سلسلة الهدى والنور-714
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
فضل مجالس العلم .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسول (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد،
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وبعد فإنه ليسرني جدا إقبالكم في هذا البلد الطيب إن شاء الله بسكانه الراغبين في اتباع سنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الإقبال الذي يذكرني بحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان جالسا ذات وحوله أصحابه وهو يذكرهم ويعلمهم مما أتاه الله عز وجل من وحي السلام لما أقبل ثلاثة نفر ثلاثة أشخاص أما أحدهم فوجد فراغا فتقدم أما الثاني فاستحيى فجلس في المؤخرة أما الثالث فولى مدبرا ولم يعقب فقال عليه الصلاة والسلام ( أما الرجل الأول الذي أقبل ) قال عليه السلام ( فأقبل الله عليه ) وأما الآخر الذي استحيى فجلس من خلف فقال فقد ( استحيى الله منه ) أما الآخر الثالث الذي ولى مدبرا فأدبر الله عنه وأعرض عنه فإقبالكم هذا على مجلس العلم يبشر بخير كبير إن شاء الله تبارك وتعالى.
الأمر الذي يذكرني أيضا بحديث أخر أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في أثناء حديث لأبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال في هذا الحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا غشيتهم الرحمة ونزلت عليه السكينة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) فنسأل الله عزّ وجل أن يجعلنا من هؤلاء الذين تحفهم الملائكة وتنزل عليهم الرحمة ولا يكون مثل هذا الفضل الذي ذكره عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث لأي علم يجتمع حوله طلاب العلم إلا إذا كان يدور حول كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأن هذا العلم القائم على الوحيين هو العلم الذي ينجي الله به المتبعين لهما (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلم سليم ))ولقد كان من أسلوب طلب العلم في العهود الغابرة أن يجتمع طلاب العلم حول عالم فاضل يدرسهم مما علمه الله عز وجل من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم دار الزمان دورته فانقلب الوضع العلمي انقلابا لا يبشر بخير حيث أننا قلما نجد عالما يجلس لطلاب العلم ويقابل هؤلاء العلماء الذين لا يجلسون لطلاب العلم، طلابا لا يرغبون في طلب العلم ولذلك فقد خلت المساجد خلت بيوت الله تبارك وتعالى من تلك الحلقات العلمية التي أشرت إليها آنفا والتي كانت بيوت الله تبارك وتعالى بها عامرة ولقد أدركت أنا شخصيا كثيرا من الحلقات التي كانت تقام في بعض المساجد وكنت أنا من أنا شخصيا من رواد تلك الحلقات يصغي إلى أهل العلم وينتفع منهم من كل منهم حسب ما عنده من علم بالشرع الشريف ثم صارت هذه المساجد للأسف خالية على عروشها لا تكاد تجد فيها عالما جالسا وحوله من يطلب العلم ولكن.
السائل : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام.
ولكن انقلب طلب العلم اليوم إلى وسيلة أخرى وهي بواسطة كثرة الكتب التي تنشر اليوم بسبب ما يسر الله عز وجل من وسائل نشر العلم طباعة وإذاعة كما تعلمون فهذه وسيلة لم تكن معروفة من قبل، ووسيلة أخرى قد شرعها الله عز وجل منذ أن أنزل الله تبارك وتعالى قوله على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فهذه وسيلة ذكر الله بها عبادة بأن من كان لا يعلم من المسلمين فعليهم أن يسألوا أهل الذكر (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وبعد فإنه ليسرني جدا إقبالكم في هذا البلد الطيب إن شاء الله بسكانه الراغبين في اتباع سنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، هذا الإقبال الذي يذكرني بحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان جالسا ذات وحوله أصحابه وهو يذكرهم ويعلمهم مما أتاه الله عز وجل من وحي السلام لما أقبل ثلاثة نفر ثلاثة أشخاص أما أحدهم فوجد فراغا فتقدم أما الثاني فاستحيى فجلس في المؤخرة أما الثالث فولى مدبرا ولم يعقب فقال عليه الصلاة والسلام ( أما الرجل الأول الذي أقبل ) قال عليه السلام ( فأقبل الله عليه ) وأما الآخر الذي استحيى فجلس من خلف فقال فقد ( استحيى الله منه ) أما الآخر الثالث الذي ولى مدبرا فأدبر الله عنه وأعرض عنه فإقبالكم هذا على مجلس العلم يبشر بخير كبير إن شاء الله تبارك وتعالى.
الأمر الذي يذكرني أيضا بحديث أخر أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في أثناء حديث لأبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال في هذا الحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا غشيتهم الرحمة ونزلت عليه السكينة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) فنسأل الله عزّ وجل أن يجعلنا من هؤلاء الذين تحفهم الملائكة وتنزل عليهم الرحمة ولا يكون مثل هذا الفضل الذي ذكره عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث لأي علم يجتمع حوله طلاب العلم إلا إذا كان يدور حول كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأن هذا العلم القائم على الوحيين هو العلم الذي ينجي الله به المتبعين لهما (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلم سليم ))ولقد كان من أسلوب طلب العلم في العهود الغابرة أن يجتمع طلاب العلم حول عالم فاضل يدرسهم مما علمه الله عز وجل من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم دار الزمان دورته فانقلب الوضع العلمي انقلابا لا يبشر بخير حيث أننا قلما نجد عالما يجلس لطلاب العلم ويقابل هؤلاء العلماء الذين لا يجلسون لطلاب العلم، طلابا لا يرغبون في طلب العلم ولذلك فقد خلت المساجد خلت بيوت الله تبارك وتعالى من تلك الحلقات العلمية التي أشرت إليها آنفا والتي كانت بيوت الله تبارك وتعالى بها عامرة ولقد أدركت أنا شخصيا كثيرا من الحلقات التي كانت تقام في بعض المساجد وكنت أنا من أنا شخصيا من رواد تلك الحلقات يصغي إلى أهل العلم وينتفع منهم من كل منهم حسب ما عنده من علم بالشرع الشريف ثم صارت هذه المساجد للأسف خالية على عروشها لا تكاد تجد فيها عالما جالسا وحوله من يطلب العلم ولكن.
السائل : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام.
ولكن انقلب طلب العلم اليوم إلى وسيلة أخرى وهي بواسطة كثرة الكتب التي تنشر اليوم بسبب ما يسر الله عز وجل من وسائل نشر العلم طباعة وإذاعة كما تعلمون فهذه وسيلة لم تكن معروفة من قبل، ووسيلة أخرى قد شرعها الله عز وجل منذ أن أنزل الله تبارك وتعالى قوله على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فهذه وسيلة ذكر الله بها عبادة بأن من كان لا يعلم من المسلمين فعليهم أن يسألوا أهل الذكر (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))
شرح حديث : ( إنما شفاء العي السؤال ) .
الشيخ : وأكد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى الصريح في الأية الكريمة بحديث أخرجه أبو داود في سننه وغيره من دواوين السنة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل سرية فأصيب أحد أفرادها بجراح في بدنه بعد معركة قامت بين المسلمين والمشركين فلما أصبح به الصباح وقام ليصلي صلاة الفجر إذا به يرى نفسه قد احتلم ويجب عليه الغسل ولكنه بسبب ما أصابه من جراحات كثيرة في بدنه رأى أنه لا بد من أن يسأل أهل العلم لعلهم يجدون له رخصة - ويرحمك الله - لعله يجدون له رخصة في ألا يغتسل خشية أن يصيبه ضرر أو هلاك فسأل من حوله فقالوا له لا بد لك من الاغتسال ولأن نفوس أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت نفوسا مؤمنة مطمئنة لا يتبعون الهدى ولو كان في إطاعتهم للحكم الشرعي ما قد يعرضهم للهلاك أو للموت فلذلك ما كان من هذا الجريح المصاب في سبيل الله إلا أن ائتمر بأمر من أفتاه بأنه لا بد له من أن يغتسل، فاغتسل فكان عاقبة أمره أن مات، ذلك لأنكم تعلمون أن من كان في بدنه جراحات وأصابه الماء البارد وهم في العراء ليس في الدار في البيت وليس هناك وسائل لتسخين الماء فصب الماء على بدنه فكان فيه موته .
فلما وصل خبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هاله الأمر وغضب غضبا شديدا على أولئك الذين أفتوه بأنه لا بد له من الغسل فدعى على أولئك الذين أفتو بغير علم قائلا عليه الصلاة والسلام ( قتلوه قاتلهم الله ) ، ( قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهلوا فإن شفاء العي السؤال ) ( ألا سألوا ) هنا الشاهد من هذا الحديث الصحيح، ( ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال ) ثم قال عليه الصلاة والسلام ولي عودة قريبة إن شاء الله إلى قوله ( ألا سألوا ) .
ثم قال عليه الصلاة والسلام كان يكفيه أن يضرب ضربة بالأرض ثم يمسح بها كفيه ووجهه فإذا هو طاهر ففي هذا الحديث مما يتعلق بهذه المقدمة القصيرة إن شاء الله وجوب التحري في الإفتاء للناس وأنه لا يجوز أن يفتي أحد بفتوى إلا بعد أن يكون على بينة من فتواه وإلا كان إثم فتواه على من أفتاه يعود إلى الذي أفتاه .
ومن هنا نعيد التنبيه إلى أن الخروج كما يقال في العصر الحاضر للتبليغ تبليغ الدعوة إنما هو أمر خاص بأهل العلم وليس للجهلة ولا للذين هم في الخط في طلب العلم وإنما يكون الخروج لمن كان عالما بالكتاب والسنة لكي يتمكن من أن يفتي فتوى صادقة وصحيحة مطابقة للكتاب والسنة فيما إذا سئل مسألة تعرض لبعض من حوله وليست تلك المسألة من المسائل المعتاد وقوع الناس فيها والتي يشترك في معرفتها عادة كل طلاب العلم فها أنتم ترون في هذا الحديث أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم جرح في سبيل الله واحتلم فوجب عليه الغسل فسأل من حوله هل يجدون له رخصة في ألا يغتسل قالوا له لا بد لك أن تغتسل.
فأطاعهم وهو مأجور في طاعته لأنه قام بالواجب الذي رتب عليه شرعا ألا هو (( فاسألوا أهل الذكر )) ولكن الذي سئل أو الذين سئلوا لم يكونوا من أهل الذكر وأنتم تعلمون أن الذكر في هذه الآية كلفظة الذكر في آية أخرى كمثل قوله تعالى (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم )) أي هو القرآن فحين قال عز وجل في الآية الأولى (( فاسألوا أهل الذكر )) إنما يعني أهل القرآن العارفين بمعاني القرآن وبخاصة ما كان منها من الآيات المتعلقة بالأحكام ما يجوز، ما لا يجوز، ما يجب وما لا يجب ونحو ذلك هؤلاء الذين ينبغي لهم أن يتصدروا لإجابة الناس عن أسئلتهم والطرف الأكثر من الأمة المسلمة أولئك الذين يجب عليهم أن يسألوا فمن قام بالسؤال وهو لا يعلم فقد قام بالواجب الذي أوجبه الله عز وجل في الآية والرسول في ذاك الحديث ومن أفتى بغير علم فلم يقم بالواجب لأن الإفتاء منوط ومربوط بأهل الذكر .
فلما وصل خبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هاله الأمر وغضب غضبا شديدا على أولئك الذين أفتوه بأنه لا بد له من الغسل فدعى على أولئك الذين أفتو بغير علم قائلا عليه الصلاة والسلام ( قتلوه قاتلهم الله ) ، ( قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهلوا فإن شفاء العي السؤال ) ( ألا سألوا ) هنا الشاهد من هذا الحديث الصحيح، ( ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال ) ثم قال عليه الصلاة والسلام ولي عودة قريبة إن شاء الله إلى قوله ( ألا سألوا ) .
ثم قال عليه الصلاة والسلام كان يكفيه أن يضرب ضربة بالأرض ثم يمسح بها كفيه ووجهه فإذا هو طاهر ففي هذا الحديث مما يتعلق بهذه المقدمة القصيرة إن شاء الله وجوب التحري في الإفتاء للناس وأنه لا يجوز أن يفتي أحد بفتوى إلا بعد أن يكون على بينة من فتواه وإلا كان إثم فتواه على من أفتاه يعود إلى الذي أفتاه .
ومن هنا نعيد التنبيه إلى أن الخروج كما يقال في العصر الحاضر للتبليغ تبليغ الدعوة إنما هو أمر خاص بأهل العلم وليس للجهلة ولا للذين هم في الخط في طلب العلم وإنما يكون الخروج لمن كان عالما بالكتاب والسنة لكي يتمكن من أن يفتي فتوى صادقة وصحيحة مطابقة للكتاب والسنة فيما إذا سئل مسألة تعرض لبعض من حوله وليست تلك المسألة من المسائل المعتاد وقوع الناس فيها والتي يشترك في معرفتها عادة كل طلاب العلم فها أنتم ترون في هذا الحديث أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم جرح في سبيل الله واحتلم فوجب عليه الغسل فسأل من حوله هل يجدون له رخصة في ألا يغتسل قالوا له لا بد لك أن تغتسل.
فأطاعهم وهو مأجور في طاعته لأنه قام بالواجب الذي رتب عليه شرعا ألا هو (( فاسألوا أهل الذكر )) ولكن الذي سئل أو الذين سئلوا لم يكونوا من أهل الذكر وأنتم تعلمون أن الذكر في هذه الآية كلفظة الذكر في آية أخرى كمثل قوله تعالى (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم )) أي هو القرآن فحين قال عز وجل في الآية الأولى (( فاسألوا أهل الذكر )) إنما يعني أهل القرآن العارفين بمعاني القرآن وبخاصة ما كان منها من الآيات المتعلقة بالأحكام ما يجوز، ما لا يجوز، ما يجب وما لا يجب ونحو ذلك هؤلاء الذين ينبغي لهم أن يتصدروا لإجابة الناس عن أسئلتهم والطرف الأكثر من الأمة المسلمة أولئك الذين يجب عليهم أن يسألوا فمن قام بالسؤال وهو لا يعلم فقد قام بالواجب الذي أوجبه الله عز وجل في الآية والرسول في ذاك الحديث ومن أفتى بغير علم فلم يقم بالواجب لأن الإفتاء منوط ومربوط بأهل الذكر .
أهل الذكر هم أهل القرآن .
الشيخ : وهم أهل القرآن ولا بد لي بهذه المناسبة أيضا أن أذكر بأن أهل القرأن في هذه الآية ليسوا هم حفاظ القرآن الذين يحفظون القرآن غيبا ويحسنون قراءته وتلاوته وعلى حد قوله تبارك وتعالى (( ورتل القرآن ترتيلا )) ليس هؤلاء هم المقصودون بهذه الآية وإنما المقصودون العارفون بهذا الذكر الفاهمون لمعاني كل الآيات المتعلقة بالأحكام هؤلاء هم الذين يجب أن يفتوا إذا ما سئلوا أما الذين يحفظون القرآن غيبا ويتلونه تلاوة صحيحة ولا أقول يتلونه حق تلاوته لأن معنى حق تلاوته فهمه أولا فهما صحيح ثم تطبيقه على نفسه وعلى من يلوذ به تطبيقا كاملا.
إذن هذه الآية (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أهل الذكر هؤلاء هم الذين يجب عليهم أن يبلغوا الناس أحكام الله عز وجل وليس الجهلة ولو كانوا مخلصين صالحين وهؤلاء هم الذين يجب إذا سئلوا أن يفتوا بما علمهم الله عزّ وجل من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فأقول إن من وسائل تلقي العلم التي شرعها الله عز وجل هو السؤال والجواب ولذلك فقد رأينا منذ عشرات السنين حينما انصرف الناس ولم يعودوا يهتمون بالجلوس مع أهل العلم لطلب العلم أن نكون عونا لهم على طلب العلم بهذه الطريقة القرآنية (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وعلى هذا جلسنا عدة جلسات في هذا البلد الطيب إن شاء الله وألقينا بعض الكلمات ثم فتحنا باب الأسئلة تطبيقا لهذه الاية الكريمة (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وإحقاقا لذاك الحديث ( ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال ) والآن نتفرغ لسماع أسئلتكم ونجيب على ما يسر الله لنا من تلك الأسئلة.
السائل : ... سؤال يا شيخ، فضيلة الشيخ .
سائل آخر : هاي الأسئلة مكتوبة .
الشيخ : في أسئلة هنا .
السائل : أكتب على ورقة لو سمحت .
الشيخ : أكتب ورقة، أعطوه ورقة .
إذن هذه الآية (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) أهل الذكر هؤلاء هم الذين يجب عليهم أن يبلغوا الناس أحكام الله عز وجل وليس الجهلة ولو كانوا مخلصين صالحين وهؤلاء هم الذين يجب إذا سئلوا أن يفتوا بما علمهم الله عزّ وجل من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فأقول إن من وسائل تلقي العلم التي شرعها الله عز وجل هو السؤال والجواب ولذلك فقد رأينا منذ عشرات السنين حينما انصرف الناس ولم يعودوا يهتمون بالجلوس مع أهل العلم لطلب العلم أن نكون عونا لهم على طلب العلم بهذه الطريقة القرآنية (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وعلى هذا جلسنا عدة جلسات في هذا البلد الطيب إن شاء الله وألقينا بعض الكلمات ثم فتحنا باب الأسئلة تطبيقا لهذه الاية الكريمة (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وإحقاقا لذاك الحديث ( ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال ) والآن نتفرغ لسماع أسئلتكم ونجيب على ما يسر الله لنا من تلك الأسئلة.
السائل : ... سؤال يا شيخ، فضيلة الشيخ .
سائل آخر : هاي الأسئلة مكتوبة .
الشيخ : في أسئلة هنا .
السائل : أكتب على ورقة لو سمحت .
الشيخ : أكتب ورقة، أعطوه ورقة .
ما حكم من يموت في العمليات الإستشهادية ؟
السائل : يسأل، يسأل هنا السائل يقول ما حكم الذين يموتون في عمليات جهادية على الحدود مع اليهود ؟
الشيخ : الجواب، أولا إذا قصدوا الجهاد في سبيل الله عز وجل فهو بنياتهم للحديث المعروف في صحيح البخاري ومسلم وهو من الأحاديث التي افتتح البخاري كتابه الصحيح به وأورده الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد لبيان أن الجهاد لا يكون جهادا في سبيل الله إلا إذا خلصت النية لله تبارك وتعالى وقد كنا ذكرنا في جلسة سبقت أنه يشترط في العمل الصالح الذي يرفعه الله عز وجل مقبولا لديه شرطان اثنان، أن يكون على وجه السنة وأن يكون خالصا لله عز وجل ولا شك أن الجهاد هو من الأعمال الصالحة التي فرضها الله عز وجل تارة فرض عين وتارة فرض كفاية وأناط وربط بالجهاد بقاء العز للأمة المسلمة وعلى العكس من ذلك إذا ما أهملوا الجهاد في سبيل الله كما جاء في الحديث الصحيح ( سلط الله عليهم ذلا لا ينزعه ) - لا يرفعه عنهم - ( حتى يرجعوا إلى دينهم ) .
فلا داعي لإثبات أن الجهاد عبادة وعبادة عظيمة جدا ولكن هذه العبادة لا تقبل عند الله عز وجل إلا إذا خلصت لله وليس لحزبية أو لدفاع عن أرض وأرض الله كلها له يملكها من يشاء من عباده ذلك الحديث الذي افتتح الإمام البخاري كتابه الصحيح كلكم يسمعه ولكن المهم العمل به قال عليه الصلاة والسلام ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) هذا الحديث صريح جدا في أن الهجرة التي ذكرت في هذا الحديث والمقصود بها هو الجهاد في سبيل الله عز وجل إنما يقبله ربنا تبارك وتعالى إذا كان بنيبة خالصة لله لا يريد من وراء ذلك شيئا من حطام الدنيا أو مما يتعلق بها قال عليه السلام على سبيل المثال ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ذكر المرأة والمال يصيبه الإنسان في الجهاد لا يبتغي من وراء جهاده إلا ذاك فهو ونيته قلت ذكر ذلك على سبيل المثال وإلا فالنية تفسد بكثير من الأمور ليست امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فقد يكون يريد من جهاده وقتاله أن يقال إنه مجاهد لا يريد مالا ولا يريد امرأة يصيبها في السبي وإنما يريد فلان مجاهد فهذا هو ونيته أي ليس له جهاد.
فالجهاد إذن إذا خلصت النية من المجاهد لله بلا شك أنه يثاب على ذلك بما يستحق ولكن هذا الجهاد الذي جاء السؤال عنه ليس هو الجهاد الذي أمر الله به، أنا أقول هو نيته لأنه قصد الجهاد لكن الجهاد يجب أن يعد له عدته كما قال تعالى في الآية المعروفة (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدّو الله وعدّوكم )) هذا الجهاد حين يعلن وتتخذ له العدة هو الذي لا يجوز التخلف عنه أما الجهاد بمعنى ثورة أفراد يثورون ولو انتقاما لدينهم أو لأرضهم فذلك ليس جهادا قد يكون الدّفاع عن الأرض واجبا أما هذه الهجمات التي في أكثر الأحيان تكون الخسارة أكثر من الربح كما هو مشاهد في كثير من أمثال هذه الهجمات فليس هذا هو الجهاد الذي يجب على المسلمين كافة أن ينفروا كما في القرأن إنما هو الجهاد الذي أشار الله عز وجل إليه في أية أخرى (( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة )) ولذلك فعلى المسلمين كما شرحنا هذا في أكثر من مناسبة أن يعودوا إلى أنفسهم وأن يفهموا شريعة ربهم فهما صحيحا وأن يعملوا فيما فهموا من شرع الله عز وجل ودينه عملا صادقا خالصا حتى يتكتلوا ويتجمعوا على كلمة سواء حينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله تبارك وتعالى، هذا جواب هذا السؤال .
الشيخ : الجواب، أولا إذا قصدوا الجهاد في سبيل الله عز وجل فهو بنياتهم للحديث المعروف في صحيح البخاري ومسلم وهو من الأحاديث التي افتتح البخاري كتابه الصحيح به وأورده الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد لبيان أن الجهاد لا يكون جهادا في سبيل الله إلا إذا خلصت النية لله تبارك وتعالى وقد كنا ذكرنا في جلسة سبقت أنه يشترط في العمل الصالح الذي يرفعه الله عز وجل مقبولا لديه شرطان اثنان، أن يكون على وجه السنة وأن يكون خالصا لله عز وجل ولا شك أن الجهاد هو من الأعمال الصالحة التي فرضها الله عز وجل تارة فرض عين وتارة فرض كفاية وأناط وربط بالجهاد بقاء العز للأمة المسلمة وعلى العكس من ذلك إذا ما أهملوا الجهاد في سبيل الله كما جاء في الحديث الصحيح ( سلط الله عليهم ذلا لا ينزعه ) - لا يرفعه عنهم - ( حتى يرجعوا إلى دينهم ) .
فلا داعي لإثبات أن الجهاد عبادة وعبادة عظيمة جدا ولكن هذه العبادة لا تقبل عند الله عز وجل إلا إذا خلصت لله وليس لحزبية أو لدفاع عن أرض وأرض الله كلها له يملكها من يشاء من عباده ذلك الحديث الذي افتتح الإمام البخاري كتابه الصحيح كلكم يسمعه ولكن المهم العمل به قال عليه الصلاة والسلام ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) هذا الحديث صريح جدا في أن الهجرة التي ذكرت في هذا الحديث والمقصود بها هو الجهاد في سبيل الله عز وجل إنما يقبله ربنا تبارك وتعالى إذا كان بنيبة خالصة لله لا يريد من وراء ذلك شيئا من حطام الدنيا أو مما يتعلق بها قال عليه السلام على سبيل المثال ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ذكر المرأة والمال يصيبه الإنسان في الجهاد لا يبتغي من وراء جهاده إلا ذاك فهو ونيته قلت ذكر ذلك على سبيل المثال وإلا فالنية تفسد بكثير من الأمور ليست امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فقد يكون يريد من جهاده وقتاله أن يقال إنه مجاهد لا يريد مالا ولا يريد امرأة يصيبها في السبي وإنما يريد فلان مجاهد فهذا هو ونيته أي ليس له جهاد.
فالجهاد إذن إذا خلصت النية من المجاهد لله بلا شك أنه يثاب على ذلك بما يستحق ولكن هذا الجهاد الذي جاء السؤال عنه ليس هو الجهاد الذي أمر الله به، أنا أقول هو نيته لأنه قصد الجهاد لكن الجهاد يجب أن يعد له عدته كما قال تعالى في الآية المعروفة (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدّو الله وعدّوكم )) هذا الجهاد حين يعلن وتتخذ له العدة هو الذي لا يجوز التخلف عنه أما الجهاد بمعنى ثورة أفراد يثورون ولو انتقاما لدينهم أو لأرضهم فذلك ليس جهادا قد يكون الدّفاع عن الأرض واجبا أما هذه الهجمات التي في أكثر الأحيان تكون الخسارة أكثر من الربح كما هو مشاهد في كثير من أمثال هذه الهجمات فليس هذا هو الجهاد الذي يجب على المسلمين كافة أن ينفروا كما في القرأن إنما هو الجهاد الذي أشار الله عز وجل إليه في أية أخرى (( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة )) ولذلك فعلى المسلمين كما شرحنا هذا في أكثر من مناسبة أن يعودوا إلى أنفسهم وأن يفهموا شريعة ربهم فهما صحيحا وأن يعملوا فيما فهموا من شرع الله عز وجل ودينه عملا صادقا خالصا حتى يتكتلوا ويتجمعوا على كلمة سواء حينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله تبارك وتعالى، هذا جواب هذا السؤال .
حكم قتل السُيَّاح الأجانب في الدول الإسلامية ؟
السائل : يسأل ما حكم قتل السياح الأجانب في الدول الإسلامية ؟
الشيخ : هذا أيضا يلحق بذاك، قتل السّياح الكفار وقد يكونوا من أعداء الإسلام مع الأسف لا يجوز قتلهم لسببين اثنين أولا أنهم يدخلون كمعاهدين .
الشيخ : هذا أيضا يلحق بذاك، قتل السّياح الكفار وقد يكونوا من أعداء الإسلام مع الأسف لا يجوز قتلهم لسببين اثنين أولا أنهم يدخلون كمعاهدين .
الكفار في نظام الإسلام ثلاثة أقسام ، أهل ذمة ، معاهدون ، محاربون .
الشيخ : وهنا لا بد لي من وقف ة.
الكفار في نظام الإسلام ثلاثة أقسام، ذميون وهم أهل ذمة ومعاهدون ومحاربون أما أهل الذمة فهم الذين يختارون الحياة والعيش في الدولة الإسلامية تحت حكمها ونظامها بشرط كما قال تعالى أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) ولذلك كان عليه الصلاة والسلام إذا جهز جيشا وأمر عليهم أميرا أوصاه بوصايا منها ( إذا لقيت المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن أبوا فادعهم أن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون فإن أبوا فالجهاد أو القتال ) فإذا خضع الكفار لدفع الجزية المذكور في الحديث والآية حينئذ يصبحون في التعريف العصري مواطنين لكن المواطنين اليوم غير أهل الذمة فيما مضى من الأيام لأن المواطن اليوم لا فرق بين المسلم والكافر لا فرق بين المسلم واليهودي والنصراني مع الإسلام يفرق بين هذا وهذا.
فهؤلاء الكفار الذين يختارون أن يعيشوا تحت حكم الإسلام ونظام الإسلام مقابل جزية يدفعونها هم أهل ذمة وهؤلاء دماؤهم وأعراضهم مصونة محترمة لا يجوز الاعتداء عليها كما لا يجوز الاعتداء على حرمة مسلم ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( من قتل معاهدا في كنهه لم يرح رائحة الجنة ) المعاهد سياتي بيان الفرق بينه وبين الذمي قريبا إن شاء الله.
فإذا كان الرسول صلى الله عليه وأله وسلم يقول فيمن قتل المعاهد الكافر أي بغير حق لم يرح رائحة الجنة وفي بعض الأحاديث الصحيحة ( وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام ) هذا الذي يقتل كافرا معاهدا بغير حق لا يدخل الجنة ولا يجد ريحها ( وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام ) هؤلاء هم أهل الذمة هم الذين يعيشون تحت راية الدولة المسلمة.
القسم الثاني هم المعاهدون أي هم الكفار الذين يعيشون في بلادهم ليس في بلاد الإسلام لكن يدخلون بلاد الإسلام باتفاق مع الدولة المسلمة وبشروط ومعاهدات فهؤلاء لا يجوز الإعتداء عليهم للحديث السابق لأنهم هم الذين يسمون بالمعاهدين، القسم الثالث وهم المحاربون أي الذين يحارهم المسلمون فهم أعداء الدين فهم لا يؤمنون بالإسلام وأعداء المسلمين فإنهم لا يستجيبون لدعوتهم ولا يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون بل هم مهيؤون أنفسهم لمقاتلة المسلمين هؤلاء هم المحاربون هؤلاء يجوز قتلهم أين ما ثقفوا أين ما وجدوا وأوضح مثال في هذا هم اليهود الذين احتلوا فلسطين ولكن إذا دخل كافر من هؤلاء السائحين أو الزائرين هؤلاء ما دخلوا بلدنا الإسلامي إلا بإذن من الحاكم المسلم ولذلك فلا يجوز الاعتداء عليه لأنه معاهد.
ثم لو وقع وقد وقع هذا أكثر من مرة أن اعتدى مسلم على واحد من هؤلاء سيكون عاقبة ذلك أن يقتل هو وربما أكثر منه أو أن يسجن أو أو فلا يحصل من وراء الإعتداء على دم مثل هذا السائح وفي البلد المسلم لا يحصل من وراء ذلك فائدة إسلامية بل هو مخالف للحديث السابق ذكره ( من قتل معاهدا في كنهه ) أي في معاهدته وأمانه ( لم يرح رائحة الجنة ) إلى آخر الحديث. نعم .
الكفار في نظام الإسلام ثلاثة أقسام، ذميون وهم أهل ذمة ومعاهدون ومحاربون أما أهل الذمة فهم الذين يختارون الحياة والعيش في الدولة الإسلامية تحت حكمها ونظامها بشرط كما قال تعالى أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) ولذلك كان عليه الصلاة والسلام إذا جهز جيشا وأمر عليهم أميرا أوصاه بوصايا منها ( إذا لقيت المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن أبوا فادعهم أن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون فإن أبوا فالجهاد أو القتال ) فإذا خضع الكفار لدفع الجزية المذكور في الحديث والآية حينئذ يصبحون في التعريف العصري مواطنين لكن المواطنين اليوم غير أهل الذمة فيما مضى من الأيام لأن المواطن اليوم لا فرق بين المسلم والكافر لا فرق بين المسلم واليهودي والنصراني مع الإسلام يفرق بين هذا وهذا.
فهؤلاء الكفار الذين يختارون أن يعيشوا تحت حكم الإسلام ونظام الإسلام مقابل جزية يدفعونها هم أهل ذمة وهؤلاء دماؤهم وأعراضهم مصونة محترمة لا يجوز الاعتداء عليها كما لا يجوز الاعتداء على حرمة مسلم ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( من قتل معاهدا في كنهه لم يرح رائحة الجنة ) المعاهد سياتي بيان الفرق بينه وبين الذمي قريبا إن شاء الله.
فإذا كان الرسول صلى الله عليه وأله وسلم يقول فيمن قتل المعاهد الكافر أي بغير حق لم يرح رائحة الجنة وفي بعض الأحاديث الصحيحة ( وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام ) هذا الذي يقتل كافرا معاهدا بغير حق لا يدخل الجنة ولا يجد ريحها ( وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام ) هؤلاء هم أهل الذمة هم الذين يعيشون تحت راية الدولة المسلمة.
القسم الثاني هم المعاهدون أي هم الكفار الذين يعيشون في بلادهم ليس في بلاد الإسلام لكن يدخلون بلاد الإسلام باتفاق مع الدولة المسلمة وبشروط ومعاهدات فهؤلاء لا يجوز الإعتداء عليهم للحديث السابق لأنهم هم الذين يسمون بالمعاهدين، القسم الثالث وهم المحاربون أي الذين يحارهم المسلمون فهم أعداء الدين فهم لا يؤمنون بالإسلام وأعداء المسلمين فإنهم لا يستجيبون لدعوتهم ولا يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون بل هم مهيؤون أنفسهم لمقاتلة المسلمين هؤلاء هم المحاربون هؤلاء يجوز قتلهم أين ما ثقفوا أين ما وجدوا وأوضح مثال في هذا هم اليهود الذين احتلوا فلسطين ولكن إذا دخل كافر من هؤلاء السائحين أو الزائرين هؤلاء ما دخلوا بلدنا الإسلامي إلا بإذن من الحاكم المسلم ولذلك فلا يجوز الاعتداء عليه لأنه معاهد.
ثم لو وقع وقد وقع هذا أكثر من مرة أن اعتدى مسلم على واحد من هؤلاء سيكون عاقبة ذلك أن يقتل هو وربما أكثر منه أو أن يسجن أو أو فلا يحصل من وراء الإعتداء على دم مثل هذا السائح وفي البلد المسلم لا يحصل من وراء ذلك فائدة إسلامية بل هو مخالف للحديث السابق ذكره ( من قتل معاهدا في كنهه ) أي في معاهدته وأمانه ( لم يرح رائحة الجنة ) إلى آخر الحديث. نعم .
اضيفت في - 2004-08-16