السائل : يبدو أن الأمر كان كذلك في عهد أبي بكر أن الناس يصلون أوزاعا .
الشيخ : و هو كذلك .
السائل : فلم لم يجمع أبو بكر رضي الله عنه أو عمر لم يشر على أبي بكر ... .
الشيخ : هذا كما لو قيل العكس إيش رأيك ؟ لماذا جمعهم عمر ؟
السائل : الجواب كما قلت أن هذه هي السّنّة ، زالت العلة
الشيخ : طيب فإذا لم يدر ... .
السائل : فالعلة زالت بوفاة الرسول صلى الله عليه و سلم .
الشيخ : طيب ، معليش فإذا لم ندر فلان ما فعل ما الذي يترتب ؟ لا شيء !
السائل : الإشكالية أنها هي السّنة أن يجتمع المسلمون على صلاة القيام في رمضان هذه هي السّنّة و الإشكالية التي من أجلها ترك الرسول صلى الله عليه و سلم جمع الناس خشية أن تكتب عليهم هذه الإشكالية زالت بوفاة الرسول صلى الله عليه و سلم فبقي إحياء السّنّة ... .
الشيخ : أنت تعيد الكلام المتّفقين عليه لكن ما تدندن حول جوابي على الإشكال الذي طرحته في أول السؤال إذا لم ندر لماذا لم يحي السنة أبو بكر شو الإشكال في هذا ؟ لا إشكال لم ندر لكننا علمنا و درينا و الحمد لله أن عمر أحيا السّنّة و الحمد لله و انتهى الأمر لكن هو الجواب معروف عند العلماء و لذلك أنا و لا مؤاخذة استنكرت كلمة الغفلة و لو أنها ليست صادرة منك ما ينبغي أن نقول لماذا غفل أبو بكر عن إحياء هذه السّنّة و إنما كما قلت أخيرا لماذا لم يحي هذه السّنّة ؟ الجواب عند الفقهاء أن أبا بكر كل خلافته عبارة عن سنتين و نصف و كان مشغولا بالتأسيس لهذه الخلافة ثمّ جهاده مع أهل الردة و و إلى آخره فكانت مهام الخلافة التي ألقيت على كاهله لأول مرة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم فشغلته عن مثل هذه القضية ، نحن نريد أن نجيب جوابين إذا عرفنا السّنّة أحياها فلان لا يرد سؤال لماذا لم يحيها فلان ما يهمّنا أبدا المهم أن هذا أحياها و جزاه الله خيرا و سنّ في الإسلام سنّة حسنة أما لماذا ؟ فإن كان من أهل العلم و الفضل كأبي بكر لابد له عذر و موش ضروري نعرفه و نكشفه على أن العلماء كشفوه و قالوا خلافته قصيرة ، أعباء الخلافة التي ألقيت على كاهله ثقيلة و ثقيلة جدّا خاصة حينما ارتد طائفة من المسلمين هناك في نجد فشغل بالتمكين لهذه الدولة الحديثة العهد فإذن أبو بكر مثل ما قال الأستاذ و الصحابة كلّهم المفروض يقينا أنهم ما يخالفون سنّة الرسول عليه السلام و كونهم كانوا يصلون زرافاة أيضا هذا أمر واقع ما له من دافع لكن هذا التجميع الذي ذكره عمر أحيا بذلك سنّة و هذه السّنّة ثابتة بما سبق بيانه و الحمد لله رب العالمين .
أبو مالك : ألا يمكن أن يقال شيخنا ، يعني أنا قلت أن أبا بكر اتبع و لم يغفل عن إحياء هذه السنة ، ألا ننظر إلى لفت أبي بكر الصديق رضي الله عنه التي أشارت إليها عائشة عندما أمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يصلي أبو بكر بالناس فقالت عائشة " مروا غيره أن يصلي فإنه رجل أسيف "
الشيخ : الله أكبر .
أبو مالك : فكان أبو بكر رضي الله عنه كان سريع العَبرة و موقف النبي صلى الله عليه و سلم كان موقفا يهزّه هزا أن يكون في مكانه هو !
الشيخ : الله أكبر .
أبو مالك : و لذلك أنا ألتفت إلى هذه الحادثة و أقول إن أبا بكر رضي الله عنه إلى جانب ما ذكر العلماء و بينوا من انشغاله في خلافته بالأمور الجسام أنه كان رجلا أسيفا لم يرد أن يقف موقف النبي صلى الله عليه و سلم في صلاة الجماعة بالقيام لأن نفسه لا تحتمل هذا الأمر فكان عمر حتى عمر رضي الله عنه جرى على سنّته التي تركها أبو بكر في صدر خلافته و لم يفعل ذلك إلا بعدين مؤخرا يعني .
السائل : لكن يرد أن عمر نفسه ما أمّ الناس لكنه أمر أبياّ أن يصلي بالناس .
أبو مالك : كيف ؟
السائل : يعني عمر ما قام مقام الرسول صلى الله عليه و سلم فصلى بالناس .
أبو مالك : هو هذا هو بارك الله فيك .
السائل : هو ما صلى لكنه أمر صحابيا آخر .
أبو مالك : لأن أبيا كان أقرأ من عمر فمن أجل هذا أمره .
الشيخ : لا ، بدنا نسأل الأستاذ أبا سليمان لماذا مقابل سؤالك ، لماذا لم يحيها أبو بكر تلك السُّنة التي أحياها عمر لماذا عمر ما تلبس بهذه السُّنة ؟ لماذا ؟
السائل : و الله يبدو الجانب الذي ذكره أخونا الشيخ محمد أنه يعني قراءة قيام الليل يحتاج إلى قارئ حافظ و الأمر الثاني أنه مشغول بأمور المسلمين .
الشيخ : الأمر الأول لا ينهض جوابا !
السائل : هذا علمي (( و فوق كل ذي علم عليم ))
الشيخ : لا، إذا مشينا في الموضوع هو يستطيع أن يصلي وراء هذا الذي قدّمه إماما فيأتي السّؤال و يتكرر لماذا ؟ فيأتي الجواب الثاني فالجواب هو الجواب الثاني يعني تمام المسألة هناك كالمسألة المتعلقة بأبي بكر ، لماذا أبو بكر لم يحي ؟ انشغاله لماذا لم ينشغل عمر بما أحياه ؟ انشغاله ، سبحان الله .

السائل : في فعل الرسول صلى الله عليه و سلم كون الرسول صلى الله عليه و سلم فعل هل يعني في فهم شيخنا الكريم أن هذا لازم يعني أو لو قال أحد من المسلمين بأنه يلزم أن نصلي إحدى عشرة و لا يجوز أن نزيد بناء على فعل الرسول صلى الله عليه و سلم مستقيم هذا ؟
الشيخ : أي نعم هذا مستقيم و لا شك و على ذلك جماهير العلماء فأنا لا فرق عندي بين هذا السؤال و بالتالي بين الجواب الذي سيكون على السؤال التالي وهو هل صلاة الرسول عليه السلام ركعتين قبل الفجر يعني ملزمتان للمسلمين كما قلت أنت بالنسبة للقيام أم لا ؟
السائل : في فهمي يعني ؟
الشيخ : و إلا
السائل : غير ملزمة
الشيخ : يعني يجوز أن تصلي ما شئت ؟
السائل : غير ملزم أن يفعلها .
الشيخ : يجوز لك أن تصلي ما شئت من ركعات بين ركعتي سنّة الفجر و ركعتي فريضة الفجر ؟
السائل : لا، لأنه فيه نهي من الرسول صلى الله عليه و سلّم
الشيخ : إيش فيه نهي ؟
السائل : ... نهي من الرسول صلى الله عليه و سلم أن يصلى بعد الفجر إلا ركعتي الفجر !
الشيخ : أي نعم .
السائل : ففيه نهي هنا .
الشيخ : فلو لم يكن هناك نهي ?
السائل : محتملة القضية بيصير الموضوع موضوع واحد .
الشيخ : محتملة يعني يمشي الحال أقول لك أنا محتمل بالنسبة لسؤالك ؟
السائل : يعني ما يصير فرق بين قيام الليل في هذه الحالة إذا لم يأت النهي و بين الركعتين بعد الفجر ، بعد أذان الفجر و بين صلاة الفجر .
الشيخ : صحيح ما دام جاء النهي ، لكن أنا طورت السؤال بارك الله فيك و أجبت أنت بجواب غير واضح قلت إذا لم يكن هناك نهي يعني يجوز ؟
السائل : هذا الذي أسأل عنه .
الشيخ : أنا عارف بس لابد يكون عندك جواب بارك الله فيك أنت تسأل عنه صحيح .
السائل : لا ، أنا أسأل عنه فضيلة الشيخ .

الشيخ : سؤال ، هل الأصل في العبادات المنع و في العبادات الإباحة إلا لنص لكل منهما و إلا الأصل الخلاف ؟
السائل : الأصل المنع .
الشيخ : طيب فإذا كان هذا هو الأصل عندك فهو جوابي لك !

الشيخ : ثم يا أستاذ بارك الله فيك ، رسول الله عاش عشرين سنة و هو لا يزيد في رمضان و لا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، إذا لم نتّخذ هذا النص دليلا يمنع المسلم من أن يتزيد في هذا العدد فأي سنّة يمكن أن نمنع الناس من أن يتزيدوا عليها ؟ لا شيء أبدا .

الشيخ : ثم ما هي البدعة ؟ البدعة فيما تذهبون إليه من قوله عليه السلام ( كل بدعة ضلالة و كلّ ضلالة في النار ) ما هي البدعة ؟ أليس هي الزيادة على ما جاء به الرسول من طاعة و عبادة إن كان كذلك فهو الجواب الذي قلته آنفا بأن الأصل في العبادات المنع إلا لنص من أجل ذلك العلماء كما تعلم يفرقون بين عبادة مقيدة و بين عبادة مطلقة ثم يقع الخلاف في عبادة ما هل هي مطلقة أم هي مقيدة ؟ فعلى ما يثبت عند الباحث و عند العالم يكون الجواب . فالآن إذا أردنا أن نقول كما يقول كثير من العلماء اليوم ممن لا يرون أنه المنع من صلاة مائة ركعة في كل ليلة ، فهؤلاء حجّتهم مطلقة ، صلاة مطلقة فأنا أقول إن عجبي لا يكاد ينتهي من مثل هذا القول صلاة مائة ركعة طاعة و إلا ليست طاعة ؟ إن كانت طاعة كيف غفل عنها رسول الله ؟ لِمَ لم يسن و لو في حياته مرة واحدة الذي صلى ركعة واحدة بهذه القراءة الطويلة الطويلة جدا ... يصلي مائة ركعة خمسين ركعة حتى يبين للناس ما أمر ببيانه في القرآن (( و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم )) أنّ هذا نفل مطلق فالتزام الرسول إحدى عشرة ركعة يا جماعة طيلة حياته المباركة هذا ما يدل على أن هذه عبادة مقيدة ؟ فإن كان هذا لا يدل فما هو الدليل على أن أي عبادة نقول لا ، لا يجوز الزيادة عليها ؟

السائل : نذكر فضيلة الشيخ ببعض الأمور ؟
الشيخ : تفضل .
السائل : في حج الرسول صلى الله عليه و سلم كان الرسول صلى الله عليه و سلم يلتزم بتلبية معينة .
الشيخ : أي و الله .
السائل : فالصحابة كانوا يزيدون عليه .
الشيخ : أي و الله .
السائل : فلا ينكر عليهم .
الشيخ : أي و الله .
السائل : فيه بعض الإشارات أيضا في بعض الأحاديث ... .
الشيخ : لا ، خليك عند هذه .
السائل : من أجل أن أقرن هذه بتلك .
الشيخ : معليش كل واحدة لها جوابها .
السائل : وحتى تتضح شوية بس .
الشيخ : طيب تفضل .
السائل : حديث الذي قام الليل بـ (( قل هو الله أحد )) ... ذهب يشتكي جاره إلى الرسول صلى الله عليه و سلم أن هذا جاري ما فيه عنده إلا (( قل هو الله أحد )) أنا الحقيقة ما استقصيت في كتب السنة لكن في ظني ينبغي الاستقصاء ، هل الصحابة أيضا كانوا يصلون أكثر من إحدى عشرة ركعة في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم فلا ينكر الرسول صلى الله عليه و سلم ؟ أنا مع فضيلة الشيخ أنه هو الأفضل فعل الرسول صلى الله عليه و سلم .
الشيخ : جزاك الله خيرا .
السائل : ما ينبغي أن يقال أن الزيادة هي الأفضل بحال من الأحوال الشيء الذي داوم عليه الرسول صلى الله عليه و سلم لكن كما يقول شيخ الإسلام في بعض الأحيان يكون المفضول هو الأفضل لبعض الاعتبارات كما يقول أفضل الذكر القرآن ، لكن في بعض الأحيان القلب لما يذكر الله بالتسبيح و التهليل قد يلين قلبه أكثر من قراءة القرآن فلبعض الاعتبارات فإذا كان يعني الرسول صلى الله عليه و سلم يرى الصحابة يزيدون على تلبيته فلا ينكر عليهم فهل أيضا في معلومات فضيلة الشيخ أو هل يمكن الاستقصاء في كتب السنة الصحابة هل كانوا يزيدون على قيام الرسول صلى الله عليه و سلم في العدد فلا ينكر عليهم فيكون من باب الجواز فيدل على الجواز ؟
الشيخ : خلّصت ؟
السائل : نعم .
الشيخ : قيل قديما " و بضدّها تتبين الأشياء " أنت شخصيا لو لم تطلّع على هذه الرواية ماذا يكون موقفك بالنسبة للتلبية النبوية تجيز الزيادة ؟
السائل : هذا الحقيقة موضوع البحث يعني .
الشيخ : أرجوك لا تحيد عن الجواب .
السائل : لا أحيد عن الجواب غير مستقر في نفس الجواب على ... .
الشيخ : جزاك الله خيرا ، لكن أنا أشعر بأنّك تفرق فأرجو أن تخطّأني في شعوري أو تصوّبني أنا أشعر بأنّك ترى أنه لو لم تأتك هذه الرواية و ما جاءك إلا أن الرسول كان يلبي بالتلبية المعروفة و أن الصحابة كانوا يلبون تلبيته ما كنت تفكر بمثل هذا السؤال هكذا أنا أشعر .
السائل : لا ليس الأمر كذلك .
الشيخ : طيب ، إذن ما هو الأمر ؟
السائل : يعني هذا كلام قرأته عن ابن حزم يقوله أن فعل الرسول صلى الله عليه و سلم ، أنا لا أتبناه لكن الحقيقة غير مستقر فيه على علم و إذا نستفيد علما في هذا الموضوع .
الشيخ : جزاك الله خير و بارك فيك .
السائل : فيما هو فعل للرسول صلى الله عليه و سلم مثل ... ما أكل رسول الله صلى الله عليه و سلم خوان قطّ فهل معنى ذلك أن الإنسان لا يجوز له أن يأكل ، ما أكل متّئكا
الشيخ : نسينا القاعدة التي اتّفقنا عليها التفريق بين العبادة و العادة ، الآن خرجنا شوية !
السائل : هذا صحيح .
الشيخ : جزاك الله خيرا ، مثلك يستفاد منه .
السائل : أستغفر الله .
الشيخ : فالقاعدة التي اتّفقنا عليها بيسر و الحمد لله أو لعلي أخطأت قولي اتفقنا لأن هذا له مفهوم و أنا أحاذره و الصواب أن نقول كنّا متّفقين أليس كذلك ؟
السائل : أي نعم ، لا شك هذه من القواعد العظيمة .
الشيخ : هذا بارك الله فيك ، هذه القاعدة من أين حوّشناها من أين جئنا بها ؟ أليس من مراعتنا لهدي الرسول صلى الله عليه و سلم و ما فارق المسلمين عليه فلا يجوز لنا الزيادة فيما جاءنا من الدين (( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي )) إلى آخره و هذا من باب التذكير لأن هذه حقائق لا يمكن أن يختلف فيها طالبا علم فهذه القاعدة أنت لو فكّرت فيها تأخذ جوابا عن كل هذه الأسئلة و من هنا أنا انطلقت حينما قلت أنا أظن أنك لو لم تقف على تلك الزيادة لكان موقفك في الجواب عن سؤالي أنه لا ما يجوز لأن الرسول لبّى و حجّ مرة واحدة كيف يجوز للمسلم أن يزيد على تلبيته هذه الزيادة إما أن تكون خيرا و إما أن تكون شرا لأنها عبادة و البحث في العبادة و أكرر الموضوع فترى إذا كانت هذه الزيادة خيرا ألا يبين لنا ذلك الرسول إما بقوله أو بفعله أو تقريره ؟ فالآن هنا جوابنا واضح جدّا لذلك فرّقت بين ما أنت ذكرت من الرواية و بين ما افترضته أنا من أن لا تكون لهذه الرواية وجود فقلت لو لم تكن هذه الرواية لكنت تقول لا ما يجوز هذه الزيادة لأن هذا هو الأصل لأن الأصل في العبادة المنع إلا لنص لكن لما وجدت تلك الرواية خضعت لها و خضعت أنا معك لها لأننا نحن أتباع النقل فحينئذ سنقول من أين أخذنا جواز الزيادة في هذا الورد بخاصة ؟ من إقرار الرسول عليه السلام و إقراره معلوم أنه من السّنّة فصار حجّة و على ذلك نقول بالنسبة لما ذكرت من قصّة ذلك الصحابي الذي شغف قلبه حبا بسورة (( قل هو الله أحد )) أيضا لو أن هذه الرواية لم ترد لقلنا نحن ما يجوز مثل هذا التكرار ما دام ما فعله الرسول و لا أقرّه أيضا لكن ما دام أقرّه فنحن نقرّه لأننا نحن مع السّنّة قولا و فعلا و تقريرا لكن هنا أنا أريد أن ألفت نظرك هؤلاء الصحابة الذين شكوا هذا الصحابي إلى رسول الله ما الذي دفعهم إلى ذلك ؟ أليس هو الموقف الذي نحن نقفه أنّه لا يجوز مخالفة الرسول عليه السلام فلما الرسول أقر هذا الإمام و قال ( حبّك إياها أدخلك الجنّة ) خلاص الجماعة الذين أنكروا عليه رجعوا القهقرى أمام إقرار رسول الله صلى الله عليه و سلم .

الشيخ : نفس هذه الرواية نحن نتّخذها حجّة للقاعدة العلمية التي عليها علماء المسلمين و بخاصة ببيان شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله " الأصل في العبادة المنع إلا بنص و الأصل في العادة الإباحة إلا لنص " ، و هكذا ثم أنا أقول و بارك الله في الجميع يا جماعة لو كان أعبد الناس في شريعة الإسلام التي أتم الله النعمة على المسلمين بإكماله لدينه أعبد الناس بنص رسول الله داود عليه السلام لما استطاع أن يقوم بالعبادات التي جاء بها الإسلام كلها لكثرتها إن كان و إن كان سيأتي بجلّها و ليس بكلها فمن سيكون من بعد داود أعبد الناس هذا لا وجود له ، لذلك لعلكم تذكرون معي أن هناك أثر و قد يروى حديثا و لا يصحّ " ما أحدث الناس بدعة و إلا و ضيّعوا مثلها من السّنّة " هذا أمر ملموس جدّا نلمسه لمس اليد في حياة هؤلاء المسلمين الذين ابتعدوا عن سنّة الرسول عليه السلام إذا كانت هذه العبادات متنوّعة الأشكال و الظروف و و إلى آخره لا يستطيع أن يقوم بها أعبد الناس و إنما كل حسب طاقته و رغبته في العبادة و إلى آخره فنحن إذا جئنا لهؤلاء الناس بكافة بأمور جديدة بعبادات جديدة بلا شك سنوسّع دائرة العبادة أكثر مما وسّعها الشارع يوم قال (( اليوم أكملت لكم دينكم )) نحن نقول ما أحد يستطيع أن يحيط بهذه العبادات كلها فما بالك لو تضيف عبادات ثانية فهي ستكون صارفة لهؤلاء الناس عن قسم من هذه العبادات المشروعة نصا يعني بعبادات مشروعة في أحسن الاحتمالات اجتهادا ، لا خلينا عند العبادات المشروعة نصا و بالكاد أن نستطيع أن ننهض بقسم طيّب منها أما الكل فهذا كما تعلمون رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعني كما جاء عن أنس بن مالك و غيره يصوم و يصوم حتى نظن أنه إيه ؟ ما يفطر و يفطر و يفطر حتى نظن أنه ما يصوم لم ؟ يا أخي عليه مسؤوليات عليه إدارة دولة توسيع رقعة العالم الإسلامي إلى آخره فإذن كل إنسان يأخذ من هذه المائدة الإلهية التي أنزلها الله على قلب محمّد عليه السلام بقدر بقدر موش ككل هذا غير مستطاع و لذلك هذا الكل يجب أن يحافظ عليه فلان يأخذ شيئا و الثاني و الثالث إلى آخره أما نحن نضيف على ذلك إضافات من عندنا فبقدر هذه الإضافة سنضيع من العبادة التي شرعت وهذا نحن نراه فعلا لمس اليد تماما من الجهال المغفلين الله يهدينا و إياهم أجمعين بيقول لك يا أخي شو فيها ، الله يهديك يا أخي أنت تدرك العاقبة من إحداث البدعة شو فيها مع ذلك نحن نلمّسهم شو فيها لمس اليد ، ( حق المسلم على المسلم خمس ، إذا لقيته فسلم عليه ... ) ينصرف أحد المصلين من الصلاة يلقى صاحبه تقبل الله أين ( إذا لقيته فسلّم عليه ) طاح السّلام حل محلّه إيش ؟ البدعة ، يدخل على صاحبه و هو في الميضة يتوضّأ " مزمزم " " حرما " أين السلام عليكم ؟

الشيخ : هذه الأشياء واضحة لمن يلاحظ و يدقق ، هناك أشياء الملاحظون المدققون لا ينتبهون لها لكن رب العالمين الذي ختم الدين بقوله (( اليوم أكملت لكم دينكم )) و فهم السلف الصالح و منهم الإمام مالك إمام دار الهجرة " من ابتدع بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمّدا صلى الله عليه و سلم خان الرسالة اقرؤوا إن شئتم قول الله تبارك و تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا )) و لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا " ما شاء الله اليوم الدين غير ذاك الدين ، إذا ... أنس بن مالك في زمانه يقول لا أعرف إيش ؟
أبو مالك : من دينكم اليوم إلا الصلاة .
الشيخ : إلا الصلاة ، و الصلاة فعلتم فيها ما فعلتم لو بعث أنس بن مالك اليوم ماذا يرى ؟ الله أكبر الله المستعان !
أبو مالك : شيخنا طبعا معروف القاعدة العلمية الفقهية التي ... .
الشيخ : طيبك الله يا أبا ياسر .
أبو مالك : التي أجمع العلماء عليها بأن فعل الصحابة رضوان الله عليهم في العبادات هو من المرفوع إلى النبي عليه الصلاة و السلام ... .
الشيخ : طيبك الله يا أبا مصعب .
سائل آخر : ... أنا أبو صهيب .
الشيخ : أبو صهيب بتسلموا على بعضكم على كل حال
أبو مالك : بعد العود ما فيه قعود شيخنا .
الشيخ : ما فيه قعود ! يالله .
سائل آخر : قاعدة طيبة شيخنا أصلتها ... في السعودية ما سمعتها .
الشيخ : كيف ؟
سائل آخر : العمل الذي قلته أو القاعدة التي أصّلتها و هي القاعدة الألبانية أسميتها أنه أي عمل لم يجر عليه أو جزئية من جزئياته لم يجر عليه عمل الصحابة فهو بدعة .
الشيخ : أي نعم .
سائل آخر : فهذه تكفي ما شاء الله .
الشيخ : نسأل الله أن يهدينا و أن يزيدنا هدى .

السائل : هل الحديث صحيح لما عمر جمعهم في القيام على رجل واحد قال " و التي ينامون عنها خير ... "
الشيخ : " والتي ينامون عنها أفضل " .
السائل : أفضل .
الشيخ : أي نعم في البخاري هذا .
السائل : طيب و مع حديث الرسول صلى الله عليه و سلم أن الذي يقوم مع إمامه كتبت له بقية ليلته ، ما هو وجه الجمع بين ... ؟
الشيخ : لا ما فيه خلاف ، التي ينامون عنها من حيث الوقت بمعنى لو كان هناك إمام مسجد و جماعة المسجد اتّفقوا مع الإمام أن يؤخّروا صلاة القيام إلى آخر الليل هنا جمع هذا الإمام و جماعته بين الفضيلتين ، فضيلة الجماعة و فضيلة الوقت و هذا الوقت هو الذي رمى إليه عمر رضي الله عنه و هو لا يريد أن يقول أكثر من ذلك و الحقيقة أن الإسلام بيسره من جهة و شموله من جهة أخرى تتجلى عظمته في التشريع فهو يلفت النظر إلى بعض العبادات من زاوية و يلفت النظر إلى عبادات أخرى من زاوية أخرى ، هنا يصير فيه موازنة بين هذه الفضيلة و تلك الفضيلة و الناس في مثل هذا قد يختلفون كثيرا ، أنت ذكرت آنفا عن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله و هذا من دقائق علمه و كثيرا ما نستفيد منه للإجابة عن بعض المسائل التي تبدو أنها من المشاكل .

الشيخ : شاب يقول أنا عندي ما أستطيع ، أنا عندي من المال ما أستطيع به أن أتزوج و لا أستطيع أن أحجّ ، أو أحج فلا أتزوّج إلى أن يشاء الله ، ماذا فعل ؟ فأنا فهمت من فقه ابن تيمية رحمه كما ضربت مثالا أنه إنسان يقرأ القرآن فيتنوّر قلبه أكثر من بعض الأّكار و الأوراد أو العكس من ذلك ، فأنا أقول أيضا مثل ما قال ابن تيمية و حل مشكلة خلافية قديمة لابد قرأتموها أو وقفتم عندها قليلا أو كثيرا و هي اختلافهم في الغني الشّاكر و الفقير الصابر أيهما أفضل ؟ قيل و قيل و قيل ، حل المشكلة رحمه الله و رضي عنه أيضا و إن كان هذا الترضي عرف للصحابة لكن هذا لا نلتزمه نحن بالمناسبة فحل المشكلة قال أفضلهما أقربهما عند الله ... كيف ذلك ؟ فعلا الغني الشاكر أفضل و إلا فقير صابر ؟ يا أخي شو بيعرفنا شو نوع عبادة هذا و نوع عبادة ذاك من أكان أكثر عبادة و تقربا إلى الله فهو الأفضل ، فقد و قد إذن كأنه رحمه الله يقول لا يصح أن نفاضل لفظا فنقول لا الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر و لا العكس أيضا ، فأنا أقول هذا بالنسبة لهذا السؤال و مثله مثيلات كثيرة جدّا ، أقول يا أخي إن كنت تائقا للزواج و تخشى على نفسك من الصبر عن الزواج تزوّج ثم حينما يتيسر لك الاستطاعة للحج فحجّ ، لا أنت و الله من الشباب الذين لا نراهم في هذا الزمان لا يفكرون في الزواج فاغتنمها فرصة و حج لأنك استطعت الحج وهكذا .

الشيخ : فعمر الآن يقول " والتي ينامون عنها أفضل " يذكر بأصل نص عليه الشارع ( اجعلوا صلاتكم بآخر الليل وترا ) لكن نحن ... أمرين إذا نؤخّر الصلاة لكسب فضيلة الوقت سنضيع فضيلة الجماعة فأيهما أفضل ؟ جاء النص الذي ذكرناه آنفا كشافع لبيان أن صلاة القيام جماعة هو سنة بقوله عليه السلام بالتعليل المذكور آنفا ( إني خشيت أن تكتب عليكم ) و بحضّه على صلاة الجماعة في العشاء ثم صلاة القيام في التراويح ثم هنا أيضا يرد الموضوع المعروف من قوله عليه السلام في الصحيحين ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير صلاة العشاء إلى ثلث الليل ) و ( إلى نصف الليل ) روايتان لماذا لم يأمرهم لأنه من الصعب حمل الناس كلهم أن يحضروا صلاة الجماعة في نصف الليل إذن هو ماذا كان يفعل عليه الصلاة و السلام و هو يعلم أن نصف الليل أفضل ؟ كان يقدّم و هذا من باب ترجيح ثواب على ثواب و مصلحة على مصلحة و هذه هي شريعة الله عز و جلّ ، شو قال ؟ لا قعود بعد العود

السائل : سؤال خفيف باقي سمعت من بعض المهتمين بالحديث حديثا في البخاري الذي هو تحريم الحرى و الحرير و المعازف يقول أن هذا المشهور هو حديث معلق لكن هو في البخاري متّصلا هل صحيح الكلام هذا ؟
الشيخ : حديث معلّق و هو في البخاري موصول ؟
السائل : الذي يقول معلق ليس متصلا و إسناده في البخاري متّصل يعني يهم الذي يقول أن البخاري تعليقا ؟
الشيخ : أيوه ، هنا المسألة فيها تفصيل كنت تعرضت له و الحمد لله كنت تعرضت له في رسالة كنت سوّدتها في الرد على ابن حزم في إباحته الملاهي و كنت افتقدت هذه الرسالة ومنذ أيام قريبة و الحمد لله وجدتها ، ابن حزم يقول بضعف هذا الحديث في المحلى و في رسالته في الملاهي و هي مطبوعة و يزعم الانقطاع من جهة و الضعف في أحد الرواة من جهة أخرى ، يهمّنا الآن الجواب عن كون هذا الحديث معلق أو غير معلق ، لا يخفى على إخواننا الحاضرين من أهل العلم أن الحديث المعلق هو نوع من أنواع الحديث المنقطع فالبخاري مثلا إذا قال قال أبو هريرة فهذا حديث معلق ، نزلنا شوية قال سعيد بن المسيب قال أبو هريرة هذا حديث معلق ، نزلنا كمان قال الزهري قال سعيد بن المسيب قال أبو هريرة أيضا معلق هيك إلى أن ننزل عند شيخ البخاري فإذا قال البخاري في شيخ من شيوخه قال فلان و ذكر سند الشيخ هل هذا معلق ؟ قالوا هذا ليس بمعلق قلنا آنفا الحديث المعلق نوع من أنواع الحديث المنقطع فالآن إذا قال البخاري أو غير البخاري بعامة إذا قال البخاري قال شيخي فلان كذا و أنا تقصّدت إضافة شيخي من باب المبالغة هو ما قال قال شيخي في هذا الحديث بخاصة قال قال هشام بن عمار لكن معروف عند ابن حزم و عن غيره من العلماء والحفاظ أن هشام بن عمار هو من شيوخ البخاري في الصحيح و أنه في كثير من أحاديثه يقول البخاري حدثني هشام بن عمار و يذكر الحديث بإسناد هشام إلى من رواه عنه من الصحابة فالآن حينما قال البخاري قال هشام بن عمار هنا الدقة في الموضوع ، الآن هذا صورته صورة الحديث المعلق قال هشام بن عمار هذه الصورة ترد كثيرا جدا في الأسانيد قد يقول مثلا شعبة قال أبو إسحاق السبيعي مثلا و قد يقول شعبة عن أبي إسحاق و قد يقول حدثني أبو إسحاق هل هناك فرق بين هذه الصور الثلاث كل منها يروي شيئا منها من ؟ شعبة الجواب لا فرق ، الآن أعكس حدثني أبو إسحاق أو قال عن أبي إسحاق أو قال قال أبو إسحاق لا فرق ، لم ؟ مع أنه الصورة الأولى حدثني أبو إسحاق معناه سمعه منه مباشرة و ليس كذلك الصورتان الأخريان حينما يقول عن أبي إسحاق أو يقول قال أبو إسحاق ظاهرها نعم فيه فرق بين الصورة الأولى التي يصرح بها بالتحديث و الصورتين الأخريين لكن هذا فرق شكلي صوري ليس له تأثير أبدا في صحة رواية شعبة عن أبي إسحاق بأي صورة روى حدثني عن قال إلا لو كان شعبة مدلسا لو كان شعبة قد عرف بالتدليس حينئذ قوله حدثني على الرأس و العين ، قوله عن أبي إسحاق قال أبو إسحاق لا يقام له وزن لماذا ؟ لأنه عرف بالتدليس و هذا الذي أصاب أبا إسحاق نفسه ، أبو إسحاق السبيعي نفسه هو مدلس يروي عن البراء بن عازب و يروي عن غيره من الصحابة فلا يقبل منه هذا عند التحقيق إلا إذا صرح بالتحديث لماذا ؟ لأنه مدلس كان يوري عن بعض شيوخه ما لم يسمع فهو مدلس إذا عرفنا هذه الصورة و هي معروفة في العلم المصطلح رجعنا إلى البخاري و هنا يرد علماء الحديث مثل الحافظ العراقي و ابن حجر العسقلاني و غيره على بن حزم البخاري ليس مدلسا ، البخاري لا يعرف بالتدليس عُرِف بعضهم بالتدليس و لو من الحفاظ مثل الخطيب البغدادي مثلا يعرف أنه كان يدلس لكن نوع من التدليس ليس من هذا القبيل يدلس أسماء شيوخه يكون مثلا شيخا معروفا باسمه فيكنيه يكون معروفا بكنيته فيسميه و هكذا البخاري لا يُعرف بشيء من هذا التدليس إذن سواء قال البخاري حدثني هشام بن عمار أو قال البخاري عن هشام أو قال قال هشام البخاري ليس مدلسا إذن هذا الحديث صورته صورة المعلق في صحيح البخاري لكن حقيقته أنه متّصل هذا أول جواب بالنسبة للرد على ابن حزم الذي ضعّف الحديث فقائم في ذهني تماما أنني قلت في تلك الرسالة نسلم لابن حزم الجدلي جدلا بأن هذا معلّق ما يضرّنا لأنه جاء متّصلا من طرق أخرى غير البخاري قالوا حدّثنا هشام بن عمار إذن خلاص إذن ما يهمّنا إذا كان معلقا في صحيح البخاري ، ثم لا يضرنا أيضا هشام و ما فيه من غمز في روايته لأنه قيل فيه أنه كان يُلَقن فيتلقّن لأنه قد توبع من غير هشام فلا مجال لتضعيف هذا الحديث و الذين اليوم مع الأسف الشديد يسوؤني أن أقول من المتفقّهة لأنه من لم يتفقه في الحديث فليس فقيها و لأن النبي صلى الله عليه و سلم حينما قال ( من يرد الله به خيرا يفقّه في الدين ) ما هو سبيل التفقه في الدين في عهد الرسول عليه السلام ؟ ... أبو حنيفة الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة ما فيه أبو حنيفة يومئذ لكن يمكن يتوافقون معي إذا قلنا أنه فيه من هو خير منه !
أبو مالك : أي نعم بلا شكّ .
الشيخ : فإذن الفقه من أين يؤخذ ؟ من كتاب الله و من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخيرا نحن نقول و بما كان عليه السّلف الصالح فهؤلاء الذين يصدرون أحكاما يخالفون فيها النصوص الصريحة كإباحة الملاهي بس ما تكون ماجنة بس تكون إيش رطبة هيك على القلب ما فيها شو بيسموه هذا ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : هو هذا ... بس ما يكون فيه مجون ... الله أكبر ، الحديث ضعّفه ابن حزم هم يحاربون ابن حزم و جموده أشد المحاربة لكن لما وجدوا أنهم أفتاهم بفتوى خوش بوش
أبو مالك : عندما يقول من بال في الماء الراكد ... .
الشيخ : الله أكبر ، لا حول و لا قوة إلا بالله .

الشيخ : بدنا نذكر بصورة الصخرة المنتشرة بين إخواننا الفلسطينيين بخاصة لأن الشائع في كثير من البلاد العربية بخاصة أن الصخرة التي تذكر في المسجد الأقصى لها قداسة و لها مزية خاصة و هذا مما لا حقيقة له في الشرع إطلاقا و من المؤسف أن هذه القداسة المزعومة للصخرة في المسجد الأقصى تستغل سياسيا و يتظاهر الحكام و يتسابقون في القيام بترميمها و تجديد بنائها و ما شابه ذلك و كأن هذه الصخرة هي المسجد الحرام فمن واجبنا أن نذكر و الذكرى تنفع المؤمنين أن هذه الصخرة لا قيمة لها إلا لما لكل جبل خلقه الله في الأرض من قيمة و هذا طبعا أمر عادي و عام !

الشيخ : و القداسة إنما تنحصر فقط في المسجد الأقصى حيث أنه قد جاء فيه فضيلتان اثنتان الأولى أن النبي صلى الله عليه و سلم قرن المسجد الأقصى مع الحرمين مكّة و المدينة في الحديث المعروف صحّته ألا و هو قوله عليه الصلاة و السلام ( لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام و مسجدي هذا و المسجد الأقصى ) هذه هي الفضيلة الأولى التي جاء ذكرها في الشرع و صحّ ذلك كما سمعتم عن النبي صلى الله عليه و سلم أما الفضيلة الأخرى فكأنها فرع للفضيلة الأولى ذلك لأن شدّ الرّحل إلى مكان ما إذا ما أذن به الشارع الحكيم فما يكون ذلك إلا بفضل قائم في ذلك المكان و لكن هذا الفضل قد يكون عاما كما في هذا الحديث الأول و قد يكون خاصا و هو الفضل الثاني الذي أنا الآن في صدد بيانه ألا و هو مضاعفة الصلاة في المسجد الأقصى فكل مسجد من مساجد الدنيا الجماعة فيه بخمس أو بسبع و عشرين درجة .

الشيخ : لكن فضيلة هذه المساجد الثلاثة التي أجاز الشارع الحكيم شدّ الرحل و تخصيصها بالسّفر قد جاء فيها تضعيف فضيلة الصلاة فيها فقال عليه السلام ... .
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ( صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة مما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ) هكذا جاء الحديث في صحيح البخاري و مسلم لم يقرن مع الحرمين الشريفين هنا مع الفضيلة المذكورة له بخلاف الحديث الأول و لكن قد جاءت فضيلة الصلاة في المسجد الأقصى في بعض الأحاديث الأخرى خارج الصحيحين بعضها مما يصح إسناده و بعض آخر مما لا يصح إسناده المشهور من هذه الأحاديث في الكتب و على ألسنة الناس أن الصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة لكن في سند هذا الحديث ضعف و بخاصة أنه قد جاء في حديث آخر وهو بإسناد قوي أن الصلاة في المسجد الأقصى بمائتين و خمسين صلاة إذن الفضيلة ليست للصخرة و إنما للمسجد نفسه و ما يقال في بعض الكتب التي تروي ما هبّ و دبّ من أن النبي صلى الله عليه و سلم عرج به من الصخرة و أنها حينما رفع النبي صلى الله عليه و سلم و عرج به لحقت به الصّخرة و لذلك بقيت معلقة في الهواء فهذا كلام هراء لا قيمة له إطلاقا من الناحية العلمية ، هذا ما أردت التذكير به و خلاصة ذلك أنه لا ينبغي تقديس ما لم يقدّسه الشرع ، تعظيم ما لم يعظّمه الشرع فوضع هذه الصورة التي انتشرت اليوم ينبغي التنبيه على ذلك .
أبو ليلى : شيخنا بخصوص الصخرة أنا دخلت هذه الحفرة أو المغارة التي يتكلمون عنها ما فيها شيء لا طائرة و لا شيء عادية منقورة و نازلة تحت فقط !
الشيخ : و هو كذلك .

السائل : يذكرون في التاريخ أن الصخرة مكان الذبح اليهود القرابين ... .
الشيخ : هذه مشكلة أخرى .

السائل : لذلك يذكر في السيرة و ما أدري ما صحتها أنه لما استشار عمر بن الخطاب الصحابة في أين يجعل المسجد أراد بعض المسلمين ... .
الشيخ : أن يستقبلوا الصخرة .
السائل : أن يستقبلوا الصخرة .
الشيخ : صحيح .
السائل : فاستنكر عمر هذا .
الشيخ : فأنكر نعم ، لكن من السياسة القديمة أن عبد الملك هو الذي أشاع قداستها !
سائل آخر : أقول بالنسبة للصلاة في الحرم يعني لو زار الإنسان هذا المكان ... يصلي فيه سواء كانت راتبة أو نافلة لكن في المكان الذي فيه الصّخرة هل فيه هناك صلاة معينة ؟
الشيخ : إذا كانت الزيارة لمجرّد الاستطلاع و المعرفة ما فيه مانع من ذلك أما الذهاب إليها بقصد التبرك كما يفعل الجمهور مع الأسف ما ينبغي هذا !
أبو ليلى : شيخنا طبعا لو صلى فيها أجرها أجر اي صلاة و أما إن ذهب إلى المسجد الأقصى فالأجر مائتين و خمسين ؟
الشيخ : أي نعم .

السائل : حديث ( لا تشد الرّحال إلا لثلاثة مساجد ... ) هذا خاصا بالمساجد أو عاما في كل الأسفار ؟ ( لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد ... ) يعني من بين المساجد ... .
الشيخ : هذه المسألة كما لا يخفاك منذ القديم لكن الصحيح أن النص عام و المستثنى خاص لا تشد الرّحال إلى موضع من المواضع لقصد فضيلة ذلك المكان إلا هذه المساجد الثلاثة و أذكر أنني كنت عالجت هذه المسألة بالذات في كتابي " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " و ذكرت هناك أقوال العلماء في تأويل الحديث .

الشيخ : و دعمت هذا القول الذي ذكرته آنفا بخبر صحيح الإسناد في مسند الإمام أحمد أن أبا بصرة الغفاري رضي الله عنه لقي أبا هريرة قادما من سفر فلما سأله من أين ؟ قال من الطور قال لو علمت لما ذهبت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم و ذكر الحديث بلفظ آخر ( لا تعمد المطي إلى مسجد من المساجد إلا المساجد الثلاثة ) فاستفدنا من هذه الرواية أن الصحابي راوي الحديث الذي سمعه من النبي صلى الله عليه و سلم يفهم أن الحديث على عمومه هذا بالإضافة إلى أنه لا يوجد ما يعارض هذا الفهم العام ، تفضلوا إذن ما دام حضر الطعام و أنتم من الصائمين إن شاء الله .

الشيخ : أردت أن أسألك يا أبا سليمان بلغنا أن هذا السّقاف ردّ عليك .؟
السائل : نعم .
الشيخ : يمكن تلخّص لنا النقاط التي طرقها .
السائل : النقطة الأولى التي ... تحريف حديث الرسول صلى الله عليه و سلم و تزويره و الكذب على الرسول صلى الله عليه و سلم !
الشيخ : الله أكبر .
السائل : ... في حديث ( إن الله ينادي بصوته ... ) .
سائل آخر : السلام عليكم .
الشيخ : و عليكم السلام .
السائل : مكتوب فيها هاء ، أنا حفظي للحديث ينادي بصوت فعلا لكن لما رجعت إلى الكتاب وجدت .
الشيخ : بصوت .
السائل : بصوته .
الشيخ : طيب .
السائل : فهو يقول أنني زوّرت حديث الرسول و كذبت على حديث الرسول و أطال في هذا الكلام إطالة كبيرة جدا حوالي صفحتين حول هذه النقطة و يقول أن الصحيح في الحديث ينادى و ليس ينادي و هذا أيضا من التزوير الذي ، هذه واحدة ، الثانية حديث الآحاد .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : هجوم على أن أحاديث الآحاد تفيد العلم و يحتج بها والثالثة أني نسبت للإمام أحمد كتاب الرد على الزنادقة و قال إن هذا غير صحيح عن الإمام أحمد ، نقطة رابعة أنا عزوت حديثا من الأحاديث هو أيضا نفس التزوير في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم لأني ادخلت في حديث ما ليس منه و الصحيح مثل ما ذكر بعض الإخوة الذين ردوا عليه أنه خطأ في العزو و ليس في نص الحديث .
الشيخ : يعني إن كان هناك خطأ فالخطأ في العزو و ليس تغييرا في الحديث هذا الذي أذكره الآن لكن هو أطال الحقيقة في قضية التزوير و الكذب على الرسول صلى الله عليه و سلم !
الشيخ : طبعا هو يصطاد في الماء الراكد ، الله أكبر .
السائل : يبدو أنه مفرغ نفسه للقضية هذه .
الشيخ : أنا أظن أكثر من ذلك يا أستاذ وراءه ناس يمدّونه في الغي !
السائل : هذا صحيح .
الشيخ : أنا أظن هكذا .
السائل : هو يبدو أنه فيه ناس يقرؤون هذه الكتب لا يريدون أن يظهروا فهذا تصدر فيعطونه الملاحظات التي ... .
الشيخ : أي نعم ، الله يكفينا شرّه .
السائل : لكن هو أيضا ضالع في فتنة يعني مصدّر نفسه لها .
الشيخ : أي نعم ، الله المستعان .

السائل : فضيلة الشيخ حديث " أنتم شرقي النهر وهم غربيه " صحيح ؟
الشيخ : لا ، ما ثبت عندي .
السائل : ما ثبت .
الشيخ : في سنده إن لم تخنّي ذاكرتي ، هو ضعيف يقينا لكن العلة أنه فيه رجل فيه جهالة هذا مع كثرة الأحاديث الواردة في مقاتلة المسلمين لليهود و هي من الصّحّة بمكان كما تعلم فلا يوجد فيها شيء فمثل هذه الزيادة على مقتضى القواعد العلمية الحديثية يمكننا أن نقول بأنها زيادة منكرة لأنها من جهة ضعيفة السّند و من جهة مخالفة لروايات الثقات .
السائل : الأحاديث التي في تكليم الشجر و الحجر هل ثبتت في غير مقاتلة الدجال ؟
الشيخ : بخصوص آخر الزمان يعني ؟
السائل : نعم ، فيه شيء منها يعني مطلق بدون ذكر الدجال ؟
الشيخ : تعني غير مقاتلة المسلمين لليهود ؟
السائل : نعم حتى يقول الشجر و الحجر .
الشيخ : غير هذا يعني ؟
السائل : هذا كأنه الأحاديث التي رأيتها في الدجال أو ليس كذلك ؟
الشيخ : نعم ، فأنت سؤالك غير هذه ؟
السائل : غير هذه .
الشيخ : لا أعلم .