فتاوى جدة-10
هل يجوز التبرع بالكلى بعد الموت؟
الشيخ : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فأسأل الله عز وجل أن يجعلنا من يجعلنا أهل الذكر وأن يجعلكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ثم يجعلنا وإياكم جميعا ممن يعملون بما علموا فاسألوا الآن ما يتيسر لكم تفضل.
السائل : اطرادا لموضوع أمس بالنسبة للتبرع بالكلى هل يجوز التبرع بالكلى بعد موت الإنسان أي أن يتبرع بعضو من أعضائه؟
الشيخ : لو تنبهت لما كنت ذكرته من عدم جواز التبرع إلى أنه فقد ذكرت في الأمس القريب سببين اثنين لمنع التطوع بالكلية أحدهما يشمل الحي والميت ألا وهو نهيه عليه الصلاة والسلام عن التمثيل وبخاصة أن النهي عن التمثيل أول ما يقصد به هو الميت فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى مرة قتيلا قد مثّل به فنهى عن المثلى يضاف إلى ما كان ذكرته فيما أشرت إليه قوله عليه الصلاة والسلام ( كسر عظم الميت ككسره حيا ) ولذلك فلا فرق في هذا الحكم بين الحي والميت تفضل ارفع صوتك.
السائل : اطرادا لموضوع أمس بالنسبة للتبرع بالكلى هل يجوز التبرع بالكلى بعد موت الإنسان أي أن يتبرع بعضو من أعضائه؟
الشيخ : لو تنبهت لما كنت ذكرته من عدم جواز التبرع إلى أنه فقد ذكرت في الأمس القريب سببين اثنين لمنع التطوع بالكلية أحدهما يشمل الحي والميت ألا وهو نهيه عليه الصلاة والسلام عن التمثيل وبخاصة أن النهي عن التمثيل أول ما يقصد به هو الميت فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى مرة قتيلا قد مثّل به فنهى عن المثلى يضاف إلى ما كان ذكرته فيما أشرت إليه قوله عليه الصلاة والسلام ( كسر عظم الميت ككسره حيا ) ولذلك فلا فرق في هذا الحكم بين الحي والميت تفضل ارفع صوتك.
ما صحة حديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم الرجل أن ينتعل وهو قائم وما معناه ؟
السائل : في حديث في صحيح الجامع الصغير يقول عليه الصلاة والسلام ( نهى الرجل أن ينتعل وهو قائم )
الشيخ : نعم
السائل : نريد فقه هذا الحديث ؟
الشيخ : كثر السؤال عن هذا الحديث في كل بلد نزلته وتكرر هذا الحديث لا شك في ثبوته بل وفي صحته ولكن النهي عنه أو النهي فيه إنما هو كما يقول بعض أهل العلم من باب الإرشاد ما كان كذلك فيلاحظ فيه أن النهي معقول المعنى وليس تعبديا محضا وقد كنت في جلسة ماضية قد تكلمت بشيء من التفصيل عن الأحكام الشرعية وأنها تنقسم إلى قسمين تعبدية غير معقولة المعنى ومعقولة المعنى فما كان من القسم الأول لا يوجه لأي توجيه يخالف الاستسلام والتعبد بما جاء به الشرع أما ما كان من القسم الأول أي ما كان معقول المعنى فهنا للعلماء جولات ومفاهيم يفتح لكل منهم بحسب ما كتب الله له فهذا الحديث نهى عن أن ينتعل الرجل قائما هل هو من القسم الأول أي هل هو تعبدي محض فيوقف عند النهي ولا يفصّل أم هو معقول المعنى بعض العلماء ذهبوا إلى الأمر الثاني وأنا اطمأننت إليه بناء على ذلك أي بناء على كون النهي معقول المعنى مفهوم المراد به وهو الرفق رفق الإنسان بنفسه واعتنائه بها خشية أن يقع فيما يضره إذا لوحظ هذا المعنى فلا شك أن النعال تختلف من حيث سهولة لباسها ومن حيث صعوبة ذلك فما كان من النوع الأول سهل الانتعال فحين ذاك لا بأس من أن ينتعل الرجل قائما لأنه لا يخشى عليه ضرر ما بخلاف ما إذا كان النعل صعب الانتعال حين ذاك خشية أن تزل به القدم أو ينقلب يمينا أو يسارا أو على ظهره أو يكب على وجهه على الأرض حينئذ يجلس ويطمئن وينتعل بهذا التفصيل يمكن فهم الحديث بحيث أنه لا يعرقل على الناس عملية الانتعال السهلة ونحن نفخر والحمد لله بأن الإسلام دين سمح سهل كما قال عليه الصلاة والسلام ( بعثت بالحنيفية السمحة ) وأنتم ترون الآن حينما يدخل المسلم إلى المسجد فيصلي ما كتب الله له ثم إذا ما سلم الإمام من الصلاة خرج الناس زرافات ووحدانا يكاد باب المسجد مهما كان وسيعا لا يتسع لهم إلا على الرفق بعضهم ببعض والتمهل فإذا ما أرادوا الانتعال تصوروا الآن فيما لو كان كل نعل يجب أن يجلس صاحبه لانتعاله ماذا سيقع حينما يخرج الجمهور من المسجد خاصة في المسجدين الحرمين الشريفين فإذاً ينبغي أن يلاحظ الذي يريد الانتعال المعنى المذكور إن كان الانتعال ما يحتاج إلا أن يدك هذه ثم هذه ثم ينطلق فليس به من حاجة بأن يجلس على الأرض لينتعل أما إذا كان النعل من تلك النعال الطويلة اللي يسمى في بعض البلاد بالجزمة ما أدري أنتم ماذا تسمونه أي ما يمكن أن يسمى بالخف الذي له ساق يستر مكان الفرض فهذا بلا شك لا يمكن أن يلبس كما تلبس هذه النعال المعروفة في هذه البلاد فإذاً أستطيع أن أقول أخيرا مقتبسا من قوله تبارك وتعالى في خصوص هذه المسألة (( بل الإنسان على نفسه بصيرة )) فمن كان انتعاله صعب اللبس فعليه أن يجلس خشية أن يصاب بشيء ليس في حسبانه ومن كان نعله سهل الانتعال فلا بأس عليه من أن ينتعل قائما هذا ماعندي تفضل.
الشيخ : نعم
السائل : نريد فقه هذا الحديث ؟
الشيخ : كثر السؤال عن هذا الحديث في كل بلد نزلته وتكرر هذا الحديث لا شك في ثبوته بل وفي صحته ولكن النهي عنه أو النهي فيه إنما هو كما يقول بعض أهل العلم من باب الإرشاد ما كان كذلك فيلاحظ فيه أن النهي معقول المعنى وليس تعبديا محضا وقد كنت في جلسة ماضية قد تكلمت بشيء من التفصيل عن الأحكام الشرعية وأنها تنقسم إلى قسمين تعبدية غير معقولة المعنى ومعقولة المعنى فما كان من القسم الأول لا يوجه لأي توجيه يخالف الاستسلام والتعبد بما جاء به الشرع أما ما كان من القسم الأول أي ما كان معقول المعنى فهنا للعلماء جولات ومفاهيم يفتح لكل منهم بحسب ما كتب الله له فهذا الحديث نهى عن أن ينتعل الرجل قائما هل هو من القسم الأول أي هل هو تعبدي محض فيوقف عند النهي ولا يفصّل أم هو معقول المعنى بعض العلماء ذهبوا إلى الأمر الثاني وأنا اطمأننت إليه بناء على ذلك أي بناء على كون النهي معقول المعنى مفهوم المراد به وهو الرفق رفق الإنسان بنفسه واعتنائه بها خشية أن يقع فيما يضره إذا لوحظ هذا المعنى فلا شك أن النعال تختلف من حيث سهولة لباسها ومن حيث صعوبة ذلك فما كان من النوع الأول سهل الانتعال فحين ذاك لا بأس من أن ينتعل الرجل قائما لأنه لا يخشى عليه ضرر ما بخلاف ما إذا كان النعل صعب الانتعال حين ذاك خشية أن تزل به القدم أو ينقلب يمينا أو يسارا أو على ظهره أو يكب على وجهه على الأرض حينئذ يجلس ويطمئن وينتعل بهذا التفصيل يمكن فهم الحديث بحيث أنه لا يعرقل على الناس عملية الانتعال السهلة ونحن نفخر والحمد لله بأن الإسلام دين سمح سهل كما قال عليه الصلاة والسلام ( بعثت بالحنيفية السمحة ) وأنتم ترون الآن حينما يدخل المسلم إلى المسجد فيصلي ما كتب الله له ثم إذا ما سلم الإمام من الصلاة خرج الناس زرافات ووحدانا يكاد باب المسجد مهما كان وسيعا لا يتسع لهم إلا على الرفق بعضهم ببعض والتمهل فإذا ما أرادوا الانتعال تصوروا الآن فيما لو كان كل نعل يجب أن يجلس صاحبه لانتعاله ماذا سيقع حينما يخرج الجمهور من المسجد خاصة في المسجدين الحرمين الشريفين فإذاً ينبغي أن يلاحظ الذي يريد الانتعال المعنى المذكور إن كان الانتعال ما يحتاج إلا أن يدك هذه ثم هذه ثم ينطلق فليس به من حاجة بأن يجلس على الأرض لينتعل أما إذا كان النعل من تلك النعال الطويلة اللي يسمى في بعض البلاد بالجزمة ما أدري أنتم ماذا تسمونه أي ما يمكن أن يسمى بالخف الذي له ساق يستر مكان الفرض فهذا بلا شك لا يمكن أن يلبس كما تلبس هذه النعال المعروفة في هذه البلاد فإذاً أستطيع أن أقول أخيرا مقتبسا من قوله تبارك وتعالى في خصوص هذه المسألة (( بل الإنسان على نفسه بصيرة )) فمن كان انتعاله صعب اللبس فعليه أن يجلس خشية أن يصاب بشيء ليس في حسبانه ومن كان نعله سهل الانتعال فلا بأس عليه من أن ينتعل قائما هذا ماعندي تفضل.
كيف يتقوى الحديث المرسل؟
السائل : طريقة جمع الأحاديث الضعيفة بمجموع طرقها يعني تقوية الأحاديث بالنسبة للحديث المرسل كيف يكون ذلك؟
الشيخ : كيف يكون ذلك تعني بذلك ماذا؟
السائل : يعني القاعدة بالنسبة للمرسل كيف تكون؟
الشيخ : قاعدة ماذا يا أخي أوضح يعني مثلا كيف يقوى الحديث المرسل
السائل : بمجموع طرقه نعم
الشيخ : كغيره من الأحاديث الضعيفة بل هو أولى بالتقوية بالطرق ذلك لأن الحديث المرسل قد صحّحه جمع كبير من العلماء بخلاف الأحاديث الضعيفة الأخرى ولو كانت متصلة فإذا جاء الحديث مرسلا بإسناد صحيح إلى مرسله فهذا وحده عند الإمام مالك وأبي حنيفة ورواية عن الإمام أحمد يكون صحيحا لذاته لكنه عند علماء الحديث من جملة أقسام الحديث الضعيف فإذا جاء موصولا من وجه آخر ولو كان فيه ضعف ولكن هذا الضعف ليس شديدا حينئذ يتقوى هذا المرسل بهذا الموصول وإذا تكاثرت الطرق الموصولة ارتقى حين ذاك هذا الحديث المرسل إلى مرتبة الحديث الصحيح دون اختلاف بين العلماء لأننا كما ذكرنا آنفا بعضهم يصحّحه لذاته فإذا جاءت له طرق أخرى تقوى عند العلماء الآخرين الذين ذهبوا إلى أن المرسل ضعيف ولكنه يتقوى بكثرة الطرق هذا جواب ما سألت تفضل.
الشيخ : كيف يكون ذلك تعني بذلك ماذا؟
السائل : يعني القاعدة بالنسبة للمرسل كيف تكون؟
الشيخ : قاعدة ماذا يا أخي أوضح يعني مثلا كيف يقوى الحديث المرسل
السائل : بمجموع طرقه نعم
الشيخ : كغيره من الأحاديث الضعيفة بل هو أولى بالتقوية بالطرق ذلك لأن الحديث المرسل قد صحّحه جمع كبير من العلماء بخلاف الأحاديث الضعيفة الأخرى ولو كانت متصلة فإذا جاء الحديث مرسلا بإسناد صحيح إلى مرسله فهذا وحده عند الإمام مالك وأبي حنيفة ورواية عن الإمام أحمد يكون صحيحا لذاته لكنه عند علماء الحديث من جملة أقسام الحديث الضعيف فإذا جاء موصولا من وجه آخر ولو كان فيه ضعف ولكن هذا الضعف ليس شديدا حينئذ يتقوى هذا المرسل بهذا الموصول وإذا تكاثرت الطرق الموصولة ارتقى حين ذاك هذا الحديث المرسل إلى مرتبة الحديث الصحيح دون اختلاف بين العلماء لأننا كما ذكرنا آنفا بعضهم يصحّحه لذاته فإذا جاءت له طرق أخرى تقوى عند العلماء الآخرين الذين ذهبوا إلى أن المرسل ضعيف ولكنه يتقوى بكثرة الطرق هذا جواب ما سألت تفضل.
ما هي المسافة التي يقصر الصلاة فيها في السفر؟
السائل : ... السفر
الشيخ : السفر؟
السائل : ... وهل يعني ... .
الشيخ : أنت تسأل عن القصر في السفر هل هو عزيمة أم رخصة؟
السائل : مع تحديد المسافة.
الشيخ : أما تحديد المسافة فلم يأت في الشرع تحديد للسفر الذي تترتب عليه أحكام المسافر بل ظاهر النصوص الذي ذكر فيها السفر كان ذكره مطلقا من كل قيد شأنه في ذلك شأن المرض الذي يتعلق بالصائم فالله عز وجل يقول (( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )) فكما أنه أطلق لفظة المرض فيمن كان مريضا كذلك أطلق لفظة السفر فيمن كان مسافرا (( فمن كان منكم مريضا أو على سفر )) فهذا الإطلاق يعني أن أي سفر يتلبس به المسلم فقد ترتبت عليه أحكام السفر من جواز الإفطار فيه في شهر رمضان ومن جواز الجمع بين الصلاتين ومن وجوب القصر فلم يحدد ربنا عز وجل للسفر مدة كذلك المريض، ومن البداهة بمكان أن أي مريض في رمضان يريد أن يتمتع بالرخصة التي قدمها ربنا عز وجل لعباده المؤمنين في هذه الآية ليس به من حاجة أن يأخذ راشيته رخصة من أي طبيب ليقول له أنت مريض فيجوز لك الإفطار أو لست مريضا فيحرم عليك الإفطار إذاً من الذي يفتيه من الذي يقول له يجوز لك أو لا يجوز؟ هو نفسه لأن المريض أدرى بنفسه أدرى بكونه مريضا من أي طبيب يجري عليه فحصه مهما كان دقيقا فإذن حينما قال ربنا (( فمن كان منكم مريضا )) هل يعني مرضا معينا شديدا خفيفا ظاهرا يبدو للعيان باطنا لا يراه ولا يحس به إلا ذلك الإنسان قال تعالى (( مريضا )) فكل مريض له رخصة الإفطار وكل مسافر كذلك له هذه الرخصة وله الأحكام الأخرى التي أشرنا إليها هذا القول هو الذي ترجّح بعد الإختلاف الكثير والكثير جدا جدا في تحديد مسافة القصر ثم أنا أُضيف إلى هذ الإطلاق المستفاد من القرآن الكريم ومن الأحاديث الواردة عن الرسول عليه السلام أنه كان إذا سافر قصر وما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أنه قَصر في مسافة كذا فراسخ مثلا فذلك لا يعني تقييد السفر بتلك المسافة لأنها حادثة عين لا عموم لها فلو أنه اتفق له عليه السلام بأنه قصر دون تلك المسافة بربع فرسخ مثلا أليس يكون مسافرا فالسفر لا يقاس بالفراسخ أو الأمتار أو الكيلومترات لأنه تكليف يتنافى مع يسر الإسلام وتسهيل الإسلام في الأحكام لو أن رجلا خرج من بلدته يريد ناحية في قرية أو في بادية ما لو قيل بأنه يجب عليه أن يعرف المسافة لأن السفر مقيد بمسافة معروفة لكان الشّرع قد كلّف الناس ما لا طاقة لهم به وهذا منفي والحمد لله عن عباده المؤمنين كما هو معروف من قوله تعالى (( آمن الرسول )) إلى آخر الآيات فمعرفة كل إنسان المسافة التي بينه وبين مقصده أو منزله الذي يريد أن ينزل فيه هذا لا يمكن أن يتحقق به الإنسان حتى ولو كان له ثقافة خاصة بمعرفة مسافات الطرق إلا أن يكون قد درس من قبل مسافة ما بين هذه البلدة وكل البلاد التي تحيط به وهذا لا ينهض به إلا أفراد قليلون جدا جدا هذه المسألة تشبه مسألة أخرى لكنها تختلف عن هذه اختلافا كليا ذلك لأن العلماء قد ذكروا على اختلافهم للسفر مسافة مابين قائل ثلاثة أيام بلياليها كالمذهب الحنفي ما بين القائل يوم وليلة كالمذهب الشافعي أما المسألة التالية والتي سأضرب لها مثلا يقرب مسألتنا هذه فهي الماء الكثير الذي لا يتنجس بوقوع النجاسة فيه ما هو هذا الماء الكثير؟ أقوال معروفة أيضا لكن يهمني منها قول الحنفية " الماء الكثير ما كان في حوض مساحته عشر في عشر " من الذي يستطيع أنه إذا وقف على بحيرة على مكان فيه ماء أن يقول هذه عشر في عشر وأنها لا تنقص منها ذراع؟ هذا لا يستطيعه إلا أقل الناس وبخاصة إذا كان ذلك المكان لا يشكّل مكانا مربعا حتى يستطيع أن يقول القائل هذا مضلع عشر في عشر كأن يكون مثلا مستديرا بحرة مستديرة تعرفون بالمشاهدة حينما تهطل الأمطار بغزارة تتجمع هناك مستنقعات في أماكن متفرقة هذه المستنقعات لا تكون بشكل هندسي أي مربع كل ضلع هو عشرة أمتار وإنما قد يشكل ما يشبه الدائرة أو ما يشبه الأقواس المتقابلة المنحنية أو شيء داخل وشيء خارج إلى آخره من ذا الذي يستطيع إذا وقف أمام هذا الماء فيقول هذا عشر في عشر دعك عن بعض البحيرات المصنوعة صنعا هندسيا إذا كانت مثمنة الأضلاع أو مسدّسة الأضلاع لا شك إنه هذا يحتاج إلى مهندس خرّيت ماهر حتى يقدر هل هذا عشر في عشر لا يعقل أن يكلف الله عز وجل عباده بمثل هذه التكاليف لذلك كان المذهب الصحيح هو ما أطلق النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( الماء طهور لا ينجسه شيء ) فما دمت تراه ماءً فهو طاهر مطهّر وما دمت تراه على العكس من ذلك قد تغير لونه أو طعمه أو ريحه بنجاسة وقعت فيه خرج عن كونه ذلك الماء الطاهر المطهّر هكذا الإسلام دين سهل عملي يستطيع البدوي الذي لا ثقافة عنده أن يتجاوب مع أحكامه لسهولتها بينما إذا نظرنا إلى ما اجتهد بعض العلماء وجاؤوا بقيود لم تثبت في السنة كما كنا نحن آنفا في الكلام على السفر فيكون ذلك من الأدلة على أن هذه القيود إنما هي قيود اجتهادية وشروط لا يلزم بها المكلف وقد قال عليه السلام في الحديث الصحيح ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ولوكان مائة شرط ) فإذاً إذ قال الله عز وجل (( فمن كان منكم مريضا أو على سفر )) آه خرجنا مسافرين تلبسنا بأحكام المسافرين وعلى ذلك جاء قوله تعالى في القرآن الكريم (( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا )) إذا ضربتم في الأرض هو كقوله مريضا أو على سفر لأن الضرب في الأرض هو كناية عن السفر فكما أطلق هناك على سفر أطلق هنا أيضا الضرب في الأرض ولم يقيده بقيد من تلك القيود الطويلة أو القصيرة هذا هو الذي يترجح من الأقوال الكثيرة التي قيلت في السفر وهو المتناسب واللائق ليسر الإسلام وسماحته.
الشيخ : السفر؟
السائل : ... وهل يعني ... .
الشيخ : أنت تسأل عن القصر في السفر هل هو عزيمة أم رخصة؟
السائل : مع تحديد المسافة.
الشيخ : أما تحديد المسافة فلم يأت في الشرع تحديد للسفر الذي تترتب عليه أحكام المسافر بل ظاهر النصوص الذي ذكر فيها السفر كان ذكره مطلقا من كل قيد شأنه في ذلك شأن المرض الذي يتعلق بالصائم فالله عز وجل يقول (( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )) فكما أنه أطلق لفظة المرض فيمن كان مريضا كذلك أطلق لفظة السفر فيمن كان مسافرا (( فمن كان منكم مريضا أو على سفر )) فهذا الإطلاق يعني أن أي سفر يتلبس به المسلم فقد ترتبت عليه أحكام السفر من جواز الإفطار فيه في شهر رمضان ومن جواز الجمع بين الصلاتين ومن وجوب القصر فلم يحدد ربنا عز وجل للسفر مدة كذلك المريض، ومن البداهة بمكان أن أي مريض في رمضان يريد أن يتمتع بالرخصة التي قدمها ربنا عز وجل لعباده المؤمنين في هذه الآية ليس به من حاجة أن يأخذ راشيته رخصة من أي طبيب ليقول له أنت مريض فيجوز لك الإفطار أو لست مريضا فيحرم عليك الإفطار إذاً من الذي يفتيه من الذي يقول له يجوز لك أو لا يجوز؟ هو نفسه لأن المريض أدرى بنفسه أدرى بكونه مريضا من أي طبيب يجري عليه فحصه مهما كان دقيقا فإذن حينما قال ربنا (( فمن كان منكم مريضا )) هل يعني مرضا معينا شديدا خفيفا ظاهرا يبدو للعيان باطنا لا يراه ولا يحس به إلا ذلك الإنسان قال تعالى (( مريضا )) فكل مريض له رخصة الإفطار وكل مسافر كذلك له هذه الرخصة وله الأحكام الأخرى التي أشرنا إليها هذا القول هو الذي ترجّح بعد الإختلاف الكثير والكثير جدا جدا في تحديد مسافة القصر ثم أنا أُضيف إلى هذ الإطلاق المستفاد من القرآن الكريم ومن الأحاديث الواردة عن الرسول عليه السلام أنه كان إذا سافر قصر وما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أنه قَصر في مسافة كذا فراسخ مثلا فذلك لا يعني تقييد السفر بتلك المسافة لأنها حادثة عين لا عموم لها فلو أنه اتفق له عليه السلام بأنه قصر دون تلك المسافة بربع فرسخ مثلا أليس يكون مسافرا فالسفر لا يقاس بالفراسخ أو الأمتار أو الكيلومترات لأنه تكليف يتنافى مع يسر الإسلام وتسهيل الإسلام في الأحكام لو أن رجلا خرج من بلدته يريد ناحية في قرية أو في بادية ما لو قيل بأنه يجب عليه أن يعرف المسافة لأن السفر مقيد بمسافة معروفة لكان الشّرع قد كلّف الناس ما لا طاقة لهم به وهذا منفي والحمد لله عن عباده المؤمنين كما هو معروف من قوله تعالى (( آمن الرسول )) إلى آخر الآيات فمعرفة كل إنسان المسافة التي بينه وبين مقصده أو منزله الذي يريد أن ينزل فيه هذا لا يمكن أن يتحقق به الإنسان حتى ولو كان له ثقافة خاصة بمعرفة مسافات الطرق إلا أن يكون قد درس من قبل مسافة ما بين هذه البلدة وكل البلاد التي تحيط به وهذا لا ينهض به إلا أفراد قليلون جدا جدا هذه المسألة تشبه مسألة أخرى لكنها تختلف عن هذه اختلافا كليا ذلك لأن العلماء قد ذكروا على اختلافهم للسفر مسافة مابين قائل ثلاثة أيام بلياليها كالمذهب الحنفي ما بين القائل يوم وليلة كالمذهب الشافعي أما المسألة التالية والتي سأضرب لها مثلا يقرب مسألتنا هذه فهي الماء الكثير الذي لا يتنجس بوقوع النجاسة فيه ما هو هذا الماء الكثير؟ أقوال معروفة أيضا لكن يهمني منها قول الحنفية " الماء الكثير ما كان في حوض مساحته عشر في عشر " من الذي يستطيع أنه إذا وقف على بحيرة على مكان فيه ماء أن يقول هذه عشر في عشر وأنها لا تنقص منها ذراع؟ هذا لا يستطيعه إلا أقل الناس وبخاصة إذا كان ذلك المكان لا يشكّل مكانا مربعا حتى يستطيع أن يقول القائل هذا مضلع عشر في عشر كأن يكون مثلا مستديرا بحرة مستديرة تعرفون بالمشاهدة حينما تهطل الأمطار بغزارة تتجمع هناك مستنقعات في أماكن متفرقة هذه المستنقعات لا تكون بشكل هندسي أي مربع كل ضلع هو عشرة أمتار وإنما قد يشكل ما يشبه الدائرة أو ما يشبه الأقواس المتقابلة المنحنية أو شيء داخل وشيء خارج إلى آخره من ذا الذي يستطيع إذا وقف أمام هذا الماء فيقول هذا عشر في عشر دعك عن بعض البحيرات المصنوعة صنعا هندسيا إذا كانت مثمنة الأضلاع أو مسدّسة الأضلاع لا شك إنه هذا يحتاج إلى مهندس خرّيت ماهر حتى يقدر هل هذا عشر في عشر لا يعقل أن يكلف الله عز وجل عباده بمثل هذه التكاليف لذلك كان المذهب الصحيح هو ما أطلق النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( الماء طهور لا ينجسه شيء ) فما دمت تراه ماءً فهو طاهر مطهّر وما دمت تراه على العكس من ذلك قد تغير لونه أو طعمه أو ريحه بنجاسة وقعت فيه خرج عن كونه ذلك الماء الطاهر المطهّر هكذا الإسلام دين سهل عملي يستطيع البدوي الذي لا ثقافة عنده أن يتجاوب مع أحكامه لسهولتها بينما إذا نظرنا إلى ما اجتهد بعض العلماء وجاؤوا بقيود لم تثبت في السنة كما كنا نحن آنفا في الكلام على السفر فيكون ذلك من الأدلة على أن هذه القيود إنما هي قيود اجتهادية وشروط لا يلزم بها المكلف وقد قال عليه السلام في الحديث الصحيح ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ولوكان مائة شرط ) فإذاً إذ قال الله عز وجل (( فمن كان منكم مريضا أو على سفر )) آه خرجنا مسافرين تلبسنا بأحكام المسافرين وعلى ذلك جاء قوله تعالى في القرآن الكريم (( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا )) إذا ضربتم في الأرض هو كقوله مريضا أو على سفر لأن الضرب في الأرض هو كناية عن السفر فكما أطلق هناك على سفر أطلق هنا أيضا الضرب في الأرض ولم يقيده بقيد من تلك القيود الطويلة أو القصيرة هذا هو الذي يترجح من الأقوال الكثيرة التي قيلت في السفر وهو المتناسب واللائق ليسر الإسلام وسماحته.
هل القصر في السفر عزيمة أم رخصة ؟
الشيخ : بقي عليّ أن أجيب عن الشطر الثاني من السؤال وهو هل القصر في السفر عزيمة أم رخصة لا شك أن هذه المسألة من المسائل الكثيرة التي اختلف فيها العلماء أيضا فمن قائل بأنه عزيمة ومن قائل بأنه رخصة ولا شك أن جميع الحاضرين إن شاء الله يفرّقون أو يعرفون ما هو الفرق بين العزيمة وبين الرخصة، العزيمة هي التي لابد للمسلم من أن يأتي بها كما شرعت والرخصة هي التي يخير المسلم في إتيانه بها فإن جاء بها جاز وإن لم يأت بها جاز فهو مخير بين هذا وهذا مع ترجيح الإتيان بالرخصة لكن ليس على سبيل الوجوب وإنما على سبيل الاستحباب لقوله عليه الصلاة والسلام ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ) وفي حديث آخر ( كما يكره أن تؤتى معصيته ) هذا هو حكم الرخصة أما العزيمة فهي تساوي لفظة الفريضة عزيمة فريضة وزنا ومعنا القصر في السفر في أرجح قولي العلماء هو عزيمة وليس برخصة أي يجب عليه أن يقصر فلا يجوز له الإتمام وذلك لأحاديث كثيرة جاءت في هذا الصدد من أهمها قول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها ( فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فأُقرّت في السفر وزيدت في الحضر ) فإذاً الأصل المفروض من الصلوات هو ركعتان ركعتان إلا صلاة المغرب كما في رواية في مسند الإمام أحمد رحمه الله فقولها فرضت الصلاة ركعتين ركعتين تنبيه قوي جدا إلى أن الأصل في الصلاة أنها ثنائية فإذا قالت فيما بعد فأقرّت في السفر أي هذه الفريضة أقرّت في السفر وزيدت في الحضر كذلك يدل على تأكيد فرضية أو عزيمة القصر في السفر ما رواه الإمام مسلم في صحيحه أن رجلا قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه " لو أنني أدركت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسألته قال له ما كنت تسأله؟ قال عن قوله تعالى الآية السابقة (( فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتكم أن يفتنكم الذين كفروا )) فقلت ما بالنا نقصر وقد أمنّا؟ قال قد سألته عليه الصلاة والسلام هذا السؤال فأجاب بقوله ( صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ) " ربنا الكريم تصدّق علينا فخفّف عنا صلاتنا المعتادة في حالة الإقامة الرباعية فجعلها ركعتين ركعتين فهل يجوز للعبد ألا يقبل صدقة سيده هذا لو كان بين بشر بعضهم مع بعض لم يكن مقبولا فكيف يقبل أن يستنكف العبد المخلوق عن قبول صدقة الخالق سبحانه وتعالى هذا استنباط معنوي لكن قوله عليه السلام ( فاقبلوا صدقته ) يؤكّد هذا المعنى ويوجب علينا أن نقصر في الصلاة وألا نتم هذا استدلال بالأمر الذي يقتضي الوجوب ثم النظر يؤكد ذلك أيضا فيما إذا نظرنا إلى بعض المبادئ العامة التي منها ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يركّز معنى ما سيأتي في أذهان أصحابه حينما يخطب على الناس فيقول ( وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) وهذه حقيقة لا خلاف بين المسلمين فيها والحمد لله وإذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما سافر سفرا إلا وقصر ولم يتمّ وما رواه الدارقطني وغيره عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في السفر كان يتم ويقصر ويصوم ويفطر ) فهذا الحديث بهذا اللفظ لا يصح وبخاصة أنه خالف هديه المطّرد كان إذا سافر يقصر كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما خرج من المدينة إلى حجة الوداع قال " لم يزل يقصر حتى رجع إلى المدينة " هكذا كان هديه عليه الصلاة والسلام فلو قيل بجواز التربيع وجواز القصر أيهما يكون أفضل إذا قلنا بجواز الأمرين آلذي يقتصر على نصف العبادة أم الذي يأتي بتمامها؟ لا شك ولا ريب أنه على هذه الفرضية أن الصلاة الرباعية تكون أفضل من الصلاة الثنائية بحكم اشتراكهما أولا في الجواز ثم بحكم زيادة ركعتين على الركعتين وفيها قراءة وقيام وركوع وسجود وذكر لله رب العالمين ترى هل كان النبي صلى الله عليه وسلم زاهدا في العبادة لا يكثر منها كما هو شأننا نحن أم كان يقوم الليل حتى تفطرت قدماه وقيل له عليه السلام قد غفر الله لك ماتقدّم من ذنبك وما تأخر كأنهم يقولون ارفق بنفسك يا رسول الله وأشفق عليها فقد حصلت مرادك من ربك وهي (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) فماذا كان يكون جوابه عليه الصلاة والسلام ( أفلا أكون عبدا شكورا ) إذا كان هذا فعله عليه السلام في مالم يفرضه عليه فإذا كان المفروض عليه خمس صلوات في كل يوم وليلة وكان الأفضل إتمام دون القصر فكيف يحافظ الرسول عليه السلام الذي هو سيد المجتهدين في العبادة على ركعتين ركعتين ولا يزيد عليهما هذا يؤكد أن الواجب هما الركعتان لأنه لو كان يجوز الزيادة لكانت الزيادة حين ذاك ليس فقط جائزة بل هي أيضا مستحبة فإعراض الرسول عليه السلام عن هذه الزيادة طيلة حياته في أسفاره وحده دليل كاف لنقول بأن الزيادة في الصلاة في السفر على الركعتين هي زيادة غير مقبولة من أجل ذلك روى الإمام النسائي في سننه عن عبد الرحمن بن عوف مرفوعا وموقوفا ( أن من أتمّ في السفر صلاته كالذي يقصر في الحضر ) لكن قد ترجح عند علماء الحديث أن هذا الحديث موقوف على عبد الرحمن بن عوف ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن ألا يكفينا هذا استشهادا أن أحد العشرة المبشرين بالجنة يقول بأن الذي يتم في السفر شأنه من حيث المعصية كالذي يقصر في الحضر كلاهما لا يجوز ولذلك فنحن نقطع بأن القصر في السفر عزيمة لا يجوز للمسلم أن يتم لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بالقصر ونفذ القصر ولم يتم أبدا مطلقا في أي سفر سافره غيره.
ما الضابط في تعيين المسافر؟
السائل : بالنسبة للمسافة إنه نفهم من هذا الذي ... .
الشيخ : نعم آه السفر لما ذكرنا أنه ليس له مسافة محدودة بالمراحل أوالكيلومترات فمعنى ذلك أن الأمر يعود إلى عرف كل بلدة فإذا خرج الإنسان وأنا سألت بعضهم هذا السؤال إذا خرج الإنسان من مكة إلى جدة فهل في عرفهم العام يقولون سافرنا أو خرجنا أو ذهبنا فإذا كان الغالب في استعمالاتهم أنهم يقولون خرجنا أو ذهبنا ولا يقولون سافرنا فحينئذ هذا العرف هو الحكم في المسألة فإذا كان الآتي من مكة إلى جدة لا يعتبر سفرا أو ذاهب من هنا إلى مكة لا يعتبر مسافرا فحين ذاك لا يجوز له القصر ولا يرخص له بالجمع إلا في حدود معروفة للمقيم هذا هو أحسن ما قيل في موضوع المسافر أنه هو المعروف أنه سفر كما مثّلنا ذلك آنفا بالمريض (( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )) وإذا افترض بعض الناس في تعيين انتقال من مكان لمكان هل هو سفر أو ليس بسفر فذلك لا يعني أن القاعدة ليست بصحيحة لأننا لم نجد خيرا منها ولا أسهل منها لابد من مراعاة قضية العرف العام بين الناس في كثير من الأحكام الفقهاء يذكرون في باب الأيمان بعض الأحكام لو أن رجلا حلف يمينا ألا يأكل اللحم فأكل السمك فهل يحنث أم لا؟ لاشك أن السمك بنص القرآن هو لحم ولحم طري ولكن إذا كان في عرف المتكلمين في بلدة ما لا يتبادر إلى أذهانهم إذا ذكر اللحم أنه يدخل فيه لحم السمك أيضا وإنما يدخل فيه لحم المواشي التي يعيشون معها فحينئذ إذا أكل السمك لا يحنث في يمينه وعلى العكس تماما إذا كان الحالف أنه لا يأكل اللحم وكان هو يعيش في بعض السواحل التي لا تعرف من اللحم إلا لحم السمك فلحم المواشي في تلك السواحل لا يعرف فأكل سافر مثلا أو تيسرت له الأكلة التي فيها لحم بعض المواشي فهل يحنث لابد أن يراعى في ذلك العرف الذي هو يعيشه هكذا حينما يقولون بعضهم إن الأحكام تختلف باختلاف الزمان والمكان فهذه الجملة لا يجوز أن نأخذها على إطلاقها وعمومها وشمولها لأنها تستلزم تعطيل الشريعة في كثير من نصوصها وإنما المقصود بها مثل ما ذكرت لكم آنفا أن الحكم يتغير بتغير البلد أي العرف فيما ينطق به الإنسان وليس في تغيير حكم الرحمن تبارك وتعالى فإذاً معرفة العرف في البلاد تترتب عليه بعض الأحكام الشرعية ومنها ما ذكرته آنفا فيما يتعلق بالسفر والمسافر وأذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذكر في رسالته وهي مطبوعة " أحكام المسافر " لو أن رجلا وهو كما تعلمون دمشقي قال لو أن رجلا خرج من دمشق إلى قرية دوما قرية دوما قرية شرقي دمشق تبعد عنها بنحو خمسة عشر كيلومتر لماذا خرج ليصطاد فلم يحصل بغيته من الصيد فمشى ومشى حتى وصل إلى بلدة أخرى تبعد عن دمشق ستين كيلومتر فما حصّل بغيته من الصيد فمشى ومشى والشاهد وبإيجاز ما رأى نفسه إلا وصل إلى حلب وحلب شمال سوريا وبينها وبين دمشق نحو أربعمئة كيلومتر يقول هذا ليس مسافرا مع أنه قطع بالاتفاق مسافات للمسافر ليس مسافة واحدة لكن هذا لم يخرج مسافرا هذا خرج مصطادا إذاً لابد من مراعاة هذه المعاني وعلى ذلك يثبت بطريقة راجحة قوية جدا أن السفر ليس له حد محدود ومسافة مقطوعة بالكيلومترات وإنما ذلك راجع إلى العرف كما ذكرنا آنفا تفضل.
الشيخ : نعم آه السفر لما ذكرنا أنه ليس له مسافة محدودة بالمراحل أوالكيلومترات فمعنى ذلك أن الأمر يعود إلى عرف كل بلدة فإذا خرج الإنسان وأنا سألت بعضهم هذا السؤال إذا خرج الإنسان من مكة إلى جدة فهل في عرفهم العام يقولون سافرنا أو خرجنا أو ذهبنا فإذا كان الغالب في استعمالاتهم أنهم يقولون خرجنا أو ذهبنا ولا يقولون سافرنا فحينئذ هذا العرف هو الحكم في المسألة فإذا كان الآتي من مكة إلى جدة لا يعتبر سفرا أو ذاهب من هنا إلى مكة لا يعتبر مسافرا فحين ذاك لا يجوز له القصر ولا يرخص له بالجمع إلا في حدود معروفة للمقيم هذا هو أحسن ما قيل في موضوع المسافر أنه هو المعروف أنه سفر كما مثّلنا ذلك آنفا بالمريض (( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )) وإذا افترض بعض الناس في تعيين انتقال من مكان لمكان هل هو سفر أو ليس بسفر فذلك لا يعني أن القاعدة ليست بصحيحة لأننا لم نجد خيرا منها ولا أسهل منها لابد من مراعاة قضية العرف العام بين الناس في كثير من الأحكام الفقهاء يذكرون في باب الأيمان بعض الأحكام لو أن رجلا حلف يمينا ألا يأكل اللحم فأكل السمك فهل يحنث أم لا؟ لاشك أن السمك بنص القرآن هو لحم ولحم طري ولكن إذا كان في عرف المتكلمين في بلدة ما لا يتبادر إلى أذهانهم إذا ذكر اللحم أنه يدخل فيه لحم السمك أيضا وإنما يدخل فيه لحم المواشي التي يعيشون معها فحينئذ إذا أكل السمك لا يحنث في يمينه وعلى العكس تماما إذا كان الحالف أنه لا يأكل اللحم وكان هو يعيش في بعض السواحل التي لا تعرف من اللحم إلا لحم السمك فلحم المواشي في تلك السواحل لا يعرف فأكل سافر مثلا أو تيسرت له الأكلة التي فيها لحم بعض المواشي فهل يحنث لابد أن يراعى في ذلك العرف الذي هو يعيشه هكذا حينما يقولون بعضهم إن الأحكام تختلف باختلاف الزمان والمكان فهذه الجملة لا يجوز أن نأخذها على إطلاقها وعمومها وشمولها لأنها تستلزم تعطيل الشريعة في كثير من نصوصها وإنما المقصود بها مثل ما ذكرت لكم آنفا أن الحكم يتغير بتغير البلد أي العرف فيما ينطق به الإنسان وليس في تغيير حكم الرحمن تبارك وتعالى فإذاً معرفة العرف في البلاد تترتب عليه بعض الأحكام الشرعية ومنها ما ذكرته آنفا فيما يتعلق بالسفر والمسافر وأذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذكر في رسالته وهي مطبوعة " أحكام المسافر " لو أن رجلا وهو كما تعلمون دمشقي قال لو أن رجلا خرج من دمشق إلى قرية دوما قرية دوما قرية شرقي دمشق تبعد عنها بنحو خمسة عشر كيلومتر لماذا خرج ليصطاد فلم يحصل بغيته من الصيد فمشى ومشى حتى وصل إلى بلدة أخرى تبعد عن دمشق ستين كيلومتر فما حصّل بغيته من الصيد فمشى ومشى والشاهد وبإيجاز ما رأى نفسه إلا وصل إلى حلب وحلب شمال سوريا وبينها وبين دمشق نحو أربعمئة كيلومتر يقول هذا ليس مسافرا مع أنه قطع بالاتفاق مسافات للمسافر ليس مسافة واحدة لكن هذا لم يخرج مسافرا هذا خرج مصطادا إذاً لابد من مراعاة هذه المعاني وعلى ذلك يثبت بطريقة راجحة قوية جدا أن السفر ليس له حد محدود ومسافة مقطوعة بالكيلومترات وإنما ذلك راجع إلى العرف كما ذكرنا آنفا تفضل.
الاستلاف من البنك العقاري ما حكمه؟
السائل : سؤال يا شيخ بالنسبة للإخوان مسألة الإستلاف من البنك العقاري في هذا البلد يعني سؤال طويل ممكن أقرأه كاملا يحق لكل مواطن أن يقترض من الدولة لبناء مسكن له ومقدار القرض ثلاثمئة ألف ريال مرة واحدة فقط ثم يقول تم الإقتراض من قبلي ولذلك لا يحق لي مرة أخرى حسب النظام ولم أستفد منه لإنه أشترك معي فيه جميع الإخوة وهو باسمي بعدين يقول أقترض شخص آخر ولكنه غير محتاج له وطبعا قيمة القرض كما هو معروف ثلاثمئة ألف ريال وحيث أن القرض يستغرق يعني الإنتظار مدة أربع إلى خمس سنوات ولأني محتاج له وبدونه لا أستطيع البناء فقد عرض علي بيعه مقابل عشرون أو ثلاثون ألف ريال فهل في هذا شيء؟
الشيخ : هو عين الربا لا يجوز لأنه أخذ زيادة مقابل القرض أما الإستقراض من البنك فشيء حسن ولا إشكال فيه تفضل.
الشيخ : هو عين الربا لا يجوز لأنه أخذ زيادة مقابل القرض أما الإستقراض من البنك فشيء حسن ولا إشكال فيه تفضل.
ما صحة حديث :" يوشك الرجل متكأ على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله "؟
السائل : ( لألفين رجلا متكئا على أريكته ) هل هذا حديث صحيح؟
الشيخ : أي نعم حديث صحيح وفيه حجة بوجوب العمل بالسنة كما يجب العمل بالقرآن والأحاديث في ذلك كثيرة تؤكد معنى هذا الحديث تفضل.
الشيخ : أي نعم حديث صحيح وفيه حجة بوجوب العمل بالسنة كما يجب العمل بالقرآن والأحاديث في ذلك كثيرة تؤكد معنى هذا الحديث تفضل.
8 - ما صحة حديث :" يوشك الرجل متكأ على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله "؟ أستمع حفظ
حديث :" ففيهما فجاهد " هل هذا لمن كان وحيداً عند أبويه أم أنه ليس كذلك؟
السائل : في حديث يقول أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن أبويه فقال ( ففيهما فجاهد ) ماذا يعني هل يعني إذا كان هذا الأخ أو هذا السائل إذا كان مثلا أحد المسلمين أكثر من اثنين للوالدين وهل هذا الحديث ينطبق عليه أو الذي هو الوحيد القائم على أهله؟
الشيخ : نعم أولا يجب أن نستحضر أن الجهاد وقتال الأعداء في سبيل الله قسمان فرض عين وفرض كفاية فإذا كان فرض كفاية فوجب الاستئذان للأبوين على ضوء هذا الحديث سواء كان الأبوان لهم ولد أو أكثر من ولد إذا كان الجهاد فرض كفاية فلا يجوز للأولاد أن يجاهدوا هذا الجهاد إلا بإذن من أبويهم أما إذا كان الجهاد فرض عين كما هو الشأن في هذا الزمان وبخاصة في أفغانستان فيما نعتقد حين ذاك لا يستأذن الوالدان إلا في حالة واحدة حين لا يكون من لا يكون لهما من يقوم بأودهما وبخدمتهما إلا الولد الواحد وكان هم بحاجة إلى خدمته في هذه الحالة لابد من الاستئذان فإن لم يأذنا وجب عليه أن يلزمهما وكما جاء في الحديث الآخر في سنن النسائي ( الزمهما فإن الجنة عند رجليهما ) فإذن يختلف الحكم بين أن يكون الجهاد فرض عين فيستأذن في حالة واحدة وهي أن يكون الوالدان بحاجة إلى خدمة الولد أما إذا لم يكونا بحاجة فهو ينفر مع الذين ينفرون إلى الجهاد ولو لم يأذنا له أما الفرض الكفائي فليس واجبا على كل مسلم فيجوز له ألا ينفر وأن يبقى في خدمة الوالدين سواءً أذنا أو لم يأذنا هذا هو التفصيل.
الشيخ : نعم أولا يجب أن نستحضر أن الجهاد وقتال الأعداء في سبيل الله قسمان فرض عين وفرض كفاية فإذا كان فرض كفاية فوجب الاستئذان للأبوين على ضوء هذا الحديث سواء كان الأبوان لهم ولد أو أكثر من ولد إذا كان الجهاد فرض كفاية فلا يجوز للأولاد أن يجاهدوا هذا الجهاد إلا بإذن من أبويهم أما إذا كان الجهاد فرض عين كما هو الشأن في هذا الزمان وبخاصة في أفغانستان فيما نعتقد حين ذاك لا يستأذن الوالدان إلا في حالة واحدة حين لا يكون من لا يكون لهما من يقوم بأودهما وبخدمتهما إلا الولد الواحد وكان هم بحاجة إلى خدمته في هذه الحالة لابد من الاستئذان فإن لم يأذنا وجب عليه أن يلزمهما وكما جاء في الحديث الآخر في سنن النسائي ( الزمهما فإن الجنة عند رجليهما ) فإذن يختلف الحكم بين أن يكون الجهاد فرض عين فيستأذن في حالة واحدة وهي أن يكون الوالدان بحاجة إلى خدمة الولد أما إذا لم يكونا بحاجة فهو ينفر مع الذين ينفرون إلى الجهاد ولو لم يأذنا له أما الفرض الكفائي فليس واجبا على كل مسلم فيجوز له ألا ينفر وأن يبقى في خدمة الوالدين سواءً أذنا أو لم يأذنا هذا هو التفصيل.
ما هي حدود الاستطاعة في الجهاد؟
السائل : سألت عن حكم الجهاد في أفغانستان إذا كان الإنسان يستطيع بنفسه فهل يسافر أم إذا كان يستطيع أن يرسل أموالا فهل يكفيه ذلك فضيلتك قلت ولو استطاع بنفسه ذهب ولو استطاع بعلمه جاهدهم بلسانه فما هي حدود هذه الاستطاعة؟
الشيخ : هذا لا يسأل الاستطاعة قضية شخصية لا يمكن للمستفتى أن يعطيك حدود الاستطاعة قال تعالى (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )) من هو الذي يستطيع أن يحدد للملايين المملينة كل واحد يستطيع أن يحج ولا لا وإنما أنت تعرف تستطيع ولا تستطيع تستطيع من حيث صحتك تستطيع من حيث مالك تستطيع من حيث بلدك كيف يسأل الإنسان عن أمر لا يمكن أن يطلع عليه إلا علام الغيوب ثم هذا الإنسان المكلف مثلا إنسان في بعض الدول يعيش فيها ولا يسمح له بالخروج من بلدته يسأل هل يجب عليّ الحج ما يدريني أنا أقول يجب عليك الحج وإذا به يفاجئني يقول لكن الدولة لا تسمح لي إيش فائدة السؤال هذا مثال أنا أريد الحج طيب حج لكن يسأل هل أستطيع كيف حالك أنت صحتك جيدة إيه نعم عندك فلوس تحج؟ بيقول لا إذن كيف تسأل عن شيء أنت أدرى الناس به وهكذا كثير ما يتكرر هذا السؤال وهو مما لا ينبغي توجيهه إنما الأمر كما قال الله (( بل الإنسان على نفسة بصيرة )) يقول الرسول عليه السلام في حديث عمران بن حصين ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ) وها أنا الآن بين ظهرانيكم من الذي يستطيع أن يقول أنه أنا أستطيع أن أصلي قائما وراكعا وساجدا أو لا أستطيع ما أحد يستطيع أن يحكم وإنما أنا أحكم بنفسي على نفسي وصدق الله (( بل الإنسان على نفسة بصيرة ))
الشيخ : هذا لا يسأل الاستطاعة قضية شخصية لا يمكن للمستفتى أن يعطيك حدود الاستطاعة قال تعالى (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )) من هو الذي يستطيع أن يحدد للملايين المملينة كل واحد يستطيع أن يحج ولا لا وإنما أنت تعرف تستطيع ولا تستطيع تستطيع من حيث صحتك تستطيع من حيث مالك تستطيع من حيث بلدك كيف يسأل الإنسان عن أمر لا يمكن أن يطلع عليه إلا علام الغيوب ثم هذا الإنسان المكلف مثلا إنسان في بعض الدول يعيش فيها ولا يسمح له بالخروج من بلدته يسأل هل يجب عليّ الحج ما يدريني أنا أقول يجب عليك الحج وإذا به يفاجئني يقول لكن الدولة لا تسمح لي إيش فائدة السؤال هذا مثال أنا أريد الحج طيب حج لكن يسأل هل أستطيع كيف حالك أنت صحتك جيدة إيه نعم عندك فلوس تحج؟ بيقول لا إذن كيف تسأل عن شيء أنت أدرى الناس به وهكذا كثير ما يتكرر هذا السؤال وهو مما لا ينبغي توجيهه إنما الأمر كما قال الله (( بل الإنسان على نفسة بصيرة )) يقول الرسول عليه السلام في حديث عمران بن حصين ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ) وها أنا الآن بين ظهرانيكم من الذي يستطيع أن يقول أنه أنا أستطيع أن أصلي قائما وراكعا وساجدا أو لا أستطيع ما أحد يستطيع أن يحكم وإنما أنا أحكم بنفسي على نفسي وصدق الله (( بل الإنسان على نفسة بصيرة ))
ما حكم المسابقات التي تجرى في الأعراس؟
السائل : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فالسائل هو بعض الإخوة من أهل السنة قد تأثروا بالإخوان المسلمين وفي الحفلات الزواجات وهذا صاروا يسوون هناك مسابقات ثقافية ويضعون على ذلك جوائز
الشيخ : يسوون إيش؟
السائل : مسابقات.
الشيخ : مسابقات نعم
السائل : ويضعون على ذلك جوائز كتب قد تكون في العقيدة أو قد تكون في غير ذلك يعني كتب قيمة فما حكم الإسلام في ذلك هل هذه سنة أم بدعة؟
الشيخ : أختصر في الإجابة عن سؤالي الآن قولك هل هذا سنة ماهو هذا باختصار ماهو؟
السائل : هو مايفعلونه في الزواجات أن يضعون مسابقات ويقولون على ذلك أنها سبيل للدعوة
الشيخ : أيوة.
السائل : فأريد حكم ذلك وبعضهم من يقرأ القرآن يأتي ببعض الطلاب ويقرأ تلاوات ... .
الشيخ : لا حسبك السؤال الأول هذا سؤال ثاني حتى ما يختلط علينا الأمر الجوائز التي يوزعونها بمناسبة الزواج إن كانوا يخصصون ذلك بمناسبة الزواج فلا يشرع ذلك أن يتخذ سنة وقاعدة مطّردة أما إذا كانوا يفعلون ذلك في أي مناسبة من المناسبات من باب التشجيع فلا مانع من ذلك لكن بالشرط نفسه ألا تتخذ سنة مطردة واضح هذا الجواب؟ طيب إيش سؤالك الثاني؟
الشيخ : يسوون إيش؟
السائل : مسابقات.
الشيخ : مسابقات نعم
السائل : ويضعون على ذلك جوائز كتب قد تكون في العقيدة أو قد تكون في غير ذلك يعني كتب قيمة فما حكم الإسلام في ذلك هل هذه سنة أم بدعة؟
الشيخ : أختصر في الإجابة عن سؤالي الآن قولك هل هذا سنة ماهو هذا باختصار ماهو؟
السائل : هو مايفعلونه في الزواجات أن يضعون مسابقات ويقولون على ذلك أنها سبيل للدعوة
الشيخ : أيوة.
السائل : فأريد حكم ذلك وبعضهم من يقرأ القرآن يأتي ببعض الطلاب ويقرأ تلاوات ... .
الشيخ : لا حسبك السؤال الأول هذا سؤال ثاني حتى ما يختلط علينا الأمر الجوائز التي يوزعونها بمناسبة الزواج إن كانوا يخصصون ذلك بمناسبة الزواج فلا يشرع ذلك أن يتخذ سنة وقاعدة مطّردة أما إذا كانوا يفعلون ذلك في أي مناسبة من المناسبات من باب التشجيع فلا مانع من ذلك لكن بالشرط نفسه ألا تتخذ سنة مطردة واضح هذا الجواب؟ طيب إيش سؤالك الثاني؟
ما حكم قراءة القرآن من أجل إعلان النكاح؟
السائل : يجعلون بعض طلاب القرآن يتلون القرآن أثناء ... الزواجات؟
الشيخ : أيوة هذا لا يجوز لأن الإعلان الذي أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام في النكاح بقوله ( أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالدف ) هذا هو الذي أمر به عليه الصلاة والسلام أما قراءة القرآن فله مجالات كثيرة وواسعة جدا جدا فلا يجوز الخلط بين هذا الذي سنّه الرسول عليه الصلاة والسلام وبين هذا الذي يستحسنه بعض الناس ثم قد يختلط اللهو بالقرآن وهذا لا يجوز فاللهو في النكاح المباح معروف كما سمعتم آنفا في الحديث وكما هو مشاهد فلا مجال هنا لقراءة القرآن اللهم إلا إذا كان هناك تجمع ليس فيه ضرب على الدف المسنون من أجل إعلان النكاح فقراءة القرآن في الحالة هذه أيضا نقول لابأس به أحيانا إذا كان القارئ يحسن القراءة ولا يتغنى بالقرآن الغناء المخالف للشرع والمبالغ فيه غيره.
الشيخ : أيوة هذا لا يجوز لأن الإعلان الذي أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام في النكاح بقوله ( أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالدف ) هذا هو الذي أمر به عليه الصلاة والسلام أما قراءة القرآن فله مجالات كثيرة وواسعة جدا جدا فلا يجوز الخلط بين هذا الذي سنّه الرسول عليه الصلاة والسلام وبين هذا الذي يستحسنه بعض الناس ثم قد يختلط اللهو بالقرآن وهذا لا يجوز فاللهو في النكاح المباح معروف كما سمعتم آنفا في الحديث وكما هو مشاهد فلا مجال هنا لقراءة القرآن اللهم إلا إذا كان هناك تجمع ليس فيه ضرب على الدف المسنون من أجل إعلان النكاح فقراءة القرآن في الحالة هذه أيضا نقول لابأس به أحيانا إذا كان القارئ يحسن القراءة ولا يتغنى بالقرآن الغناء المخالف للشرع والمبالغ فيه غيره.
ما ضابط العذر بالجهل؟
السائل : موضوع العذر بالجهل هنالك من يقول ... .
الشيخ : موضوع إيش؟
السائل : العذر بالجهل في العقيدة خاصة هنالك من يقول يعذر الإنسان بالجهل وهنالك من يقول لا وقد ظهرت مؤلفات في ذلك ونرجوا الإفادة في هذا الموضوع
الشيخ : نعم سبق أن أجبت عن مثل هذا السؤال بشيء من التفصيل ولا أستحسن إعادة الكلام في الإجابة عن سؤال متكرر إلا إيجازا فأقول لا يصح القول مطلقا بأن الإنسان يعذر بالجهل مطلقا أو لا يعذر بالجهل مطلقا كلاهما خطأ وإنما لابد من التفصيل من كان يعيش في جو إسلامي وهذا الجو الإسلامي يفهم الإسلام فهما صحيحا ثم وجد هناك شخص يجهل العقيدة الإسلامية وهو يحيا في هذا الجو فهو غير معذور وعلى العكس من ذلك إذا تصورنا شخصا آخر يعيش إما في جو غير إسلامي جو الكفر والضلال مثل أوروبا وأمريكا مثلا ثم أسلم فهذا يعذر بجهله لأنه لا يجد الجو الذي يساعده على أن يتعلم وألا يجهل ثم نضرب المثال الذي يعاكس الصورة الأولى، الصورة الأولى قلنا رجل يعيش في جو إسلامي يفهم الإسلام فهما صحيحا فهو غير معذور بجهله الآن نقلب الصورة فنقول زيد من الناس يعيش في مجتمع إسلامي ولكن هذا المجتمع قد انحرف به الجمهور انحرف فيه عن العقيدة الصحيحة فيكون أيضا هذا الشخص معذورا لأنه لا يجد الجو الإسلامي الصحيح الذي يقدم إليه العقيدة الصحيحة كما يقولون اليوم أوتماتيكيا يعني ليس بحاجة إلى أن يتعلم بحلقات خاصة لأن الجو كله مملوء بالعقيدة الصحيحة مثال ذلك حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال " صليت يوما وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعطس رجل بجانبي فقلت له يرحمك الله وهو يصلي مع المصلين قال فنظروا إلي بمؤخرة أعينهم فضقت ذرعا فقلت واه يا ثكل أمياه مالكم تنظرون إليّ فأخذوا ضربا على أفخاذهم -يقولون له اسكت ليس هذا مكان الكلام والصياح- قال فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة أقبل إليّ فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ) " يرحمك الله ، يهديكم الله هذا الذي هو معتاد عادة شرعية جيدة إذا عطس الرجل فحمد الله فشمتوه هذا لا يجوز في حالة الصلاة ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتكبير وتحميد وتلاوة القرآن ) قال فقلت يا رسول الله أتصور نفسية هذا الإنسان الفاضل أنه كان حديث عهد بالإسلام وأنه لم يتعلم بعد ما يجوز في الصلاة وما لا يجوز ولذلك وقع منه هذا الخطأ حيث قال لمن عطس يرحمك الله هذا كلام وقد كان مثل هذا جائزا في أول الإسلام حتى أنزل الله تبارك وتعالى في القرآن (( وقوموا لله قانتين )) فحرّم الله عليهم الكلام كان الرجل قبل استقرار تحريم الكلام يدخل المسجد فيجد الناس في الصف يصلون وراء الإمام فيقف فيقول لصاحبه أي ركعة هذه يقول له هذه الركعة الثانية فيفهم في صلاة الصبح مثلا أنه قد فاته الركعة الأولى فينوي ويكبر ويقرأ ما تيسر ويركع لوحده ثم ينضم مع الإمام في الركعة الثانية حتى دخل يوما معاذ بن جبل رضي الله عنه دخل المسجد فوجد الناس قياما كالعادة فنوى مباشرة ولم يسأل ذلك السؤال التقليدي ثم قام وصلى ما سبق به من الصلاة فقال عليه الصلاة والسلام ( إن معاذا قد سن لكم سنة ) أي سنة حسنة فصار من ذلك اليوم الحكم المعروف حتى اليوم ألا وهو قوله عليه السلام ( فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) بينما كان الحكم كما عرفتم يستوضح متكلما مع صاحبه وهو في الصلاة فيصلي ما فاته لوحده ثم ينضم هذا الرجل يبدو أنه لم يكن قد بلغه تحريم الكلام في الصلاة وبخاصة أن هذا ليس من الكلام المعتاد كيف حالك وشلونك وكيف السوق وما شابه ذلك وإنما عطس فحمد الله فقال له يرحمك الله لم يكن قد علم بعد أن هذا شيء ممنوع في الصلاة ولذلك ازداد ثورة وغضبا حينما وجدهم ينكرون عليه أشد الإنكار أولا بنظرهم إليه بمؤخرة أعينهم ثانيا بضربهم على أفخاذهم بأكفهم فلا شك تتصورون معي أن هذا الإنسان ما يدري كيف صلى وهو يفكر عرف بأنه قد أخطأ لكن ماخطؤه وعلى ذلك انتظر حينما سلم الرسول عليه السلام من الصلاة أن يأتيه وأن يؤنبه وأن يقسو عليه في الكلام كما هو شأن كثير من الأئمة ومن المدرسين الذين لا يتحملون سؤالا عاديا إلا ويثورون ويغضبون هكذا تصور هو أن الرسول لما أقبل إليه لكن خاب ظنه والحمد لله حينما قال معبرا عن لطفه عليه السلام ورأفته بأمته قال أقبل إلي فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني إنما قال لي ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتحميد وتكبير وتلاوة للقرآن ) حينما وجد هذا اللطف المحمدي تفتحت معه ذاكرته لتوجيه السؤال بعد السؤال قال " يا رسول الله إنا منا أقوام يأتون الكهان " قال ( فلا تأتوهم ) قال " إنا منا أقواما يتطيّرون " قال ( فلا يصدنكم ) قال " إنا منا أقواما يخطّون الرمل " قال ( قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه فذاك ) قال يا رسول الله وهنا الشاهد " إن لي جارية في أُحد ترعى غنما لي فسطى الذئب يوما على غنمي وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكّه وعلي عتق رقبة " كأنه يقول أفيجزيني أن أعتقها كفارة لما علي من عتق رقبة قال ( هاتها ) فجاءت قال لها ( أين الله؟ ) قالت " في السماء " قال لها ( من أنا ) قالت " أنت رسول الله " فالتفت إلى سيدها السائل وهو معاوية بن الحكم السلمي قال ( اعتقها فإنها مؤمنة ) الشاهد من هذا الحديث وفيه أحكام جمّة كما سمعتم وفوائد عديدة إنما الشاهد منه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سألها عن عقيدة تتعلق بكل مسلم ألا هو قوله عليه السلام ( أين الله؟ ) فأجابت بالجواب الصحيح قالت في السماء قال لها ( من أنا؟ ) قالت أنت رسول الله فحكم عليها بأنها مؤمنة لأنها أجابت عن السؤالين جوابا صحيحا انظروا الآن الفوارق هذه جارية ترعى الغنم عرفت العقيدة الصحيحة في قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى )) هذه العقيدة التي لا يزال المسلمون يختلفون فيها اختلافا جمّا ولا يزال جماهيرهم منهم بعض العرب وأكثرهم من العجم لا يزالون يجهلون هذه العقيدة الصحيحة بل ويحاربونها أيضا فإذا افترضنا جوا مثل ذلك الجو النبوي جارية ترعى الغنم عرفت ما لا يعرفه كبار المشائخ في بعض البلاد فمن كان من عامة الناس في تلك البلاد من أين له أن يعرف العقيدة الصحيحة كما عرفتها هذه الجارية والعلماء في تلك البلاد هم يعتقدون خلافها ويقولون ويقولون ما لا يجوز كمثل قولهم إذا قلت لهم أين الله؟ يقولون نعوذ بالله هذا سؤال لا يجوز سؤال لا يجوز والرسول هو الذي سنّه هكذا يقولون لا يجوز هذا السؤال لماذا؟ لأن الجواب لا يجوز أكثر وأكثر عندهم لا يجوز أن يقول المسلم كما قالت الجارية الله في السماء وكثيرون من هؤلاء العلماء الأعاجم بل وفيهم بعض العرب بعضهم من الشراكسة وبعضهم من المغاربة حاولوا الغمز من صحة هذا الحديث وما ذاك إلا لأنه يحمل في طواياه العقيدة الصحيحة فيما يتعلق بتفسير قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى )) فيعللون هذا الحديث مع كونه في صحيح مسلم ومع كونه يشهد الله لا علّة له إطلاقا أقول هذا لأنه قد يوجد في صحيح مسلم وفي غيره ما يمكن أن يكون فيه طعن ما كتدليس ونحو ذلك أما هذا الحديث فذلك من فضل الله علينا وعلى الناس فليس فيه أي طعن من حيث إسناده ولكن أهل الأهواء إن كانت العقيدة في القرآن حاولوا اللف والدوران حولها بتأويلها وإخراجها عن دلالتها الصريحة وإن كانت العقيدة في السنة حاولوا الطعن فيها بكل وسيلة ولو كانت فاشلة فإذاً الذي يعيش مثلا في جو مثل الأردن مثل سوريا مثل مصر أكثر علمائها لا يعرفون هذه العقيدة بصورة خاصة والعقيدة السلفية بصورة عامة أفلا يعذر المسلمون الذين يقيمون في تلك البلاد نقول نعم لكن ليس الأمر كذلك الغرباء الذين يعيشون في هذه البلاد التي فضّلها الله تبارك وتعالى وميزها بكثير من الخصال من أهمها دعوة التوحيد التي سخّر الله لها في هذه البلاد منذ نحو مئتي سنة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فأحيا دعوة التوحيد حيث كانت الشركيات والوثنيات قد كادت أن تعم البلاد الإسلامية كلها ومنها هذه البلاد في الجزيرة العربية فأنقذ الله به عباده هنا ثم سرت يقظته هذه إلى البلاد الإسلامية الأخرى لكن بنسب متفاوتة وقليلة جدا فمن كان غريبا هنا من الأعاجم أو العرب فهو يسمع ليل نهار عقيدة التوحيد وأن الله على العرش استوى وأن استواءه معلوم لغة وهو الاستعلاء وأن الكيف مجهول وأن السؤال عن كيفية الاستواء بدعة فهذا لا يكون معذورا لأنه قد وجد في جو يشبه جو تلك الجارية من أين عرفت الجارية العقيدة؟ من المجتمع الذي عاشت فيه فسيدها وسيدتها وأبناؤهما كلهم ينطقون بالعقيدة الصحيحة فلماذا هي لا تكون كذلك عقيدتها صحيحة وهذا مما يفسر به قوله عليه الصلاة والسلام وهو من أنباء الغيب ( إن ربك ليعجب من أقوام يجرّون إلى الجنة في السلاسل ) كيف هذا؟ إشارة عظيمة جدا من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إلى الفتوحات الإسلامية التي ستقع من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويأتون بالأسرى مغللين في الأصفاد فيعاشرون المسلمين وهم عبيد أرقاء لكن رقهم هذا سينقلب نعمة ما بعدها نعمة عليهم فإنهم قد كانوا من قبل وهم أحرار في بلادهم يسمعون عن الإسلام كل سيئة بسبب القساوسة والرهبان والجهّال وما شابه ذلك من الذين يذيعون السوء عن الإسلام والأفكار والعقائد السيئة فلما ابتلاهم الله ووقعوا في الأسر وسيقوا إلى بلاد الإسلام في الأغلال عاشوا مع المسلمين عن كثب وعن قرب واطلعوا أولا على عقائدهم وعلى عبادتهم ثم على سلوكهم وأخلاقهم فوجدوها من أحسن ما يمكن أن يوجد على وجه الأرض فكان ذلك سببا لدخولهم في الإسلام اختيارا وليس اضطرارا فدخلوا الجنة أي بسبب إسلامهم وهم قد سيقوا من قبل بالأغلال فهذه البلاد إذاً من كان فيها من الغرباء سواء من العرب أو الأعاجم فلا يعذر بجهله لأنه إذا استمر في جهله فمعنى ذلك أنه مكابر ومعاند لأنه قد أقيمت الحجة عليه فإنه يسمعها ليل نهار أما من كان في البلاد الأخرى فهو يسمع نقيض ذلك فهو معذور بجهله فإذن عرفتم الآن ثلاثة صور أو ثلاث مجتمعات المجتمع الأول المجتمع الإسلامي الذي فهم العقيدة الصحيحة فمن عاش في هذا المجتمع فلا يعذر بجهله المجتمع الثاني المجتمع الكافر الذي قد يسلم فيه فرد من أفراده أو بعض أفراده فمن أين له أن يعرف العقيدة الصحيحة فهو معذور بجهله المجتمع الثالث مجتمع بينهما فهو في الظاهر مسلم وعلامات الإسلام ظاهرة فالمساجد عامرة بالصلاة والأذان مرفوع صوته و وإلى آخره لكن كبار أهله منحرفون عن العقيدة الصحيحة فمن أين يتلقى أفراد هذا الشعب العقيدة الصحيحة فيكونون والحالة هذه معذورين هذا الذي يتيسر لي هذا الذي يتيسر لي من الجواب عن هذا السؤال وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين فانصرفوا راشدين.
الشيخ : موضوع إيش؟
السائل : العذر بالجهل في العقيدة خاصة هنالك من يقول يعذر الإنسان بالجهل وهنالك من يقول لا وقد ظهرت مؤلفات في ذلك ونرجوا الإفادة في هذا الموضوع
الشيخ : نعم سبق أن أجبت عن مثل هذا السؤال بشيء من التفصيل ولا أستحسن إعادة الكلام في الإجابة عن سؤال متكرر إلا إيجازا فأقول لا يصح القول مطلقا بأن الإنسان يعذر بالجهل مطلقا أو لا يعذر بالجهل مطلقا كلاهما خطأ وإنما لابد من التفصيل من كان يعيش في جو إسلامي وهذا الجو الإسلامي يفهم الإسلام فهما صحيحا ثم وجد هناك شخص يجهل العقيدة الإسلامية وهو يحيا في هذا الجو فهو غير معذور وعلى العكس من ذلك إذا تصورنا شخصا آخر يعيش إما في جو غير إسلامي جو الكفر والضلال مثل أوروبا وأمريكا مثلا ثم أسلم فهذا يعذر بجهله لأنه لا يجد الجو الذي يساعده على أن يتعلم وألا يجهل ثم نضرب المثال الذي يعاكس الصورة الأولى، الصورة الأولى قلنا رجل يعيش في جو إسلامي يفهم الإسلام فهما صحيحا فهو غير معذور بجهله الآن نقلب الصورة فنقول زيد من الناس يعيش في مجتمع إسلامي ولكن هذا المجتمع قد انحرف به الجمهور انحرف فيه عن العقيدة الصحيحة فيكون أيضا هذا الشخص معذورا لأنه لا يجد الجو الإسلامي الصحيح الذي يقدم إليه العقيدة الصحيحة كما يقولون اليوم أوتماتيكيا يعني ليس بحاجة إلى أن يتعلم بحلقات خاصة لأن الجو كله مملوء بالعقيدة الصحيحة مثال ذلك حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال " صليت يوما وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعطس رجل بجانبي فقلت له يرحمك الله وهو يصلي مع المصلين قال فنظروا إلي بمؤخرة أعينهم فضقت ذرعا فقلت واه يا ثكل أمياه مالكم تنظرون إليّ فأخذوا ضربا على أفخاذهم -يقولون له اسكت ليس هذا مكان الكلام والصياح- قال فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة أقبل إليّ فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ) " يرحمك الله ، يهديكم الله هذا الذي هو معتاد عادة شرعية جيدة إذا عطس الرجل فحمد الله فشمتوه هذا لا يجوز في حالة الصلاة ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتكبير وتحميد وتلاوة القرآن ) قال فقلت يا رسول الله أتصور نفسية هذا الإنسان الفاضل أنه كان حديث عهد بالإسلام وأنه لم يتعلم بعد ما يجوز في الصلاة وما لا يجوز ولذلك وقع منه هذا الخطأ حيث قال لمن عطس يرحمك الله هذا كلام وقد كان مثل هذا جائزا في أول الإسلام حتى أنزل الله تبارك وتعالى في القرآن (( وقوموا لله قانتين )) فحرّم الله عليهم الكلام كان الرجل قبل استقرار تحريم الكلام يدخل المسجد فيجد الناس في الصف يصلون وراء الإمام فيقف فيقول لصاحبه أي ركعة هذه يقول له هذه الركعة الثانية فيفهم في صلاة الصبح مثلا أنه قد فاته الركعة الأولى فينوي ويكبر ويقرأ ما تيسر ويركع لوحده ثم ينضم مع الإمام في الركعة الثانية حتى دخل يوما معاذ بن جبل رضي الله عنه دخل المسجد فوجد الناس قياما كالعادة فنوى مباشرة ولم يسأل ذلك السؤال التقليدي ثم قام وصلى ما سبق به من الصلاة فقال عليه الصلاة والسلام ( إن معاذا قد سن لكم سنة ) أي سنة حسنة فصار من ذلك اليوم الحكم المعروف حتى اليوم ألا وهو قوله عليه السلام ( فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) بينما كان الحكم كما عرفتم يستوضح متكلما مع صاحبه وهو في الصلاة فيصلي ما فاته لوحده ثم ينضم هذا الرجل يبدو أنه لم يكن قد بلغه تحريم الكلام في الصلاة وبخاصة أن هذا ليس من الكلام المعتاد كيف حالك وشلونك وكيف السوق وما شابه ذلك وإنما عطس فحمد الله فقال له يرحمك الله لم يكن قد علم بعد أن هذا شيء ممنوع في الصلاة ولذلك ازداد ثورة وغضبا حينما وجدهم ينكرون عليه أشد الإنكار أولا بنظرهم إليه بمؤخرة أعينهم ثانيا بضربهم على أفخاذهم بأكفهم فلا شك تتصورون معي أن هذا الإنسان ما يدري كيف صلى وهو يفكر عرف بأنه قد أخطأ لكن ماخطؤه وعلى ذلك انتظر حينما سلم الرسول عليه السلام من الصلاة أن يأتيه وأن يؤنبه وأن يقسو عليه في الكلام كما هو شأن كثير من الأئمة ومن المدرسين الذين لا يتحملون سؤالا عاديا إلا ويثورون ويغضبون هكذا تصور هو أن الرسول لما أقبل إليه لكن خاب ظنه والحمد لله حينما قال معبرا عن لطفه عليه السلام ورأفته بأمته قال أقبل إلي فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني إنما قال لي ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتحميد وتكبير وتلاوة للقرآن ) حينما وجد هذا اللطف المحمدي تفتحت معه ذاكرته لتوجيه السؤال بعد السؤال قال " يا رسول الله إنا منا أقوام يأتون الكهان " قال ( فلا تأتوهم ) قال " إنا منا أقواما يتطيّرون " قال ( فلا يصدنكم ) قال " إنا منا أقواما يخطّون الرمل " قال ( قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه فذاك ) قال يا رسول الله وهنا الشاهد " إن لي جارية في أُحد ترعى غنما لي فسطى الذئب يوما على غنمي وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكّه وعلي عتق رقبة " كأنه يقول أفيجزيني أن أعتقها كفارة لما علي من عتق رقبة قال ( هاتها ) فجاءت قال لها ( أين الله؟ ) قالت " في السماء " قال لها ( من أنا ) قالت " أنت رسول الله " فالتفت إلى سيدها السائل وهو معاوية بن الحكم السلمي قال ( اعتقها فإنها مؤمنة ) الشاهد من هذا الحديث وفيه أحكام جمّة كما سمعتم وفوائد عديدة إنما الشاهد منه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سألها عن عقيدة تتعلق بكل مسلم ألا هو قوله عليه السلام ( أين الله؟ ) فأجابت بالجواب الصحيح قالت في السماء قال لها ( من أنا؟ ) قالت أنت رسول الله فحكم عليها بأنها مؤمنة لأنها أجابت عن السؤالين جوابا صحيحا انظروا الآن الفوارق هذه جارية ترعى الغنم عرفت العقيدة الصحيحة في قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى )) هذه العقيدة التي لا يزال المسلمون يختلفون فيها اختلافا جمّا ولا يزال جماهيرهم منهم بعض العرب وأكثرهم من العجم لا يزالون يجهلون هذه العقيدة الصحيحة بل ويحاربونها أيضا فإذا افترضنا جوا مثل ذلك الجو النبوي جارية ترعى الغنم عرفت ما لا يعرفه كبار المشائخ في بعض البلاد فمن كان من عامة الناس في تلك البلاد من أين له أن يعرف العقيدة الصحيحة كما عرفتها هذه الجارية والعلماء في تلك البلاد هم يعتقدون خلافها ويقولون ويقولون ما لا يجوز كمثل قولهم إذا قلت لهم أين الله؟ يقولون نعوذ بالله هذا سؤال لا يجوز سؤال لا يجوز والرسول هو الذي سنّه هكذا يقولون لا يجوز هذا السؤال لماذا؟ لأن الجواب لا يجوز أكثر وأكثر عندهم لا يجوز أن يقول المسلم كما قالت الجارية الله في السماء وكثيرون من هؤلاء العلماء الأعاجم بل وفيهم بعض العرب بعضهم من الشراكسة وبعضهم من المغاربة حاولوا الغمز من صحة هذا الحديث وما ذاك إلا لأنه يحمل في طواياه العقيدة الصحيحة فيما يتعلق بتفسير قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى )) فيعللون هذا الحديث مع كونه في صحيح مسلم ومع كونه يشهد الله لا علّة له إطلاقا أقول هذا لأنه قد يوجد في صحيح مسلم وفي غيره ما يمكن أن يكون فيه طعن ما كتدليس ونحو ذلك أما هذا الحديث فذلك من فضل الله علينا وعلى الناس فليس فيه أي طعن من حيث إسناده ولكن أهل الأهواء إن كانت العقيدة في القرآن حاولوا اللف والدوران حولها بتأويلها وإخراجها عن دلالتها الصريحة وإن كانت العقيدة في السنة حاولوا الطعن فيها بكل وسيلة ولو كانت فاشلة فإذاً الذي يعيش مثلا في جو مثل الأردن مثل سوريا مثل مصر أكثر علمائها لا يعرفون هذه العقيدة بصورة خاصة والعقيدة السلفية بصورة عامة أفلا يعذر المسلمون الذين يقيمون في تلك البلاد نقول نعم لكن ليس الأمر كذلك الغرباء الذين يعيشون في هذه البلاد التي فضّلها الله تبارك وتعالى وميزها بكثير من الخصال من أهمها دعوة التوحيد التي سخّر الله لها في هذه البلاد منذ نحو مئتي سنة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فأحيا دعوة التوحيد حيث كانت الشركيات والوثنيات قد كادت أن تعم البلاد الإسلامية كلها ومنها هذه البلاد في الجزيرة العربية فأنقذ الله به عباده هنا ثم سرت يقظته هذه إلى البلاد الإسلامية الأخرى لكن بنسب متفاوتة وقليلة جدا فمن كان غريبا هنا من الأعاجم أو العرب فهو يسمع ليل نهار عقيدة التوحيد وأن الله على العرش استوى وأن استواءه معلوم لغة وهو الاستعلاء وأن الكيف مجهول وأن السؤال عن كيفية الاستواء بدعة فهذا لا يكون معذورا لأنه قد وجد في جو يشبه جو تلك الجارية من أين عرفت الجارية العقيدة؟ من المجتمع الذي عاشت فيه فسيدها وسيدتها وأبناؤهما كلهم ينطقون بالعقيدة الصحيحة فلماذا هي لا تكون كذلك عقيدتها صحيحة وهذا مما يفسر به قوله عليه الصلاة والسلام وهو من أنباء الغيب ( إن ربك ليعجب من أقوام يجرّون إلى الجنة في السلاسل ) كيف هذا؟ إشارة عظيمة جدا من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إلى الفتوحات الإسلامية التي ستقع من بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويأتون بالأسرى مغللين في الأصفاد فيعاشرون المسلمين وهم عبيد أرقاء لكن رقهم هذا سينقلب نعمة ما بعدها نعمة عليهم فإنهم قد كانوا من قبل وهم أحرار في بلادهم يسمعون عن الإسلام كل سيئة بسبب القساوسة والرهبان والجهّال وما شابه ذلك من الذين يذيعون السوء عن الإسلام والأفكار والعقائد السيئة فلما ابتلاهم الله ووقعوا في الأسر وسيقوا إلى بلاد الإسلام في الأغلال عاشوا مع المسلمين عن كثب وعن قرب واطلعوا أولا على عقائدهم وعلى عبادتهم ثم على سلوكهم وأخلاقهم فوجدوها من أحسن ما يمكن أن يوجد على وجه الأرض فكان ذلك سببا لدخولهم في الإسلام اختيارا وليس اضطرارا فدخلوا الجنة أي بسبب إسلامهم وهم قد سيقوا من قبل بالأغلال فهذه البلاد إذاً من كان فيها من الغرباء سواء من العرب أو الأعاجم فلا يعذر بجهله لأنه إذا استمر في جهله فمعنى ذلك أنه مكابر ومعاند لأنه قد أقيمت الحجة عليه فإنه يسمعها ليل نهار أما من كان في البلاد الأخرى فهو يسمع نقيض ذلك فهو معذور بجهله فإذن عرفتم الآن ثلاثة صور أو ثلاث مجتمعات المجتمع الأول المجتمع الإسلامي الذي فهم العقيدة الصحيحة فمن عاش في هذا المجتمع فلا يعذر بجهله المجتمع الثاني المجتمع الكافر الذي قد يسلم فيه فرد من أفراده أو بعض أفراده فمن أين له أن يعرف العقيدة الصحيحة فهو معذور بجهله المجتمع الثالث مجتمع بينهما فهو في الظاهر مسلم وعلامات الإسلام ظاهرة فالمساجد عامرة بالصلاة والأذان مرفوع صوته و وإلى آخره لكن كبار أهله منحرفون عن العقيدة الصحيحة فمن أين يتلقى أفراد هذا الشعب العقيدة الصحيحة فيكونون والحالة هذه معذورين هذا الذي يتيسر لي هذا الذي يتيسر لي من الجواب عن هذا السؤال وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين فانصرفوا راشدين.
اضيفت في - 2006-04-10