فتاوى جدة-16a
تذكير : أن ما جاء في الكتاب والسنة مطلقاً غير مقيد بصفة يجرى على ما جاء.
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
(( يا أيها الذين ءامنو اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))،
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))،
(( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))،
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة كل ضلالة في النار.
وبعد، لا بد لي من التذكير بأصل قد سبق مني أن نبهت عليه مرة بعد أخرى وهي أو وهو أنه ما جاء في الكتاب أو في السنة مطلقا غير مقيد بقيد أو بصفة فيجب إجراء هذا النص على ما جاء مطلقا دون قيد أو وصف والعكس بالعكس إذا جاء نص مقيّد بزمان أو بمكان أو بصفة فلا يجوز فك هذا القيد عن ذلك النص وإنما يؤتى به كما وصف وكما قيّد وعلى ذلك فلا ينبغي للمسلم أن يأتي إلى هيئة مثلا من هيئات الصلاة لم يأتي لها وصف خاص فيصفها هو إما بقوله وإما بفعله بصفة خاصة فيكون ذلك من باب الإحداث والإبتداع في الدين وكلكم يعلم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وفي الحديث الآخر وكل ضلالة في النار.
(( يا أيها الذين ءامنو اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))،
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))،
(( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))،
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة كل ضلالة في النار.
وبعد، لا بد لي من التذكير بأصل قد سبق مني أن نبهت عليه مرة بعد أخرى وهي أو وهو أنه ما جاء في الكتاب أو في السنة مطلقا غير مقيد بقيد أو بصفة فيجب إجراء هذا النص على ما جاء مطلقا دون قيد أو وصف والعكس بالعكس إذا جاء نص مقيّد بزمان أو بمكان أو بصفة فلا يجوز فك هذا القيد عن ذلك النص وإنما يؤتى به كما وصف وكما قيّد وعلى ذلك فلا ينبغي للمسلم أن يأتي إلى هيئة مثلا من هيئات الصلاة لم يأتي لها وصف خاص فيصفها هو إما بقوله وإما بفعله بصفة خاصة فيكون ذلك من باب الإحداث والإبتداع في الدين وكلكم يعلم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وفي الحديث الآخر وكل ضلالة في النار.
الكلام حول وضع اليدين على الصدر في الصلاة.
الشيخ : بناء على ذلك فيوجد في بعض البلاد العربية بل وفي بعض المذاهب المتبعة فيها أن السنة وضع اليمنى على اليسرى على القلب وليس على الصدر هذا خلاف السنة السنة وضعهما على الصدر وليس وضعهما على القلب، القلب الذي وصفه عليه السلام بقوله ( ألا وفي الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) فليس من السنة وضع اليدين هكذا بالإنحراف إلى اليسار بهما وإنما السنة وضعهما هكذا على الصدر فمن أخذ بهما يسارا بتعليل فلسفي لا أصل له ألا وهو أن القلب هو مركز الإيمان فوضع اليدين على هذا القلب إنما هو من باب المحافظة على الإيمان الذي مقره القلب هذه تعليلات ما أنزل الله بها من سلطان فلم يرد في أي حديث حتى ولو كان حديث ضعيفا أو موضوعا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينحرف في وضعه ليديه على الصدر إلى القلب هكذا فتجد بعضهم ينحرف بوضعه ليديه ثم يأتي ذراعه تحت إبطه فالسنة أن يضع يديه هنا على الصدر وليس أن ينحرف بهما هكذا يسارا على القلب فالإنحراف بهما يسارا على القلب كالذي يفعل هكذا لا أصل لهذا ولا لهذا وإنما الوضع هو الصدر وقد جاء في بعض كتب التفاسير عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تفسير قوله تعالى (( إنآ أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر )) قال وانحر أي ضع يديك عند النحر فالنحر هنا وليس النحر هنا هذا ما أحببت التذكير به بين يدي الإجابة عن أسئلتكم.
السائل : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السائل : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ما صحة ثبوت زيادة :"الصلاة خير من النوم" في أذان الصبح الأول ؟
السائل : ورد عن بلال رضي الله عنه عندما قال الصلاة خير من النوم قال له النبي صلى الله عليه وسلم ( اجعلها في أذانك ) فقد علقت في بعض المؤلفات قلت أي في الأذان الأول من الصبح نريد الأدلة التي صرحت؟
الشيخ : نعم زيادة " الصلاة خير من النوم " إنما ثبتت في الأذان الأول وفي ذلك أحاديث منها حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال " كان في الأذان الأول في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم " وإسناد هذه الرواية في سنن النسائي إسناد حسن تقوم به الحجة ثم يصبح صحيحا بغيره لأن له شاهدا من حديث أبي محذورة مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مكة حيث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما علمه الأذان قال له ( فإذا أذنت لصلاة الفجر الأذان الأول فقل الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم ) ولا يوجد لهذين الحديثين ما يعارضهما مطلقا وإذ الأمر كذلك فالنظر الصحيح السليم يؤيد ما جاء في هذين الحديثين الثابتين وحديث أبي محذورة أخرجه جمع من أئمة السنة وعلى رأسهم الإمام ابن خزيمة في صحيحه أقول إن النظر الصحيح السليم يؤيد أن هذه الجملة الزائدة على الأذان ألا وهي الصلاة خير من النوم إنما تليق بالأذان الأول وليس بالأذان الآخر للفجر ذلك لأن المفروض من هذه الجملة إيقاظ النائم وليس تنبيه المستيقظ ففي الأذان الأول يكون عادة الناس أو أغلبهم نائمين من أجل ذلك جاء في صحيح البخاري وغيره قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يغرنكم أذان بلال فإنما يؤذن بليل ليتسحر المتسحر وليصلي القائم ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ( لا يغرنكم أذان بلال فإنما يؤذن بليل ) أي قبل أذان الفجر فبلال الذي كان يؤذن في غالب حياته في الفجر الأذان الأول ففي هذا الأذان يقتضي النظر أن يقول المؤذن فيه الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم وجاء في بعض روايات هذا الحديث الصحيحة قوله عليه السلام لمن سمع أذان بلال ( فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) يقول الراوي وكان ابن أم مكتوم لا يؤذن حتى يقال له أصبحت أصبحت أي دخلت في الفجر فأذّن لأنه كان رجلا أعمى ففي هذا الأذان لا مانع لأن يقال الصلاة خير من النوم لأن الناس صاروا أيقاظا ولم يبقوا نياما.
الشيخ : نعم زيادة " الصلاة خير من النوم " إنما ثبتت في الأذان الأول وفي ذلك أحاديث منها حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال " كان في الأذان الأول في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم " وإسناد هذه الرواية في سنن النسائي إسناد حسن تقوم به الحجة ثم يصبح صحيحا بغيره لأن له شاهدا من حديث أبي محذورة مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مكة حيث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما علمه الأذان قال له ( فإذا أذنت لصلاة الفجر الأذان الأول فقل الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم ) ولا يوجد لهذين الحديثين ما يعارضهما مطلقا وإذ الأمر كذلك فالنظر الصحيح السليم يؤيد ما جاء في هذين الحديثين الثابتين وحديث أبي محذورة أخرجه جمع من أئمة السنة وعلى رأسهم الإمام ابن خزيمة في صحيحه أقول إن النظر الصحيح السليم يؤيد أن هذه الجملة الزائدة على الأذان ألا وهي الصلاة خير من النوم إنما تليق بالأذان الأول وليس بالأذان الآخر للفجر ذلك لأن المفروض من هذه الجملة إيقاظ النائم وليس تنبيه المستيقظ ففي الأذان الأول يكون عادة الناس أو أغلبهم نائمين من أجل ذلك جاء في صحيح البخاري وغيره قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يغرنكم أذان بلال فإنما يؤذن بليل ليتسحر المتسحر وليصلي القائم ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ( لا يغرنكم أذان بلال فإنما يؤذن بليل ) أي قبل أذان الفجر فبلال الذي كان يؤذن في غالب حياته في الفجر الأذان الأول ففي هذا الأذان يقتضي النظر أن يقول المؤذن فيه الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم وجاء في بعض روايات هذا الحديث الصحيحة قوله عليه السلام لمن سمع أذان بلال ( فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ) يقول الراوي وكان ابن أم مكتوم لا يؤذن حتى يقال له أصبحت أصبحت أي دخلت في الفجر فأذّن لأنه كان رجلا أعمى ففي هذا الأذان لا مانع لأن يقال الصلاة خير من النوم لأن الناس صاروا أيقاظا ولم يبقوا نياما.
قول المؤذن :"الصلاة في الرحال"، عند نزول المطر.
الشيخ : يشبه هذا تماما زيادة أخرى جاء ذكرها في بعض الأحاديث الصحيحة ألا وهي جملة ( الصلاة في الرحال الصلاة في الرحال ) تشرع هذه الزيادة أن يقولها المؤذن في أذانه يوم تهطل الأمطار فرخص الشارع الحكيم أن يظل المدعوّون بقول المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح إلى الصلاة في المساجد رخص لهم الشارع الحكيم أن يظلوا في بيوتهم وفي رحالهم يصلون هناك لعذر المطر كما رخص لهم بالجمع إذا كانوا في المسجد وهطلت الأمطار فهل من معنى أن يقول المؤذن في مثل هذه الأيام بديل حي على الصلاة حي على الفلاح أو تابعا لهاتين الجملتين هل من المعقول أن يزيد في الأذان فيقول الصلاة في الرحال الصلاة في الرحال؟ لا معنى لهذا لأن هذه جملة إنما شرعت في ترخيص للكائنين في دورهم وفي بيوتهم أن يصلوا فيها لأن الأمطار قد هطلت بغزارة كذلك تماما لا يشرع للمؤذن أن يقول في الأذان الثاني من أذان الفجر الصلاة خير من النوم من النائم؟ المفروض أن المجتمع الإسلامي حينما يكون سائرا على النهج الإسلامي الصحيح فلا يوجد حين ذاك نائم إلا إن كان مريضا أو ما شابه ذلك من الأعذار التي تسوغ للمسلم أن لا يستجيب لقول المؤذن حي على الصلاة حي على الصلاة في الأذان الأول فإذا ما دخل الأذان الثاني كان المنادون بالأذان الأول قد استيقظوا وانصرفوا إلى المسجد وبخاصة أن السنة في صلاة الفجر التبكير بل التغليس بها فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( كان يغلس في صلاة الفجر ) كما ثبت أن النساء كن ينصرفن من الصلاة وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغلس لا يعرف بعضهن بعضا فإذا كان المفروض أن تقام صلاة الفجر في أول الوقت في الغلس فمعنى ذلك أن الأذان الأول شرع لإيقاظ النائمين من نومهم ليستعدوا حينما يسمعون المؤذن يقول حي على الصلاة حي على الصلاة في الأذان الثاني يكونون متهيئين متجهزين تماما للذهاب إلى المسجد ليصلوا وراء الإمام في الغلس فإذا هذه الجملة الصلاة خير من النوم يقتضي النظر الصحيح ما يوافق الرواية الصحيحة أنها في الأذان الأول دون الأذان الآخر هذا أمر لا يسع كل باحث أن يخالفه لأنه ليس هناك روايات متعددة كأن يقال مثلا يجوز الوجهان ولكن هنا شيء لا بد من التنبيه عليه ألا وهو من الغالب الآن على كل البلاد الإسلامية الأذان الثاني هو الذي يقولون فيه الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم خلاف ما ثبت في السنة كما شرحنا فلا ينبغي لمن عرف هذه الحقيقة أن يجابه المجتمع الذي يعيش فيه بالقوة وبالإثارة وإنما كما قال ربنا تبارك وتعالى (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) فهناك شرع وهناك أسلوب هو من الشرع فإذا أردت أن تبين شيئا كان خافيا على الناس فلا يجب بل لا يجوز أن تجابههم بل عليك أن تترفق بهم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما كان العنف في شيء إلا شانه ) هذا جواب ما سألت.
ما حكم متابعة الإمام وإن ترك بعض السنن على رأي المأموم؟
الشيخ : تفضل
السائل : يا شيخ لكم كلام في فعل المأموم السنن خلف الإمام الذي لا يفعلها وهل هذه السنن تختلف من سنة إلى أخرى؟
الشيخ : لا، المقتدي مأمور بمتابعة الإمام في كل ما يفعله الإمام من السنن سواء كانت سنة من هذه السنن على رأي المقتدي سنة أو لم تكن كذلك بشرط واحد أن يكون الإمام الذي اقتدى به المقتدي متبعا لإمام من أئمة المسلمين وليس مبتدعا وليس متبعا لهوى أو عادة بين الناس ولذلك لعموم قوله عليه الصلاة والسلام ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه ) وقد كنت شرحت هذه المسألة جوابا في بعض المجالس عن مثل هذا السؤال فلا مبرر ولا مسوغ الآن لإعادة الكلام فيما سبق من البيان فلنسمع سؤالا جديدا.
تفضل.
السائل : يا شيخ لكم كلام في فعل المأموم السنن خلف الإمام الذي لا يفعلها وهل هذه السنن تختلف من سنة إلى أخرى؟
الشيخ : لا، المقتدي مأمور بمتابعة الإمام في كل ما يفعله الإمام من السنن سواء كانت سنة من هذه السنن على رأي المقتدي سنة أو لم تكن كذلك بشرط واحد أن يكون الإمام الذي اقتدى به المقتدي متبعا لإمام من أئمة المسلمين وليس مبتدعا وليس متبعا لهوى أو عادة بين الناس ولذلك لعموم قوله عليه الصلاة والسلام ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه ) وقد كنت شرحت هذه المسألة جوابا في بعض المجالس عن مثل هذا السؤال فلا مبرر ولا مسوغ الآن لإعادة الكلام فيما سبق من البيان فلنسمع سؤالا جديدا.
تفضل.
هل يتابع المأموم الإمام في ركوعه قبل إتمام قراءة الفاتحة؟
السائل : جزاك الله خير بالنسبة للإمام في الركعتين الآخرتين يعنى في السرية تجد بعض الأئمة يسرع في قراءة الفاتحة المأموم ما يتمكن من قرءاة الفاتحة وهنا يعني يتوجب على المأموم أن يقرأ قراءة الفاتحة فأنت في أصل الفاتحة والإمام هاوي إلى الركوع ماذا يفعل المأموم في هذا الحال هل يتم أو ماذا يفعل؟
الشيخ : مفهوم، الواقع أن كثيرا من الأئمة لا يراعون ما ينبغي مراعاته ويراعون ما لا ينبغي مراعاته إن بعضهم يحاول أن يسكت بعد قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية ليتمكن المقتدي من قرائتها في سكوته ومع أن هذه السكة لا أصل لها في السنة الصحيحة فكثير من الأئمة إتباعا لآراء بعض المتأخرين يرون أن يسكت الإمام بعد فراغه من قرءاة الفاتحة ليتمكن المقتدي من قرائتها في سكتات أو في سكتة الإمام وهذه مسألة أيضا طرقنها أكثر من مرة فلا أطيل الكلام فيها أيضا ولكني جعلتها بيانا أو مقدمة للإجابة على السؤال الذي سمعتموه آنفا ألا وهو الإمام يقرأ في السرية الفاتحة بسرعة ولعله يقرؤها بنفس واحد فإذا أراد الإنسان المقتدي أن يقرأ الفاتحة هنا لأنها واجبة عليه باعتبار أن الإمام يقرأ سرا فلا يتمكن من الإتيان على قراءة الفاتحة كلها في كثير من الأحيان لا يكاد المقتدي يقرأ نصف الفاتحة إلا ويكون الإمام قد ركع فالسؤال كان ماذا يفعل هذا المقتدي؟ أيقطع القراءة ويقف عند ما وصل من الفاتحة ليتابع الإمام في الركوع أم لا يباليه ولا يتابعه حتى يفرغ من قراءة الفاتحة؟ الجواب لا بد للمقتدي من شيء من التحري أو من شيء من الإجتهاد أن يقدر لنفترض أنه دار في ذهنه أنه إذا أتم قراءته للفاتحة فاته الركوع مع الإمام ففي هذه الحالة ينبغي له أن يقرأ ما يتمكن من بقية الفاتحة لكي يتمكن أيضا من مشاركة الإمام في الركوع فالمقدار الذي لا يفوّت عليه مشاركة الإمام في الركوع يقرأ من الفاتحة فإن كان يغلب عليه على ظنه أنه يتمكن من قراءة الفاتحة كلها قبل أن يرفع الإمام رأسه من الركوع أتمها وإلا انتهى عندما قرأ حينما يركع الإمام فيتابعه حتى لا يفوّت ركنا على نفسه بركن مختلف في ركنيته، الركوع ركن باتفاق علماء المسلمين وإذا لم يركع لم تصح صلاته أما قراءة الفاتحة ففيها خلاف كثير ومن هذا الخلاف أن الفاتحة لا تجب على المقتدي قراءتها حتى في الصلاة السرية فالمذهب الحنفي مثلا يقول المقتدي يصمت يسكت وراء الإمام ولا يقرأ شيئا من القرآن لا الفاتحة ولا غير الفاتحة وهذا المذهب وإن كنا نراه مذهبا مرجوحا ونقول كما قال عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ولكننا مع ذلك نقول بأن هذا الحديث ليس على إطلاقه وشموله لأنه قد ثبت مرفوعا وموقوفا عن جماعة من الصحابة أن من أدرك الإمام راكعا أن المسبوق إذا أدرك الإمام راكعا تعتبر له هذه الركعة وتحسب من صلاته ولو أنه لم يقرأ فاتحة الكتاب فيبقى هذا الحديث من العام المخصوص فيمكن الإستفادة من هذا التخصيص في مسألتا التي نحن في صدد البحث فيها فإذا كان الإمام ركع قبل أن ينتهي المقتدي من قراءة الفاتحة فهو يتحرى إن كان بإمكانه أن يكملها أكملها ما دام أنه يغلب على ظنه أنه سيدرك الإمام راكعا وإن غلب على ظنه أنه تفوته ركعة من ركوع الإمام فتفوته الركعة ففي هذه الحالة يشارك الإمام في الركع لو أنه لم يأت على تمام الفاتحة هذا هو جواب السؤال السابق.
الشيخ : مفهوم، الواقع أن كثيرا من الأئمة لا يراعون ما ينبغي مراعاته ويراعون ما لا ينبغي مراعاته إن بعضهم يحاول أن يسكت بعد قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية ليتمكن المقتدي من قرائتها في سكوته ومع أن هذه السكة لا أصل لها في السنة الصحيحة فكثير من الأئمة إتباعا لآراء بعض المتأخرين يرون أن يسكت الإمام بعد فراغه من قرءاة الفاتحة ليتمكن المقتدي من قرائتها في سكتات أو في سكتة الإمام وهذه مسألة أيضا طرقنها أكثر من مرة فلا أطيل الكلام فيها أيضا ولكني جعلتها بيانا أو مقدمة للإجابة على السؤال الذي سمعتموه آنفا ألا وهو الإمام يقرأ في السرية الفاتحة بسرعة ولعله يقرؤها بنفس واحد فإذا أراد الإنسان المقتدي أن يقرأ الفاتحة هنا لأنها واجبة عليه باعتبار أن الإمام يقرأ سرا فلا يتمكن من الإتيان على قراءة الفاتحة كلها في كثير من الأحيان لا يكاد المقتدي يقرأ نصف الفاتحة إلا ويكون الإمام قد ركع فالسؤال كان ماذا يفعل هذا المقتدي؟ أيقطع القراءة ويقف عند ما وصل من الفاتحة ليتابع الإمام في الركوع أم لا يباليه ولا يتابعه حتى يفرغ من قراءة الفاتحة؟ الجواب لا بد للمقتدي من شيء من التحري أو من شيء من الإجتهاد أن يقدر لنفترض أنه دار في ذهنه أنه إذا أتم قراءته للفاتحة فاته الركوع مع الإمام ففي هذه الحالة ينبغي له أن يقرأ ما يتمكن من بقية الفاتحة لكي يتمكن أيضا من مشاركة الإمام في الركوع فالمقدار الذي لا يفوّت عليه مشاركة الإمام في الركوع يقرأ من الفاتحة فإن كان يغلب عليه على ظنه أنه يتمكن من قراءة الفاتحة كلها قبل أن يرفع الإمام رأسه من الركوع أتمها وإلا انتهى عندما قرأ حينما يركع الإمام فيتابعه حتى لا يفوّت ركنا على نفسه بركن مختلف في ركنيته، الركوع ركن باتفاق علماء المسلمين وإذا لم يركع لم تصح صلاته أما قراءة الفاتحة ففيها خلاف كثير ومن هذا الخلاف أن الفاتحة لا تجب على المقتدي قراءتها حتى في الصلاة السرية فالمذهب الحنفي مثلا يقول المقتدي يصمت يسكت وراء الإمام ولا يقرأ شيئا من القرآن لا الفاتحة ولا غير الفاتحة وهذا المذهب وإن كنا نراه مذهبا مرجوحا ونقول كما قال عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ولكننا مع ذلك نقول بأن هذا الحديث ليس على إطلاقه وشموله لأنه قد ثبت مرفوعا وموقوفا عن جماعة من الصحابة أن من أدرك الإمام راكعا أن المسبوق إذا أدرك الإمام راكعا تعتبر له هذه الركعة وتحسب من صلاته ولو أنه لم يقرأ فاتحة الكتاب فيبقى هذا الحديث من العام المخصوص فيمكن الإستفادة من هذا التخصيص في مسألتا التي نحن في صدد البحث فيها فإذا كان الإمام ركع قبل أن ينتهي المقتدي من قراءة الفاتحة فهو يتحرى إن كان بإمكانه أن يكملها أكملها ما دام أنه يغلب على ظنه أنه سيدرك الإمام راكعا وإن غلب على ظنه أنه تفوته ركعة من ركوع الإمام فتفوته الركعة ففي هذه الحالة يشارك الإمام في الركع لو أنه لم يأت على تمام الفاتحة هذا هو جواب السؤال السابق.
تنبيه لأئمة المساجد أثناء الصلاة.
الشيخ : ولكني لابد من التنبيه على شيء يتوجه هذا التنبيه إلى أئمة المساجد أو إلى بعضهم على الأقل نسمع بعضهم بعض الأئمة حينما يكون يقرأ جهرا في الركعتين الأولين مثلا من صلاة المغرب أو صلاة العشاء يقرأ القرآن كما أنزل وكما قال رب العالمين (( ورتل القرآن ترتيلا )) ويسرّ المصلّي بمثل هذه القراءة لأنها تجلب الخشوع إليه بحيث من كان من خلفه يريد أن يقرأ الفاتحة يتمكن من قراءة الفاتحة مرتين بدل المرة الواحدة لماذا؟ لأنه يتأنى في تلاوته ويرتلها ترتيلا فإذا ما انتهى من الجهر وجاءت الركعة السر فهناك تراه قرأ الفاتحة بصورة سريعة جدا فتأتي هذه المشكلة حيث أن الذين يريدون أن يقرأوا الفاتحة خلفه لا يمكنهم أن يأتوا عليها بتمامها لأن هذا الإمام قد سارع في قراءة الفاتحة مسارعة غريبة وغريبة جدا ولذلك فأنا أنبه على هذا الخطأ لما ينتج منه من خطأ آخر سمعتم آنفا الكلام فيه وأخشى ما أخشى أن من يفعل ذلك كأنه يضطر السامعين إلى اتهامه بشيء من الرياء فهو إذا قرأ جهرا يقرأ كما قال عليه السلام ( من لم يتغنّ بالقرآن فليس منا ) أو ( ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن ) فهو إذا جهر بالقراءة تغنى بالقرآن في حدود قواعد علم التجويد أما إذا قرأ القرآن سرا فهو كما جاء في بعض الآثار يهذّه هذّا كهذّ الشعر ويسارع فيه فتقع المشكلة السابقة فأنا أذكر الأئمة بأن يراعوا هذه القضية فكما يقرأ وهو القرآن في الجهرية ترتيلا فعليه أيضا أن يقرأ القرآن في السر ترتيلا كما أنه يقطع الفاتحة آية آية في الجهرية فكذلك عليه أن يقطعها آية آية في السرية ولا يخالف بين قراءته في الجهرية وفي السرية وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
تفضل.
تفضل.
حديث جبريل بزيادة :"تحج وتعتمر"، فما صحة الحديث، وما حكم العمرة ؟
السائل : حديث جبريل حينما أتى النبي صلى الله عليه وآله صحبه وسلم فقال ما الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج وتعتمر ) ما صحة الحديث؟ وما حكم العمرة؟
الشيخ : الحديث قد جاء في صحيح ابن خزيمة بزيادة وأن تعتمر وحكم العمرة أنها واجبة ولكن وجوبها قد يكون منفصلة عن الحج وقد يكون مقرونا بالحج فقد لا يتمكن الإنسان من الحج كما يتمكن من العمرة فحينئذ عليه أن يأتي بعمرة مفردة عن الحج بأنه لا يستطيع أن يحج أما إذا كان يعلم من نفسه أنه قادر على أن يحج إلى بيت الله الحرام فهو في هذه الحالة يجب أن يعتمر عمرة الحج في أشهر الحج في شهر من أشهر الحج وبذلك يكون قد جمع بين واجبين، الواجب الأول أدا العمرة والواجب الآخر أداء فريضة الحج وبذلك يكون المسلم إذا حج الحجة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها وحذر من إفراد الحج يكون قد جمع بين العمرة الواجبة وبين الفريضة الواجبة فالحج إذا على كل حاج من من ليس من أهل مكة أن ينوي أما القران بين العمرة والحج وإما التمتع بالعمرة إلى الحج كما قال تعالى (( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام )) فكل من لم يكن مكيا فعليه عمرة كما عليه حج فإذا كان قد تمتع بالعمرة إلى الحج أو قرن بين العمرة والحج فقد أدّى ما كان واجبا عليه من العمرة أما من لا يستطيع الحج لسبب أو آخر فعليه أن يؤدي عمرة لوحدها هذا جواب ما سبق.
تفضل.
الشيخ : الحديث قد جاء في صحيح ابن خزيمة بزيادة وأن تعتمر وحكم العمرة أنها واجبة ولكن وجوبها قد يكون منفصلة عن الحج وقد يكون مقرونا بالحج فقد لا يتمكن الإنسان من الحج كما يتمكن من العمرة فحينئذ عليه أن يأتي بعمرة مفردة عن الحج بأنه لا يستطيع أن يحج أما إذا كان يعلم من نفسه أنه قادر على أن يحج إلى بيت الله الحرام فهو في هذه الحالة يجب أن يعتمر عمرة الحج في أشهر الحج في شهر من أشهر الحج وبذلك يكون قد جمع بين واجبين، الواجب الأول أدا العمرة والواجب الآخر أداء فريضة الحج وبذلك يكون المسلم إذا حج الحجة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها وحذر من إفراد الحج يكون قد جمع بين العمرة الواجبة وبين الفريضة الواجبة فالحج إذا على كل حاج من من ليس من أهل مكة أن ينوي أما القران بين العمرة والحج وإما التمتع بالعمرة إلى الحج كما قال تعالى (( فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام )) فكل من لم يكن مكيا فعليه عمرة كما عليه حج فإذا كان قد تمتع بالعمرة إلى الحج أو قرن بين العمرة والحج فقد أدّى ما كان واجبا عليه من العمرة أما من لا يستطيع الحج لسبب أو آخر فعليه أن يؤدي عمرة لوحدها هذا جواب ما سبق.
تفضل.
ما صحة حديث :"من غسل ميت فليغتسل"،وهل الأمر يدل على الوجوب وما معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( لاتصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة ) ؟
السائل : يا شيخ ما صحة الحديث ( من غسل ميت فليغتسل ومن حمله فليتوضأ ) وهل الأمر يدل على الوجوب وما معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة )؟
الشيخ : أما أمره صلى الله عليه وآله وسلم لمن غسل الميت بأن يغتسل فهذا أولا حديث صحيح ثابت لا ريب فيه أما ما صفة هذا الأمر هل هو للوجوب أم للإستحباب؟ الجواب هو ليس للوجوب إنما للإستحباب لما ثبت أن الصحابة كان بعضهم يغتسل وبعضهم لا يغتسل فجريان عمل السلف الأول على عدم التزام هذا الأمر دل على أنه ليس واجبا وإنما هو أمر مستحب فمن غسل الميت يستحب بحقه أن يغتسل فإن لم يفعل فلا إثم عليه لأن الأمر في بعض الأحيان لا يكون للوجوب وهنا كذلك هو ليس للوجوب.
الشيخ : أما أمره صلى الله عليه وآله وسلم لمن غسل الميت بأن يغتسل فهذا أولا حديث صحيح ثابت لا ريب فيه أما ما صفة هذا الأمر هل هو للوجوب أم للإستحباب؟ الجواب هو ليس للوجوب إنما للإستحباب لما ثبت أن الصحابة كان بعضهم يغتسل وبعضهم لا يغتسل فجريان عمل السلف الأول على عدم التزام هذا الأمر دل على أنه ليس واجبا وإنما هو أمر مستحب فمن غسل الميت يستحب بحقه أن يغتسل فإن لم يفعل فلا إثم عليه لأن الأمر في بعض الأحيان لا يكون للوجوب وهنا كذلك هو ليس للوجوب.
9 - ما صحة حديث :"من غسل ميت فليغتسل"،وهل الأمر يدل على الوجوب وما معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( لاتصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة ) ؟ أستمع حفظ
ما حكم صلاة ركعتين بعد صلاة العصر ؟
الشيخ : أما المسألة الأخرى فهي هناك حديثان الحديث المشهور ( لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) وكما نقول دائما وأبدا أن النص إذا جاء مطلقا أو عاما فيجب إبقائه كذلك إلا إذا دخل عليه تخصيص أو تقييد فحين ذاك يعمل بالنص العام أو بالنص المطلق مع النص المخصّص أو المقيد وهكذا وقع في هذا الحديث تخصيصات كثيرة وكثيرة جدا أو تقييدات فقوله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث ( ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) يشمل كل الوقت الممتد من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس لكن هذا الوقت قد دخله قيد في الحديث الذي سمعتم السؤال عنه ألا وهو قوله عليه السلام ( لا صلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة ) وفي بعض الروايات نقية أي بيضاء صافية فإذا ضممنا الحديث الثاني إلى الحديث الأول فهمنا أن الإطلاق المذكور في الحديث الأول غير مراد بدليل الحديث الثاني ( إلا أن تكون الشمس مرتفعة نقية ) فهكذا يجب العمل بالأحاديث كلها ولا يجوز ضرب بعضها ببعض والنتيجة الفقهية من هذه العملية أن المكروه من الصلاة بعد العصر ليس هو بعد العصر مباشرة إذا صُلّيت صلاة العصر في وقتها أي إذا ظل الشيء مثليه فصلى فرض العصر الحديث الثاني يعني أن الصلاة بعد صلاة العصر هذه جائزة غير منهي عنها لأن الوقت لا يزال بياضا ونقيا والشمس مرتفعة ويؤكد هذا ما جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يكاد يصلي يوما صلاة العصر ويدخل عند السّيدة عائشة إلا وصلى ركعتين بعد صلاة العصر وهذه سنة مجهولة عند أكثر الناس وبخاصة المذهبيين الذين لا يدرسون السنة فلا يعلمون مثل هذا الحديث وإن كان بعض من سلف قد تنبهوا لهذا الحديث ولكنّهم جعلوه من خصوصيات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم لم يعلموا النص المقيد لقوله عليه السلام ( لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ) فقالوا إن صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهاتين الركعتين بعد العصر هذه من خصوصياته لكن الصحيح أن هذا مما سنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته لأن الصلاة بعد العصر مباشرة تجوز بدليل ذاك الحديث وهو مروي عن صحابيين اثنين فلا مجال للشك في صحته أحدهما علي بن أبي طالب والآخر أنس بن مالك كلاهما روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( لا صلاة بعد العصر -وفي لفظ- نهى عن الصلاة بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة ) ولذلك قال الإمام أبو محمد بن حزم في حديث علي إسناده في غاية الصحة فهذا الإستثناء الصحيح في هذا الحديث يفتح مجال اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الركعتين اللتين كان يصليهما بعد العصر ويرفع دعوى أنهما من خصوصياته عليه الصلاة والسلام فلذلك كان بعض السلف كان يصلّي هاتين الركعتين وهو عبد الله بن الزبير ابن أخت عائشة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فكان يصلّي هاتين الركعتين بعد العصر مما يدلنا على أن السيدة عائشة وهي خالة عبد الله بن الزبير لقّنت عبد الله بن الزبير هذه السنة على إنها سنة ليست من خصوصياته عليه الصلاة السلام وإنما هي مشروعة أيضا لكل المصلين وعلى ذلك فلا وجه للقول بالخصوصية لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاها ولم يدل على أنها تختص به دون الناس أولا ثم قد رفع الحظر عن الصلاة بعد العصر مباشرة وسمح بالصلاة حتى تصير الشمس صفراء أي قبل غروب الشمس بنحو نصف ساعة على الأكثر.
ما صحة حديث : (أن الإنسان يؤجر في كل شيء إلا في البناء) .وما معناه؟
السائل : ما صحة الحديث أن الإنسان يؤجر في كل شيء إلا في البناء وما مفهوم هذا الحديث الذي ورد في مشكاة المصابيح؟
الشيخ : نعم هذا الحديث ثابت إذا ما تتبعت طرقه ولا إشكال فيه لأن المقصود فيه ما ابتلي المسلمون اليوم في هذا الزمان من الغلو في رفع البنيان وفي الإكثار من الغرف فليس للمسلم في ذلك أجر بل يخشى أن يكون في ذلك عليه وزر أما المسلم إذا بنى دارا حسب حاجته ونوى في ذلك كما ينوي في كل المباحات أن يستر نفسه وأن يحفظها من الحر والقر ومن أن يحتاج إلى النزول في الفنادق التي قد يجد فيها ما لا يسعه تغييره من المنكرات فهو يؤجر لأن بناءه كان على قدر ما يسمح به الشرع لقد جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( فراش لك وفراش لزوجك وفراش لضيفك والرابع للشيطان ) فراش لك وفراش لزوجك وفراش لضيفك والرابع للشيطان ففي هذا تنصيص أن المسلم لا يجوز له أن يتوسع في البنيان وفي الثياب واللباس بأكثر مما هو بحاجة إليه فإنه يقع في الإسراف الذي يأمر به الشيطان وينهى عنه الرحمن تبارك وتعالى فالحديث الذي ينص على أن المسلم يؤجر في كل شيء إلا في البنيان لأنه يغلب على الباني أن يبني ما لا يستفيد منه إلا الأبهة والفخفخة وهذا بلا شك من عمل الشيطان لا يرضاه الله تبارك وتعالى.
تفضل.
الشيخ : نعم هذا الحديث ثابت إذا ما تتبعت طرقه ولا إشكال فيه لأن المقصود فيه ما ابتلي المسلمون اليوم في هذا الزمان من الغلو في رفع البنيان وفي الإكثار من الغرف فليس للمسلم في ذلك أجر بل يخشى أن يكون في ذلك عليه وزر أما المسلم إذا بنى دارا حسب حاجته ونوى في ذلك كما ينوي في كل المباحات أن يستر نفسه وأن يحفظها من الحر والقر ومن أن يحتاج إلى النزول في الفنادق التي قد يجد فيها ما لا يسعه تغييره من المنكرات فهو يؤجر لأن بناءه كان على قدر ما يسمح به الشرع لقد جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( فراش لك وفراش لزوجك وفراش لضيفك والرابع للشيطان ) فراش لك وفراش لزوجك وفراش لضيفك والرابع للشيطان ففي هذا تنصيص أن المسلم لا يجوز له أن يتوسع في البنيان وفي الثياب واللباس بأكثر مما هو بحاجة إليه فإنه يقع في الإسراف الذي يأمر به الشيطان وينهى عنه الرحمن تبارك وتعالى فالحديث الذي ينص على أن المسلم يؤجر في كل شيء إلا في البنيان لأنه يغلب على الباني أن يبني ما لا يستفيد منه إلا الأبهة والفخفخة وهذا بلا شك من عمل الشيطان لا يرضاه الله تبارك وتعالى.
تفضل.
ما هي الكيفية لتسوية الصفوف في الصلاة؟
السائل : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ذكرت في كتابك الإرواء في المجلد رقم اثنين الصفحة ثلاثة وسبعين أثر عن ابن مسعود رضي الله عنه في المراوحة بين القدمين والذي رواه النسائي والبيهقي وغيره وابن أبي شيبة وهو أثر ضعيف ثم عارضته بأثرين عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر في صف القدمين فما هو العمل في هذه أو ما هي الكيفية في القيام في الصلاة هل هي المراوحة أم صف القدمين مع ثبوت ضعف حديث ابن مسعود جزاكم الله خير؟
الشيخ : مع ثبوت ماذا؟
السائل : ضعف أثر ابن مسعود؟
الشيخ : ليست هناك سنة ثابتة في هيئة قيام المسلم في الصلاة هل هو يصف بين قدميه أم يرواح بينهما وإنما يقوم المسلم قياما لا يتكلف فيه وجواب هذا السؤال يلتقي تماما مع تنبيهي السابق بأن الأمر إذا جاء مطلقا لم يجز أن نضيف إليه نحن له صفة أو قيدا ما من عند أنفسنا كما تحدثت عن مثال الأخذ باليدين عن الصدر إلى القلب فثبوت الوضع على الصدر لا إشكال فيه لعدة أحاديث، أما الأخذ بهما هكذا فهذا لم يرد فيه ولا في حديث ضعيف كذلك أقول في القيام لم يصح شيء في وضعية القيام إذا ما صلى المسلم إماما أو منفردا أما إذا صلّى مقتديا فهنا حكم خاص أخل به جماهير المصلين ألا وهو لصق كلّ من المصلّين قدمه اليمنى بقدم من على يمينه اليسرى والعكس بالعكس تماما فهنا قد يظهر فرجة لا بد منها لتحقيق هذه السنة التي كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلتزمونها فكان أحدهم يلصق قدمه بقدم صاحبه وركبته بركبة صاحبه ومنكبه بمنكب صاحبه كما جاء في صحيح البخاري وغيره أما إذا تحدثنا عن المنفرد أو عن الإمام فيقف كما يتيسر له ولكنه لا ينبغي أن يتكلف هيئة خاصة بدعوى أن هكذا السنة لأن السنة لا تثبت إلا بما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو في مرتبة الحديث الحسن.
تفضل.
الشيخ : مع ثبوت ماذا؟
السائل : ضعف أثر ابن مسعود؟
الشيخ : ليست هناك سنة ثابتة في هيئة قيام المسلم في الصلاة هل هو يصف بين قدميه أم يرواح بينهما وإنما يقوم المسلم قياما لا يتكلف فيه وجواب هذا السؤال يلتقي تماما مع تنبيهي السابق بأن الأمر إذا جاء مطلقا لم يجز أن نضيف إليه نحن له صفة أو قيدا ما من عند أنفسنا كما تحدثت عن مثال الأخذ باليدين عن الصدر إلى القلب فثبوت الوضع على الصدر لا إشكال فيه لعدة أحاديث، أما الأخذ بهما هكذا فهذا لم يرد فيه ولا في حديث ضعيف كذلك أقول في القيام لم يصح شيء في وضعية القيام إذا ما صلى المسلم إماما أو منفردا أما إذا صلّى مقتديا فهنا حكم خاص أخل به جماهير المصلين ألا وهو لصق كلّ من المصلّين قدمه اليمنى بقدم من على يمينه اليسرى والعكس بالعكس تماما فهنا قد يظهر فرجة لا بد منها لتحقيق هذه السنة التي كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلتزمونها فكان أحدهم يلصق قدمه بقدم صاحبه وركبته بركبة صاحبه ومنكبه بمنكب صاحبه كما جاء في صحيح البخاري وغيره أما إذا تحدثنا عن المنفرد أو عن الإمام فيقف كما يتيسر له ولكنه لا ينبغي أن يتكلف هيئة خاصة بدعوى أن هكذا السنة لأن السنة لا تثبت إلا بما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو في مرتبة الحديث الحسن.
تفضل.
ما حكم النظر إلى الأمرد؟
السائل : يا شيخ قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم إذا كان المنظور إليه أمردا حسن الصورة فلا يجوز النظر إلى وجهه وإلى سائر بدنه سواء بشهوة أو بغير شهوة إلا لحاجة كتعليم أو تطبيب أو شراء أو غيره ماذا تقول ياشيخ؟
الشيخ : أقول بارك الله فيك أن النظر إذا كان يخشى منه فتنة فهو كما قال الإمام النووي سواء كان المنظور إليه شاب أمرد حسن أو كانت امرأة جميلة فالنظر هنا ينبغي غضه بصريح القرآن الكريم.
الشيخ : أقول بارك الله فيك أن النظر إذا كان يخشى منه فتنة فهو كما قال الإمام النووي سواء كان المنظور إليه شاب أمرد حسن أو كانت امرأة جميلة فالنظر هنا ينبغي غضه بصريح القرآن الكريم.
هل ثبت في السنة أن القرآن يحرق الجن ؟
السائل : جزاكم الله عن الإسلام خير الجزاء ورزقنا وإياكم والحاضرين مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة وغفر لوالديك.
الشيخ : آمين.
السائل : هل ثبت في السنة الصحيحة أن القرآن يحرق الجن وكذلك الجني الذي يصرع الإنسان إذا أمر بالخروج فلم يخرج هل يحرقه القرآن أفيدونا أفادكم الله؟
الشيخ : لا أعلم شيئا من هذا في السنة أن تلاوة القرآن تحرق الجني المتلبس بالإنسان لكن الذي نعلمه أن القرآن الكريم إذ كما قال رب العالمين فيه شفاء للناس وهو (( وشفاء لما في الصدور )) وقد جاء في بعض الأحاديث في مسند الإمام أحمد وفي غيره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بامرأة وعندها أو ولها ولد مصاب باللمم أي بالجنون فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعض الآيات القرآنية فكأنما نشط من عقال وسافر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتابع طريقه ثم لما رجع ومر بالمرأة فسألها عن ولدها قالت والحمد لله لا يزال كما تركته بعد أن شفي فهذا ثابت في السنة أن القرآن يفيد في إخراج الجني المتلبس بالإنسان وهذا حديث شاهد على ذلك ثم إن بعض الإئمة الصادقين في اتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يستنون به في محاولتهم لإخراج الجن المتلبس بالإنسان وعلى رأس هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد كان معروفا في زمانه بأنه إذا قرأ على المصروع شيئا من آيات الله تبارك وتعالى قام في الحال وكأنما لم يمسه الشيطان، فقراءة القرآن تفيد إلى هذا المجال أما أن القرآن يحرق الجني فهذا شيء ما سمعت به ولا عرفته ولا أظنه أنه يمكن يصح، تفضل في الأخير هناك عند الباب ورائك.
الشيخ : نعم
الشيخ : آمين.
السائل : هل ثبت في السنة الصحيحة أن القرآن يحرق الجن وكذلك الجني الذي يصرع الإنسان إذا أمر بالخروج فلم يخرج هل يحرقه القرآن أفيدونا أفادكم الله؟
الشيخ : لا أعلم شيئا من هذا في السنة أن تلاوة القرآن تحرق الجني المتلبس بالإنسان لكن الذي نعلمه أن القرآن الكريم إذ كما قال رب العالمين فيه شفاء للناس وهو (( وشفاء لما في الصدور )) وقد جاء في بعض الأحاديث في مسند الإمام أحمد وفي غيره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بامرأة وعندها أو ولها ولد مصاب باللمم أي بالجنون فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعض الآيات القرآنية فكأنما نشط من عقال وسافر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتابع طريقه ثم لما رجع ومر بالمرأة فسألها عن ولدها قالت والحمد لله لا يزال كما تركته بعد أن شفي فهذا ثابت في السنة أن القرآن يفيد في إخراج الجني المتلبس بالإنسان وهذا حديث شاهد على ذلك ثم إن بعض الإئمة الصادقين في اتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يستنون به في محاولتهم لإخراج الجن المتلبس بالإنسان وعلى رأس هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد كان معروفا في زمانه بأنه إذا قرأ على المصروع شيئا من آيات الله تبارك وتعالى قام في الحال وكأنما لم يمسه الشيطان، فقراءة القرآن تفيد إلى هذا المجال أما أن القرآن يحرق الجني فهذا شيء ما سمعت به ولا عرفته ولا أظنه أنه يمكن يصح، تفضل في الأخير هناك عند الباب ورائك.
الشيخ : نعم
الحكم على حديث طويل فيه مبالغات ؟
السائل : ... والآيتين (( شهد الله أنه لا إله إلا هو )) والآية التي تليها ثم قوله تعالى (( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء )) إلى آخر الآية، يقال بأنهن معلقات بالعرش ما بينهن وبين الله حجاب قلنا يا رب تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك قال الله تعالى إني حلفت أن لا يقرئكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مأواه على ما كان منه وإلا أسكنته حاضرة القدس وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة كل يوم سبعين نظرة وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناه المغفرة وإلا أعذته من كل عدو ونصرته عليه أخرج هذا الحديث ابن السني فما مدى صحة هذا الحديث؟
الشيخ : لا يصح أولا إسناده ثم فيه مبالغات ظاهرة في متنه وأخيرا من الذي عزاه لابن السني أنا أعرف سامحك الله كل مؤلف فهو مؤلف ما اسم المؤلف؟
السائل : محمد بن علوي المالكي ... .
الشيخ : مبين مكتوب من عنوانه! ارمِ به، نعم.
الشيخ : لا يصح أولا إسناده ثم فيه مبالغات ظاهرة في متنه وأخيرا من الذي عزاه لابن السني أنا أعرف سامحك الله كل مؤلف فهو مؤلف ما اسم المؤلف؟
السائل : محمد بن علوي المالكي ... .
الشيخ : مبين مكتوب من عنوانه! ارمِ به، نعم.
إخبار الشخص أخاه إذا أحبه في الله دون شرط لذلك؟
السائل : ... عليهم فيقول لا تنبغي حتى يأتي بشروطها الشيخ : حتى؟
السائل : حتى يأتي بشروطها.
الشيخ : وما هي وما هي؟
السائل : لأنه إذا كان عنده نقود يفضله على نفس ... .
الشيخ : هذا الكلام الذي حكيته عن بعض الإخوان كلام لا يصح في السنة، بل الثابت في السنة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد مر رجل وقال هذا الرجل الجالس مع النبي إني أحب هذا يا رسول الله قال ( أفلا أخبرته ) قال لا فقام إليه ولحق به وقال إني أحبك في الله فقال أحبك الله الذي أحببتني له فهذا الشرط ما أدري من أين جاءوا به فهو شرط لا أصل له وإنما الذي يمكن أن يقال هو إن الحب في الله له شروط بمعنى أن هذه الشروط ليست متقدمة وإنما هي من لوازم هذه المحبة فأنت إذا أحببت أخا لك مسلما حبا خاصا فإنما تحبه بالنظر لما بدا لك منه من عبادته من حسن سلوكه من تواضعه من علمه من من إلى آخر أي شيء جعل له في قلبك منزلة خاصة هذا تقول له إني أحبك في الله اسمع، نعم؟ إيش أخوك في الله؟
السائل : حتى يأتي بشروطها.
الشيخ : وما هي وما هي؟
السائل : لأنه إذا كان عنده نقود يفضله على نفس ... .
الشيخ : هذا الكلام الذي حكيته عن بعض الإخوان كلام لا يصح في السنة، بل الثابت في السنة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد مر رجل وقال هذا الرجل الجالس مع النبي إني أحب هذا يا رسول الله قال ( أفلا أخبرته ) قال لا فقام إليه ولحق به وقال إني أحبك في الله فقال أحبك الله الذي أحببتني له فهذا الشرط ما أدري من أين جاءوا به فهو شرط لا أصل له وإنما الذي يمكن أن يقال هو إن الحب في الله له شروط بمعنى أن هذه الشروط ليست متقدمة وإنما هي من لوازم هذه المحبة فأنت إذا أحببت أخا لك مسلما حبا خاصا فإنما تحبه بالنظر لما بدا لك منه من عبادته من حسن سلوكه من تواضعه من علمه من من إلى آخر أي شيء جعل له في قلبك منزلة خاصة هذا تقول له إني أحبك في الله اسمع، نعم؟ إيش أخوك في الله؟
ما جرت عليه العادة في التعريف بالنفس في المجالس قول القائل : أخوك في الله فلان فما حكم ذلك ؟
السائل : ... التعارف أخوك في الله ... أخوك في الله
الشيخ : إيه سماحك الله هذا شيء آخر يا أخي أنت يجب أن تقول جرت العادة في المجالس أن يقول أن يسمي كل فرد نفسه فكل واحد يقول أخوكم في الله فلان بن فلان هو مصري، هو شامي هو كذا إلى آخره هذه بدعة أما أن يقول المسلم لمن كما ذكرته أو كنت في صدد ذكر لمن رآه من له منزلة في نفسه إني أحبك في الله فهذا لا شك أنه من السنة أما أن يقال ويصبح تقليدا أن يسمي كل فرد من الجالسين الآن نفسه مقدما بين يدي التسمية قوله أخوكم في الله فلان بن فلان إلى آخره فهذه بلا شك نحن نقول إنها بدعة بل أنا أقول أكثر من ذلك فلنرفع الآن كلمة أخوك في الله نرفع هذه وهي مرفوضة هل من السنة إذا جلس جماعة ليس بهذا العدد الوفير بارك الله فيهم وإنما عدد معقول خمسة أو عشرة يقولون خلينا نجري تعارفا فيبدأ واحد يقول أنا فلان بن فلان أنا أسكن في كذا وأنا أدرس كذا وأنا أعمل كذا وإلى آخره هذه أيضا من البدع في العصر الحاضر أي إنها بدعة عصرية طازجة جديدة لم يعرفها السلف إطلاقا وإنما هي مما جاءنا من بلاد الغرب الحقيقة واتخذها بعض الجماعات الإسلامية كسنة متبعة عندهم وهذا في الواقع مما يدل على فقر هؤلاء الناس في اتباعهم للسنة المحمدية ويعجبني بهذه المناسبة أن أقول من الحكمة بمكان ما روي مرفوعا ولم يصح وجاء موقوفا وصح " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة "فالبدع ضرات السنن كلما قام إنسان ببدعة أماتت سنة وهذا أمر مشهودا تماما وملموس لمس اليد عند الباحثين الناقدين المراقبين لأحوال المسلمين من الذي يعتاد هذه العادة من التعارف مجرد أن يجلسوا يقولون أيضا كلمة تذكرته الآن وهي ضغث على إبالة كما يقال يا إخوانا من السنة التعارف ويبدأ يجري التسمية كل منهم لنفسه هذا والله بدعة لا أصل لها في السنة أولا هذه الجملة من السنة التعارف لا أصل لها في السنة هؤلاء سلفنا الصالح ما كانوا يتعارفون هذا التعارف ولماذا جرى هذا التعارف لأنهم أضاعوا سننا والكلام يجر الكلام والحديث ذو شجون صبرا، التعارف الذي جاء ذكره في القرآن الكريم (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) هذا التعارف ليس تعارفا لفظيا لسانيا على هذا النمط الذي ذكرته آنفا أنه لا أصل له في السنة وإنما التعارف هو تعارف عملي وقد سن الإسلام لتحقيق هذا التعارف العملي سننا طرقا كثيرة لتحقيق هذا التعارف والتعاون بين المسلمين من ذلك مثلا أنه فرض على المسلمين في كل يوم خمس صلوات وهو تبارك وتعالى لما فرضها لم يفرضها على أساس أن يصلي كل فرد من هؤلاء المسلمين في دورهم أو في دكاكينهم أو شركاتهم وإنما أمرهم أن يصلوا جميعا في بيوت الله تبارك وتعالى ولذلك نسمع قوله عز وجل في القرآن الكريم (( وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) بعد أن أمر بالركن الأول ألا وهو إقامة الصلاة وإحسان أداها أمر بالركن الثاني وهو الزكاة فقال (( وءاتوا الزكاة )) ثم عاد ليبين أن الأمر الأول وأقيموا الصلاة ليس أمر مطلقا يصليها الإنسان كيف ما شاء وفي أي مكان شاء وإنما عليه أن يصليها مع جماعة المسلمين الراكعين في المساجد فقال (( واركعوا مع الراكعين )) (( وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) فشرع الله عز وجل هذا التجمع في كل يوم خمس مرات ليتعارف أهل المحلة بعضهم مع بعض ويتفقدوا شؤون بعضهم بعضا ويتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدون ثم صبرا يا إخوننا بارك الله فيكم ثم جاء التشريع الثاني وهو أنه أمرهم بأن يصلوا صلاة الظهر التي كان كل أهل محلة يجتمعون في مسجدهم الخاص بهم أمر هؤلاء الذين يصلون الظهر يوم الجمعة أن يصلوها في المسجد الجامع جمعة أمرهم أن يجتمعوا في المسجد الجامع أي أن يدعوا التجميع في مساجد الحارات والمحلات إلى أن يجتمعوا في المسجد الكبير يوم الجمعة فهذا تعارف أكبر يلتقي فيه ويتعارف فيه أهل المحلة الشرقية مع المحلة الغربية وهكذا تفنن في التعبير ما شئت ثم جاء الإجتماع الأكبر الثالث وهو صلاة العيد في المصلى لم يشرع ربنا عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العيدين في المساجد الجامعة وإنما هذه المساجد الجامعة خاصة بصلاة الجمعة أما صلاة العيدين فقد جعل لها مكان أوسع بأن يتسع لكل الذين يصلون الجمعات في المساجد الجوامع ألا وهي المصليات فهذا تعارف عملي ثالث شرعه ربنا عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ثم جاء التعارف الأعم والأشمل والأخير وهو أن يجتمع المسلمون في المشاعر الحرام في منى في عرفات في مكة بمناسبة الحج أو العمرة التي هي الحج الأصغر هذا التعارف هو المقصود بالآية الكريمة وليس المقصود أن يتلفظ الإنسان باسمه واسم أبيه ونحو ذلك مما جرى به العرف عرف بعض الناس اليوم هذا ما أردت بيانه أن البدعة ليست محصورة فقط في قوله أخوكم في الله فلان بن فلان لو شلنا ورفعنا كلمة أخوكم فلان بقي التعارف المذكور لا أصل له في الإسلام.
الشيخ : إيه سماحك الله هذا شيء آخر يا أخي أنت يجب أن تقول جرت العادة في المجالس أن يقول أن يسمي كل فرد نفسه فكل واحد يقول أخوكم في الله فلان بن فلان هو مصري، هو شامي هو كذا إلى آخره هذه بدعة أما أن يقول المسلم لمن كما ذكرته أو كنت في صدد ذكر لمن رآه من له منزلة في نفسه إني أحبك في الله فهذا لا شك أنه من السنة أما أن يقال ويصبح تقليدا أن يسمي كل فرد من الجالسين الآن نفسه مقدما بين يدي التسمية قوله أخوكم في الله فلان بن فلان إلى آخره فهذه بلا شك نحن نقول إنها بدعة بل أنا أقول أكثر من ذلك فلنرفع الآن كلمة أخوك في الله نرفع هذه وهي مرفوضة هل من السنة إذا جلس جماعة ليس بهذا العدد الوفير بارك الله فيهم وإنما عدد معقول خمسة أو عشرة يقولون خلينا نجري تعارفا فيبدأ واحد يقول أنا فلان بن فلان أنا أسكن في كذا وأنا أدرس كذا وأنا أعمل كذا وإلى آخره هذه أيضا من البدع في العصر الحاضر أي إنها بدعة عصرية طازجة جديدة لم يعرفها السلف إطلاقا وإنما هي مما جاءنا من بلاد الغرب الحقيقة واتخذها بعض الجماعات الإسلامية كسنة متبعة عندهم وهذا في الواقع مما يدل على فقر هؤلاء الناس في اتباعهم للسنة المحمدية ويعجبني بهذه المناسبة أن أقول من الحكمة بمكان ما روي مرفوعا ولم يصح وجاء موقوفا وصح " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة "فالبدع ضرات السنن كلما قام إنسان ببدعة أماتت سنة وهذا أمر مشهودا تماما وملموس لمس اليد عند الباحثين الناقدين المراقبين لأحوال المسلمين من الذي يعتاد هذه العادة من التعارف مجرد أن يجلسوا يقولون أيضا كلمة تذكرته الآن وهي ضغث على إبالة كما يقال يا إخوانا من السنة التعارف ويبدأ يجري التسمية كل منهم لنفسه هذا والله بدعة لا أصل لها في السنة أولا هذه الجملة من السنة التعارف لا أصل لها في السنة هؤلاء سلفنا الصالح ما كانوا يتعارفون هذا التعارف ولماذا جرى هذا التعارف لأنهم أضاعوا سننا والكلام يجر الكلام والحديث ذو شجون صبرا، التعارف الذي جاء ذكره في القرآن الكريم (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) هذا التعارف ليس تعارفا لفظيا لسانيا على هذا النمط الذي ذكرته آنفا أنه لا أصل له في السنة وإنما التعارف هو تعارف عملي وقد سن الإسلام لتحقيق هذا التعارف العملي سننا طرقا كثيرة لتحقيق هذا التعارف والتعاون بين المسلمين من ذلك مثلا أنه فرض على المسلمين في كل يوم خمس صلوات وهو تبارك وتعالى لما فرضها لم يفرضها على أساس أن يصلي كل فرد من هؤلاء المسلمين في دورهم أو في دكاكينهم أو شركاتهم وإنما أمرهم أن يصلوا جميعا في بيوت الله تبارك وتعالى ولذلك نسمع قوله عز وجل في القرآن الكريم (( وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) بعد أن أمر بالركن الأول ألا وهو إقامة الصلاة وإحسان أداها أمر بالركن الثاني وهو الزكاة فقال (( وءاتوا الزكاة )) ثم عاد ليبين أن الأمر الأول وأقيموا الصلاة ليس أمر مطلقا يصليها الإنسان كيف ما شاء وفي أي مكان شاء وإنما عليه أن يصليها مع جماعة المسلمين الراكعين في المساجد فقال (( واركعوا مع الراكعين )) (( وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) فشرع الله عز وجل هذا التجمع في كل يوم خمس مرات ليتعارف أهل المحلة بعضهم مع بعض ويتفقدوا شؤون بعضهم بعضا ويتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدون ثم صبرا يا إخوننا بارك الله فيكم ثم جاء التشريع الثاني وهو أنه أمرهم بأن يصلوا صلاة الظهر التي كان كل أهل محلة يجتمعون في مسجدهم الخاص بهم أمر هؤلاء الذين يصلون الظهر يوم الجمعة أن يصلوها في المسجد الجامع جمعة أمرهم أن يجتمعوا في المسجد الجامع أي أن يدعوا التجميع في مساجد الحارات والمحلات إلى أن يجتمعوا في المسجد الكبير يوم الجمعة فهذا تعارف أكبر يلتقي فيه ويتعارف فيه أهل المحلة الشرقية مع المحلة الغربية وهكذا تفنن في التعبير ما شئت ثم جاء الإجتماع الأكبر الثالث وهو صلاة العيد في المصلى لم يشرع ربنا عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العيدين في المساجد الجامعة وإنما هذه المساجد الجامعة خاصة بصلاة الجمعة أما صلاة العيدين فقد جعل لها مكان أوسع بأن يتسع لكل الذين يصلون الجمعات في المساجد الجوامع ألا وهي المصليات فهذا تعارف عملي ثالث شرعه ربنا عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ثم جاء التعارف الأعم والأشمل والأخير وهو أن يجتمع المسلمون في المشاعر الحرام في منى في عرفات في مكة بمناسبة الحج أو العمرة التي هي الحج الأصغر هذا التعارف هو المقصود بالآية الكريمة وليس المقصود أن يتلفظ الإنسان باسمه واسم أبيه ونحو ذلك مما جرى به العرف عرف بعض الناس اليوم هذا ما أردت بيانه أن البدعة ليست محصورة فقط في قوله أخوكم في الله فلان بن فلان لو شلنا ورفعنا كلمة أخوكم فلان بقي التعارف المذكور لا أصل له في الإسلام.
17 - ما جرت عليه العادة في التعريف بالنفس في المجالس قول القائل : أخوك في الله فلان فما حكم ذلك ؟ أستمع حفظ
ما الجمع بين حديث :"يبعث الميت بثيابه الذي مات فيها"، وحديث :"يبعث الناس حفاة عراة ..."، ويليه الفرق بين البعث والحشر ؟
السائل : ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الميت يبعث في الثياب التي يموت فيها ) وكذا ورد في حديث آخر ( يحشر الناس حفاة عراة غرلا ) كيف نجمع بين الحديثين؟
الشيخ : لا إختلاف بين الحديثين قوله عليه السلام يبعث الميت في ثيابه التي مات فيها إخبار عن ساعة البعث فهو حينما يخرج من القبر يبعث في ثيابه التى مات فيها أما الحشر فيكون كما جاء في الحديث الثاني ( حفاة عراة غرلا ) إلى آخر الحديث فإذا يحمل كل حديث في مكانه وهذا له أمثلة في بعض الآيات تنصيص على أن لا سؤال هناك في المحشر بينما هناك مثل قوله تعالى (( ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم )) فما كان منفيا في بعض الآيات ومثبتا في آيات أخرى فيجب أن لا نعارض المثبت بالمنفي وإنما نقول بأن السؤال يقع في وقت ولا سؤال في وقت آخر هذا من طريق الجمع بين النصوص التي ظاهرها التعارض والتناقض وعلى هذا كان الجواب كما سمعتم البعث بالثياب لا ينفي الحشر للسؤال وهذا زمن طويل وطويل جدا فالحشر يكون كما جاء في الأحاديث عراة أما البعث من القبور فبالثياب التي مات الميت عليها.
تفضل.
الشيخ : لا إختلاف بين الحديثين قوله عليه السلام يبعث الميت في ثيابه التي مات فيها إخبار عن ساعة البعث فهو حينما يخرج من القبر يبعث في ثيابه التى مات فيها أما الحشر فيكون كما جاء في الحديث الثاني ( حفاة عراة غرلا ) إلى آخر الحديث فإذا يحمل كل حديث في مكانه وهذا له أمثلة في بعض الآيات تنصيص على أن لا سؤال هناك في المحشر بينما هناك مثل قوله تعالى (( ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم )) فما كان منفيا في بعض الآيات ومثبتا في آيات أخرى فيجب أن لا نعارض المثبت بالمنفي وإنما نقول بأن السؤال يقع في وقت ولا سؤال في وقت آخر هذا من طريق الجمع بين النصوص التي ظاهرها التعارض والتناقض وعلى هذا كان الجواب كما سمعتم البعث بالثياب لا ينفي الحشر للسؤال وهذا زمن طويل وطويل جدا فالحشر يكون كما جاء في الأحاديث عراة أما البعث من القبور فبالثياب التي مات الميت عليها.
تفضل.
18 - ما الجمع بين حديث :"يبعث الميت بثيابه الذي مات فيها"، وحديث :"يبعث الناس حفاة عراة ..."، ويليه الفرق بين البعث والحشر ؟ أستمع حفظ
هل يتقوى الحديث الضعيف إذا جاءت التجارب العلمية الحديثة تؤيد معناه ؟
االسائل : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله يا شيخ إذا جاء العلم الحديث موافقا لمعنى حديث ضعيف مثال ذلك ما جاء في الحديث وكنت قد خرجته في الأحاديث الضعيفة " أوقد على النار ألف عام حتى احمرت وأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة " فهل يقوي ما جاء به العلم الحديث معنى الحديث الضعيف لا سيما وأنّا درسنا في المصطلح أن الحديث الضعيف وإن كان ضعيف فلا أحد يستطيع يجزم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقله فما قولكم؟
الشيخ : نعم أولا الجواب بإيجاز أنه لا يلزم من تأييد العلم التجربي لمعنى حديث ضعيف أن يكون الحديث صحيحا قد قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاحتمال أن ذاك الحديث الضعيف قد قاله إنسان حكيم ينظر في دراساته دقيقة إلى عواقب الأمور ويتفق أنه ما تفرسه قد طابق الواقع فيما بعد فلا يجوز نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمثل هذا المعنى الذي نفترض أنه ثبت علميا لكني أقول لك من أين لك أن هذا الحديث الضعيف الذي سردته كاملا بتمامه قد ثبت علميا؟
السائل : ... القرآن والسنة ... تكلم أنه ثبت أن النار السوداء أشد حرارة من البيضاء والبيضاء أشد حرارة من الحمراء.
الشيخ : هذا كلام بارك الله فيك لا يؤيد الحديث لأن الحديث كما ذكرت فيه ذكر مدة معينة أليس كذلك؟ أوقد على النار كم ألف سنة هذا ثبت علميا لبذلك
السائل : استدل بالحديث استدل بهذا الحديث.
الشيخ : ما يهمني الإستدلال يا أخي أنت أصل سؤالك كان واضحا ثم انحرفت به لما قامت الحجة كان سؤالك هكذا إذا جاء حديث بإسناده ضعيف ثم هذا الحديث ثبت معناه علميا أيلزم من ذلك أن يكون الحديث صحيحا؟ كان جوابي بإيجاز لا يلزم وذكرت لك وجه ذلك لكن استدركت عليك فقلت أين هذا العلم الذي يشهد لمعنى هذا الحديث فقلت فلان العالم الفاضل استدل به استدل به على ماذا؟ على جزء مما جاء في هذا الحديث لكن أنت كان أولا عاما إذا جاء الحديث بإسناد ضعيف وشهد له العلم بالصحة هل معنى ذلك أن الحديث صحيح كان الجواب لا، لأنه لا يجوز أن ينسب إلى الرسول عليه السلام إلا ما ثبت بالطريقة العلمية الإسلامية الحديثة أما ما ثبت بالطرق العلمية التجربية فهذا له جانب آخر لا ننكره ننحن بل نقره إذا ثبت ولا نستغله في سبيل تأييد بعض نصوص من الكتاب والسنة لأن الكتاب والسنة الصحيحة في غنية عن تأييد بتجارب علمية حديثة فالشاهد أنه لا يوجد حتى هذه الساعة فيما أعلم ما يشهد لهذا الحديث بالتفصيل الذي فيه ما يؤيده من العلم التجربي أما أن يتفق أن العلم وافق جزءا من حديث ما فهذا لا يدل أن الحديث كله قد قاله عليه الصلاة والسلام بل أنا أقول لو جاء حديث يصرح بمسألة واحدة وإسناده ضعيف ثم جاء العلم يشهد صحة هذا الحديث في هذه المسألة الخاصة التي تعرض بها لا يجوز أن نقول هذا حديث صحيح قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لماذا؟ ذكرت آنفا لاحتمال أن يكون الحديث قاله بعض أهل العلم والفطنة والكياسة فصدف أن جاء العلم مشاهد اله لماذا ننسبه إلى الرسول عليه السلام؟ بل يمكن أن يكون ما جاء في هذا الحديث الضعيف ووافقه العلم يمكن أن يكون من الإسرائليات وفي التوراة والإنجيل أمور تتحدث عن بدء الخلق مثلا وعما جاء في تكوين هذا الكون من تصرف الله عز وجل فيه ممكن أن يكون حديث من الأحاديث الضعيفة أصله من الإسرائليات ثم جاء العلم يشهد له فهو يشهد له لما جاء في التوراة والإنجيل ولا يجعلنا نحن نقول إن هذا الحديث الضعيف صحيح لأن العلم يشهد له فهناك أسباب كثيرة وكثيرة جدا ولذلك قلنا لبعضهم وهم موجودون في العصر الحاضر هؤلاء الذي يقيسون الأحاديث بآرائهم فما قبلته عقولهم وآرائهم من الأحاديث قالوا هذه أحاديث صحيحة ولو كانت عند أئمة الحديث ضعيفة والعكس بالعكس عندهم لو جاءهم حديث صحيح ولم تقبله عقولهم رفضوه ولو كان مما اتفق عليه المسلمون تلقيا لهم بالقبول من صحيح البخاري ومسلم قلنا لبعض هؤلاء لو قال لك إنسان ما مفتريا على رسول الله حديثا ما معناه صحيح فهل معنى ذلك أن الرسول عليه السلام قاله؟ الجواب لا، لم؟ لأن الحكمة الحكمة ليست محصورة بالرسل والأنبياء بل قد يؤتي ربنا عز وجل منها من يشاء من عباده وأنتم تعلمون مثلا أن لقمان عليه السلام أو رضي الله عنه كان يعرف بلقمان الحكيم وقد حكى رب العالمين في القرآن الكريم بعض وصاياه لابنه (( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )) فإذا جاءتنا حكمة ما عن حكيم ما كلقمان هذا وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم إن كان نبيا أو لا في بعض الناس ونحن كذلك لا نعلم إن كان لقمان هذا كان نبيا أو لا لكن صاحب حكم فإذ جاءتنا حكمة ما منسوبة لأحد الأشخاص هل يجوز أن نقول قال رسول الله فيها لأنها حكمة طبعا لا يجوز أن نقول هذا وكل إنسان منا يستطيع أن يتكلم بكلمة أقل ما يقال فيها إن معناها صحيح فلو أن مغرضا ما أراد أن يشيع كلمته وهي حق قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما هو الميزان لمعرفة أن هذه الكلمة بذات هي دخيلة ومفتراة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن كانت مقبولة معناها لا سبيل إلى معرفة ذلك إلا بطريق الإسانيد والروايات التي سنها لنا علماء الإسلام الأولون جزاهم الله خيرا هذا ما عندي بمناسبة ذاك السؤال.
تفضل.
الشيخ : نعم أولا الجواب بإيجاز أنه لا يلزم من تأييد العلم التجربي لمعنى حديث ضعيف أن يكون الحديث صحيحا قد قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاحتمال أن ذاك الحديث الضعيف قد قاله إنسان حكيم ينظر في دراساته دقيقة إلى عواقب الأمور ويتفق أنه ما تفرسه قد طابق الواقع فيما بعد فلا يجوز نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمثل هذا المعنى الذي نفترض أنه ثبت علميا لكني أقول لك من أين لك أن هذا الحديث الضعيف الذي سردته كاملا بتمامه قد ثبت علميا؟
السائل : ... القرآن والسنة ... تكلم أنه ثبت أن النار السوداء أشد حرارة من البيضاء والبيضاء أشد حرارة من الحمراء.
الشيخ : هذا كلام بارك الله فيك لا يؤيد الحديث لأن الحديث كما ذكرت فيه ذكر مدة معينة أليس كذلك؟ أوقد على النار كم ألف سنة هذا ثبت علميا لبذلك
السائل : استدل بالحديث استدل بهذا الحديث.
الشيخ : ما يهمني الإستدلال يا أخي أنت أصل سؤالك كان واضحا ثم انحرفت به لما قامت الحجة كان سؤالك هكذا إذا جاء حديث بإسناده ضعيف ثم هذا الحديث ثبت معناه علميا أيلزم من ذلك أن يكون الحديث صحيحا؟ كان جوابي بإيجاز لا يلزم وذكرت لك وجه ذلك لكن استدركت عليك فقلت أين هذا العلم الذي يشهد لمعنى هذا الحديث فقلت فلان العالم الفاضل استدل به استدل به على ماذا؟ على جزء مما جاء في هذا الحديث لكن أنت كان أولا عاما إذا جاء الحديث بإسناد ضعيف وشهد له العلم بالصحة هل معنى ذلك أن الحديث صحيح كان الجواب لا، لأنه لا يجوز أن ينسب إلى الرسول عليه السلام إلا ما ثبت بالطريقة العلمية الإسلامية الحديثة أما ما ثبت بالطرق العلمية التجربية فهذا له جانب آخر لا ننكره ننحن بل نقره إذا ثبت ولا نستغله في سبيل تأييد بعض نصوص من الكتاب والسنة لأن الكتاب والسنة الصحيحة في غنية عن تأييد بتجارب علمية حديثة فالشاهد أنه لا يوجد حتى هذه الساعة فيما أعلم ما يشهد لهذا الحديث بالتفصيل الذي فيه ما يؤيده من العلم التجربي أما أن يتفق أن العلم وافق جزءا من حديث ما فهذا لا يدل أن الحديث كله قد قاله عليه الصلاة والسلام بل أنا أقول لو جاء حديث يصرح بمسألة واحدة وإسناده ضعيف ثم جاء العلم يشهد صحة هذا الحديث في هذه المسألة الخاصة التي تعرض بها لا يجوز أن نقول هذا حديث صحيح قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لماذا؟ ذكرت آنفا لاحتمال أن يكون الحديث قاله بعض أهل العلم والفطنة والكياسة فصدف أن جاء العلم مشاهد اله لماذا ننسبه إلى الرسول عليه السلام؟ بل يمكن أن يكون ما جاء في هذا الحديث الضعيف ووافقه العلم يمكن أن يكون من الإسرائليات وفي التوراة والإنجيل أمور تتحدث عن بدء الخلق مثلا وعما جاء في تكوين هذا الكون من تصرف الله عز وجل فيه ممكن أن يكون حديث من الأحاديث الضعيفة أصله من الإسرائليات ثم جاء العلم يشهد له فهو يشهد له لما جاء في التوراة والإنجيل ولا يجعلنا نحن نقول إن هذا الحديث الضعيف صحيح لأن العلم يشهد له فهناك أسباب كثيرة وكثيرة جدا ولذلك قلنا لبعضهم وهم موجودون في العصر الحاضر هؤلاء الذي يقيسون الأحاديث بآرائهم فما قبلته عقولهم وآرائهم من الأحاديث قالوا هذه أحاديث صحيحة ولو كانت عند أئمة الحديث ضعيفة والعكس بالعكس عندهم لو جاءهم حديث صحيح ولم تقبله عقولهم رفضوه ولو كان مما اتفق عليه المسلمون تلقيا لهم بالقبول من صحيح البخاري ومسلم قلنا لبعض هؤلاء لو قال لك إنسان ما مفتريا على رسول الله حديثا ما معناه صحيح فهل معنى ذلك أن الرسول عليه السلام قاله؟ الجواب لا، لم؟ لأن الحكمة الحكمة ليست محصورة بالرسل والأنبياء بل قد يؤتي ربنا عز وجل منها من يشاء من عباده وأنتم تعلمون مثلا أن لقمان عليه السلام أو رضي الله عنه كان يعرف بلقمان الحكيم وقد حكى رب العالمين في القرآن الكريم بعض وصاياه لابنه (( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )) فإذا جاءتنا حكمة ما عن حكيم ما كلقمان هذا وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم إن كان نبيا أو لا في بعض الناس ونحن كذلك لا نعلم إن كان لقمان هذا كان نبيا أو لا لكن صاحب حكم فإذ جاءتنا حكمة ما منسوبة لأحد الأشخاص هل يجوز أن نقول قال رسول الله فيها لأنها حكمة طبعا لا يجوز أن نقول هذا وكل إنسان منا يستطيع أن يتكلم بكلمة أقل ما يقال فيها إن معناها صحيح فلو أن مغرضا ما أراد أن يشيع كلمته وهي حق قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما هو الميزان لمعرفة أن هذه الكلمة بذات هي دخيلة ومفتراة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن كانت مقبولة معناها لا سبيل إلى معرفة ذلك إلا بطريق الإسانيد والروايات التي سنها لنا علماء الإسلام الأولون جزاهم الله خيرا هذا ما عندي بمناسبة ذاك السؤال.
تفضل.
ما حكم صيام يوم السبت إذا وافق يوم عرفة ويوم عاشوراء؟
السائل : ... لا سيما لو وافق يوم فضل كيوم عاشورا أو يوم عرفة وما قولكم في حديث عبد الله بن عمرو بن العاصى إنه قال لي الرسول صلى الله عليه وسلم أصوم الدهر فقال لا تطيق ذلك فقال صم ثلاثة أيام من كل شهر ثم قال له الاثنين والخميس ثم قال تصوم يوما وتفطر يوما فإن ذلك صيام داود عليه السلام؟
الشيخ : كل هذه الأدلة بل جلها استدلال بعمومات معارضة للحديث الخاص وهذا لا يجوز بعض الأدلة التي جاء ذكرها أو الأحاديث التي جاء ذكرها في سؤالك هذا يرد على السائل بالتالي أرأيت لو أفطر حسب نظامه يصوم يوما ويفطر يوما كان فطره قبل يوم العيد نفترض أن يوم العيد كان يوم الثلاثاء فصام هو أفطر هو ليس على قاعدة يصوم يوما ويفطر، أفطر على قاعدة يصوم يوما ويفطر يوم فأفطر يوم الإثنين وهو معلوم أنه يوم فضيلة وهذا مثال ولا يقصد بالمثال التحديد فلنقل مثلا أفطر يوم الأحد ثم جاء يوم الاثنين ويشرع صيام يوم الإثنين لكن اتفق أنه يوم عيد فهنا وجد مسوّغان للصيام المسوّغ الأول هو كونه يوم الإثنين والمسوغ الثاني هو أنه أفطر يوم الأحد ومن عادته أنه يفطر يوما ويصوم يوما فهل يصومه؟ سيكون جواب الجميع لا يصومه، فماذا فعلنا بالأحاديث التي تحض على صيام يوم الإثنين والأحاديث التي ذكرت وذكرت أنت طرفا منها ( صم يوما وأفطر يوما فإنه أفضل الصيام وهو صوم داود عليه السلام ) ماذا نفعل بهذه الأدلة العامة؟ نقيدها ونقول صم يوما وأفطر يوما إلا إذا صادفت في صيامك صوم يوم منهي عنه أليس هكذا نوفق؟ كذلك الجواب عن مشكلة حديث الذي لا يزال الناس يتجادلون فيه وهو نص صريح لا يقبل الجدل إطلاقا لولا غلبة العادات صيام الايام البيض ثلاثة أيام صادف يوم السبت صيام يوم عاشوراء صيام يوم عرفة صادف يوم السبت لم يعد الناس يستطيعون أن يهضموا بعض الأحكام الشرعية لغلبة العادة على الناس وها نحن قد أجبناكم عن حل مشكلة تقع بالتوفيق بين المستحب من العبادات والمنهي عنها فقلنا النهي مقدم وهذا يعبر عنه بعض علماء الأصول بأنه إذا تعارض مبيح وحاظر قدم الحاظر على المبيح فالأمثلة كثيرة وكثيرة جدا أهمها لإبراز كيفية التوفيق بين الأحاديث المتعارضة في أذهان بعض الناس ما صورته لكم آنفا رجل يصوم يوما ويفطر يوما اتفق أنه أفطر يوم الأحد وعليه بالنظر لعادته أن يصوم يوم الإثنين ويوم الإثنين له فضيلة خاصة كما هو معروف في السنة لكن اتفق أن هذا اليوم كان يوم عيد أفيصومه؟ كان الجواب لا ولا أحد يخالف في هذا ما هي القاعدة التي يستند العلماء في مثل هذا الموقف صوم يوم الإثنين لوحده مشروع وبخاصة إذا جاء حسب الترتيب الذي جرى المعتاد أن يفطر يوما وأن يصوم يوما ما هي القاعدة التي جرى عليها العلماء هي الحاظر مقدم على المبيح فالآن لا شجاعة ولا بطولة علمية أن نكثر الأمثلة لضرب حديث ( لا تصوم يوم السبت ) فنقول مثلا اتفق أن يوم السبت كان يوم عاشوراء لا نصومه، خسارة كفارة سنة اتفق أن يوم عرفة يوم سبت لا نصومه خسارة كفارة سنتين كذلك أيام البيض ونحو ذلك الجواب الحاظر مقدم على المبيح ثلاثة أيام البيض تفق أنه يوم سبت دعه عاشوراء يوم السبت دعه عرفة يوم السبت دعه ولست بالخاسر وهذه يجب أن نتنبه لها لماذا؟ لأنك أولا وقفت عند نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤكد ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليمضغه ) هذا تأكيد للنهي وأنك يجب عليك يوم السبت أن تؤكد للناس أنك مفطر ولو كان يوم فضيلة في الأصل اتفق عاشوراء مع السبت عرفة مع السبت يوم من أيام البيض مع السبت إلى آخره فأنت تدع صيام هذا اليوم وقوفا مع نهي الرسول عليه السلام عنه فهل نتصور من قدّم الحاضر على المبيح أنه خسر؟ تفكروا في المثال الأولى يوم الإثنين يوم عيد فهل نصوم؟ لا، هل خسر؟ الجواب لا لم؟ احفظوا هذا الحديث من كان منكم لا يحفظه وليتذكره من كان يحفظه ألا وهو قوله عليه السلام ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) الذي ترك صيام يوم الإثنين لموافقته يوم عيد وأمشوا بالأمثلة ما شئتم هل هو خسر أم ربح؟ الجواب ربح لماذا لأنه كان ناويا أن يصوم يوم هذا اليوم لو لا أنه جاء النهي عن هذا اليوم فقدم النهي على المبيح فإذا يصدق على كل من ترك صيام يوما له فضيلة خاصة بأنه اتفق أنه كان يوم سبت فحينئذ يصدق عليه قوله عليه السلام ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) ونسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علما وأن يلهمنا العمل بما علمنا أنه سميع مجيب وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم وانتهت الأسئلة فلا إزعاج ومعذرة.
الشيخ : كل هذه الأدلة بل جلها استدلال بعمومات معارضة للحديث الخاص وهذا لا يجوز بعض الأدلة التي جاء ذكرها أو الأحاديث التي جاء ذكرها في سؤالك هذا يرد على السائل بالتالي أرأيت لو أفطر حسب نظامه يصوم يوما ويفطر يوما كان فطره قبل يوم العيد نفترض أن يوم العيد كان يوم الثلاثاء فصام هو أفطر هو ليس على قاعدة يصوم يوما ويفطر، أفطر على قاعدة يصوم يوما ويفطر يوم فأفطر يوم الإثنين وهو معلوم أنه يوم فضيلة وهذا مثال ولا يقصد بالمثال التحديد فلنقل مثلا أفطر يوم الأحد ثم جاء يوم الاثنين ويشرع صيام يوم الإثنين لكن اتفق أنه يوم عيد فهنا وجد مسوّغان للصيام المسوّغ الأول هو كونه يوم الإثنين والمسوغ الثاني هو أنه أفطر يوم الأحد ومن عادته أنه يفطر يوما ويصوم يوما فهل يصومه؟ سيكون جواب الجميع لا يصومه، فماذا فعلنا بالأحاديث التي تحض على صيام يوم الإثنين والأحاديث التي ذكرت وذكرت أنت طرفا منها ( صم يوما وأفطر يوما فإنه أفضل الصيام وهو صوم داود عليه السلام ) ماذا نفعل بهذه الأدلة العامة؟ نقيدها ونقول صم يوما وأفطر يوما إلا إذا صادفت في صيامك صوم يوم منهي عنه أليس هكذا نوفق؟ كذلك الجواب عن مشكلة حديث الذي لا يزال الناس يتجادلون فيه وهو نص صريح لا يقبل الجدل إطلاقا لولا غلبة العادات صيام الايام البيض ثلاثة أيام صادف يوم السبت صيام يوم عاشوراء صيام يوم عرفة صادف يوم السبت لم يعد الناس يستطيعون أن يهضموا بعض الأحكام الشرعية لغلبة العادة على الناس وها نحن قد أجبناكم عن حل مشكلة تقع بالتوفيق بين المستحب من العبادات والمنهي عنها فقلنا النهي مقدم وهذا يعبر عنه بعض علماء الأصول بأنه إذا تعارض مبيح وحاظر قدم الحاظر على المبيح فالأمثلة كثيرة وكثيرة جدا أهمها لإبراز كيفية التوفيق بين الأحاديث المتعارضة في أذهان بعض الناس ما صورته لكم آنفا رجل يصوم يوما ويفطر يوما اتفق أنه أفطر يوم الأحد وعليه بالنظر لعادته أن يصوم يوم الإثنين ويوم الإثنين له فضيلة خاصة كما هو معروف في السنة لكن اتفق أن هذا اليوم كان يوم عيد أفيصومه؟ كان الجواب لا ولا أحد يخالف في هذا ما هي القاعدة التي يستند العلماء في مثل هذا الموقف صوم يوم الإثنين لوحده مشروع وبخاصة إذا جاء حسب الترتيب الذي جرى المعتاد أن يفطر يوما وأن يصوم يوما ما هي القاعدة التي جرى عليها العلماء هي الحاظر مقدم على المبيح فالآن لا شجاعة ولا بطولة علمية أن نكثر الأمثلة لضرب حديث ( لا تصوم يوم السبت ) فنقول مثلا اتفق أن يوم السبت كان يوم عاشوراء لا نصومه، خسارة كفارة سنة اتفق أن يوم عرفة يوم سبت لا نصومه خسارة كفارة سنتين كذلك أيام البيض ونحو ذلك الجواب الحاظر مقدم على المبيح ثلاثة أيام البيض تفق أنه يوم سبت دعه عاشوراء يوم السبت دعه عرفة يوم السبت دعه ولست بالخاسر وهذه يجب أن نتنبه لها لماذا؟ لأنك أولا وقفت عند نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤكد ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليمضغه ) هذا تأكيد للنهي وأنك يجب عليك يوم السبت أن تؤكد للناس أنك مفطر ولو كان يوم فضيلة في الأصل اتفق عاشوراء مع السبت عرفة مع السبت يوم من أيام البيض مع السبت إلى آخره فأنت تدع صيام هذا اليوم وقوفا مع نهي الرسول عليه السلام عنه فهل نتصور من قدّم الحاضر على المبيح أنه خسر؟ تفكروا في المثال الأولى يوم الإثنين يوم عيد فهل نصوم؟ لا، هل خسر؟ الجواب لا لم؟ احفظوا هذا الحديث من كان منكم لا يحفظه وليتذكره من كان يحفظه ألا وهو قوله عليه السلام ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) الذي ترك صيام يوم الإثنين لموافقته يوم عيد وأمشوا بالأمثلة ما شئتم هل هو خسر أم ربح؟ الجواب ربح لماذا لأنه كان ناويا أن يصوم يوم هذا اليوم لو لا أنه جاء النهي عن هذا اليوم فقدم النهي على المبيح فإذا يصدق على كل من ترك صيام يوما له فضيلة خاصة بأنه اتفق أنه كان يوم سبت فحينئذ يصدق عليه قوله عليه السلام ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) ونسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علما وأن يلهمنا العمل بما علمنا أنه سميع مجيب وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم وانتهت الأسئلة فلا إزعاج ومعذرة.
اضيفت في - 2006-04-10