث الإمكانيات الجهادية ، وفي رابع الإمكانيات التربوية وهكذا .والطائفة التي أخذت على عاتقها القيام بالجهاد ومتطلباته ، وأداء فروض الكفاية عن المسلمين كافة حتى حين تَخَلَّوا عنها لابدَّ أن ترتقي بنفسها ، لتكون جديرة بالعبء الذي اضطلعت به ، والمهمة التي وضعت نفسها لها . وإذا تصدَّت الطائفة المنصورة لهذه الواجبات ، اكتشفت نفسها ، وعرف بعضها بعضًا ، وبان المجاهدون الحقيقيُّون من المتسمين بالجهاد الإسلامي ، وهم يقاتلون على راية قومية ، أو عصبية جاهلية ، أو فكرة علمانية ، أو يقاتلون من أجل الحصول على المكانة والجاه ، وحجز المواقع البارزة في ذلك الميدان " .
الشيخ : اشعل النور اشعل النور .
السائل : " وما أكثر هذا الصنف الذي يتسلَّق على أكتاف الآخرين ، وبه تستطيع الطائفة أن تبدأ طريقها الحقيقي في إعادة الحكم الإسلامي في الأرض التي فقِد منها ، ومن ثَم الانتقال بالجهاد من الدفاع إلى الهجوم (( وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ أنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ * الَّذينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ في الأرْضِ أقاموا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ وأَمَرُوا بالمَعْرُوفِ ونَهَوْا عَنِ المُنْكرِ وللهِ عاقِبَةُ الأمورِ )) بعد يقول إنَّ مما يؤسف له أشد الأسف أنه في الوقت الذي يمتلك فيه عدوُّنا أفتك الأسلحة وأمضاها سواء الأسلحة التدميرية أو الأسلحة الإعلامية و يتسلَّط فيها على المسلمين ، بالتَّصفيات الجسدية حينًا ، وبالتدمير الأخلاقي والإيماني أحيانًا كثيرة ، عبر عشرات الوسائل بل عبر ملايين الإذاعات ومحطَّات التلفزة والبث والصحف والمطبوعات والكتب ومراكز الدراسات والنشر على حين لا تملك الدعوة الإسلامية من ذلك شيئًا ألبتَّة ، اللهم إلا النـزر اليسير ، الذي لا يكاد يتمكَّن من مخاطبة أقل القليل من المسلمين فضلاً عن غيرهم ، ولا يملك من وسائل التأثير والجاذبية شيئًا يذكر وعلى رغم هذا وذاك ، لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع الذي لا يجوز خرقه ، بل وليست من مسائل الحياة العملية المؤثرة في حاضر أو مستقبل .فيا تُرى ! متى يفيق المسلمون من رقدتهم الطويلة ؟ ! ومتى يبدؤون عملاً جادًّا لدينهم ودعوتهم ؟ ! ومتى يعرفون عدوَّهم من صديقهم ؟ ! ومتى يوجِّهون هذه السِّـهام المصـوَّبة إلى صدورهم أنفسهم ، متى يوجِّهونها إلى صدور عدوِّهم ؟! "
وحين ننظر واقع المسلمين اليوم ، نجد أنهم قد وصلوا إلى حال من التردِّي والانحطاط والذلَّة لم يَسبق لها نظير في تاريخهم ، وسلِّط عليهم من البلاء ما تتحيَّر أمامه العقول ، وذلك لترك الجهاد الذي هو العاصم بإذن الله دون استحكام الغربة وتفاقمها .فقد ترك المسلمون الجهاد الشرعي الذي يُراد به قتالُ أعداء الله ، وإخضاعُهم لحكم الإسلام ، وفَرْضُ الجزية والصَّغار عليهم ، منذ أزمنة بعيدة . ثم وقَّع حكامهم وثيقة الأمم المتحدة ، التي تعدُّ الجهاد الإسلامي نوعًا من استعمال القوة ضدّ السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي للدول ، وهو أمر يتنافى مع مقاصد الأمم المتحدة ، ولابدَّ من فض المنازعات الدولية بالوسائل السلمية ، على وجه لا يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر !وأصبح العالم يتحدَّث عن النظام الدولي الجديد ذي القطب الأحادي ، عالم هيمنة الرجل الغربي ، واستعماره للشعوب ، ونهبـه لخيراتها وثرواتها ، وفرضه ألوان الانحلال الذي يسود مجتمعاته باسم الديمقراطية وحرية الفرد ! وليست المأساة في توقيع هذه الوثيقة الظالمة ، الآثمة ، المنافية لشرع الله ، المصادمة للحكمة التي من أجلها بُعِث الأنبياء وأُنْزِلت الكتب وقُرِّرت الشرائع ، ليست المأساة في هذا التوقيع فحسب ، بل المأساة الكبرى في إذعان الأمم الإسلامية من بين سائر الشعوب والطوائف والأديان لهذه الشريعة الكافرة ، والتزامهم بها ، وترديدهم لها آناء الليل وأطراف النهار ، وتخلِّيهم عن شريعة الله التي تعدُّ الإيمان بالجهاد والقيام به واجبًا يقاتَل الممتنعون من فعله حتى يلتزموا به .يقول انظر فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية مجلد ثمانية وعشرين أربعمائة وثمانية وستين حيث حكى الإجماع على أن الممتنع عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة ، يجب قتاله حتى يكون الدين كله لله فمن يمتنع من تحريم الربا ، أو يقول إنَّا لا نجاهد الكفار مع المسلمين يقول على حين نجد هذه الهيئة الدولية عجزت عن زحزحة إسرائيل عن إصبع واحد مما احتلته من أرض الإسلام .
وأدهى من ذلك وأمرّ أنَّ جميع الأمم الإسلامية في عامتها قد بُليت بألوان من الضعف والهزيمة والذل والصغار ، جعلتها عرضةً لهجمات الأعداء الذين يتداعَوْن عليها من أنحاء الأرض ، وصارت تفقد في كل يوم جزءًا من بلادها ، بل ومن ذاتها ، حيث تلحق فئامٌ من هذه الأمة بغير المسلمين ، وتعبد فئام منها الأوثان .ومن كان هذا حاله لا يُنْتَظَر منه أن يقوم بجهاد الأعداء وتطلُّبهم في ديارهم ، كيف والعدو يغزوهم في عقر دارهم ، فلا يستطيعون له دفعًا ؟ فهذا كله مصداق ما أخبر به المبلِّغ عن الله محمد صلى الله عليه وسلم ، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا تبايعتُم بالعينة ، وأخذتُم أذناب البقر ، ورضيتُم بالزَّرع ، وتركتُم الجهاد ، سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا ينـزعه حتى ترجعوا إلى دينِكم ) فها هم المسلمون في جملتهم قد تبايعوا بالربا ، وأقرُّوه ، وعدُّوه شرعًا لا يجوز المساس به ، واشتغلوا بالدنيا والحرث والزرع والتجارة ، وتركوا الجهاد في سبيل الله ، فعاينوا النتيجة الموعودة ، والتي لخَّصها النبي صلى الله عليه وسلم بعبارةٍ دقيقةٍ عميقة الدلالة ، وهي ( سلَّط الله عليكم ذلاًّ ) ، و كذلك أخبر صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى بأسلوب آخر حين قال في حديث أبي أمامة كما تقدَّم ( من لم يغز ، أويجهِّز غازيًا ، أو يخلف غازيًا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة ) فها هي القوارع تتوالى على الأمة منذ تركت الجهاد ، وها هي تتلقَّى كل يومٍ ضربة جديدة من أعدائها المعلَنين والمستخفين " ...
الشيخ : معلَنين أو معلنين ؟ .
السائل : من أعدائها المعلنين ، معلنين يعني هم علانيةً يعني .
الشيخ : هم يا أخي معلِنين .
السائل : ها هو يشكلها بالفتح ، يعني يجوز أن تقول : معلِنين ، معلِنين لحربنا .
الشيخ : يواش يواش نعم ومعلَنين ؟ .
السائل : معلَنين بالنسبة لنا هم معلَنون يعني علانيةً ليسوا مستخفين عنا .
الشيخ : مين اللي أعلنوا ؟ .
السائل : هم أعلنوا أنفسهم فهم بالنسبة لنا معلَنين .
الشيخ : يا أخي بس أيهما أدق ؟ يجوز هم أخفياء وأعلنوا من غيرهم وليس هذا هو المقصود ، إذا كانوا أخفياء وكانوا معلَنين فهم معلنُون وإذا كانوا هم أعلنوا أنفسهم فهناك آخرون أخفوا أنفسهم فلابد من أن يكون ... .
السائل : على كل حال هو قصد أنهم معلَنون ولذلك شكلها هو بالفتحة " وأخبر عنه فيّ حديث ثواب رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن تَداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكَلَة على قصعتها ) ، قال قلنا : يا رسول الله ! أمن قلَّة بنا يومئذٍ ؟ قال ( أنتم يومئذ كثير ، ولكن تكونون غثاء كغـثاء السيل ، يُنْتَزَع المهابةُ من قلوب عدوِّكم ، ويُجْعَل في قلوبكم الوهن ) قال قلنا وما الوهن ؟ قال ( حب الحياة ، وكراهية الموت ) ، و كما نجد مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم في واقع الأمة في الأزمنة المتأخرة في الإخلاد إلى الدنيا ، وترك الجهاد ، والرضى بالزرع ، والتبايع بالربا ، وتسليط الأعداء ، ونزع المهابة منها ، وإصابتها بالوهن الذي هو حب الدنيا وكراهية الموت ، نجد أيضًا مصداق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من دوام الجهاد ، واستمراره ، وبقاء طائفة من أمته يقاتلون على الدين ظاهرين .فقد ظل بعض المخلصين يقاتلون أعداء الله من المستعمرين الفرنسيين والبريطانيين والطليان وغيرهم من أمم الكفر ، ثم يقاتلون اليهود في بلاد الشام وغيرها . ولا زال المسلمون يقاتلون الكفار في الفلبين وأفغانستان وأريتيريا وغيرها ، وهؤلاء وأولئك هم الذين حاولوا دفع الغربة عن هذه الشعيرة العظيمة ، شعيرة الجهاد ومن بين هؤلاء وأولئك مَن هو مستمسك في الجملة بالأصول العامة التي يلتقي عليها أهل السنة والجماعة ، غير حائد عنها ، ولا محرف ، ولا مبدِّل فلا تكاد راية الجهاد تترنَّح في يد قومٍ ، إلا تلقَّفها قوم آخرون ، مصداقًا لقوله تعالى (( يَا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينهِ فَسَوْفَ يَأتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ أذِلَّة عَلى المُؤمِنينَ أَعزَّة على الكافِرِينَ يُجاهِدونَ في سَبيل اللهِ ولا يَخافونَ لَوْمَةَ لائِم )) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية حول هذه الآيات وما قبلها من سورة المائدة فالمخاطَبون بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الرِّدَّة ، ومعلوم أن هذا يتناول جميع قرون الأمة ، وهو سبحانه لما نهى عن موالاة الكفار ، وبيَّنَ أنَّ مَن تولاَّهُم من المخاطَبين فإنه منهم ، بيَّن أن مَن تولاهم وارتدَّ عن دين الإسلام لا يضرُّ الإسلام شيئًا ، بل سيأتي الله بقوم يحبُّهم ويحبُّونه ، فيتولَّون المؤمِنين دون الكفار ، ويجاهدون في سبيل الله ، لا يخافون لومة لائم ، كما قال في أول الأمر (( فإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤلاءِ فَقَدْ وكَّلْنا بِها قَوْمًا لَيْسوا بِها بِكَافِرينَ )). فهؤلاء الذين لم يدخلوا في الإسلام ، وأولئك الذين خرجوا منه بعد الدخول فيه ، لا يضرُّون الإسلام شيئًا ، بل يقيم الله مَن يؤمن بما جاء به رسوله وينصرُ دينَه إلى قيام الساعة " هذا طبعًا الفتاوى الجزء ثمانية وعشرين ... " فهذه سنة الله في المرتدِّين عن الدين أو عن بعض شرائعه ، كالجهاد في سبيل الله أن يأتي الله بدلهم بقوم يحبُّهم ويحبُّونه ، أذلَّة على المؤمنين ، أعزَّة على الكافرين ، يجاهدون في سبيل الله ، ولا يخافون لومة لائم . و كذلك قال سبحانه في الناكلين عن الإنفاق في سبيل الله وهو نوع من الجهاد (( ها أَنْتُمْ هؤلاءِ تُدْعَوْنَ لتُنْفِقُوا في سَبيلِ الله فمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ومَنْ يَبْخَلْ فإنَّما يَبْخَلُ عَن نَفْسه واللهُ الغَنيُّ وأنتُمُ الفقراءُ وإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أمْثالَكُمْ )). يقول ابن تيمية رحمه الله بيـَّن الله سبحانه أنَّه من تولَّى عنه بترك الجهاد بنفسه ، أبدل الله به من يقوم بذلك ، ومَن تولَّى عنه بإنفاق ماله ، أبدل الله به من يقوم بذلك . ومقتضى هذا الوعد وذاك أن لا يزال في الأمة مؤمنون ، مجاهدون ، باذلون ، صابرون في سبيل الله ، لا يخافون لومة لائم ، إلى قيام الساعة وهؤلاء هم الموصوفون بالغربة ، والموسومـون بالطائفة المنصورة ، المسـارعون لدفع الغـربة بالجهاد ، الحـائزون على الفضل العظيم الموعود للغرباء .
فخبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم متحقِّق في هذا الوقت من وجهين أولًا من وجه نكول الأمة عن الجهاد وابتلائها بالعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك . ثانيًا ومن وجه إتيان الله عزَّ وجلَّ بقوم يجاهدون في سبيله ، ولا يخافون لومة لائم ، وبقاء الجهاد واستمراره ودوامه ، وبقاء الطائفة المنصورة الغريبة التي تقيم هذا الجهاد "
بعدها يقول " قضايا في مسألة الجهاد ، وحتى تستطيع هذه الطائفة المجاهدة في هذا العصر أن تستكمل نقصها ، وتقوم بواجبها كاملاً ، وخاصَّة في الجهاد وإحيائه ، وتستنـزل نصر الله عز وجل ومدده العاجل ، فإنه لابدَّ لها أن تضع نُصْبَ عينيها القضايا التالية الأولى أنه إذا جاز في وقت من الأوقات أن تكون الطائفة المنصورة فئاتٍ شتَّى لا يجمعها إلا المنهج الذي تسير عليه وتلتزم به ، وأن تكون متفرقةً في بلدان متباعدة ، لا يعرف بعضها بعضًا ، إذا جاز هذا فيما مضى ، فإنه ينبغي أن ينتهي هذا الحال في مثل عصرنا الحاضر .
حيث تكالبت أمم الكفر على المسلمين ، ومزَّقتهم شرَّ ممزَّق ، وحطَّمت أديانهم وأخلاقهم ، وهتكت أعراضهم ، واستولت على بلادهم ، ونهبت ثرواتهم وخيراتهم وحيث ضاعت دولة الإسلام ، وتعطَّل الحكم بالشرع إلا في القليل النادر من شؤون الحياة ، وحورِبت شريعة الجهاد . وحيث كثُرت البدع والضلالات والمبادئ والشعارات ، وتفرَّقت الأمة الواحدة إلى أمم شتَّى وعقائد متباينة ، وخَفَتَ صوت الحق أو كاد وحيث صارت الأمة الإسلامية تعيش وضعًا فريدًا من التمزُّق والتشتُّت والضياع والانحراف لم يسبق والله أعلم أن مرَّت به عبر تاريخها الطويل . وفي مثل هذه الظروف العصيبة الحرجة يصبح من الواجب على الطائفة المنصورة أن تجهر بعقيدتها ومنهجها ، وتعلنها بكل وسيلة ، وتوضحها غاية الوضوح ، وترفع الراية بقوةٍ حيث كانت وبهذا تكون بلغت رسالة ربها ، وأقامت الحجة على الناس كافة ، وهذه أيضًا خطوة مهمة نحو تعارف أفراد الطائفة المنصورة وفئاتها ، إذ لا يمكن قبول دعوى كلِّ مدَّع حتى يكون عمله وواقعه يشهد بأنه ملتزِم بمنهج أهل السنة ، مباعِدٌ للمنكر والبدعة فالتعارف الحق إنما يكون في طريق العمل والدعوة والجهاد ، واللقاء الحق هو في نفس الميدان ، وفي محكِّ الصراع والمواجهة يَبينُ المحِقُّ من المدَّعي فلابدَّ إذًا من تعارف أفراد الطائفة المنصورة وجماعاتها وفئاتها وتآلفها وتقاربها ، بحيث لا تستمر مجرَّد مجموعات صغيرة مستضعَفة مبعثَرة الجهود في وسط تجمُّعات بدعيَّة كثيرة منظَّمة معتزَّة متكاتفة .الثانية ضرورة تحقيق معنى الانتساب للطائفة المنصورة ، بمعرفة حدود ما أنزل الله على رسوله ، وتعلُّم العلم الشرعي المبني على الدليل من الكتاب والسنة في مجال الاعتقاد والأحكام والسلوك ، والاستعداد الدائم لتجاوز الأخطاء وتصحيحها ، والتخلِّي عن كل ما ينافي حقيقة هذا الانتساب الشريف ، من الآراء والأقوالٍ والأخلاق وغيرها .وهذا لا يتمُّ إلا في جوٍ ٍ من الفرح والغِبْطة بالنقد الصحيح ، وترك أسلوب التزكية المطلقة للأقوال والأعمال والأشخاص والجماعات ، والسعي الدائم لتعديل المناهج والمسالك على وفق الحق الذي تقتضيه شريعة الله ويدل عليه النص من القرآن والسنة ، ووضع المسائل والقضايا في موقعها الصحيح الذي تقتضيه الحكمة التي هي الشرع والعقل كما سبق ، فلا تُغْفَل القضايا الأساسية الكبيرة بسبب الانشغال ببعض الفروع ، ولا تُضَخَّم بعض المسائل الفرعية على حساب القضايا الجوهرية "
الشيخ : وقفة هنا . تحتاج إلى دراسة مر معك الشرع والعقل ؟
السائل : نعم .
الشيخ : ما تحتاج هذه وقفة ؟
السائل : بدها وقفة لكن فيما أظن أنه هو على حسب المنهج الذي يقول فيه شيخ الإسلام ابن تيمية موافقة العقل يعني صحيح المنقول إلى صريح المعقول لا يخالف يعني في شيء من هذا ، في أصل منهجه هو هكذا ، لا تعارض بين الشرع والحكم إليه هو الذي يحكم العقل
الشيخ : طيب لماذا ذكر العقل هنا ؟ .
السائل : لأنه وافق الشرع ولا يخالفه ، ممكن على حال تشوف إذا كان فيّ شيء متقدم .
الشيخ : إذا حذفنا كلمة العقل أصح ولا إذا أبقيانها ؟ .
السائل : ممكن حتى لا يفهم أحد منها حذفها ، حتى لا يفهم أحد أن العقل فيه مخالفة الشرع ويمكن أن يكون أولى .
الشيخ : وإذا كان ؟
السائل : إذا كان يفهم أنهم متلازمان ولا يخالف أحدهما الآخر فإبقاء هذا لا مانع فيه أن العقل لا ينافي الشرع والشرع لا ينافي العقل فلا مانع من بقائها .
الشيخ : لا يجوز أن يقرر العقل خاصة ... العصري اليوم ، لأنه الذي قائم في ذهنك مش قائم في ذهن كل من يقرأ الكتاب فهو لا يكتب لأمثالنا نحن يكتب لعامة الناس يكتب للمبتدئين في طلب العلم يكتب لكن ليس عندهم علم إطلاقًا ولا سمعوا بكتاب وبموضوع موافقة العقل الشرع أو الشرع العقل تأليف ابن تيمية ولذلك ضع لي إشارة فيّ قلم رصاص ؟ .
أبو ليلى : لو تجيب فلوماستر أحسن .
الشيخ : طيب حط بالقلم العادي أداة استفهام وخط فوق العقل .
أبو ليلى : بصراحة من يعتقد هذا الكلام فبيقول أنك موافق على هذا الكلام .
الشيخ : إيش ؟ .
أبو ليلى : اللي يقرأ هذه العبارة من يعتقد بهذا ويقول : إنك تقر هذا الكلام .
السائل : والنقطة التي أشار إليها الشيخ الملاحظة إنه يقع في يد العوام ونحن نفهم هذا وهو لا يفهمه يعني يخشى من عدم فهم العامة .
الشيخ : الحقيقة أنا أخشى أكثر من هيك .
السائل : منه هو ؟ .
الشيخ : لكان ؟
السائل : لا أنا في هذه ما أخشى منه .
الشيخ : أنا أخشى .
السائل : أنت تخشى أنا لا أخشى ههه .
الشيخ : ... يعني ذكر أمثلة و لي أمثلة ولا شك فإذًا ... .
السائل : يقول " فلا تغفل القضايا الأساسية الكبيرة بسبب الانشغال ببعض الفروع ولا تضخم بعض المسائل الفرعية على حساب القضايا الجوهرية ، ولا تهمل الفروع أيضًا بحجة أنها فروع ، فالأصول والفروع كلها من الدين . ولكن يجب وضع كل شيءٍ في موضعه ، والعناية بكل شيء بحسبه ، وقد قيل للإمام مالك ها هنا مسألة صغيرة يسيرة فقال ليس في الدين شيء يسير ، إن الله تعالى يقول : (( إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقيلاً ))، ولابدَّ من أن يتنادى علماء السنة - وهم رؤوس الطائفة المنصورة وزعماؤها - إلى تحديد معالم منهجٍ يضبط مسيرة هذه الطائفة ، ويحدِّدوا الأصول والمنطلقات التي يجب أن تلتزم بها ، ويرتب الأولويَّات التي يجب أن يُبدَأ بها ، ويوضِّح واجبات هذه الطائفة في كل ظرفٍ من الظروف ، بحيث يضمن هذا المنهج نظرةً متكاملةً للأمور ، ومنطلقًا سليمًا ، وخطوات مناسبة متسلسلة "
الشيخ : حط لي إشارة هنا تنظيم الأولويات هذا أمر مستحيل وهذه لغة الإخوان المسلمين .
السائل : " بحيث يضمن هذا المنهج نظرةً متكاملةً للأمور ، ومنطلقًا سليمًا ، وخطوات مناسبة متسلسلة ، مع الاستعداد الدائم للمراجعة والتصحيح ، وسعة الصدر للأمور التي تحتمل الخلاف ، ويكون ميدان الاجتهاد فيها واسعًا ، بحيث لا تكون سببًا للخصومة والتنافر والفرقة
الثالثة التعاون الوثيق بين فئات هذه الطائفة في جميع مجالات عملها ودعوتها وجهادها ، وتنسيق الجهود ، بحيث يكمل بعضها بعضًا ، ولا تتناقض ، أو تتعارض والتعـاون واجب شرعـي ، لقوله تعـالى : (( وتَعَاوَنُوا عَلى الِبرِّ والتَّقْوَى ))، وهو ثمرة من ثمار الخطوتين السابقتين
فبالتعارف بين فئات الطائفة المنصورة في ميدان الدعوة والجهاد تبدأ أولى خطوات التعاون والتعاضد والتناصر . وبتوحيد المنهج الذي تسير عليه وتصحيحه على مقتضى الدليل الشرعي تجتمع القلوب وتزول أسباب الخلاف التي ينفذ منها الشيطان وجنوده من الإنس والجن لزرع الفرقة والشتات بين المؤمنين .ويكلَّل هذا وهذا بالتآزر والتعاون والتناصر ، لتجتمع قدرات هذه الطائفة وتتوحَّد في مواجهة الغربة المتمثلة في التحدِّيات الكبيرة التي يزخر بها العصر ، ولتتنـاوب فئاتها في القيام بفروض الكفاية التي اضطلعت بها ، وشرَّفها الله بتحمُّل القيام بها من بين المسلمين ، فتقوم كل فئةٍ بما تعجز عنه الأخرى .
إذ قد تملك إحدى الفئات المال ، وتملك أخرى الرجال ، وتملك ثالثة السبق في العلم والفقه ، وتملك رابعة السبق في التخطيط وهكذا ، فقد يتهيأ لفئة من ملاءمة الظروف للقيام بفرض من فروض الكفاية ما لم يتهيأ لغيرها . فالتعاون والتناصر يجعل الطائفة المنصورة أقوى في إمكانياتها وقدراتها ، وأقدر على الاستفادة من الفرص المتنوعة التي تختلف بين مكان وآخر وزمان وآخر ، وأكثر دقةُ في توزيع المهمات والواجبات . ففي مكان تتوفَّر الإمكانيات العلمية ، وفي آخر الإمكانيات الإعلامية ، وفي ثالث الإمكانيات الجهادية ، وفي رابع الإمكانيات التربوية وهكذا .والطائفة التي أخذت على عاتقها القيام بالجهاد ومتطلباته ، وأداء فروض الكفاية عن المسلمين كافة حتى حين تَخَلَّوا عنها لابدَّ أن ترتقي بنفسها ، لتكون جديرة بالعبء الذي اضطلعت به ، والمهمة التي وضعت نفسها لها . وإذا تصدَّت الطائفة المنصورة لهذه الواجبات ، اكتشفت نفسها ، وعرف بعضها بعضًا ، وبان المجاهدون الحقيقيُّون من المتسمين بالجهاد الإسلامي ، وهم يقاتلون على راية قومية ، أو عصبية جاهلية ، أو فكرة علمانية ، أو يقاتلون من أجل الحصول على المكانة والجاه ، وحجز المواقع البارزة في ذلك الميدان " .
الشيخ : اشعل النور اشعل النور .
السائل : " وما أكثر هذا الصنف الذي يتسلَّق على أكتاف الآخرين ، وبه تستطيع الطائفة أن تبدأ طريقها الحقيقي في إعادة الحكم الإسلامي في الأرض التي فقِد منها ، ومن ثَم الانتقال بالجهاد من الدفاع إلى الهجوم (( وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ أنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزيزٌ * الَّذينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ في الأرْضِ أقاموا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ وأَمَرُوا بالمَعْرُوفِ ونَهَوْا عَنِ المُنْكرِ وللهِ عاقِبَةُ الأمورِ )) بعد يقول إنَّ مما يؤسف له أشد الأسف أنه في الوقت الذي يمتلك فيه عدوُّنا أفتك الأسلحة وأمضاها سواء الأسلحة التدميرية أو الأسلحة الإعلامية و يتسلَّط فيها على المسلمين ، بالتَّصفيات الجسدية حينًا ، وبالتدمير الأخلاقي والإيماني أحيانًا كثيرة ، عبر عشرات الوسائل بل عبر ملايين الإذاعات ومحطَّات التلفزة والبث والصحف والمطبوعات والكتب ومراكز الدراسات والنشر على حين لا تملك الدعوة الإسلامية من ذلك شيئًا ألبتَّة ، اللهم إلا النـزر اليسير ، الذي لا يكاد يتمكَّن من مخاطبة أقل القليل من المسلمين فضلاً عن غيرهم ، ولا يملك من وسائل التأثير والجاذبية شيئًا يذكر وعلى رغم هذا وذاك ، لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع الذي لا يجوز خرقه ، بل وليست من مسائل الحياة العملية المؤثرة في حاضر أو مستقبل .فيا تُرى ! متى يفيق المسلمون من رقدتهم الطويلة ؟ ! ومتى يبدؤون عملاً جادًّا لدينهم ودعوتهم ؟ ! ومتى يعرفون عدوَّهم من صديقهم ؟ ! ومتى يوجِّهون هذه السِّـهام المصـوَّبة إلى صدورهم أنفسهم ، متى يوجِّهونها إلى صدور عدوِّهم ؟! "
4 - استئناف القراءة من كتاب سلمان العودة عند فصل ( جهاد الطائفة المنصورة وأثره في دفع الغربة ) وتعليق الشيخ الألباني وإبراهيم شقرة عليه . أستمع حفظ
بيان الشيخ الألباني وإبراهيم شقرة خطأ كلام سلمان عند قوله ( وعلى رغم هذا وذاك لا يزال المسلمون - أعني من يهتم للإسلام منهم - غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ... ) .
الشيخ : توقف عندك شوية عند الخلافات هذه أول الكلام وين ؟
السائل : هو يقول هنا " وعلى رغم هذا وذاك ، لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمةٍ حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع الذي لا يجوز خرقه ، بل وليست من مسائل الحياة العملية المؤثرة في حاضر أو مستقبل "
الشيخ : شو علاج هذا ؟ حط أداة استفهام بالهامش .
السائل : هنا ولا هنا ؟
الشيخ : شو علاجها هاي ؟
السائل : كما بيّن الإلتزام بالكتاب والسنة والدليل الصحيح .
الشيخ : خلي الأستاذ أبو مالك يشاركنا في هذه النقطة ، لعلك تشاركنا في هذه الفقرة .
السائل : هو ما كان من الأول كتاب " وسائل لدفع الغربة " لسلمان فهد العودة ، كان يتكلم حول التعارف بين الطائفة المنصورة و تعاون الطائفة المنصورة فيما بين بعضها البعض ، يقول وعلى رغم هذا وذاك لا يزال المسلمون طبعًا قبلا منها يتكلم عن قوة الأعداء و وسائل الإعلام وتخطيطهم وكذا
أبو مالك : قال وعلى الرغم من هذا وذاك ...
السائل : يقول حين لا تملك الدعوة الإسلامية من ذلك شيئًا ألبتَّة ، اللهم إلا النـزر اليسير ، الذي لا يكاد يتمكَّن من مخاطبة أقل القليل من المسلمين فضلاً عن غيرهم ، ولا يملك من وسائل التأثير والجاذبية شيئًا يذكر . وعلى رغم هذا وذاك ، لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم .
الشيخ : من ؟
السائل : من يتهم للإسلام منهم يعني الجماعات الإسلامية يقصد ، غارقين في خلافات محتدمةٍ حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع الذي لا يجوز خرقه ، بل وليست من مسائل الحياة العملية المؤثرة في حاضر أو مستقبل .
فيا تُرى ! متى يفيق المسلمون من رقدتهم الطويلة ؟
الشيخ : بس هذه النقطة شو ؟
أبو مالك : عجيب هذا النقطة العجيب هذا هو غفل عن هذا الخلاف الطويل العريض في أصول الدين وقواعده ، كيف هذا ؟ .
الشيخ : لا ، هو يقول إنهم لا يزالون يبحثون ويختلفون فيما ليس من أصول الدين .
أبو مالك : هو هذا الذي أقول الخلاف الذي بين المسلمين الآن هو الخلاف مثل ما يقولون في القشور هو الخلاف في لب اللباب
الشيخ : لا ، وبارك الله فيك هو لا شك أن الواقع أنه يشمل الخلافين ، الخلاف في الفروع والخلاف في الأصول على حسب التقسيم المعروف ، فهو يريد توجيه المجتمع الإسلامي الذي لا يزال يختلف في مسائل ليست من الأصول .
السائل : يعني السلفيين مثلاً نجد بينهم خلاف في الفروع ، وتخاصم وتهاجر وتعادي وهي خلافات فرعية .
أبو مالك : اسمح لي أقول لك نحن لا نتحدث الآن عن الخلاف بين الفئة الواحدة التي تجتمع على أصول واحدة في العقيدة و في الدين ، أنا أتكلم عن الخلاف بين المسلمين بعامة ، لأنه ما يتكلم عن جماعة خاصة من المسلمين ، هو يتكلم عن المسلمين بعامة ، فالخلاف الذي بين المسلمين مثل ما ذكر الشيخ ناصر هو يتناول هذا كلامه أو الواقع الخلاف موجود في الأصول وموجود في الفروع ، لكن الخلاف في الفروع هو منشأه الخلاف في الأصول ، منشأ الخلاف في الفروع هو ا لخلاف في الأصول . فكيف يعني ... عن الخلاف الطويل العريض اللي عمره قرون طويلة فيّ الأصول ، ثم يلتفت فقط إلى الاختلاف في الفروع أو في المسائل الفرعية ؟ هذا الحقيقة أنا يعني أعجب من مثل هذا الكلام ، لذلك هو كان لازم يذكر على الأقل إنصافًا يذكر بأن الخلاف موجود بين المسلمين وبخاصةٍ من الذين يختلفون في أصول المناهج أن يقول أن هذا الخلاف هو الذي أودى بهم إلى الخلاف في المسائل الفرعية ، والمسائل الفرعية لا يهم الخلاف فيها بقدر ما يكون في الأصول ، لأنهم إذا اتفقوا على الأصول هذه الخلافات في الفروع ما دام أنها لا تؤثر وبخاصةٍ الخلاف الذي يسمى الخلاف إيش اسمه ؟ النظري ...
الشيخ : فيه غير الخلاف في الفروع كما كنا نتحدث ؟
أبو مالك : لا ، أقصد الخلاف اللي هو خلاف تضاد وخلاف .
الشيخ : هاه خلاف تنوع .
أبو مالك : أي نعم ، فأقول خاصة إن كان الخلاف خلاف تنوع ، فنحن اللي يهمنا يعني حتى من الخلاف ما يهمنا الخلاف الموجود خلاف التنوع ، وإنما يهمنا في الفروع خلاف التضاد ، ولكن إذا كانت الأصول متفق عليها في الحقيقة حتى الخلاف خلاف التضاد اللي هو في الفروع أمره سهل ويسير بالنسبة لخلاف الأصول . وأنا أقول حتى الآن لمّا ندندن حول يعني تكلمت على السلفيين الخلاف بينهم في الفروع والمسائل الفرعية ، وأنت ترى يعني في بينهم عداوة وقطيعة وغيرها ، أنا الحقيقة لا أرى أن الخلاف في الفروع أو في المسائل الفرعية بين السلفيين هو الذي أدى إلى القطيعة لا ، هو شيء يعني يتصل الحقيقة بالأصول نفسها ، لأني أنا ... فأقول بأن الخلاف في الحقيقة الذي أدى إلى الخصومة والقطيعة بين إخواننا السلفيين مش منشأه الخلاف في المسائل الفرعية لا
السائل : فيه من هذا و هذا .
أبو مالك : هو أعمق من هذا بكثير ، نحن الآن شوف يعني أنا أقول شخصيًا بأن .
الشيخ : لا تمشي له كلمته ، هو يقول في من هذا وهذا .
أبو مالك : لا ، لا ، أنا ما أمشيها له إياها أنا راح أتكلم معه فيها سائل آخر : لمّا كان الخلاف الذي جرى بين الشيخ و الشيخ نسيب لمّا كنا في حلب وقال الشيخ له بارك الله لك في رأيك وبارك الله لنا في رأينا ونحن إخوة نتعاون و ... قال ...
أبو مالك : هذه مسألة فرعية ...
الشيخ : لا ، لا ، بس هذا حجة عليه هو ، هو ... في كلامك هو حجة عليه .
سائل آخر : لماذا ؟
الشيخ : بدو يرجع يقول سبب الخصام و المعاداة و التقاطع ليس هو الاختلاف في الفروع و إنما هو اختلاف في النفوس يعني الاختلاف خلقي هذا المثال الذي أتيت به هذا هو ...
سائل آخر : موش خلاف في الأصل خلاف في النفس ...
الشيخ : هو بدو يربط لك موضوع الخلافات الفرعية إذا أثمرت أمورا عدائية ليست هي السبب هو هذا الذي يريده و هذه حقيقة
سائل آخر : هذه حقيقة من حيث أنها هوى في النفس أما هي ليست خلافا في قاعدة من قواعد الدين و من أصل من أصول الدين و إنما هوى في النفس أدى إلى هذا ، خلاف في مسألة فرعية أدى إلى التهاجر و التباغض ...
الشيخ : هذا أخي خلاف ما قلت أنت آنفا إذا الخلاف في الفروع يكون سبب إيش ؟ للعداء ... خلاف في الفروع
أبو مالك : ليس لأنه خلاف في الفروع .
الشيخ : أنا أقول أكثر من ذلك لو كان هناك خلاف خالص لوجه الله في الأصول لا يؤدي إلى المعاداة ... إذا كان هذا الحكم في الأصول إذا صفت النوايا ... هذا الخلاف فما بالك في الفروع ؟
أبو مالك : أنا أضيف إلى هذا أيضا شيخنا إعجاب كل ذي رأي برأيه و اتباع الهوى هذا في الحقيقة إيش نعتبره هذا أصل ، هذا أصل يعني أنا لما أعجب بالهوى برأيي وأتّبع هوايا أليس هذا خروجا عن مقتضى التوحيد ؟
سائل آخر : هو هذا .
أبو مالك : إذا هذا خلاف في الأصول حقيقة و لذلك يجب أن تقوم التربية أساسا على أن يكون الخلاف أو أن يكون الاتفاق و الخلاف على حد سواء ... أنا الآن لما أوافق الشيخ في رأي خليني أقول ونحن بيجوز نخالف شيخنا في بعض المسائل و آرائه مثلا و لكن هذا لا يحملنا أن نرى خلافنا مع شيخنا هو سبب في الوفاق أليس كذلك لماذا ؟ اسمح لي أقول لك لماذا لأنه أنا أعرف إذا ... بدي أخالف شيخنا في مسألة من المسائل أنا ما أخالفه حتى أظهر علمي عليه هذا ما يخطر في البال ، وإذا خطر في البال أن أقصم ظهري ، لكن نحن نخالف شيخنا إذا خالفناه نخالفه لأنه هو يتلزم الحق و نحن نرى الحق والحق لا يتعدد وإنما هو واحد ، و لذلك ندين الله عز وجل بهذا ونقول مثل ما كان الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم بين سلفنا الصالح فننتهي إلى هذه النتيجة وتظل المودة قائمة ، فلذلك ما في هوى في النفس .
السائل : هو هذا الذي الآن يعني مفهوم كلامه يدندن حوله ، طالما أشياء .
أبو مالك : لا لا هذا بعيد بعيد جدا
سائل آخر : كلامه عن هذا غريب أن قول ... أنا استغربت يعني الكلام هذا ... .
السائل : إنه لماذا يعني يقول الخلاف في الكلام السابق يعني لو ربط هذا بما قبله يعني يمكن أن ... .
أبو مالك : يا شيخ علي الله يطول عمرك ويبارك فيك القارئ ما هو مستعد يجيء يقعد يقلب صفحات ... اسمعني أقول لك أنا لمَّا بدي أنا أتكلم آخر ما يثبت في ذهني الحقيقة أنا كالقارئ بس ... في آخر ... شو حكى ...
السائل : على أساس أنه ضرورة تحقيق ... حدود ما أنزل الله على رسوله وتعلم العلم الشرعي المبني على الدليل من الكتاب والسنة في المجال الاعتقادي والأحكامي والسلوكي والاستعداد الدائم لتجاوز الأخطاء وتصحيحها والتخلي عن كل ما ينافي حقيقة هذا الانتساب الشريف من الآراء والأقوال والأخلاق وغيرها ، وهذا لا يتم إلا في جوٍ من الفرح والغبطة بالنقد الصحيح ، وترك أسلوب التزكية المطلق للأقوال والأعمال والأشخاص والجماعات والسعي الدائم لتعديل المناهج والمسائل على وفق الحق التي تقتضيه شريعة الله و يدل عليه نصٌ من القرآن والسنة ووضع المسائل والقضايا في موقعها الصحيح الذي تقتضيه الحكمة التي هي الشرع العقل كما سبق ... لو حذف العقل أحسن . فلا تغفل القضايا الأساسية الكبيرة بسبب الانشغال ببعض الفروع ولا تضخم بعض المسائل الفرعية على حساب القضايا الجوهرية ولا تهمل الفروع أيضًا بحجة أنها فروع ، فالأصول والفروع كلها من الدين ، ولكن يجب وضع كل شيءٍ في موضعه والعناية بكل شيءٍ بحسبه وقد قيل للإمام مالك ها هنا مسألةٌ صغيرة يسيرة فقال ليس في الدين شيءٌ يسير ، إن الله تعالى يقول : (( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا )) .
الشيخ : بس فيه هنا شيء يا أخي البحث اللي قرأته الآن يتكلم بخصوص أنه ما ينبغي إهمال الفرع التي يؤمن بها المؤمن ، ما ينبغي أن يهملها هذا هو البحث اللي بيدور حوله ، بينما الفقرة التي كنا نتناقش فيها عم يصنف المسائل إلى مسائل أصلية ومسائل فرعية ، الاشتغال بتمحيص القول في المسائل الفرعية الذي قد يوجد الخلاف هو لا يرى هذا ، ولذلك فالمسألة منفكة هذه عن تلك ما في علاقة ولا ...
السائل : لماذا أنت تظن أنه يقول لك ألا يشتغل في المسائل الفرعية الشيخ : أنا أظن هذا ؟
أبو مالك : هذا كلامه .
السائل : ليس هذا كلامه يعني هو كلامه هذا يوجه إلى الذين هم ... الفتنة في أنهم لا يقبلون مما يأتي في مسألةٍ فيها عليها دليل ولو كانت جزئية طالما أنها فرعية وعليها الدليل من الكتاب والسنة فواجب المسلم الآخر أن يقبلها ...
أبو مالك : ...يا أبا بعد الله الآن الشيخ ناصر الدين الألباني له مؤلفات والشيخ ناصر الدين الألباني فيما نعلم وهذا الذي ندين الله به ونرجو أن نكون كذلك إن شاء الله وهو كذلك ، أن الشيخ ناصر ما يأتي بمسألة في كل كتبه إلا وهي مؤيدة بالدليل الشرعي ، أليس كذلك ؟
السائل : نعم .
أبو مالك : طيب هذه العداوة طبعًا الشيخ ناصر متفق مع إخوانا في كل أرجاء الأرض بأنه والله نحن مش مختلفين في العقيدة ، وإن كان طبعًا هناك فيه التزام بالعقيدة ومقتضاها وفيه التزام بالعقيد وعدم التزام بالمقتضى هذا واضح وهذا الفرق بعيد و شاسع ، لكن على الأقل الأصل متفق عليه بغض النظر عن الالتزام بالمقتضى هذا والالتزام بالمقتضى هذا .لماذا ترى الكثير من المشايخ اللي عرفوا منذ عشرات السنين والمشايخ الذين من طلبة العلم الذين عرفوا حديثًا كلهم يرميه عن قوسٍ واحدة في كثير من المسائل التي ...وهي المسائل الفرعية .
السائل : من الهوى بالهوى .
أبو مالك : إذًا معناها الله يبارك فيك .
السائل : هذا ليس منهم .
أبو مالك : من ؟
السائل : هذا الكاتب ليس على هذا المنهج منهج هؤلاء
أبو مالك : لا ، هو يؤدي إلى هذا أنا ...الكلام
السائل : أصلاً هو في خط سيره يتفق معنا في الأصول والفروع .
الشيخ : اقرأ العبارة من جديد ، نحن لا نشك أنه معنا في الأصول و الفروع لكن نخشى أن يكون متأثرًا ببعض الاتجاهات الحزبية وهذا الكلام اللي يقوله الآن هو نابع من ذاك الاتجاه ، لذلك طول بالك اقرأ العبارة من جديد وخليني أفهمها ، فقرة فقرة .
السائل : نعم ، هو يقول وعلى رغم هذا وذاك ، لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام .
الشيخ : قف عندك هذا واقع أم غير واقع ؟
السائل : واقع
الشيخ : طيب هو ينكره أم يقره ؟
السائل : هو ينكره .
الشيخ : طيب ، هل له حق في هذا الإنكار ؟
السائل : ينكر على الذين ليسوا على الحق لا ينكر علينا نحن .
الشيخ : الله يهديك ، ليه قسمت أن الجماعة قسمين ، عم يتكلم عن المسلمين اللي يشتغلوا في العلم ، أعد العبارة .
السائل : أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام .
الشيخ : هو يحكي عن الجميع ما يحكي عن الموفقين والمهزومين ، عم يحكي عن الجميع لا يزالون غارقين في البحث في هذه الأمور ، فهو ينكر ذلك .
السائل : يعني هنا ممكن نقول تحتاج إلى شيء أو تقييد للعبارات لكن مثال ، أريد أن أضرب مثال الشيخ لمَّا تعرض في مسألة صلاة التراويح قال فنحن نقيد السنة في صلاة التراويح أنها ثمان ركعات أو أحد عشر ركعة يعني ، ومع ذلك فنحن لا نبدع من يرى جواز الزيادة ويرى أن صلاة الليل نفل مطلق وأنه يفعل ذلك عن قناعة كاملة ليس تقليدًا أعمى ، فلا نقول ببدعيته أنه مبتدع .
الشيخ : هذا لا يفيدك شيئًا فيما نحن فيه .
السائل : قصدي الأصل أن هذا أنت جعلته عذرًا لهؤلاء .
الشيخ : ما له علاقة بالموضوع هلا أنا مع الصابوني مثلاً مش مختلفين في الموضوع ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، أنا قلت هذا الكلام هو شو قال ؟
السائل : يقول خلاف ذلك .
الشيخ : قال متسلفين ، الصابوني هذا على الصابوني الحلبي قال متسلفين ، فهو ينكر اشتغالنا بهذه المسائل لا يميز من كان على الصواب ومن كان في الأسلوب الحسن على الذي هو عنده على خطأ فكرًا و أسلوبًا هو لا يتكلم بهذا التفصيل ، هو يشمل الجميع بكلامه
السائل : أنا الذي كنت أدندن حوله من زمن أن هؤلاء هم الذين زعموا ويزعمون أن اشتغالنا ببيان السنة يثير الخلاف ، والحق نقول نحن نرد عليهم أن عدائهم للسنة هو سبب الخلاف ، ليس اشتغالنا وبيان السنن للناس وبيان البدعة للناس هو مثار الخلاف ، وأنه نحن الذين نثير الخلاف ، وإنما مثار الخلاف بسبب أنهم يحاربون السنة أو يتركون أو لا يريدون منا أن ننبه الناس إلى السنن .
أبو مالك : هذا ثابت يا شيخ علي هذا الكلام عندهم يحتاج إلى إقامة دليل عليه منك أنت ، فهمت عليّ ؟ لأنهم يرون أنفسهم على الحق وأنت على الباطل ، إذا افترضنا هذا الأمر هو الذي تقوله هو سبب الخلاف حقيقةً وهو كذلك ، لكن أقول بأن هؤلاء هم يرون خلاف ما ترى ، ولذلك لم تيجي أنت بدك تحكم يعني تحكم في هذه المسألة التي جرى فيها الخلاف بينك وبين واحدٍ منهم سوف لم تكن أنت الغالب أو المنتصر ، لماذا ؟ لأنه يرى نفسه على حق ولا يتزحزح ، وهو يعلم أو قد يعني سبقك قبل أن تقول هذا الكلام بمحاولة درأ كل الأدلة التي تؤيد ما تقول ، ويهدم رأيك بالأدلة التي يراها هي الصحيحة لذلك أقول بأنه أصحاب الأهواء لا يمكن أبدًا أن تصل معهم إلى نتيجة ، ممكن أنا إني أصل مع كافر إلى نتيجة في قضية من القضايا العلمية ، ولا أصل مع صاحب هوى إليها وصاحب الهوى يعني هو لا يناقشك في أمور العقيدة كما يناقشك في أمور في ...
السائل : كما قلنا مثلاً في مرة في أحد البيوت بدون ذكر أسماء وكان عدد من العلماء منهم من المصريين ومنهم من الشاميين أو غير ذلك ، فجاءت سيرة الشيخ ، فقال بعضهم يخالف الجمهور ، فأنا قلت له معلش أقول ماذا قلت لهم ، يعني كلمة هي ...إنه والله يخالف الجمهور ، ماذا يقصد بهذه الكلمة ؟ أنا قلت له وأيكم لا يخالف الجمهور ، أنت يا شيخ تخالف الجمهور في مسائل ، وفلان وفلان .
بل الأئمة الأربعة ليس واحدٌ منهم إلا وخالف الجمهور ، أبو حنيفة خالف الجمهور ، مالك خالف الجمهور وأحمد خالف الجمهور الشافعي خالف الجمهور ، ليس هناك إمام إلا وخالف الجمهور ، فليس نبز يعني أن تقول خالف الجمهور ليست جريمة أن يخالف الجمهور وليست نبذزا .
أبو مالك : أنا لو كنت مكانك لقلت لهم والله لقد قلتم قولًا حسنًا
السائل : المهم بعد ذلك إنه هذه ليست طعنًا أن تأتي فتقول إنه والله يخالف الجمهور ، ماذا يعني ؟ يريد أن ينتقص فإذا أردت أن تتنقص من الشيخ الألباني لأنه يخالف الجمهور فتنقص من الشافعي تنقص من أحمد تنقص من أبي حنيفة ، لأنه ليس واحد من أئمة المسلمين إلا وخالف الجمهور في مسائل فالمسألة لا تنظر إنه خالف الجمهور أو ما خالف الجمهور تنظر إلى الأدلة ، هل معه دليل في ذلك ومبحثه مبحث صحيح ؟ .
الشيخ : أبعدتم النجعة العبارة نرجع لها ، العبارة في واد وبحثنا الآن في وادٍ آخر .
السائل : الآن هنا هؤلاء الناس يعني حينما أنت مثلاً في هذه المسائل وهم يرون أنها مسائل فرعية لماذا يبتعدون وينأون بأنفسهم .
الشيخ : يا أخي مسألة أخرى هذه شو بدنا فيها ؟
السائل : ما هي تندرج تحت .
الشيخ : كلام يا أخي كلامه هذا صوابٌ أو خطأ ؟
السائل : هو الآن كلامه الآن الجماعات الإسلامية التي تناصبك مثلاً العداء ، تناصب الدعوة السلفية العداء هل ترى على الدعوة السلفية إلى أنها ؟
سائل آخر : المشكلة بالنسبة لآخونا سلمان مع ... ألا يكون كتب هذا ، لكن كيف الإغراق في الجزئيات والكلام عن تسوية الصفوف ، يعني بعض الأمور تؤكد القرينة التي تفضل بها الشيخ ، وكنا نتمنى ألا يكون كتب هذا ، في كتاب " الإغراق في الجزئيات " قرأته يا شيخنا؟ أنا ما قرأته أنا سمعت من بعض الأشخاص .
الشيخ : يمكن قرأ علينا بعض الشيء .
السائل : نعم هو عن تسوية الصفوف تكلم كلامًا يعني .
الشيخ : أظن ذكر القيام ... .
أبو مالك : ذكر القشور و اللباب .
أبو ليلى : ...القيام بمكارم الأخلاق .
الشيخ : جاب المسألة و لفّها و دار و قال الشيخ ابن باز يرى أنه جائز ، انتهى من موضوع ، ولا دندن حول ما كان شخصٌ أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك .
السائل : على كل حال هو يعني رأى أنها مسألة فرعية لا نختلف من أجلها ، وكون أنه هذا يقال ... .
أبو مالك : هذه مسألة ليست فرعية يا شيخ علي هي مسألة في الأصول هذه ، تعرف ليش ؟ .
السائل : ...
السائل : اسمح لي أقول لك ، أنا ليش بقول أنها مسألة في الأصول ، لأنها تؤدي إلى الطعن في شخوص الصحابة رضي الله عنهم وتؤدي أيضًا .
السائل : ... ؟
أبو مالك : لا ، لا ، هذا صحيح ... الله يبارك فيك ، تؤدي إلى الطعن عليهم في سلوكهم وفي أخلافهم وفي فهمهم وفي تأدبهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : عدم توقيرهم لنبيهم .
أبو مالك : هذه مسألة في الأصول هذه مش مسألة في الفروع هذه ، الآن بنص على هذه المسألة بالذات ، هذه لابد أن ننظر إلى نظرة علمية صحيحة هي قضيةٌ من قضايا العقيدة ربنا قال (( وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ )) ، فأين التوقير هنا من هؤلاء الذين يفعلون أو الذين لا يفهمون عن النبي صلى الله عليه وسلم ما قال ؟ وهم الذين عاشوا في أكنافه وعرفوا من سلوكه
السائل : كل مسألة جزئية يمكن أن نسلسلها هكذا كل اختلاف في فهم النص نحن نتكلم في مسألة أدى الاجتهاد إلى المخالفة فيها ، مثلاً رأى جواز هذه المسألة بعض العلماء ، ورأى عدم الجواز آخرون ، وهذا في كثير من الأشياء التي الأئمة ...تحليل وتحريم .
أبو مالك : أنا أكاد أقول أقسم بالله العظيم بأن الخلاف في هذه المسألة ما حمل عليها إلا مجاراة العرف والوقوع تحت تأثير العادات .
السائل : الهوى نعم ، أنا قلت لبعضهم قلت يا أخي تذكر الشيخ سليمان اللي كان حاضر هذه الجلسة أم لا في بيتنا ؟ لمَّا كان محمود الديك وكان عبد المنعم معه جاء ...من الإمارات وجاءت مسألة القيام والشيخ محمود ما قام ، وتكلمنا حول ...وقلت لهم كان يجمع أحدهم رسالة الإمام النووي " الترخيص بالقيام " قلت لهم يا أخي أنتم حتى هذه رسالة الإمام النووي حجة عليكم ليست لكم ، لأن الإمام النووي رأى رخصة ترخيص أنتم تقولون عدم القيام سوء أدب ، الإمام النووي قال القيام جائز ، ما قال أن الذين لا يقوم سيء الأدب وقليل الأدب ، رأى أن القيام جائز وعدم القيام جائز ، ... فاستوى الطرفان لو أننا قلنا هكذا طيب أنتم تقولون أن عدم القيام سوء أدب تنبزون من لم يقم بسوء الأدب ، فالرسالة حجة عليكم وليست حجة لكم .
أبو مالك : ... هذه قضية في العقيدة .
السائل : أنا معك لكن ... نحن في المشكلة اللي صارت عندنا نحن أنا أرى مثل هذه ... أنه نحن نرد السهام إليهم ، أن نقول أن الذين يثيرون الخلافات هم ، نحن لم نبين سنة صحيحة وننهى عن بدعة ونبين ذلك للأمة هذا من واجب النصح ومن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلا يجوز أن يشار إلينا أنه نحن الذين نثير الخلاف واشتغالنا واستغراقنا في مسائل جزئيات من الخلاف ، إنما الذي يثير الخلاف إذا كان يحتاج إلى تعديل ، وإنما الذي يثير الخلاف من وقف في هذه المسائل إذا لمَّا يوافقنا معنا على اجتهادنا فلا ينبزنا ، هو الذي يثير الخلاف .
الشيخ : يا شيخ علي الله يهدينا وإياك وحماسك أنت عم ترد على المؤلف بينما أنت عم تقول ما في إشكالية
السائل : وإن كانت تحتاج هذه العبارة إلى شيء فيجب أن تقيد بهذا
الشيخ : يا أخي لا تشكك إن كان ، قل إذا كان على الأقل ، كيف إن كان ؟ كل هذا الكلام هذا رد عليه .
السائل : طيب إذا كان .
الشيخ : ههه كما تريد .
السائل : أنا أفهم هذا في ضوء فهمي للموضوع أنا ، ممكن تكون العبارة هذه فيها تقصير فيبين إنه ناقشناه .
الشيخ : وممكن ما يكون فيها تقصير رجعنا للتشكيك .
السائل : لا ، يعني نبين له لسلمان في ملاحظة أن من بين سنةً للناس وأنكر بدعةً للناس وإن كانت جزئية فليس هو الذي يثير الخلاف وغارق في الخلافات ، وإنما الذي يغرق في الخلافات من يقاطعه ويحمل عليه لأنه بين هذا ... .
الشيخ : هذا يقال له ولكن ليس هنا نحن بدنا نعرف شو نتقول له هنا ؟ هنا نقول له إنكارك على هؤلاء العلماء اللي يبحثوا في المسائل الفرعية هذا خطأ ، لأن البحث ينبغي أن يستمر في كل ما يتعلق بالإسلام سواءٌ كان كلاً أو جزءً ، أصولًا أو فروعًا إلى آخره ، مع حسن النية .
السائل : هو ما ينكر الاشتغال بالمسائل الجزئية كما بين سابقًا ينكر الخلاف .
الشيخ : يا أخي هو شو عم يقول الله يهديك ؟
السائل : عم يقول لا يزالون في خلافات محتدمة ، غارقين في خلافات محتدمة ، ما قال ، هو ينكر الخلاف ، فالاختلاف ممن يخالف ليس ممن يبين ، فالذي يبين الحق ما يقال أنه أثار .
أبو مالك : غفر الله لي ولك .
الشيخ : اللهم آمين .
أبو مالك : يعني الآن الله يبارك فيك .
الشيخ : ... معكم .
أبو مالك : يعني الآن لمَّا تقول الكلام هذا يا شيخ علي كأنك ما قرأت العبارة هذه ، اسمح لي أقول لك .
السائل : ... .
أبو مالك : لا ، حقيقةً لأني أنا لمَّا أقرأ هذه العبارة يعني تبادر لي أحد أمرين إما أن الشيخ سلمان نسي ما كتب ، نسي فكتب وهذا أحسن الظن عندي . وإما أنه كتب ما كتب فأحسن ثم جاء بعبارة أخرى فلم يحسن .
السائل : أحسنت .
أبو مالك : فإن كان الأمر كذلك ... الأحسن أني أقولك نحن الآن ما نناقش سلمان في حسن الظن ، نحن نناقشه في الثانية ، إذًا بارك الله فيك سلمان في حسن الظن نحن نناقشه في الثانية ، إذًا بارك الله فيك سلمان يكتب له الآن يعني ما في داعي للإطالة في هذه المسألة ، وإنما يقال له لقد أخطأت أنت فيها ، لأنك أنت لا تطعن على الذين يبينون السنة للناس ، وإنما تطعن على كل من يشتغل بالبيان والمخالفة ، لأنه هذا مخالف الذي بين السنة ، مش مخالف ؟ أنا بسألك .
السائل : لا .
أبو مالك : يا أبا عبد الله يعني أنا متبني مسألة تبنيًا صحيحًا وفق الدليل وأنت متبني خلافها ليس وفق الدليل ، أنا بخالفك ولا مش بخالفك ؟
السائل : يا سيدي أنت لا تخالف أنا أخالفك أنت لا تخالفني .
الشيخ : لكن من حيث الواقع يا شيخ علي .
السائل : يا أستاذي الذي يثير الخلاف أنا حينما أعراضك في مسألةٍ أنت تبين فيها الدليل ، أنا أعارضك أنا أثير الخلاف وأعاديك .
أبو مالك : أبو عبد الله ، الله يبارك فيك هذا تمثيل نظري لكن أنا أقول لك الآن أنت تبين مسألة وجه الحق فيها معك كويس ؟
السائل : نعم .
أبو مالك : طيب وأنا ليس وجه الحق في ... أنا يجوز أن أخالفك باجتهادي ، لكن واحد ثالث يخالف بالهوى ، أليس كذلك ؟
السائل : نعم .
أبو مالك : طيب ، نحن استوينا جميعًا في قضية واحدة ، وهي أننا مختلفون أليس كذلك ؟ مش مختلفون ؟
الشيخ : ليس كذلك في رأيي .
أبو مالك : لا ، هو أقر معي أننا مختلفون .
السائل : يعني في اختلاف وفي عدم اختلاف أنا وأنت ليس بيننا اختلاف من حيث النتيجة ، لأنك ليس بهوًى حكمت وليس بيني وبينك عداوة كما ذكرت مع الشيخ في الأول .
أبو مالك : ... وأنا باجتهادي وأنت بالدليل .
السائل : أنا وأنت مثل ما حكينا الآن نخالف شيخنا في مسائل ، لكن مع خلافنا لشيخنا يبقى نحن نعترف له بالفضل وأنه شيخنا وأنه قدوتنا وأسوتنا .
أبو مالك : ...نتكلم ...
السائل : معلش معلش مقصدي هنا اختلفنا وهذا الاختلاف لم يجعل بيننا اختلافًا ، اختلفنا في الاجتهاد صحيح لكن ليس بيننا اختلاف مع اختلافنا في الحكم ، لكن ...
أبو مالك : المقصود يا شيخ العبارة هذه مش هي المقصودة ، يا أبو عبد الله أنا بقول لك نحن الآن أنت بالدليل وأنا باجتهاد من غير دليل أو بدليل عام ، وهذا لا سمح الله بهوى ، نحن مختلفون واقعًا ولا لا ؟ .
السائل : نعم .
أبو مالك : هو هذا ، فالآن أنا مختلف مع الشيخ ناصر فرضًا ، بدي أقول مختلف مع الشيخ ناصر ، لكن اختلافي مع الشيخ ناصر أن لتقديري وحبي وإجلالي لعلمه ، ومعرفة لقدره وكذا إلى آخره ، بقول هو أعلم مني أليس كذلك ؟ .
السائل : نعم .
أبو مالك : طيب ، هل تعلم يا أستاذ أن العالم إذا دخل في غمار هذا الخلاف عند المجتهد بالدليل العام أو بالرأي المجرد أو بالقياس المجرد هو يستوي مع صاحب الهوى ، سيان وينضحان من بئرٍ واحدة أو يأخذان سهامًا من جعبة واحدة لذلك الله يبارك فيك نحن ما نتكلم عن الذين يختلفون في مسألة وعلى رأي الشاعر أو شو يقولون خلافنا في الرأي لا يفسد للود قضية .ما نتكلم عنه هذا نحن نتكلم عن الذين عناهم سلمان بعبارته هذه ، وأظن وشيخنا يمكن يوافقنا يمكن ما نخرج عن هذا النطاق الذي ... .
الشيخ : طبعًا كلنا .
السائل : أريد أن نبين لسلمان هنا أن نقول له : من تعني ... .
أبو مالك : ما فيه داع أنت قل له ... .
الشيخ : اسمحوا لي شوية نحن نوكلك عن سلمان افرض حالك سلمان ماذا تعنى بهذه العبارة ؟
السائل : أنا أعني الذي هو ينكر على من يبين .
الشيخ : اعتبر نفسك أنت سلمان ماذا تعني ؟ ... حسن الظن يعني ماذا تعني ؟ .
السائل : أعني أنه لا يجوز الاستنكار ولا يجوز الاختلاف مع من يبين السنن والبدع ولو كان ... .
الشيخ : الله يهديك وين شرّقت ؟ وين هذه العبارة ؟ .
السائل : الآن في قضايا بيقول ليست من أصول الدين .
الشيخ : شوف يا أستاذ علي أرجوك أنك ...أنا بعرف ... حرارة ، حط العبارة أمامك وفسرها على مقتضى حسن الظن كوكيل عن سلمان .
السائل : باربطها مع الكلام السابق هذا الذي قبله .
الشيخ : معليش اربطها قول هلّأ ، فسر العبارة هذه مع الربط المذكور ماذا يعني ؟
السائل : لا يمكن .
الشيخ : مستحيل هذا لكن خلينا نحن نشوف منه إيش يطلع .
السائل : غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع الذي لا يجوز خرقه ، بل وليست من مسائل الحياة العملية المؤثرة في حاضر أو مستقبل .
سائل آخر : ... سلمان معصوم
السائل : لا مش معصوم لا سلمان و لا غير سلمان .
الشيخ : ...مو اعترفت أن هذا ينكر ؟ العبارة هذه مش قائلها ينكر هذه الأمر الواقع ؟
السائل : هو ينكر الاختلاف القائم يعني لا يريد اختلاف قائم وإن كانت مسائل ويريد أن تكون هذه المسائل التي فيها اجتهاد فرعي ضمن الأخوة والمحبة والمودة ليس مع العداوة والبغضاء .
الشيخ : ورينا هذا المعنى لنشوف ؟
السائل : أنا باربطه بالسابق
الشيخ : يا أخي هلا هون هون .
السائل : لا ، هون إذا مرتبط بالسابق بافهمه أما بدون ربط السابق لا ... .
الشيخ : هنو شو بيقول ؟ .
السائل : هون بيقول التعاون الوثيق بين فئات هذه الطائفة .
الشيخ : هون يا أخي عم أقول لك .
السائل : ولا يملك من وسائل التأثير والجاذبية شيئًا يذكر وعلى رغم هذا وذاك ، يعني أن الكفار بهجمتهم كذا ، المسلمون بدل ما يكونوا متعاونين لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة .
الشيخ : هؤلاء الذين يهتمون بالإسلام من هم ؟ أنا وأنت وزيد وبكر ورئيس الإخوان المسلمين و و إلى آخره ، طيب ، هل هو ينكر عليهم ؟ .
السائل : ينكر عليهم الاختلاف .
الشيخ : لا ، ينكر عليهم الاهتمام .
السائل : لا ، ينكر عليهم الاختلاف .
الشيخ : شوف العبارة .
السائل : يقول : لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع .
الشيخ : بس خلاص .
السائل : فهو ينكر الاختلاف لا ينكر الاشتغال بالجزئيات .
أبو مالك : هو الحقيقة الآن جزآه الله خير شيخنا لفت نظرنا إلى مسألة ، اعلم أولًا يا شيخ اسمح لي أن أقول هو لو ظل واقف عند المسلمين فقط لانتهى الأمر .
الشيخ : لا .
أبو مالك : وعلى هذا الأمر .
الشيخ : ... .
أبو مالك : ولكن هو الحقيقة مؤدى كلامه الذي ينكر فيه الخلاف ممن يهتمون فكأنه أيضًا ينعي على المهتمين بالإسلام .
السائل : ينعي الاختلاف ما ينعي الاهتمام ببيان السنن أو ببيان الواجبات .
الشيخ : لا ، لا ، دعك والواجبات الفروع .
السائل : الفروع ، لبيان الفروع .
الشيخ : مش واجبات .
السائل : يعني أنا أقول هنا يجب ... .
أبو مالك : ... واجبات يا شيخنا الصراحة .
السائل : الآن أنا حينما أقبل كلام سلمان أقبله بقيود ، هذا ...أخرى أن من بين فروع الإسلام حسب اجتهاده وبين ذلك بالأدلة دون يعني نبز غيره بشيءٍ فهذا ليس مخالفًا ، أما الذي يخالف ويثير الخلاف والشقاق .
أبو مالك : الله يسامحك حملت كلامه أكثر مما يطيق والله كلامه لا يعني شيء مما تقول .
السائل : أنا أقول نفهمه هكذا إذا ... نحن نريد أن نبين .
أبو مالك : إذا كنت أنت تحب سلمان ، ونحن والله نحب سلمان ، نحن ما نكره سلمان ، بالعكس نعتبره يعني من الناس الذين تصدوا للدعوة في هذا الوقت بصدق وإخلاص إن شاء الله .
الشيخ : ما شاء الله .
أبو مالك : لكن ننكر عليه هذا الكلام الخطير الذي يجوز لأنه وقع منه بزلة ويجوز مثل ما قلت لك أنه أراده قصدًا ، لكن الآن هذه العبارة هذا التأويل الذي تأوله أنت هذا لا يمت إلى كلام سلمان بصلة ، هذا بعيد يا أستاذ ، هذا الذي يحملك عليه حبك سلمان .
السائل : أنا أعني أنا أريد أن توجه كلام سلمان .
أبو مالك : ما توجه بهذه الطريقة .
السائل : أنا أريد .
أبو مالك : أنت قل لسلمان احذف هذه العبارة من كتابك هذا أحسن شيء تقوله له .
السائل : أنا يقول يجب مثلاً يحدث في العبارة تعديل .
سائل آخر : تصحيح ... .
السائل : يعني يجب أن يكون فهم القضية أنه نحن السلفيون نحن بنحط حالنا أنهم هم لمَّا يقولون في اختلافات إنه ...اختلافات ، هم يزعمون ذلك نحن نعكس الأمر عليهم ، أن من يبين السنن لا يثير الاختلافات ، من يثير الخلافات هو الذي يطالب بس .
أبو مالك : جيد جيد ، خليه يحذف هذه العبارة وما يكون هذا فهمك لسلمان ، قل هذا الذي أريده بدل هذه العبارة ، بس .
السائل : الذي يبين السنن و إن كانت جزئية وينكر البدعة وإن كانت بدعة إضافية لا يقال إنه غارق في خلافات هذا يبين الدين والمنهج الحق ، أما الذي يغرق في الخلافات هو الذي يعادي من يفعل ذلك هذا المخالف هذا الغارق في الخلاف ، يعني الآن الإخوان المسلمين لمَّا يخالفونا بأننا نبين ليش ؟ هم متفقون معنا في أصول كثيرة في قواعد كثيرة ، في أمور كثيرة ...
السائل : نعم ، ومتفقين إلا في كلمة الشهادة فقط في لفظها ، في لفظها فقط أما في معناها لا والله .
السائل : فأنا قصدي أن ننطلق نحن ... يعني سلاحهم نرده إلى صدورهم هم دائمًا يدندنون حول ... .
الشيخ : يا شيخ علي الله يهديك لازلت تحكي خارج الموضوع ؟ هذا ما له علاقة بهذه العبارة هذه ، وما له علاقة بالعبارة هذه خاصةً أنك تكررها .
السائل : أنا ربطه بالسابق .
أبو مالك : بتكررها بخلاف الألفاظ الشيخ علي رجل ما شاء الله عنده ... .
السائل : على كل حال ما في مانع أن نكتب له ملاحظة حول هذا .
الشيخ : يا أخي غارقين عم يشمل كل الدعاة الإسلاميين كلهم ، أنت في كلامك تستثنى يكفينا أنك تعرف أن هذا خطأ .
السائل : طيب الآن يا أستاذ
الشيخ : قبل صح كلامي ولا لا ؟ كلامه يشمل كل الدعاة الإسلاميين الذين هم غارقون في هذه الجزئيات وأنت تستثني صح كلامي ولا لا ؟ .
السائل : احتمال أن يكن يشمل الجميع واحتمال آخر أنه لا .
الشيخ : ... .
السائل : الآن مثلاً هو ما كتب لك في وسائله أنه يراك غارقًا في هذا الاختلاف ... وإنما كتب لك ... .
الشيخ : ... بدي فرجيك هذا المكتوب اللي جعلني فيها شيخ الإسلام و سماحة الشيخ ووجه إليه الكلام هذا .
السائل : هو يقول هنا " وعلى رغم هذا وذاك ، لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمةٍ حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع الذي لا يجوز خرقه ، بل وليست من مسائل الحياة العملية المؤثرة في حاضر أو مستقبل "
الشيخ : شو علاج هذا ؟ حط أداة استفهام بالهامش .
السائل : هنا ولا هنا ؟
الشيخ : شو علاجها هاي ؟
السائل : كما بيّن الإلتزام بالكتاب والسنة والدليل الصحيح .
الشيخ : خلي الأستاذ أبو مالك يشاركنا في هذه النقطة ، لعلك تشاركنا في هذه الفقرة .
السائل : هو ما كان من الأول كتاب " وسائل لدفع الغربة " لسلمان فهد العودة ، كان يتكلم حول التعارف بين الطائفة المنصورة و تعاون الطائفة المنصورة فيما بين بعضها البعض ، يقول وعلى رغم هذا وذاك لا يزال المسلمون طبعًا قبلا منها يتكلم عن قوة الأعداء و وسائل الإعلام وتخطيطهم وكذا
أبو مالك : قال وعلى الرغم من هذا وذاك ...
السائل : يقول حين لا تملك الدعوة الإسلامية من ذلك شيئًا ألبتَّة ، اللهم إلا النـزر اليسير ، الذي لا يكاد يتمكَّن من مخاطبة أقل القليل من المسلمين فضلاً عن غيرهم ، ولا يملك من وسائل التأثير والجاذبية شيئًا يذكر . وعلى رغم هذا وذاك ، لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم .
الشيخ : من ؟
السائل : من يتهم للإسلام منهم يعني الجماعات الإسلامية يقصد ، غارقين في خلافات محتدمةٍ حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع الذي لا يجوز خرقه ، بل وليست من مسائل الحياة العملية المؤثرة في حاضر أو مستقبل .
فيا تُرى ! متى يفيق المسلمون من رقدتهم الطويلة ؟
الشيخ : بس هذه النقطة شو ؟
أبو مالك : عجيب هذا النقطة العجيب هذا هو غفل عن هذا الخلاف الطويل العريض في أصول الدين وقواعده ، كيف هذا ؟ .
الشيخ : لا ، هو يقول إنهم لا يزالون يبحثون ويختلفون فيما ليس من أصول الدين .
أبو مالك : هو هذا الذي أقول الخلاف الذي بين المسلمين الآن هو الخلاف مثل ما يقولون في القشور هو الخلاف في لب اللباب
الشيخ : لا ، وبارك الله فيك هو لا شك أن الواقع أنه يشمل الخلافين ، الخلاف في الفروع والخلاف في الأصول على حسب التقسيم المعروف ، فهو يريد توجيه المجتمع الإسلامي الذي لا يزال يختلف في مسائل ليست من الأصول .
السائل : يعني السلفيين مثلاً نجد بينهم خلاف في الفروع ، وتخاصم وتهاجر وتعادي وهي خلافات فرعية .
أبو مالك : اسمح لي أقول لك نحن لا نتحدث الآن عن الخلاف بين الفئة الواحدة التي تجتمع على أصول واحدة في العقيدة و في الدين ، أنا أتكلم عن الخلاف بين المسلمين بعامة ، لأنه ما يتكلم عن جماعة خاصة من المسلمين ، هو يتكلم عن المسلمين بعامة ، فالخلاف الذي بين المسلمين مثل ما ذكر الشيخ ناصر هو يتناول هذا كلامه أو الواقع الخلاف موجود في الأصول وموجود في الفروع ، لكن الخلاف في الفروع هو منشأه الخلاف في الأصول ، منشأ الخلاف في الفروع هو ا لخلاف في الأصول . فكيف يعني ... عن الخلاف الطويل العريض اللي عمره قرون طويلة فيّ الأصول ، ثم يلتفت فقط إلى الاختلاف في الفروع أو في المسائل الفرعية ؟ هذا الحقيقة أنا يعني أعجب من مثل هذا الكلام ، لذلك هو كان لازم يذكر على الأقل إنصافًا يذكر بأن الخلاف موجود بين المسلمين وبخاصةٍ من الذين يختلفون في أصول المناهج أن يقول أن هذا الخلاف هو الذي أودى بهم إلى الخلاف في المسائل الفرعية ، والمسائل الفرعية لا يهم الخلاف فيها بقدر ما يكون في الأصول ، لأنهم إذا اتفقوا على الأصول هذه الخلافات في الفروع ما دام أنها لا تؤثر وبخاصةٍ الخلاف الذي يسمى الخلاف إيش اسمه ؟ النظري ...
الشيخ : فيه غير الخلاف في الفروع كما كنا نتحدث ؟
أبو مالك : لا ، أقصد الخلاف اللي هو خلاف تضاد وخلاف .
الشيخ : هاه خلاف تنوع .
أبو مالك : أي نعم ، فأقول خاصة إن كان الخلاف خلاف تنوع ، فنحن اللي يهمنا يعني حتى من الخلاف ما يهمنا الخلاف الموجود خلاف التنوع ، وإنما يهمنا في الفروع خلاف التضاد ، ولكن إذا كانت الأصول متفق عليها في الحقيقة حتى الخلاف خلاف التضاد اللي هو في الفروع أمره سهل ويسير بالنسبة لخلاف الأصول . وأنا أقول حتى الآن لمّا ندندن حول يعني تكلمت على السلفيين الخلاف بينهم في الفروع والمسائل الفرعية ، وأنت ترى يعني في بينهم عداوة وقطيعة وغيرها ، أنا الحقيقة لا أرى أن الخلاف في الفروع أو في المسائل الفرعية بين السلفيين هو الذي أدى إلى القطيعة لا ، هو شيء يعني يتصل الحقيقة بالأصول نفسها ، لأني أنا ... فأقول بأن الخلاف في الحقيقة الذي أدى إلى الخصومة والقطيعة بين إخواننا السلفيين مش منشأه الخلاف في المسائل الفرعية لا
السائل : فيه من هذا و هذا .
أبو مالك : هو أعمق من هذا بكثير ، نحن الآن شوف يعني أنا أقول شخصيًا بأن .
الشيخ : لا تمشي له كلمته ، هو يقول في من هذا وهذا .
أبو مالك : لا ، لا ، أنا ما أمشيها له إياها أنا راح أتكلم معه فيها سائل آخر : لمّا كان الخلاف الذي جرى بين الشيخ و الشيخ نسيب لمّا كنا في حلب وقال الشيخ له بارك الله لك في رأيك وبارك الله لنا في رأينا ونحن إخوة نتعاون و ... قال ...
أبو مالك : هذه مسألة فرعية ...
الشيخ : لا ، لا ، بس هذا حجة عليه هو ، هو ... في كلامك هو حجة عليه .
سائل آخر : لماذا ؟
الشيخ : بدو يرجع يقول سبب الخصام و المعاداة و التقاطع ليس هو الاختلاف في الفروع و إنما هو اختلاف في النفوس يعني الاختلاف خلقي هذا المثال الذي أتيت به هذا هو ...
سائل آخر : موش خلاف في الأصل خلاف في النفس ...
الشيخ : هو بدو يربط لك موضوع الخلافات الفرعية إذا أثمرت أمورا عدائية ليست هي السبب هو هذا الذي يريده و هذه حقيقة
سائل آخر : هذه حقيقة من حيث أنها هوى في النفس أما هي ليست خلافا في قاعدة من قواعد الدين و من أصل من أصول الدين و إنما هوى في النفس أدى إلى هذا ، خلاف في مسألة فرعية أدى إلى التهاجر و التباغض ...
الشيخ : هذا أخي خلاف ما قلت أنت آنفا إذا الخلاف في الفروع يكون سبب إيش ؟ للعداء ... خلاف في الفروع
أبو مالك : ليس لأنه خلاف في الفروع .
الشيخ : أنا أقول أكثر من ذلك لو كان هناك خلاف خالص لوجه الله في الأصول لا يؤدي إلى المعاداة ... إذا كان هذا الحكم في الأصول إذا صفت النوايا ... هذا الخلاف فما بالك في الفروع ؟
أبو مالك : أنا أضيف إلى هذا أيضا شيخنا إعجاب كل ذي رأي برأيه و اتباع الهوى هذا في الحقيقة إيش نعتبره هذا أصل ، هذا أصل يعني أنا لما أعجب بالهوى برأيي وأتّبع هوايا أليس هذا خروجا عن مقتضى التوحيد ؟
سائل آخر : هو هذا .
أبو مالك : إذا هذا خلاف في الأصول حقيقة و لذلك يجب أن تقوم التربية أساسا على أن يكون الخلاف أو أن يكون الاتفاق و الخلاف على حد سواء ... أنا الآن لما أوافق الشيخ في رأي خليني أقول ونحن بيجوز نخالف شيخنا في بعض المسائل و آرائه مثلا و لكن هذا لا يحملنا أن نرى خلافنا مع شيخنا هو سبب في الوفاق أليس كذلك لماذا ؟ اسمح لي أقول لك لماذا لأنه أنا أعرف إذا ... بدي أخالف شيخنا في مسألة من المسائل أنا ما أخالفه حتى أظهر علمي عليه هذا ما يخطر في البال ، وإذا خطر في البال أن أقصم ظهري ، لكن نحن نخالف شيخنا إذا خالفناه نخالفه لأنه هو يتلزم الحق و نحن نرى الحق والحق لا يتعدد وإنما هو واحد ، و لذلك ندين الله عز وجل بهذا ونقول مثل ما كان الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم بين سلفنا الصالح فننتهي إلى هذه النتيجة وتظل المودة قائمة ، فلذلك ما في هوى في النفس .
السائل : هو هذا الذي الآن يعني مفهوم كلامه يدندن حوله ، طالما أشياء .
أبو مالك : لا لا هذا بعيد بعيد جدا
سائل آخر : كلامه عن هذا غريب أن قول ... أنا استغربت يعني الكلام هذا ... .
السائل : إنه لماذا يعني يقول الخلاف في الكلام السابق يعني لو ربط هذا بما قبله يعني يمكن أن ... .
أبو مالك : يا شيخ علي الله يطول عمرك ويبارك فيك القارئ ما هو مستعد يجيء يقعد يقلب صفحات ... اسمعني أقول لك أنا لمَّا بدي أنا أتكلم آخر ما يثبت في ذهني الحقيقة أنا كالقارئ بس ... في آخر ... شو حكى ...
السائل : على أساس أنه ضرورة تحقيق ... حدود ما أنزل الله على رسوله وتعلم العلم الشرعي المبني على الدليل من الكتاب والسنة في المجال الاعتقادي والأحكامي والسلوكي والاستعداد الدائم لتجاوز الأخطاء وتصحيحها والتخلي عن كل ما ينافي حقيقة هذا الانتساب الشريف من الآراء والأقوال والأخلاق وغيرها ، وهذا لا يتم إلا في جوٍ من الفرح والغبطة بالنقد الصحيح ، وترك أسلوب التزكية المطلق للأقوال والأعمال والأشخاص والجماعات والسعي الدائم لتعديل المناهج والمسائل على وفق الحق التي تقتضيه شريعة الله و يدل عليه نصٌ من القرآن والسنة ووضع المسائل والقضايا في موقعها الصحيح الذي تقتضيه الحكمة التي هي الشرع العقل كما سبق ... لو حذف العقل أحسن . فلا تغفل القضايا الأساسية الكبيرة بسبب الانشغال ببعض الفروع ولا تضخم بعض المسائل الفرعية على حساب القضايا الجوهرية ولا تهمل الفروع أيضًا بحجة أنها فروع ، فالأصول والفروع كلها من الدين ، ولكن يجب وضع كل شيءٍ في موضعه والعناية بكل شيءٍ بحسبه وقد قيل للإمام مالك ها هنا مسألةٌ صغيرة يسيرة فقال ليس في الدين شيءٌ يسير ، إن الله تعالى يقول : (( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا )) .
الشيخ : بس فيه هنا شيء يا أخي البحث اللي قرأته الآن يتكلم بخصوص أنه ما ينبغي إهمال الفرع التي يؤمن بها المؤمن ، ما ينبغي أن يهملها هذا هو البحث اللي بيدور حوله ، بينما الفقرة التي كنا نتناقش فيها عم يصنف المسائل إلى مسائل أصلية ومسائل فرعية ، الاشتغال بتمحيص القول في المسائل الفرعية الذي قد يوجد الخلاف هو لا يرى هذا ، ولذلك فالمسألة منفكة هذه عن تلك ما في علاقة ولا ...
السائل : لماذا أنت تظن أنه يقول لك ألا يشتغل في المسائل الفرعية الشيخ : أنا أظن هذا ؟
أبو مالك : هذا كلامه .
السائل : ليس هذا كلامه يعني هو كلامه هذا يوجه إلى الذين هم ... الفتنة في أنهم لا يقبلون مما يأتي في مسألةٍ فيها عليها دليل ولو كانت جزئية طالما أنها فرعية وعليها الدليل من الكتاب والسنة فواجب المسلم الآخر أن يقبلها ...
أبو مالك : ...يا أبا بعد الله الآن الشيخ ناصر الدين الألباني له مؤلفات والشيخ ناصر الدين الألباني فيما نعلم وهذا الذي ندين الله به ونرجو أن نكون كذلك إن شاء الله وهو كذلك ، أن الشيخ ناصر ما يأتي بمسألة في كل كتبه إلا وهي مؤيدة بالدليل الشرعي ، أليس كذلك ؟
السائل : نعم .
أبو مالك : طيب هذه العداوة طبعًا الشيخ ناصر متفق مع إخوانا في كل أرجاء الأرض بأنه والله نحن مش مختلفين في العقيدة ، وإن كان طبعًا هناك فيه التزام بالعقيدة ومقتضاها وفيه التزام بالعقيد وعدم التزام بالمقتضى هذا واضح وهذا الفرق بعيد و شاسع ، لكن على الأقل الأصل متفق عليه بغض النظر عن الالتزام بالمقتضى هذا والالتزام بالمقتضى هذا .لماذا ترى الكثير من المشايخ اللي عرفوا منذ عشرات السنين والمشايخ الذين من طلبة العلم الذين عرفوا حديثًا كلهم يرميه عن قوسٍ واحدة في كثير من المسائل التي ...وهي المسائل الفرعية .
السائل : من الهوى بالهوى .
أبو مالك : إذًا معناها الله يبارك فيك .
السائل : هذا ليس منهم .
أبو مالك : من ؟
السائل : هذا الكاتب ليس على هذا المنهج منهج هؤلاء
أبو مالك : لا ، هو يؤدي إلى هذا أنا ...الكلام
السائل : أصلاً هو في خط سيره يتفق معنا في الأصول والفروع .
الشيخ : اقرأ العبارة من جديد ، نحن لا نشك أنه معنا في الأصول و الفروع لكن نخشى أن يكون متأثرًا ببعض الاتجاهات الحزبية وهذا الكلام اللي يقوله الآن هو نابع من ذاك الاتجاه ، لذلك طول بالك اقرأ العبارة من جديد وخليني أفهمها ، فقرة فقرة .
السائل : نعم ، هو يقول وعلى رغم هذا وذاك ، لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام .
الشيخ : قف عندك هذا واقع أم غير واقع ؟
السائل : واقع
الشيخ : طيب هو ينكره أم يقره ؟
السائل : هو ينكره .
الشيخ : طيب ، هل له حق في هذا الإنكار ؟
السائل : ينكر على الذين ليسوا على الحق لا ينكر علينا نحن .
الشيخ : الله يهديك ، ليه قسمت أن الجماعة قسمين ، عم يتكلم عن المسلمين اللي يشتغلوا في العلم ، أعد العبارة .
السائل : أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام .
الشيخ : هو يحكي عن الجميع ما يحكي عن الموفقين والمهزومين ، عم يحكي عن الجميع لا يزالون غارقين في البحث في هذه الأمور ، فهو ينكر ذلك .
السائل : يعني هنا ممكن نقول تحتاج إلى شيء أو تقييد للعبارات لكن مثال ، أريد أن أضرب مثال الشيخ لمَّا تعرض في مسألة صلاة التراويح قال فنحن نقيد السنة في صلاة التراويح أنها ثمان ركعات أو أحد عشر ركعة يعني ، ومع ذلك فنحن لا نبدع من يرى جواز الزيادة ويرى أن صلاة الليل نفل مطلق وأنه يفعل ذلك عن قناعة كاملة ليس تقليدًا أعمى ، فلا نقول ببدعيته أنه مبتدع .
الشيخ : هذا لا يفيدك شيئًا فيما نحن فيه .
السائل : قصدي الأصل أن هذا أنت جعلته عذرًا لهؤلاء .
الشيخ : ما له علاقة بالموضوع هلا أنا مع الصابوني مثلاً مش مختلفين في الموضوع ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، أنا قلت هذا الكلام هو شو قال ؟
السائل : يقول خلاف ذلك .
الشيخ : قال متسلفين ، الصابوني هذا على الصابوني الحلبي قال متسلفين ، فهو ينكر اشتغالنا بهذه المسائل لا يميز من كان على الصواب ومن كان في الأسلوب الحسن على الذي هو عنده على خطأ فكرًا و أسلوبًا هو لا يتكلم بهذا التفصيل ، هو يشمل الجميع بكلامه
السائل : أنا الذي كنت أدندن حوله من زمن أن هؤلاء هم الذين زعموا ويزعمون أن اشتغالنا ببيان السنة يثير الخلاف ، والحق نقول نحن نرد عليهم أن عدائهم للسنة هو سبب الخلاف ، ليس اشتغالنا وبيان السنن للناس وبيان البدعة للناس هو مثار الخلاف ، وأنه نحن الذين نثير الخلاف ، وإنما مثار الخلاف بسبب أنهم يحاربون السنة أو يتركون أو لا يريدون منا أن ننبه الناس إلى السنن .
أبو مالك : هذا ثابت يا شيخ علي هذا الكلام عندهم يحتاج إلى إقامة دليل عليه منك أنت ، فهمت عليّ ؟ لأنهم يرون أنفسهم على الحق وأنت على الباطل ، إذا افترضنا هذا الأمر هو الذي تقوله هو سبب الخلاف حقيقةً وهو كذلك ، لكن أقول بأن هؤلاء هم يرون خلاف ما ترى ، ولذلك لم تيجي أنت بدك تحكم يعني تحكم في هذه المسألة التي جرى فيها الخلاف بينك وبين واحدٍ منهم سوف لم تكن أنت الغالب أو المنتصر ، لماذا ؟ لأنه يرى نفسه على حق ولا يتزحزح ، وهو يعلم أو قد يعني سبقك قبل أن تقول هذا الكلام بمحاولة درأ كل الأدلة التي تؤيد ما تقول ، ويهدم رأيك بالأدلة التي يراها هي الصحيحة لذلك أقول بأنه أصحاب الأهواء لا يمكن أبدًا أن تصل معهم إلى نتيجة ، ممكن أنا إني أصل مع كافر إلى نتيجة في قضية من القضايا العلمية ، ولا أصل مع صاحب هوى إليها وصاحب الهوى يعني هو لا يناقشك في أمور العقيدة كما يناقشك في أمور في ...
السائل : كما قلنا مثلاً في مرة في أحد البيوت بدون ذكر أسماء وكان عدد من العلماء منهم من المصريين ومنهم من الشاميين أو غير ذلك ، فجاءت سيرة الشيخ ، فقال بعضهم يخالف الجمهور ، فأنا قلت له معلش أقول ماذا قلت لهم ، يعني كلمة هي ...إنه والله يخالف الجمهور ، ماذا يقصد بهذه الكلمة ؟ أنا قلت له وأيكم لا يخالف الجمهور ، أنت يا شيخ تخالف الجمهور في مسائل ، وفلان وفلان .
بل الأئمة الأربعة ليس واحدٌ منهم إلا وخالف الجمهور ، أبو حنيفة خالف الجمهور ، مالك خالف الجمهور وأحمد خالف الجمهور الشافعي خالف الجمهور ، ليس هناك إمام إلا وخالف الجمهور ، فليس نبز يعني أن تقول خالف الجمهور ليست جريمة أن يخالف الجمهور وليست نبذزا .
أبو مالك : أنا لو كنت مكانك لقلت لهم والله لقد قلتم قولًا حسنًا
السائل : المهم بعد ذلك إنه هذه ليست طعنًا أن تأتي فتقول إنه والله يخالف الجمهور ، ماذا يعني ؟ يريد أن ينتقص فإذا أردت أن تتنقص من الشيخ الألباني لأنه يخالف الجمهور فتنقص من الشافعي تنقص من أحمد تنقص من أبي حنيفة ، لأنه ليس واحد من أئمة المسلمين إلا وخالف الجمهور في مسائل فالمسألة لا تنظر إنه خالف الجمهور أو ما خالف الجمهور تنظر إلى الأدلة ، هل معه دليل في ذلك ومبحثه مبحث صحيح ؟ .
الشيخ : أبعدتم النجعة العبارة نرجع لها ، العبارة في واد وبحثنا الآن في وادٍ آخر .
السائل : الآن هنا هؤلاء الناس يعني حينما أنت مثلاً في هذه المسائل وهم يرون أنها مسائل فرعية لماذا يبتعدون وينأون بأنفسهم .
الشيخ : يا أخي مسألة أخرى هذه شو بدنا فيها ؟
السائل : ما هي تندرج تحت .
الشيخ : كلام يا أخي كلامه هذا صوابٌ أو خطأ ؟
السائل : هو الآن كلامه الآن الجماعات الإسلامية التي تناصبك مثلاً العداء ، تناصب الدعوة السلفية العداء هل ترى على الدعوة السلفية إلى أنها ؟
سائل آخر : المشكلة بالنسبة لآخونا سلمان مع ... ألا يكون كتب هذا ، لكن كيف الإغراق في الجزئيات والكلام عن تسوية الصفوف ، يعني بعض الأمور تؤكد القرينة التي تفضل بها الشيخ ، وكنا نتمنى ألا يكون كتب هذا ، في كتاب " الإغراق في الجزئيات " قرأته يا شيخنا؟ أنا ما قرأته أنا سمعت من بعض الأشخاص .
الشيخ : يمكن قرأ علينا بعض الشيء .
السائل : نعم هو عن تسوية الصفوف تكلم كلامًا يعني .
الشيخ : أظن ذكر القيام ... .
أبو مالك : ذكر القشور و اللباب .
أبو ليلى : ...القيام بمكارم الأخلاق .
الشيخ : جاب المسألة و لفّها و دار و قال الشيخ ابن باز يرى أنه جائز ، انتهى من موضوع ، ولا دندن حول ما كان شخصٌ أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك .
السائل : على كل حال هو يعني رأى أنها مسألة فرعية لا نختلف من أجلها ، وكون أنه هذا يقال ... .
أبو مالك : هذه مسألة ليست فرعية يا شيخ علي هي مسألة في الأصول هذه ، تعرف ليش ؟ .
السائل : ...
السائل : اسمح لي أقول لك ، أنا ليش بقول أنها مسألة في الأصول ، لأنها تؤدي إلى الطعن في شخوص الصحابة رضي الله عنهم وتؤدي أيضًا .
السائل : ... ؟
أبو مالك : لا ، لا ، هذا صحيح ... الله يبارك فيك ، تؤدي إلى الطعن عليهم في سلوكهم وفي أخلافهم وفي فهمهم وفي تأدبهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : عدم توقيرهم لنبيهم .
أبو مالك : هذه مسألة في الأصول هذه مش مسألة في الفروع هذه ، الآن بنص على هذه المسألة بالذات ، هذه لابد أن ننظر إلى نظرة علمية صحيحة هي قضيةٌ من قضايا العقيدة ربنا قال (( وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ )) ، فأين التوقير هنا من هؤلاء الذين يفعلون أو الذين لا يفهمون عن النبي صلى الله عليه وسلم ما قال ؟ وهم الذين عاشوا في أكنافه وعرفوا من سلوكه
السائل : كل مسألة جزئية يمكن أن نسلسلها هكذا كل اختلاف في فهم النص نحن نتكلم في مسألة أدى الاجتهاد إلى المخالفة فيها ، مثلاً رأى جواز هذه المسألة بعض العلماء ، ورأى عدم الجواز آخرون ، وهذا في كثير من الأشياء التي الأئمة ...تحليل وتحريم .
أبو مالك : أنا أكاد أقول أقسم بالله العظيم بأن الخلاف في هذه المسألة ما حمل عليها إلا مجاراة العرف والوقوع تحت تأثير العادات .
السائل : الهوى نعم ، أنا قلت لبعضهم قلت يا أخي تذكر الشيخ سليمان اللي كان حاضر هذه الجلسة أم لا في بيتنا ؟ لمَّا كان محمود الديك وكان عبد المنعم معه جاء ...من الإمارات وجاءت مسألة القيام والشيخ محمود ما قام ، وتكلمنا حول ...وقلت لهم كان يجمع أحدهم رسالة الإمام النووي " الترخيص بالقيام " قلت لهم يا أخي أنتم حتى هذه رسالة الإمام النووي حجة عليكم ليست لكم ، لأن الإمام النووي رأى رخصة ترخيص أنتم تقولون عدم القيام سوء أدب ، الإمام النووي قال القيام جائز ، ما قال أن الذين لا يقوم سيء الأدب وقليل الأدب ، رأى أن القيام جائز وعدم القيام جائز ، ... فاستوى الطرفان لو أننا قلنا هكذا طيب أنتم تقولون أن عدم القيام سوء أدب تنبزون من لم يقم بسوء الأدب ، فالرسالة حجة عليكم وليست حجة لكم .
أبو مالك : ... هذه قضية في العقيدة .
السائل : أنا معك لكن ... نحن في المشكلة اللي صارت عندنا نحن أنا أرى مثل هذه ... أنه نحن نرد السهام إليهم ، أن نقول أن الذين يثيرون الخلافات هم ، نحن لم نبين سنة صحيحة وننهى عن بدعة ونبين ذلك للأمة هذا من واجب النصح ومن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلا يجوز أن يشار إلينا أنه نحن الذين نثير الخلاف واشتغالنا واستغراقنا في مسائل جزئيات من الخلاف ، إنما الذي يثير الخلاف إذا كان يحتاج إلى تعديل ، وإنما الذي يثير الخلاف من وقف في هذه المسائل إذا لمَّا يوافقنا معنا على اجتهادنا فلا ينبزنا ، هو الذي يثير الخلاف .
الشيخ : يا شيخ علي الله يهدينا وإياك وحماسك أنت عم ترد على المؤلف بينما أنت عم تقول ما في إشكالية
السائل : وإن كانت تحتاج هذه العبارة إلى شيء فيجب أن تقيد بهذا
الشيخ : يا أخي لا تشكك إن كان ، قل إذا كان على الأقل ، كيف إن كان ؟ كل هذا الكلام هذا رد عليه .
السائل : طيب إذا كان .
الشيخ : ههه كما تريد .
السائل : أنا أفهم هذا في ضوء فهمي للموضوع أنا ، ممكن تكون العبارة هذه فيها تقصير فيبين إنه ناقشناه .
الشيخ : وممكن ما يكون فيها تقصير رجعنا للتشكيك .
السائل : لا ، يعني نبين له لسلمان في ملاحظة أن من بين سنةً للناس وأنكر بدعةً للناس وإن كانت جزئية فليس هو الذي يثير الخلاف وغارق في الخلافات ، وإنما الذي يغرق في الخلافات من يقاطعه ويحمل عليه لأنه بين هذا ... .
الشيخ : هذا يقال له ولكن ليس هنا نحن بدنا نعرف شو نتقول له هنا ؟ هنا نقول له إنكارك على هؤلاء العلماء اللي يبحثوا في المسائل الفرعية هذا خطأ ، لأن البحث ينبغي أن يستمر في كل ما يتعلق بالإسلام سواءٌ كان كلاً أو جزءً ، أصولًا أو فروعًا إلى آخره ، مع حسن النية .
السائل : هو ما ينكر الاشتغال بالمسائل الجزئية كما بين سابقًا ينكر الخلاف .
الشيخ : يا أخي هو شو عم يقول الله يهديك ؟
السائل : عم يقول لا يزالون في خلافات محتدمة ، غارقين في خلافات محتدمة ، ما قال ، هو ينكر الخلاف ، فالاختلاف ممن يخالف ليس ممن يبين ، فالذي يبين الحق ما يقال أنه أثار .
أبو مالك : غفر الله لي ولك .
الشيخ : اللهم آمين .
أبو مالك : يعني الآن الله يبارك فيك .
الشيخ : ... معكم .
أبو مالك : يعني الآن لمَّا تقول الكلام هذا يا شيخ علي كأنك ما قرأت العبارة هذه ، اسمح لي أقول لك .
السائل : ... .
أبو مالك : لا ، حقيقةً لأني أنا لمَّا أقرأ هذه العبارة يعني تبادر لي أحد أمرين إما أن الشيخ سلمان نسي ما كتب ، نسي فكتب وهذا أحسن الظن عندي . وإما أنه كتب ما كتب فأحسن ثم جاء بعبارة أخرى فلم يحسن .
السائل : أحسنت .
أبو مالك : فإن كان الأمر كذلك ... الأحسن أني أقولك نحن الآن ما نناقش سلمان في حسن الظن ، نحن نناقشه في الثانية ، إذًا بارك الله فيك سلمان في حسن الظن نحن نناقشه في الثانية ، إذًا بارك الله فيك سلمان يكتب له الآن يعني ما في داعي للإطالة في هذه المسألة ، وإنما يقال له لقد أخطأت أنت فيها ، لأنك أنت لا تطعن على الذين يبينون السنة للناس ، وإنما تطعن على كل من يشتغل بالبيان والمخالفة ، لأنه هذا مخالف الذي بين السنة ، مش مخالف ؟ أنا بسألك .
السائل : لا .
أبو مالك : يا أبا عبد الله يعني أنا متبني مسألة تبنيًا صحيحًا وفق الدليل وأنت متبني خلافها ليس وفق الدليل ، أنا بخالفك ولا مش بخالفك ؟
السائل : يا سيدي أنت لا تخالف أنا أخالفك أنت لا تخالفني .
الشيخ : لكن من حيث الواقع يا شيخ علي .
السائل : يا أستاذي الذي يثير الخلاف أنا حينما أعراضك في مسألةٍ أنت تبين فيها الدليل ، أنا أعارضك أنا أثير الخلاف وأعاديك .
أبو مالك : أبو عبد الله ، الله يبارك فيك هذا تمثيل نظري لكن أنا أقول لك الآن أنت تبين مسألة وجه الحق فيها معك كويس ؟
السائل : نعم .
أبو مالك : طيب وأنا ليس وجه الحق في ... أنا يجوز أن أخالفك باجتهادي ، لكن واحد ثالث يخالف بالهوى ، أليس كذلك ؟
السائل : نعم .
أبو مالك : طيب ، نحن استوينا جميعًا في قضية واحدة ، وهي أننا مختلفون أليس كذلك ؟ مش مختلفون ؟
الشيخ : ليس كذلك في رأيي .
أبو مالك : لا ، هو أقر معي أننا مختلفون .
السائل : يعني في اختلاف وفي عدم اختلاف أنا وأنت ليس بيننا اختلاف من حيث النتيجة ، لأنك ليس بهوًى حكمت وليس بيني وبينك عداوة كما ذكرت مع الشيخ في الأول .
أبو مالك : ... وأنا باجتهادي وأنت بالدليل .
السائل : أنا وأنت مثل ما حكينا الآن نخالف شيخنا في مسائل ، لكن مع خلافنا لشيخنا يبقى نحن نعترف له بالفضل وأنه شيخنا وأنه قدوتنا وأسوتنا .
أبو مالك : ...نتكلم ...
السائل : معلش معلش مقصدي هنا اختلفنا وهذا الاختلاف لم يجعل بيننا اختلافًا ، اختلفنا في الاجتهاد صحيح لكن ليس بيننا اختلاف مع اختلافنا في الحكم ، لكن ...
أبو مالك : المقصود يا شيخ العبارة هذه مش هي المقصودة ، يا أبو عبد الله أنا بقول لك نحن الآن أنت بالدليل وأنا باجتهاد من غير دليل أو بدليل عام ، وهذا لا سمح الله بهوى ، نحن مختلفون واقعًا ولا لا ؟ .
السائل : نعم .
أبو مالك : هو هذا ، فالآن أنا مختلف مع الشيخ ناصر فرضًا ، بدي أقول مختلف مع الشيخ ناصر ، لكن اختلافي مع الشيخ ناصر أن لتقديري وحبي وإجلالي لعلمه ، ومعرفة لقدره وكذا إلى آخره ، بقول هو أعلم مني أليس كذلك ؟ .
السائل : نعم .
أبو مالك : طيب ، هل تعلم يا أستاذ أن العالم إذا دخل في غمار هذا الخلاف عند المجتهد بالدليل العام أو بالرأي المجرد أو بالقياس المجرد هو يستوي مع صاحب الهوى ، سيان وينضحان من بئرٍ واحدة أو يأخذان سهامًا من جعبة واحدة لذلك الله يبارك فيك نحن ما نتكلم عن الذين يختلفون في مسألة وعلى رأي الشاعر أو شو يقولون خلافنا في الرأي لا يفسد للود قضية .ما نتكلم عنه هذا نحن نتكلم عن الذين عناهم سلمان بعبارته هذه ، وأظن وشيخنا يمكن يوافقنا يمكن ما نخرج عن هذا النطاق الذي ... .
الشيخ : طبعًا كلنا .
السائل : أريد أن نبين لسلمان هنا أن نقول له : من تعني ... .
أبو مالك : ما فيه داع أنت قل له ... .
الشيخ : اسمحوا لي شوية نحن نوكلك عن سلمان افرض حالك سلمان ماذا تعنى بهذه العبارة ؟
السائل : أنا أعني الذي هو ينكر على من يبين .
الشيخ : اعتبر نفسك أنت سلمان ماذا تعني ؟ ... حسن الظن يعني ماذا تعني ؟ .
السائل : أعني أنه لا يجوز الاستنكار ولا يجوز الاختلاف مع من يبين السنن والبدع ولو كان ... .
الشيخ : الله يهديك وين شرّقت ؟ وين هذه العبارة ؟ .
السائل : الآن في قضايا بيقول ليست من أصول الدين .
الشيخ : شوف يا أستاذ علي أرجوك أنك ...أنا بعرف ... حرارة ، حط العبارة أمامك وفسرها على مقتضى حسن الظن كوكيل عن سلمان .
السائل : باربطها مع الكلام السابق هذا الذي قبله .
الشيخ : معليش اربطها قول هلّأ ، فسر العبارة هذه مع الربط المذكور ماذا يعني ؟
السائل : لا يمكن .
الشيخ : مستحيل هذا لكن خلينا نحن نشوف منه إيش يطلع .
السائل : غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع الذي لا يجوز خرقه ، بل وليست من مسائل الحياة العملية المؤثرة في حاضر أو مستقبل .
سائل آخر : ... سلمان معصوم
السائل : لا مش معصوم لا سلمان و لا غير سلمان .
الشيخ : ...مو اعترفت أن هذا ينكر ؟ العبارة هذه مش قائلها ينكر هذه الأمر الواقع ؟
السائل : هو ينكر الاختلاف القائم يعني لا يريد اختلاف قائم وإن كانت مسائل ويريد أن تكون هذه المسائل التي فيها اجتهاد فرعي ضمن الأخوة والمحبة والمودة ليس مع العداوة والبغضاء .
الشيخ : ورينا هذا المعنى لنشوف ؟
السائل : أنا باربطه بالسابق
الشيخ : يا أخي هلا هون هون .
السائل : لا ، هون إذا مرتبط بالسابق بافهمه أما بدون ربط السابق لا ... .
الشيخ : هنو شو بيقول ؟ .
السائل : هون بيقول التعاون الوثيق بين فئات هذه الطائفة .
الشيخ : هون يا أخي عم أقول لك .
السائل : ولا يملك من وسائل التأثير والجاذبية شيئًا يذكر وعلى رغم هذا وذاك ، يعني أن الكفار بهجمتهم كذا ، المسلمون بدل ما يكونوا متعاونين لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة .
الشيخ : هؤلاء الذين يهتمون بالإسلام من هم ؟ أنا وأنت وزيد وبكر ورئيس الإخوان المسلمين و و إلى آخره ، طيب ، هل هو ينكر عليهم ؟ .
السائل : ينكر عليهم الاختلاف .
الشيخ : لا ، ينكر عليهم الاهتمام .
السائل : لا ، ينكر عليهم الاختلاف .
الشيخ : شوف العبارة .
السائل : يقول : لا يزال المسلمون أعني من يهتمُّ للإسلام منهم غارقين في خلافات محتدمة حول مسائل ليست من أصول الدين وقواعده العظام ، وليست من مواطن الإجماع .
الشيخ : بس خلاص .
السائل : فهو ينكر الاختلاف لا ينكر الاشتغال بالجزئيات .
أبو مالك : هو الحقيقة الآن جزآه الله خير شيخنا لفت نظرنا إلى مسألة ، اعلم أولًا يا شيخ اسمح لي أن أقول هو لو ظل واقف عند المسلمين فقط لانتهى الأمر .
الشيخ : لا .
أبو مالك : وعلى هذا الأمر .
الشيخ : ... .
أبو مالك : ولكن هو الحقيقة مؤدى كلامه الذي ينكر فيه الخلاف ممن يهتمون فكأنه أيضًا ينعي على المهتمين بالإسلام .
السائل : ينعي الاختلاف ما ينعي الاهتمام ببيان السنن أو ببيان الواجبات .
الشيخ : لا ، لا ، دعك والواجبات الفروع .
السائل : الفروع ، لبيان الفروع .
الشيخ : مش واجبات .
السائل : يعني أنا أقول هنا يجب ... .
أبو مالك : ... واجبات يا شيخنا الصراحة .
السائل : الآن أنا حينما أقبل كلام سلمان أقبله بقيود ، هذا ...أخرى أن من بين فروع الإسلام حسب اجتهاده وبين ذلك بالأدلة دون يعني نبز غيره بشيءٍ فهذا ليس مخالفًا ، أما الذي يخالف ويثير الخلاف والشقاق .
أبو مالك : الله يسامحك حملت كلامه أكثر مما يطيق والله كلامه لا يعني شيء مما تقول .
السائل : أنا أقول نفهمه هكذا إذا ... نحن نريد أن نبين .
أبو مالك : إذا كنت أنت تحب سلمان ، ونحن والله نحب سلمان ، نحن ما نكره سلمان ، بالعكس نعتبره يعني من الناس الذين تصدوا للدعوة في هذا الوقت بصدق وإخلاص إن شاء الله .
الشيخ : ما شاء الله .
أبو مالك : لكن ننكر عليه هذا الكلام الخطير الذي يجوز لأنه وقع منه بزلة ويجوز مثل ما قلت لك أنه أراده قصدًا ، لكن الآن هذه العبارة هذا التأويل الذي تأوله أنت هذا لا يمت إلى كلام سلمان بصلة ، هذا بعيد يا أستاذ ، هذا الذي يحملك عليه حبك سلمان .
السائل : أنا أعني أنا أريد أن توجه كلام سلمان .
أبو مالك : ما توجه بهذه الطريقة .
السائل : أنا أريد .
أبو مالك : أنت قل لسلمان احذف هذه العبارة من كتابك هذا أحسن شيء تقوله له .
السائل : أنا يقول يجب مثلاً يحدث في العبارة تعديل .
سائل آخر : تصحيح ... .
السائل : يعني يجب أن يكون فهم القضية أنه نحن السلفيون نحن بنحط حالنا أنهم هم لمَّا يقولون في اختلافات إنه ...اختلافات ، هم يزعمون ذلك نحن نعكس الأمر عليهم ، أن من يبين السنن لا يثير الاختلافات ، من يثير الخلافات هو الذي يطالب بس .
أبو مالك : جيد جيد ، خليه يحذف هذه العبارة وما يكون هذا فهمك لسلمان ، قل هذا الذي أريده بدل هذه العبارة ، بس .
السائل : الذي يبين السنن و إن كانت جزئية وينكر البدعة وإن كانت بدعة إضافية لا يقال إنه غارق في خلافات هذا يبين الدين والمنهج الحق ، أما الذي يغرق في الخلافات هو الذي يعادي من يفعل ذلك هذا المخالف هذا الغارق في الخلاف ، يعني الآن الإخوان المسلمين لمَّا يخالفونا بأننا نبين ليش ؟ هم متفقون معنا في أصول كثيرة في قواعد كثيرة ، في أمور كثيرة ...
السائل : نعم ، ومتفقين إلا في كلمة الشهادة فقط في لفظها ، في لفظها فقط أما في معناها لا والله .
السائل : فأنا قصدي أن ننطلق نحن ... يعني سلاحهم نرده إلى صدورهم هم دائمًا يدندنون حول ... .
الشيخ : يا شيخ علي الله يهديك لازلت تحكي خارج الموضوع ؟ هذا ما له علاقة بهذه العبارة هذه ، وما له علاقة بالعبارة هذه خاصةً أنك تكررها .
السائل : أنا ربطه بالسابق .
أبو مالك : بتكررها بخلاف الألفاظ الشيخ علي رجل ما شاء الله عنده ... .
السائل : على كل حال ما في مانع أن نكتب له ملاحظة حول هذا .
الشيخ : يا أخي غارقين عم يشمل كل الدعاة الإسلاميين كلهم ، أنت في كلامك تستثنى يكفينا أنك تعرف أن هذا خطأ .
السائل : طيب الآن يا أستاذ
الشيخ : قبل صح كلامي ولا لا ؟ كلامه يشمل كل الدعاة الإسلاميين الذين هم غارقون في هذه الجزئيات وأنت تستثني صح كلامي ولا لا ؟ .
السائل : احتمال أن يكن يشمل الجميع واحتمال آخر أنه لا .
الشيخ : ... .
السائل : الآن مثلاً هو ما كتب لك في وسائله أنه يراك غارقًا في هذا الاختلاف ... وإنما كتب لك ... .
الشيخ : ... بدي فرجيك هذا المكتوب اللي جعلني فيها شيخ الإسلام و سماحة الشيخ ووجه إليه الكلام هذا .
اضيفت في - 2004-08-16