فتاوى جدة-34
بيان اقتضاء العلم العمل.
الشيخ : إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) وبعد فقد ذكرنا أكثر من مرة أن لابد من العلم العمل وأن أي علم لا يقترن به العمل به يكون العلم وبالا على صاحبه فلا جرم أنه قد جاء عن بعض السلف قوله " ويل للجاهل مرة وويل للعالم سبع مرات " فالمقصود من العلم العمل ولهذا فلا ينبغي لكم أن يكون همكم إنما هو العلم فقط بل أن يقترن العمل مع العلم ومع العلم الذي صار ذائعا ومنتشرا بين كل المسلمين لا فرق في ذلك بين عالم أو طالب علم أو غيرهم هو قوله عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) هذا هو لفظ الحديث في الصحيحين ثم جاء الحديث بزيادة توضح المقصود المراد من الحديث في أوضح سبيل ألا وهو قوله عليه السلام من الخير أي ( لا يؤمن أحدكم حتى يجب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير ) فالواجب على كل مسلم أن يجب للناس ما يحب لنفسه من الخير وهذا الحب للخير لكل مسلم هو من مكارم الأخلاق والتي صرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله فيها ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .
بيان أهمية التحلي بالأخلاق الحسنة.
الشيخ : فأنا ألاحظ مع الأسف أن الناس اليوم يهتمّون بالجانب الأول ألا وهو العلم ولا يهتمّون بالجانب الآخر ألا وهو الأخلاق والسلوك فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكاد يحصر دعوته من أجل محاسن الأخلاق ومكارمها حينما يأتي بأداة الحصر فيقول ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فإنما ذلك يعني أن مكارم الأخلاق جزء أساسي من دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام والواقع أنني كنت في ابتداء طلبي للعلم وهداية الله عز وجل إياي إلى التوحيد الخالص واطّلاعي على ما يعيشه العالم الإسلامي من البعد عن هذا التوحيد كنت أظن أن المشكلة في العالم الإسلامي إنما هي فقط ابتعادهم عن فهمهم لحقيقة معنى لا إله إلا الله لكنني مع الزمن صرت أتبيّن أن هناك مشكلة أخرى في هذا العالم تضاف إلى المشكلة الأولى الأساسية ألا وهي بعدهم عن التوحيد المشكلة الأخرى أنهم أكثرهم لا يتخلقون بأخلاق الإسلام الصحيحة إلا بقدر زهيد .
ذكر أحاديث في فضل حسن الخلق.
الشيخ : لقد جاءت أحاديث كثيرة تترى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تأمر بحسن الخلق وقد جاء في بعضها أن رجلا استوصى أو طلب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصية فقال له عليه الصلاة والسلام عليك بحسن الخلق وجاء في الحديث الآخر وهو حديث عظيم جدا ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار ) إن كثيرا من المتعبدين تراهم صُوّاما قائمين في الليل والناس نيام ومع ذلك فلم يتخلقوا بأخلاق الإسلام إلا بقدر زهيد جدا فقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار ) أمره عظيم جدا لأن من كان في معاملته مع المسلمين حسن السلوك فكأنه قام الليل وصام النهار ولذلك فعلينا نحن معشر المسلمين أن نقرن العلم إلى العمل والعمل هو منه حسن الخلق مع أخيك المسلم فأنا في الوقت الذي أستبشر خيرا من تزاحمكم هذا التزاحم الشديد على الجلوس لطلب العلم بقدر ما يفرحني هذا يحزنني تدافعكم وتزاحمكم حتى ليكاد الطفل الصغير يذهب بين أقدامكم فأذكركم والذكرى تنفع المؤمنين أنكم يجب أن تتسموا وأن تتخلقوا بالسكينة فقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح ( إذا أتيتم الصلاة فأتوها وعليكم السكينة والوقار ولا تأتوها وأنتم تسعون فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) إن المساجد هي بيوت الله تبارك وتعالى وهي تقصد ليس للصلاة فقط بل وللعلم وطالما سمعتم من المحاضرين والواعظين أن المساجد في الإسلام الأول لم تكن فقط من أجل الصلاة يصلي الرجل أربع ركعات أو أقل أكثر ثم ينصرف وإنما كانت المساجد أيضا مدارس يتعلم الناس فيها العلم والسلوك والأخلاق فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأمر المسلم أنه إذا خرج من بيته إلى المسجد ألا يسعى وأن يمشي وعليه السكينة والوقار فأنتم تأتون مثل هذا المجلس لتلقي مثل هذا العلم الوارد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعليكم أن تمشوا على السكينة والوقار فكيف وأنتم تركضون ما أقول ركض الدواب وإنما تركضون ركضا لا يليق بكم على اعتباركم طلابا للعلم فأرجوا أن أراكم عند حسن الظن من العمل بما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله سلم ومن ذلك ألا تتدافعوا وألا تتزاحموا أن يكون عليكم السكينة والوقار فيما إذا قصدتم مجلس علم تريدون به التقرب إلى الله تبارك وتعالى هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين وأرجوا ألا أراكم مرة أخرى إلا كما ينبغي أن نراكم من حسن الخلق مع بعضكم بعضا والآن هاتوا ما عندكم من الأسئلة تفضل .
ما هو الذهب المحلق وما حكمه؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد ما هو الذهب المحلق وما حكم لبسه للنساء ؟
الشيخ : هذا السؤال معروف جوابه عند من لهم عناية بدراسة ماقد ألفت وبخاصة كتابي " آداب الزفاف في السنة المطهرة " ولكن وقد جاء السؤال فلابد من الجواب ولو بإيجاز وإلا فالبحث يطول ويطول جدا فأحيل من شاء التفصيل على هذا الكتاب آداب الزفاف في السنة المطهرة وبخاصة الطبعة الجديدة فإن فيها زيادات وبيانات فيها رد على من يتعصب لما وجد عليه المذهب أو وجد عليه الآباء والأجداد فأقول لقد جاءت هناك أحاديث كثيرة وصحيحة تبيح للنساء الذهب مطلقا ولكن جاءت أحاديث أخرى تقابل هذه الأحاديث الأولى تبيّن أن نوعا من الذهب محرم أيضا على النساء وفي هذه الحالة قواعد علم الحديث والأصول تدلنا على أنه لا ينبغي الاعتماد على الأحاديث المطلقة والإعراض عن الأحاديث المقيدة من الأحاديث المطلقة مثلا الحديث المشهور الذي يلهج به كل من يبحث في هذه المسألة ليبين للناس أن الذهب كل الذهب حلال للنساء ذلك الحديث هو قوله عليه السلام يوم خرج على أصحابه وفي إحدى يديه ذهب وفي الأخرى حرير فقال عليه الصلاة والسلام ( هذان حرام على ذكور أمتي حل لإناثها ) فهذا الحديث كما ترون فهو من جهة يحرم الذهب على الرجال تحريما مطلقا ومن جهة أخرى يبيح الذهب للنساء إباحة مطلقة فهل من العلم أن نقف عند هذين الأمرين المطلقين إذا كان هناك ما يقيدهما ليس من العلم في شيء أن نعرض عن النص المقيد متمسكين بالنص المطلق والآن لننظر في قوله عليه السلام حرام على ذكور أمتي هل الذهب يحرم مطلقا على ذكور الأمة وكذلك الحرير فيما أجد من السنة أجد أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وصحابي آخر أظنه سعد بن أبي وقاص شكيا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكة في جسمهما فرخص لهما أن يتخذا قميصا من حرير كما أنه يقابل هذا الترخيص ترخيص آخر في الشيء الثاني المذكور تحريمه في هذا الشطر الأول من الحديث ألا وهو حديث عرفجة بن سعد رضي الله عنه وكان قد أصيب أنفه ذهبت أرنبة أنفه في وقعة في الجاهلية تعرف بوقعة كلاب فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد كان اتخذ أنفا من ورق أي من فضة فأنتن عليه فشكا أمره إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمره بأن يتخذا أنفا من ذهب وكلنا يعلم أن كون الأنف مقطوع الأرنبة ذلك لا يضر في صحته ولا في كلامه ولا في أي شيء من ضرورات الحياة كل مافي الأمر أنه قبيح المنظر لأن الله عز وجل كما قال (( خلق الإنسان في أحسن تقويم )) فالله عز وجل الذي حرّم الذهب على الرجال على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومع ذلك فقد رخص عليه الصلاة والسلام لسعد بن عرفجة هذا أن يتخذ أنفا من ذهب وقد يتساءل البعض عن الفرق بين الأنف من ذهب والأصل فيه أنه حرام وبين الأنف من فضة والأصل فيه مباح فلماذا شكى أنفه من الفضة ورخص له عليه السلام أن يتخذ أنفا من ذهب السر في ذلك يعود إلى طبيعة هذين المعدنين فمعدن الفضة إذا لاقى السائل الذي يخرج من الأنف وجد بعد ذلك صدأ كصدأ الحديد وكصدأ النحاس فهذا الصدأ مع الزمن ينتن فيتضرر صاحب هذا الأنف من الوَرِق أي من الفضة بخلاف الذهب فإن طبيعة الذهب أنه لا يصدأ ولا ينتن ولذلك تجدون اليوم أن الأطباء أطباء الأسنان يهتمون دائما بتركيب السن الصناعي من الذهب لأنه قابل للبقاء مع الزمن الطويل دون أن يحصل منه أي نتن أو صدأ يضر بواضع ذلك السن المستعار فنجد إذا أن التحريم المذكور بالنسبة للرجال ليس على إطلاقه وإنما له بعض القيود فيجب أن نتمسك بالنص الأول المحرم ثم بهذه القيود التي جاءت في بعض الأحاديث يقابل هذا الشطر الثاني من الحديث وهو إباحته صلى الله عليه وسلم الحرير والذهب للنساء فهل هناك ما يقيد هذه الإباحة ولو في خصوص الذهب نجد أول ما نجد أمرا متفقا عليه بين العلماء ومع ذلك فنجد كل من يبحث في هذا الموضوع ويحتج بالإطلاق المبيح للذهب للنساء يغفل أو يتغافل ما أدري عن هذا الذي اتفق عليه العلماء من تحريم نوع من الذهب على النساء ألا وهو أواني الذهب فقد جاء في الصحيح في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( من أكل أو شرب من آنية ذهب أو فضة فكأنما يجرجر في بطنه نارَ جهنم أو نارُ جهنم ) روايتان فإذا أواني الذهب بالنسبة للنساء محرمة كما هي محرمة على الرجل فاشتاكت النساء في هذا الحكم مع الرجال بينما الذهب على الرجال محرم بعامة كما سمعتم إلا بعض المقيدات وعلى العكس من ذلك مباح على للنساء ثم جاء هذا القيد فاتفق العلماء على أن هذا الذهب المباح للنساء إذا كان في صورة إناء حرم ذلك على النساء أيضا ولذلك فحينما نسمع هذا الحديث أو نقرأه في كتاب يحتج مؤلفه على إباحة الذهب مطلقا يجب أن نتذكر أن هذا الحديث يقيد هذه الإباحة بما إذا كان الذهب المباح للنساء شكله صورته صورة إناء فقد قال عليه السلام كما سمعتم ( من أكل أو شرب في إناء ذهب أو فضة فكأنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) حينئذ نعود إلى قاعدة الجمع بين المطلق وبين المقيد فنقول حل لإناثها إلا ما استثني ما الذي استثني أولا بالاتفاق أواني الذهب كما سمعتم إذا لا ينبغي بادئ بدء أن نفهم حديث حل لإناثها على هذا الإطلاق الشامل والداخل فيه أواني الذهب هذا أول قيد وهو متفق عليه ومع ذلك فالذين يستدلون بحديث ( حل لإناثها ) لا يعرجون على هذا القيد إطلاقا وهذا ليس من سبيل أهل العلم المنصفين المتقين لرب العالمين ثم نقول هل هناك قيد آخر يجب على المسلم أن يتمسك به كما فعل بالقيد الأول الجواب نعم فقد جاءت أحاديث تحرم على النساء صورة أخرى من الذهب أو شكلا آخر من الذهب ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أحب أن يطوق حبيبه بطوق من نار - والعياذ بالله - فليطوقه بطوق من ذهب ومن أحب أن يسور حبيبه بسوار من نار فليسوره بسوار من ذهب ومن أحب أن يحلق حبيبه بحلقة من نار فليحلقه بحلقة من ذهب وأما الفضة فالعبوا بها فالعبوا بها فالعبوا بها ) ، نحن نعلم أن بعض الناس يتأولون هذا الحديث بغير تأويله ويزعمون أن معنى حبيبه يعني الولد الذكر وهم يعلمون في الوقت نفسه أن ما كان على وزن فعيل في اللغة العربية يشمل الذكر والأنثى فكما يقال مثلا رجل قتيل أيضا يقال امرأة قتيل وكما يقال رجل جريح يقال أيضا امرأة جريح كذلك حبيب يشمل الذكر والأنثى فيجب والحالة هذه أحد سبيلين في فهم لفظ حبيبه في هذا الحديث إما أن نجعله شاملا للذكر والأنثى وإما أن نفسره بما يدل عليه أولا تمام الحديث ثم بما تدل عليه سائر الأحاديث الأخرى هذا الحديث في نهايته ( وأما الفضة فالعبوا بها فالعبوا بها فالعبوا بها ) الذين يذهبون إلى إباحة الذهب مطلقا للنساء ومنه الذهب المحلق يذهبون أيضا إلى تحريم الفضة إذا كانت كثيرة على الرجال أيضا فكيف يلتئم حين ذاك هذا الفهم مع نهاية الحديث ( وأما الفضة فالعبوا بها فالعبوا بها فالعبوا بها ) هذا دليل من نفس الحديث أن الخطاب ليس للذكور عندهم لأنهم يقولون الفضة لا يباح منها إلا الشيء القليل ويستدلون على ذلك بحديث يأمر فيه الرسول عليه السلام باتخاذ خاتم من ورق إلا أنه قال ( ولا تتمه مثقالا ) هذا الحديث عندي لا يصح إسناده ولكنهم مع ذلك هم يستدلون به على أن الخاتم إذا زاد وزنه أكثر من مثقال لا يجوز حتى ولو كان من الفضة فإذا حينما أطلق الرسول عليه السلام في آخر الحديث أما الفضة فالعبوا بها فهذه قرينة من نفس الحديث أن الخطاب إنما يقصد النساء والإناث ولا يقصد الذكور لاشك أن الخطاب هنا لأولياء النساء ( من أحب أن يطوق حبيبه ... )، الحبيب هنا إما الزوجة وإما البنت فحذر النبي صلى الله عليه وسلم من تحلية النساء بالذهب المحلق وإذا تركنا هذا الحديث جانبا ونظرنا إلى أحاديث أخرى وردت في الباب وجدنا أخيرا ما يؤكد أن المقصود بهذا الاسم حبيب هو النساء والأحاديث في ذلك كثيرة وحسبي الآن أن أذكر بحديث ابنة هبيرة دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها فوجد في يدها أو في إصبعها فتْخا من ذهب وكان في يده عليه الصلاة والسلام عصيّة صغيرة عصاة فضربها على إصبعها إنكارا لهذا الذهب المحلق فخرجت بنت هبيرة إلى فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبل أن نتمم الحديث أذكّر بحديث آخر إذا قرناه إلى حديث بنت هبيرة هذا أخذنا فائدة عظيمة جدا وهي أن النساء يشتركن مع الرجال في تحريم الذهب المحلق فقد جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( رأى في إصبع رجل من أصحابه خاتما من ذهب فضربه في عصاة كانت في يده وقال له جمرة من نار ) أو نحو ذلك فما كان من هذا الصحابي إلا أن استجاب مباشرة لنهيه عليه الصلاة والسلام فأخذ الخاتم ورمى به أرضا قال فو الله لا أدري ما فعل الله به فنجد هنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عامل بنت هبيرة كما عامل الرجل أنكر عليها خاتم الذهب كما أنكر على الرجل خاتم الذهب فهذا دليل واضح جدا على أن النساء يشتركن مع الرجال في تحريم الذهب المحلق فهذا شاهد قوي جدا للحديث السابق الذي فيه تقييد الإباحة بما سوى الذهب المحلق نتابع رواية حديث بنت هبيرة فإنها ما كادت تدخل على فاطمة رضي الله عنها إذ فوجئت بمجيئ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا به يرى في يد فاطمة سلسلة من ذهب فقال عليه الصلاة والسلام ( يا فاطمة أيسرك أن يتحدث الناس فيقولوا فاطمة بنت محمد في عنقها سلسلة من نار وعذمها عذما شديدا ) أي وبخها وهي ابنته وقد قال في قصة معروفة في الصحيح ( فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما يؤذيها ) ومع ذلك فقد عذمها عليه السلام عذما شديدا ثم خرج من عندها فما كان منها رضي الله عنها إلا أن ذهبت وباعت هذه السلسلة ثم اشترت بقيمتها عبدا واعتقته ولما بلغ خبر ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم سر بذلك جدا وقال ( الحمدلله الذي نجا فاطمة من النار ) فهذا الحديث بشخصه الثاني يؤكد حديث من أحب أن يطوق فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنكر على فاطمة السلسلة الذهبية وبالغ في الإنكار عليها ثم لما تخلصت منها وتصدقت بثمنها فأعتقت العبد قال عليه السلام ( الحمد لله الذي نجا فاطمة من النار ) فإذا كل هذا وهذا وهذا يدل على أن النساء يشتركن مع الرجال في نوع من الذهب أول ذلك صحائف الذهب أواني الذهب ثاني ذلك الذهب المحلق وهو ثلاثة أنواع الطوق السوار الخاتم هذا ما يمكن أن يقال في هذه السّاعة والتفصيل في كتابي المذكور آنفا " آداب الزفاف " تفضل .
الشيخ : هذا السؤال معروف جوابه عند من لهم عناية بدراسة ماقد ألفت وبخاصة كتابي " آداب الزفاف في السنة المطهرة " ولكن وقد جاء السؤال فلابد من الجواب ولو بإيجاز وإلا فالبحث يطول ويطول جدا فأحيل من شاء التفصيل على هذا الكتاب آداب الزفاف في السنة المطهرة وبخاصة الطبعة الجديدة فإن فيها زيادات وبيانات فيها رد على من يتعصب لما وجد عليه المذهب أو وجد عليه الآباء والأجداد فأقول لقد جاءت هناك أحاديث كثيرة وصحيحة تبيح للنساء الذهب مطلقا ولكن جاءت أحاديث أخرى تقابل هذه الأحاديث الأولى تبيّن أن نوعا من الذهب محرم أيضا على النساء وفي هذه الحالة قواعد علم الحديث والأصول تدلنا على أنه لا ينبغي الاعتماد على الأحاديث المطلقة والإعراض عن الأحاديث المقيدة من الأحاديث المطلقة مثلا الحديث المشهور الذي يلهج به كل من يبحث في هذه المسألة ليبين للناس أن الذهب كل الذهب حلال للنساء ذلك الحديث هو قوله عليه السلام يوم خرج على أصحابه وفي إحدى يديه ذهب وفي الأخرى حرير فقال عليه الصلاة والسلام ( هذان حرام على ذكور أمتي حل لإناثها ) فهذا الحديث كما ترون فهو من جهة يحرم الذهب على الرجال تحريما مطلقا ومن جهة أخرى يبيح الذهب للنساء إباحة مطلقة فهل من العلم أن نقف عند هذين الأمرين المطلقين إذا كان هناك ما يقيدهما ليس من العلم في شيء أن نعرض عن النص المقيد متمسكين بالنص المطلق والآن لننظر في قوله عليه السلام حرام على ذكور أمتي هل الذهب يحرم مطلقا على ذكور الأمة وكذلك الحرير فيما أجد من السنة أجد أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وصحابي آخر أظنه سعد بن أبي وقاص شكيا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكة في جسمهما فرخص لهما أن يتخذا قميصا من حرير كما أنه يقابل هذا الترخيص ترخيص آخر في الشيء الثاني المذكور تحريمه في هذا الشطر الأول من الحديث ألا وهو حديث عرفجة بن سعد رضي الله عنه وكان قد أصيب أنفه ذهبت أرنبة أنفه في وقعة في الجاهلية تعرف بوقعة كلاب فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد كان اتخذ أنفا من ورق أي من فضة فأنتن عليه فشكا أمره إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمره بأن يتخذا أنفا من ذهب وكلنا يعلم أن كون الأنف مقطوع الأرنبة ذلك لا يضر في صحته ولا في كلامه ولا في أي شيء من ضرورات الحياة كل مافي الأمر أنه قبيح المنظر لأن الله عز وجل كما قال (( خلق الإنسان في أحسن تقويم )) فالله عز وجل الذي حرّم الذهب على الرجال على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومع ذلك فقد رخص عليه الصلاة والسلام لسعد بن عرفجة هذا أن يتخذ أنفا من ذهب وقد يتساءل البعض عن الفرق بين الأنف من ذهب والأصل فيه أنه حرام وبين الأنف من فضة والأصل فيه مباح فلماذا شكى أنفه من الفضة ورخص له عليه السلام أن يتخذ أنفا من ذهب السر في ذلك يعود إلى طبيعة هذين المعدنين فمعدن الفضة إذا لاقى السائل الذي يخرج من الأنف وجد بعد ذلك صدأ كصدأ الحديد وكصدأ النحاس فهذا الصدأ مع الزمن ينتن فيتضرر صاحب هذا الأنف من الوَرِق أي من الفضة بخلاف الذهب فإن طبيعة الذهب أنه لا يصدأ ولا ينتن ولذلك تجدون اليوم أن الأطباء أطباء الأسنان يهتمون دائما بتركيب السن الصناعي من الذهب لأنه قابل للبقاء مع الزمن الطويل دون أن يحصل منه أي نتن أو صدأ يضر بواضع ذلك السن المستعار فنجد إذا أن التحريم المذكور بالنسبة للرجال ليس على إطلاقه وإنما له بعض القيود فيجب أن نتمسك بالنص الأول المحرم ثم بهذه القيود التي جاءت في بعض الأحاديث يقابل هذا الشطر الثاني من الحديث وهو إباحته صلى الله عليه وسلم الحرير والذهب للنساء فهل هناك ما يقيد هذه الإباحة ولو في خصوص الذهب نجد أول ما نجد أمرا متفقا عليه بين العلماء ومع ذلك فنجد كل من يبحث في هذا الموضوع ويحتج بالإطلاق المبيح للذهب للنساء يغفل أو يتغافل ما أدري عن هذا الذي اتفق عليه العلماء من تحريم نوع من الذهب على النساء ألا وهو أواني الذهب فقد جاء في الصحيح في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ( من أكل أو شرب من آنية ذهب أو فضة فكأنما يجرجر في بطنه نارَ جهنم أو نارُ جهنم ) روايتان فإذا أواني الذهب بالنسبة للنساء محرمة كما هي محرمة على الرجل فاشتاكت النساء في هذا الحكم مع الرجال بينما الذهب على الرجال محرم بعامة كما سمعتم إلا بعض المقيدات وعلى العكس من ذلك مباح على للنساء ثم جاء هذا القيد فاتفق العلماء على أن هذا الذهب المباح للنساء إذا كان في صورة إناء حرم ذلك على النساء أيضا ولذلك فحينما نسمع هذا الحديث أو نقرأه في كتاب يحتج مؤلفه على إباحة الذهب مطلقا يجب أن نتذكر أن هذا الحديث يقيد هذه الإباحة بما إذا كان الذهب المباح للنساء شكله صورته صورة إناء فقد قال عليه السلام كما سمعتم ( من أكل أو شرب في إناء ذهب أو فضة فكأنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) حينئذ نعود إلى قاعدة الجمع بين المطلق وبين المقيد فنقول حل لإناثها إلا ما استثني ما الذي استثني أولا بالاتفاق أواني الذهب كما سمعتم إذا لا ينبغي بادئ بدء أن نفهم حديث حل لإناثها على هذا الإطلاق الشامل والداخل فيه أواني الذهب هذا أول قيد وهو متفق عليه ومع ذلك فالذين يستدلون بحديث ( حل لإناثها ) لا يعرجون على هذا القيد إطلاقا وهذا ليس من سبيل أهل العلم المنصفين المتقين لرب العالمين ثم نقول هل هناك قيد آخر يجب على المسلم أن يتمسك به كما فعل بالقيد الأول الجواب نعم فقد جاءت أحاديث تحرم على النساء صورة أخرى من الذهب أو شكلا آخر من الذهب ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( من أحب أن يطوق حبيبه بطوق من نار - والعياذ بالله - فليطوقه بطوق من ذهب ومن أحب أن يسور حبيبه بسوار من نار فليسوره بسوار من ذهب ومن أحب أن يحلق حبيبه بحلقة من نار فليحلقه بحلقة من ذهب وأما الفضة فالعبوا بها فالعبوا بها فالعبوا بها ) ، نحن نعلم أن بعض الناس يتأولون هذا الحديث بغير تأويله ويزعمون أن معنى حبيبه يعني الولد الذكر وهم يعلمون في الوقت نفسه أن ما كان على وزن فعيل في اللغة العربية يشمل الذكر والأنثى فكما يقال مثلا رجل قتيل أيضا يقال امرأة قتيل وكما يقال رجل جريح يقال أيضا امرأة جريح كذلك حبيب يشمل الذكر والأنثى فيجب والحالة هذه أحد سبيلين في فهم لفظ حبيبه في هذا الحديث إما أن نجعله شاملا للذكر والأنثى وإما أن نفسره بما يدل عليه أولا تمام الحديث ثم بما تدل عليه سائر الأحاديث الأخرى هذا الحديث في نهايته ( وأما الفضة فالعبوا بها فالعبوا بها فالعبوا بها ) الذين يذهبون إلى إباحة الذهب مطلقا للنساء ومنه الذهب المحلق يذهبون أيضا إلى تحريم الفضة إذا كانت كثيرة على الرجال أيضا فكيف يلتئم حين ذاك هذا الفهم مع نهاية الحديث ( وأما الفضة فالعبوا بها فالعبوا بها فالعبوا بها ) هذا دليل من نفس الحديث أن الخطاب ليس للذكور عندهم لأنهم يقولون الفضة لا يباح منها إلا الشيء القليل ويستدلون على ذلك بحديث يأمر فيه الرسول عليه السلام باتخاذ خاتم من ورق إلا أنه قال ( ولا تتمه مثقالا ) هذا الحديث عندي لا يصح إسناده ولكنهم مع ذلك هم يستدلون به على أن الخاتم إذا زاد وزنه أكثر من مثقال لا يجوز حتى ولو كان من الفضة فإذا حينما أطلق الرسول عليه السلام في آخر الحديث أما الفضة فالعبوا بها فهذه قرينة من نفس الحديث أن الخطاب إنما يقصد النساء والإناث ولا يقصد الذكور لاشك أن الخطاب هنا لأولياء النساء ( من أحب أن يطوق حبيبه ... )، الحبيب هنا إما الزوجة وإما البنت فحذر النبي صلى الله عليه وسلم من تحلية النساء بالذهب المحلق وإذا تركنا هذا الحديث جانبا ونظرنا إلى أحاديث أخرى وردت في الباب وجدنا أخيرا ما يؤكد أن المقصود بهذا الاسم حبيب هو النساء والأحاديث في ذلك كثيرة وحسبي الآن أن أذكر بحديث ابنة هبيرة دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها فوجد في يدها أو في إصبعها فتْخا من ذهب وكان في يده عليه الصلاة والسلام عصيّة صغيرة عصاة فضربها على إصبعها إنكارا لهذا الذهب المحلق فخرجت بنت هبيرة إلى فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبل أن نتمم الحديث أذكّر بحديث آخر إذا قرناه إلى حديث بنت هبيرة هذا أخذنا فائدة عظيمة جدا وهي أن النساء يشتركن مع الرجال في تحريم الذهب المحلق فقد جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( رأى في إصبع رجل من أصحابه خاتما من ذهب فضربه في عصاة كانت في يده وقال له جمرة من نار ) أو نحو ذلك فما كان من هذا الصحابي إلا أن استجاب مباشرة لنهيه عليه الصلاة والسلام فأخذ الخاتم ورمى به أرضا قال فو الله لا أدري ما فعل الله به فنجد هنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عامل بنت هبيرة كما عامل الرجل أنكر عليها خاتم الذهب كما أنكر على الرجل خاتم الذهب فهذا دليل واضح جدا على أن النساء يشتركن مع الرجال في تحريم الذهب المحلق فهذا شاهد قوي جدا للحديث السابق الذي فيه تقييد الإباحة بما سوى الذهب المحلق نتابع رواية حديث بنت هبيرة فإنها ما كادت تدخل على فاطمة رضي الله عنها إذ فوجئت بمجيئ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا به يرى في يد فاطمة سلسلة من ذهب فقال عليه الصلاة والسلام ( يا فاطمة أيسرك أن يتحدث الناس فيقولوا فاطمة بنت محمد في عنقها سلسلة من نار وعذمها عذما شديدا ) أي وبخها وهي ابنته وقد قال في قصة معروفة في الصحيح ( فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما يؤذيها ) ومع ذلك فقد عذمها عليه السلام عذما شديدا ثم خرج من عندها فما كان منها رضي الله عنها إلا أن ذهبت وباعت هذه السلسلة ثم اشترت بقيمتها عبدا واعتقته ولما بلغ خبر ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم سر بذلك جدا وقال ( الحمدلله الذي نجا فاطمة من النار ) فهذا الحديث بشخصه الثاني يؤكد حديث من أحب أن يطوق فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنكر على فاطمة السلسلة الذهبية وبالغ في الإنكار عليها ثم لما تخلصت منها وتصدقت بثمنها فأعتقت العبد قال عليه السلام ( الحمد لله الذي نجا فاطمة من النار ) فإذا كل هذا وهذا وهذا يدل على أن النساء يشتركن مع الرجال في نوع من الذهب أول ذلك صحائف الذهب أواني الذهب ثاني ذلك الذهب المحلق وهو ثلاثة أنواع الطوق السوار الخاتم هذا ما يمكن أن يقال في هذه السّاعة والتفصيل في كتابي المذكور آنفا " آداب الزفاف " تفضل .
هل يوجد في الإسلام ما يسمى بالتصوف الإسلامي؟
السائل : فضيلة الشيخ هل يوجد في الإسلام شيء اسمه التصوف الإسلامي ؟
الشيخ : نحن نقول بكل صراحة لا شيء يسمى في الإسلام بالتصوف وبالتصوف الإسلامي وهذا الاسم دخيل ككثير من الأشياء التي دخلت على المسلمين بعضهم بشبهات يظنونها دلائل وبعضهم بأهواء يركضون خلفها التصوف الإسلامي كالأناشيد الإسلامية ليس لها أصل في الكتاب ولا في السنة وإنما هناك حقائق ثابتة في الشريعة يستغلها بعض الناس لتسليك أمور ليست من الإسلام بسبيل حينما يناقش الصوفية المتعصبون لهذا الاسم يقولون التصوف الذي ندعو إليه هو ما جاء في السنة من الرغبة في الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة والتمسك بالأخلاق الإسلامية كما ذكرنا كلمة قصيرة في أول هذه الجلسة من الحض على حسن الخلق يقولون هذا هو التصوف حينئذ لو انحصرت الدعوة على هذا التفصيل للتصوف فسوف لا يبقى هناك خلاف لو صحت الدعوة وحينئذ نطالب أهل التصوف بترك هذا الاسم لأن له تاريخا وله معنى يزيد على ما يدعونه من معنى ثابت في الشرع ألا وهو حسن السلوك فإن في التصوف أمورا منكرة جدا أخطرها ما يدندن حوله كبيرهم المعروف بابن عربي الذي دفن في دمشق فإنه رافع راية القول بوحدة الوجود والمقصود بوحدة الوجود هو أنه ليس هناك خالق ومخلوق إنما هي الطبيعة كما يقول الشيعيون والدهريون الذي لا يؤمنون بأن لهذا الكون خالقا تبارك وتعالى عما يقول هؤلاء الظالمون علوا كبيرا ابن عربي باتفاق كل من ينتمي إلى التصوف ما وجدنا واحدا منهم يتبرأ منه وهو الذي يدندن دائما وأبدا حول هذه الضلالة الكبرى ألا وهي وحدة الوجود هو يقول مثلا في بعض كتبه :
" وما الكلب والخنزير إلا إلاهنا *** وما الله إلا راهب في كنيسة " ويقول : " كل ما تراه بعينك فهو الله " ويقول من يجري على نسقه وعلى مبدأه " لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار " هذا هو إمام الصوفية ما نجد أحدا من هؤلاء الصوفية الذين يتأولون التصوف بأنه عبارة عن سلوك في حدود الشرع والتمسك بالأخلاق المحمدية ما نجد واحدا من هؤلاء يتبرأ من ابن عربي ونحن التقينا مع كثير من هؤلاء المتصوفة وناقشناهم في عبارات ابن عربي الكافرة وقد ذكرت لكم آنفا أمثلة منها فما وجدنا منهم تجاوبا معنا على إنكارها بل قال لي أحدهم أنا إذا قرأت الفتوحات المكية مثلا لابن عربي وأشكلت عليّ عبارة هكذا يقول أضعها على الرف مؤقتا وكلما مررت بمثلها من العبارات المشكلة أيضا وضعتها على الرف حتى يتوفر لدي عبارات كثيرة من عبارات ابن عربي يقول بعد ذلك أخلو في خلوة تعرفون خلوات الصوفية أن يجلس في غرفة لا نور فيها ويزيد نفسه ظلمة على ظلمة فينصب ساقيه ويضع رأسه بين ركبتيه ويغمض عينيه ظلمات بعضها فوق بعض هكذا نص من ما لا يعتبر من غلاة الصوفية بل هو من كبار علماء الشافعية وهو الإمام الغزالي في أول كتابه إحياء علوم الدين يضع أدب المريد إذا أراد أن يتلقى الإلهام من رب العالمين هكذا يجلس في غرفة مظلمة وينصب ساقيه ويضع رأسه بين ركبتيه ويغمض عينيه ليتلقى ما ينزل عليه من الإلهام ! لا يقولون من الوحي لأنه صدم للشرع الصريح يسمون الوحي بالإلهام من باب المغالطة فهذا الصوفي وقد مات في دمشق من قريب ليس ببعيد قال لي فإذا تجمعت عندي بعض المشكلات عملت خلوة وانفردت عن الناس وأذكر الله وأعبد الله يقول فالله يفتح عليه ويفهم تلك العبارات على الوجه الصحيح فقلنا له هب أن هذه العبارات يمكن أن يستخرج بعض منها معاني صحيحة ولكن أين أنتم مما أدبنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمثل قوله كما ذكرت لكم في بعض الجلسات السابقة ( لا تكلمن بكلام تعتذر به عند الناس ) يقول لذاك الصحابي الذي قال للنبي ما شاء الله وشئت يا رسول الله ( أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ) أين قول هذا الصحابي ما شاء الله وشئت من قول ابن عربي " كل ما تراه بعينك فهو الله " هذا كفر صريح فلو فرضنا المستحيل أن لمثل هذه العبارات معاني صحيحة لكن لا يجوز التلفظ بها لأنها خلاف تأديب الرسول عليه السلام لأمته باختصار إن في التصوف ضلالات كبيرة وكبيرة جدا أكبرها القول بوحدة الوجود والدّاعي إليها هو ابن عربي ولا يزال في رأس القائمين ومن العارفين بالله عند مدّعي التصوف فضلا عن ثقافات وخرافات توجد في قصصهم وفي أسفارهم وفي رياضاتهم كما يقولون ولذلك فلو كان في التصوف شيء حسن مشروع فلا شك أن الإسلام قد سبق ذلك بمراحل كبيرة ولا يوجد شيء خارج الإسلام نحن بحاجة إليه إما لتصحيح عقيدة أو لتقويم سلوك فقد قال عليه الصلاة والسلام ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) هذا ما يمكن القول الآن تفضل .
الشيخ : نحن نقول بكل صراحة لا شيء يسمى في الإسلام بالتصوف وبالتصوف الإسلامي وهذا الاسم دخيل ككثير من الأشياء التي دخلت على المسلمين بعضهم بشبهات يظنونها دلائل وبعضهم بأهواء يركضون خلفها التصوف الإسلامي كالأناشيد الإسلامية ليس لها أصل في الكتاب ولا في السنة وإنما هناك حقائق ثابتة في الشريعة يستغلها بعض الناس لتسليك أمور ليست من الإسلام بسبيل حينما يناقش الصوفية المتعصبون لهذا الاسم يقولون التصوف الذي ندعو إليه هو ما جاء في السنة من الرغبة في الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة والتمسك بالأخلاق الإسلامية كما ذكرنا كلمة قصيرة في أول هذه الجلسة من الحض على حسن الخلق يقولون هذا هو التصوف حينئذ لو انحصرت الدعوة على هذا التفصيل للتصوف فسوف لا يبقى هناك خلاف لو صحت الدعوة وحينئذ نطالب أهل التصوف بترك هذا الاسم لأن له تاريخا وله معنى يزيد على ما يدعونه من معنى ثابت في الشرع ألا وهو حسن السلوك فإن في التصوف أمورا منكرة جدا أخطرها ما يدندن حوله كبيرهم المعروف بابن عربي الذي دفن في دمشق فإنه رافع راية القول بوحدة الوجود والمقصود بوحدة الوجود هو أنه ليس هناك خالق ومخلوق إنما هي الطبيعة كما يقول الشيعيون والدهريون الذي لا يؤمنون بأن لهذا الكون خالقا تبارك وتعالى عما يقول هؤلاء الظالمون علوا كبيرا ابن عربي باتفاق كل من ينتمي إلى التصوف ما وجدنا واحدا منهم يتبرأ منه وهو الذي يدندن دائما وأبدا حول هذه الضلالة الكبرى ألا وهي وحدة الوجود هو يقول مثلا في بعض كتبه :
" وما الكلب والخنزير إلا إلاهنا *** وما الله إلا راهب في كنيسة " ويقول : " كل ما تراه بعينك فهو الله " ويقول من يجري على نسقه وعلى مبدأه " لما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهار " هذا هو إمام الصوفية ما نجد أحدا من هؤلاء الصوفية الذين يتأولون التصوف بأنه عبارة عن سلوك في حدود الشرع والتمسك بالأخلاق المحمدية ما نجد واحدا من هؤلاء يتبرأ من ابن عربي ونحن التقينا مع كثير من هؤلاء المتصوفة وناقشناهم في عبارات ابن عربي الكافرة وقد ذكرت لكم آنفا أمثلة منها فما وجدنا منهم تجاوبا معنا على إنكارها بل قال لي أحدهم أنا إذا قرأت الفتوحات المكية مثلا لابن عربي وأشكلت عليّ عبارة هكذا يقول أضعها على الرف مؤقتا وكلما مررت بمثلها من العبارات المشكلة أيضا وضعتها على الرف حتى يتوفر لدي عبارات كثيرة من عبارات ابن عربي يقول بعد ذلك أخلو في خلوة تعرفون خلوات الصوفية أن يجلس في غرفة لا نور فيها ويزيد نفسه ظلمة على ظلمة فينصب ساقيه ويضع رأسه بين ركبتيه ويغمض عينيه ظلمات بعضها فوق بعض هكذا نص من ما لا يعتبر من غلاة الصوفية بل هو من كبار علماء الشافعية وهو الإمام الغزالي في أول كتابه إحياء علوم الدين يضع أدب المريد إذا أراد أن يتلقى الإلهام من رب العالمين هكذا يجلس في غرفة مظلمة وينصب ساقيه ويضع رأسه بين ركبتيه ويغمض عينيه ليتلقى ما ينزل عليه من الإلهام ! لا يقولون من الوحي لأنه صدم للشرع الصريح يسمون الوحي بالإلهام من باب المغالطة فهذا الصوفي وقد مات في دمشق من قريب ليس ببعيد قال لي فإذا تجمعت عندي بعض المشكلات عملت خلوة وانفردت عن الناس وأذكر الله وأعبد الله يقول فالله يفتح عليه ويفهم تلك العبارات على الوجه الصحيح فقلنا له هب أن هذه العبارات يمكن أن يستخرج بعض منها معاني صحيحة ولكن أين أنتم مما أدبنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمثل قوله كما ذكرت لكم في بعض الجلسات السابقة ( لا تكلمن بكلام تعتذر به عند الناس ) يقول لذاك الصحابي الذي قال للنبي ما شاء الله وشئت يا رسول الله ( أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ) أين قول هذا الصحابي ما شاء الله وشئت من قول ابن عربي " كل ما تراه بعينك فهو الله " هذا كفر صريح فلو فرضنا المستحيل أن لمثل هذه العبارات معاني صحيحة لكن لا يجوز التلفظ بها لأنها خلاف تأديب الرسول عليه السلام لأمته باختصار إن في التصوف ضلالات كبيرة وكبيرة جدا أكبرها القول بوحدة الوجود والدّاعي إليها هو ابن عربي ولا يزال في رأس القائمين ومن العارفين بالله عند مدّعي التصوف فضلا عن ثقافات وخرافات توجد في قصصهم وفي أسفارهم وفي رياضاتهم كما يقولون ولذلك فلو كان في التصوف شيء حسن مشروع فلا شك أن الإسلام قد سبق ذلك بمراحل كبيرة ولا يوجد شيء خارج الإسلام نحن بحاجة إليه إما لتصحيح عقيدة أو لتقويم سلوك فقد قال عليه الصلاة والسلام ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) هذا ما يمكن القول الآن تفضل .
ما حكم تقبيل الرجل لأخيه؟
السائل : جزاك الله خير وجدنا الأحاديث تقبيل الرجل لصاحبه بيّنت في رياض الصالحين بأن فيها ضعف في سندها فكثيرا من الطلاب قالوا أن الشيخ أقرّ لنا ذلك ولم ينكر لنا ذلك فهذا يدل على جوازه فنرجو التوضيح ؟
الشيخ : لا ليس في رياض الصالحين كلام عام مني في تضعيف أحاديث التقبيل كلها بل قد ذكرت في سلسلة الأحاديث الصحيحة حديث أنس بن مالك الذي أخرجه الترمذي وغيره أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال ( يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أفينحني له قال لا قال أفيقبله قال لا قال أفيصافحه قال نعم ) كنت ذكرت في هذا الحديث ولعل الشبهة جاءت من هنا زيادة في بعض الطرق قال السائل أفيلتزمه قال ( لا ) ... أن أعدت النظر على مجموع طرق هذا الحديث الذي قويته بمجموعها لم أجد لهذه الزيادة فقط قال أفيلتزمه قال لا لم أجد لهذه الزيادة ما يؤخذ بعضدها ويقويها فكتبت على حاشية الكتاب عندي إعدادا للطبعة الثانية أن هذه الزيادة تحذف أما النهي عن التقبيل فهو ثابت بمجموع الطرق وإن كان هذا أيضا يعامل بمعاملة المطلق والمقيد أي إن التقبيل جاء في بعض الأحوال كمثل إباحة تقبيل اليد أحيانا بالنسبة للرجل العالم الفاضل فمن نسب إليّ أنني ضعّفت حديث التقبيل مطلقا فهو لا شك خطأ إما مني إن ضعفته وإما من الناقل الناسب إليّ التضعيف ففي ظني أنه التبس عليه النهي عن التقبيل بالنهي عن الالتزام فالالتزام كما قلت لكم لم نجد له شاهدا فيبقى على الأصل أما التقبيل فهو قد ثبت النهي عنه إلا ما استثني ومن ذلك تقبيل الولد لأبيه أو العكس تقبيل الوالد لابنه أو لابنته فضلا عما سبق ذكره آنفا من تقبيل يد الرجل الصالح .
الشيخ : لا ليس في رياض الصالحين كلام عام مني في تضعيف أحاديث التقبيل كلها بل قد ذكرت في سلسلة الأحاديث الصحيحة حديث أنس بن مالك الذي أخرجه الترمذي وغيره أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال ( يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أفينحني له قال لا قال أفيقبله قال لا قال أفيصافحه قال نعم ) كنت ذكرت في هذا الحديث ولعل الشبهة جاءت من هنا زيادة في بعض الطرق قال السائل أفيلتزمه قال ( لا ) ... أن أعدت النظر على مجموع طرق هذا الحديث الذي قويته بمجموعها لم أجد لهذه الزيادة فقط قال أفيلتزمه قال لا لم أجد لهذه الزيادة ما يؤخذ بعضدها ويقويها فكتبت على حاشية الكتاب عندي إعدادا للطبعة الثانية أن هذه الزيادة تحذف أما النهي عن التقبيل فهو ثابت بمجموع الطرق وإن كان هذا أيضا يعامل بمعاملة المطلق والمقيد أي إن التقبيل جاء في بعض الأحوال كمثل إباحة تقبيل اليد أحيانا بالنسبة للرجل العالم الفاضل فمن نسب إليّ أنني ضعّفت حديث التقبيل مطلقا فهو لا شك خطأ إما مني إن ضعفته وإما من الناقل الناسب إليّ التضعيف ففي ظني أنه التبس عليه النهي عن التقبيل بالنهي عن الالتزام فالالتزام كما قلت لكم لم نجد له شاهدا فيبقى على الأصل أما التقبيل فهو قد ثبت النهي عنه إلا ما استثني ومن ذلك تقبيل الولد لأبيه أو العكس تقبيل الوالد لابنه أو لابنته فضلا عما سبق ذكره آنفا من تقبيل يد الرجل الصالح .
ما حكم إلزام بعض الجماعات الإسلامية أتباعها بطاعة أمير الجماعة؟
السائل : فضيلة الشيخ بعض الجماعات الإسلامية التي تدعو للعقيدة السلفية تتخذ لها أميرا عاما وأمراء فرعيون وتلزم أتباعها بطاعة هؤلاء الأمراء وتقول إن هذه الإمارة شرعية واجبة الطاعة وأن معصيتها معصية لله ورسوله ويستدلون بحديث ( من عصى أميري فقد عصاني ) فما ردكم ؟
الشيخ : واضح أن هذا الاستدلال مهلهل لأن قوله عليه السلام ( من عصى أميري فقد عصاني ) فهذا الأمير الذي نصب نفسه على جماعة من الناس يبلغون الألوف أو الملايين من الذي
أمره ! إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الرسول المرسل عامة إلى الناس كافة فإذا ولى أميرا فبلا شك وجب إطاعة هذا الأمير والخليفة الذي يأتي من بعد الرسول عليه السلام يكون حكمه حكم الرسول عليه الصلاة والسلام من حيث أنه يجب إطاعته أولا لأن الله يقول (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) فإطاعة الرسول واجبة كإطاعة الله عز وجل ولذلك قال تعالى مكررا الفعل (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) ثم لما ذكر أولي الأمر لم يقل وأطيعوا أولي الأمر لأن إطاعتهم لا تكون استقلالا كإطاعة الرسول وإنما تكون إطاعة أولي الأمر تبعا لإطاعتهم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقوله عليه الصلاة والسلام ( من أطاع أميري فقد أطاعني وعصى أميري فقد عصاني ) هذا لا يصح بوجه من الوجوه دليلا على أنه يجوز لكل جماعة لهم منهج لهم مسلك خاص ولو أنه كان على الشرع لا يجوز لهم أن يتخذوا أميرا لأن ذلك يزيد المسلمين تفرقة وتباعدا وشقاقا وإنما هذا الأمير الذي يجب إطاعته هو الذي ولاه الإمارة الإمام الأول ألا وهو خليفة المسلمين ولذلك فأنا أقول دائما وأبدا الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطلقة أو عامة فيجب أن تفسر على ضوء تطبيق السلف الصالح لها لم يكن في السلف الصالح إلا إمام واحد تحت هذا الإمام أمراء بلاشك لإدارة شؤون الدولة حسب ما يراه ذلك الإمام الذي يصح لي أن أقول لا شريك له في هذه الولاية الكبرى لأن الني صلى الله عليه وآله وسلم قد قال كما في صحيح مسلم ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا آخرهما ) هذا نص صريح على أنه لا يجوز أن يكون هناك خليفتان أي أميران كل منهما يأمر جماعته فهذا يزيد في الناس كما قلنا فرقة وضلالة وقد جرى المسلمون على المحافظة على وحدة الإمام الذي له صلاحية التأمير بعد ذلك كما ذكرنا حسب ما تقتضيه مصلحة المسلمين أما ما حدث في هذا الزمان فهي في الواقع ظاهرة ينبغي ملاحظتها وعدم الاغترار بها لأن عاقبة ذلك أن يكون المسلمون شيعا وأحزابا والله عز وجل يقول في صريح الكتاب الكريم (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) أنا لا أنكر أن يكون هناك جماعات متعددة الأهداف لا أنكر أن يكون هناك جماعة مثلا تتولى تقويم عقائد المسلمين وتصحيح مفاهيمهم وعباداتهم لا يعملون مثلا في الرياضة ولا أنكر بالتالي أن يكون هناك جماعة مختصة في تعاطي الوسائل الرياضية بقصد تقوية أبدان المسلمين لما علم من قوله عليه السلام ( المؤمن القوي أحب وأفضل عندالله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) لا أنكر أن يكون هناك جماعة تعمل مثلا فيما يسمى اليوم بالاقتصاد وجماعة أخرى تعمل في السياسة و و إلى آخره ولكن أشترط شرطا واحدا أن يكون هؤلاء كلهم يعملون في دائرة الإسلام وعلى ضوء الكتاب والسنة أما إقرار التجمعات على اختلاف تخصصاتها التي أشرنا آنفا إلى بعضها دون ربطهم بمنهج الكتاب والسنة فهذا معناه إقرار للتفرق الأمة وإلقاء صبغة الشرعية على مثل هذا التفرق وهو مخالف لصريح الكتاب وصريح السنة فإذا لا ينبغي أن نوجد أمراء يبايعون كما كان يبايع الخليفة الأول وإنما لا مانع بطبيعة الحال أن يكون لكل جماعة نظام لأن هذا النظام هو الذي يوصل الجماعة إلى أهدافها المشروعة ولكن لا نرتب عليه تلك الأحكام التي كانت خاصة بالخلفاء ثم بمن أمروهم كما جاء في السؤال أنهم يستدلون بهذا الحديث وبالتالي أن بعضهم يطبقون على أمراءهم الذين يبايعونهم مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) ولذلك فهم يأمرون أميرا ويبايعونه هذا الأمير ليس هو الذي يجب أن يبايع وإنما على المسلمين أن يعملوا بكل ما اوتوا من قوة ومن علم لإعادة المجتمع الإسلامي الذي يتطلب أن يقوم عليه رجل واحد هو الخليفة الذي يجب على كل المسلمين أن يبايعوه أما هذه الجماعة تؤمر عليها أميرا وتوجب على الأفراد البيعة وأنهم إذا لم يبايعوا ماتوا ميتة جاهلية فهذا من تحريف الكلم عن مواضعه وهذا مما لا يجوز للمسلم أن يقع فيه تفضل .
الشيخ : واضح أن هذا الاستدلال مهلهل لأن قوله عليه السلام ( من عصى أميري فقد عصاني ) فهذا الأمير الذي نصب نفسه على جماعة من الناس يبلغون الألوف أو الملايين من الذي
أمره ! إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الرسول المرسل عامة إلى الناس كافة فإذا ولى أميرا فبلا شك وجب إطاعة هذا الأمير والخليفة الذي يأتي من بعد الرسول عليه السلام يكون حكمه حكم الرسول عليه الصلاة والسلام من حيث أنه يجب إطاعته أولا لأن الله يقول (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) فإطاعة الرسول واجبة كإطاعة الله عز وجل ولذلك قال تعالى مكررا الفعل (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) ثم لما ذكر أولي الأمر لم يقل وأطيعوا أولي الأمر لأن إطاعتهم لا تكون استقلالا كإطاعة الرسول وإنما تكون إطاعة أولي الأمر تبعا لإطاعتهم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقوله عليه الصلاة والسلام ( من أطاع أميري فقد أطاعني وعصى أميري فقد عصاني ) هذا لا يصح بوجه من الوجوه دليلا على أنه يجوز لكل جماعة لهم منهج لهم مسلك خاص ولو أنه كان على الشرع لا يجوز لهم أن يتخذوا أميرا لأن ذلك يزيد المسلمين تفرقة وتباعدا وشقاقا وإنما هذا الأمير الذي يجب إطاعته هو الذي ولاه الإمارة الإمام الأول ألا وهو خليفة المسلمين ولذلك فأنا أقول دائما وأبدا الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطلقة أو عامة فيجب أن تفسر على ضوء تطبيق السلف الصالح لها لم يكن في السلف الصالح إلا إمام واحد تحت هذا الإمام أمراء بلاشك لإدارة شؤون الدولة حسب ما يراه ذلك الإمام الذي يصح لي أن أقول لا شريك له في هذه الولاية الكبرى لأن الني صلى الله عليه وآله وسلم قد قال كما في صحيح مسلم ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا آخرهما ) هذا نص صريح على أنه لا يجوز أن يكون هناك خليفتان أي أميران كل منهما يأمر جماعته فهذا يزيد في الناس كما قلنا فرقة وضلالة وقد جرى المسلمون على المحافظة على وحدة الإمام الذي له صلاحية التأمير بعد ذلك كما ذكرنا حسب ما تقتضيه مصلحة المسلمين أما ما حدث في هذا الزمان فهي في الواقع ظاهرة ينبغي ملاحظتها وعدم الاغترار بها لأن عاقبة ذلك أن يكون المسلمون شيعا وأحزابا والله عز وجل يقول في صريح الكتاب الكريم (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) أنا لا أنكر أن يكون هناك جماعات متعددة الأهداف لا أنكر أن يكون هناك جماعة مثلا تتولى تقويم عقائد المسلمين وتصحيح مفاهيمهم وعباداتهم لا يعملون مثلا في الرياضة ولا أنكر بالتالي أن يكون هناك جماعة مختصة في تعاطي الوسائل الرياضية بقصد تقوية أبدان المسلمين لما علم من قوله عليه السلام ( المؤمن القوي أحب وأفضل عندالله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) لا أنكر أن يكون هناك جماعة تعمل مثلا فيما يسمى اليوم بالاقتصاد وجماعة أخرى تعمل في السياسة و و إلى آخره ولكن أشترط شرطا واحدا أن يكون هؤلاء كلهم يعملون في دائرة الإسلام وعلى ضوء الكتاب والسنة أما إقرار التجمعات على اختلاف تخصصاتها التي أشرنا آنفا إلى بعضها دون ربطهم بمنهج الكتاب والسنة فهذا معناه إقرار للتفرق الأمة وإلقاء صبغة الشرعية على مثل هذا التفرق وهو مخالف لصريح الكتاب وصريح السنة فإذا لا ينبغي أن نوجد أمراء يبايعون كما كان يبايع الخليفة الأول وإنما لا مانع بطبيعة الحال أن يكون لكل جماعة نظام لأن هذا النظام هو الذي يوصل الجماعة إلى أهدافها المشروعة ولكن لا نرتب عليه تلك الأحكام التي كانت خاصة بالخلفاء ثم بمن أمروهم كما جاء في السؤال أنهم يستدلون بهذا الحديث وبالتالي أن بعضهم يطبقون على أمراءهم الذين يبايعونهم مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) ولذلك فهم يأمرون أميرا ويبايعونه هذا الأمير ليس هو الذي يجب أن يبايع وإنما على المسلمين أن يعملوا بكل ما اوتوا من قوة ومن علم لإعادة المجتمع الإسلامي الذي يتطلب أن يقوم عليه رجل واحد هو الخليفة الذي يجب على كل المسلمين أن يبايعوه أما هذه الجماعة تؤمر عليها أميرا وتوجب على الأفراد البيعة وأنهم إذا لم يبايعوا ماتوا ميتة جاهلية فهذا من تحريف الكلم عن مواضعه وهذا مما لا يجوز للمسلم أن يقع فيه تفضل .
ما الفرق بين صيغ الرواية: حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسمعت وعن؟
السائل : ما الفرق بين معاني الصيغ حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسمعت وعن ثم ما معنى الوجادة والبلاغات ثم بعد ذلك ما معنى البراءة الأصلية ؟
الشيخ : إي ما شاء الله إنت بدك محاضرة بأى حتى نجيبك على هذه الأسئلة لكن بإيجاز نقول الفرق بين حدثنا وأخبرنا أن الإخبار أعم من التحديث يقول من سمع الحديث من الشيخ مباشرة حدثنا اما إذا كان الشيخ لم يحدثه بذلك وإنما كتب إليه فهنا يقول من باب التدقيق في التعبير أخبرنا فلان أي ولو كتابة فكلمة أخبرنا أعم وحدثنا أخص فالتحديث أخص والإخبار أعم قلت أيوة سمعت فسمعت هو تأكيد لكون الذي كان في المجلس الذي كان الشيخ يحدث به أنه سمع ذلك من الشيخ من فمه إلى أذنه والمقصود أن مثل هذه العبارات إما أن يكون بينها عموم وخصوص أو يكون فيها توضيح لكون الرواي وإيش كما ذكرت بعد حدثنا أنبأنا الإنباء أيضا بمعنى أخص وهو الإخبار بأي وسيلة كانت سواء كان بالسماع أو بالكتابة أو بالوجادة .
الشيخ : إي ما شاء الله إنت بدك محاضرة بأى حتى نجيبك على هذه الأسئلة لكن بإيجاز نقول الفرق بين حدثنا وأخبرنا أن الإخبار أعم من التحديث يقول من سمع الحديث من الشيخ مباشرة حدثنا اما إذا كان الشيخ لم يحدثه بذلك وإنما كتب إليه فهنا يقول من باب التدقيق في التعبير أخبرنا فلان أي ولو كتابة فكلمة أخبرنا أعم وحدثنا أخص فالتحديث أخص والإخبار أعم قلت أيوة سمعت فسمعت هو تأكيد لكون الذي كان في المجلس الذي كان الشيخ يحدث به أنه سمع ذلك من الشيخ من فمه إلى أذنه والمقصود أن مثل هذه العبارات إما أن يكون بينها عموم وخصوص أو يكون فيها توضيح لكون الرواي وإيش كما ذكرت بعد حدثنا أنبأنا الإنباء أيضا بمعنى أخص وهو الإخبار بأي وسيلة كانت سواء كان بالسماع أو بالكتابة أو بالوجادة .
معنى الوجادة.
الشيخ : أخيرا نأتي إلى لفظة الوجادة الوجادة هي نوع من الرواية كان المسلمون في أول الأمر يحتاجونها أحيانا أما المسلمون اليوم فليس عندهم رواية مطلقا إلا بطريق الوجادة لأنكم تعلمون جميعا أنه لا يوجد اليوم في العالم الإسلامي من يقول حدثني فلان قال حدثني فلان عن فلان قال سمعت إلى أن يصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم هو يحدث به الناس فتأتي التفاصيل السابقة حدثنا أنبأنا أخبرنا سمعت إلى آخره لم يبق عند المسلمين إلا الرواية بطريق الوجادة فنحن نقول مثلا روى البخاري في صحيحه وما يدرينا رأينا هذا في كتابه فإذا روايتنا هي بطريق الوجادة ليس إلا وقد اختلف علماء الحديث قديما في صحة الرواية بالوجادة ولكن الذي استقر عليه الأمر هو التفصيل إذا كان الكتاب الذي ينقل عنه الواجد للحديث فيه كتابا صحيح النسبة إلى مؤلفه فحينئذ هذه رواية صحيحة لأن النفس تطمئن أن هذا الكتاب ألفه فلان وأن هذا الذي وجد الحديث هو ثقة من حيث أنه ينقل من كتاب موثوق به فهذه هي رواية الوجادة وهي التي يعتمد عليها المسلمون اليوم قاطبة فيما ينقلون من كتب الحديث والتفسير والفقه وغيرها وإيش بعد ذلك .
معنى البلاغات.
السائل : البلاغات ؟
الشيخ : أما البلاغات فهذه اشتهر بها بعض الأئمة كالإمام مالك بن أنس رحمه الله إمام دار الهجرة فإنه في كثير من الأحيان يقول في موطأه بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذا أو بلغني عن فلان أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا هذه البلاغات سواء كانت من إمام مالك رحمه الله أو من غيره هي في حكم الروايات المنقطعة والتي لابد للعالم أن يبحث عن أصولها فإن وجد لها أصلا درسه على طريقة مصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل فما أوصلته إليه هذه الدراسة حكم على الحديث إما بالصحة أو بالحسن أو بالضعف أما مجرد كون الحديث بلاغ من المؤلف فهذا معناه أنه لا إسناد له ولذلك فقد نص علماء الحديث الذين تتبعوا موطأ مالك أن فيه بلاغات كثيرة قد وصلت في كتب أخرى كالتمهيد مثلا لابن عبدالبر أو غيره من كتبه فقد أوصل بأسانيد له كثيرا من بلاغات الإمام مالك لكن بقيت هناك قليل من الأحاديث التي لم يتمكن علماء الإسلام حتى اليوم ولن يتمكنوا من أن يوجدوا لها أسانيد
الشيخ : أما البلاغات فهذه اشتهر بها بعض الأئمة كالإمام مالك بن أنس رحمه الله إمام دار الهجرة فإنه في كثير من الأحيان يقول في موطأه بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذا أو بلغني عن فلان أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا هذه البلاغات سواء كانت من إمام مالك رحمه الله أو من غيره هي في حكم الروايات المنقطعة والتي لابد للعالم أن يبحث عن أصولها فإن وجد لها أصلا درسه على طريقة مصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل فما أوصلته إليه هذه الدراسة حكم على الحديث إما بالصحة أو بالحسن أو بالضعف أما مجرد كون الحديث بلاغ من المؤلف فهذا معناه أنه لا إسناد له ولذلك فقد نص علماء الحديث الذين تتبعوا موطأ مالك أن فيه بلاغات كثيرة قد وصلت في كتب أخرى كالتمهيد مثلا لابن عبدالبر أو غيره من كتبه فقد أوصل بأسانيد له كثيرا من بلاغات الإمام مالك لكن بقيت هناك قليل من الأحاديث التي لم يتمكن علماء الإسلام حتى اليوم ولن يتمكنوا من أن يوجدوا لها أسانيد
أمثلة البلاغات : جواز النسيان على النبي صلى الله عليه وسلم؟
الشيخ : من ذلك ما جاء في الموطأ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( إني لا أنْسى إنما أنَسَّى لأشرع ) هذا حديث لا أصل له وقد كنت ذكرته في سلسلة الأحاديث الضعيفة وبينت نحو هذا البيان أي أنه لا إسناد له ومع ذلك فهو منكر من زواية إنكار الرسول عليه السلام في هذا الحديث نسبة النسيان إليه مع أنه قد ثبت في صحيح البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) فهو عليه السلام كالبشر ينسى كما ينسون لكن هذا لا ينفي أن يكون في نسيانه عليه الصلاة والسلام حكمة يترتب من ورائها فائدة شرعية كمثل الحديث أو القصة التي ذكر الرسول عليه السلام بمناسبتها هذا الحديث ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) فالقصة تقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى بأصحابه الظهر خمسا وسلم فقال له أحدهم يا رسول الله أزيد في الصلاة قال ( لا وما ذاك ) قالوا صليت خمسا فسجد سجدتي السهو ثم قال هذا الحديث ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) أي يقول لهم كان عليكم أن تذكروني بهذه الزيادة لهذه الركعة أي أن يقولوا سبحان الله كما هو السنة المعروفة فإذا قد وقع هذا النسيان منه عليه الصلاة والسلام وترتب منه حكم شرعي وكثير من الناس يخالفون اليوم هذا الحكم الذي استفدناه من هذه الحادثة طالما سمعنا أسئلة تتوارد على القصة تشبه هذه القصة إمام كان يصلي صلاة رباعية فقام إلى الخامسة ناسيا فاضطرب الناس من ورائه ومنهم من تابعه ومنهم من ظل جالسا في التشهد وسلم وفارق الإمام ومنهم من جلس في التشهد ينتظر فيئة الإمام وعودة الإمام فيسلم معه والحديث يقول أن الصحابة تابعوا الرسول عليه السلام كلهم قام إلى الخامسة فقاموا معه جميعا ثم سلموا معه جميعا فعلى المسلم إذا ابتلي بمثل هذه القضية كان مقتديا بإمام فقام إلى الركعة الخامسة ساهيا فعليه متابعته ولا ينبغي له أن يخالفه كما ذكرنا آنفا ما يفعله بعضهم ولا يقال هنا كما يقول بعض الناس أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما تابعوه لأنهم كانوا يظنون أنه من الممكن أن يكون جاء شرع جديد وهو أن تصبح الصلاة الرباعية خمسا فتابعوه من أجل ذلك ولو أنهم عرفوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم قام ناسيا لما تابعوه هكذا يقول البعض فنحن نقول من أين لكم هذا من أين تثبتون لو كان كذا وكذا لكان كذا وكذا من أين هذا مع أن هذه الفرضية تنافي أولا شيئين اثنين الشيء الأول القاعدة التي تقول بكلام الرسول نفسه ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعين ) هذه القاعدة مطلقة توجب على المقتدين أن يتابعوا الإمام ولو كان الإمام أخطأ في وجهة نظر المقتدين ألا ترون أن الإمام لو سها عن التشهد الأول وقام إلى الركعة الثالثة أنه يجب على المقتدين أن يتابعوه الجواب نعم وذلك ثابت في السنة الصحيحة هذا هو الأمر الأول في وجوب متابعة الإمام إذا أخطأ وقام إلى الخامسة أي أن الأصل متابعة الإمام ولا يجوز الخروج عن هذا الأصل إلا بدليل مخصص كما نقول ذلك دائما وأبدا نعمل بالنص العام إلا إذا وجد ما يمنعنا أن نعمل به في جزء من أجزائه الشيء الثاني لو أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين تابعوا الرسول وقاموا معه إلى الركعة الخامسة كانوا مخطئين لبين لهم الرسول عليه السلام أنكم أخطأتم وكان عليكم أن تظلوا جالسين للتشهد أو على الأقل كان عليه الصلاة والسلام أن الذين يأتون من بعدنا بعد أن تستقر الأحكام الشرعية فلا زيادة فيها ولا نقصان أن عليهم ألا يتابعوا الإمام لأنه كما يقول العلماء تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز فلو أن الصحابة كان اقتدائهم بالرسول إلى الركعة الخامسة لكون الزمن زمن تشريع وأنه إذا جاء زمن انتهاء التشريع كان الرسول عليه السلام يبين للناس لأنه كما ذكرنا آنفا قال عليه السلام ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) فهو لم يترك المسلمين حيارى في أي حكم شرعي ومن ذلك إذا أخطأ الإمام وقام إلى الركعة الخامسة لا تتبعوه وخالفوه بل وضع تلك القاعدة العامة ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ) وفي لفظ آخر ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه ) فقيام الإمام إلى الخامسة ساهيا وبقاء المصلين في التشهد هذا بلا شك مخالفة للإمام وذلك مما لا يجوز غيره باقي للوقت عشر دقائق .
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ رجل أراد أن يسافر لضرورة للعلاج في أوروبا وزوجته تعمل مدرّسة فلو أبقاها في البيت لا أحد يوصلها إلى المدرسة علما أن الذي يوصلها سائق ثم طلب إجازة مرافقة مريض معه لكن هو ما حيأخذها لكن حيأخذ رجل لأنه لو أخذها تعطّله هناك إنما يأخذ إجازة مريض ثم يبقيها عند بيت أهلها هل تجوز هذه الإجازة علما بأن هناك الراتب مستمر للمرأة للزوجة ؟
الشيخ : يعني الذي أفهمه من سؤالك أنه يأخذ إجازة وهي لمصاحبة الرجل والواقع أنها لا تذهب معه طبعا هذا ما يحتاج إلى سؤال لأنه كذب بيّن فهو لا يجوز ثم ألا يوجد لهذه المرأة من يبقى معها من أخ أو أب أو نحو ذلك لابد أنه المرأة يكون لها من يؤانسها في غيبة زوجها فذلك لا يستلزم أن يقع الزوج في مثل هذا الكذب نعم .
السائل : يعنى مفهوم هذه العبارة المفهوم الصحيح نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ؟
الشيخ : بس أنت كنت سألت عن شيء انتهيت من ... .
السائل : البراءة .
الشيخ : أظن في شيء أيوه .
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ رجل أراد أن يسافر لضرورة للعلاج في أوروبا وزوجته تعمل مدرّسة فلو أبقاها في البيت لا أحد يوصلها إلى المدرسة علما أن الذي يوصلها سائق ثم طلب إجازة مرافقة مريض معه لكن هو ما حيأخذها لكن حيأخذ رجل لأنه لو أخذها تعطّله هناك إنما يأخذ إجازة مريض ثم يبقيها عند بيت أهلها هل تجوز هذه الإجازة علما بأن هناك الراتب مستمر للمرأة للزوجة ؟
الشيخ : يعني الذي أفهمه من سؤالك أنه يأخذ إجازة وهي لمصاحبة الرجل والواقع أنها لا تذهب معه طبعا هذا ما يحتاج إلى سؤال لأنه كذب بيّن فهو لا يجوز ثم ألا يوجد لهذه المرأة من يبقى معها من أخ أو أب أو نحو ذلك لابد أنه المرأة يكون لها من يؤانسها في غيبة زوجها فذلك لا يستلزم أن يقع الزوج في مثل هذا الكذب نعم .
السائل : يعنى مفهوم هذه العبارة المفهوم الصحيح نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ؟
الشيخ : بس أنت كنت سألت عن شيء انتهيت من ... .
السائل : البراءة .
الشيخ : أظن في شيء أيوه .
ما معنى البراءة الأصلية؟
الشيخ : فكان الأخ سأل عن البراءة الأصلية البراءة الأصلية هي تقابل قول العلماء الأصل في الأشياء الإباحة فالأصل في الأشياء الإباحة هو الاستعمال الجمهوري الذي يستعمله العلماء لكن الشوكاني رحمه الله ومن سار مسراه يستعمل هذه الجملة البراءة الأصلية والمعنى واحد أي أن المسلم إذا وجد شيئا من حكم أكل أو شرب أو عمل فأراد أن يعرف الحكم الشرعي وكان من أهل العلم فلم يجد هناك نصا يدل على حكم هذا الشيء من تحريم أو من إيجاب ونحو ذلك فحينئذ يعود إلى القاعدة المذكورة البراءة الأصلية أو الأصل في الأشياء الإباحة فهذا هو المقصود بالبراءة الأصلية والأمر واضح والحمد لله ولكن يحضرني الآن أرجوزة شامية فيها استعمال لكلمة الأصل هذا فقد سئل بعضهم عن حكم شرب الدخان فأجاب بقوله :
" الأصل فيه شرعا الإباحة *** والنهي عنه مطلقا القباحة " ، إلى آخر ما قال وهي أرجوزة لطيفة وفيها اعتدال في تقديم الحكم الفقهي لشرب الدخان من قبل خمسين عاما تقريبا حيث لم يكن قد ثبت عند الأطباء ضرر الدخان بما فيه من المادة التي يسمونها بالنيكوتين لكن الآن قد ثبت يقينا ضرر الدخان فلم يبقى هناك مجال لبعض الشاكين أو المترددين في تحريم الدخان أما الفقيه المتمسك بأدلة الكتاب والسنة فلا يتردد إطلاقا قبل هذا بزمان في تحريم الدخان لما فيه من ضرر واضح دون أن يعرف ضرره في الرئتين وفي الصدر فالأصل في الأشياء الإباحة قاعدة فقهية مهمة جدا لا يجوز الخروج عنها إلا لدليل ناقل يبرر يسوغ الانتقال منها إلى ما اقتضاه الدليل غيره .
" الأصل فيه شرعا الإباحة *** والنهي عنه مطلقا القباحة " ، إلى آخر ما قال وهي أرجوزة لطيفة وفيها اعتدال في تقديم الحكم الفقهي لشرب الدخان من قبل خمسين عاما تقريبا حيث لم يكن قد ثبت عند الأطباء ضرر الدخان بما فيه من المادة التي يسمونها بالنيكوتين لكن الآن قد ثبت يقينا ضرر الدخان فلم يبقى هناك مجال لبعض الشاكين أو المترددين في تحريم الدخان أما الفقيه المتمسك بأدلة الكتاب والسنة فلا يتردد إطلاقا قبل هذا بزمان في تحريم الدخان لما فيه من ضرر واضح دون أن يعرف ضرره في الرئتين وفي الصدر فالأصل في الأشياء الإباحة قاعدة فقهية مهمة جدا لا يجوز الخروج عنها إلا لدليل ناقل يبرر يسوغ الانتقال منها إلى ما اقتضاه الدليل غيره .
ما رأيكم في مقولة: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه؟
السائل : ... سؤالي المقدم ؟
الشيخ : آه نعم هذه عبارة يرددها بعض الدعاة الإسلاميين الذين نرى نحن إنهم دعاة إسلاميون عامة إسلاما عامة أما الدعاة إلى إسلام مرجعه الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح فنحن لا نعلم جماعة تقوم بهذه الدعوة الحق إلا الذين يعلنون عن أنفسهم إنهم من أهل الحديث أو إنهم من أنصار السنة أو إنهم أتباع السلف الصالح أما الجماعات الأخرى فلا يعلنونها وإن كانوا يكتفون بقولهم نحن معكم على الكتاب والسنة ولكنها كلمة يقولونها لا يستطيعون تطبيقها بحذافيرها لأنهم لم يعنوا بدراسة الشرعية على ضوء الكتاب والسنة إلا بقدر يسير فهم يقولون " نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا على فيما اختلفنا فيه " هذا الكلام كما يقال له محل من الإعراب إذا وضع له قيد وهو أما الفقرة الأولى فلا إشكال فيها " نتعاون على ما اتفقنا عليه " إنما النظر في الفقرة الثانية " ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " هذه الجملة الثانية معقولة فيما إذا وضعنا لها قيدا ألا وهو يعذر بعضنا بعضا بعد القيام بواحب التناصح ( الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولإئمة المسلمين ولعامتهم ) فإذا رأينا أنفسنا مختلفين حتى في أصل التوحيد ألا وهو شهادة ألا إله إلا الله فلا ينبغي أن ندع الاختلاف كما هو بدعوى يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه وإنما علينا أن نتحاكم إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن نتقارب ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ولا يمكن إقرار الاختلاف وبخاصة فيما يتعلق بالعقيدة بخلاف المسائل التي يسمونها بالمسائل الفرعية فالمسائل الفرعية ممكن أن يقع فيها اختلاف ومع ذلك فيجب التناصح فإذا تناصحوا ثم بقي كل من المتناصحين على رأيه السابق فهنا نقول يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه أما أن نبقي الخلاف والاختلاف على ما هو عليه بدعوى إنه لازم يعذر بعضنا بعضا ثم لا نسعى لإماتة هذا الاختلاف بقدر ما نستطيع فهذا ينافي الآيات والأحاديث التي تأمر بتوحيد الصف ومن أعظم ما يؤكد وحدة الكلمة ووحدة الصف هو الرجوع كما قال تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) نحن نعلم أن الذين يقولون هذه الكلمة يجعلون الخلاف شريعة مقررة وأنه أمر لابد منه ونحن نخالفهم في هذا أشد الاختلاف ونقول علينا التحاكم دائما وأبدا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن بقي شيء من الاختلاف فلا ينبغي أن يفرقنا وأن يتدابر المسلمون بعضهم عن بعض ولنا في هذه النقطة بخاصة أسوة بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنهم كانوا يصدعون بالحق ولا يقولون إذا وجدوا الخليفة نفسه خالف في حكم لا يسكتون عنه بل ينكرونه ولكن إذا أصرّ على رأيه ما يخرجون عليه ولا يعادونه وإنما يظلون سائرين معه يأمرهم بالجهاد يقاتلون في سبيل الله جميعا مع أنهم لا يزالون على شيء من الاختلاف من الأمثلة المعروفة في ذلك ويكاد الوقت ينتهي أن عمر بن الخطاب رضي الله كان قد نهى الناس عن العمرة في الحج وله في ذلك رأي معروف يسوغ له أن يفعل ذلك ولكن الصحابة الآخرين خالفوه في ذلك وإن كان رأيه قد انتقل بعده إلى الخليفة الذي جاء على أثره وهو عثمان بن عفان رضي الله عنه ومع ذلك فنجد عليا كما في صحيح مسلم يأتي عثمان بن عفان فيقول له ما لك تنهى الناس عن التمتع بالعمرة إلى الحج قال دعني عنك لم يجد له حجة فقال دعني منك أو عنك فقال لن أدعك لبيك اللهم بعمرة وحج فجابهه بالسنة التي عرفها من الرسول عليه السلام لأن عليا لما حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع كان في اليمن فطبعا وصلته الأخبار بأن النبي صلى الله عليه وسلم يستعد للحج إلى بيت الله الحرام فخرج عليّ من اليمن حاجا ولما التقى مع الرسول عليه السلام في مكة قال له ( بما أهللت ) قال له بما أهل به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي كان حجه مطلقا لم يقل لبيك اللهم بحج أو لبيك اللهم بحج وعمرة أو لبيك اللهم بعمرة أي بالتمتع وإنما قال لبيك اللهم بحجة كحجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال فإني قد قرنت فعلي رضي الله عنه يعرف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان قارنا فحينما ينهى خليفة راشد كعثمان عن قرن العمرة بالحج يجابهه ويخالفه ويقول لبيك اللهم بعمرة وحج ومع ذلك فلا يوجد بينهم شيء من التنافر والتباغض بل تظل صفوفهم متراصة هكذا يجب أن يعيد المسلمون ذلك العصر الذهبي " وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف " .
الشيخ : آه نعم هذه عبارة يرددها بعض الدعاة الإسلاميين الذين نرى نحن إنهم دعاة إسلاميون عامة إسلاما عامة أما الدعاة إلى إسلام مرجعه الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح فنحن لا نعلم جماعة تقوم بهذه الدعوة الحق إلا الذين يعلنون عن أنفسهم إنهم من أهل الحديث أو إنهم من أنصار السنة أو إنهم أتباع السلف الصالح أما الجماعات الأخرى فلا يعلنونها وإن كانوا يكتفون بقولهم نحن معكم على الكتاب والسنة ولكنها كلمة يقولونها لا يستطيعون تطبيقها بحذافيرها لأنهم لم يعنوا بدراسة الشرعية على ضوء الكتاب والسنة إلا بقدر يسير فهم يقولون " نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا على فيما اختلفنا فيه " هذا الكلام كما يقال له محل من الإعراب إذا وضع له قيد وهو أما الفقرة الأولى فلا إشكال فيها " نتعاون على ما اتفقنا عليه " إنما النظر في الفقرة الثانية " ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " هذه الجملة الثانية معقولة فيما إذا وضعنا لها قيدا ألا وهو يعذر بعضنا بعضا بعد القيام بواحب التناصح ( الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولإئمة المسلمين ولعامتهم ) فإذا رأينا أنفسنا مختلفين حتى في أصل التوحيد ألا وهو شهادة ألا إله إلا الله فلا ينبغي أن ندع الاختلاف كما هو بدعوى يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه وإنما علينا أن نتحاكم إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن نتقارب ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ولا يمكن إقرار الاختلاف وبخاصة فيما يتعلق بالعقيدة بخلاف المسائل التي يسمونها بالمسائل الفرعية فالمسائل الفرعية ممكن أن يقع فيها اختلاف ومع ذلك فيجب التناصح فإذا تناصحوا ثم بقي كل من المتناصحين على رأيه السابق فهنا نقول يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه أما أن نبقي الخلاف والاختلاف على ما هو عليه بدعوى إنه لازم يعذر بعضنا بعضا ثم لا نسعى لإماتة هذا الاختلاف بقدر ما نستطيع فهذا ينافي الآيات والأحاديث التي تأمر بتوحيد الصف ومن أعظم ما يؤكد وحدة الكلمة ووحدة الصف هو الرجوع كما قال تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) نحن نعلم أن الذين يقولون هذه الكلمة يجعلون الخلاف شريعة مقررة وأنه أمر لابد منه ونحن نخالفهم في هذا أشد الاختلاف ونقول علينا التحاكم دائما وأبدا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن بقي شيء من الاختلاف فلا ينبغي أن يفرقنا وأن يتدابر المسلمون بعضهم عن بعض ولنا في هذه النقطة بخاصة أسوة بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنهم كانوا يصدعون بالحق ولا يقولون إذا وجدوا الخليفة نفسه خالف في حكم لا يسكتون عنه بل ينكرونه ولكن إذا أصرّ على رأيه ما يخرجون عليه ولا يعادونه وإنما يظلون سائرين معه يأمرهم بالجهاد يقاتلون في سبيل الله جميعا مع أنهم لا يزالون على شيء من الاختلاف من الأمثلة المعروفة في ذلك ويكاد الوقت ينتهي أن عمر بن الخطاب رضي الله كان قد نهى الناس عن العمرة في الحج وله في ذلك رأي معروف يسوغ له أن يفعل ذلك ولكن الصحابة الآخرين خالفوه في ذلك وإن كان رأيه قد انتقل بعده إلى الخليفة الذي جاء على أثره وهو عثمان بن عفان رضي الله عنه ومع ذلك فنجد عليا كما في صحيح مسلم يأتي عثمان بن عفان فيقول له ما لك تنهى الناس عن التمتع بالعمرة إلى الحج قال دعني عنك لم يجد له حجة فقال دعني منك أو عنك فقال لن أدعك لبيك اللهم بعمرة وحج فجابهه بالسنة التي عرفها من الرسول عليه السلام لأن عليا لما حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع كان في اليمن فطبعا وصلته الأخبار بأن النبي صلى الله عليه وسلم يستعد للحج إلى بيت الله الحرام فخرج عليّ من اليمن حاجا ولما التقى مع الرسول عليه السلام في مكة قال له ( بما أهللت ) قال له بما أهل به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي كان حجه مطلقا لم يقل لبيك اللهم بحج أو لبيك اللهم بحج وعمرة أو لبيك اللهم بعمرة أي بالتمتع وإنما قال لبيك اللهم بحجة كحجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال فإني قد قرنت فعلي رضي الله عنه يعرف من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان قارنا فحينما ينهى خليفة راشد كعثمان عن قرن العمرة بالحج يجابهه ويخالفه ويقول لبيك اللهم بعمرة وحج ومع ذلك فلا يوجد بينهم شيء من التنافر والتباغض بل تظل صفوفهم متراصة هكذا يجب أن يعيد المسلمون ذلك العصر الذهبي " وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف " .
رجل خطب امرأة ليس لها ولي إلا إخوتها وهم لا يريدون تزويجها فهل تزوج نفسها؟
السائل : يسأل سائل يقول خطب رجل بامرأة ليست لها ولي موجود ؟
الشيخ : خطب رجل .
السائل : امرأة ليس لها ولي موجود إلا إخوان لها بعضهم يصلون بعضهم لا يصلون وطلب الرجل بنكاح المرأة فأبوا فهل يصح عقد النكاح مع عدم موافقتهم ؟
الشيخ : وين هالجماعة عايشين وين في المريخ ولا وين عايشين في هذه الدنيا التي نحياها ولا وين ؟
السائل : إلا موجودون يا شيخ في إريتريا .
الشيخ : في نيجريا .
السائل : إريتيريين .
الشيخ : إريتيريين أنا أتصور هذه الصورة تقع في بلاد الكفر حيث لا قضاء هناك شرعي أولا وإن لم يكن هناك قضاء شرعي فليس هناك علماء وإذا افترضنا أنه ليس هناك علماء فحتى لا يوجد هناك طلاب علم تصورنا هذه الصور في بلد أصله إسلامي أظن أننا نتصور الخيال لأنه لابد أن يوجد إما طلاب علم وإما علماء وإما قضاة وإما دولة تحكم بالإسلام فكيف جاءت هذه الصورة الغريبة العجيبة لا يوجد إلا جماعة أصدقاء بعضهم صالحون بعضهم طالحون وهذه المرأة ليس لها ولي وهي تريد أن تتزوج .
السائل : لها إخوان يا شيخ أخوانها لكنهم لا يصلون ولا شيء لكن أبوا أن يزوجوا هذا الولد ؟
الشيخ : ترفع هي الأمر إلى القضاء الشرعي .
السائل : دولة كافرة ما ... .
الشيخ : مافي قضاء شرعي ما فيه يعني علماء مافي مشايخ !
السائل : في الحبشة هذا ما أدري فين هذا عندهم الحكومة كافرة
الشيخ : نعم .
السائل : إريتريا تابعة للحبشة أنت سميتها الحبشة .
الشيخ : معليش يا أخي .
السائل : وهو كافر نفس الرئيس كافر .
الشيخ : شو بدنا بالرئيس مافي علماء مسلمين ما في مشايخ يعني ما أتصور أنا في بلاد الكفر الآن توجد بعض الجماعات الإسلامية متكتلة ويعقدون عقود الشرعية على بعض النساء هناك ما فيه لا حاكم مسلم ولا في قضاء شرعي ولا في شيء فأنا لا أتصور ولو كان الحكم هناك في الحبشة كافرا لكن أتصور وجود مسلمين هناك ولو بعض العلماء نعم .
السائل : الحبشة مليانة بالمساجد المسلمين خمسة وثمانين بالمئة
السائل : الصلاة موجودة يا شيخ .
الشيخ : إي هذا الذي بقوله يعني فأنا أتصور السؤال لا يمثل الحقيقة الواقعة ولذلك فأنا لا أستطيع أن أجيب بأن هذه المرأة تتزوج من شاءت لا لأن الأصل إنما هو قوله عليه السلام ( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل ) وقوله عليه السلام ( أيما امرأة نكحت نفسها بنفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل ) هذه المرأة إن كانت مخلصة وصادقة بأنها تريد أن تتزوج لتحصن نفسها فعليها أن تحاول الاتصال بمن يتولى أمرها بعد أن أبى أن يزوجها كما تقول أنت إخوتها هذا ما عندي جوابا على هذا السؤال وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .
الشيخ : خطب رجل .
السائل : امرأة ليس لها ولي موجود إلا إخوان لها بعضهم يصلون بعضهم لا يصلون وطلب الرجل بنكاح المرأة فأبوا فهل يصح عقد النكاح مع عدم موافقتهم ؟
الشيخ : وين هالجماعة عايشين وين في المريخ ولا وين عايشين في هذه الدنيا التي نحياها ولا وين ؟
السائل : إلا موجودون يا شيخ في إريتريا .
الشيخ : في نيجريا .
السائل : إريتيريين .
الشيخ : إريتيريين أنا أتصور هذه الصورة تقع في بلاد الكفر حيث لا قضاء هناك شرعي أولا وإن لم يكن هناك قضاء شرعي فليس هناك علماء وإذا افترضنا أنه ليس هناك علماء فحتى لا يوجد هناك طلاب علم تصورنا هذه الصور في بلد أصله إسلامي أظن أننا نتصور الخيال لأنه لابد أن يوجد إما طلاب علم وإما علماء وإما قضاة وإما دولة تحكم بالإسلام فكيف جاءت هذه الصورة الغريبة العجيبة لا يوجد إلا جماعة أصدقاء بعضهم صالحون بعضهم طالحون وهذه المرأة ليس لها ولي وهي تريد أن تتزوج .
السائل : لها إخوان يا شيخ أخوانها لكنهم لا يصلون ولا شيء لكن أبوا أن يزوجوا هذا الولد ؟
الشيخ : ترفع هي الأمر إلى القضاء الشرعي .
السائل : دولة كافرة ما ... .
الشيخ : مافي قضاء شرعي ما فيه يعني علماء مافي مشايخ !
السائل : في الحبشة هذا ما أدري فين هذا عندهم الحكومة كافرة
الشيخ : نعم .
السائل : إريتريا تابعة للحبشة أنت سميتها الحبشة .
الشيخ : معليش يا أخي .
السائل : وهو كافر نفس الرئيس كافر .
الشيخ : شو بدنا بالرئيس مافي علماء مسلمين ما في مشايخ يعني ما أتصور أنا في بلاد الكفر الآن توجد بعض الجماعات الإسلامية متكتلة ويعقدون عقود الشرعية على بعض النساء هناك ما فيه لا حاكم مسلم ولا في قضاء شرعي ولا في شيء فأنا لا أتصور ولو كان الحكم هناك في الحبشة كافرا لكن أتصور وجود مسلمين هناك ولو بعض العلماء نعم .
السائل : الحبشة مليانة بالمساجد المسلمين خمسة وثمانين بالمئة
السائل : الصلاة موجودة يا شيخ .
الشيخ : إي هذا الذي بقوله يعني فأنا أتصور السؤال لا يمثل الحقيقة الواقعة ولذلك فأنا لا أستطيع أن أجيب بأن هذه المرأة تتزوج من شاءت لا لأن الأصل إنما هو قوله عليه السلام ( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل ) وقوله عليه السلام ( أيما امرأة نكحت نفسها بنفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل ) هذه المرأة إن كانت مخلصة وصادقة بأنها تريد أن تتزوج لتحصن نفسها فعليها أن تحاول الاتصال بمن يتولى أمرها بعد أن أبى أن يزوجها كما تقول أنت إخوتها هذا ما عندي جوابا على هذا السؤال وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .
اضيفت في - 2006-04-10