كيف التوفيق بين حديث: "وكلتا يدي ربي يمين" وحديث ابن عمر الذي فيه أنّ الله يطوي الأرضين بشماله وما درجة الرواي عمر بن حمزة الذي في سند حديث ابن عمر؟
الشيخ : هل هو الأول؟
السائل : الأول نعم، هل يُضعّف هذا الحديث لأجل هذا الرجل؟ مع العلم أنك قد ضعّفت حديث والعلة في ذلك هذا الرجل وهو حديث ( إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ) .
الشيخ : الجواب بارك الله فيك واضح السؤال، الحديث من حيث هذه الرواية فهو بلا شك يعني ضعيف، لكن بناء على قواعد علم الحديث التي منها قولهم " إذا جاء الحديث بإسناد فيه رجل ضعيف فلا يصح أن يُقال هذا حديث ضعيف وإنما يقال هذا إسناده ضعيف إلا بالنسبة لرجل واسع الحفظ كثير التتبع تتبع هذا الحديث فلم يجده إلا بهذا الإسناد الضعيف ففي هذه الحالة فقط يجوز له أن يقول هذا حديث ضعيف " ، أما في الحالة الأولى فيقول حديث إسناده ضعيف ولعل الفرق بين الأمرين ظاهر؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، على ذلك فمن تتبع هذا الحديث من مصادر السنّة التي تطولها الأيدي في هذا الزمان ولم يجد لهذا الراوي الضعيف متابعا أو طريقا أخرى أو شاهدا حينئذ يقال هذا حديث ضعيف.
أنا شخصيا لم أجْري مثل هذا البحث حول هذا الحديث بخصوصه فعلى ذلك فنحن نقف عند المصطلح، هذا الحديث إسناده ضعيف فإذا صح فلا إشكال ولا تناقض بينه وبين الحديث الثاني لما أظن كنتم ... لغيرك من التوفيق.
السائل : نعم.
الشيخ : لأن هذا الحديث الثاني ينطلق من قوله تعالى (( ليس كمثله شيء )) ، هذا هو الجواب.
السائل : بارك الله فيك.
الشيخ : وفيك بارك، غيره.
...
1 - كيف التوفيق بين حديث: "وكلتا يدي ربي يمين" وحديث ابن عمر الذي فيه أنّ الله يطوي الأرضين بشماله وما درجة الرواي عمر بن حمزة الذي في سند حديث ابن عمر؟ أستمع حفظ
ذكرتم حديث أبي يعلى في بناء النبي صلى الله عليه وسلم بصفية رضي الله عنها وذكرتم فيه أن تكون الوليمة ثلاثة أيام عقب الدخول وفي رواية أبي يعلى طريقان الأولى طريق حميد الطويل وفيه فأقام عليها ثلاثة أيام وأولم وا الثانية من طريق أبي جعفر وفيه : وجعل الوليمة ثلاثة أيام ،فكيف يوفق بين الطريق؟
الشيخ : عفوا فهمتم هذا.
السائل : فهمنا الوليمة بعد الدخول بثلاثة أيام.
الشيخ : أي.
السائل : وفي رواية أبي يعلى طريقان طريق حميد الطويل مع تدليسه وهو معروف يقول ( رجع النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر حتى إذا كان بين المدينة وخيبر بنى بصفية فأقام عليها ثلاثة أيام وأولم ) وفي الرواية الثانية من رواية أبي جعفر الرازي وقال، بعدما قال ( تزوج بصفية ) قال ( وجعل الوليمة ثلاثة أيام ) فيُفهم من الأول أن الوليمة كانت بعد الدخول بثلاثة أيام ويُفهم من الثاني أن الوليمة دامت ثلاثة أيام مع المتكلم فيهم كأبي جعفر وما أدري الأول الطريق صحيح من هذا الحديث وثانيا.
الشيخ : أبو جعفر سيء الحفظ.
السائل : نعم.
الشيخ : فلا يحتج به إذا تفرّد فكيف به إذا خالف فأين الإشكال؟
السائل : يعني تأخذون برواية حميد مع أنه مدلس؟
الشيخ : مش المهم لازم التدليس عمن؟ حميد عمن الحديث؟
السائل : ... .
الشيخ : أي هكذا، تذكر هذا.
السائل : نعم ... .
الشيخ : أه، فهُم ذكروا أن حميْدا إذا روى عن أنس فإن كان لم يسمعه منه فإنما سمعه من ثابت فحينئذ سواء ذكر ثابتا بينه وبين أنس أو طوى ذكره فكلاهما سواء لأن تدليسه محصور بروايته عن أنس وبينهما ثابت البُناني، غيره.
2 - ذكرتم حديث أبي يعلى في بناء النبي صلى الله عليه وسلم بصفية رضي الله عنها وذكرتم فيه أن تكون الوليمة ثلاثة أيام عقب الدخول وفي رواية أبي يعلى طريقان الأولى طريق حميد الطويل وفيه فأقام عليها ثلاثة أيام وأولم وا الثانية من طريق أبي جعفر وفيه : وجعل الوليمة ثلاثة أيام ،فكيف يوفق بين الطريق؟ أستمع حفظ
حدثي صححتموه في سنن الترمذي قوله عليه الصلاة والسلام ولاصلاة لمن لم يقرأ بالحمد وسورة مع أنّكم بينتم في كتابكم صفة الصلاة أن قراءة السورة ليست واجبة ؟
الشيخ : كأنه في سؤالك شيء حديثي وأخر فقهي، أنت تعنيهما أم تعني شيئا معيّنا؟
السائل : أعني فقهي فقط.
الشيخ : الفقه؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، إيش هو الذي ذكرته مما يُنافي هذا؟
السائل : يقول ( لا صلاة لمن لم يقرأ بالحمد وسورة ) .
الشيخ : نعم.
السائل : فيُفهم منه وجوب قراءة السورة مع الحمد.
الشيخ : نعم، أي هذا مؤوّل أي الزيادة جائزة لأنه لو قال ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) حينئذ قد يتبادر للذهن أنه لا يجوز قراءة أكثر من الفاتحة فلما جاءت زيادة ( فما زاد ) أفادت شرعية القراءة وليس وجوب القراءة.
السائل : كنتم قلتم أنه بعد ... أنا كنت أحضرت سؤال لكل واحد حتى يأتي الدور الثاني عليه.
الشيخ : أي نعم.
السائل : فلعل نفس القاعدة تدور أما إذا سمح الحاضرون.
الشيخ : تفضل.
السائل : بارك الله فيك.
3 - حدثي صححتموه في سنن الترمذي قوله عليه الصلاة والسلام ولاصلاة لمن لم يقرأ بالحمد وسورة مع أنّكم بينتم في كتابكم صفة الصلاة أن قراءة السورة ليست واجبة ؟ أستمع حفظ
ما حكم تقديم بعض المال للجمارك ونحوهم للحفاظ على بضاعته؟
الشيخ : نعم.
سائل آخر : أزيد القضية توضيحا.
الشيخ : تفضل.
السائل : في سؤال الأخ، فقضية إعطاء الأموال للمحافظة على التجارة تقع بطريقتين عندنا في البلاد وهذا ما لم يُوضّحها الأخ، الطريقة الأولى أن يخرج يُسافر فيعود يريدون أخذ الأموال أي تجارته فيُعطي مالا للحفاظ على ماله، الطريقة الثانية قبل خروجه يتفاهم مع أحد الجمارك وأحد الموظفين، يقول له أنا ندخّل السلعة وأعطيك نصفها أو ثلثها أو مبلغا من ... فالقضية ... بين هذا.
سائل آخر : ويطلقون هذا ... يجعلونه جائز في كل ... .
سائل آخر : هذا الأمر ... لا بد أن ننتبه إلى هذا ... .
السائل : أي نعم، أما من باب الضرورة يعني الزيادة ... .
الشيخ : هاي ممكن الزيادة؟ طيب.
السائل : قبل يعني ما يتفاهم يعني مع الجمارك يعني المرة الأولى يعني تكاثرت يعني كما نقول في ... ومرة ثانية يعني إذا لم يعني لم يعني.
الشيخ : يعطه.
السائل : يعطيه مال يعني كثّر فوق ما كان يأخذه من الأول يعني هذا يعني يتم إذا يعني بلغ مع الجمارك يعني يجوز أن ... .
الشيخ : المال يدفع لأول مرة ثم في المرات الثانية قد لا يدفع شيئا.
السائل : أيوة.
الشيخ : ... يستجلب البضاعة أكثر وأكثر، هكذا تعني؟
السائل : عدة مرات ... ثالثة وأربعة.
الشيخ : نعم، هو مما لاشك فيه كما هو ما يُسمى اليوم من الجمارك وهي الضرائب فهذه ليست مشروعة والأمر لا يحتاج إلى بحث ولكن هنا شيئان، الشيء الأول أن المسلم إذا كان له حق عند بعض الناس، حق مقطوع بأحقّيته.
السائل : نعم.
الشيخ : وليس حقا نسبيا ولكن اقترن مع هذا الحق المقطوع به لصاحبه أن المحتجز له ظالم باغ معتد لا يخرج هذا الحق، لا يمكن الوصول إلى هذا الحق إلا بطريق إعطاء مال حينذاك نعتقد أن تقديم هذا المال من صاحب الحق إلى المحتجز له الظالم جائز لصاحب المال أن يُعطي هذا وليس في حقه رشوة إنما ذاك الظالم إذا قبضه ليُطلق الحق لصاحبه فهو بالنسبة إليه حرام ورشوة، هذه الصورة واضحة أعتقد؟
السائل : نعم.
الشيخ : فالمنطلق في فهم مثل هذه القضية إنما هو من ملاحظتنا لمعنى الرشوة فإن الرشوة إنما هي إعطاء مال لإحقاق حق عفوا لإبطال حق أو إحقاق باطل.
السائل : نعم.
الشيخ : فالصورة التي ذكرناها أنفا ليس فيها شيئا من هذا وإنما هو الوصول إلى الحق المهضوم، هذا ليس رشوة بالنسبة للمُعطي وإنما هي رشوة بالنسبة للأخذ، واضح هنا؟
السائل : واضح.
الشيخ : طيب، نأتي الأن إلى معالجة المشكلة القائمة في هذه المسألة وهي بعض النظم والقوانين ومنها الجمارك التي تُفرض على بضائع المسلمين فيُعاملون فيها كما لو كانوا من غير المسلمين ... يعني، فهذه بلا شك كما ذكرت أنفا ليست من الأمور المشروعة ولكن هنا يخرج الموضوع عن المثال السابق فليس هناك حق مُحتجز عند شخص يُريد صاحب هذا الحق أن يصل إليه بطريق إعطاء الرشوة هي للأخذ رشوة وللمعطي ليست برشوة، القضية هنا ليست كذلك وإنما القضية هي للخلاص من هذا النظام الظالم، فهناك موظفون كما وصفتم وعدتم الصور وكلها تدور حول نقطة تختلف تماما عن النقطة السابقة وهي إعطاء الموظفين رشاوى من أجل مُخالفتهم للنظام القائم.
نحن لا نقر هذا النظام القائم بخصوص هذه الجزئية ولا نُريد أن نطلق الكلام على عواهنه فقد يكون هناك نظم الإسلام لا يُخالفها وإن كانت حديثة العهد مثل نظام السيْر مثلا ونحو ذلك فقيّدت الكلام فأقول حينما نفتح باب إعطاء الرشاوى لهؤلاء الموظفين لكي نستعمل حُريتنا في التجارة على خلاف النظام الموضوع فهنا القضية تخرج عما ذكرته أنفا إلى قضية تعويد الموظفين على قبض الرشاوى وليس للوصول إلى حق مهضوم وإنما إلى حق موهوم، قد يصل إليه وقد لا يصل إليه إي نعم من أجل ذلك ما نراه صوابا ما يفعلونه اليوم، هذا من جهة.
في صور أخرى قد يدخل أحدهم ببضاعة ما إلى بلده بطريق عمرته مثلا الرجوع من العمرة أو الحج فهناك الجمارك تفرض الضريبة المعروفة عندهم، هذه طبعا من حيث الصورة تختلف عن بعض الصور التي ذكرتموها أنفا اختلافا ظاهرا، فهنا يرد سؤال أيضا مطروح، هل يجوز للمسلم أن يُخبّئ هذه البضاعة ويُمرّرها إلى بلده حتى لا يطّلع عليها الموظف هناك ويفرض عليه جمارك أو ضرائب، هذه الصورة نحن أقول إذا كان الإنسان الذي يُريد إمرار هذه الحاجة من أهل العلم أو الدين بحيث أنه إذا اكتشف أمره واكتشفت تخبئته لتلك الحاجة قد يُمسّ الدين بسببه فحينذاك نراه من هذا الباب من باب سد الذريعة لا ينبغي له أن يتعاطى التخبئة هذه، واضح هذا؟
وإذا كان رجل من عامة الناس من عامة الناس بحيث لا يُمسّ الإسلام بسبب مخالفته فلا مانع إذا فعل ذلك من باب الخلاص من الظلم الذي سيصيبه فيما إذا اكتشفوا خبيئته، واضح إذًا إن شاء الله؟
السائل : ... .
الشيخ : هذا ما عندي من الرأي.
السائل : هذا الكلام الأخير ذكرتموه في الأسئلة الإماراتية اللي يُخشى على، إن كان به منه يُخشى أن يُمسّ الإسلام بسببه.
الشيخ : نعم.
السائل : فقد أديتم فجزاك الله خيرا.
الشيخ : وإياك.
ما حكم إلزام المعتمر أو الحاج إذا نسي نسكا بالدم؟
الشيخ : أي نعم.
السائل : من الأمور، الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمره إلا بالعودة إلى ما أمِر به فقط.
الشيخ : هو هذا، هنا نرى رأيا في ... .
السائل : ... أضف إليه هناك يعني.
الشيخ : ليس هناك إلا أثر عن ابن عباس موقوف وهذا الأثر يُخالف حديث الأعرابي.
السائل : عفوا.
الشيخ : الجبة المتضمخة بالطيب.
السائل : أي نعم.
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... ففي نفس ... .
ما حكم طواف الوداع للمعتمر؟
الشيخ : لا نراه مشروعا.
ما رأيكم في تنظيم العمل الدعوي والأحزاب والجماعات الإسلامية؟
الشيخ : على؟
السائل : على التنظيم، تنظيم الدعوة في الجماعات.
الشيخ : أي نعم.
السائل : وسمعنا منكم سابقا في حديثكم حول الجماعات يعني أن الواجب على الجماعات أن يتكاملوا في العمل أن يعمل كل واحد حسب تخصّصه ومن خلال استماعنا لكم في المدة الأخيرة هذه أنكم تمنعون التحزب والعمل التنظيمي كيف نوفّق بين القولين يعني؟
الشيخ : ما في تعارض نحن نقول التنظيم الأن نحن اجتمعنا هنا على التنظيم.
السائل : الحمد لله.
الشيخ : أليس كذلك؟
السائل : نعم.
الشيخ : نحن نُقر تنظيما ونُنكر تنظيما، التنظيم الذي ننكره هو ما يهتف به الناس الذين يريدون أن يقيموا دولة الإسلام ما بين عشية وضحاها بهذه التنظيمات التي تقوم على منشأ التنظيمات المعروفة لدى غير المسلمين، تنظيمات سرية مثلا، استعدادات مادية، أن تقوم مثلا دولة في وسط دولة وما شابه ذلك أو دويلة في وسط دولة وهكذا، فالتنظيمات هذه التي يُدندن حولها كثير من المتحزبين هذا الذي نحن ننكره، أما التنظيم في سبيل تدريس العلم وتوجيه الناس وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ونحو ذلك من الأحكام المحكوم بشرعيتها في الإسلام، فهذا نحن لا ننكره.
باختصار إذا كان التنظيم ينتج منه التحزب فهذا الذي نُنكره أما التنظيم الذي لا يترتب من وراء تحزب وتحزب الذي لا يترتب من وراء تفريق الأمة إلى شيعة وفرق وأحزاب فهذا نحن ما ننكره ولا يستطيع إنسان أن يُنكر تنظيما يُساعد على نشر العلم وعلى توعية الناس وعلى تثقيفهم وتربيتهم على أساس الإسلام الصحيح، فلعله زال التناقض بين ما كنت سمعت قديما ... سمعته حديثا.
السائل : لكن هؤلاء الجماعات، نعم، لكن هؤلاء الجماعات يعني نعرفهم أنهم متحزبون يعني متحزبون يعملون بعمل التنظيم، التنظيم السياسي وكذا.
الشيخ : أنا ما قلت جماعة مُعيّنة أن هذه مشروعة أو غير مشروعة، أنا أقول أي جماعة تتحزب وتتكتل ويترتب من وراء ذلك ما تعلمون بيعة رئيس الجماعة وما شابه ذلك فهذا مما يزيد المسلمين فرقة واختلافا وتفرّقا.
ما رأيكم فيما نقل عنكم فضيلتكم من تجويز تكوين أحزاب إسلامية والدخول فيها؟
الشيخ : لا لا أنا هذا أنكره أشد الإنكار لكن يمكن كلام الأخ.
السائل : ... .
الشيخ : كلام الأخ، أنا أقر أن تقوم كل جماعة بطلب بواجب من الواجبات التي.
السائل : باختصاصها يعني.
الشيخ : نعم؟
السائل : باختصاصها.
الشيخ : أيوة، باختصاصها هذا أقره ولا أخالف فيه أبدا يعني مثلا أضرب مثلا سهلا بسيطا جدا وهو لا أنكر أن يكون هناك جماعة أو طائفة من المسلمين يقومون مثلا بالتمارين الرياضية في حدود الشريعة الإسلامية لأنه هذا واجب كفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقين وعلى ذلك فقس أن يكون هناك جماعة يقومون بتعلّم علوم لا يقوم بها أمثالنا نحن من المتشرعين لكن كل هذه الجماعات يجب أن يعيشوا في حلقة واحدة وهي دائرة الكتاب والسنّة وليس هناك اختلاف في الأصل الذي ينبغي أن يقوم عليه صرح الإسلام ومجد الإسلام فهذا أنا أقره وأقول به دائما أبدا لكن هذا شيء والتحزب الذي نُنكره والذي يترتب من وراءه أن تتحزب كل طائفة لجماعتها ثم أن يزدادوا تباعدا وتباغضا ونحو ذلك فهذا شيء أخر.
السائل : هل هذا، نعم هذا ما قلت تقرير القضية هذه، قلت لما قال الشيخ هذا الكلام هذا يعني به أن مثلا هذه الطائفة تختص بالكتابة في السياسة وهذه الطائفة تختص بالكتابة في الاقتصاد.
السائل : أي نعم.
الشيخ : إلى أن تقوم الدولة الإسلامية فكل بعد ذلك يخوض ..
الشيخ : ولا يمكن أن تقوم الدولة الإسلامية إلا على هذه التخصصات لا على التحزبات.
ما رأيكم في عبد الرحمن عبد الخالق وموقفه من الجماعات الإسلامية؟
الشيخ : معليش أخي التجمع كلمة التجمع كلمة نستطيع أن نقول مطاطة، كلمة سياسيين يعني بتضيّقها تضيق وتوسّعها تتسع، نحن الأن كما قلنا أنفا ألسنا متجمعين؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب فيه حد ينكر هذا التجمع؟
السائل : لا.
الشيخ : لكن التجمع الذي أشرنا إليه أنفا الذي هو في الحقيقة واقع التكتلات الحزبية اليوم في الأراضي الإسلامية محاولة إيجاد دويلة صغيرة ضمن دولة كبيرة لأن لهم أراء تتعلّق بهذه الدولة منهم من يُصرّح بأن الحكام كفار، منهم من يقول إن لم يكونوا كفار فيجب الخروج عليهم ونحو ذلك من الأقوال، هذه لا تنبع من التجمعات العلمية والتنظيمية التي نحن أشرنا إليها وإنما تنبع من التكتلات والتحزبات السياسية، ثم هذه التحزبات والتكتلات السياسية مع الزمن إن كان عندها شيء من الثقافة الإسلامية الصافية تبدأ تضمحل وتذوب وتذوب لأن الجُهد سيتوجه إلى الناحية السياسية المحضة.
فهذا التجمع هذا التكتل هذا التحزب لا ينبغي نحن أن يخفى علينا أن هذا شيء والذي يأمر به الإسلام وقامت به كل الجماعات الإسلامية على مدى الزمان فهذا شيء أخر.
انظر الأن أخونا عبد الرحمن عبد الخالق، عبد الرحمن عبد الخالق هو صاحبنا وأخونا وهو تلميذي في الجامعة الإسلامية وله كلمات يعني يَذكر فيها أو يَذكرني فيه بخير لكن مع ذلك مع الزمن هو تطورت ناحية السلفية فيه لأن العمل السياسي يضطر أن يتزحلق القائم على هذا العمل والخروج ولو بعض الشيء وقد يكون الخروج فيما بعد أكثر وأكثر، هو مثلا يُقر جماعة التبليغ على عُجرها وبُجرها.
السائل : نعم.
الشيخ : لماذا؟ لأنها تعمل للإسلام، أي هذا لا يكفي وأنا أقول أنه جماعة التبليغ كجماعة كثير منهم مخلصون لكن الخط الذين هم سائرون فيه لا يوصل أبدا هذه الجماعة أولا إذا جاءهم الأجل أن يموتوا على التوحيد الصحيح وعلى عقيدة صحيحة وماذا يهم المسلم إذا لم يستطع أن يُقيم دولة الإسلام على أرض الإسلام لكنه يستطيع أن يُقيم دولة الإسلام في قلبه، فماذا يهمّه هو إذا لم تقم دولة الإسلام على الأرض إذا أقامها في قلبه ولكن العكس تماما قامت دولة الإسلام لكن دولة الإسلام في قلبه لم تُقَم، ما الفائدة من ذلك؟
فجماعة التبليغ كما تعلمون وأظن لستم بحاجة إلى تفصيل القول لا يدرسون التوحيد، لا يدرسون الحديث والسنّة كل منهم مثل الإخوان المسلمين كما يقولون عندنا في بلاد الشام "كل على دينه الله يعينه" يعني هذا حنفي هذا حنبلي هذا مالكي هذا شافعي هذا صوفي هذا سلفي، كل هذا ما فيه اختلاف بيناتهم لأنه ليس لهم هدف اتباع قوله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) هذا الأمر ممكن جماعة التبليغ لا يسعون إليه، إلى ماذا يسعى جماعة التبليغ؟ إلى شيء سهل سمح أشبه ما تكون وأرجو أن لا أؤاخذ بهذا الكلام، دعوة النصارى، الرهبانية التخلّق بالأخلاق الحسنة لا تزني لا تسرق لا تكذب لا ... إلى أخره، أما العقيدة فلو كانت خرابا يبابا فلا بأس من ذلك، هذه ليست هي الإسلام، تركنا جماعة التبليغ جانبا أخذنا مثلا الإخوان المسلمين، مضى عليهم نحو نصف قرن من الزمان وهم لم يتقدّموا، لا إلى الإسلام الذي ينشدونه أن يكون حَكَما في الأرض ولا إلى الإسلام الذي أمرهم رئيسهم الأول بقوله "أقيموا دولة الإسلام في قلوبهم تُقَم لكم في أرضكم" لا هذا أقاموا ولا ذاك ولن يستطيعوا إلا إذا ساروا على الدرب.
جاء أخونا عبد الرحمن فأراد أن يُوفق بقى، أن يجعل سلفية إخوانية فهذا مستحيل، لا يُمكن الجمع بين الخطين أبدا (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) أنا في الواقع ألاحظ بعض الملاحظات، أجد شباب الإخوان المسلمين قديما كانوا يتزيّنون بالزي الإفرنجي لماذا؟ لأنه رئيسهم حسن البنا هكذا عاش لكن هو استطاع بشيء من جرأته الأدبية أن يُخالف الجو المصري هناك في شيء واحد وهو أنه عفا لا أقول عن لحيتيه عفا عن بعض لحيته، طيب ثم جرى الإخوان المسلمون في كل بلاد الإسلام على التزي بزيّه لن تجد رجلا من الإخوان المسلمين له لحية طويلة، صار شعارا لهم، نعم؟
السائل : الغالب نعم.
الشيخ : لا، أنا ما رأيت أحدا.
السائل : قديما يمكن يا شيخ.
الشيخ : أنا ما رأيت أحدا منهم يعني من الإخوان وله لحية كاملة، ممكن أن يكون قبل، (يرد الشيخ السلام) قبل أن يكون إخوانيا يمكن أن يكون كان له لحية ... ثم صار إيش؟ من الإخوان أما نشأ وتربّى في زُمرة الإخوان المسلمين ومع ذلك اتبع السنّة ولم يتبع سنّة حسن البنا هذا ما اعرفه.
فكل الشباب المسلم الأن خاصة في بلاد أوروبا يتزيّون بزي حسن البنا، لماذا؟ لأنهم تأثّروا بمنهجه ولم يتأثّروا بمنهج نبيهم عليه الصلاة والسلام، وهذا التحزب حسبكم مثالا إلى ما يؤدي إليه بأصحابه، ومن ذلك أيضا أنهم لا يهمهم إن وجدت من الإخوان سلفيا فلن تجده داعية سلفيا وإنما هو لنفسه ولذات نفسه أما الأخرين كما قلنا أنفا "كل على دينه الله يعينه" هكذا.
ليس هذا هو القصد فإذا كانت الجماعات كلها تتفق على السير على ما كان عليه السلف الصالح فكل جماعة تعمل كما لو فرضنا أفرادا، هذا يعمل في الحديث وهذا في الفقه وهذا في التفسير وهذا في اللغة، هذا في الاقتصاد، هذا في السياسة.
بلا شك لو فرضنا العلوم عشرين علما فرضا فقام عشرون شخصا بهذه العلوم، في العالم الإسلامي لا يكفي يجب أن يقوم مئات في كل علم أن يكون فيه مئات، يقوم بالواجب الكفائي هذا لكن ليسوا إلا متكتلين كتلة واحدة تجمعهم قال الله قال رسول الله، إذا فعلوا هذا فهو نعم العمل ونعم ..
السائل : يعني هذا لا يعني أنهم يعني طائفة منهم تختص بالسياسة تعمل للسياسة أو تعمل في السياسة؟
الشيخ : تعمل في السياسة ولكن في حدود دائرة الإسلام الكتاب والسنّة، فليس يعني تحزب وتكتل بهذا العمل بحيث لا نتعرف على الجماعات الأخرى ونعاديها ونحاربها.
ولذلك نحن نقول من مزايا الدعوة الإسلامية السلفية أنها تتسع لكل الجماعات وليس هناك جماعة تتسع لكل الجماعات إلا هذه الجماعة التي تتمسّك بالدعوة إلى الكتاب والسنّة، فمن كان هكذا ويعمل في جانب من هذا الإسلام نحن لا نعيبه ولا نأخذ عليه لأنه لا يمكن إلا هذا، واضح؟
السائل : نعم.
الشيخ : الله يعين.
سائل آخر : ... يجوزون العمل لأن لهم شبهة في القاعدة " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " يعني ما ضابط هذه القاعدة هذه؟ هنا.
الشيخ : لا نخالف في هذا.
السائل : نعم.
الشيخ : الأن يا أخي كلامي واضح في هذا، يعني الأن أنا متخصص في اللغة؟ أنا متخصص في اللغة؟
السائل : لا في الحديث.
الشيخ : قد أكون متخصصا في علم الحديث لكن إذا أنت كنت متخصصا في اللغة تُعاديني؟ أعاديك؟ تتحزب تتكتل أنت وجماعتك الذين تعملون في اللغة؟ لا كل واحد منا يُكمّل الأخر، كل جماعة تُكمّل الجماعة الأخرى وهكذا، لما تكون الجماعات على هذه الصورة فحينئذ نحن نقول هذا هو العمل الإسلامي، هذا هو العمل الجماعي وليس هو التحزّب.
سائل آخر : هم يعني ينتمون إلى أحزاب معيّنة يعملون ويبتغون العمل السياسي، مثلا تجد فيهم شخص أو داعية من الدعاة مُختص مثلا في الحديث وهذا مختص في اللغة، هل هذا من كلامكم يعني نفهم منه نتعاون معهم نعمل معهم وهم يرون العمل الدعوي من خلال الحزب تحت ظل.
الشيخ : نعم نعم، أنا أتعاون معهم لكن ما موقفهم معي؟ ومع أمثالي يتعاونون معه؟ الجواب لا.
السائل : نعم.
الشيخ : نحن نتعاون معهم ولذلك أنا لما كنت في سورية، أنا كنت مع الإخوان المسلمين كأني واحدا منهم لأني كنت أدعوهم إلى الكتاب والسنّة ووُجِد منهم من تجاوب معي كثيرا فمثلا عصام العطار اللي هو في عمان المعروف، زهير الشاويش كذلك إلى أخره لكن تتغلب عليهم الحزبية ولا بد، لا يدعون للكتاب والسنّة لأنهم يعتقدون أن الدعوة إلى الكتاب والسنّة تُفرّق، وأنا أقول بكل صراحة نعم تُفرّق لكن تُفرّق بين الحق والباطل، تُفرّق بين المبطل وبين المحق هذا لا بد منه والرسول ما أرسل إلا لهذا، ولذلك يعجبني حديث في "صحيح البخاري" ( أن ملكا أو ملكين نزلا على النبي صلى الله عليه وسلم فتحدّث أحدهما عن هذا النائم الذي هو الرسول عليه السلام فجاء في وصفه أنه مُفرّق ) الرسول مُفرّق أي مُفرّق بين الحق والباطل.
فهؤلاء بسبب تكتلهم اللاعلمي يُحاربون العلم ويقولون كجماعة التبليغ تماما، إذا مشيت معهم ودعوت إلى ما هم يدعون إليه فقط من تحريم الكذب والسرقة والنميمة وإلى أخره فهم راضون عنك أما إذا دندت حول التوحيد، دندنت حول السنّة، دندندت حول التحذير من البدعة يقولون أيضا تعبير سوري "ناحية ... لا تقرب" يعني ناحية الشيء اللي الحساس يقولون لا تقرّب نحوه.
إذًا كيف يتفاهم هؤلاء إذا كنا نحن نمد أيدينا إليهم بالتعاون كل في مجاله فهم يأبوْن علينا أن يتعاونوا معنا، هذه نقطة مهمة جدا فيجب أن نتبّه لها.
سائل آخر : شيخ هناك موضوع أنا اقترحت السؤال لكن الأن بعدما تكلم الأخ جاءتني فكرة سيظل الشباب الجزائري يأتونك ويأتونك في كل مكان تذهب إليه ويسألونك حول قضية ليتك تُجلي الأفهام وتجليها الأن أو في أي وقت كان وتتكلم بصراحة مثلا عندنا الأخ العيد ثقة عندنا إن شاء الله وعند الجزائريين، يُبيّن لك أحنا قامت في الجزائر ما يُسمى بالجبهة أو الجبهة الإسلامية، لم لا يتطوّع الأخ فيقول لك أعمالها حسب ما يراها وكيفية يعني كيف بُنيت وماذا تهدف ثم تقول الكل ينتظر الجواب في الجزائر ثم تقول، اسمح لي، ثم تُوجّه الشباب وتنصحهم، ماذا يكون موقفهم منها؟ كيف يرونها؟ يعني توجّههم توجيه عام حينئذ سوف لا يُطرح الموضوع من جديد، أما هكذا يعني عمومات كل واحد ... كل سيفهم من كلامك حسب مراده هو وحسب ما يتوجّه إليه هو، فلعل الأخ العيد يتطوّع الأن أو غدا أو مادام مقيم هنا وهو تلميذك إن شاء الله ويتابع كتبك وهو يعرف الجبهة هذه بحكم كونه يعني معها وأنشئت وهو موجود ويعرف أهدافها ويعرف هذا، هذا الذي أريد أن أقوله.
من هم الخوارج وهل يفهم من حديث: "يخرجون من الإسلام" أنهم كفار, وهل من كفر حكام المسلمين ولا يكفر بالمعاصي هل يعتبر خارجياً؟
الشيخ : أولا لا ينبغي نحن أن نتمسّك بالخطاب وإنما نتمسّك بالمعاني وبالحقائق العلمية، سؤالك الأخير هل يُقال عن هؤلاء خوارج أو لا يُقال؟ إن قيل أو لم يقل ما هو الحصيلة؟ الحصيلة أنهم على صواب أم على خطأ.
السائل : نعم هذا هو.
الشيخ : أه، لأننا نستطيع أن نقول مثلا وليس هذا الجواب النهائي، نقول نحن إنهم ليسوا من الخوارج لكنهم ليسوا على صواب، طيب، ترى إذا قلنا أنهم خوارج فمعنى ذلك أنهم ليسوا على صواب، فما الفرق بين العبارتين؟ أي بين قولي ليسوا من الخوارج ولكن ليسوا على صواب أو قولي هم خوارج وهم بطبيعة الحال ليسوا على صواب، ما الفرق؟
الفرق أن الخوارج لهم دلالة خاصة في الأحاديث مثلا قال فيها ( سيماهم التحليق ) طيب، هذه السمة لم تتحقّق في هؤلاء الذين قد نقول عنهم إنهم خوارج في العهد الحاضر، فهل كونهم لم تتحقّق فيهم هذه السمة خرجوا عن كونهم خوارج؟ نقول لا لأنه هذه سمة من السمات.
وحينئذ فنحن نترك هذا اللفظ الذي يحتمل أخذا وردا ونقول هؤلاء الذين يُكفّرون اليوم حكام المسلمين بالجملة، بالتعبير الشامي بالكوم هي بضاعة ليست بضاعة، يجب أن نضع أمام أعيننا دائما خطورة تكفير المسلم مش فقط تكفير جماهير المسلمين أو جماعة من المسلمين، فرد من أفراد المسلمين هذا خَطِر كما تعلمون من الأحاديث المعروفة فيمن كفّر مسلما فقد باء بها أحدهما.
فأنا اعتقد أن هؤلاء الذين يعلنون تكفير حكام المسلمين على تفصيل بين بعضهم وبعض أخر ولسنا الأن في هذا الصدد، إنهم من هذه الحيثية هم كالخوارج الأولين الذين كانوا يُكفرون المسلم بمجرد ارتكابه كبيرة من الكبائر فهؤلاء المعاصرين اليوم منهم من يُمكن أن يُطلق عليه لفظة الخوارج أو لا بسبب الذي ذكرته أنفا، لأنه هؤلاء اشتهروا ليس بتكفير عامة المسلمين كما هو مذهب الخوارج والإباضية منهم اليوم والموجودين في عُمان وربما في الجزائر.
السائل : ... .
الشيخ : عندكم شيء من ذلك.
السائل : ... .
الشيخ : هؤلاء مذهبهم معروف، مرتكب الكبيرة فهو كافر.
السائل : نعم.
الشيخ : هؤلاء الذين نقول أنفا متحفّظين هل هم خوارج أم ليسوا بخوارج؟ نحن ما أشيع عنهم على الأقل إنهم يلتقون مع الإباضية في تكفير المسلم بمجرد ارتكابه كبيرة من الكبائر لأن ديدنهم الأن هو فقط ما يتعلق بالحكم، تكفير حكام المسلمين.
فنحن نقول هذا التكفير سواء في دائرة الحكام أو في دائرة أوسع بحيث تشمل أيضا المحكومين وأنا التقيت مع كثيرين منهم قبل عشرة.
السائل : عندنا ... .
الشيخ : أنا أقول التقيت مع جماعة من هؤلاء وناقشتهم في سورية وبالأردن مما ذكّرني تسلسلهم في التكفير بقصة كنت سمعتها من بعض شيوخي من الألبان الأعاجم ونعلم يقينا بفضل الله عز وجل بعد أن ربنا تبارك وتعالى علّمني لغة القرأن ولغة الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام إن الأعاجم عندهم أشياء عجيبة وعجيبة جدا من البعد عن الفهم الصحيح لهذا الدين.
لقد رووا لنا القصة التالية، أن رجلا عالما زار صديقا له في بيته في داره فلما خرج فبدل أن يودّعه بالسلام عليه ودّعه بأن حكم عليه بالكفر لماذا؟ عندنا في تلك البلاد وربما هكذا تزال بلاد الأعاجم، إذا دخل الضيوف كما دخلتم أنتم الأن فينزعون نعالهم فتبقى نعالهم كما تركوها حينما خرجوا، عندهم أدب، قد يكون أدب لكن انظر ماذا يترتب من وراء هذا الأدب، فربة البيت أو ولد رب البيت أو خادم كان عندهم يخرج للنعال ويُوجّهها هكذا مش أنتم دخلتم هكذا هو يوجّه النعال هكذا، إذا خرج الضيوف يجدون النعال موجّهة ما في غير يدكوا أرجلهم فيها، هذا احترام إيه؟ للضيف إكرام، هذا العالم لما خرج وجد النعلين كما تركهما يعني غير موجّهين قال هذا رب البيت كفر، لماذا؟ قال لأنه لم يحترم العالم كيف؟ لأنه ما وجّه النعلين له، هذا يُكلفه أنه يمد رجله يمد يده يُوجّهها، هذا ليس فيه إكرام للعالم والذي لم يُكرم العالم لم يُكرم العلم والذي لم يُكرم العلم لم يُكرم من جاء بالعلم وهو محمد رسول الله، ها اللي ما أكرم رسول الله ما أكرم جبريل ما أكرم رب العالمين إذا هو كافر، ذكّرني واقع هذه الطائفة وما أستطيع أن أضع لها صبغة أو بلدا مُعيّنا لكن أعلم أن فيهم من تسلسل في تكفير الحكام إلى المحكومين إلى أئمة المساجد إلى المؤذنين إلى المعلمين ... في المدارس اللي بيسموها المعارف ليه؟ لأنهم كلهم يؤيّدون هذا الحكم الكافر.
السائل : هذا ما يقول به مسلم.
الشيخ : نحن نبدأ منطلقين من هذا الأصل الذي بنوه وهو تكفير حكام المسلمين، هذا في دين الله غلو في الدين لأن التكفير لا يجوز إلا إذا تبيّن أن هذا المُكفَّر قد أنكر حُكما معلوما من الدين بالضرورة ثم أقيمت الحجة عليه فقد يكون أعجميا قد يكون عربيا لكنه جاهل إلى أخره، فهؤلاء يُطلقون الكلام ويقولون ...
(( فأولئك هم الكافرون )) ثم يُعرضون عما جاء في تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير أن المقصود بهؤلاء الكافرون أي الجاحدون لشريعة الله تبارك وتعالى وهم اليهود ونحن حينما نقول في تفسير الأية هذا القول فلسنا نعني أنه لا يَكْفر إلا اليهود لا، لكن من شارك اليهود أيضا في إنكار شريعة الله تبارك وتعالى وأنها صالحة لكل زمان ومكان فحينئذ تُطبّق عليه هذه الأية (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) .
ولكن من كان يعتقد أن شريعة الله هي التي ينبغي أن تكون هي الحاكمة ولكن لا أزكيهم كالذين يرابون ويسرقون ويزنون فهؤلاء عصاة لكن لا نقول إنهم كفار إلا إذا علمنا أنهم استحلوا ما ارتكبوا من المعاصي، كذلك هؤلاء الذين يحكمون بغير ما أنزل الله فإن استحلوا ذلك بقلوبهم ودانوا بذلك في عقيدتهم أي كما نسمع من بعض الكتّاب مع الأسف يقولون أنه شريعة الإسلام الأن لا تصلح في الحكم، فهؤلاء هم كاليهود سواء فيطبّق عليهم قوله تعالى (( فأولئك هم الكافرون )) .
أما إن كانت الأخرى وهي أنهم يعترفون بأن الحكم بالإسلام هو الذي يجب أن يكون لكن النفس الأمارة بالسوء التي تحمل الزناة والمرابين على استحلال ما حرّم الله هي هذه النفس الأمارة بالسوء التي تحملهم على ... الأوضاع والخضوع للضغط العالمي الكافر إلى أخره لكن قلوبهم ونحن لم نطلع عليها بطبيعة الحال، أحد شيئين إما أن تكون مُقرّة بشرعية هذا الإسلام فحينئذ هم لم يخرجوا عن دائرة الإسلام هم كالفساق الأخرين الذين يرتكبون المحرّمات، أما إن اعتقدوا بأن الإسلام لا يصلح للحكم في هذا لزمان فهو الكفر بعينه.
فمن أين لهؤلاء الناس الذين يُطلقون التكفير بالجملة لأن كل حاكم من الحكام المسلمين اليوم إما أنهم اطلعوا على ما في قلوبهم أو سمعوا من ألفاظهم ما يُدينهم بأنهم لا يعتقدون الإسلام، إن كان شيء من هذا فنحن معهم لا يكون مسلمون من أنكر صلاحية الإسلام للحكم في كل زمان ومكان لكن لا سبيل للوصول إلى ذلك، أما الكشف عن القلب فكلنا يعلم قوله عليه السلام لذاك الصحابي ( هلا شققت عن قلبه ) مع أنه صار تحت ضربة السيف فيغلب على الظن أنه هذا المشرك ما قال لا إله إلا الله إلا فرارا من القتل، مع ذلك غلّب الرسول عليه السلام لفظة الشهادة على ظاهر الفعل، هذه الظاهرة التي تدل أنه قالها نفاقا وفرارا من القتل، فأنكر الرسول عليه السلام ذلك وقال ( هلا شققت عن قلبه ) فنحن أيضا نقول هؤلاء الحكام فيهم إسلام وفيهم غير إسلام فما الذي يجعلنا نُغلّب عليهم غير الإسلام وهو الكفر على إسلامهم؟ لا شيء عندنا إلا أن نسمع منهم خطابا أو لفظا أو كتابة كما وقع من بعض الحكام الذين أنكروا شرعية الصيام مثلا في رمضان، زعم محافظة على ... على الاقتصاد ونحو ذلك.
فإذًا خطأ واضح جدا أن نعلن تكفير الحكام هكذا إجمالا بدون تفصيل ثم هب أنه الأمر كذلك فما شأن المستضعفين في الأرض الذين يُلحقون بهؤلاء الكفار بزعمهم أو هؤلاء الطواغيت كما يقولون إلى أخره، إن المستضعفين في الأرض كانوا في كل زمان وفي كل مكان ثم أين يذهبون بمثل قوله عليه الصلاة والسلام بل من قول رب الأنام (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) وقوله عليه السلام ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) هذه النقاط كلها تدلنا على أنه الجماعة ينطلقون من أهوائهم كما كان الخوارج السابقون ينطلقون من أهوائهم وإلا ما الذي رأوه في علي رضي الله عنه وهو الخليفة الراشد حتى خرجوا عليه؟
السائل : نعم.
الشيخ : فإذًا الغلو في الدين هو ظاهرة هؤلاء الناس اليوم فيجب أن لا نغتر بهم وأن نعرف أحكام الله وشريعة الله بتفاصيلها هذا من جهة، من جهة أخرى هب أن هؤلاء الحكام كلهم هم كفار كما يقولون فما وراء ذلك؟ وراء ذلك الخروج عليهم، طيب إذا كان المقصود الخروج عليهم فهل أنتم استعددتم لمثل هذا الخروج الذي يستلزم أمرين اثنين.
الأمر الأول الفهم الصحيح للإسلام في عقيدته في أحكامه والشيء الثاني تربية هذه النفوس على هذا الإسلام المصفّى حتى يُصبحوا كتلة واحدة إذا ما قاموا لمحاربة الكافر استطاعوا أن يتغلّبوا عليه بإيمانهم واستعدادهم، ليس هناك إلا عواطف جامحة شهد الواقع في العصر الحاضر في حوادث عديدة في مصر، في الحرم المكي، في سورية أخيرا.
السائل : في الجزائز.
الشيخ : والجزائر أي نعم، كل هذه الحوادث تدلنا على أن الناس يستعجلون.
السائل : لا بعدين فهّمني الأن.
الشيخ : يستعجلون على أمر كان لهم فيهم أناة، الرسول صلى الله عليه وسلم عاش كما تعلمون في مكة يُضطهد من الكفار ويُضرب ويُهان وضعفاء المسلمين أيضا يُطردون ويُقتلون إلى أخره، ما ثاروا مثل هذه الثورة قبل أن يستعدوا بإيمانهم ثم بسلاحهم كما وقع ذلك فيما بعد حينما هاجر الرسول عليه السلام إلى المدينة.
فالشاهد أن هؤلاء الحقيقة أعتقد أنهم ليسوا علماء أولا ثم لم يُربوا تربية إسلامية صحيحة ثانيا ولذلك فهُم سيثيرون مشاكل من جديد دون أن يُفيدوا المسلمين أي فائدة إلا أن يكونوا سببا لتأخّر الدعوة وما وقع يكفينا مثالا مع الأسف الشديد.
والأن بالنسبة لسؤالك أنا أقول، أنا ما عندي مانع أن توجّهوا أسئلة واضحة حول بعض الأعمال التي تُقام هناك لأنه أنا لا أستطيع أن أتصوّر الوضع الذي أنتم تُشيرون إليه هناك، فإذا كتبتم شيئا فأنا أدرسه، إن لم يكن هنا فإذا رجعت قريبا إن شاء الله إلى عمّان وأعطيكم الأجوبة، وإن كنت لا أرى يعني كبير فائدة في هذا العمل لأنك قلت من كلامك كل منهم يُفسّره حسب هواه، مع أن كلامي واضح وواضح جدا لكن ألا تعتقد أن كلام الله عز وجل حتى اليوم المُبشّرون النصارى يستغلون بعض النصوص منه لتأييد كفرهم وضلالهم؟ هذا شأن أهل الأهواء دائما وأبدا فأنا ما أعتقد أنه في كلامي الذي سمعتموه أنفا ما يدع مجالا لأن يتمسّك به كل ذي هوًى، فأنا صريح أقول أن التحزب باطل تعصب جماعة لرجل وبايعتم لرجل ومعاداة هذه الجماعة لجماعة أخرى هذا باطل لا يجوز، فكيف يُمكن أن يُستغل هذا الكلام لصالح الجماعة التي أقول عنها إنها مبطلة وإنها متحزبة؟
السائل : بعد البسملة والسلام وما يتبعه.
الشيخ : أي نعم.
10 - من هم الخوارج وهل يفهم من حديث: "يخرجون من الإسلام" أنهم كفار, وهل من كفر حكام المسلمين ولا يكفر بالمعاصي هل يعتبر خارجياً؟ أستمع حفظ
ما حكم إقامة معرض يحتوي على أناشيد ومسرحيات إسلامية!!؟
الشيخ : صورة.
السائل : محذور الصور التي ... مطلقا لكن معروف الصور المصورة ... .
الشيخ : ... يعني.
السائل : ... ذوات أرواح. الأول هذا، عرض شريط أشرطة فيديو من محاضرات وغيرها.
الشيخ : أي نعم.
السائل : أناشيد مثل ما يسمونها ولو أن الاسم لا يطابقها إسلامية.
الشيخ : أي نعم.
السائل : هذا معروف، أناشيد ... جماعة من الطلبة دون الطالبات، مسرحيات كما هو معلوم إسلامية.
الشيخ : ما شاء الله.
السائل : إلى غير ذلك، أحنا عندنا الجواب معروف لكن يريد السماع منك.
الشيخ : صحيح.
السائل : أي نعم، وهذا يكون حسب المناسبات كالمولد وأول رمضان ... يعني هذه الأشياء كل هذه والجواب الحمد لله عندنا معروف لكن يريدون سماع الجواب ..
الشيخ : جوابي أن هذه إخوانية غير سلفية (ضحك الحضور)، أنا بأقول أرأيتم أن تكتبوا شيئا وأنا أجيبكم عليه فلا مانع عندي وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.