فتاوى جدة-08
ما الفرق بين الحديث الشاذ وزيادة الثقة ؟
الشيخ : ... وبين الحديث الشاذ فبينهما عموم وخصوص فليس كل زيادة ثقة مقبولة ذلك أن الحديث الشاذ تعريفه عندهم ما كانت الزيادة من ثقة قد خالف فيها من هو أوثق منه أو أكثر عددا منه فإذا عرفنا هذه القاعدة وهذه الضابطة حينئذ نعرف ما معنى قولهم زيادة الثقة مقبولة أي عندما يأتي الحديث من ثقتين متقابلين في العدالة والثقة والضبط والحفظ فزاد أحدهما على الآخر زيادة ما فهذه الزيادة مقبولة وسواء كانت في السند أو في المتن أما إذا كان الزائد لهذه الزيادة في الحفظ دون الثقة الآخر الذي لم يأت بها هنا تصبح هذه الزيادة شاذّة وبصورة أخص إذا كان الزائد خالف الثقة إذا خالف الثقة من هو أحفظ منه تصبح زيادته شاذّة فإذا خالف من هو أكثر منه عددا وحفظا فحين ذاك يصبح الحديث شاذّا ولفظة الشاذ تستعمل خاصة فيما تفرّد به الثقة الذي يكون حديثه عادة صحيحا أما إذا كان حديثه عادة دون الصحيح أي حسنا ثم خالف من هو أوثق منه تصبح زيادته منكرة فيقابل الشاذّ المنكر ويقابل المنكر الشاذّ فإذا قيل هذا حديث شاذ وجب أن يتبادر إلى ذهن طالب العلم أن القائل إذا كان عالما بهذا العلم يعني أن الثقة تفرّد به مخالفا في من هو أوثق منه أو أكثر عددا منه أما إذا قيل هذا حديث منكر فإنما يعني ذلك في الغالب أو أحيانا أنه خالف من هو أحفظ منه أي يكون حديث الأحفظ حسنا فضلا عن ما إذا كان ثقة ولكن المخالف هو ضعيف حديثه ضعيف عن القاعدة وعن الجادّة فإذا خالف هذا الضعيف من هو أحفظ منه سواء كان هذا الأحفظ حديثه في مرتبة الحسن أو الصحيح فيكون حين ذاك حديثه منكرا ولكن هنا للفظة المنكر استعمال آخر عند بعض علماء الحديث كإمام السنة الإمام أحمد رحمه الله فإنه يطلق لفظة المنكر على الحديث الذي تفرّد به الضعيف دون أن يكون هناك مخالفة لهذا الرجل الضعيف لمن هو أوثق منه فلا يشترط عند بعضهم كالإمام أحمد أن يكون الحديث المنكر قد خالف راويه الضعيف من هو أوثق منه فالشاهد أن في المنكر استعمالان أما في الشاذ فليس فيه إلا استعمال واحد وبهذا يتبين الفرق بين الحديث الشاذ وبينهم قولهم " زيادة الثقة مقبولة "
ذكر مثال عن الحديث الشاذ.
الشيخ : أضرب لكم مثلا للحديث الشاذ من باب كما يقال " رمي عصفورين بحجر واحد " أول ذلك التمثيل للحديث الشاذ وثاني ذلك التنبيه على ضعف هذه الزيادة لأنها قد وردت في أحد الصحيحين ألا وهو حديث مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال يوما هذا القول صحيح لكن الشاهد فيما يأتي ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب وجوههم كالقمر ليلة البدر ) قال عليه الصلاة والسلام هذا الحديث ثم دخل حجرته فأخذ أصحابه يتظننون ويتحزرون بينهم من يكون هؤلاء الذين يغبطون حيث يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وجوههم كالقمر ليلة البدر بعضهم يقول من يكون هؤلاء إلا المهاجرون الذين هاجروا من مكة وهربوا بدينهم إلى المدينة أو غيرها كالحبشة وبعضهم يقول إنما هم الأنصار الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ساعة العسرة وبعضهم يقول لا هؤلاء ولا هؤلاء وإنما هم أبناؤهم الذين يأتون من بعدهم يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يروه فما كادوا أن يتموا تحزّرهم هذا حتى طلع عليهم الرسول عليه السلام ليتم لهم حديثه الأول فقال ( هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) فقام رجل من الصحابة اسمه عكاشة ويجوز عكّاشة قال " يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم " قال ( أنت منهم ) فقام آخر فقال قولة الأول " ادع الله أن يجعلني منهم " قال ( سبقك بها عكاشة ) هذا الحديث بهذا السياق صحيح متفق عليه بين الشيخين أين الشذوذ؟ تفرّد مسلم في رواية له بقوله في وصف أولئك السبعين ألف ( هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ) فماذا زاد؟ ( يرقون ) قال ( هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ) الحديث المتفق بين الشيخين دون زيادة لا يرقون وإنما هو بلفظ هم الذين لا يسترقون تفرد مسلم في إحدى روايتيه بقوله ( هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ) هل في سند الإمام مسلم لهذه الزيادة من يستحق أن يوصف بالضعف أو أن يوصف حديثه بالنكارة؟ الجواب لا كل رواته عنده من شيخه إلى صحابي الحديث كلهم ثقات بل وحفّاظ من أين جاء ضعف هذه الزيادة؟ ( لا يرقون ) من تفرّد شيخ لمسلم هو الإمام الحافظ سعيد بن منصور الذي طبع بعض أجزاء كتابه السنن في الهند هذا الحافظ سها فجاء بهذه الزيادة ( لا يرقون ) كيف حكمنا على هذا الحافظ بأنه سها ولم يحفظ وهو ضد الصفة التي وصف بها هذا الإمام عند جميع المحدثين فهو من أوائل من ذكرهم الحافظ النَّقاد الذهبي الدمشقي في كتابه تذكرة الحفاظ فكيف استطعنا أن نحكم بأن زيادة هذا الحافظ في خصوص هذا الحديث زيادة شاذة وأقولها بصراحة لم أجد من أستشهد به على حكمي على هذه الزيادة بأنها زيادة شاذة حينما درّست هذا الحديث في الجامعة الإسلامية قبل نحو أكثر من ثلاثين سنة ثم لما حصّلت نسخة من كتاب الفتاوي للإمام ابن تيمية رحمه الله وجدته يقول بأن هذه الزيادة إسنادها ضعيف هكذا فاطمأننت بعض الشيء لحكمي هذا ولكنني ازددت علما ويقينا لصحة حكمي لأنني اعتمدت في ذلك على ما عليه علماء الحديث وعلى ما هو الراجح عند علماء الحديث أن زيادة الثقة ليست مقبولة على الإطلاق وإنما إذا تساويا الثقتان فزاد أحدهما فزاد أحدهما على الآخر هنا يقال زيادة الثقة مقبولة هنا ليس الأمر كذلك لأن هذا الحديث مداره في ما أذكر على راوٍ اسمه عبد الرحمن بن أبي حصين وعليه دارت الطرق فالطرق كلها جاءت عنه بإسناده الصحيح إلى ابن عباس في هذا الحديث باللفظ الثاني ( هم الذين لا يسترقون ) تفرد سعيد بن منصور دون هؤلاء الحفاظ الذين رووا الحديث الآن تذكرت شيئا فاتني من طريق هشيم عن عبد الرحمن بن أبي حصين فتفرّد سعيد بن منصور بهذه الزيادة عن هشيم وهشيم هذا من الحفاظ أيضا فاطمأننت لحكمي وظننت أن قول ابن تيمية كان قولا ليس فيه الفحص الدقيق أطلق الضعف ولم يبين السبب فقد يشكل على طالب العلم حينما يجد هذا الحديث في صحيح مسلم ومع ذلك يقول ابن تيمية إنه حديث ضعيف أو إسناده ضعيف لكن إذا عرف تفصيل سبب الضعف زال ما يشكل على نفسه وكما قيل " إذا عرف السبب بطل العجب " فإذن صحة الحديث ( هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) هذا بيان ضعف هذه الزيادة من حيث إسنادها ثم يأتي شيء آخر يسمى عند المحدثين بنقد السند ويسمى عند الأوروبيين مع الأسف الذين استفادوا من علمنا أكثر من كثير من أصحابنا وأهلنا لأنهم عرفوا قيمة هذا العلم حتى صرّح بعض كفارهم أن الأمة الإسلامية تفرّدت بهذه المنقبة وهي وجود الأسانيد في كل الروايات التي تروى عن نبيهم صلى الله عليه وسلم دون الأمم كلها قديمها وحديثها ولذلك بدأ بعضهم يدرسون هذا العلم فاصطلحوا هم اصطلاحا جديدا فيه معنى جديد لا ينافي الإصطلاح القديم، الإصطلاح القديم يقول نقد السند ونقد المتن هم قالوا النقد الداخلي أو النقد الخارجي فالنقد الخارجي هو السند والنقد الداخلي هو المتن فأنا أقول الآن بعد أن نقدنا إسناد هذا الحديث وهو النقد الخارجي نعود الآن إلى بيان أن في المتن نقدا داخليا أي حتى لو كان إسناد هذا الحديث صحيحا فسينقلب النقد الخارجي إلى نقد داخلي سينقلب النقد من نقد السند لأنه لا نقد فيه إلى نقد المتن لأن فيه نكارة وشذوذا إذا ما عرضنا هذا المتن على بقية الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يخفى على الجميع أن الفرق بين هذين اللفظين ظاهر جدا ( هم الذين لا يرقون ) أي غيرهم الرقية تصدر من عندهم وتصب على غيرهم هذا معنى لا يرقون ( ولا يسترقون ) أي لا يطلبون الرقية من غيرهم ففرق واضح بين معنى اللفظين فإذا أردنا أن نتأمل في معنى اللفظ الأول نجده يتباين ويتنافر مع سنته عليه الصلاة والسلام القولية والفعلية التطبيقية فأنتم تعلمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرقي وكان بصورة خاصة يرقي ولديه الحسن والحسين فيقول لهما إذا ما رآهما واضعا يديه على رأسيهما ( أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وعين لامة ) فكيف يصح والحالة هذه وهذا مثال أن يقول الرسول في وصف السبعين ألف بأنهم لا يرقون غيرهم هذا معنى منبوذ مرفوض لمواظبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على رقية الآخرين فهل هو ليس من السبعين ألف؟ هذا غير منطقي وغير شرعي هذا فعله أما قوله فهو ما رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال وقد سئل عن رقى يتداولها أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ فقال ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ) إذن هنا أمر بأن يرقي المسلم أخاه برقية مشروعة لعله ينتفع به أخوه كيف يكون من صفات السبعين ألف أنهم لا يرقون غيرهم؟ فثبت أن هذه الزيادة زيادة شاذة سندا ومتنا وبذلك يظهر الفرق بين زيادة الثقة مقبولة وبين أن الحديث الشاذ ليس مقبولا، باختصار أقول زيادة الثقة مقبولة حينما يكون أحدهما كالآخر في الثقة فإذا زاد أحد الثقتين المتساويين في الثقة والعدالة على أحدهما قبلت زيادته أما إذا كان أحدهما أحفظ من الآخر والآخر دون الأول في الحفظ حينئذ ترفض الزيادة لأنه زاد على الثقة والمفروض في الثقة الحافظ الأضبط أن يكون أحفظ من الذي هو دونه في الحفظ والضبط فإذا ما عكسنا الموضوع وقلنا تقبل زيادة الثقة مطلقا لزمنا حين ذاك الغمز فيمن كان هو الأحفظ ومن باب أولى كما يقال لزمنا حين ذاك أن نخطّئ جماعة الحفاظ الذين رووا الحديث دون هذه الزيادة ورواها ذلك الثقة متفردا بها هنا لا مناص ولابد من توهيم أو تخطئة أحد الصنفين إما أن نوهّم الثقة الفرد الذي زاد على الجماعة أو على الأحفظ والأضبط وإما أن نثق بهؤلاء وننسبهم إلى الضبط والحفظ كما هو شأنهم ووصفهم ونخطئ الثقة الواهم وإذا دار الأمر بين مفسدتين هذه قاعدة أصولية ليس لها علاقة بالحديث لكنها تنفعنا أيضا في علم الحديث إذا دار الأمر بين مفسدتين لابد للمسلم أن يقع في أحدهما فحين ذاك يختار أقلهما شرا فالأقل شرا أن نوهّم ونخطئ الثقة من أن نوهم الأوثق أو الأكثر حفظا هذا خلاصة ما ذكرنا.
الكلام عن حديث تحريك الأصبع في التشهد وأنه زيادة ثقة.
السائل : حديث تحريك الإصبع زيادة ... .
الشيخ : زيادة إيه؟
السائل : زائدة في ... حديث الأصبع
الشيخ : آه ما قرأت الرد على ذلك؟ قرأت الرد وإلا لا؟
السائل : لا.
الشيخ : ما قرأته، اقرأ الرد مفصلا فيما أظن في تمام المنة في التعليق على فقه السنة ولكن لا بأس من تلخيص ذلك وعليك التفصيل بالمراجعة هذا الثقة قد اقترن به شيئان اثنان الشيء الأول أنه قد وصف بأنه ثقة ثبت فيما يرويه عن كل مشايخه وشيخه هنا هو عاصم بن كليب وعليه دارت الطرق فهذا السبب هو الأول الذي أنا اعتمدت على الأخذ بزيادته بالتحريك السبب الثاني أن التحريك لا ينافي الإشارة التي جاءت في سائر الطرق وجاءت في الأحاديث الأخرى كحديث ابن عمر وحديث ابن جبير ونحوهما السبب الثالث وهذا مهم جدا بالنسبة للناشئين في طلب هذا العلم أن كل من تكلم في هذا الحديث صححه ولم يبدر من أحد منهم لا سابقا ولا لاحقا غمزا له بضعف خلافا لبعض الناشئين اليوم من إخواننا من طلاب العلم فإنهم نظروا فقط لمجرّد هذا التفرّد ولم ينظروا إلى أنه كونه ثقة ثبتا ولم ينظروا إلى من صححه دون مخالف لهم من الأئمة ثم لم ينظروا إلى أن معنى التحريك لا ينافي الإشارة وهذا أمر مهم جدا لأنك إذا عملت هكذا تعال يا فلان فقال قائل رأيته يحرك يده وقال قائل أشار بيده لا منافاة بين هذا اللفظ وذاك كل ما في الأمر أن في التحريك زيادة بيان إذا كان فيه زيادة بيان غير منافية للمزيد عليه لا يرد بحثنا السابق إطلاقا هذا لو كان وحده فما بالك إذا انضم إليه القرينتان الأخريان هذا مجمل ما كنت ذكرته هناك فباستطاعتك أن ترجع إليه وهنا يذكرنا السائل بشيء طالما نبهت عليه أن كثيرا من إخواننا الحريصين على السنة يحركون هكذا هذا الفخذ مثلا وهم يفعلون هكذا، هذا اسمه خفض ورفع انظروا الآن الدقة في الرواية وفي المعنى لم يأت في الحديث خفض ورفع جاء في رفع اليدين كان يرفع ويخفض في تكبيرات الإنتقال أما في تحريك الأصبع لم يأت إلا التحريك فإذا فعلت هكذا فقد حركته أما إذا فعلت هكذا فقد زدت في الحركة خفضا ورفعا فزدت على النص لو كان الحديث خفض ورفع ينبغي أن تفعل هكذا وإن لم يكن في الحديث خفض ورفع وإنما حرّك فعليك أن تحرك ليس إلا، فالتحريك هو السنة الخفض ليس بالسنة الخفض كما ترون وأزيده بيانا فأقول من السنة التي تتعلق بالجالس للتشهد هو أن يوجه سبابته إلى القبلة ولا يخفضها هكذا يرمي بها إلى الأرض وهذا أيضا تساهل لأنه بعض الناس ماذا يفعلون؟ راح يفعلون هكذا فهم خالفوا هنا السنة في نصها وفي توجيهها إلى القبلة فأنت موجه لها إلى القبلة في الوقت نفسه تحرّك أما إذا خفضت ورفعت فأخللت بتوجيهها إلى القبلة لأنك حينما ترمي بها إلى الأرض لم تستقبل القبلة كما لو انحرف الإنسان يمينا أو يسارا أو نحو ذلك هذا ما يتعلق بموضوع التحريك
السائل : ... بعض أهل العلم يقول أنه لا بأس بالاتكاء على اليد اليسرى ولا بأس أن يأتي بالحبوة الاحتباء يوم الجمعة والإمام يخطب لأن في الحديث نظر فما هو هذا النظر ما حكم هذه
الشيخ : أنت تسأل سؤالا واحدا أم سؤالين؟
السائل : سؤالين
الشيخ : طيب إذن فصل سؤالا عن آخر.
الشيخ : زيادة إيه؟
السائل : زائدة في ... حديث الأصبع
الشيخ : آه ما قرأت الرد على ذلك؟ قرأت الرد وإلا لا؟
السائل : لا.
الشيخ : ما قرأته، اقرأ الرد مفصلا فيما أظن في تمام المنة في التعليق على فقه السنة ولكن لا بأس من تلخيص ذلك وعليك التفصيل بالمراجعة هذا الثقة قد اقترن به شيئان اثنان الشيء الأول أنه قد وصف بأنه ثقة ثبت فيما يرويه عن كل مشايخه وشيخه هنا هو عاصم بن كليب وعليه دارت الطرق فهذا السبب هو الأول الذي أنا اعتمدت على الأخذ بزيادته بالتحريك السبب الثاني أن التحريك لا ينافي الإشارة التي جاءت في سائر الطرق وجاءت في الأحاديث الأخرى كحديث ابن عمر وحديث ابن جبير ونحوهما السبب الثالث وهذا مهم جدا بالنسبة للناشئين في طلب هذا العلم أن كل من تكلم في هذا الحديث صححه ولم يبدر من أحد منهم لا سابقا ولا لاحقا غمزا له بضعف خلافا لبعض الناشئين اليوم من إخواننا من طلاب العلم فإنهم نظروا فقط لمجرّد هذا التفرّد ولم ينظروا إلى أنه كونه ثقة ثبتا ولم ينظروا إلى من صححه دون مخالف لهم من الأئمة ثم لم ينظروا إلى أن معنى التحريك لا ينافي الإشارة وهذا أمر مهم جدا لأنك إذا عملت هكذا تعال يا فلان فقال قائل رأيته يحرك يده وقال قائل أشار بيده لا منافاة بين هذا اللفظ وذاك كل ما في الأمر أن في التحريك زيادة بيان إذا كان فيه زيادة بيان غير منافية للمزيد عليه لا يرد بحثنا السابق إطلاقا هذا لو كان وحده فما بالك إذا انضم إليه القرينتان الأخريان هذا مجمل ما كنت ذكرته هناك فباستطاعتك أن ترجع إليه وهنا يذكرنا السائل بشيء طالما نبهت عليه أن كثيرا من إخواننا الحريصين على السنة يحركون هكذا هذا الفخذ مثلا وهم يفعلون هكذا، هذا اسمه خفض ورفع انظروا الآن الدقة في الرواية وفي المعنى لم يأت في الحديث خفض ورفع جاء في رفع اليدين كان يرفع ويخفض في تكبيرات الإنتقال أما في تحريك الأصبع لم يأت إلا التحريك فإذا فعلت هكذا فقد حركته أما إذا فعلت هكذا فقد زدت في الحركة خفضا ورفعا فزدت على النص لو كان الحديث خفض ورفع ينبغي أن تفعل هكذا وإن لم يكن في الحديث خفض ورفع وإنما حرّك فعليك أن تحرك ليس إلا، فالتحريك هو السنة الخفض ليس بالسنة الخفض كما ترون وأزيده بيانا فأقول من السنة التي تتعلق بالجالس للتشهد هو أن يوجه سبابته إلى القبلة ولا يخفضها هكذا يرمي بها إلى الأرض وهذا أيضا تساهل لأنه بعض الناس ماذا يفعلون؟ راح يفعلون هكذا فهم خالفوا هنا السنة في نصها وفي توجيهها إلى القبلة فأنت موجه لها إلى القبلة في الوقت نفسه تحرّك أما إذا خفضت ورفعت فأخللت بتوجيهها إلى القبلة لأنك حينما ترمي بها إلى الأرض لم تستقبل القبلة كما لو انحرف الإنسان يمينا أو يسارا أو نحو ذلك هذا ما يتعلق بموضوع التحريك
السائل : ... بعض أهل العلم يقول أنه لا بأس بالاتكاء على اليد اليسرى ولا بأس أن يأتي بالحبوة الاحتباء يوم الجمعة والإمام يخطب لأن في الحديث نظر فما هو هذا النظر ما حكم هذه
الشيخ : أنت تسأل سؤالا واحدا أم سؤالين؟
السائل : سؤالين
الشيخ : طيب إذن فصل سؤالا عن آخر.
هل الأحاديث الواردة في سنن أبي داود التي فيها النهي عن جلسة المغضوب عليهم "الاتكاء على اليسرى" هل هذا الحديث صحيح وما حكم هذه الجلسة وجلسة الحبوة؟
الشيخ : ما هو السؤال الأول؟
السائل : السؤال الأول هل الأحاديث الواردة في سنن أبي داود بأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الاتكاء على اليسرى وقال إنها جلسة المغضوب عليهم هل هذا الحديث صحيح؟
الشيخ : نعم حديث صحيح.
السائل : وما حكم هذه الجلسة وجلسة الحبوة ولماذا؟
الشيخ : عدت كما أخطأت فخلطت بين السؤالين وحسن السؤال نصف العلم فاتئد ولا تستعجل في السؤال قلت ما حكم هذه الجلسة ثم رجعت إلى الإتكاء وضممته إلى السؤال الأول انتهي من سؤالك الأول ثم ثني بالسؤال الثاني الحكم في جلسة الاتكاء واضح من قوله عليه السلام ( إنها جلسة المغضوب عليهم ) فلا تجوز بوجه من الوجوه إطلاقا.
السائل : السؤال الأول هل الأحاديث الواردة في سنن أبي داود بأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الاتكاء على اليسرى وقال إنها جلسة المغضوب عليهم هل هذا الحديث صحيح؟
الشيخ : نعم حديث صحيح.
السائل : وما حكم هذه الجلسة وجلسة الحبوة ولماذا؟
الشيخ : عدت كما أخطأت فخلطت بين السؤالين وحسن السؤال نصف العلم فاتئد ولا تستعجل في السؤال قلت ما حكم هذه الجلسة ثم رجعت إلى الإتكاء وضممته إلى السؤال الأول انتهي من سؤالك الأول ثم ثني بالسؤال الثاني الحكم في جلسة الاتكاء واضح من قوله عليه السلام ( إنها جلسة المغضوب عليهم ) فلا تجوز بوجه من الوجوه إطلاقا.
4 - هل الأحاديث الواردة في سنن أبي داود التي فيها النهي عن جلسة المغضوب عليهم "الاتكاء على اليسرى" هل هذا الحديث صحيح وما حكم هذه الجلسة وجلسة الحبوة؟ أستمع حفظ
ما حكم الاحتباء ؟
الشيخ : أما السؤال الثاني ما هو؟
السائل : ... .
الشيخ : الإحتباء منهي عنه وهذا ثابت عن الرسول عليه السلام وهنا لابد لي من أن أذكر شيئا أو أكثر من شيء واحد أرجو من إخواننا أن يتذكروا حقيقة علمية قائمة في كل العلماء وهي أن العالم لا ينبغي أن يتبادر إلى أذهاننا أن عالما في الدنيا أتقن كل علم يلزم العالم أن يكون عالما به لأن ما شاع في العصر الحاضر أوحته ضرورة إنتباه أهل الاختصاص بأنه لابد من اختصاص لأنه يفيد المتخصص في علم ما ما لا يفيده العالم الجامع للعلوم فمن جمع العلوم كلها لن يتقن علما واحدا منها إلا إذا كان قد أُوتي حفظا وذكاءً بالغا وهذا نادر جدا أن نراه في العلماء ولذلك كان في العلماء المفسرون والمحدثون والفقهاء والنحويون ونحو ذلك فيجب أن نراعي موضوع التخصص فإذا كان عالم متخصصا مثلا في الفرائض، وآخر فقيه لكنه ليس متخصصا في الفرائض فالثقة بالمتخصص في هذا العلم ينبغي أن توضع فيه أكثر من العالم الفقيه غير المتخصص في الفرائض وعلى ذلك فقس في كل العلوم فحينما تقول أنت أو غيرك بعض أهل العلم ضعّف الحديث الفلاني أو صحّح الحديث الفلاني فيجب أن تخطّر في بالك هل هذا المضعّف أو المصحّح هو من أهل الاختصاص في علم التصحيح والتضعيف أم هو عالم فاضل؟ والله إذا كان متخصصا في هذا العلم فله وزنه ولا يجوز أن ينتقد لمجرد انتقاد عالم له والعكس بالعكس تماما هذا الشيء الأول الذي لابد من التنبيه عليه، الشيء الثاني أن من نتيجة عدم التخصص في علم ما أنه لا يتنبه لبعض الدقائق والتفاصيل التي يجب أن يكون على علم بها حتى يكون حكمه في الأحاديث أقرب ما يكون إلى الصواب بيان هذا أنكم تعلمون جميعا أن الحديث عند العلماء ينقسم تقسيما مجملا إلى ثلاثة أقسام الصحيح والحسن والضعيف ثم تعلمون أن لكل قسم من هذه الأقسام أقسام كثيرة ولست الآن في صدد هذا التفصيل وإنما آخذ منه المرتبة الوسطى الحديث الحسن، صحيح حسن ضعيف كل حديث حسن على وجه الأرض لا يخلو من أحد شيئين إما أن يكون حسنا لذاته وإما أن يكون حسنا لغيره فإذا كان حسنا لذاته فلابد من أن يكون في أحد رواته كلام فيأتي غير المتخصص إلى إسناد حديث ما ... نعم ما شاء الله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته من أين من أين تتكلم؟ بشرني قبل كل شيء، لا إله إلا الله أين وصل بنا الحديث أيوة كنا نتكلم عن الحديث الحسن وأن الحديث الحسن إما أن يكون حسنا لذاته أو أن يكون حسنا لغيره الحسن لذاته لابد أن يكون فيه راو فيه كلام فيأتي من لا تخصص له في الحديث ولا ممارسة له فيه فيجد ضعفا ما في راوي الحديث الحسن فينطلق قائلا هذا حديث ضعيف وهو له ... وله سند ما حينما يحكم بالضعف لكنه سند على شفا جرف هار لم؟ لأنه قد يمكن أن يأتي آخر مثله حديث عهد بهذا الفن أو العلم يقول لا هذا حديث صحيح ويعتمد أيضا كمثل اعتماده على قول بعض العلماء النقّاد في هذا الراوي الذي اعتمد هو على قول من ضعّفه فيأتي الآخر ويعتمد على قول من وثّقه فيقول هذا حديث صحيح فيقعان في تنافر وتضاد في حكميهما يأتي ثالث يكون على شيء من زيادة في هذا العلم فماذا يفعل يقابل أقوال الأئمة الناقدين والمتكلمين في هذا الراوي فيجد ما اعتمد كل منهما يجد فيه تضعيفا ويجد فيه توثيقا ولكن يلمح هناك في أقوال أئمة آخرين بأن تضعيفه جاء من قبل سوء حفظه وليس تهمة له في صدقه ثم يقابل أقوال الموثقين له فيجدها أقوالا مطلقة فيجري هنا ما يشبه عملية التوثيق بين النصوص الفقهية نص عام يخصّص بالنص الخاص ونص مطلق يقيد بالنص المقيِّد وهكذا فيخرج هو بنتيجة أقرب إلى الصواب من نتيجة كل من الشخصين المتعارضين في حكميهما هذا ضعّف وذاك صحح فيخرج هو بنتيجة وسط ألا وهو أن الحديث حسن من أجل هذه المفارقات التي يجدها الباحث في تراجم الرواة والتي ينتج من هذه المفارقات الاختلاف في إصدار الحكم على الحديث ما بين الصحيح وحسن وضعيف هذا كما ترون في الراوي المختلف فيه يقول الإمام النقّاد ابن الذهبي الدمشقي رحمه الله في رسالته الموقظة حينما يتكلم عن الحديث الحسن إنه من أدق أنواع علوم الحديث والسبب له وجوه هذا وجه مما ذكرته لأن الباحث حينما يقف على إسناد ما ويجد فيه رجلا مختلفا فيه فلابد له من أن يوازن بين أقوال المختلفين في هذا الراوي كما شرحت لكم آنفا لكن الأدق في الموضوع والأعجب إنه هذا الوازن الذي يريد أن يوازن بين الأقوال المختلفة في الراوي الواحد قد يختلف اجتهاده نفسه فتارة يضعّف هذا الراوي ويضعّف بالتالي حديثه وتارة يحسّنه لأنه يرى أقوالا مختلفة فاجتهاده يختلف فلذلك كان الحكم على الحديث بأنه حسن من أدق علوم الحديث كما شهد بذلك من هو من أشهر النقاد في علم الحديث ألا وهو الإمام الذهبي هذا إذا كان البحث في الحديث الحسن لذاته أما إذا كان البحث في الحديث الحسن لغيره فهو أشكل وأشكل ولذلك فقد يكون الحديث ليس له سند صحيح ولا حسن لكن الباحث المتمكن في هذا العلم والذي أتيحت له فرص لم تتح لغيره حتى ولو كان متخصصا من الاطلاع على قسم كبير من المخطوطات فضلا عن المطبوعات فهذا بلا شك ستتسع دائرة أُفقه واطلاعه على مفردات الطرق أكثر ممن يشاركه في هذا التخصّص في العلم ومن باب أولى أكثر ممن ليس له تخصصا في هذا العلم فيخرج النتيجة المتعارضة هذا يقول هذا حديث حسن لأنه تشبع بتلك الطرق وقام في نفسه أنها تعطي للحديث قوة تخرجه من مرتبة الضعف إلى مرتبة الحسن بل وربما إلى مرتبة الحديث الصحيح لغيره مع أن كل مفردات الطرق هي ضعيفة بينما يكون الناقد والمضعّف قد وقف على طريق أبي داود مثلا في حديث الاحتباء فيقول هذا حديث ضعيف من أجل ذلك جاء في علم المصطلح التنبيه على ما يأتي جاء في مقدمة علوم الحديث لابن صلاح أنه أو في شرحه الآن أنا أتردد في شرحه لابن الحافظ العراقي إذا وجد طالب العلم حديثا بإسناد ضعيف فلا يجوز أن يقول حديث ضعيف وإنما يقول إسناده ضعيف لاحتمال أن يكون ... لاحظ علماء الحديث حينما وجهوا هذا التنبيه وهذه النصيحة فقالوا لا يقول في حديث إسناده ضعيف حديث ضعيف وإنما يقول إسناده ضعيف خشية أن يكون لهذا الحديث إسناد آخر يتقوى به الأول أو يكون الإسناد الآخر في نفسه ثابتا من أجل هذا يقولون إتماما للنصح إلا يستثنون من هذا إلا من كان حافظا وغلب على ظنه أن هذا الحديث ليس له إلا هذا الإسناد الغريب فله أن يقول حديث ضعيف أما عامة الطّلاب بل عامة العلماء الذين لا يغلب على أنفسهم هم لأنهم أحاطوا بأكثر طرق الحديث فهؤلاء لا يجوز لهم أن يقولوا في حديث إسناده ضعيف حديث ضعيف وإنما يقولون إسناده ضعيف من أجل هذا كنت لما شرعت منذ نحو أربعين سنة تطبيقا بالقاعدة التي أشعتها في بعض كتبي تقريب السنة بين يدي الأمة لما شرعت في أول ما شرعت في سنن أبي داود فكرت في هذا المشروع تقسيم سنن أبي داود إلى صحيح وضعيف كما رأيتم خلاصة ذلك في السنن الأربعة التي طبعت قريبا فكرت وكل عمل يريد الإنسان أن يقدم إليه لابد من أن يفكر فيه وأن يضع منهجا له على بصيرة أعرف بأن في سنن أبي داود أحاديث بأسانيد ضعيفة ماذا أفعل في هذه الأحاديث التي أسانيدها ضعيفة هل أجعلها فورا في الكتاب الثاني ضعيف سنن أبي داود في هذا احتمال أن نقع في الخطأ الذي نبّه عليه علماء الحديث كما ذكرت آنفا فقد أورد حديثا في ضعيف سنن أبي داود أكون معذورا لأن السند الذي فيه يحكم بضعف هذا الحديث ولكن يمكن أن يكون له شواهد أو أن يكون له طرق أخرى يتقوى الحديث بها فتردد النظر بين طريقتين في التصنيف إما أن أقتصر على ذكر الضعيف مقتصرا في نظري على سند أبي داود وإما أن أُفرغ جهدي في تتبع هذا الحديث من كل كتب السنة حتى المخطوطة التي كانت تطولها يدي يومئذ في المكتبة الظاهرية وهذا يأخذ وقتا وجهدا كبيرا وكبيرا جدا رأيت والدين النصيحة أن أسلك الطريقة الأخرى وأن أعرض عن الطريق الأولى لأن الطريق الأولى هي على مقتضى الدين النصيحة والطريقة الأولى سهلة ولكنها ... النصيحة فجريت على أن لا أورد في ضعيف سنن أبي داود إلا بعد أن أفرغ جهدي في أن لا أجد للحديث ما يقويه فإذا ما وجدت له ما يقويه ذكرته في صحيح أبي داود واصطلحت على ذلك اصطلاحا اقتبسته من اصطلاح الترمذي فإذا كان الحديث في سنن أبي داود صحيحا قلت إسناده صحيح وإذا كان حسنا قلت إسناده حسن وإذا كان ضعيفا له شواهد قلت حديث حسن إذا كان إسناده صحيحا قلت إسناده صحيح إذا كان إسناده حسنا قلت إسناده حسن إذا كان إسناده ضعيفا لكن له شواهد تقويه قلت حديث صحيح لا أتعرض لذكر السند ونصصت على هذا في المقدمة وقد أقول حديث صحيح وإسناده ضعيف فمن يقف وهذا وقع كثيرا وكثيرا جدا بأنني جريت على هذا النسق وعلى هذا المنوال في كتابي صحيح الجامع الصغير فأنا أصحح حديثا ضعّفه المناوي لأن تضعيفه وقف على ذات الإسناد الذي عزى السيوطي المخرّج له إليه لكني أنا جريت في صحيح الجامع أيضا على هذا المنوال نفسه فصححت أحاديث ضعيفة الأسانيد كثيرة بالمئات أنقذتها من الضعيف وذكرتها في صحيح الجامع فالذي لا إحاطة عنده وهذا سئلت كثيرا كيف أنت تصحح حديث وفيه مثلا شهر بن حوشب وأنت بتقول إنه هذا رجل ضعيف كيف وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو كذلك ضعيف إلى آخره الجواب أن التصحيح أو التحسين يكون من النوع الثاني وهو لغيره هذه الأمور لابد من ملاحظتها حتى تذهب البلبلة من بعض الناس الذين يقفون على مثل هذا التعارض وأنا لا أريد يشهد الله لا أريد من هذا الكلام أن تحكموا بقول فلان أصاب وفلان أخطأ فقد يكون العكس لكن لا تتبلبل أفكاركم استحضروا هذه الحقائق العلمية وقولوا محتمل أن الذي حسّن حسّن بسبب الدقة التي ذكرناها في الراوي ويحتمل أن الذي حسّن لأنه وجد له شاهدا أو متابعا أو ما شابه ذلك أما التحقيق هذا يحتاج إلى أهل علم والله عز وجل يقول (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) غيره؟ أنت أخذت جواب سؤاليك
السائل : شيخ حديث ذكر الحبوة الحكم فيه؟
الشيخ : لا يجوز.
السائل : ... .
الشيخ : الإحتباء منهي عنه وهذا ثابت عن الرسول عليه السلام وهنا لابد لي من أن أذكر شيئا أو أكثر من شيء واحد أرجو من إخواننا أن يتذكروا حقيقة علمية قائمة في كل العلماء وهي أن العالم لا ينبغي أن يتبادر إلى أذهاننا أن عالما في الدنيا أتقن كل علم يلزم العالم أن يكون عالما به لأن ما شاع في العصر الحاضر أوحته ضرورة إنتباه أهل الاختصاص بأنه لابد من اختصاص لأنه يفيد المتخصص في علم ما ما لا يفيده العالم الجامع للعلوم فمن جمع العلوم كلها لن يتقن علما واحدا منها إلا إذا كان قد أُوتي حفظا وذكاءً بالغا وهذا نادر جدا أن نراه في العلماء ولذلك كان في العلماء المفسرون والمحدثون والفقهاء والنحويون ونحو ذلك فيجب أن نراعي موضوع التخصص فإذا كان عالم متخصصا مثلا في الفرائض، وآخر فقيه لكنه ليس متخصصا في الفرائض فالثقة بالمتخصص في هذا العلم ينبغي أن توضع فيه أكثر من العالم الفقيه غير المتخصص في الفرائض وعلى ذلك فقس في كل العلوم فحينما تقول أنت أو غيرك بعض أهل العلم ضعّف الحديث الفلاني أو صحّح الحديث الفلاني فيجب أن تخطّر في بالك هل هذا المضعّف أو المصحّح هو من أهل الاختصاص في علم التصحيح والتضعيف أم هو عالم فاضل؟ والله إذا كان متخصصا في هذا العلم فله وزنه ولا يجوز أن ينتقد لمجرد انتقاد عالم له والعكس بالعكس تماما هذا الشيء الأول الذي لابد من التنبيه عليه، الشيء الثاني أن من نتيجة عدم التخصص في علم ما أنه لا يتنبه لبعض الدقائق والتفاصيل التي يجب أن يكون على علم بها حتى يكون حكمه في الأحاديث أقرب ما يكون إلى الصواب بيان هذا أنكم تعلمون جميعا أن الحديث عند العلماء ينقسم تقسيما مجملا إلى ثلاثة أقسام الصحيح والحسن والضعيف ثم تعلمون أن لكل قسم من هذه الأقسام أقسام كثيرة ولست الآن في صدد هذا التفصيل وإنما آخذ منه المرتبة الوسطى الحديث الحسن، صحيح حسن ضعيف كل حديث حسن على وجه الأرض لا يخلو من أحد شيئين إما أن يكون حسنا لذاته وإما أن يكون حسنا لغيره فإذا كان حسنا لذاته فلابد من أن يكون في أحد رواته كلام فيأتي غير المتخصص إلى إسناد حديث ما ... نعم ما شاء الله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته من أين من أين تتكلم؟ بشرني قبل كل شيء، لا إله إلا الله أين وصل بنا الحديث أيوة كنا نتكلم عن الحديث الحسن وأن الحديث الحسن إما أن يكون حسنا لذاته أو أن يكون حسنا لغيره الحسن لذاته لابد أن يكون فيه راو فيه كلام فيأتي من لا تخصص له في الحديث ولا ممارسة له فيه فيجد ضعفا ما في راوي الحديث الحسن فينطلق قائلا هذا حديث ضعيف وهو له ... وله سند ما حينما يحكم بالضعف لكنه سند على شفا جرف هار لم؟ لأنه قد يمكن أن يأتي آخر مثله حديث عهد بهذا الفن أو العلم يقول لا هذا حديث صحيح ويعتمد أيضا كمثل اعتماده على قول بعض العلماء النقّاد في هذا الراوي الذي اعتمد هو على قول من ضعّفه فيأتي الآخر ويعتمد على قول من وثّقه فيقول هذا حديث صحيح فيقعان في تنافر وتضاد في حكميهما يأتي ثالث يكون على شيء من زيادة في هذا العلم فماذا يفعل يقابل أقوال الأئمة الناقدين والمتكلمين في هذا الراوي فيجد ما اعتمد كل منهما يجد فيه تضعيفا ويجد فيه توثيقا ولكن يلمح هناك في أقوال أئمة آخرين بأن تضعيفه جاء من قبل سوء حفظه وليس تهمة له في صدقه ثم يقابل أقوال الموثقين له فيجدها أقوالا مطلقة فيجري هنا ما يشبه عملية التوثيق بين النصوص الفقهية نص عام يخصّص بالنص الخاص ونص مطلق يقيد بالنص المقيِّد وهكذا فيخرج هو بنتيجة أقرب إلى الصواب من نتيجة كل من الشخصين المتعارضين في حكميهما هذا ضعّف وذاك صحح فيخرج هو بنتيجة وسط ألا وهو أن الحديث حسن من أجل هذه المفارقات التي يجدها الباحث في تراجم الرواة والتي ينتج من هذه المفارقات الاختلاف في إصدار الحكم على الحديث ما بين الصحيح وحسن وضعيف هذا كما ترون في الراوي المختلف فيه يقول الإمام النقّاد ابن الذهبي الدمشقي رحمه الله في رسالته الموقظة حينما يتكلم عن الحديث الحسن إنه من أدق أنواع علوم الحديث والسبب له وجوه هذا وجه مما ذكرته لأن الباحث حينما يقف على إسناد ما ويجد فيه رجلا مختلفا فيه فلابد له من أن يوازن بين أقوال المختلفين في هذا الراوي كما شرحت لكم آنفا لكن الأدق في الموضوع والأعجب إنه هذا الوازن الذي يريد أن يوازن بين الأقوال المختلفة في الراوي الواحد قد يختلف اجتهاده نفسه فتارة يضعّف هذا الراوي ويضعّف بالتالي حديثه وتارة يحسّنه لأنه يرى أقوالا مختلفة فاجتهاده يختلف فلذلك كان الحكم على الحديث بأنه حسن من أدق علوم الحديث كما شهد بذلك من هو من أشهر النقاد في علم الحديث ألا وهو الإمام الذهبي هذا إذا كان البحث في الحديث الحسن لذاته أما إذا كان البحث في الحديث الحسن لغيره فهو أشكل وأشكل ولذلك فقد يكون الحديث ليس له سند صحيح ولا حسن لكن الباحث المتمكن في هذا العلم والذي أتيحت له فرص لم تتح لغيره حتى ولو كان متخصصا من الاطلاع على قسم كبير من المخطوطات فضلا عن المطبوعات فهذا بلا شك ستتسع دائرة أُفقه واطلاعه على مفردات الطرق أكثر ممن يشاركه في هذا التخصّص في العلم ومن باب أولى أكثر ممن ليس له تخصصا في هذا العلم فيخرج النتيجة المتعارضة هذا يقول هذا حديث حسن لأنه تشبع بتلك الطرق وقام في نفسه أنها تعطي للحديث قوة تخرجه من مرتبة الضعف إلى مرتبة الحسن بل وربما إلى مرتبة الحديث الصحيح لغيره مع أن كل مفردات الطرق هي ضعيفة بينما يكون الناقد والمضعّف قد وقف على طريق أبي داود مثلا في حديث الاحتباء فيقول هذا حديث ضعيف من أجل ذلك جاء في علم المصطلح التنبيه على ما يأتي جاء في مقدمة علوم الحديث لابن صلاح أنه أو في شرحه الآن أنا أتردد في شرحه لابن الحافظ العراقي إذا وجد طالب العلم حديثا بإسناد ضعيف فلا يجوز أن يقول حديث ضعيف وإنما يقول إسناده ضعيف لاحتمال أن يكون ... لاحظ علماء الحديث حينما وجهوا هذا التنبيه وهذه النصيحة فقالوا لا يقول في حديث إسناده ضعيف حديث ضعيف وإنما يقول إسناده ضعيف خشية أن يكون لهذا الحديث إسناد آخر يتقوى به الأول أو يكون الإسناد الآخر في نفسه ثابتا من أجل هذا يقولون إتماما للنصح إلا يستثنون من هذا إلا من كان حافظا وغلب على ظنه أن هذا الحديث ليس له إلا هذا الإسناد الغريب فله أن يقول حديث ضعيف أما عامة الطّلاب بل عامة العلماء الذين لا يغلب على أنفسهم هم لأنهم أحاطوا بأكثر طرق الحديث فهؤلاء لا يجوز لهم أن يقولوا في حديث إسناده ضعيف حديث ضعيف وإنما يقولون إسناده ضعيف من أجل هذا كنت لما شرعت منذ نحو أربعين سنة تطبيقا بالقاعدة التي أشعتها في بعض كتبي تقريب السنة بين يدي الأمة لما شرعت في أول ما شرعت في سنن أبي داود فكرت في هذا المشروع تقسيم سنن أبي داود إلى صحيح وضعيف كما رأيتم خلاصة ذلك في السنن الأربعة التي طبعت قريبا فكرت وكل عمل يريد الإنسان أن يقدم إليه لابد من أن يفكر فيه وأن يضع منهجا له على بصيرة أعرف بأن في سنن أبي داود أحاديث بأسانيد ضعيفة ماذا أفعل في هذه الأحاديث التي أسانيدها ضعيفة هل أجعلها فورا في الكتاب الثاني ضعيف سنن أبي داود في هذا احتمال أن نقع في الخطأ الذي نبّه عليه علماء الحديث كما ذكرت آنفا فقد أورد حديثا في ضعيف سنن أبي داود أكون معذورا لأن السند الذي فيه يحكم بضعف هذا الحديث ولكن يمكن أن يكون له شواهد أو أن يكون له طرق أخرى يتقوى الحديث بها فتردد النظر بين طريقتين في التصنيف إما أن أقتصر على ذكر الضعيف مقتصرا في نظري على سند أبي داود وإما أن أُفرغ جهدي في تتبع هذا الحديث من كل كتب السنة حتى المخطوطة التي كانت تطولها يدي يومئذ في المكتبة الظاهرية وهذا يأخذ وقتا وجهدا كبيرا وكبيرا جدا رأيت والدين النصيحة أن أسلك الطريقة الأخرى وأن أعرض عن الطريق الأولى لأن الطريق الأولى هي على مقتضى الدين النصيحة والطريقة الأولى سهلة ولكنها ... النصيحة فجريت على أن لا أورد في ضعيف سنن أبي داود إلا بعد أن أفرغ جهدي في أن لا أجد للحديث ما يقويه فإذا ما وجدت له ما يقويه ذكرته في صحيح أبي داود واصطلحت على ذلك اصطلاحا اقتبسته من اصطلاح الترمذي فإذا كان الحديث في سنن أبي داود صحيحا قلت إسناده صحيح وإذا كان حسنا قلت إسناده حسن وإذا كان ضعيفا له شواهد قلت حديث حسن إذا كان إسناده صحيحا قلت إسناده صحيح إذا كان إسناده حسنا قلت إسناده حسن إذا كان إسناده ضعيفا لكن له شواهد تقويه قلت حديث صحيح لا أتعرض لذكر السند ونصصت على هذا في المقدمة وقد أقول حديث صحيح وإسناده ضعيف فمن يقف وهذا وقع كثيرا وكثيرا جدا بأنني جريت على هذا النسق وعلى هذا المنوال في كتابي صحيح الجامع الصغير فأنا أصحح حديثا ضعّفه المناوي لأن تضعيفه وقف على ذات الإسناد الذي عزى السيوطي المخرّج له إليه لكني أنا جريت في صحيح الجامع أيضا على هذا المنوال نفسه فصححت أحاديث ضعيفة الأسانيد كثيرة بالمئات أنقذتها من الضعيف وذكرتها في صحيح الجامع فالذي لا إحاطة عنده وهذا سئلت كثيرا كيف أنت تصحح حديث وفيه مثلا شهر بن حوشب وأنت بتقول إنه هذا رجل ضعيف كيف وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو كذلك ضعيف إلى آخره الجواب أن التصحيح أو التحسين يكون من النوع الثاني وهو لغيره هذه الأمور لابد من ملاحظتها حتى تذهب البلبلة من بعض الناس الذين يقفون على مثل هذا التعارض وأنا لا أريد يشهد الله لا أريد من هذا الكلام أن تحكموا بقول فلان أصاب وفلان أخطأ فقد يكون العكس لكن لا تتبلبل أفكاركم استحضروا هذه الحقائق العلمية وقولوا محتمل أن الذي حسّن حسّن بسبب الدقة التي ذكرناها في الراوي ويحتمل أن الذي حسّن لأنه وجد له شاهدا أو متابعا أو ما شابه ذلك أما التحقيق هذا يحتاج إلى أهل علم والله عز وجل يقول (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) غيره؟ أنت أخذت جواب سؤاليك
السائل : شيخ حديث ذكر الحبوة الحكم فيه؟
الشيخ : لا يجوز.
فائدة: قسم أهل العلم الأحكام الشرعية إلى قسمين، تعبدي غير معقول المعنى ومعقول المعنى. مع مواصلة الإجابة عن السؤال السابق.
الشيخ : وأنت الآن بإعادتك لسؤالك تذكرني بضرورة ذكر فائدة أخرى أهل العلم يقسمون الأحكام الشرعية إلى قسمين قسم تعبدي محض لا مجال للعقل فيه وإنما هو التسليم المطلق هكذا جاء الشرع فنسلم تسليما القسم الآخر لابد من التسليم صحيح ولكن للعقل فيه مجال للتفكير يا ترى ما هو السبب في أن الرسول عليه السلام قال كذا وأمر بكذا أو نهى عن كذا فهناك قسم آخر يسمونه مقابل القسم الأول عرفنا أن القسم الأول يسمونه بالتعبدي وزيادة في ذلك تعبدي غير معقول المعنى، القسم الثاني معقول المعنى نأخذ مثلا مثالين واضحين، المثال الأول أكثر العبادات الصلوات الخمس أربع أربع أربع ثلاث ركعات ركعتين لم ما الحكمة في ذلك؟ الله أعلم (( ويسلموا تسليما )) جهر وسر جهر دون سر سر دون جهر لم ما الحكمة؟ الله أعلم تعبدي ربنا أراد أن يكلفنا ليمتحننا (( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا )) من جملة الابتلاء أن فرض علينا عبادات غير معقولة المعنى بنشوف نتفلسف كعلماء الكلام وعلماء المنطق ونحو ذلك أم نحن نعترف بعبوديتنا لله فنخضع له ونسلم تسليما من زاوية أخرى شرع لنا أحكاما من نوع آخر معقولة المعنى لأن الإسلام في الإجمال كله عقل (( أفلا يعقلون )) (( أفلا يتدبرون )) إلى آخره لكن القسم الأول لابد منه لتظهر عبودية الإنسان لخالق الإنسان فضربنا مثلا الآن الصلوات الخمس وما فيها من صور مختلفة كما شرحنا يحاول كثير من الناس المتفلسفين في العصر الحاضر أن يتكلفوا لاستكشاف الحكمة من هذا التفاوت بين هذه الصلوات الخمس فنحن نقول هذا تعبدي محض، القسم الثاني معقول المعنى إذا استحضرنا مثلا قوله عليه السلام ( لا تحاسدوا لا تباغضوا لا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ) هذه نواهي ومنها مثلا ( نهى عن بيع الغرر ) ما يتسأل متسائل لماذا نهى عن بيع الغرر لأن الحكمة واضحة لما فيه من الضرر أو من الغش للشاري من البائع وهكذا فهذه أحكام معقولة المعنى فالعلماء في هذين القسمين منهم المفكر والباحث ومنهم المتوقف الجامد لأنه يخشى أن تزل به القدم في بعض الأحكام فيتكلف ادّعاء أنه معقول المعنى فيأتي بشيء ما هو بسليم هذا من جهة ومن جهة أخرى يتورّع عن فلسفة الأحكام الشرعية ولو كانت من القسم الثاني أي معقولة المعنى إلا إذا كانت واضحة جلية كالشمس في رابعة النهار يتورع عن أن يحاول تعديل بعض الأحكام الشرعية للحِكم والمصالح للعباد ولماذا وهذا أنا لمسته لمس اليد في بعض الشباب إذا ما مرّنوا أو عوّدوا على أن يتلقوا الحكم الشرعي مقرونا بالتعليل العقلي يصبحون مع الزمن لا يقبلون الأحكام الشرعية إلا مقرونة بالعلل العقلية أو التعليلات العقلية فيقعون في الشك في بعض الأحكام الشرعية لأنهم لم يعرفوا حِكمها ونحن نقول إن هذا باب ظاهره الرحمة وباطنه العذاب لأن الأمر كما قلنا آنفا إنما الأعمال بالخواتيم فإذا كان من نتائج تعويد طلاب العلم على أن يتقبلوا الأحكام الشرعية مقرونة بالتعليلات العقلية فسوف يعتادون على ألا يقبلوا ما كان من القسم الأول أي التعبدي المحض ولذلك وأنا أتورع وأتحاشى في أكثر الأحيان لاسيما إذا كان الحكم أو إذا كانت العلة غير واضحة فلا أُجهد فكري ونفسي في استكشاف حِكم التشريع كما يقال في هذا الزمان لكن أحيانا يكون الأمر واضحا جدا ما يحتاج إلى تكلف وإنما يحتاج إلى التذكير كون الآن إنسان جالس في المسجد أو في أي مكان ليس مستندا إستنادي هذا وكان متعبا بعض الشيء ما الذي يساعده على أن يركن إلى الراحة ومن ذلك النعاس الذي يتلوه عادةً النوم إذا كان متكئا ذلك أسرع له ليصل إلى النعاس أم إذا كان غير متكئا؟ هذا معروف بالتجربة من هذا النوع من الاتكاء هو الاحتباء الإنسان لما يحتبي هكذا في المسجد والخطيب يخطب يوم الجمعة فسيحاول طبيعة الإنسان أن تتبع هذا الإنسان بمقدمات النعاس ثم يأتي بعد النعاس النوم وقد يترتب من وراء ذلك ليس أن يفوته فائدة الذكر الذي أُمر في الكتاب الكريم بأن يسعى إليه بل وقد يكون ذلك سببا لبطلان صلاته لأن كثيرا من الناس نراهم في المساجد وأكثرهم من عامة الناس لا يهتمون بأن يفهموا ماذا قال الخطيب ولذلك يركنون إلى الراحة ويستسلمون للنعاس مبدئيا ثم ينامون فإذا أقيمت الصلاة انتبه وقام يصلي وين أنت تصلي إنت نمت فالرسول عليه السلام يقول ( من نام فليتوضأ إنما العينان وكاء السه فمن نام فليتوضأ ) وقد وقع لأحد أئمة الحديث والفقه وهو أبو عبيدة القاسم بن سلّام أو سلام وقع لهذا الإمام الفاضل الفقيه المحدث القصة التالية يقول كنت أرى من قبل أن نوم المتمكن لا ينقض الوضوء حتى وقع لي مرة يوم الجمعة والخطيب يخطب نام رجل بجانبي فلما أقيمت الصلاة قلت له يا فلان أنت نمت فاذهب وتوضأ لأنك قد خرج منك ريح قال لا أنا ما خرج مني ريح منك خرج الريح وهو كان متمكنا فعلا يعني لاحظ عليه الإمام أنه كان متمكنا ومع ذلك خرج منه ريح فإذن ما يشاع من قديم وحديث بأن نوم المتمكن لا ينقض الوضوء لأنه لا يخرج منه عادةً ريح هذا ممكن أن يكون أغلبيا إذا كان متمكنا فعلا ممكن أنه ما يخرج منه ريح لكن الناعس ما يملك نفسه فقد يميل يمنة ويسرة وهناك ينطلق الفساء فإذن يجب أن نأخذ الحديث على إطلاقه ( فمن نام فليتوضأ ) إذن يجب أن نستبعد الوسائل التي تجلب النوم إلى الجالس يوم الجمعة يسمع الخطيب منها أنه جاء في بعض الروايات أن من تسلط عليه النعاس فليغير مكانه الآن هذا مثال للقسم الذي تعرف حكمه لماذا قال فليغير؟ لأن تغيير المكان يبعد النعاس عن ذاك الإنسان فالإحتباء لو فرضنا أن حديثه ضعيف السند لكن هنا يقال إنه معقول المعنى ولا يلزم عادة من ضعف إسناد حديث ولو لم يكن له أي شيء يقويه أن يكون متن الحديث غير مقبول معناه شرعا مثلا أنتم تجدون بعض اللافتات مكتوب عليها " رأس الحكمة مخافة الله " هذا حديث ضعيف لكن معناه جميل جدا لكن ما الفرق بين قولنا معناه جميل وقولنا حديث ضعيف أي لا يجوز لنا أن نقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما دام أنه لم يثبت إسناده لكن من حيث النظر في معناه كأي كلمة يقولها أي إنسان كان عالما أو كان شاعرا أو أو إلى آخره فكلامه يحتمل أن يكون صوابا ويحتمل أن يكون خطأ فإذا كان هناك حديث ضعيف السند ليس له ما يقويه يحتمل أن يكون معناه مقبولا ويحتمل أن يكون معناه مرفوضا والأحاديث الضعيفة بل الموضوعة لا تتعدى قسما من هذين القسمين حينما يقول بعض النقاد من أئمة الحديث في ترجمة بعض الرواة يقول فلان هذه عبارة ابن حبان رحمه الله كأنها صارت علما له قال " فلان يروي المنكرات أو المعضلات عن الثقات " يعني بهذا أنه درس متون أحاديثه التي يرويها فوجدها منكرة ووجدها أنه يلصقها بالثقات الذين لا يعقل أن يتحدثوا بهذه المنكرات فمثلا جبنا نحن الآن " رأس الحكمة مخافة الله " مثل للحديث الضعيف لكن معناه فيه منتهى الحكمة لكن حينما يسمع الإنسان الحديث " البخيل عدو الله ولو كان عابدا والكريم حبيب الله ولو كان فاسقا " هذا ... الشرع لأن الإنسان لا يتقرب إلى الله بخصلة حسنة ولا يبعد من رحمة الله بخصلة سيئة وإذا سمعنا حديث " الباذنجان لما أكل له " انكشف الغطاء وظهر أنه معنى باطل بداهة وهذه الأحاديث الضعيفة فيها معاني صحيحة أحيانا وفيها معاني غير صحيحة أحيانا فالحديث ( نهى الرسول عن الإحتباء يوم الجمعة ) هو من حيث الرواية حسن أو صحيح لا أذكر الآن المرتبة بدقة ومن حيث المعنى معقول جدا لأن الاحتباء يجلب النعاس والنعاس يجلب النوم وفي ذلك تعريض لهذا المحتبي أن يخسر أمرا واحدا من أمرين لابد منه ألا وهو أن لا يستفيد من خطبة الخطيب هذا جوابي عما سألت.
6 - فائدة: قسم أهل العلم الأحكام الشرعية إلى قسمين، تعبدي غير معقول المعنى ومعقول المعنى. مع مواصلة الإجابة عن السؤال السابق. أستمع حفظ
من هم أهل الاختصاص في الحديث؟
السائل : نريد أن نعرف من أهل الاختصاص في الحديث الآن؟
الشيخ : هذا علمه عند ربي اعرفوا المتخصصين من آثارهم هناك حكمة كنت قرأتها في بعض الأناجيل على أساس أنها في الأصل كتاب أنزله الله عز وجل على عيسى عليه السلام ولا تزال فيه بعض الحكم قرأت أن عيسى عليه السلام وعظ الحواريين يوما فذكر لهم أنه سيأتي من بعده نبي صادق وأنبياء كذبة يحذرهم من الدجالين ويأمرهم بالانتباه للنبي الصادق ألا وهو كما جاء في القرآن الكريم (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) قالوا له يا عيسى كيف نعرف الصادق من الكاذب؟ فأجاب بالحكمة التالية " من ثمارهم تعرفونهم " وأنا ليس لي أن أقول فلان متخصص وفلان غير متخصص ولكن حكّموا عقولكم ودعوا أهواءكم جانبا وانظروا هل يكون متخصصا كل من ألَّف في علم ما؟ طبعا لا هذه بدهية لا تحتاج إلى مناقشة إذن من الذي يحكم عليه بأنه متخصص في ذلك العلم هنا علامتان اثنتان ظاهرتان بينتان الأولى من أكثر التأليف في هذا العلم أولا وهذا وحده لا يكفي وثانيا شهد له أهل العلم والفضل ولا ينبغي أن يكون هؤلاء الشهود متخصصين أيضا وإنما علماء شهدوا لهذا بأنه فعلا عالم ومبرّز في فنه فهذا هو المتخصص فانظروا الآن الذين يؤلّفون في علم الحديث هل تنطبق هاتان الصّفتان عليهم أم لا؟ هذا الميزان ممكن نحن أن نقدمه لكل مسلم ثم هو عليه أن يتق الله عز وجل ولا يفرط ولا يفرّط لا يضيع حق المتخصص ولا يغالي في إعطاء ما ليس لهذا المتخصص هذا هو الميزان ونسأل الله عز وجل أن يعرّفنا كيف نزن بالقسطاس المستقيم. نعم.
الشيخ : هذا علمه عند ربي اعرفوا المتخصصين من آثارهم هناك حكمة كنت قرأتها في بعض الأناجيل على أساس أنها في الأصل كتاب أنزله الله عز وجل على عيسى عليه السلام ولا تزال فيه بعض الحكم قرأت أن عيسى عليه السلام وعظ الحواريين يوما فذكر لهم أنه سيأتي من بعده نبي صادق وأنبياء كذبة يحذرهم من الدجالين ويأمرهم بالانتباه للنبي الصادق ألا وهو كما جاء في القرآن الكريم (( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )) قالوا له يا عيسى كيف نعرف الصادق من الكاذب؟ فأجاب بالحكمة التالية " من ثمارهم تعرفونهم " وأنا ليس لي أن أقول فلان متخصص وفلان غير متخصص ولكن حكّموا عقولكم ودعوا أهواءكم جانبا وانظروا هل يكون متخصصا كل من ألَّف في علم ما؟ طبعا لا هذه بدهية لا تحتاج إلى مناقشة إذن من الذي يحكم عليه بأنه متخصص في ذلك العلم هنا علامتان اثنتان ظاهرتان بينتان الأولى من أكثر التأليف في هذا العلم أولا وهذا وحده لا يكفي وثانيا شهد له أهل العلم والفضل ولا ينبغي أن يكون هؤلاء الشهود متخصصين أيضا وإنما علماء شهدوا لهذا بأنه فعلا عالم ومبرّز في فنه فهذا هو المتخصص فانظروا الآن الذين يؤلّفون في علم الحديث هل تنطبق هاتان الصّفتان عليهم أم لا؟ هذا الميزان ممكن نحن أن نقدمه لكل مسلم ثم هو عليه أن يتق الله عز وجل ولا يفرط ولا يفرّط لا يضيع حق المتخصص ولا يغالي في إعطاء ما ليس لهذا المتخصص هذا هو الميزان ونسأل الله عز وجل أن يعرّفنا كيف نزن بالقسطاس المستقيم. نعم.
الكلام على جماعة التبليغ.
السائل : بالنسبة للذين يطلعون يدعون في بعض الشباب ... العبادات هل الدعوة واجبة عليهم
الشيخ : يدعون تعني دعوة للإسلام يعني؟
السائل : أيوة التبليغ.
الشيخ : عرفته طيب هؤلاء الذين يدعون للإسلام يعرفون الإسلام؟
السائل : لا.
الشيخ : إذن إلى ماذا يدعون؟
السائل : يتعلمون.
الشيخ : يتعلمون في عقر دورهم وبلادهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه فجماعة التبليغ هذه قلتها أنا قديما ولا أزال أقولها حديثا وبعيدا وبعيدا جدا إلا إذا تغيروا كما نرجو جماعة التبليغ أو دعوة جماعة التبليغ هي صوفية عصرية والصوفية دائما قائمة على الجهل بالإسلام ولذلك أضروا بالمسلمين أكثر مما نفعوا وأنا حين أقول أكثر مما نفعوا تفهمون جيدا إنهم ينفعون وكثير من أهل العلم والفضل يأخذون هذا الجانب ويغضون ولا أستطيع أن أقول يتغاضون عن الجانب الأول أنهم يضرون أكثر مما ينفعون وربنا عز وجل لما حرّم الخمر ذكر بأنها فيها منافع للناس ولكن شرها وإثمها أكبر من نفعها فإذن لا نسوغ لأحد أو لا يسوغ لأحد أن يعمل دعاية لجماعة التبليغ بما يظهر لهم من أثر صالح في بعض النواحي وبعض الأشخاص بل علينا أن ننظر عاقبة هذه الدعوة التي تنطلق مقرونة بالجهل بالإسلام فالصوفية منذ القديم حتى هذا الزمن لها منافع ولكن شأنها في ذلك شأن الخمر المحرمة لها منافع لكن لها سيئات ولها آثام كثيرة نحن في دمشق كنا نرى حشدا عظيما حول بعض كبار شيوخ الصوفية وكنا نسمع ونعتقد أن ما نسمع ثابت وصحيح أن كثيرا من الفسّاق والفجّار تابوا وأنابوا إلى الله من فسقهم وفجورهم بسبب هذا الواعظ الصوفي فلا يمكن أن ننكر أن لهؤلاء الصوفية تأثيرا في تقويم اعوجاج بعض الناس ولو بعض التقويم ولكن ما عاقبة ذلك؟ عاقبة ذلك أنهم يصلحون من جهة ويفسدون من جهة أخرى ماذا تتصورون من شخص فعلا ناس تابوا وأنابوا بواسطة وعظهم ودرسهم إلى آخره ولكن امتلئت أذكارهم بالإنحرافات الخطيرة عن العقيدة الإسلامية الصحيحة مما وقع لي قديما يمكن من ثلاثين أو أربعين سنة صلينا صلاة القيام في رمضان في مسجد مهمل من الصلاة لأن المساجد الأخرى يصلون فيها صلاة القيام بعشرين ركعة في عشرين دقيقة فكنا نصلي صلاة القيام في نحو ساعة من الزمان في حدود السنة التي نطيقها ثم أذهب إلى دكاني حيث كنت يومئذ أصلّح الساعات فيكون اجتماعنا في ابتداء الدعوة في هذه الدكان فجاءني أحد إخواننا فذكر لي بأنه حضر درس للشيخ فلان ولا بأس من تسميته لأنكم تسمعون باسمه وهو أحمد كفتارو والذي هو مفتي الجمهورية السورية الآن وهو من قبل ورث خلافة المشيخة مشيخة الطريقة النقشبندية من شيخه محمد أمين فكان هو خليفته من بعده وكان يعطي الطريق لكل من يأتيه كان يدرس فقال لي صاحبي بأنه سمع الليلة درس للشيخ كفتارو يقول يقصّ فيما قصّ عليهم من القصص وهو قصاص ماهر يأخذ بالألباب يشبه إلى حد كبير مع اختلاف آخر بينه وبين الشيخ المصري كشك كشك واعظ خطير فعلا يأخذ بالألباب لكن مع الأسف علمه ممزوج بخرافات وأحاديث ضعيفة وموضوعة ونحو ذلك هذا كذلك علمه منحرف عن السنة تماما وهو صوفي وشيخ طريقة ويكفي لكن له أساليب يسيطر فيها على قلوب الحاضرين ويفيد في ذلك أحيانا كما ذكرت ذكر في الدرس صاحبي لا يزال يحدثني ذكر في الدرس القصة التالية زعم بأن شيخا من الشيوخ قال يوما لمريد له اذهب وائتني برأس أبيك قال له حاضر وذهب وفصل رأس أبيه من بدنه وجاء إلى شيخه فرحا مسرورا لم؟ لأنه أطاع شيخه ولو بقتل أبيه لأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد فتبسم الشيخ ضاحكا في وجهه قائلا له أتظن أنك فعلا قتلت والدك قال نعم قال لا يا مسكين أبوك مسافر وهذا صاحب أمك!! أنا آمرك بأن تقتل أباك هذا مش معقول لكن هذا صاحب أمك قصّ هذه القصة على ما فيها من ضلال وانحراف ليبني عليها ما يأتي يجب على المريد إذا أمره الشيخ بأمر مخالف الشرع أن ينفذ هذا الأمر لأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد ويعلم ما لا يعلم ألا ترون كيف قال للمريد اقتل أباك وإذا به يظهر كل الطاعة للشيخ لكن لم يقتل أباه إنما قتل صاحب أمه قصّ لي هذه القصة صاحبنا ونحن جالسون في الدكان بعد صلاة القيام ربنا يرسل قريبا له اسمه أبو يوسف وهو ابن خالته مر أمام الدكان فقام صاحبي ناداه يا أبو يوسف يا أبو يوسف انتبه ورجع القهقرى وقف أمام الدكان فتذكر الوصايا التي كان يوصى بها إن هذا الرجل وهابي هذا رجل خامسي مذهب خامس لا يجوز معاشرته ولا الدخول عنده ولا إلى آخره فوقف باهتا حتى أثر عليه قريبه وخضع لرغبته ودخل ثم أخذ صاحبي يناقشه قائلا له كيف رأيت الدرس الليلة يا أبو يوسف يعني درس الشيخ قال له ما شاء الله تجليات هذا تعبير عندنا السوري تجليات بعض إخواننا الظرفاء كان حينما يسمع مثل هذه الكلمة يقرن معها صفة أخرى يقول تجليات بقلة بقلة عندنا نصراني في باب شرقي شرقي دمشق هي حارة ومحلة النصارى وهو بائع خمور وكاتب على لافتة بخط كبير تجليات بقلة يعني خمر فيقولون بعض إخواننا حينما يسمعون ما شاء الله تجليات إي نعم تجليات بقلة قال له طيب ما رأيك فيما سمعت قصة الشيخ وأمره للمريد أن يقتل أباه أخذا يتناقشان صاحبنا لا يصح أن يقال إنه طالب علم إنما هو مستمع فلا يستطيع أن يجول وأن يقول في هذا البحث وكنت أنا وراء الطاولة التي أعمل فيها بالتصليح فقمت إليه يعني وجدت أنه لابد من التدخل في الموضوع حاولت خلاصة بما عندي من علم أن أبين له بإنه هذا أولا قصة مركبة ومزورة تزويرا فاضحا وثانيا هذه مخالفة صريحة للشريعة مثلا قلت له يا أبو يوسف الله يرضى عليك كيف يطوف بعقلك إنه هو أمر بقتل هذا الرجل في الظاهر هو أبوه لكن في الباطن الذي يعلمه الشيخ من هو؟ صاحب أمه فهو إذن زان والزاني يستحق القتل كيف يدور في عقلك هذا التبرير وهذا التعليل من الشيخ أولا إذا أمر هذا المريد بقتل هذا الرجل لأنه زان فلماذا ترك أمه وهي زانية أيضا وهي محصنة وهى تستحق القتل قولا واحدا أما الرجل فيمكن أن يكون غير محصن فلا يستحق القتل فهب أنه محصن لماذا أمر بقتل هذا وترك الأم الزانية؟ كيف يدخل في عقلك إنه يكون هذا الكلام صحيح ثم هل للشيخ أن ينفذ الحدود الشرعية التي لا يجوز أن يقوم بها إلا ولاة الأمر الحكام وأخذت أنصحه بهذه الأشياء وهو كالحجر الأصم لا يستجيب أخيرا قلت في نفسي لابد من أن أضرب يقولون عندنا على الوتر الحساس قلت له الآن يا أبو يوسف لو أن الشيخ أمرك بأن تقتل أباك هل تستجيب له تقتله؟ هنا بأى الشاهد قال أنا ما وصلت بعد إلى هذا المقام وولى مدبرا لا يعقب ماذا تفهمون من هذا الإنسان هو يصلي ويصوم إلى آخره وتوجيهات الشيخ المباركة يعني هو مستفيد منها لكن هذا ينتظر أن يصل إلى مقام إذا قال الشيخ له اذبح أباك يقول حاضر ويستجيب إذن هؤلاء يصلحون من جهة ويفسدون أكثر من جهة أخرى فجماعة التبليغ ما لم يقرنوا دعوتهم بالعلم الصحيح المستند إلى الكتاب والسنة فضررهم أكثر من نفعهم ولا يجوز تأييدهم على ما هم عليه لهذا أنا أنصحهم دائما وأبدا أن يجلسوا في المساجد ويتعلمون أولا تلاوة القرآن الكريم تلاوة لا يتقنون تلاوة القرآن، ثانيا أن يتدبروا القرآن وأن يفهموه ثالثا أن يتفقهوا في السنة لا يعرفون، شأنهم في هذا شأن جماعة الإخوان المسلمين هذا حنفي وهذا شافعي وهذا مالكي وهذا حنبلي وربما يكون فيهم الشيعي والرافضي وإنما المقصود إيش التكتيل والتجميع وكل مين يقول عندنا في الشام " كل مين على دينه الله يعينه " أما التحكيم إلى الكتاب والسنة كما قال تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )). نعم؟
سائل آخر : يا شيخ جزاك الله خير إقامة الحدود يعني للقاتل كيف يقتل هل بالسيف أم شنقا أم بالرصاص؟
الشيخ : لا قود إلا بالسيف؟
سائل آخر : والمرأة؟
الشيخ : والمرأة والمرأة.
سائل آخر : لأنه سمعت بأخبار القصاص اللي تحددت لأخوان الإسلام
الشيخ : وهو
سائل آخر : أن تقيم عليهم الحد بالرصاص.
الشيخ : أنا ما أدري على كل حال إنما هو الحد بالسيف أي نعم.
سائل آخر : ... ؟
الشيخ : هو الحديث المعروف في الصلاة لكن في ذهني منذ القديم أنه يوجد نهي مطلق أيضا لكني لا أذكره فإذا ثبت ذلك فيعمل بالحالتين معا.
سائل آخر : فيه دليل على ذلك يا شيخ؟
الشيخ : أيضا فيه حديث آخر بس لا أذكره.
سائل آخر : ما حكم يا شيخ أخذ الأجر على تعليم القرآن؟
الشيخ : إذا كنت تعني ما أقول فأنا أعني ما أقول لا يجوز لكني أخشى أن لا تعني ما تقول فحينئذ لا أعني ما أقول كيف ذلك؟ ليس كل مال يعطى لإنسان ما ينبغي أن يكون أجرا ليس كل مال يصل إلى إنسان ما ينبغي أن يأخذه أجرا فأنتم مثلا تعلمون في زمن عمر بن الخطاب أنه كان هناك ديوان فيه أسماء المهاجرين، فيه أسماء الأنصار، فيه أسماء العيال والأطفال و و إلى آخره فكان قد جعل لكل فرد راتبا مستمرا هل ترون أن هذا أجر؟ فستقولون معي لا، ماشي لأنك السائل أنت ... .
الشيخ : يدعون تعني دعوة للإسلام يعني؟
السائل : أيوة التبليغ.
الشيخ : عرفته طيب هؤلاء الذين يدعون للإسلام يعرفون الإسلام؟
السائل : لا.
الشيخ : إذن إلى ماذا يدعون؟
السائل : يتعلمون.
الشيخ : يتعلمون في عقر دورهم وبلادهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه فجماعة التبليغ هذه قلتها أنا قديما ولا أزال أقولها حديثا وبعيدا وبعيدا جدا إلا إذا تغيروا كما نرجو جماعة التبليغ أو دعوة جماعة التبليغ هي صوفية عصرية والصوفية دائما قائمة على الجهل بالإسلام ولذلك أضروا بالمسلمين أكثر مما نفعوا وأنا حين أقول أكثر مما نفعوا تفهمون جيدا إنهم ينفعون وكثير من أهل العلم والفضل يأخذون هذا الجانب ويغضون ولا أستطيع أن أقول يتغاضون عن الجانب الأول أنهم يضرون أكثر مما ينفعون وربنا عز وجل لما حرّم الخمر ذكر بأنها فيها منافع للناس ولكن شرها وإثمها أكبر من نفعها فإذن لا نسوغ لأحد أو لا يسوغ لأحد أن يعمل دعاية لجماعة التبليغ بما يظهر لهم من أثر صالح في بعض النواحي وبعض الأشخاص بل علينا أن ننظر عاقبة هذه الدعوة التي تنطلق مقرونة بالجهل بالإسلام فالصوفية منذ القديم حتى هذا الزمن لها منافع ولكن شأنها في ذلك شأن الخمر المحرمة لها منافع لكن لها سيئات ولها آثام كثيرة نحن في دمشق كنا نرى حشدا عظيما حول بعض كبار شيوخ الصوفية وكنا نسمع ونعتقد أن ما نسمع ثابت وصحيح أن كثيرا من الفسّاق والفجّار تابوا وأنابوا إلى الله من فسقهم وفجورهم بسبب هذا الواعظ الصوفي فلا يمكن أن ننكر أن لهؤلاء الصوفية تأثيرا في تقويم اعوجاج بعض الناس ولو بعض التقويم ولكن ما عاقبة ذلك؟ عاقبة ذلك أنهم يصلحون من جهة ويفسدون من جهة أخرى ماذا تتصورون من شخص فعلا ناس تابوا وأنابوا بواسطة وعظهم ودرسهم إلى آخره ولكن امتلئت أذكارهم بالإنحرافات الخطيرة عن العقيدة الإسلامية الصحيحة مما وقع لي قديما يمكن من ثلاثين أو أربعين سنة صلينا صلاة القيام في رمضان في مسجد مهمل من الصلاة لأن المساجد الأخرى يصلون فيها صلاة القيام بعشرين ركعة في عشرين دقيقة فكنا نصلي صلاة القيام في نحو ساعة من الزمان في حدود السنة التي نطيقها ثم أذهب إلى دكاني حيث كنت يومئذ أصلّح الساعات فيكون اجتماعنا في ابتداء الدعوة في هذه الدكان فجاءني أحد إخواننا فذكر لي بأنه حضر درس للشيخ فلان ولا بأس من تسميته لأنكم تسمعون باسمه وهو أحمد كفتارو والذي هو مفتي الجمهورية السورية الآن وهو من قبل ورث خلافة المشيخة مشيخة الطريقة النقشبندية من شيخه محمد أمين فكان هو خليفته من بعده وكان يعطي الطريق لكل من يأتيه كان يدرس فقال لي صاحبي بأنه سمع الليلة درس للشيخ كفتارو يقول يقصّ فيما قصّ عليهم من القصص وهو قصاص ماهر يأخذ بالألباب يشبه إلى حد كبير مع اختلاف آخر بينه وبين الشيخ المصري كشك كشك واعظ خطير فعلا يأخذ بالألباب لكن مع الأسف علمه ممزوج بخرافات وأحاديث ضعيفة وموضوعة ونحو ذلك هذا كذلك علمه منحرف عن السنة تماما وهو صوفي وشيخ طريقة ويكفي لكن له أساليب يسيطر فيها على قلوب الحاضرين ويفيد في ذلك أحيانا كما ذكرت ذكر في الدرس صاحبي لا يزال يحدثني ذكر في الدرس القصة التالية زعم بأن شيخا من الشيوخ قال يوما لمريد له اذهب وائتني برأس أبيك قال له حاضر وذهب وفصل رأس أبيه من بدنه وجاء إلى شيخه فرحا مسرورا لم؟ لأنه أطاع شيخه ولو بقتل أبيه لأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد فتبسم الشيخ ضاحكا في وجهه قائلا له أتظن أنك فعلا قتلت والدك قال نعم قال لا يا مسكين أبوك مسافر وهذا صاحب أمك!! أنا آمرك بأن تقتل أباك هذا مش معقول لكن هذا صاحب أمك قصّ هذه القصة على ما فيها من ضلال وانحراف ليبني عليها ما يأتي يجب على المريد إذا أمره الشيخ بأمر مخالف الشرع أن ينفذ هذا الأمر لأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد ويعلم ما لا يعلم ألا ترون كيف قال للمريد اقتل أباك وإذا به يظهر كل الطاعة للشيخ لكن لم يقتل أباه إنما قتل صاحب أمه قصّ لي هذه القصة صاحبنا ونحن جالسون في الدكان بعد صلاة القيام ربنا يرسل قريبا له اسمه أبو يوسف وهو ابن خالته مر أمام الدكان فقام صاحبي ناداه يا أبو يوسف يا أبو يوسف انتبه ورجع القهقرى وقف أمام الدكان فتذكر الوصايا التي كان يوصى بها إن هذا الرجل وهابي هذا رجل خامسي مذهب خامس لا يجوز معاشرته ولا الدخول عنده ولا إلى آخره فوقف باهتا حتى أثر عليه قريبه وخضع لرغبته ودخل ثم أخذ صاحبي يناقشه قائلا له كيف رأيت الدرس الليلة يا أبو يوسف يعني درس الشيخ قال له ما شاء الله تجليات هذا تعبير عندنا السوري تجليات بعض إخواننا الظرفاء كان حينما يسمع مثل هذه الكلمة يقرن معها صفة أخرى يقول تجليات بقلة بقلة عندنا نصراني في باب شرقي شرقي دمشق هي حارة ومحلة النصارى وهو بائع خمور وكاتب على لافتة بخط كبير تجليات بقلة يعني خمر فيقولون بعض إخواننا حينما يسمعون ما شاء الله تجليات إي نعم تجليات بقلة قال له طيب ما رأيك فيما سمعت قصة الشيخ وأمره للمريد أن يقتل أباه أخذا يتناقشان صاحبنا لا يصح أن يقال إنه طالب علم إنما هو مستمع فلا يستطيع أن يجول وأن يقول في هذا البحث وكنت أنا وراء الطاولة التي أعمل فيها بالتصليح فقمت إليه يعني وجدت أنه لابد من التدخل في الموضوع حاولت خلاصة بما عندي من علم أن أبين له بإنه هذا أولا قصة مركبة ومزورة تزويرا فاضحا وثانيا هذه مخالفة صريحة للشريعة مثلا قلت له يا أبو يوسف الله يرضى عليك كيف يطوف بعقلك إنه هو أمر بقتل هذا الرجل في الظاهر هو أبوه لكن في الباطن الذي يعلمه الشيخ من هو؟ صاحب أمه فهو إذن زان والزاني يستحق القتل كيف يدور في عقلك هذا التبرير وهذا التعليل من الشيخ أولا إذا أمر هذا المريد بقتل هذا الرجل لأنه زان فلماذا ترك أمه وهي زانية أيضا وهي محصنة وهى تستحق القتل قولا واحدا أما الرجل فيمكن أن يكون غير محصن فلا يستحق القتل فهب أنه محصن لماذا أمر بقتل هذا وترك الأم الزانية؟ كيف يدخل في عقلك إنه يكون هذا الكلام صحيح ثم هل للشيخ أن ينفذ الحدود الشرعية التي لا يجوز أن يقوم بها إلا ولاة الأمر الحكام وأخذت أنصحه بهذه الأشياء وهو كالحجر الأصم لا يستجيب أخيرا قلت في نفسي لابد من أن أضرب يقولون عندنا على الوتر الحساس قلت له الآن يا أبو يوسف لو أن الشيخ أمرك بأن تقتل أباك هل تستجيب له تقتله؟ هنا بأى الشاهد قال أنا ما وصلت بعد إلى هذا المقام وولى مدبرا لا يعقب ماذا تفهمون من هذا الإنسان هو يصلي ويصوم إلى آخره وتوجيهات الشيخ المباركة يعني هو مستفيد منها لكن هذا ينتظر أن يصل إلى مقام إذا قال الشيخ له اذبح أباك يقول حاضر ويستجيب إذن هؤلاء يصلحون من جهة ويفسدون أكثر من جهة أخرى فجماعة التبليغ ما لم يقرنوا دعوتهم بالعلم الصحيح المستند إلى الكتاب والسنة فضررهم أكثر من نفعهم ولا يجوز تأييدهم على ما هم عليه لهذا أنا أنصحهم دائما وأبدا أن يجلسوا في المساجد ويتعلمون أولا تلاوة القرآن الكريم تلاوة لا يتقنون تلاوة القرآن، ثانيا أن يتدبروا القرآن وأن يفهموه ثالثا أن يتفقهوا في السنة لا يعرفون، شأنهم في هذا شأن جماعة الإخوان المسلمين هذا حنفي وهذا شافعي وهذا مالكي وهذا حنبلي وربما يكون فيهم الشيعي والرافضي وإنما المقصود إيش التكتيل والتجميع وكل مين يقول عندنا في الشام " كل مين على دينه الله يعينه " أما التحكيم إلى الكتاب والسنة كما قال تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )). نعم؟
سائل آخر : يا شيخ جزاك الله خير إقامة الحدود يعني للقاتل كيف يقتل هل بالسيف أم شنقا أم بالرصاص؟
الشيخ : لا قود إلا بالسيف؟
سائل آخر : والمرأة؟
الشيخ : والمرأة والمرأة.
سائل آخر : لأنه سمعت بأخبار القصاص اللي تحددت لأخوان الإسلام
الشيخ : وهو
سائل آخر : أن تقيم عليهم الحد بالرصاص.
الشيخ : أنا ما أدري على كل حال إنما هو الحد بالسيف أي نعم.
سائل آخر : ... ؟
الشيخ : هو الحديث المعروف في الصلاة لكن في ذهني منذ القديم أنه يوجد نهي مطلق أيضا لكني لا أذكره فإذا ثبت ذلك فيعمل بالحالتين معا.
سائل آخر : فيه دليل على ذلك يا شيخ؟
الشيخ : أيضا فيه حديث آخر بس لا أذكره.
سائل آخر : ما حكم يا شيخ أخذ الأجر على تعليم القرآن؟
الشيخ : إذا كنت تعني ما أقول فأنا أعني ما أقول لا يجوز لكني أخشى أن لا تعني ما تقول فحينئذ لا أعني ما أقول كيف ذلك؟ ليس كل مال يعطى لإنسان ما ينبغي أن يكون أجرا ليس كل مال يصل إلى إنسان ما ينبغي أن يأخذه أجرا فأنتم مثلا تعلمون في زمن عمر بن الخطاب أنه كان هناك ديوان فيه أسماء المهاجرين، فيه أسماء الأنصار، فيه أسماء العيال والأطفال و و إلى آخره فكان قد جعل لكل فرد راتبا مستمرا هل ترون أن هذا أجر؟ فستقولون معي لا، ماشي لأنك السائل أنت ... .
اضيفت في - 2006-04-10