الحلبي : قولا واحدا .
الشيخ : ويذكر الطرق العديدة للحديث الواحد ويدعك تحكم بأن الحديث حديث ضعيف وبس فلا فرق في صنيعه ولا أدري لعل هذا الفرق كان أيضًا في نفسه أو لا لكن في صنيعه لا يبدو أن لديه شيء اسمه حديث حسن بمجموع الطرق ما في شيء من هذا مع أنه قد يذكر ثلاثة طرق أو أكثر، فيقول إن الحديث لا يحتج به.
الحلبي : شيخنا في نقل الحافظ بن حجر في النكت عنه في تعريف الحديث الحسن قال هو الذي اختلف الحفاظ في بعض رواته فيما ... عنه مع أني وقفت على كلامه في تعريف الحديث الحسن في البيان بيان الوهم و الإيهام قال هو الحديث الذي اختلف الحفاظ في ثبوته أو عدمه فكان ذكر الاختلاف حول الحديث بنفسه لا حول الرجال.
الشيخ : هذه عبارته، كما تنقل ؟
الحلبي : أي نعم .
الشيخ : عبارة الحافظ طبعًا تختلف من المهم جدًا اللجوء إلى الأصول كيف حالكم؟ إن شاء الله بخير. الأخ من زمان و بعدين ما عاد شفناه

السائل : طبعًا أنا صمت في السعودية وكانت البداية هناك كالبداية هنا وثبت العيد طبعًا هنا أعلنوا عن ثبوت العيد هنا ولم يعلن هناك، هناك أتموا ثلاثين يوم كما هو معروف، هنا كان تسعة وعشرين يوم وما قولكم في مثل هذا ؟
الشيخ : إذا كان إفطارك مع البلدة التي نزلت فيها مؤخرًا يكمل الشهر شرعًا فتفطر مع أهل البلد وقد فعلت مادام الصيام كان دخولاً واحدًا فالخروج لا يختلف فيما إذا كان الخروج أتم ثلاثين يومًا، وليس كذلك فيما إذا كنتم هناك بدأتم متأخرين عنا ولو يومًا فحينئذ يجب عليك أن تولى صائمًا لتتم تسعة وعشرين يومًا، الله أعلم.

الحلبي : شيخنا قضية تعليق اليمين بالطلاق علي الطلاق إذا فعلت كذا ... .
الشيخ : لعلك تقصد العكس ؟
الحلبي : تعليق الطلاق باليمين هل الحكم نفسه المستدل أو المعروف في هذا الحلث يجري على الحكم في مسألة أنت علي مثل ابنتي أو مثل أختي أو كذا لو علق هذا القول بيمين ؟
الشيخ : ما لم يقل أنتِ كظهر أمي علي فالجواب نعم أما إذا قال هذا فهو ظهار وعليه كفارة كبرى .
السائل : حتى ولو شيخنا قال حتى ولو علقه لا تجري عليه يعني هذا هو؟
الشيخ : نعم .

الشيخ : مداره ؟
السائل : ... تلاعب أبو غدة في التعريفات في النقول أو شيء من هذا .
الشيخ : هذا سجل يعني طُبع.
السائل : كان الإخراج الأخير يبدو يعني الآن خرجت الرسالة.
الشيخ : من أبو غدة أم من أخونا؟
السائل : رد أخونا عل أبي غدة نعم.
الشيخ : هاه أبو الحارث هبّ بشيء من الخير.
الحلبي : أنا ذكرت شيخنا لأخينا أبي صهيب وقد ذكر لي هذه الفائدة قبل مجيئكم فذكرت له شيئًا متعلقًا بالشيخ بكر أبو زيد له كتاب الآن ذكره لي سماه " تحريف أهل الأهواء " جمع فيه حوالي خمسة أو ستة من تحريفات أبي غدة ثم الكوثري ثم الغماري ثم الصابوني هؤلاء يعني المعروفين في هذا العصر جمع شيئًا من تحريفاتهم المتعمدة الواضح فيها كذبهم ثم سجلها في رسالة تكون ستين صفحة تقريبًا ذكر لي شيئًا منها أيضًا ذكرته للأخ أبو صهيب وهو كلمة لأبي غدة ذكرها في رسالته " فتنة خلق القرآن وأثرها في الرواة " الذي كتب رد عليه التويجري فيقول أبو غدة وقال الذهبي في محمد بن إسماعيل البخاري كاذب أو كذاب يعني ذكر أنه كاذب أو كذاب أو كذبوه شيء من هذا، هذا ما كتبه غدة قال مع أنه كلام الذهبي في الموطن نفسه قال وليس هو صاحب الصحيح. هذه مبتورة نسأل الله العافية فهذا لا يعني سبحان الله العظيم، الله المستعان.

الشيخ : ماذا عندك ؟
السائل : عندي سؤال يا شيخ.
الشيخ : لابد كي نستفيد إن شاء الله.
السائل : أنا جي أتشرف بمعرفتك الحقيقة مع الإخوان.
الشيخ : شرفك الله.
السائل : السؤال الذي في ذهني ذكرني فيه الشيخ أبوعدي ؟ في خلاف حول المسح هل يجوز المسح على الجوارب كما هو الحال في الخف أم لا يجوز فقرأت على المذاهب الأربعة كتاب "الفقه" الكل يقول أن من شروط المسح على الجوارب أنها تكون متينة وجامدة وقوية وتشبه الخف إلى آخره وتكون حيث أن الماء لما يتم المسح لا يصل إلى اللحم إنما في شرط اتفقوا عليه أربعة مسألة تمشي فيها أو فرسخ أو ثلاثة أميال أو شيئًا من هذا القبيل فاعتقد أن هذا ما يتحقق في الجوارب ففهمي الخاص كان أنه أقلعت عن المسح فلا أدري هل هذا صواب أم لا ؟
الشيخ : سبحان الله، لو سألك سائل عن المسح على الخفين ثم على الجوربين هل هو عزيمة أم رخصة ماذا يكون جوابك؟
السائل : فيما يتعلق بالخفين.
الشيخ : لا تفصل أنا حطيت لك مثلين المسح على الخفين أو الجوربين هل هو عزيمة أم رخصة فيما تعلم؟
السائل : كمسلم عامي هو رخصة.
الشيخ : وهكذا فلتكن العمة إذا ، طيب هل الرخصة في علمك وأرجوا أن تكون ناجحًا في الجواب عن السؤال الثاني كما كنت ناجحًا في جوابك عن السؤال الأول هل الرخص عادة يشترط فيها من الشروط ما يشترط في العزائم ؟
السائل : بالتأكيد لا لأنها أقل مرتبة إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
الشيخ : هذه مرحلة أخرى. جميل لكني رأيتك أنك حرمت نفسك هذه الرخصة بسبب تلك الشروط والقيود فهل هذه الشروط والقيود تتناسب مع كون المسألة رخصة.
السائل : والله حرماني لنفسي من باب واحد إني عندي وقت لست في ضائقة من الوقت عندي متسع من الوقت.
الشيخ : الآن حدت وما نحب لك الحيدة .
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : فإن الرخص لا يشترط فيها أن يكون متفرغًا يعني الآن لما الإنسان يكون في السفر عنده عزيمة وعنده رخصة العزيمة القصر، الرخصة الجمع عنده وقت وعنده فراغ بحيث أنه يستطيع أن لا يجمع لكن مع ذلك جمع هل عليه من ضير، إذًا أنت لماذا تضرب الأمثال وتقول إني وجدت في نفسي فراغ ، وجود الفراغ لا ينافي تعاطي الرخصة لعلع وضح لك ؟
السائل : نعم يا سيدي .
الشيخ : إذًا ؟
السائل : كان عندي لبس أنا في مسألة الخف، الخف ما فيه خلاف ومسألة الجورب.
الشيخ : هو أنا أحكي عن الخف و الجورب بعامة فإذا ما عجبك حشير ما عن الجورب الخف فاضرب عليه بخف وتمسك بالبحث في الجورب، الكلام كله يدور على الخف وعلى الجورب فإن ظننت ولا أقول إذا ظننت أن هناك فرقًا بين الخف والجورب نضرب على الخف بخف كما قلنا ونعود ونحصر الكلام في ماذا؟ في الجورب فلماذا الآن أعرضت عن رخصة الله التي ذكرت الحديث فيها؟ ما هو السبب بالضبط؟
السائل : نعم يا سيدي الطرف الآخر الذي كان في النقاش متعمق في الدين يمكن أكثر مني شوية فقال لي أنه ما ورد إطلاقًا كلمة جورب في حياة الصحابة ولا التابعين ولا تابعي التابعين، فأقنعني بهذا من باب أنه أعلم مني مسألة أنه ما ورد كلمة جورب الذي ورد خف فقط.
الشيخ : كلاكما مخطئ الذي أنكر والذي مستنكر هو مخطئ، لأنه قد ثبت عن السلف وأعني بهم أول السلف و هم الصحابة وبخاصة أنس بن مالك ثم عمر بن الخطاب وغيرهم أنهم كانوا يمسحون على الجوربين وعن الحسن البصري التابعي الجليل أنه قال وهو جواب لرد بعض الشروط التي قرأتها في ذاك الكتاب أو في غيره ما كانت جوارب الأنصار إلا مخرقة فإذًا إنكار كون المسح على الجوارب ما جاء هذا أمر مستنكر سواء صدر منك أو من غيرك لأن هذا معروف وبعد هذا أقول لو لم يكن للمسح على الجوربين أصل سواء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عن الصحابة ما اتفق العلماء على شرعية المسح على الجوربين كما اتفقوا على شرعية المسح على الخفين وإن اختلفوا في شروط المسح على كل من الخفين أو الجوربين وقد جاء في سنن أبي داود والترمذي من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي رواية رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح على الجوربين والنعلين منشان خاطرك.
السائل : أمد الله في عمرك إن شاء الله.
الشيخ : يعني ما فقط مسح على الخفين لا خفين وجوربين ونعلين، الشاهد من هذا الحديث أن هذا الصحابي الجليل الذي كان يعد من دهاة العرب قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح على الجوربين والنعلين، وحينما يأتي نص كهذا النص من فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعني مطلقًا رأيته يمسح على الجوربين فحينئذ ينبغي العمل بهذا النص المطلق دون تكلف وضع شروط له أو تطلب شروط له كما فعل اليهود مع موسى حينما قالوا ما لونها ما هي فلو ذبحوها كما قيل لهم وأخذوا النص على إطلاقه كانوا استراحوا، لكن تنطعوا فهلكوا و أتعبوا أنفسهم ولذلك قال عليه السلام ( هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون ) فأنا سأضرب الآن أمثلة خيالية لنتوصل منها إلى الأمثلة الواقعية مع أنها هي تشبه الأمثلة الأولى الخيالية، فأقول ليس لنا أن نتساءل يا ترى ما كان لون الجوربين الذين مسح عليهما الرسول عليه السلام؟ ما كان قماشه أكان قطنًا أم كان صوفًا ؟ ثم هذا الصوف هل كان من الضأن أم المعز أم من الإبل أم إلى آخره.
السائل : النتيجة لا مسح على الجوربين. بارك الله فيكم.
الشيخ : وفيك بارك، هذه أمثلة خيالية طبعًا لكن أمثلة واقعية من حيث أنها فرضت واشترطت كما كنت قرأت يجب أن يكون الجوربان ثقيلين يجب أن يكون ثابتين على الساق يجب أن يمكن المشي بهما كذا وكذا مسافة هذه أخت تلك تمامًا لكنها أقرب إلى العقل بعض الشيء لكنها أبعد ما تكون عن الشرع، لأن الذي شرع لنا بفعله عليه السلام المسح على الجوربين لو أنه أراد أن يضع لهذه الجوارب شروطًا ينبغي على عامة المسلمين أن يلتزموها وأن يتمسكوا بها وأنه لا يجوز لهم المسح على الجوربين إلا بها فبينها للناس لأن الله عز وجل قال له (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وإن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) والله عز وجل أولى أن يكون كما قال في كتابه (( ومَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًا )) إذًا لو أراد الله هذه الشروط لبلغها إلى نبيه ولو بلغها إلى نبيه لبلغها هو إلى أمته لأنه قال في الحديث الصحيح ( ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) إذًا عدم ورود هذه الشروط في شيء من أحاديث الرسول عليه السلام أولاً ثم من آثار السلف المتبع له اتباعًا حقيقيًا ثانيًا لأكبر دليل على أنها من الشروط التي قال عنها الرسول عليه السلام ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ولو كان مائة شرط ) ، إذًا أمسح ولا تبالي وتمتع برخصة الله عز وجل سواء كنت مشغولاً أو فارغًا. نعم.

السائل : بالنسبة لقضية إرضاع سالم من سهلة بنت سهيل ماذا يقول الشيخ هل القصة خاصة بسالم وحده كما هو رأي الجمهور، أم الشيخ مثلاً يرى كرأي بن تيمية وهو من حاله كحال سالم لا يعتبره خاصًا بسالم وحده وإنما لمن حاله كحال سالم.
الشيخ : إيش رأي بن تيمية ؟
السائل : هو بن تيمية لا يعتبره خاص بسالم وحده و إنما من كان حاله كحال سالم
الشيخ : هذا هو رأينا هذا هو رأينا.
السائل : كيف نضرب مثال واقعي؟
الشيخ : أنا ضربت أمثلة لبعض المستوطنين في فرنسا نحن نتصور عائلة فرنسية مثلاً كانت تعيش في كفرها وفي ضلالها أخوان شقيقان أحدهما متزوج والآخر لا يزال أعزب فأسلم وظروف الأعزب منهما لا تساعده أن يعيش مفارقًا لأخيه المتزوج حتى يتزوج فيمكن استثمار هذه الرخصة بالنسبة لهذه العائلة فيرضع الأخ من زوجة أخيه فيصبح محرمًا وتزول الإشكالات التي قد تترتب من وراء الدخول والخروج كما كانت القصة التي أشرت إليها آنفًا، بمعنى أو خلاصة الموضوع أنه لا يجوز التوسع فيها لأدنى مناسبة.
السائل : ما هو الضابط ؟
الشيخ : الضابط الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها ككل الأمور هل تستطيع أن تضع ضابطًا لأمور يتعرض لها الإنسان كثيرة وكثيرة جدًا فضلاً عن أمور أخرى لا يتعرض لها كل الناس وإنما بعض الناس ثم هذا البعض لا يتعرض لها إلا نادرًا جدًا، ما هو الضابط في مثل قوله تعالى (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )) ما استطعتم ما التحديد ؟ ما هو الضابط في قوله تعالى (( ولِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلاً )) ما هو تحديد الاستطاعة بالنسبة لكل مكلف بالحج إلى بيت الله الحرام؟ ما هو الضابط في قوله عن السلام المستنبط من القرآن ( ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه )، أخيرًا ( صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا فإن لم تستطع فعلى جنب ) ما هو الضابط؟ ثم بعد الأخير ولعله أخير الأخير إلا ما اضطررتم إليه حرمت عليكم الميتة من هو الذي بده يحدد الاضطرار بدو يستنى الذي تعرض للهلاك أنه يشوف له شيخ في هذيك البرية التي لا شخص فيها حتى يسأله ويأخذ منه فتوى أو يتصل به هاتفيًا ولا هاتفية هناك وإلا بدو أن يحكم نفسه؟ هو بده يحكم نفسه وقد يكون من أجهل الناس إذًا هو الذي يحدد هل وقع في هذه الضرورة أم لا وهكذا المسألة التي كنا فيها.

السائل : سؤال آخر أستاذنا بماذا تعلل العلماء القدامى مثل الذهبي أو ابن الجوزي وهم معروف أنهم في قضايا الرجال والحديث من المتشددين تجد الذهبي لما يضع أحاديث مثل كتاب الكبائر أو ابن الجوزي في بعض الكتابات تجد أنهم يكثرون من الأحاديث الضعيفة وأحيانًا الموضوعة وهم معروفون بباعهم الطويل فما هو السبب ؟
الشيخ : السبب أخي بسيط جدًا هو أن تتصور معي نشأة العالم هل ولد عالمًا؟ أقول لا، هل قفز إلى أن صار عالمًا ستقول لا، إذًا فكل إنسان يمر في مراحل في العلم أو يتقدم إلى العلم ويموت ويذكرنا بقول الزمخشري رحمه الله " ما للتراب وللعلوم وإنما يسعى ليعلم أنه لا يعلم " يسعى ليعلم أنه لا يعلم فمع ذلك فليس طالب العلم في ابتداء طلبه للعلم كهو في آخر نهايته لطلب العلم أي بموته لأنه هذا الطلب ليس له نهاية، وهذا شيء نعرفه في أنفسنا ولذلك الذهبي أو ابن الجوزي أو غيرهما هم وصلوا لمرحلة من العلم الأخذ مما هب ودب أو الاقتناع برأي شائع دون القناعة العلمية القائمة على البراهين الجلية، ثم مع الزمن يرقى ويرقى فيختلف تأليفه الأخير عن تأليفه الأول والثاني وما بعده لذلك قال الحافظ بن حجر العسقلاني وهو يعني ممن يحق لنا أن نقول لم تلد النساء مثله في علم الحديث، قال " لست أرضى عن كتاب ألفته إلا فتح الباري لماذا؟ لأنه كان يعني يستدرك بنفسه على نفسه فضلاً عن استدراك غيره عليه، وهذا سنة الله في خلقه (( ولَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً )) " وأنا شخصيًا كرجل معروف في طلبه لهذا العلم أنا عندي كتاب كثير من إخواننا الحاضرين يعرفونه شخصيًا وبعضهم يعرفه سماعًا ألا وهو " الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير" مجلدان عندي فيهما ألف حديث وزيادة فهذا أول ما اشتغلت بتخريج هذا الكتاب، أنا الآن في سن الشيخوخة أستفيد من هذا الكتاب لكن لا أسمح بأن يطبع، لكثرة ما أستدرك بنفسي على نفسي، فهذا هو الجواب عن ذاك السؤال ولعله واضح إن شاء الله.

الحلبي : في المثال الذي ضربه أخونا جمال عن قضية كبائر الإمام الذهبي الواقع هو المثال قد يكون صحيحًا بالنظر إلى النسخ الشعبية إن جاز التعبير لطبعة الكبائر وإلا فالنسخة التي قام على تحقيقها أخونا الشيخ مشهور معتمدًا على نسختين خطيتين تقريبًا في عهد الإمام الذهبي أو من تلاميذه كانت خالية من كل هذه الموضوعات والأحاديث الضعيفة إلا بضع أحاديث لا تكاد توجد في اليد الواحدة وهو يقول وروى الحاكم في مستدركه وصححه والعهدة عليه كذا وكذا ففيه نفس الذهبي أما الكتاب الكبائر المشهور ففعلاً هذا ليس فيه أي نفس للذهبي.
الشيخ : يعني تظن أنه فيه إضافة
الحلبي : زيادات كثيرة ويبدوا كل واحد كان واعظ يشوف الكتاب يزيد أحاديث إلى آخره أما الكتاب الذي اعتمد فيه على أكثر النسخ الخطية وهي نسخ راقية عالية فما فيه أي شيء من هذه المكذوبات أو الموضوعات.
الشيخ : جميل هذه فائدة.

السائل : بالنسبة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ( إلا أن تروا كفرًا بواحًا ) ما المقصود بالكفر هل هو العملي أم الاعتقادي؟
الشيخ : الاعتقادي.
السائل : بالنسبة لقوله أيضًا في حديث آخر ( ما أقاموا الصلاة ) ونحن نعلم أن الصلاة لا يكفر صاحبها بتركها، كيف نجمع بين القولين ؟ أو بين الحديثين أو الروايتين ؟
الشيخ : ما وضح لي التعارض حتى نتكلف بالجمع اشرح لي التعارض.
السائل : النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( ما أقاموا الصلاة )
الشيخ : لا تعد الكلام السابق اشرح أقول.
السائل : نحن نعلم أن الصلاة تركها ليس بالكفر الاعتقادي، وفي الحديث الآخر ( إلا أن تروا كفرًا بواحا ) قلت أنه الكفر الاعتقادي، فكيف نجمع؟
الشيخ : تريد أن تقول كأنه كفر اعتقادي ترك الصلاة ؟
السائل : لا قصدت أنه هذا كفر عملي هنا ( ما أقاموا الصلاة )
الشيخ : هذا فهمته.
السائل : أنا أقول أنه كفر عملي.
الشيخ : قول ما التعارض لأفهمه حتى أستطيع أن أزيله إن كان هناك تعارض يعني الرسول يقول لا يجوز الخروج على الأئمة على الحكام إلا أن نرى كفرًا.
السائل : بواحًا.
الشيخ : لا ما أريد أن نعيد اللفظ كفرًا اعتقاديًا هكذا وهنا في الحديث الثاني ما صلوا أي لا تخرج عليهم ما صلوا فمعنى أن الحديث الثاني في ظنك يتعارض مع الحديث، الحديث الأول يتعارض مع الحديث الثاني إقامتهم الصلاة سبب مانع لقتالهم، صح ؟ سبب مانع لقتالهم هذا معناه أننا لم نرى كفرًا بواحًا، صح أم غير صحيح؟
السائل : صح
الشيخ : ضعيفة طلعت منك .
الحلبي : خطر في بالي بعد إذنك أستاذي لعلي فهمت الآن السؤال الذي يقوله إلا أن تروا كفرًا بواحًا يعني اعتقاديًا.
الشيخ : نخرج عليهم.
الحلبي : لا هذا النقطة الأولى التي فيها.
الشيخ : نعم ولكن ماذا المقصود؟
الحلبي : الخروج.
الشيخ : هذا هو كويس.
الحلبي : الآن فلنفرض أنهم قال إذا ما أقاموا الصلاة فيكم فإذا تركوها يخرج عليهم ؟
الشيخ : إذا تركوها يخرج عليهم ؟ لا ما يخرج عليهم.
الحلبي : هنا الإشكال فلو قلنا يخرج عليهم يكونوا قد عملوا كفرًا عمليًا وخرجنا عليهم هنا موطن الإشكال.
الشيخ : نحن الآن نفهم من هذا الحديث غير الفهم الذي تفهمه أنت، أقاموا الصلاة فيكم وليس أقاموا الصلاة هم في أنفسهم، فيه فرق بين الأمرين عندك؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، فإذا كان المعنى ما أقاموا الصلاة فيكم، يطيح الإشكال أم يبقى؟
السائل : يطيح.
الشيخ : هذا هو.
السائل : شيخنا كأنه فيه رواية ( ما أقاموا فيكم الصلاة ) .
الشيخ : هذا الذي أقصده هذا الذي أقصده.

السائل : سؤال آخر إذا سمحت، قضية أهل الفترة يعني هل يمكن أن نعرف تحديد من هم أهل الفترة وقضية الآيات التي جاءت تبين أنه ما من أمة إلا خلى فيها نبي كذا كيف يجمع بين هذه الأمور حتى نعرف أنه ما كان قبل النبي صلى الله عليه وسلم هل هم داخلين في أهل الفترة أم لا ؟ جزاك الله خير.
الشيخ : كأنه تعني بمن هم أهل الفترة ليس كأفرادًا وإنما كجماعة، لعلك تقصد هذا ؟
السائل : المقصد حديث.
الشيخ : لا تحد عن الجواب إما أن تقصد أفرادًا وهذا أستبعده عنك، وإما أن تقصد جماعة أو أمة أو عصرا معينا فماذا تعني؟
السائل : الحقيقة سؤالي أعم أنه قد يكون جماعة لا أقصد أمة، أمة لا إنما قد يكون جماعة وإنما قد يكون أفرادًا.
الشيخ : جميل جدًا، الآن في العصر الحاضر عصر المدنية والعلم وما شاء الله هل تعتقد أنه يمكن أن يوجد فرد في هذه الملايين المملينة من البشر من أهل الفترة أم لا؟
السائل : والله أنا باعتقادي لا، لكن بعض الناس الذين زاروا.
الشيخ : دعك الناس أنا بيني وبينك شو بدك تدخل نفسك في معركة الناس.
السائل : لا هم الذين
الشيخ : يا أخي بعدين امشي معي.
السائل : الجواب لا.
الشيخ : كيف لا؟ لا أيش حتى نفهم المنفي شو هو؟
السائل : المنفي أنه في هذه المدنية التي نعيشها لا يعقل أنه لم يصل اسم الإسلام إلى الناس بمجموعه العام.
الحلبي : شكلها
الشيخ : لا مو شكلها خربها، لأنه نحن هلأ نحكي فرد أنت تقول في مجموعة هلا إذا كان فيه ملايين من أفراد البشر الذين دخلوا سن التكليف السؤال كان ألا تتصور أن يكون فرد من هذه الملايين هو من أهل الفترة؟
السائل : نعم ممكن.
الشيخ : هذا ينافي ما قلته آنفًا.
السائل : يجوز لعلي فهمتك خطأ.
الشيخ : عفا الله عما سلف. إذًا الآن ممكن أن تتصور وجود شخص في هذه الملايين المملينة هو من أهل الفترة ولو وضعنا أمام الواحد نقطة يختلف الأمر عندك؟
السائل : لا.
الشيخ : نقطة عن اليمين وعن الشمال، شو صار العدد؟
السائل : عشرة.
الشيخ : عشرة نقطة ثانية ونقط يختلف الجواب؟
السائل : حقيقة أنا الإشكال.
الشيخ : لا الكلام إلي ليس إليك شو بدي؟ بدي أورطك ولا أنقذك ؟ ليش خايف ؟ معليش نحن من عادتنا في سوريا كلمة طيبة " الذي ما يجي معك تعال معه " وأنا شايف ما مشيت معي أمشي معك. نرجع إلى الشخص الأول الذي سهل عليك الجواب أنه يمكن أن يكون هذا موجود.
السائل : نعم.
الشيخ : ليش؟
السائل : يعني تبعد عدم وصوله، وصول الدعوة له.
الشيخ : لا أنا السبب أفهمه منك.
السائل : قد يكون تقصير منه.
الشيخ : لا تدخل في تفاصيل يا أخي عرفت ما هو السؤال الثاني؟
السائل : الذي هو سبب عدم، سبب كونه من أهل الفترة؟
الشيخ : أيوه.
السائل : هو السبب عدم وصول الدعوة له.
الشيخ : كويس هذا السبب يمكن أن يتكرر؟
السائل : الجواب نعم.
الشيخ : إذًا ممكن نحط نقطة أمام الواحد وتصير عشرة ؟
السائل : نعم.
الشيخ : ونقط؟
السائل : نعم.
الشيخ : مع أنه أنا لا أزال على موقفي بس يعني تغيير العبارة. هذا في عصرنا ليش خصصت عصرنا؟
السائل : لأنه عصر النبي.
الشيخ : لوجود الوسائل هذه المقربة للبعيد التي كادت أن تجعل الكرة الأرضية كلها كقرية صغيرة بسبب الوسائل التي خلقها الله وذللها للبشر فما رأيك قبل عصر العلم والثقافة و ... إلى آخره لنعد إلى عصر الجاهلية الأولى يمكن أن يكون هناك مثل هؤلاء الأشخاص الذين لم تبلغهم الدعوة؟
السائل : نعم.
الشيخ : كويس، وقبل أن نمضي في الكلام هل نحن متفقون أن أهل الفترة سواء كان فردًا أو عشرة أو أكثر هم الذين لم تبلغهم الدعوة هل نحن متفقون على هذا؟
السائل : لكن أريد أن أجعل السؤال أعم، هل الدعوة المقصود بها.
الشيخ : الله يحفظنا من كلمة لكن هذه.
السائل : يعني هل دعوة نبي قبلنا تصدق عليه أم لابد من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم حتى نعتبره أهل الفترة؟
الشيخ : أنت رجعت إلى العصر الحاضر.
السائل : لا مثلاً حتى نشمل في سؤالنا ما كان قبل النبي لما ذكرتنا في الجاهلية الآن ما قبل النبي.
الشيخ : الجاهلية ما علاقة الجاهلية بالنبي، النبي جاء بعد الجاهلية.
السائل : أي نعم قبل.
الشيخ : شو الجواب الآن، أعيد السؤال إذا رجعنا قبل بعثة الرسول عليه السلام يمكن أن يكون هناك أهل فترة؟
السائل : نعم.
الشيخ : يمكن وهكذا دواليك، هكذا دواليك ترجع لوراء يعني، إلى عهد آدم عليه السلام نحن نتصور بوضوح أن آدم عليه السلام كان نبيًا لأولاده ولما تكثر وتتناسل أولاده بحيث أنه نتصور أنه يمكن أن يكون هناك فرد أو أكثر من فرد ما بلغته دعوة آدم عليه السلام لكن كل ما تأخر الزمان كلما تكاثر نسل بني آدم صح؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب إذًا الآن أنا فيما أظن أو يخيل إلي أنني أجبتك عن سؤالك بطريقة السؤال والجواب.
السائل : نعم يا شيخ بس يرد سؤال في ذهني قضية أنه مثلاً ما قبل النبي صلى الله عليه وسلم جاءت بعض الأحاديث تبين مثل ( عمرو بن لحي يجر قصبه في النار ) مثل حديث ( إن أبي وأباك في النار ) مثل حديث ( استأذنت ربي في أمي ) هؤلاء كيف يفهم الآن مثل عمرو بن لحي دخوله النار أو إن أبي وأباك في النار هنا الإشكال الذي ورد في ذهني أنه هل نعتبرهم أهل فترة؟ إذا اعتبرناهم أهل فترة فلم عذبوا؟ هنا هذا الذي أريد أن أسأله.
الشيخ : أنت اتفقت معي أن أهل الفترة هم الذين لم تبلغهم الدعوة.
السائل : نعم.
الشيخ : طيب ألست تربط في ذهنك وفي عقيدتك أن كل من كان من أهل الفترة فهو لا يعذب في النار؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب فكلما جاءك نص عن شخص أنه يعذب في النار بدك ترفع من ذهنك أن هذا من أهل الفترة، بدك ترفع من ذهنك أنه هذا من أهل الفترة، لأن الله يقول في صريح القرآن ((ومَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً )) ، فإذًا قول الرسول في أي شخص هذا في النار يساوي بلغته الدعوة وكفر بها فهو في النار مسألة واضحة جدًا.
السائل : يعني يصير الاستثناء لأشخاص وليس للمجموع.
الشيخ : الاستثناء للأشخاص من حيث الإخبار عنهم وليس من إخبار العام الشامل الذي يقسم كل قرن مثلاً أو كل جماعة أو كل أمة هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وهؤلاء إلى النار ولا أبالي ما في عندنا هذا التقسيم. واضح؟
السائل : جزاك الله خير، وضحت.
الشيخ : لكن هنا الشيء الذي ظننت أنك ستتدرج إلى الوصول إليه لأهميته يمكن نحن الآن أن نتصور ناسًا بلغتهم الدعوة الإسلامية ومع ذلك فأنا أقول ما بلغتهم الدعوة الإسلامية ومعنى هذا الكلام أنه ينبغي أن نستحضر في أذهاننا أن كل فرد أو كل طائفة أو جماعة لا نستطيع أن نقول أنهم بلغتهم الدعوة إلا إذا بلغتهم صافية، غضة طرية كما أنزلت وهذا من الصعب في مكان لأنك تعلم اليوم أن هناك طوائف يدّعون الإسلام ويدعون إلى الإسلام وهم إما بريئون من الإسلام براءة الذئب من بن يعقوب كما يقال في المثل العربي القديم أو أنهم ضلوا ضلالاً بعيدًا عن قسم كبير من الإسلام وإن كانوا لا يزالون محسوبين في دائرة الإسلام، أضل هذه الطوائف هم البهائيون، ثم يأتي من بعدهم القاديانيون، القاديانيون أشد ضررًا على المجتمع، المجتمع أمة الدعوة كما يقول العلماء ولا أريد المجتمع الإسلامي بل الأمم القائمة المكلفين اليوم الاستجابة لدعوة الحق هؤلاء البهائيون أضر ما يكونون بأنهم نسفوا الإسلام نسفًا وما أبقوا عليه من شيء، بينما القادينية بيصوموا ويحجوا ويصلوا كل شيء بيفعلوا مثل أهل السنة والجماعة ولكن عندهم عقائد أخرجتهم عن دائرة الإسلام فهم مرتدون عن دينهم، لكنهم خطيرون من هذه الزاوية أنه نحن مسلمون مثلكم وإنما الخلاف بيننا وبينكم أنكم فهمتم نصوصًا على وجه خطأ في رأينا ونحن نرى الصواب فيما نحن عليه، ونشاط القاديانيين هو أوسع ما يكون انتشارًا في العالم اليوم وأشد الفرق الضالة تأثيرًا على الناس ولذلك تجد قاديانيين مسلمين في ألمانيا في فرنسا في بريطانيا وأنا شخصيًا رأيت هناك مسجد ببريطانيا مكتوب عليه بخط كبير جدًا لا إله إلا الله محمد رسول الله وقلت هذا من نفاقكم، لأنكم يجب أن تقولوا وميرزا غلام أحمد نبي الله كما يقول الشيعة مثلاً وعلي ولي الله في أذانهم فهؤلاء الذين تقدينوا إذا صح التعبير هؤلاء ما نستطيع أن نقول بلغتهم دعوة الإسلام بل هم لا يزالون من أهل الفترة لأنهم ما بلغتهم دعوة الإسلام وهذا الوجه الصحيح ولهذا أنا أذكر جيدًا حينما انتدبنا للتدريس في جامعتكم ولما تفتح أبوابها للتدريس كنا في سهرة كهذه السهرة بحضرة جماعة من أساتذة الجامعة فأثيرت هذه النقطة فادعى بعضهم عجبًا قال لا يا أخي الإسلام بلغ المشرق والمغرب كل يوم صباحًا ومساءً في إذاعة القرآن الكريم، قلت له يا شيخ هذا القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين أهل العروبة الآن ومدعوا العروبة لا يفقهون كثيرًا من كلام القرآن الكريم فماذا تقول عن الأعاجم الذين يسمعون هذه الإذاعات لتلاوة القرآن ولا يكادون يفقهون منه شيئًا، هذا ليس معناه أنهم بلغتهم الدعوة، ولذلك فيجب ملاحظة هذا القيد فإنه ضروري جدًا.
السائل : جزاك الله خير.

الشيخ : وإياكم.
السائل : أحب أن أستمع إلى أحاديثك يعني.
الشيخ : وغيرك كمان بيحب يستمع من أحاديثك.
السائل : كنت اليوم أنا والشيخ محمد أبو عدي جالسين في جلسة فحسب علمي أنه فيه سلس البول اليوم سمعت سلس الريح قبل هذه المرة ما سمعت هذه الكلمة فقلت أسأل ما المعني بسلس الريح إن وجدت هذه الكلمة.
الشيخ : هذا مرض من جملة الأمراض وقد يكون مرضًا حقيقيًا وقد يكون مرضًا وهميًا أما المرض الحقيقي فهذا ربما كل إنسان منا قد يتأثر به أحيانًا كنتيجة لنوع من الأطعمة التي دخلت جوفه تعمل نفخة معه، فهذا بطبيعة الحال إذا كان يستمر معه ما بين آونة وأخرى كسلس البول يحشر في زمرة أهل الأعذار، والثاني الذي هو وهمي لا يخرج منهم شيء لكن من أجل الوهم الذي قد يتعرض له بسبب وسوسة الشيطان إليه قال الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث رواه البخاري أن المصلي إذا قام يصلي جاء الشيطان فوسوس إليه يأخذ شعرة من دبره ويشدها يوهمه أنه قد خرج منه شيء قال عليه السلام نصيحة وتعليمًا لأمته ( فلا ينصرفن حتى يجد ريحًا أو يسمع صوتًا ) هذا وهم أما ذاك حقيقة، ولذلك ينبغي على المسلم أن يراعي نفسه وأن ينتبه هل حقيقة بسبب تأثره ببعض المأكولات صار يخرج منه هذا الريح فحينئذ ينبغي إن كان كثيرًا كما ذكرنا مثل من كان معه سلس بول فعليه ألا يصلي إلا بعد أن يتوضأ لكل صلاة، وإن كانت الأخرى وهذا يقع كثيرًا لبعض الناس فيدفع وسوسة الشيطان من باله ولا ينصرف من صلاته بل أنا أقول ولا يحكم ببطلان وضوءه إلا إن وجد ريحًا أو سمع صوتًا

السائل : شيخنا لو سمحت طبعًا يكثر في استعمال خاصة في المحادثة بين الناس الدعاء للبعض فيقول مثلاً الله يغفر لنا إن شاء الله، الله يرحمنا إن شاء الله أود لو تنبهون حول هذا جزاكم الله خير توضح لنا معنى الحديث الذي يتعلق في النهي عن أن يقول الإنسان اللهم اغفر لي إن شئت، جزاكم الله خير.
الشيخ : لا . أنا الآن أريد أن أريح نفسي وأن يستفيد الحاضرون في دارك ومجلسك منك أنت اسمح لي لأن القضية ما تحتاج إلى كثير من الاعتناء بالمسألة فإنها واضحة ويسجل لك أجر تبليغ الدعوة.
السائل : أنا أريد حتى ما عندكم حول معنى الحديث.
الشيخ : إذا أشكل عندك شيء نحن نتعاون معك، نتعاون معك.
السائل : الحقيقة طلبي لشرح الحديث لعل في شرحكم للحديث ينتهي الإشكال عندي.
الشيخ : هذا هو ما عندي شيء غير طبيعي فإذا كان عندك إشكال فما هو الإشكال؟
السائل : جزاك الله خير، أنا كنت أريد من هذا التنبيه على ما يقع أولاً بين كثير من الإخوان مثل ما صدر من بعض إخواننا هنا في الدعاء لك وفيه إن شاء الله وهذا أظن حصل يعني ...
الشيخ : دندن حول النقطة هذه حتى ترسخ في الذهن وفي البال، ثم هات ما عندك بعد ذلك من الإشكال.
السائل : تعلمناه منكم جزاك الله خير الآن الإنسان في الأدب مع ربه تبارك وتعالى في الدعاء أن لا يشترط الإنسان على الله سبحانه وتعالى يقول اللهم ارحمنا، اللهم تب علينا أو غير ذلك من غير الاشتراط على الله سبحانه وتعالى يقول اللهم ارحمنا إن شئت الله يرحمنا إن شاء ونحو ذلك فالله سبحانه وتعالى لا مكره له فالاشتراط فيه نوع فيما يبدو من إساءة الأدب مع الله تبارك وتعالى. هذا الذي يظهر. إن كان لكم شيء.
الشيخ : سبحانه وتعالى، لا شك. فالإشكال ما هو؟
السائل : الآن إن صح الحديث الذي يتعلق بالدعاء إن استصعب أمرًا اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً إنك أنت تجعل الحزن إن شئت سهلاً نقول إن صح هذا هل هناك تعارض؟
الشيخ : هو صحيح.
السائل : هو صحيح.
الشيخ : أي نعم.
السائل : هل هنا تعارض بين اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً إنك أنت تجعل الحزن إن شئت سهلاً ؟
الشيخ : ما فيه تعارض، هذا ككثير من آيات تأتي ما يتعلق من دخول الجنة إلا ما شاء الله، فهذا نسب المشيئة إلى الله لأنه إذا شاء جعل الحزن سهلا، لكن هو لا يدعو فيقول إن شئت اغفر لي إن شئت في فرق بين إخبار عن الله عز وجل وأنه فعال لما يريد وبينما إذا طلب دعاء إلى الله إن الله تبارك وتعالى فيقرن مع هذا الطلب قوله إن شئت، لأن الحديث كما ذكرت انصب على سؤال العبد ربه عز وجل وفي هذه الحالة ألا يقول إن شئت اغفر لي، أو ارزقني أو نحو ذلك، اللهم هذا إخبار اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا ما يبدو أنه من النوع المعارض للحديث الأول أبدًا.
السائل : وأنت متضمن الدعاء لكن هو إخبار. جزاك الله خير.
الشيخ : ولك مثل ذلك.
السائل : شيخنا ترون طواف الوداع لغير الحاج.
الشيخ : لا.
السائل : لا ترونه.
السائل : هل تعلمون أحدنا اشترط الطهارة للسعي؟
الشيخ : ما أذكر الآن مذاهب لكن الحديث في ذلك يكفي ( اصنعي ما يصنع الحاج غير ألا تطوفي ولا تصلي ).
السائل : نعم، والسعي يطلق عليه طواف ؟
الشيخ : هكذا أراه.
الحلبي : شيخنا في مسألة طواف الوداع إذا أورد علينا البعض قول النبي عليه الصلاة والسلام فاجعل آخر عهدك بالبيت الطواف فالجواب عليه يكون بالقاعدة التي تذكروننا بها دائمًا وهي قضية فهم السلف وتطبيقهم لهذا العموم، ثم شيء آخر وهو أن هذا الحديث قد ورد في ذكر الحج دون العمرة أم أن هناك شيئا آخر؟
الشيخ : لا هو بالنسبة للسلف وارد هنا، لأنه ليس من المعهود كل من اعتمر أن يجعل آخر هذه البيت الطواف، أما عن النص عن الرسول عليه الصلاة والسلام فليس إلا خاصًا بالحج ليس لفظًا وإنما بعبارة إن ليكن آخر عهد أحدكم بالبيت الطواف لأن مثل هذا الخطاب يكون عادة في الحج، وقد جاء في رواية ذكر العمرة مع الحج وكان لو صح هذا كان يكون دليلاً قاضيًا على الخلاف في المسألة لكن زيادة العمرة مع الحج في هذا الحديث زيادة منكرة ولذلك ذكرت الحديث بهذه الزيادة في ضعيف الجامع الصغير.
الحلبي : جزاك الله خير.
الشيخ : وإياك.

السائل : بالنسبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ( خمس صلوات كتبهن... فأمره إلى الله ) يعني قرنه بالمشيئة طبعًا إذا شاء عذبه وإذا شاء غفر له قد يقول البعض بأن هذا مثل قول عيسى بن مريم لربه عز وجل (( إن تُعَذِّبْهُمْ فَإنَّهُمْ عِبَادُكَ وإن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ )) فما يعني الجواب على هذا الإشكال؟
الشيخ : تريد أن تقول أن هذا القول يقوله الذين يكفرون تاركي الصلاة ؟
السائل : أنا جاء الإشكال علي.
الشيخ : سامحك الله لا تحد بطول علينا الطريق بعدين، قل لي أريد هذا أو لا أريد، ما الذي تريد من الذي يقول هذا الكلام إذًا؟
السائل : إشكال أتى علي.
الشيخ : معليش في الإشكال الذي عندك ولسى ما فهمناه يعني قائم في ذهنك أن هذا الكلام يقوله قائل هو من الذين يقولون بتكفير تارك الصلاة مطلقًا؟
السائل : لا أعلم.
الشيخ : أو العكس؟
السائل : لا أعلم.
الشيخ : طيب إذًا نشوف ما وراء الأكمة شو الإشكال؟
السائل : الإشكال هو أنه.
الشيخ : هو الذي طرحته لا أكثر. طيب أوضح لنا الإشكال شو الشبه بينها الآية التي حكاها الله عن عيسى وبين هذا الحديث الذي نطق به رسول الله الشبه بين الأمرين؟
السائل :. إن شاء عذبه وإن شاء غفر له إنهم في الآية.
الشيخ : يا أخي ماذا نستفيد منك.