سلسلة الهدى والنور-670a
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
طالب يتكلم عن أفغانستان وما يجري فيها من مخالفة منهج أهل السنة والجماعة وإحياء المنهج التكفيري .
السائل : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد فلا يخفى عليكم يا شيخ الساحة الأفغانية التي تكثر فيها الجماعات و الفرق الضالة التي استطاعت و للأسف أن تبث أفكارها الخارجة عن منهج السلف الصالح في شبابنا السلفي الذي كان يجاهد في أفغانستان و من هذه الأفكار تكفير الحكام و إحياء السنن المهجورة كالإغتيالات كما يدعون و الآن و بعد رجوع الشباب السلفي إلى بلادهم قاموا ببث و نشر هذه الأراء و الشبه عندنا
1 - طالب يتكلم عن أفغانستان وما يجري فيها من مخالفة منهج أهل السنة والجماعة وإحياء المنهج التكفيري . أستمع حفظ
طلب منه أن يبين المنهج السلفي والرد على منهج التكفير .
السائل : و علمنا يا شيخ أنه قد حصل بينكم و بين إحدى الإخوان قبل عدة سنين مناقشة طويلة في مسألة التكفير و هذه الأشرطة تسجيلها غير واضح لذا نود من فضيلتكم البيان في هذه المسألة و جزاكم الله خيرا
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شروري أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد الحقيقة أن مسألة التكفير ليس فقط للحكام بل و للمحكومين أيضا هي فتنة قديمة تبنتها فرقة من الفرق الإسلامية القديمة و هي المعروفة بالخوارج و الخوارج طوائف مذكورة في كتب الفرق و منها فرقة موجودة لاتزال الآن باسم آخر و هو الإباضية و هؤلاء الإباضية كانوا إلى عهد قريب منطوين على أنفسهم ليس لهم أي نشاط دعوي كما يقال اليوم لكن منذ بضع سنين بدؤوا ينشطون و ينشرون بعض الرسائل و بعض العقائد التي هي عين عقائد الخوارج القدامى إلا أنهم يتسترون و يتشيعون بخصلة من خصال الشيعة ألا و هي التقية فهم يقولون نحن لسنا بالخوارج و أنتم تعلمون جميعا أن الاسم لا يغير من حقائق المسميات إطلاقا و هؤلاء يلتقون في جملة ما يلتقون مع الخوارج تكفير أصحاب الكبائر فالآن يوجد في بعض الجماعات الذين يلتقون مع دعوة الحق في اتباع الكتاب و السنة و لكنهم مع الأسف الشديد يقعون في الخروج عن الكتاب و السنة من جديد و باسم الكتاب و السنة و السبب في ذلك يعود إلى أمرين اثنين في فهمي و نقدي أحدهما هو ضحالة العلم و قلة التفقه في الدين و الأمر الآخر و هو مهم جدا أن أنهم لم يتفقهوا بالقواعد الشرعية و التي هي من أسس الدعوة الإسلامية الصحيحة التي يعتبر كل من خرج عنها من تلك الفرق المنحرفة عن الجماعة التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في غير ما حديث بل و التي ذكرها ربنا عز و جل دليلا واضحا بيّنا على أن من خرج عنها فيكون قد شاق الله و رسوله أعني بذلك قوله عز و جل (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا )) فالله عز و جل لأمر واضح جدا عند أهل العلم لم يقتصر على قوله عز و جل و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى لم يقل هكذا و إنما أضاف إلى مشاققة الرسول إتباع غير سبيل المؤمنين فقال عز و جل (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا )) إذا اتباع سبيل المؤمنين و عدم اتباع سبيل المؤمنين أمر هام جدا إيجابا و سلبا فمن اتبع سبيل المؤمنين فهو الناجي عند رب العالمين و من خالف سبيل المؤمنين فحسبه جهنم و بئس المصير من هنا ضلت طوائف كثيرة و كثيرة جدا قديما و حديثا حيث أنهم لم يلتزموا سبيل المؤمنين و إنما ركبوا عقولهم بل اتبعوا أهوائهم في تفسير الكتاب و السنة ثم بنوا على ذلك نتائج خطيرة و خطيرة جدا من ذلك الخروج على ما كان عليه سلفنا الصالح هذه الفقرة من الآية الكريمة (( و يتبع غير سبيل المؤمنين )) لقد دندن حولها و أكدها عليه الصلاة و السلام تأكيدا بالغا في غير ما حديث نبوي صحيح و هذه الأحاديث التي أنا أشير إليها الآن و سأذكر بعضا منها مما يساعدني ذاكرتي ليست مجهولة عند عامة المسلمين فضلا عن خاصتهم لكن المجهول فيها هو أنها تدل على ضرورة إلتزام سبيل المؤمنين في فهم الكتاب و السنة هذه النقطة يسهوا عنها كثير من الخاصة فضلا عن العامة فضلا عن هؤلاء الذين عرفوا بجماعة التكفير هؤلاء قد يكونون في قرارة نفوسهم صالحين و قد يكونون أيضا مخلصين و لكن هذا وحده غير كاف ليكون صاحبه عند الله عز و جل من الناجين المفلحين لابد للمسلم أن يجمع بين أمرين إثنين بين الإخلاص في النية لله عز و جل و بين حسن الإتباع لما كان عليه النبي صلى الله عليه و آله و سلم فلا يكفي إذا أن يكون المسلم مخلصا و جادا فيما هو في صدده من العمل بالكتاب و السنة و الدعوة إليهما فلابد من الإضافة إلى ذلك أن يكون منهجه منهجا سويا سليما
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شروري أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد الحقيقة أن مسألة التكفير ليس فقط للحكام بل و للمحكومين أيضا هي فتنة قديمة تبنتها فرقة من الفرق الإسلامية القديمة و هي المعروفة بالخوارج و الخوارج طوائف مذكورة في كتب الفرق و منها فرقة موجودة لاتزال الآن باسم آخر و هو الإباضية و هؤلاء الإباضية كانوا إلى عهد قريب منطوين على أنفسهم ليس لهم أي نشاط دعوي كما يقال اليوم لكن منذ بضع سنين بدؤوا ينشطون و ينشرون بعض الرسائل و بعض العقائد التي هي عين عقائد الخوارج القدامى إلا أنهم يتسترون و يتشيعون بخصلة من خصال الشيعة ألا و هي التقية فهم يقولون نحن لسنا بالخوارج و أنتم تعلمون جميعا أن الاسم لا يغير من حقائق المسميات إطلاقا و هؤلاء يلتقون في جملة ما يلتقون مع الخوارج تكفير أصحاب الكبائر فالآن يوجد في بعض الجماعات الذين يلتقون مع دعوة الحق في اتباع الكتاب و السنة و لكنهم مع الأسف الشديد يقعون في الخروج عن الكتاب و السنة من جديد و باسم الكتاب و السنة و السبب في ذلك يعود إلى أمرين اثنين في فهمي و نقدي أحدهما هو ضحالة العلم و قلة التفقه في الدين و الأمر الآخر و هو مهم جدا أن أنهم لم يتفقهوا بالقواعد الشرعية و التي هي من أسس الدعوة الإسلامية الصحيحة التي يعتبر كل من خرج عنها من تلك الفرق المنحرفة عن الجماعة التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في غير ما حديث بل و التي ذكرها ربنا عز و جل دليلا واضحا بيّنا على أن من خرج عنها فيكون قد شاق الله و رسوله أعني بذلك قوله عز و جل (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا )) فالله عز و جل لأمر واضح جدا عند أهل العلم لم يقتصر على قوله عز و جل و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى لم يقل هكذا و إنما أضاف إلى مشاققة الرسول إتباع غير سبيل المؤمنين فقال عز و جل (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا )) إذا اتباع سبيل المؤمنين و عدم اتباع سبيل المؤمنين أمر هام جدا إيجابا و سلبا فمن اتبع سبيل المؤمنين فهو الناجي عند رب العالمين و من خالف سبيل المؤمنين فحسبه جهنم و بئس المصير من هنا ضلت طوائف كثيرة و كثيرة جدا قديما و حديثا حيث أنهم لم يلتزموا سبيل المؤمنين و إنما ركبوا عقولهم بل اتبعوا أهوائهم في تفسير الكتاب و السنة ثم بنوا على ذلك نتائج خطيرة و خطيرة جدا من ذلك الخروج على ما كان عليه سلفنا الصالح هذه الفقرة من الآية الكريمة (( و يتبع غير سبيل المؤمنين )) لقد دندن حولها و أكدها عليه الصلاة و السلام تأكيدا بالغا في غير ما حديث نبوي صحيح و هذه الأحاديث التي أنا أشير إليها الآن و سأذكر بعضا منها مما يساعدني ذاكرتي ليست مجهولة عند عامة المسلمين فضلا عن خاصتهم لكن المجهول فيها هو أنها تدل على ضرورة إلتزام سبيل المؤمنين في فهم الكتاب و السنة هذه النقطة يسهوا عنها كثير من الخاصة فضلا عن العامة فضلا عن هؤلاء الذين عرفوا بجماعة التكفير هؤلاء قد يكونون في قرارة نفوسهم صالحين و قد يكونون أيضا مخلصين و لكن هذا وحده غير كاف ليكون صاحبه عند الله عز و جل من الناجين المفلحين لابد للمسلم أن يجمع بين أمرين إثنين بين الإخلاص في النية لله عز و جل و بين حسن الإتباع لما كان عليه النبي صلى الله عليه و آله و سلم فلا يكفي إذا أن يكون المسلم مخلصا و جادا فيما هو في صدده من العمل بالكتاب و السنة و الدعوة إليهما فلابد من الإضافة إلى ذلك أن يكون منهجه منهجا سويا سليما
تكلم الشيخ عن حديث الفرق .
الشيخ : فمن تلك الأحاديث المعروفة كما أشرت آنفا حديث الفرق الثلاث و السبعين و لا أحد منكم إلا و هو يذكره و هو قوله عليه الصلاة و السلام ( تفرقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة و تفرقت النصارى على اثنتين و سبعين فرقة و ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله ؟ قال هي ما أنا عليه و أصحابي ) نجد أن جواب النبي صلى الله عليه و آله و سلم لأولئك الذين سألوا عن الفرقة الناجية يلتقي تماما مع الآية السابقة (( و يتبع غير سبيل المؤمنين )) فالمؤمنون المقصودون في هذه الآية الكريمة هم الأصحاب أول ما يدخل في عموم الآية (( و يتبع غير سبيل المؤمنين )) هم سبيل أصحاب الرسول عليه الصلاة و السلام
تكلم على الفرقة الناجية وأوصافها .؟
الشيخ : فالرسول صلى الله عليه و آله و سلم في الجواب عن ذاك السؤال عن الفرقة الناجية ما هي ما أوصافها ؟ قال هي التي تكون على ما أنا عليه و أصحابي لم يكتف الرسول صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث على قوله ما أنا عليه و قد يكون ذلك كافيا في الواقع للمسلم حقا الذي يفهم الكتاب و السنة و لكنه عليه الصلاة و السلام كتحقيق عملي لقوله عز و جل في حقه (( بالمؤمنين رؤوف رحيم )) فمن رأفته و رحمته بأصحابه و أتباعه أنه أوضح لهم أن علامة الفرقة الناجية هي التي تكون على ما كان عليه الرسول عليه السلام و على ما عليه أصحابه من بعده فإذا لا يجوز للمسلم أن يقتصر فقط في فهمه للكتاب و السنة على الوسائل التي لابد منها ، منها مثلا معرفة اللغة العربية و الناسخ و المنسوخ و كل القواعد لكن من هذه القواعد العامة أن يرجع في كل ذلك إلى ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم لأنهم كما تعلمون من كثير من الآثار و من سيرتهم أنهم كانوا أخلص لله عز و جل في العبادة و أفقه منا للكتاب و السنة إلى غير ذلك من الخصال الحميدة التي كانوا تخلقوا بها هذا الحديث يلتقي مع الآية تماما حيث أنه ألمح عليه السلام في هذا الجواب أنه لابد من الرجوع ليكون المسلم من الفرقة الناجية إلى ما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم
ذكر الشيخ حديث العرباض بن سارية " ... عليكم بسنتي " .
الشيخ : يشبه هذا الحديث تماما حديث الخلفاء الراشدين الذي ذكر في السنن من رواية العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم موعظة وجلت منها القلوب و ذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يا رسول الله قال قال أوصيكم بالسمع و الطاعة و إن ولي عليكم عبد حبشي و إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) إلى آخر الحديث الشاهد من هذا الحديث هو كالشاهد من جوابه عليه السلام عن السؤال السابق حيث حض أمته في أشخاص أصحابه أن يتمسكوا بسنته ثم لم يقتصر على ذلك فقال ( و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) إذا لابد لنا أن ندندن دائما و أبدا إذا أردنا أن نفهم عقيدتنا أن نفهم عبادتنا أن نفهم أخلاقنا و سلوكنا لابد من أن نعود إلى سلفنا الصالح لفهم كل هذه الأمور التي لابد منها للمسلم ليتحقق فيه أنه من الفرقة الناجية من هنا ضلت طوائف قديمة و حديثة حينما لا يلتفتون إطلاقا إلى الآية السابقة و إلى حديث الفرقة الناجية و إلى حديث سنة الخلفاء الراشدين من بعده عليه السلام فكان أمرا طبيعيا جدا أن ينحرفوا كما إنحرف من سبقهم من المنحرفين عن كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و منهج السلف الصالح من هؤلاء الخوارج قديما و حديثا
تكلم على الشبهة التي وقع فيها أهل التكفير من الآية ( ومن لم يحكم بما أنزل الله .....) .
الشيخ : أصل التكفير الذي ذر قرنه في هذا الزمان الآية التي يدندنون حولها دائما و أبدا ألا و هي قوله تبارك و تعالى (( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) و نعلم جميعا أن هذه الآية جاءت في خاتمتها بألفاظ ثلاثة (( فأولئك هم الكافرون )) (( فأولئك هم الظالمون )) (( فأولئك هم الفاسقون )) فمن جهل الذين يحتجون بهذه الآية باللفظ الأول منها (( فأولئك هم الكافرون )) أنهم لم يلموا ببعض على الأقل ببعض النصوص التي جاء فيها لفظة الكفر فأخذوا لفظة الكفر في الآية على أنها تعني الخروج من الدين وأنه لا فرق بين هذا الذي وقع في الكفر و بين أولئك المشركين من اليهود و النصارى و أصحاب الملل الأخرى الخارجة عن ملة الإسلام بينما الكفر في لغة الكتاب و السنة لا تعني هذا الذي هم يدندنون حوله و يسلطون هذا الفهم الخاطئ على كثير من المسلمين و هم بريؤون من ذاك التكفير الذي يطبقونه على هؤلاء المسلمين شأن لفظة التكفير من حيث أنها لا تدل على معنى واحد و هو الردة و الخروج عن الملة شأن هذا اللفظ شأن اللفظين الآخرين الذين ذكرا في الآيتين الأخريين الفاسقين و الظالمين فكما أنه ليس كل من وصف بأنه كفر لا يعني أنه ارتد عن دينه كذلك لا يعني أن كل من وصف بأنه ظالم أو فاسق بأنه مرتد عن دينه هذا التنوع في المعنى اللفظ الواحد هو الذي يدل عليه اللغة ثم الشرع الذي جاء بلغة العرب لغة القرآن الكريم كما هو معلوم من أجل ذلك كان من الواجب على كل من يتصدى للحكم بما أمر الله عز و جل لست أعني الآن الحكام و إنما أعني أولئك الذين يصدرون الأحكام على المسلمين سواء كانوا حكاما أو محكومين كان من الواجب على هؤلاء أن يكونوا على علم بالكتاب و السنة و منهج السلف الصالح و الكتاب لا يمكن فهمه و كذلك ما ضم إليه إلا بطريق معرفة اللغة العربية معرفة خاصة و قد يكون إنسان ما ليس عنده معرفة قوية أو تامة باللغة العربية فيساعده في استدراك هذا النقص الذي قد يشعر به في نفسه حينما يعود إلى من قبله من العلماء خاصة إذا كانوا من أهل القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية فرجوعه إليهم حينئذ سيكون مساعدا له لاستدراك ما قد يفوته من المعرفة باللغة العربية و آدابها نعود الآن إلى هذه الآية (( و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) هل من الضروري أن يكون هذا اللفظ فأولئك هم الكافرون أنه يعني كفرا خروجا عن الملة ؟ أم قد يعني هذا و قد يعني ما دون ذلك هنا الدقة في فهم هذه الآية فهذه الآية الكريمة (( فأولئك هم الكافرون )) قد تعني أي الخارجون عن الملة و قد تعني أنهم خرجوا عمليا عن بعض ما جاءت به الملة الملة الإسلامية
6 - تكلم على الشبهة التي وقع فيها أهل التكفير من الآية ( ومن لم يحكم بما أنزل الله .....) . أستمع حفظ
أثر إبن عباس في تفسير قوله تعالى (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) .
الشيخ : يساعدنا على ذلك قبل كل شيء ترجمان القرآن ألا و هو عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه لأنه من الصحابة الذين اعترف المسلمون جميعا إلا من كان من تلك الفرق الضالة على أنه كان إماما في التفسير و لذلك سماه بعض السلف من الصحابة و لعله عبد الله بن مسعود بترجمان القرآن هذا الإمام في التفسير و الصحابي الجليل كأنه طرق سمعه يومئذ ما نسمعه اليوم تماما أن هناك أناسا يفهمون هذه الآية على ظاهرها دون التفصيل الذي أشرت إليه آنفا وهو أنه قد يكون أحيانا المقصود بالكافرين المرتدين عن دينهم و قد يكون ليس هو المقصود و إنما هو ما دون ذلك فقال بن عباس رضي الله عنه ليس الأمر كما يذهبون أوكما يظنون و إنما هو كفر دون كفر و لعله كان يعني بذلك الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤمنين ثم كان من عواقب ذلك أنهم سفكوا دماء المؤمنين و فعلوا فيهم ما لم يفعلوا بالمشركين فقال ليس الأمر كما قالوا أو كما ظنوا و إنما هو كفر دون كفر ، كفر دون كفر هذا الجواب المختصر الواضح من ترجمان القرآن في تفسير هذه الآية هو الذي لا يمكن أن يفهم سواه من النصوص التي ألمحت إليها آنفا في مطلع كلمتي هذه أن كلمة الكفر ذكرت في كثير من النصوص مع ذلك تلك النصوص لا يمكن أن تفسر بهذا التفسير الذي فسروا به الآية
تكلم على معنى الحديث : ( سباب المسلم فسوق .......) .
الشيخ : أو لفظ الكفر الذي جاء في تلك النصوص لا يمكن أن يفسر بأنه يساوي الخروج من الملة فمن ذلك مثلا الحديث المعروف في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ( سباب المسلم فسوق و قتاله كفر ) قتاله كفر عندي هو تفنن في الأسلوب العربي في التعبير لأنه لو قال قائل سباب المسلم و قتاله فسوق يكون كلاما صحيحا لأن الفسق هو المعصية و الخروج عن الطاعة لكن الرسول عليه السلام باعتباره أفصح من نطق بالضاد قال ( سباب المسلم فسوق و قتاله كفر ) ترى هل يجوز لنا أن نفسر الفقرة الأولى من هذا الحديث سباب المسلم فسوق بالفسق المذكور في اللفظ الثاني أو الثالث في الآية السابقة (( و من لم حكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )) فأولئك هم الفاسقون و سباب المسلم فسوق نقول قد يكون الفسق أيضا مرادفا للكفر الذي هو بمعنى الخروج عن الملة و قد يكون الفسق مرادفا للكفر الذي لا يعني الخروج عن الملة و إنما يعني ما قاله ترجمان القرآن إنه كفر دون كفر و هذا الحديث يؤكد أن الكفر قد يكون بهذا المعنى لماذا ؟ لأن الله عز و جل ذكر في القرآن الكريم الآية المعروفة (( و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) إذا قد ذكر هنا ربنا عز و جل الفرقة الباغية التي تقاتل الفرقة الناجية الفرقة المحقة المؤمنة و مع ذلك فما حكم عليها بالكفر مع أن الحديث يقول ( و قتاله كفر ) إذا قتاله كفر أي دون كفر كما قال بن عباس في تفسير الآبة السابقة فقتال المسلم للمسلم بغي و اعتداء و فسق و كفر
تكلم على الكفر العملي والكفر الإعتقادي .
الشيخ : و لكن هذا يعني أن الكفر قد يكون كفرا عمليا و قد يكون كفرا اعتقاديا من هنا جاء هذا التفصيل الدقيق الذي تولى بيانه و شرحه الإمام بحق شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله بعده تلميذه البار ابن قيم الجوزية حيث أن لهما الفضل في الدندنة حول تقسيم الكفر إلى ذلك التقسيم الذي رفع رايته ترجمان القرآن بتلك الكلمة الجامعة الموجزة فابن تيمية رحمه الله و تلميذه و صاحبه ابن قيم الجوزية يفرقون أو يدندنون دائما بضرورة التفريق بين الكفر الإعتقادي و الكفر العملي و إلا وقع المسلم من حيث لا يدري في فتنة الخروج عن جماعة المسلمين التي وقع فيها الخوارج قديما و بعض أذنابهم حديثا فإذا قوله صلى الله عليه و سلم ( و قتاله كفر ) لا يعني الخروج عن الملة و أحاديث كثيرة و كثيرة جدا لو جمعها المتتبع لخرج منها رسالة نافعة في الحقيقة فيها حجة دامغة لأولئك الذين يقفون عند الآية السابقة و يلتزمون فقط تفسيرها بالكفر الإعتقادي بينما هناك نصوص كثيرة و كثيرة جدا التي فيها لفظة الكفر و لا يعنى أنها تعني الخروج عن الملة فحسبنا الآن هذا الحديث لأنه دليل قاطع على أن قتال المسلم لأخيه المسلم هو كفر بالمعنى الكفر العملي و ليس الكفر الإعتقادي فإذا عدنا إلى جماعة التكفير و إطلاقهم الكفر على الحكام و على من يعيشون تحت رايتهم و بالأولى الذين يعيشون تحت إمرتهم و توظيفهم فوجهة نظرهم هي الرجوع إلى أن هؤلاء ارتكبوا المعاصي فكفروا بذلك
تكلم على الذي يكفر الحكام ومن يعيشون تحت إمرتهم وأئمة المساجد .
الشيخ : من جملة الأمور التي يذكرني بها سؤال الأخ إبراهيم السائل آنفا أنني سمعت من بعض أولئك الذين كانوا من جماعة التكفير ثم هداهم الله عز و جل قلنا لهم ها أنتم كفرتم بعض الحكام فما بالكم تكفرون مثلا أئمة المساجد خطباء المساجد مأذنين المساجد خدمة المساجد ما بالكم تكفرون أساتذة العلم الشرعي في المدارس الثانوية مثلا أو الجامعات قال الجواب لأن هؤلاء رضوا بحكم هؤلاء الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله يا جماعة هذا الرضا إن كان رضا قلبيا بالحكم بغير ما أنزل الله حينئذ ينقلب الكفر العملي إلى كفر إعتقادي فأي حكم يحكم بغير ما أنزل الله و هو يرى أن هذا الحكم هو الحكم اللائق بتبنيه في هذا العصر و أنه لا يليق تبني الحكم الشرعي المنصوص في الكتاب و السنة لا شك أن هذا يكون كفره كفرا إعتقاديا و ليس كفرا عمليا و من رضي بمثل هذا الحكم أيضا فيلحق به فأنتم أولا لا تستطيعون أن تحكموا على كل حاكم يحكم ببعض القوانين الغربية الكافرة أو بكثير منها أنه لو سئل لأجاب بأن الحكم بهذه القاونين هو اللازم في العصر الحاضر و أنه لا يجوز الحكم بالإسلام لو سئلوا لا تستطيعون أن تقولوا بأنهم لا يجيبون بأن الحكم بما أنزل الله اليوم لا يليق و إلا صاروا كفارا دون شك و لا ريب فإذا نزلنا إلى المحكومين و فيهم العلماء و فيهم الصالحون و إلى آخره كيف أنتم مجرد أن ترونهم يعيشون تحت حكم يشملهم كما يشملكم أنتم تماما لكنكم تعلنون أنهم كفار و هؤلاء لا يعلنون أنهم كفار بمعنى مرتدين لكنهم يقولون إن الحكم بما أنزل الله هو الواجب و أن مخالفة الحكم الشرعي بمجرد العمل هذا لا يستلزم الحكم على هذا العامل بأنه مرتد عن دينه
متى يحكم على المسلم بالردة .؟
الشيخ : من جملة المناقشات التي توضح خطئهم و ضلالهم قلنا لهم متى يحكم على المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا لله و أن محمدا رسول الله و قد يصلي كثيرا أو قليلا متى يحكم بأنه إرتد عن دينه يكفي مرة واحدة أو يجب أن يعلن سواء بلسان حاله أو بلسان قاله إنه مرتد عن الدين كانوا كما يقال لا يحرون جواب لا يدرون الجواب فاضطر أن أضرب لهم المثل التالي أقول قاضي يحكم بالشرع هكذا عادته و نظامه لكنه في حكومة واحدة زلت به القدم فحكم بخلاف الشرع أي أعطى الحق للظالم و حرمه المظلوم هل هذا حكم بغير ما أنزل الله أم لا ؟ حكم بغير ما أنزل الله هل تقولون بأنه كفر بمعنى الكفر عندهم يعني كفر ردة قالوا لا قلنا لم ؟ و هو خالف الحكم بالشرع قال لأن هذا صدر منه ذلك مرة واحدة قلنا حسنا صدر نفس الحكم مرة ثانية أو حكم آخر لكن خالف فيه الشرع أيضا فهل كفر أخذت أكرر عليهم ثلاثة مرات أربع متى تقول إنه كفر لا تستطيع أن تضع حدا بتعداد أحكامه التي خالف فيها الشرع تستطيع العكس تماما إذا علمت منه أنه في الحكم الأول إستحسنه و استقبح الحكم الشرعي أن تحكم عليه بالردة و على العكس من ذلك لو رأيت منه العشرات الحكومات في قضايا متعددة خالف فيها الشرع لكن قلت له يا شيخ أنت حكمت بغير ما أنزل الله عز و جل فلم ذلك و الله خفت خشيت على نفسي أو إرتشيت مثلا و هذا أسوء من الأول بكثير إلى آخره مع ذلك لا تستطيع أن تقول بكفره حتى يعلن يعرب عن كفره المضمور في قلبه أنه لا يرى الحكم بما أنزل الله عز و جل حينئذ فقط تستطيع أن تقول بأنه كافر كفر ردة إذا و خلاصة الكلام الآن أنه لابد من معرفة أن الكفر كالفسق و الظلم ينقسم إلى قسمين كفر فسق ظلم يخرج عن الملة و كل ذلك يعود إلى الإستحلال القلبي و خلاف ذلك يعود إلى الإستحلال العملي فكل العصاة و بخاصة ما فشى في هذا الزمان من إستحلال الربا كل هذا كفر عملي فلا يجوز لنا أن نكفر هؤلاء العصاة لمجرد إرتكابهم معصية و إستحلالهم إياها عمليا إلا إذا بدر منهم أو بدى لنا منهم ما يكشف لنا عم في قرارت نفوسهم لا يحرمون ما حرم الله و رسوله عقيدة فإذا عرفنا أنهم وقعوا في هذه المخالفة القلبية حكمنا حينئذ بأنهم كفروا كفر ردة أما إذا لم نعلم بذلك فلا سبيل لنا بالحكم بكفرهم لأننا نخشى أن نقع في وعيد قوله عليه الصلاة و السلام ( من كفر مسلما فقد باء به أحدهما ) و الأحاديث الواردة في هذا المعنى كثيرة و كثيرة جدا نذكر بهذه المناسبة بقصة ذلك الصحابي الذي بارز مشركا فلما رأى المشرك أنه صار تحت ضربة سيف المسلم الصحابي قال أشهد أن لا إله إلا الله فما باله الصحابي و قتله فلما بلغ خبره النبي صلى الله عليه و سلم أنكر عليه ذلك أشد الإنكار كما تعلمون فاعتذر الرجل بأنه ما قالها إلا خوفا من القتل فكان جوابه صلى الله عليه و سلم ( أفلا شققت عن قلبه ) إذا الكفر الإعتقادي ليس له علاقة بالعمل له غلاقة بالقلب و نحن لا نستطيع أن نقول نعلم ما في قلب الفاسق الفاجر السارق الزاني المرابي إلى آخره إلا إذا عبر عما في قلبه بلسانه أما عمله فعمله ينبئ أنه خالف الشرع مخالفة عملية فنحن نقول إنك خالفت و إنك فسقت و فجرت لكن ما نقول إنك كفرت و إرتددت عن دينك حتى يظهر منه شيء يكون لنا عذرا عند الله عز و جل أن نحكم بردته و بالتالي يأتي الحكم المعروف في الإسلام ألا و هو قوله عليه الصلاة و السلام ( من بدل دينه فاقتلوه ) ثم كنت و لا أزال أقول لهؤلاء الذين يدندنون حول تكفير حكام المسلمين هبوا يا جماعة أن هؤلاء فعلا كفار كفر ردة و أنهم لو كان هناك حاكم أعلى عليهم و إكتشف منهم أن كفرهم كفر ردة لوجب على ذلك الحاكم أن يطبق فيهم الحديث السابق ( من بدل دينه فاقتلوه ) فالآن ماذا تستفيدون أنتم من الناحية العملية إذا سلمنا جدلا أن كل هؤلاء الكفار هؤلاء الحكام هم كفار كفر ردة ماذا يمكن أن تعملوا هؤلاء الكفار إحتلوا كثيرا من بلاد الإسلام و نحن هنا مع الأسف ابتلينا بإحتلال اليهود لفلسطين فماذا أنتم أو نحن نستطيع أن مع هؤلاء حتى تستطيعوا أنتم تعملوا مع الحكام الذين تظنون أنهم من الكفار هلا تركتم هذه الناحية جانبا و بدأتم بتأسيس و بوضع القاعدة التي على أساسها تقوم قائمة الحكومة المسلمة و ذلك باتباع سنة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم التي ربى أصحابه عليها و نشأهم على نظامها و أساسها و ذلك ما نحن نعبر عنه في كثير مثل هذه المناسبة بأنه لابد لكل جماعة مسلمة تعمل بحق لإعادة حكم الإسلام ليس فقط على أرض الإسلام بل على الأرض كلها تحقيقا لقوله تبارك و تعالى (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون )) و قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن هذه الآية ستتحقق فيما بعد فلكي يتمكن المسلمون من تحقيق هذا النص القرآني هل يكون البدء بإعلان الثورة على هؤلاء الحكام الذين يظنون فيهم أن كفرهم كفر ردة ثم مع ظنهم هذا و هو ظن خطأ لا يستطيعون أن يعملوا شيء إذا لتحقيق هذا النبأ القرآني الحق (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله )) ما هو المنهج ما هو الطريق ؟ لا شك أن الطريق هو ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدندن و يذكر أصحابه في كل خطبه و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و آله و سلم إذا فعلى المسلمين كافة و بخاصة منهم من يهتم لإعادة الحكم للإسلام على الأرض الإسلامية بل الأرض كلها أن يبدأ من حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو ما نكني نحن عنه بكلمتين خفيفتين التصفية و التربية ذلك لأننا نحن نعلم حقيقة يغفل عنها أو يتغافل عنها بالأصح لأنه لا يمكن الغفلة عنها يتغافل عنها أولئك الغلاة الذين ليس لهم هم إلا إعلان تكفير الحكام ثم لا شيء و سيظلون كما ظلت جماعة من قبلهم يدعون إلى إقامة حكم الإسلام على الأرض لكن دون أن يتخذوا لذلك الأسباب المشروعة سيظلون يعلنون تكفير الحكام ثم لا يصدر منهم إلا الفتن و الواقع في هذه السنوات الأخيرة التي تعلمونها بدأ من فتنة الحرم المكي ثم فتنة مصر و قتل السادات و ذهاب دماء كثير من المسلمن الأبرياء بسبب هذه الفتنة ثم أخيرا في سوريا ثم الآن في الجزائر مع الأسف إلى آخره كل هذا سببه أنهم خالفوا نصوصا من الكتاب و السنة من أهمها (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر )) إذا إذا نحن أردنا أن نقيم جكم الله عز و جل في الأرض هل نبدأ بقتال الحكام و نحن لا نستطيع أن نقاتلهم أم نبدأ بما بدأ به الرسول عليه السلام لا شك أن الجواب (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) بماذا بدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلمون أنه بدأ بالدعوة بين بعض الأفراد الذين كان يظن فيهم أنهم عندهم إستعداد لتقبل الحق ثم إستجاب له من إستجاب كما هو معروف في السيرة النبوية ثم الضعف و الشدة التي أصابت المسلمين في مكة ثم الأمر بالهجرة الأولى و الثانية إلى آخر ما هنالك حتى وطّد الله عز و جل الإسلام في المدينة المنورة و بدأت هناك المناوشات و بدأ القتال بين المسلمين و بين الكفار من جهة ثم اليهود من جهة أخرى وهكذا إذا لابد أن نبدأ نحن بالتعليم كما بدأ به الرسول عليه السلام لكن نحن لا نقول الآن بالتعليم لماذا ؟ أي لا نقتصر فقط على كلمة تعليم الأمة للإسلام لأننا في وضع الآن من حيث أنه دخل في التعليم الإسلامي ما ليس من الإسلام بسبيل إطلاقا بل ما به يخرب الإسلام و يقضى على الثمرة التي يمكن الوصول إليها بالإسلام الصحيح و لذلك فواجب الدعاة الإسلاميين أن يبدؤوا بما ذكرته آنفا بتصفية هذا الإسلام مما دخل فيه من الأشياء التي تفسد الإسلام ليس فقط في فروعه في أخلاقه بل و في عقيدته أيضا و الشيء الثاني أن يقترن مع هذه التصفية تربية الشباب المسلم الناشئ على هذا الإسلام المصفى و نحن إذا درسنا الجماعات الإسلامية القائمة الآن منذ نحو قرابة قرن من الزمان لوجدنا كثير منهم لم يستفيدوا شيء رغم صياحهم و رغم زعاقهم أنهم يريدونها حكومة إسلامية و ربما سفكوا دماء أبرياء كثيرة و كثيرة جدا دون أن يستفيدوا من ذلك شيء إطلاقا فلا نزال نسمع منهم العقائد المخالفة للكتاب و السنة و هم يريدون أن يقيموا دولة الإسلام و بهذه المناسبة نحن نقول هنالك كلمة لأحد أولئك الدعاة كنت أتمنى من أتباعه أن يلتزموها و أن يحققوها تلك الكلمة هي " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " لأن المسلم إذا صحح عقيدته بناء على الكتاب و السنة فلا شك أنه من وراء ذلك ستصلح عبادته سيصلح أخلاقه سلوكه إلى آخره لكن هذه الكلمة الطيبة في نقدي و في نظري لم يعمل عليها هؤلاء الناس فظلوا يصيحون بإقامة الدولة المسلمة و صدق فيهم قول ذلك الشاعر " ترجوا النجاة و لم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس " لعل في هذا الذي ذكرته كفاية جوابا عن هذا السؤال و نستفيد من إخواننا أبو مالك و الآخرين ما يقوي الموضوع إن شاء الله و يزيد الحاضرين علما و فقها يا الله رحمتك
تكلم على أدب المجالس وذكر حديث أبي ثعلبة الخشني ( إنما تفرقكم هذا في الشعاب والوديان من عمل الشيطان ) .
الشيخ : تضاموا يا إخواننا تضاموا من أدب مجلس العلم ألا تتفرقوا لعلكم جميعا بلغكم حديث أبي ثعلبة الخشني في مسند الإمام أحمد قال " كنا إذا سفرنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تفرقنا في الشعاب و الوديان فقال لنا عليه الصلاة و السلام ذات يوم ( إنما تفرقكم هذا في شعاب و الوديان من عمل الشيطان ) " ما هو دروس و لا فقه إنما في سفر ينزلون في مكان هذا بيأخذ ظل تحت الشجرة إثنين ثلاثة أربعة إلى آخره يتفرقون قال " فكنا بعد ذلك إذا نزلنا منزلا لو جلسنا على بساط لوسعنا على بساط لوسعنا " و لذلك ليس من أدب المجلس العلمي و الفقهي ما كنا نراه في دمشق الشام و في المسجد الكبير حلقة كبيرة جدا كلما كانت كبيرة و فارغة كلما كان العلم قويما و العكس بالعكس تماما و لذلك فينبغي أن نلاحظ في مجالسنا العلمية على الأقل أن نتضامم و لا نجلس بعيدا بعضنا عن بعض لأن هذا في الواقع له علاقة بصلاح الظاهر يؤثر في صلاح الباطن كما أن صلاح الباطن يؤثر في صلاح الظاهر فكأنه في حركة شو بيسموها الحركة الدائمة تفضل يا أستاذ أفدنا مما كتب أنا انتهيت فيما عندي
12 - تكلم على أدب المجالس وذكر حديث أبي ثعلبة الخشني ( إنما تفرقكم هذا في الشعاب والوديان من عمل الشيطان ) . أستمع حفظ
كلمة إبراهيم شقرة في التصفية والتربية والعقيدة والمنهج .
أبو مالك : إن الحمد لله نحمده نستغفره و نستعينه و نعوذ بالله من شروري أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهديالله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ليس لي أن أعقب على كلام شيخنا حفظه الله تعالى و أيده بروح من عنده و أسبغ عليه نعمه ظاهرة و باطنة و أبقاه و أمدّ في عمره ذخرا يتمتع به المسلمون علما و دينا و تربية و خلقا و لكن إذا كان من كلام أقوله أو أتحدث به و الكلام و الحديث كما يقولون ذو شجون فليس لنا أن نزيد على كلام شيخنا شيء لأنه أوفى به على الغاية و إنتهى به إلى النهاية و أدار فكره فيه بعدا و عمقا بما لا يدع لمثلي كلاما بمثل هذا المقام فجزاه الله خيرا و لكن أقول تأكيدا و تذكيرا و تنبيها أيضا لكثير من الناس الذين قد يظنون بمثلنا الظنون أقول إن هذه الكلمة أو هذا الجوب على سؤال أخينا إبراهيم الهاشمي جزاه الله خيرا قد أفاد لا أقول فئة خاصة من المسلمين بل سيبقى فائدة تتجلى ضياء و تمشي سلوكا و حركة و تتألق في آفاق الدنيا منهجا و دعوة هذه الكلمة الراشدة العظيمة التي أوضحت مسلك الجماعة المسلمة و لست أعني بالجماعة المسلمة هنا فئة قليلة من الناس و إنما أعني بالجماعة المسلمة كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم بصدق و حق و إتباع و تربية و إعتقاد و هذا و إن كان اليوم في الناس قليل ولكنه سيثمر ثمرات طيبة إن شاء الله و ستجتمع الأمة و تأتلف عليه و إن طال الزمان و تباعد الظن أو اليقين و من هنا أقول بأن هذا الجواب العظيم الذي سمعناه يؤكد لنا تأكيدا لا تبقى معه مرية و لا يكون فيه شك و لا يطيف به شيء من ريبة بأننا و الحمد لله عرفنا الحق فإتبعناه و نشدنا الإيمان الحق فصدقناه و عرفنا الباطل فاجتنبناه و لذنا بكتاب الله عز و جل ففزنا و بسنة رسوله صلى الله عليه و سلم فابتعدنا على كل ما يكون به باطل أو زيغ أو ضلال و لست أحسب إلا أننا جميعا في مثل هذا المجلس الذي يضمنا الآن و في غيره من المجالس التي اعتدناها و نأخذ فيها العلم الكثير عن شيخنا إلا أننا نؤكد في كل يوم للدنيا جميعا أن منهج الحق لا يمكن إلا أن يثمر ثمراته و أن يؤتي أكله و لا أقول بأن ثمار هذا المنهج أو أكله يأتي به الطمع في أمر طمعت فيه جماعات كثيرة و أحزاب عديدة و إنما أقول يأتي بالحق الذي جاء به نبينا عليه الصلاة و السلام للدنيا
اضيفت في - 2004-08-16