شرح ألفية ابن مالك-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
ألفية ابن مالك
تتمة شرح قول ابن مالك ر حمه الله: قال محمد هو ابن مالك *** أحمد ربي الله خير مالك
الشيخ : عصماء منها :
" قام ابن تيمية في نصر شرعتنا *** مقام سيد تيم إذ عصت مضر " سيد تيم هو أبو بكر رضي الله عنه عصيان مضر في الردة ومدح ولما قدم شيخ الإسلام إلى مصر وجرت بينه وبين أبي حيان مناظرة في النحو واحتج أبو حيان على شيخ الإسلام بما في كتاب سيبويه وقال : إن ما ذكرته مخالف لما في الكتاب فقال : أي كتاب ؟ قال : كتاب سيبويه قال : وهل سيبويه نبي النحو حتى يجب علينا اتباعه لقد غلط سيبويه في كتابه أكثر من ثمانين موضعا في أكثر من ثمانين موضعا لا تعرفها لا أنت ولا سيبويه فحمي الرجل وغضب وهجاه بقصيدة ماذا نقول ؟ لا قرون لها ولا آذان ما هي عصماء هجاه لأنه تكلم عليه هذا الكلام فالمهم على كل حال أن الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم
" أحمد ربي الله " لم يقل أحمد الله ربي بل بدأ بالربوبية لأن المقام مقام استعانة والربوبية تتعلق بالاستعانة أكثر من الألوهية الألوهية للعبادة والاستعانة تتعلق بالربوبية أكثر ولهذا قال : " أحمد ربي "
وقوله : " الله " هذا عطف بيان يبين من ربه ؟ هو الله والرب في الأصل كل متصرف في شيء فهو رب ولهذا يقال لمالك الدابة رب الدابة ولمالك الدار رب الدار لكن الرب الذي هو الله عز وجل نقول فيه : في تفسيره هو الخالق المالك المدبر الخالق المالك المدبر والملك المطلق لا يكون إلا لله والخلق المطلق لا يكون إلا لله والتدبير المطلق لا يكون إلا لله فما أضيف للمخلوق من خلق فليس خلقا حقيقة وإنما هو تغيير ففي الحديث يقال للمصورين : ( أحيوا ما خلقتم ) وهل خلقوا ؟ لا حولوا الشيء من شيء إلى آخر وأما الإيجاد فهذا لا يكون إلا لله فالخلق المضاف إلى المخلوق ليس خلقا حقيقة بل هو إيش ؟ تغيير وتحويل فقط حوله من شيء إلى آخره
كذلك الملك الملك الحقيقي لله والملك المضاف للمخلوق ليس ملكا مطلقا بل هو ملك قاصر في شموله وقاصر في تصريفه قاصر في شموله لأن المالك من الخلق ما يملك إلا ما تحت يده وما عند غيره ليس له وكذلك أيضا في تصريفه إذ أن المالك لا يملك التصرف على ما يريد في كل شيء بل على حسب ما شرعه الله عز وجل إي نعم طيب
" الله " هو المألوه المألوه يعني المعبود حبا وتعظيما وقوله : " خير مالك " هذا من متعلقات الربوبية يعني أنه سبحانه وتعالى خير من ملك حتى فيما يصيب العبد من المصائب والنكبات فهي خير كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ) . " أحمد ربي الله خير مالك " .
" قام ابن تيمية في نصر شرعتنا *** مقام سيد تيم إذ عصت مضر " سيد تيم هو أبو بكر رضي الله عنه عصيان مضر في الردة ومدح ولما قدم شيخ الإسلام إلى مصر وجرت بينه وبين أبي حيان مناظرة في النحو واحتج أبو حيان على شيخ الإسلام بما في كتاب سيبويه وقال : إن ما ذكرته مخالف لما في الكتاب فقال : أي كتاب ؟ قال : كتاب سيبويه قال : وهل سيبويه نبي النحو حتى يجب علينا اتباعه لقد غلط سيبويه في كتابه أكثر من ثمانين موضعا في أكثر من ثمانين موضعا لا تعرفها لا أنت ولا سيبويه فحمي الرجل وغضب وهجاه بقصيدة ماذا نقول ؟ لا قرون لها ولا آذان ما هي عصماء هجاه لأنه تكلم عليه هذا الكلام فالمهم على كل حال أن الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم
" أحمد ربي الله " لم يقل أحمد الله ربي بل بدأ بالربوبية لأن المقام مقام استعانة والربوبية تتعلق بالاستعانة أكثر من الألوهية الألوهية للعبادة والاستعانة تتعلق بالربوبية أكثر ولهذا قال : " أحمد ربي "
وقوله : " الله " هذا عطف بيان يبين من ربه ؟ هو الله والرب في الأصل كل متصرف في شيء فهو رب ولهذا يقال لمالك الدابة رب الدابة ولمالك الدار رب الدار لكن الرب الذي هو الله عز وجل نقول فيه : في تفسيره هو الخالق المالك المدبر الخالق المالك المدبر والملك المطلق لا يكون إلا لله والخلق المطلق لا يكون إلا لله والتدبير المطلق لا يكون إلا لله فما أضيف للمخلوق من خلق فليس خلقا حقيقة وإنما هو تغيير ففي الحديث يقال للمصورين : ( أحيوا ما خلقتم ) وهل خلقوا ؟ لا حولوا الشيء من شيء إلى آخر وأما الإيجاد فهذا لا يكون إلا لله فالخلق المضاف إلى المخلوق ليس خلقا حقيقة بل هو إيش ؟ تغيير وتحويل فقط حوله من شيء إلى آخره
كذلك الملك الملك الحقيقي لله والملك المضاف للمخلوق ليس ملكا مطلقا بل هو ملك قاصر في شموله وقاصر في تصريفه قاصر في شموله لأن المالك من الخلق ما يملك إلا ما تحت يده وما عند غيره ليس له وكذلك أيضا في تصريفه إذ أن المالك لا يملك التصرف على ما يريد في كل شيء بل على حسب ما شرعه الله عز وجل إي نعم طيب
" الله " هو المألوه المألوه يعني المعبود حبا وتعظيما وقوله : " خير مالك " هذا من متعلقات الربوبية يعني أنه سبحانه وتعالى خير من ملك حتى فيما يصيب العبد من المصائب والنكبات فهي خير كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ) . " أحمد ربي الله خير مالك " .
شرح قول ابن مالك رحمه الله : مصليا على النبي المصطفى*** وآله المستكملين الشــرفا
الشيخ : " مصليا على النبي المصطفى " مصليا هذه حال من فاعل أحمد يعني أحمد الله حال كوني مصليا على النبي أي : سائلا الله عز وجل أن يصلي عليه وصلاة الله على نبيه هي ثناؤه عليه في الملأ الأعلى وليست الصلاة من الله هي الرحمة كما زعمه بعض العلماء بل الصلاة أخص من الرحمة والدليل على التباين بينهما قوله تعالى : (( أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ )) صَلَوَاتٌ وَرَحْمَةٌ والأصل في العطف إيش ؟ الأصل في العطف المغايرة وعلى هذا فنقول : الصلاة أخص من الرحمة
ولو كانت الصلاة هي الرحمة لجاز أن نصلي على كل واحد كما جاز أن نصلي أن نترحم على كل واحد ومعروف أن الصلاة على غير الأنبياء لا تجوز إلا تبعا أو لسبب إلا تبعا كما قلت كما في قوله : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد أو لسبب كما في قوله تعالى : (( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ )) وأما أن تتخذ شعارا لشخص معين سوى الأنبياء فإن ذلك لا يجوز
وقوله : " على النبي المصطفى " النبي قيل : إنه مسهل من النبيء بالهمز وأن الأصل النبيء لكنه سهّل وجعلت الهمزة ياء وأدغمت في الياء الأولى وأنه مأخوذ من النبأ وهو الخبر لأن النبي منبأ منبئ فهو منبأ من قبل الله ومنبئ للخلق عن الله وقيل : إن النبي ليس فيه تسهيل وإنه مأخوذ من النَّبوة وهي الارتفاع وذلك لارتفاع رتبة النبي والصحيح أنه مأخوذ من هذا ومن هذا فهو لفظ مشترك بين المعنيين والوصف صالح والوصفان صالحان للنبي فهو عليه الصلاة والسلام منبئ ومنبأ وعالي الرتبة
" المصطفى " يعني المختار المختار ممن ؟ من الأنبياء لأن الأنبياء مختارون من المؤمنين والأنبياء أنفسهم منهم من اختاره الله مثل أولي العزم الخمسة محمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم وموسى ونوح وعيسى وهم مذكورون في كتاب الله في موضعين في قوله تعالى : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ )) وفي قوله : (( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ )) فهو صلى الله عليه وسلم من المصطفين والمصطفى تصريفها في الأصل تصريفها أن الطاء أصلها تاء المصتفى لكن القاعدة في اللغة العربية أنه إذا اجتمعت التاء والصاد قلبت التاء طاء وهو مأخوذ من الصفوة
" وآله المستكملين الشُرفا " ويجوز الشَرفا فإن قلنا : الشُرفا صارت صفة لآل وإن قلنا : الشَرفا صارت مفعولا به للمستكملين يعني الذين استكملوا الشرف
" وآله " هنا أتباعه على دينه لأن الآل على القول الراجح إن قرنت بالأتباع فالمراد بها المؤمنون من قرابته وإن أفردت فالمراد بها أتباعه على دينه ففي قوله : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) المراد من ؟ أتباعه على دينه وفي قول القائل : اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه المراد المؤمنون من قرابته هذا هو الصحيح ولا يتم المعنى إلا بذلك وأما من حمل الآل على الأتباع مطلقا أو على المؤمنين من أقاربه مطلقا ففي حمله ففي قوله نظر
وقوله : " المستكملين الشرفا " يعني : الذين أكملوا الشرف في أخلاقهم وفي عباداتهم وفي معاملاتهم فإن الشرف والسيادة يكون لأتباع النبي صلى الله عليه وسلم وإذا كانوا من قرابته نالوا شرفين شرف الإيمان وشرف النسب والقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولو كانت الصلاة هي الرحمة لجاز أن نصلي على كل واحد كما جاز أن نصلي أن نترحم على كل واحد ومعروف أن الصلاة على غير الأنبياء لا تجوز إلا تبعا أو لسبب إلا تبعا كما قلت كما في قوله : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد أو لسبب كما في قوله تعالى : (( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ )) وأما أن تتخذ شعارا لشخص معين سوى الأنبياء فإن ذلك لا يجوز
وقوله : " على النبي المصطفى " النبي قيل : إنه مسهل من النبيء بالهمز وأن الأصل النبيء لكنه سهّل وجعلت الهمزة ياء وأدغمت في الياء الأولى وأنه مأخوذ من النبأ وهو الخبر لأن النبي منبأ منبئ فهو منبأ من قبل الله ومنبئ للخلق عن الله وقيل : إن النبي ليس فيه تسهيل وإنه مأخوذ من النَّبوة وهي الارتفاع وذلك لارتفاع رتبة النبي والصحيح أنه مأخوذ من هذا ومن هذا فهو لفظ مشترك بين المعنيين والوصف صالح والوصفان صالحان للنبي فهو عليه الصلاة والسلام منبئ ومنبأ وعالي الرتبة
" المصطفى " يعني المختار المختار ممن ؟ من الأنبياء لأن الأنبياء مختارون من المؤمنين والأنبياء أنفسهم منهم من اختاره الله مثل أولي العزم الخمسة محمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم وموسى ونوح وعيسى وهم مذكورون في كتاب الله في موضعين في قوله تعالى : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ )) وفي قوله : (( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ )) فهو صلى الله عليه وسلم من المصطفين والمصطفى تصريفها في الأصل تصريفها أن الطاء أصلها تاء المصتفى لكن القاعدة في اللغة العربية أنه إذا اجتمعت التاء والصاد قلبت التاء طاء وهو مأخوذ من الصفوة
" وآله المستكملين الشُرفا " ويجوز الشَرفا فإن قلنا : الشُرفا صارت صفة لآل وإن قلنا : الشَرفا صارت مفعولا به للمستكملين يعني الذين استكملوا الشرف
" وآله " هنا أتباعه على دينه لأن الآل على القول الراجح إن قرنت بالأتباع فالمراد بها المؤمنون من قرابته وإن أفردت فالمراد بها أتباعه على دينه ففي قوله : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) المراد من ؟ أتباعه على دينه وفي قول القائل : اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه المراد المؤمنون من قرابته هذا هو الصحيح ولا يتم المعنى إلا بذلك وأما من حمل الآل على الأتباع مطلقا أو على المؤمنين من أقاربه مطلقا ففي حمله ففي قوله نظر
وقوله : " المستكملين الشرفا " يعني : الذين أكملوا الشرف في أخلاقهم وفي عباداتهم وفي معاملاتهم فإن الشرف والسيادة يكون لأتباع النبي صلى الله عليه وسلم وإذا كانوا من قرابته نالوا شرفين شرف الإيمان وشرف النسب والقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
شرح قول ابن مالك رحمه الله : و أستعين الله في ألفية *** مقــــــاصد النــــحو بها محويه
الشيخ : ثم قال : " وأستعين الله في ألفية " هنا أظهر في موضع الإضمار لأن باب الدعاء ينبغي فيه البسط ولم يقل وأستعينه في ألفية ثم إنه لما طال الفصل بين قوله أحمد ربي وأستعين الله حسن أن يظهر في موضع الإضمار
ثم شيء ثالث : لما قال : " مصليا على النبي " لو قال : وأستعين يتوهم الواهم أنه يستعين من ؟ النبي صلى الله عليه وسلم فلهذه الأسباب الثلاثة أظهر رحمه الله قال : " أستعين الله " ولم يقل أستعينه
ومعنى أستعين أطلب العون كقول القائل : أستغفر الله يعني : أطلب المغفرة
" أستعين الله في ألفية " إلى آخره وما ذهب إليه المؤلف رحمه الله من بدء العمل بهذه الألفية مع استعانة الله مطابق تمام المطابقة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) فالمؤلف بهمته العليا نظم الألفية حرص على ما ينفعه ولكنه لم يقتصر على ذلك بل قال : " وأستعين الله في ألفية " ومن استعان بالله ملتجئا إليه صادقا في قصده فإن الله تعالى يعينه إذا كان سبحانه وتعالى أمر بمعونة من استعانه وأنت مخلوق فإعانته من استعان به إيش ؟ من باب أولى من باب أولى ولكن اصدق الله اصدق الله أنك تستعينه حقيقة إنما أكثرنا نسأل الله أن يعاملنا بعفوه يعتمد على ما أعطاه الله من القوة وينسى الموت ينسى الموت وربما يتكلم بكلام يدل على إعجابه بنفسه والعياذ بالله فيقول : فعلت وفعلت وفعلت إلى آخره لكن المؤمن حقا هو الذي يحرص على ما ينفعه ويقوم بما يستطيع لكن مع الاستعانة بالله عز وجل انتهى الوقت طيب .
" وأستعين الله في ألفية " أي : في نظمها في نظم الألفية وهي نسبة إلى الألف وهذه المنظومة لا تزيد على ألف بيت إلا بيتين فقط إلا بيتين فقط والكسر عند العرب الكسر عند العرب مغتفر على أنك إذا تأملت وجدت أنها لم تزد في الحقيقة لأنه استشهد في ضمنها ببيت لغيره فيسقط وتكون مئة وواحد ألف وواحد والبيت الأول هو افتتاح الألفية " قال محمد هو ابن مالك " إلى الآن لم يأت مقول القول فيصدق عليها أنها ألفية لا تزيد ولا تنقص أنها ألف بيت لا تزيد ولا تنقص والخطب في هذا سهل يعني لو فرضنا ألف وخمسة أو ألف وعشرة فإن الكسر دائما عند العرب يجبر أو يلغى إما أن يجبر وإما أن يلغى
" مقاصد النحو بها محوية " مقاصد النحو مقاصد جمع مقصود يعني أن المقصود من النحو قد حوته هذه الألفية ومعنى محوية أي : مجموعة ثم بين أن هذه الألفية مع شمولها وجمعها لمقاصد النحو سهلة .
ثم شيء ثالث : لما قال : " مصليا على النبي " لو قال : وأستعين يتوهم الواهم أنه يستعين من ؟ النبي صلى الله عليه وسلم فلهذه الأسباب الثلاثة أظهر رحمه الله قال : " أستعين الله " ولم يقل أستعينه
ومعنى أستعين أطلب العون كقول القائل : أستغفر الله يعني : أطلب المغفرة
" أستعين الله في ألفية " إلى آخره وما ذهب إليه المؤلف رحمه الله من بدء العمل بهذه الألفية مع استعانة الله مطابق تمام المطابقة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) فالمؤلف بهمته العليا نظم الألفية حرص على ما ينفعه ولكنه لم يقتصر على ذلك بل قال : " وأستعين الله في ألفية " ومن استعان بالله ملتجئا إليه صادقا في قصده فإن الله تعالى يعينه إذا كان سبحانه وتعالى أمر بمعونة من استعانه وأنت مخلوق فإعانته من استعان به إيش ؟ من باب أولى من باب أولى ولكن اصدق الله اصدق الله أنك تستعينه حقيقة إنما أكثرنا نسأل الله أن يعاملنا بعفوه يعتمد على ما أعطاه الله من القوة وينسى الموت ينسى الموت وربما يتكلم بكلام يدل على إعجابه بنفسه والعياذ بالله فيقول : فعلت وفعلت وفعلت إلى آخره لكن المؤمن حقا هو الذي يحرص على ما ينفعه ويقوم بما يستطيع لكن مع الاستعانة بالله عز وجل انتهى الوقت طيب .
" وأستعين الله في ألفية " أي : في نظمها في نظم الألفية وهي نسبة إلى الألف وهذه المنظومة لا تزيد على ألف بيت إلا بيتين فقط إلا بيتين فقط والكسر عند العرب الكسر عند العرب مغتفر على أنك إذا تأملت وجدت أنها لم تزد في الحقيقة لأنه استشهد في ضمنها ببيت لغيره فيسقط وتكون مئة وواحد ألف وواحد والبيت الأول هو افتتاح الألفية " قال محمد هو ابن مالك " إلى الآن لم يأت مقول القول فيصدق عليها أنها ألفية لا تزيد ولا تنقص أنها ألف بيت لا تزيد ولا تنقص والخطب في هذا سهل يعني لو فرضنا ألف وخمسة أو ألف وعشرة فإن الكسر دائما عند العرب يجبر أو يلغى إما أن يجبر وإما أن يلغى
" مقاصد النحو بها محوية " مقاصد النحو مقاصد جمع مقصود يعني أن المقصود من النحو قد حوته هذه الألفية ومعنى محوية أي : مجموعة ثم بين أن هذه الألفية مع شمولها وجمعها لمقاصد النحو سهلة .
3 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : و أستعين الله في ألفية *** مقــــــاصد النــــحو بها محويه أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك ر حمه الله: تقرب الأقصى بلفظ موجز *** وتبسط البـــــــذل بوعد منجز
الشيخ : قال :
" تقرب الأقصى بلفظ موجز *** وتبسط البذل بوعد موجز "
نعم " تقرب الأقصى بلفظ موجز " الأقصى يحتاج إلى مسافة طويلة لكن هي تقربه بلفظ قصير لأن الموجز القصير فهي تجمع لك شتات النحو البعيدة بلفظ قصير - يرحمك الله - بلفظ قصير تقربه
" وتبسط البذل " يعني تبذل بذل موسعا لأن البسط بمعنى التوسيع قال الله تعالى : (( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ )) أي : يضيق فهي تبسط البذل أي : توسع العطاء " بوعد منجز " يعني : تعد بالعطاء ثم تنجزه بدون تأخير فجمعت بين ثلاث صفات بل أربع صفات :
أولا : تقريب الأقصى أي : البعيد
الثاني : أن لفظها موجز ليس بكثير يمل منه الإنسان ويقرأ ويقرأ ولا يحصل إلا على فائدة قليلة
الثالث : أنها تبسط البذل يعني توسعه والبذل يعني العطاء فهي توسع العطاء والرابع : أنها تنجز ما وعدت تنجز ما وعدت ولا يخفى في هذا البيت ما فيه من الاستعارة حيث صور هذه الألفية بحي ذي إدراك وذي عطاء وذي بسط وذي وعد وإلا فالألفية كلمات منظومة لكن هذا يسميه علماء البلاغة إيش ؟ الاستعارة أن تستعير صفة الحي ذي الشعور والإرادة إلى جماد لا شعور له ولا إرادة أنا ما ... .
الطالب : ... .
الشيخ : آه .
الطالب : أي ... .
الشيخ : أي نعم نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : هذا من باب تصور إي آه .
الطالب : ... .
الشيخ : غدا بعد العشاء آه .
قال ابن مالك رحمه الله تعالى :
" وأستعين الله في ألفية *** مقاصد النحو بها محوية
تقرب الأقصى بلفظ موجز *** وتبسط البذل بوعد منجز " .
وقد تقدم الكلام على هذا .
" تقرب الأقصى بلفظ موجز *** وتبسط البذل بوعد موجز "
نعم " تقرب الأقصى بلفظ موجز " الأقصى يحتاج إلى مسافة طويلة لكن هي تقربه بلفظ قصير لأن الموجز القصير فهي تجمع لك شتات النحو البعيدة بلفظ قصير - يرحمك الله - بلفظ قصير تقربه
" وتبسط البذل " يعني تبذل بذل موسعا لأن البسط بمعنى التوسيع قال الله تعالى : (( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ )) أي : يضيق فهي تبسط البذل أي : توسع العطاء " بوعد منجز " يعني : تعد بالعطاء ثم تنجزه بدون تأخير فجمعت بين ثلاث صفات بل أربع صفات :
أولا : تقريب الأقصى أي : البعيد
الثاني : أن لفظها موجز ليس بكثير يمل منه الإنسان ويقرأ ويقرأ ولا يحصل إلا على فائدة قليلة
الثالث : أنها تبسط البذل يعني توسعه والبذل يعني العطاء فهي توسع العطاء والرابع : أنها تنجز ما وعدت تنجز ما وعدت ولا يخفى في هذا البيت ما فيه من الاستعارة حيث صور هذه الألفية بحي ذي إدراك وذي عطاء وذي بسط وذي وعد وإلا فالألفية كلمات منظومة لكن هذا يسميه علماء البلاغة إيش ؟ الاستعارة أن تستعير صفة الحي ذي الشعور والإرادة إلى جماد لا شعور له ولا إرادة أنا ما ... .
الطالب : ... .
الشيخ : آه .
الطالب : أي ... .
الشيخ : أي نعم نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : هذا من باب تصور إي آه .
الطالب : ... .
الشيخ : غدا بعد العشاء آه .
قال ابن مالك رحمه الله تعالى :
" وأستعين الله في ألفية *** مقاصد النحو بها محوية
تقرب الأقصى بلفظ موجز *** وتبسط البذل بوعد منجز " .
وقد تقدم الكلام على هذا .
شرح قول ابن مالك ر حمه الله: وتقتضي رضا بغير سخط ***فائقة ألفيـــــــــــــة ابن معطي
الشيخ : قال : " وتقتضي رضا بغير سخط " تقتضي أي تستلزم رضا بغير سخط والمراد رضا قارئها لا رضاها المراد أنها تقتضي من القارئ رضا لما يجد فيها من العلم
" بغير سخط " هذا من باب بيان أن هذا الرضا كامل لا يدخله سخط لأن الرضا قد يطلق على الشيء قد يطلق وإن كان فيه شيء من السخط فإذا قال : " بغير سخط " تبين أنه رضا تام ليس فيه سخط
" فائقة ألفية ابن معطي " " فائقة ألفية ابن معطي " في أنها أكثر جمعا للمسائل وفي أنها على بحر واحد بخلاف ألفية ابن معطي فهي أجمع منها وأسلس منها في اللفظ وأشد اتفاقا حيث إنها على بحر واحد بخلاف ألفية ابن معطي ولكن ابن مالك رحمه الله لما عنده من العدل بين ما لابن معطي من الفضل .
" بغير سخط " هذا من باب بيان أن هذا الرضا كامل لا يدخله سخط لأن الرضا قد يطلق على الشيء قد يطلق وإن كان فيه شيء من السخط فإذا قال : " بغير سخط " تبين أنه رضا تام ليس فيه سخط
" فائقة ألفية ابن معطي " " فائقة ألفية ابن معطي " في أنها أكثر جمعا للمسائل وفي أنها على بحر واحد بخلاف ألفية ابن معطي فهي أجمع منها وأسلس منها في اللفظ وأشد اتفاقا حيث إنها على بحر واحد بخلاف ألفية ابن معطي ولكن ابن مالك رحمه الله لما عنده من العدل بين ما لابن معطي من الفضل .
شرح قول ابن مالك ر حمه الله: وهو بسبق حائز تفضيلا *** مستوجب ثنائي الجميـــــــــــــلا
الشيخ : فقال : " وهو بسبق حائز تفضيلا " وهو ابن معطي بسبق الباء للسببية أي بسبب سبقه لنظم ألفية في النحو وليس المراد بسبب سبقه في الزمن لأن السابق بالزمن قد يكون له فضل وقد لا يكون لكن بسبق أي : بسبق نظمه ألفية في النحو نعم
" حائز تفضيلا " حائز أي : مدرك للتفضيل بسبب سبقه لنظم ألفية في النحو ووجه ذلك أنه لما سبق إلى هذا فتح الباب للناس ليسيروا على منواله فكان له فضل القدوة والأسوة
" مستوجب ثنائي الجميلا " أي مستحق للثناء الجميل وقوله : " ثنائي الجميلا " هل الجميل صفة كاشفة أو هي صفة مقيِّدة ؟ ينبني على الخلاف بين العلماء هل الثناء لا يكون إلا في الخير فإن كان الثناء لا يكون إلا في الخير كان قوله : " الجميلا " صفة كاشفة وإن كان الثناء يكون في الخير والشر فإنها صفة مقيِّدة والصحيح أنه يكون في هذا وفي هذا كما في الجنازة التي مرت فأثنوا عليها شرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وجبت ) فالثناء يكون في الخير ويكون في الشر حسب ما يضاف إليه وبناء على هذا يكون الثناء يكون جميل صفة مقيدة على أنه يمكن أن نقول حتى وإن كان الثناء لا يكون إلا في الخير فإن الجميل صفة مقيدة لأن مطلق الثناء في الخير قد يكون جميلا وقد يكون دون ذلك فيكون الجميل صفة مقيِّدة وإن كان الثناء يختص بالخير إذن مستوجب الثناء لأنه سبق إلى نظم الألفية وفتح الباب للناس ومن دل على خير فهو كفاعله ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة . ثم قال المؤلف .
" حائز تفضيلا " حائز أي : مدرك للتفضيل بسبب سبقه لنظم ألفية في النحو ووجه ذلك أنه لما سبق إلى هذا فتح الباب للناس ليسيروا على منواله فكان له فضل القدوة والأسوة
" مستوجب ثنائي الجميلا " أي مستحق للثناء الجميل وقوله : " ثنائي الجميلا " هل الجميل صفة كاشفة أو هي صفة مقيِّدة ؟ ينبني على الخلاف بين العلماء هل الثناء لا يكون إلا في الخير فإن كان الثناء لا يكون إلا في الخير كان قوله : " الجميلا " صفة كاشفة وإن كان الثناء يكون في الخير والشر فإنها صفة مقيِّدة والصحيح أنه يكون في هذا وفي هذا كما في الجنازة التي مرت فأثنوا عليها شرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وجبت ) فالثناء يكون في الخير ويكون في الشر حسب ما يضاف إليه وبناء على هذا يكون الثناء يكون جميل صفة مقيدة على أنه يمكن أن نقول حتى وإن كان الثناء لا يكون إلا في الخير فإن الجميل صفة مقيدة لأن مطلق الثناء في الخير قد يكون جميلا وقد يكون دون ذلك فيكون الجميل صفة مقيِّدة وإن كان الثناء يختص بالخير إذن مستوجب الثناء لأنه سبق إلى نظم الألفية وفتح الباب للناس ومن دل على خير فهو كفاعله ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة . ثم قال المؤلف .
6 - شرح قول ابن مالك ر حمه الله: وهو بسبق حائز تفضيلا *** مستوجب ثنائي الجميـــــــــــــلا أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك ر حمه الله: والله يقضي بهبات وافرة *** لي وله في درجات الآخـــــــرة
الشيخ : " والله يقضي بهبات وافرة *** لي وله في درجات الآخرة "
يقضي أي : يحكم لأن القضاء يكون بمعنى الحكم والجملة هنا خبرية لفظا إنشائية معنى لأن المراد بها الدعاء يعني أسأل الله أن يقضي بهبات وافرة والهبات جمع هبة وهي العطية والمنحة والوافرة الكثيرة
وقوله : " بهبات وافرة " قد يقول قائل : لماذا وصف الهبات وهي جمع بوافرة وهي مفرد ؟ والجواب عن ذلك أن نقول : إنه إذا كان الجمع لما لا يعقل فإنه يجوز أن يوصف بالمفرد نعم أن يوصف بالمفرد وهذا في جمع الكثرة كثير ولكنه في جمع القلة قليل وهبات من جمع القلة لأن الجمع السالم من مذكر أو مؤنث يعتبر من جمع القلة وجمع التكسير جمع القلة له أوزان معينة وجمع الكثرة له أوزان معينة جمع القلة أوزانه أربعة : قال ابن مالك فيها :
" أفعلة أفعُل ثم فِعلة ثم أفعال أربعة جموع قلة "
كذا عبد الله طيب إذن جموع القلة الجموع السالمة مثل مسلمون والمسلمات والثاني : جموع التكسير الدالة على القلة طيب
" لي وله في درجات الآخرة " لي وله بدأ بنفسه لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( ابدأ بنفسك ) والبداءة بالنفس هي الأولى في الدعاء
وقوله : " في درجات الآخرة " يعني يوم القيامة وهو بالنسبة لابن معطي حيث إنه قد مات لا يمكن الهبات إلا في الآخرة لكن بالنسبة لابن مالك وهو موجود يمكن أن يكون هبات في الدنيا وهبات في الآخرة لكنه رحمه الله اختار أن تكون الهبات في الآخرة لأنها هي الباقية
أورد بعض الناس - يرحمك الله - على هذا البيت لابن مالك أوردوا إيرادين : الإيراد الأول : وصف الهبات وهي جمع بوافرة والأفصح فيها المطابقة أن يقال : بهبات وافرات
الثاني : لي وله قالوا : خص نفسه وابن معطي بالدعاء نعم فلماذا لم يدعو لجميع المسلمين ؟
والجواب عن الأول : الجواب عن الأول : أنه وصفها بما يوصف به جمع الكثرة جبرا لنقصها
والجواب عن الثاني : أنه لا مانع أن يدعو الإنسان لنفسه ولغيره ممن يرى تخصيصه ويدعو بالعموم نعم لو قال : لي وله ولا تقضي بالهبات لغيرنا لكان هذا خطأ أما تخصيص الإنسان نفسه بالدعاء أو من شاء من الناس فإنه لا يلام عليه ولا يذم ولكن المحشين دائما يناقشون قالوا : لو قال : والله يقضي بالرضا والرحمة لي وله ولجميع الأمة لكان أحسن نعم والمحشي فارغ يدور شيء يكمل به بحثه نعم
على كل حال لا ابن مالك لا اعتراض عليه في هذا لا نرى أنه اعتراض عليه وتخصيص الإنسان نفسه أو غيره بالدعاء لا بأس به وقد جاءت السنة بتخصيص النفس كثيرا وبتخصيص الغير كثيرا أيضا ( اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجاته في المهديين ) وفي الجلوس بين السجدتين ( رب اغفر لي وارحمني ) ولا حرج في هذا . ثم قال المؤلف .
يقضي أي : يحكم لأن القضاء يكون بمعنى الحكم والجملة هنا خبرية لفظا إنشائية معنى لأن المراد بها الدعاء يعني أسأل الله أن يقضي بهبات وافرة والهبات جمع هبة وهي العطية والمنحة والوافرة الكثيرة
وقوله : " بهبات وافرة " قد يقول قائل : لماذا وصف الهبات وهي جمع بوافرة وهي مفرد ؟ والجواب عن ذلك أن نقول : إنه إذا كان الجمع لما لا يعقل فإنه يجوز أن يوصف بالمفرد نعم أن يوصف بالمفرد وهذا في جمع الكثرة كثير ولكنه في جمع القلة قليل وهبات من جمع القلة لأن الجمع السالم من مذكر أو مؤنث يعتبر من جمع القلة وجمع التكسير جمع القلة له أوزان معينة وجمع الكثرة له أوزان معينة جمع القلة أوزانه أربعة : قال ابن مالك فيها :
" أفعلة أفعُل ثم فِعلة ثم أفعال أربعة جموع قلة "
كذا عبد الله طيب إذن جموع القلة الجموع السالمة مثل مسلمون والمسلمات والثاني : جموع التكسير الدالة على القلة طيب
" لي وله في درجات الآخرة " لي وله بدأ بنفسه لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( ابدأ بنفسك ) والبداءة بالنفس هي الأولى في الدعاء
وقوله : " في درجات الآخرة " يعني يوم القيامة وهو بالنسبة لابن معطي حيث إنه قد مات لا يمكن الهبات إلا في الآخرة لكن بالنسبة لابن مالك وهو موجود يمكن أن يكون هبات في الدنيا وهبات في الآخرة لكنه رحمه الله اختار أن تكون الهبات في الآخرة لأنها هي الباقية
أورد بعض الناس - يرحمك الله - على هذا البيت لابن مالك أوردوا إيرادين : الإيراد الأول : وصف الهبات وهي جمع بوافرة والأفصح فيها المطابقة أن يقال : بهبات وافرات
الثاني : لي وله قالوا : خص نفسه وابن معطي بالدعاء نعم فلماذا لم يدعو لجميع المسلمين ؟
والجواب عن الأول : الجواب عن الأول : أنه وصفها بما يوصف به جمع الكثرة جبرا لنقصها
والجواب عن الثاني : أنه لا مانع أن يدعو الإنسان لنفسه ولغيره ممن يرى تخصيصه ويدعو بالعموم نعم لو قال : لي وله ولا تقضي بالهبات لغيرنا لكان هذا خطأ أما تخصيص الإنسان نفسه بالدعاء أو من شاء من الناس فإنه لا يلام عليه ولا يذم ولكن المحشين دائما يناقشون قالوا : لو قال : والله يقضي بالرضا والرحمة لي وله ولجميع الأمة لكان أحسن نعم والمحشي فارغ يدور شيء يكمل به بحثه نعم
على كل حال لا ابن مالك لا اعتراض عليه في هذا لا نرى أنه اعتراض عليه وتخصيص الإنسان نفسه أو غيره بالدعاء لا بأس به وقد جاءت السنة بتخصيص النفس كثيرا وبتخصيص الغير كثيرا أيضا ( اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجاته في المهديين ) وفي الجلوس بين السجدتين ( رب اغفر لي وارحمني ) ولا حرج في هذا . ثم قال المؤلف .
شرح قول ابن مالك ر حمه الله: الكلام وما يتألف منه .
الشيخ : " الكلام وما يتألف منه " هذه ترجمة وأصلها هذا باب الكلام وما يتألف منه ففيها محذوفان :
المحذوف الأول : المبتدأ
والثاني : الخبر الذي هو المضاف حذف وأقيم المضاف إليه مقامه فصار الكلام وما يتألف منه أي : ما يجتمع منه الكلام .
المحذوف الأول : المبتدأ
والثاني : الخبر الذي هو المضاف حذف وأقيم المضاف إليه مقامه فصار الكلام وما يتألف منه أي : ما يجتمع منه الكلام .
شرح قول ابن مالك ر حمه الله: كلامنا لفظ مفيد كاستقم *** واسم وفــعل ثم حــــــرف الكلم
الشيخ : قال : " كلامنا لفظ مفيد كاستقم " كلامنا ابن مالك رحمه الله من أئمة النحو فإذا قال كلامنا وأضاف الكلام إلى نفسه ومن كان على مثل شاكلته صار المراد كلامنا نحن النحويين احترازا من الكلام في اللغة لأن الكلام في اللغة أعم مما قاله رحمه الله الكلام في اللغة يطلق على كل شيء كل ما تكلم به الإنسان من مفيد وغير مفيد فإنه كلام في اللغة العربية لكن عند النحويين الكلام لفظ مفيد لفظ وهو ما ينطق به اللسان فخرج بهذا القيد الكتابة .
اضيفت في - 2006-04-10