سلسلة الهدى والنور-729
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
كيف تخرج زكاة عروض التجارة .
الشيخ : عروض التجارة للعلماء فيها قولان أحدهما يجب عليها الزكاة التي تجب على النقد أو النقدين و القول الآخر أنه لا يجب فيها الزكاة و إنما يجب عليها الزكاة المطلقة و الحقيقة أن الفرق بين القولين فرق كبير جدّا سواء من الناحية الشرعية أو من الناحية الاقتصادية ، أما من الناحية الشرعية فالذين يقولون بوجوب الزكاة التي ذكرتها آنفا يوجبون على كل تاجر أن يحصي العروض التي عنده و يقوّمها ثم يخرج من القيمة كما لو كانت نقدا بالمائة اثنين و نصف و هذا هو رأي أكثر العلماء أما المذهب الآخر فهو لا يوجب هذا النوع من الزكاة لأنه ليس هناك نص في كتاب الله و لا في حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و لا في شيء من الآثار السلفية الصحيحة أن كل تاجر لابد يقوّم بضاعته و يخرج بالمائة اثنين و نصف هذا مجرّد رأي و اجتهاد و استنباط قائم على مجرد قياس و يختلف المقيس على المقيس عليه كل الاختلاف ، - الله أكبر الله أكبر - ، أما المذهب الآخر فيقول هذه البضاعة التي عندك تخرج زكاتها بما تطيب به نفسك مراعيا في ذلك قول الله عز و جل في آيتين اثنتين إحداهما تعبر عن طبيعة النفس البشرية و الأخرى تعبر عن واجب هذه النفس البشرية التي ينبغي أن تطهرها من درن الشح الآية الأخرى الآية الأولى قوله تبارك و تعالى (( و أحضرت الأنفس الشح )) أي إن طبيعة النفوس هو البخل و الشّح و أكّد ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح عنه ( شر ما في الرجل جبن خالع و شح هالع ) فلمعالجة هذا الشّحّ الهالع قال تعالى في الآية الثانية التي تقابل الآية الأولى و أعني بها قوله تبارك و تعالى (( قد أفلح من زكّاها و قد خاب من دساها )) فإذن هذا الغني صاحب العروض عروض التجارة ليس هناك في هذا الشرع ما يكلفه بالتقويم السّنوي لكن في الشرع ما يأمره بأن يطهر نفسه من درن الشح و البخل و أن يزكيها بالصدقة كما قال تعالى (( خذ من أموالهم صدقة تطهّرهم و تزكّيهم بها )) هذه الزكاة الثانية الغير المحدّدة أولا بمرور الحول و ثانيا بتقويم البضاعة و ثالثا و أخيرا في المائة اثنين و نصف هذه لا وجود لها في الشرع إطلاقا لكن خذها عامة كما سبق فأخرج من هذه الزكاة التي من الله بك عليها ما تزكي و تطهر به نفسك من آفة البخل و الشح قلت هذا من ناحية الشرع ، أما من الناحية الاقتصادية فالقضية غريبة جدّا بحيث أن بعض الناس مما لم يفكّروا في المسألة تفكيرا سليما من الناحيتين من الناحية الشرعية و من الناحية الاقتصادية كثيرا ما نسمع حينما نبين المسألة على هذا الوجه بيقولوا على هذه الطريقة الأغنياء ما يخلوا عندهم سيولة بيحولوها إلى عروض تجارية و هكذا حُرِم الفقراء من زكاة النقد أنا أقول هذا وهم حقيقة إنه وهم و لا يستطيع أحد أن يطرح مع هذا السؤال فضلا عن يجادل عن الجواب بعد أن يبين له أن هذا وهم محض لو سألنا أي شخص سواء كان تاجر أو غير تاجر غنيا أو فقيرا ، ماذا ترى آلمال المكنوز في الصندوق و صاحبه يخرج عنه كل سنة بالمائة اثنين و نصف هذا أنفع للفقراء أولا ثم لبقية المجتمع ثانيا أن لو تحولت هذه الألوف أو هذه الملايين إلى بضاعة تمشي في السّوق و ينتفع منها الغني و الفقير هل فيكم من يقول لا الأمر الأول أنفع للفقراء و المساكين أن يظل المال مكنوزا لا يطرح للتعامل معه بالبضاعة في معمل في أيّ شيء ينفع الأمة ما أظن أن أحدا يقول أنّ هذا المال المكنوز و لو كان مزكى هو أنفع من ذلك المال الذي لم يكنز لكنه ... لا شك أن هذا أنفع للفقراء و المساكين من الناحية المادية أولا ثم من الناحية ماذا أسمّيها ؟ ناحية نفسية ثانيا لأن المال الذي يأخذه الفقير باسم الزكاة يصدق على الفقير و الغني قوله عليه السلام ( اليد العليا خير من اليد السّفلى ) و اليد العليا هي المعطية و اليد السفلى هي الآخذة فبدل أن يأخذها الفقير بيد سفلى يأخذها بحق أعلى و هو بجهده و كدّه و عرق جبينه كما يقال إذن من أين جئت و ناقشت هذه المسألة سواء من الناحية الشرعية أو من الناحية الاقتصادية أو من الناحية الاجتماعية تجد أن عروض التجارة لا زكاة عليها الزكاة المقننة التي شرحناها آنفا . هذا ما عندي جوابا عن هذا السؤال .
هل يجوز تأخير الزكاة من طرف لجنة موكلة بقسمتها لمصلحة الفقراء ؟
السائل : المسألة التي أنا طرحتها في موضوع الزكاة الآن لو افترضنا أنا عملنا في الزكاة خارج عن الأنظمة و القوانين هل عملية تقسيم المال هذا على الفقراء براتب شهري بحيث أنه يتأخر هذا المال الذي وكلني به الغني صاحب المال أن أخرج عنه هل في عملية التأخير هذه إثم و معصية بمعنى أنه يجب عليّ أن أخرج المال كله أوزّعه على العائلات الفقيرة في آن واحد أو يجوز لي أن أؤخر المال و أوزّعه حسب المصلحة التي أراها أنا أو تراها اللجنة ليس الفقير ؟
الشيخ : لا شك أنني لا أرى مانعا من التأخير أو لنسمي تنظيما نعم أحسن من التأخير إذا كان هذا التأخير ناتجا عن تنظيم يراعى فيه فقط مصالح الفقراء و المساكين لكن لابد لي من شرط أنبه عليه هذا إذا كان الغني لا فرق عنده بين التعجيل و التأخير أما إذا اشترط التعجيل فلابد من تنفيذه ، لأنني أنا أتصور هذه اللجنة أو هذا الخيّر الأمين هذا يقوم مقام بيت مال المسلمين نعم الذي تتوفر فيه الزكوات كما تعلمون غير زكاة النقدين فهي تجمع في بيت مال المسلمين و الخليفة أو نائبه يوزّع ذلك حسب المصالح فلابد أن يتأخر التوزيع بعيد الاستلام لهذه الزكوات هذا أمر طبيعي جدا لكن إذا كان الغني كما قلنا آنفا اشترط التعجيل فلابد من التعجيل .
سائل آخر : ... قلة الذين يشترطون التعجيل ... الباقي يكون ساكت عنه ... في رمضان الناس شو عالق بذهنها في رمضان تخرج الزكاة و باقي رمضان تأتي أشهر الشتاء ما فيه ... .
الشيخ : لا بأس .
الشيخ : لا شك أنني لا أرى مانعا من التأخير أو لنسمي تنظيما نعم أحسن من التأخير إذا كان هذا التأخير ناتجا عن تنظيم يراعى فيه فقط مصالح الفقراء و المساكين لكن لابد لي من شرط أنبه عليه هذا إذا كان الغني لا فرق عنده بين التعجيل و التأخير أما إذا اشترط التعجيل فلابد من تنفيذه ، لأنني أنا أتصور هذه اللجنة أو هذا الخيّر الأمين هذا يقوم مقام بيت مال المسلمين نعم الذي تتوفر فيه الزكوات كما تعلمون غير زكاة النقدين فهي تجمع في بيت مال المسلمين و الخليفة أو نائبه يوزّع ذلك حسب المصالح فلابد أن يتأخر التوزيع بعيد الاستلام لهذه الزكوات هذا أمر طبيعي جدا لكن إذا كان الغني كما قلنا آنفا اشترط التعجيل فلابد من التعجيل .
سائل آخر : ... قلة الذين يشترطون التعجيل ... الباقي يكون ساكت عنه ... في رمضان الناس شو عالق بذهنها في رمضان تخرج الزكاة و باقي رمضان تأتي أشهر الشتاء ما فيه ... .
الشيخ : لا بأس .
هل صحيح أن الله أسجد الملائكة لآدم بما فضله الله عليهم بأنه حر مختار .؟
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمّد و آله و صحبه أجمعين ، يقول قائل إن الله أسجد الملائكة لآدم بما فضله الله عليهم بأنه حر مختار فهل هذا القول صحيح ؟ ... و جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : ليس بصحيح ، ليس هناك تعليل لمثل هذا الأمر الإلهي للملائكة للسجود لآدم عليه السلام أنه كان ذلك لأن الله خلق آدم مختارا بشرا مختارا و لا يجوز للمسلم أن يعلل حكما شرعيا تعليلا عقليا ليس له على ذلك برهان من الله و رسوله و العلماء يقسمون الأوامر و العبادات الشرعية أو الأحكام الشرعية إلى قسمين اثنين ، القسم الأول أنها أمور تعبدية محضة و يكنون عنها بقولهم أنها غير معقولة المعنى و كثير من الأحكام الدينية و العبادات الشرعية إن لم أقل أكثر هذه الأمور تعبدية غير معقولة المعنى و القسم الآخر يعبرون بأنها معقولة المعنى و البحث في هذا يحتمل الطول و البسط و الشرح و لعلنا تكلمنا في بعض مجالسنا بشيء من البيان و التفصيل و الآن أقول أمر الله عز و جل الملائكة بأن يسجدوا لآدم ليس عندنا علة منصوصة في الشرع لماذا هو جواب لماذا أمر الله عز و جل الملائكة بالسجود لآدم لكن لا شك أن السجود من شخص إلى آخر يدل على فضيلة المسجود له فيمكن أن يقال بأن الأمر للملائكة بالسجود لآدم هو لبيان أن ذلك الإنسان الذي خلق بشرا من طين يستحق أن يقدر و أن يعظّم بتطبيق الأمر الإلهي بالسجود له فإذن هذا أمر لا يختلف فيه اثنان و لا ينتطح فيه عنزان كما يقال أن السجود لشيء ما يدل على تعظيمه هذا أمر لا خلاف فيه فبإمكاننا أن نعلل أمر الله الملائكة بالسجود إنما هو تعظيم لآدم عليه السلام لأنه أبو البشر و أن الملائكة لا تعرف هذا الجنس من البشر و بخاصة أن الله عز و جل حكى عنهم حينما أمرهم بالسجود (( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )) ذكر المفسرون بأن الله عز و جل كان خلق خلقا آخر غير الإنس قبل خلق آدم و هم جن ففسدوا في الأرض فخشيت الملائكة أن يكون الخلق الجديد من ذلك النوع القديم الذي أفسد في الأرض فالله عز و جل أمرهم ليسجدوا ليعرفوا أن هذا الإنسان الذي هو أبو البشر فيما سيأتي من الزمان يستحق هذا التكريم الإلهي فقلت آنفا إن السجود لشيء ما يدل على التعظيم و أن هذه حقيقة لا شك و لا ريب فيها فبإمكاننا أن نعلل الأمر الإلهي بما لا شك فيه أما أن نأتي بتعليل لا برهان لنا عليه أنه خلقه مختارا فهذا يحتاج إلى نص و إن كان فعلا البشر مختار و لذلك قال تعالى (( فمن شاء أن يؤمن و من شاء أن يكفر )) لكن هذا لا يعني أن الملائكة ليسوا مختارين و إنما يعني أن الملائكة مفطورون على طاعة الله عز و جل كما قال تبارك و تعالى (( لا يعصون ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون )) فكون السجود للشيء يدل على إكرامه و تعظيمه لدينا أشياء كثيرة و كثيرة جدا منها سجود إخوة يوسف و يوسف لأبيه كما جاء في سورة يوسف عليه السلام و منها أن هذا السجود الذي بدئ بتشريعه في قصة الأمر من الله للملائكة لآدم و استمر هذا الحكم يمشي حتى كان السجود يعتبر إكراما في الشرائع السابقة و منها سجود إخوة يوسف عليه السلام لكن هذا الإكرام الذي استمر إلى عهد الرسول عليه السلام نهى الرسول صلى الله عليه و سلم عنه لما فيه أولا من المبالغة في إكرام المسجود له و ثانيا من باب سد الذريعة و الإخلاص لله عز و جل في عبادته . أنهي الجواب عن هذا السؤال بحديث معاذ بن جبل حينما سافر من المدينة إلى الشام و رجع إلى المدينة فأول ما وقع بصره على النبي صلى الله عليه و آله و سلم أراد أن يسجد له فنهاه النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك و قال له ( ما هذا ؟ ) قال له " يا رسول الله إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم و عظمائهم فرأيتك أنت أحقّ بالسجود منه " فقال عليه السلام ( لا يصلح السجود إلا لله و لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها و لكن لا ينبغي السجود إلا لله ) فإذن السجود إكرام لكن هذا الإكرام ختم أمره بخاتمة الشرائع ... و هي شريعة الإسلام ، خلاصة القول أمر الله عزو جل للملائكة للسجود كان إكراما لهذا الجنس و لم يكن لتلك العلة أنه جعله مختارا لأن هذه علة لا دليل عليها لا في الكتاب و في السنة و لا استنباط من أدلة الشريعة كما ذكرت آنفا .
الشيخ : ليس بصحيح ، ليس هناك تعليل لمثل هذا الأمر الإلهي للملائكة للسجود لآدم عليه السلام أنه كان ذلك لأن الله خلق آدم مختارا بشرا مختارا و لا يجوز للمسلم أن يعلل حكما شرعيا تعليلا عقليا ليس له على ذلك برهان من الله و رسوله و العلماء يقسمون الأوامر و العبادات الشرعية أو الأحكام الشرعية إلى قسمين اثنين ، القسم الأول أنها أمور تعبدية محضة و يكنون عنها بقولهم أنها غير معقولة المعنى و كثير من الأحكام الدينية و العبادات الشرعية إن لم أقل أكثر هذه الأمور تعبدية غير معقولة المعنى و القسم الآخر يعبرون بأنها معقولة المعنى و البحث في هذا يحتمل الطول و البسط و الشرح و لعلنا تكلمنا في بعض مجالسنا بشيء من البيان و التفصيل و الآن أقول أمر الله عز و جل الملائكة بأن يسجدوا لآدم ليس عندنا علة منصوصة في الشرع لماذا هو جواب لماذا أمر الله عز و جل الملائكة بالسجود لآدم لكن لا شك أن السجود من شخص إلى آخر يدل على فضيلة المسجود له فيمكن أن يقال بأن الأمر للملائكة بالسجود لآدم هو لبيان أن ذلك الإنسان الذي خلق بشرا من طين يستحق أن يقدر و أن يعظّم بتطبيق الأمر الإلهي بالسجود له فإذن هذا أمر لا يختلف فيه اثنان و لا ينتطح فيه عنزان كما يقال أن السجود لشيء ما يدل على تعظيمه هذا أمر لا خلاف فيه فبإمكاننا أن نعلل أمر الله الملائكة بالسجود إنما هو تعظيم لآدم عليه السلام لأنه أبو البشر و أن الملائكة لا تعرف هذا الجنس من البشر و بخاصة أن الله عز و جل حكى عنهم حينما أمرهم بالسجود (( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )) ذكر المفسرون بأن الله عز و جل كان خلق خلقا آخر غير الإنس قبل خلق آدم و هم جن ففسدوا في الأرض فخشيت الملائكة أن يكون الخلق الجديد من ذلك النوع القديم الذي أفسد في الأرض فالله عز و جل أمرهم ليسجدوا ليعرفوا أن هذا الإنسان الذي هو أبو البشر فيما سيأتي من الزمان يستحق هذا التكريم الإلهي فقلت آنفا إن السجود لشيء ما يدل على التعظيم و أن هذه حقيقة لا شك و لا ريب فيها فبإمكاننا أن نعلل الأمر الإلهي بما لا شك فيه أما أن نأتي بتعليل لا برهان لنا عليه أنه خلقه مختارا فهذا يحتاج إلى نص و إن كان فعلا البشر مختار و لذلك قال تعالى (( فمن شاء أن يؤمن و من شاء أن يكفر )) لكن هذا لا يعني أن الملائكة ليسوا مختارين و إنما يعني أن الملائكة مفطورون على طاعة الله عز و جل كما قال تبارك و تعالى (( لا يعصون ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون )) فكون السجود للشيء يدل على إكرامه و تعظيمه لدينا أشياء كثيرة و كثيرة جدا منها سجود إخوة يوسف و يوسف لأبيه كما جاء في سورة يوسف عليه السلام و منها أن هذا السجود الذي بدئ بتشريعه في قصة الأمر من الله للملائكة لآدم و استمر هذا الحكم يمشي حتى كان السجود يعتبر إكراما في الشرائع السابقة و منها سجود إخوة يوسف عليه السلام لكن هذا الإكرام الذي استمر إلى عهد الرسول عليه السلام نهى الرسول صلى الله عليه و سلم عنه لما فيه أولا من المبالغة في إكرام المسجود له و ثانيا من باب سد الذريعة و الإخلاص لله عز و جل في عبادته . أنهي الجواب عن هذا السؤال بحديث معاذ بن جبل حينما سافر من المدينة إلى الشام و رجع إلى المدينة فأول ما وقع بصره على النبي صلى الله عليه و آله و سلم أراد أن يسجد له فنهاه النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك و قال له ( ما هذا ؟ ) قال له " يا رسول الله إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم و عظمائهم فرأيتك أنت أحقّ بالسجود منه " فقال عليه السلام ( لا يصلح السجود إلا لله و لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها و لكن لا ينبغي السجود إلا لله ) فإذن السجود إكرام لكن هذا الإكرام ختم أمره بخاتمة الشرائع ... و هي شريعة الإسلام ، خلاصة القول أمر الله عزو جل للملائكة للسجود كان إكراما لهذا الجنس و لم يكن لتلك العلة أنه جعله مختارا لأن هذه علة لا دليل عليها لا في الكتاب و في السنة و لا استنباط من أدلة الشريعة كما ذكرت آنفا .
هل يعتبر من العصيان أن تتصدق المرأة من مالها الخاص دون رضا زوجها.؟
السائل : بالنسبة لعدم إطاعة الزوجة زوجها بالنسبة للإنفاق من مالها الخاص هل هذا يعتبر عصيان للزوجة لزوجها ؟
الشيخ : هي لا تنفق من مالها ، أولا هي غنية ؟
السائل : نعم .
الشيخ : و ثانيا الزوج فقير ؟
السائل : لا ، هو وضعه أيضا جيد .
الشيخ : لا يعتبر عصيانا ، إلا في حالة كون الفقير ، كون الزوج فقيرا ثم هي لا تنفق على الأقل ما يجب عليها من الزكاة في مالها فهي بلا شك تكون غير طائعة لزوجها أما إذا كانت هي و هو غنيان مليئان فلا شيء عليها و لكن ليس ذلك من حسن العشرة لكن ليس في ذلك شيء من المعصية .
السائل : حتى لو كان الاتجاه تبعه اتجاه مضاد للاتجاه الديني التجارة في المال في أوجه حرام يعني في الأموال الربوية ... يريد استغلال المال في المجال الربوي و ليس في التجارة ؟
الشيخ : عفوا ما فهمت ؟
السائل : يعني هو يطلب منها أن تنفق و تستغل مالها في استغلال ربوي و هي تخالف هذا الموضوع ؟
الشيخ : لا ، هنا يجب عليها أن تخالفه لأنه هنا ينطبق تماما قوله عليه السلام ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) فلا يجوز لها أن تطيعه في هذا السبيل .
الشيخ : هي لا تنفق من مالها ، أولا هي غنية ؟
السائل : نعم .
الشيخ : و ثانيا الزوج فقير ؟
السائل : لا ، هو وضعه أيضا جيد .
الشيخ : لا يعتبر عصيانا ، إلا في حالة كون الفقير ، كون الزوج فقيرا ثم هي لا تنفق على الأقل ما يجب عليها من الزكاة في مالها فهي بلا شك تكون غير طائعة لزوجها أما إذا كانت هي و هو غنيان مليئان فلا شيء عليها و لكن ليس ذلك من حسن العشرة لكن ليس في ذلك شيء من المعصية .
السائل : حتى لو كان الاتجاه تبعه اتجاه مضاد للاتجاه الديني التجارة في المال في أوجه حرام يعني في الأموال الربوية ... يريد استغلال المال في المجال الربوي و ليس في التجارة ؟
الشيخ : عفوا ما فهمت ؟
السائل : يعني هو يطلب منها أن تنفق و تستغل مالها في استغلال ربوي و هي تخالف هذا الموضوع ؟
الشيخ : لا ، هنا يجب عليها أن تخالفه لأنه هنا ينطبق تماما قوله عليه السلام ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) فلا يجوز لها أن تطيعه في هذا السبيل .
من طلب العلم في كبره فهل يبدأ بحفظ القرآن أم بطلب علوم الشرع.؟
السائل : بالنسبة لطلب العلم إذا بدأ الإنسان طلب العلم في سنّ متأخّرة يعني كالثامنة عشر أو فهل الأفضل له أن يتم حفظ القرآن ثم يبدأ بالعلوم الأخرى بالذات علوم الآلة أم ماذا ؟ نرجو التفصيل ؟
الشيخ : إذا كان المقصود بطلب العلم هو العلم الكفائي يعني هو حصل من العلم ما يصحح به عقيدته و يصحح عبادته و سلوكه و لكنه لم يتوسع في ذلك فهو يريد أن يتوسع فهو أي أن يقوم بالعلم الذي هو فرض كفائي و ليس فرض عيني حينئذ نقول له الخيرة في أن يستمر في حفظ القرآن لأنه فرض كفائي أيضا و بين أن يطلب العلم و لو كان تأخر كما ذكرت في السؤال و إنما على مثل هذا أن يلاحظ استعداده الفطري فرب أشخاص من الطلاب استعدادهم الفطري الحفظ و ليس استعدادهم الفطري الفهم للأحكام الشرعية و ضبطها أيضا و حفظها فإذن بالشرط الذي سبق بيانه إن كان حصل الفرض العيني من العلم فهو مخير بين أن يطلب العلم و لو على سن متأخر أو أن يستمر في حفظه للقرآن و العناية به .
الشيخ : إذا كان المقصود بطلب العلم هو العلم الكفائي يعني هو حصل من العلم ما يصحح به عقيدته و يصحح عبادته و سلوكه و لكنه لم يتوسع في ذلك فهو يريد أن يتوسع فهو أي أن يقوم بالعلم الذي هو فرض كفائي و ليس فرض عيني حينئذ نقول له الخيرة في أن يستمر في حفظ القرآن لأنه فرض كفائي أيضا و بين أن يطلب العلم و لو كان تأخر كما ذكرت في السؤال و إنما على مثل هذا أن يلاحظ استعداده الفطري فرب أشخاص من الطلاب استعدادهم الفطري الحفظ و ليس استعدادهم الفطري الفهم للأحكام الشرعية و ضبطها أيضا و حفظها فإذن بالشرط الذي سبق بيانه إن كان حصل الفرض العيني من العلم فهو مخير بين أن يطلب العلم و لو على سن متأخر أو أن يستمر في حفظه للقرآن و العناية به .
من توضأ ثم نزلت منه قطرات بول فما حكم وضوئه وصلاته لو صلى .؟
السائل : شيخنا الحمد لله رب العالمين بعد عملية الانتهاء من الوضوء تنزل عندي قطرات من البول ما حكم ذلك بالنسبة للصلاة و الوضوء ؟ الله يجزيك خير ؟
الشيخ : يعني أنت أحد رجلين إما أن تكون - لا سمح الله مصاب بالسل - حينئذ هذا له حكمه و إما يكون عارضا فله حكمه فإن كان الأمر الأول فمن كان معه مثل هذا السلس فلا يجوز له أن يتوضّأ إلا بعد دخول الوقت ثم يصلي و لو كان البول يتسرب منه بدون اختياره طبعا ، أما إن كان الأمر الآخر فلا يجوز له أن يصلي و الحالة أنه يخرج منه ذلك البول فإذن لابد من التفصيل هو مصاب بمرض السلس فهو لا يتوضأ إلا بعد الأذان و يصلي كيفما تيسر له لا ، هذا أمر عارض فلابد أن يتوضّأ يجدد وضوئه و يجدد صلاته و يطهّر بدنه و ثيابه غيره ؟
سائل آخر : هل دليل هذا من السّنّة أم هو قياس بارك الله فيك ؟ هناك نص من السنة أم هو قياس على المرأة التي ... .
الشيخ : على المستحاضة .
سائل آخر : بارك الله فيكم .
السائل : شيخنا يعني عملية تمييز إذا كان سلسا أو عارضا هذا أولا ؟ و ثانيا في حالة إذا كان سلس هل يجوز له أن يصلي على نفس الوضوء أكثر من وقت ؟
الشيخ : لا ، عليه أن يتوضّأ لكل صلاة أما التمييز هذا يميزّه المبتلى فإذا كان هذا السلس معه من أيام من شهور فهذا سلس
السائل : شيخنا لا يتم إلا يعني العارض هذا لا يتم إلا بعد عملية الوضوء يعني الأصل أن هذا الشيء مرتبط بالوضوء بعد الانتهاء من عملية التبول و القيام بالوضوء بعد الانتهاء تشعر بنزول نقط من البول ؟
الشيخ : طيب ، هب أنه توضّأ مرة ثانية ؟
السائل : بعض الأحيان كان ينزل نعم ؟
الشيخ : إذن هذا معه هذا المرض نفسه ، ماذا أردت أن تقول يا أبا أيوب ؟
سائل آخر : سلمك الله يا شيخ بما يتعلق بسؤال السلس و الوضوء لكل صلاة هل هذا يشمل النوافل ؟
الشيخ : و الله هذه مسألة محيرة بعض الشيء و يبدو أنها عمليا تتنافى مع آية (( يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر )) أقول هذا و أنهي الجواب بقولي و الله أعلم .
الشيخ : يعني أنت أحد رجلين إما أن تكون - لا سمح الله مصاب بالسل - حينئذ هذا له حكمه و إما يكون عارضا فله حكمه فإن كان الأمر الأول فمن كان معه مثل هذا السلس فلا يجوز له أن يتوضّأ إلا بعد دخول الوقت ثم يصلي و لو كان البول يتسرب منه بدون اختياره طبعا ، أما إن كان الأمر الآخر فلا يجوز له أن يصلي و الحالة أنه يخرج منه ذلك البول فإذن لابد من التفصيل هو مصاب بمرض السلس فهو لا يتوضأ إلا بعد الأذان و يصلي كيفما تيسر له لا ، هذا أمر عارض فلابد أن يتوضّأ يجدد وضوئه و يجدد صلاته و يطهّر بدنه و ثيابه غيره ؟
سائل آخر : هل دليل هذا من السّنّة أم هو قياس بارك الله فيك ؟ هناك نص من السنة أم هو قياس على المرأة التي ... .
الشيخ : على المستحاضة .
سائل آخر : بارك الله فيكم .
السائل : شيخنا يعني عملية تمييز إذا كان سلسا أو عارضا هذا أولا ؟ و ثانيا في حالة إذا كان سلس هل يجوز له أن يصلي على نفس الوضوء أكثر من وقت ؟
الشيخ : لا ، عليه أن يتوضّأ لكل صلاة أما التمييز هذا يميزّه المبتلى فإذا كان هذا السلس معه من أيام من شهور فهذا سلس
السائل : شيخنا لا يتم إلا يعني العارض هذا لا يتم إلا بعد عملية الوضوء يعني الأصل أن هذا الشيء مرتبط بالوضوء بعد الانتهاء من عملية التبول و القيام بالوضوء بعد الانتهاء تشعر بنزول نقط من البول ؟
الشيخ : طيب ، هب أنه توضّأ مرة ثانية ؟
السائل : بعض الأحيان كان ينزل نعم ؟
الشيخ : إذن هذا معه هذا المرض نفسه ، ماذا أردت أن تقول يا أبا أيوب ؟
سائل آخر : سلمك الله يا شيخ بما يتعلق بسؤال السلس و الوضوء لكل صلاة هل هذا يشمل النوافل ؟
الشيخ : و الله هذه مسألة محيرة بعض الشيء و يبدو أنها عمليا تتنافى مع آية (( يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر )) أقول هذا و أنهي الجواب بقولي و الله أعلم .
ما حكم قول : "الله ورسوله أعلم" .؟
الشيخ : و إياكم أن تقولوا في مثل هذه المناسبة الله و رسوله أعلم لأن هذا شرك لفظي ، المتحمسين للسؤال أظن ما فهموا تعليقي الأخير لأنهم يفكّرون فيما يريدون أن يسألوا و أنا أذكركم بشيء مهم جدا ، واحد يقول للثاني تعرف ماذا تعشّينا البارحة ؟ يقول له الله و سوله أعلم ، صحيح و إلا ؟ ... اصبر بارك الله فيك فهذا لا يجوز أن يقال لأن رسول الله ليس يعلم كل ما يقع و يحدث ، هذا علم اختص الله به لكن الشبهة من أين تأتي أن هناك أحاديث كثيرة أن الرسول عليه السلام سأل أصحابه في بعض المناسبات مثل هذا السؤال فكان جوابهم الله و رسوله أعلم هذا شيء و بعد انتقال الرسول عليه السلام من هذه الحياة الدنيا الفانية إلى الحياة البرزخية التي هو فيها يلقى نوعا أو بعض جزائه من ربه تبارك وتعالى على قيامه بواجب الدعوة و التبليغ لها فهو كان في قيد حياته متصلا بسبب قوي بوحي السماء هذا من جهة ، من جهة أخرى حينما كان يسأل أصحابه كأن الصحابة ينتبهون إلى أنه عليه السلام يسألهم عن شيء هو على علم به و لذلك كان يكون جوابهم الله و رسوله أعلم و فعلا الذين انتبهوا له تحققوا منه حينما يخبرهم الرسول عليه السلام عن الشيء الذي توجّه به يسألهم عنه و الأمثلة التي تمر بالقارئ للسنة و الباحث فيها كثيرة و كثيرة جدا لعل من أشهرها مما لا يخفى على كل الحاضرين إن شاء الله قصة جبريل عليه السلام التي رواها عبد الله بن عمر و رواها أيضا أبوه عمر بن الخطاب التي فيها " بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاء رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد حتى دنى من النبي صلى الله عليه و سلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه و وضع كفيه على فخذيه ثم قال : يا محمّد أخبرني عن الإسلام ... أخبرني عن الإيمان ... أخبرني عن الإحسان ... أخبرني عن الساعة " و إلى آخر الحديث ثم ولى هذا الرجل ، قال لهم عليه السلام و هنا الشاهد ( أتدرون من السائل ؟ ) قالوا " الله و رسوله أعلم " قال ( ذاك جبريل جاءكم يعلمكم دينكم ) ففي مثل هذا السؤال من الرسول عليه السلام للأصحاب فيه إشعار لهؤلاء المسؤولين أن الرسول على علم لذلك قالوا له في مثل هذا السؤال الله و رسوله أعلم ، أما اليوم ، تعرف شو بدي اسألك الآن ؟ الله و رسوله أعلم . لا ، الرسول لا يعلم الغيب (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) من رسول حي مبلغ رسالات ربه أما بعد وفاته فهو الآن لطريق لقائه لجزائه من ربه فأنا قلت آنفا من باب التنبيه أقول في مثل ذلك السؤال الله أعلم فلا تقولوا اليوم في أي شيء الله و رسوله أعلم إلا إذا كانت المسألة منصوص عليها في الكتاب و السّنّة و نحن على يقين أن الرسول كان على علم بها فشأننا حينذاك شأن الأصحاب هذه ذكرى و الذكرى تنفع المؤمنين .
امرأة تزوجت برجل عنين و بعد مضي سنة ونصف طلبت الطلاق فهل لها ذلك.؟
السائل : بارك الله فيك يا شيخ ، بنت تزوّجت شابا و بعد الزواج تبين لها أنه عنين لا ينفع النساء فصبرت عليه سنة و نصف لعله بتعالج و بعد السّنّة و النصف أفاد الأطباء بأن ليس له علاج فطلبت الفراق منه ، فهو رفض و طلب أن تبقى معه سنة أخرى حسب قوانين المحاكم الشرعية في الوقت الراهن فهل لها أن ترفض ذلك و هل هناك شيء من السّنة يبين هذا الأمر ؟
الشيخ : لا أعلم . أم هل لها حق ؟ فلها حق ، أما هل هناك شيء يبين الأمر من السّنّة فعلمي أنني لا أعلم .
السائل : يعني لها أن ترفض ؟
الشيخ : نعم لها الحق .
الشيخ : لا أعلم . أم هل لها حق ؟ فلها حق ، أما هل هناك شيء يبين الأمر من السّنّة فعلمي أنني لا أعلم .
السائل : يعني لها أن ترفض ؟
الشيخ : نعم لها الحق .
من مات وله ولد غير صالح فدعا لأبيه وتصدق عنه فهل يصل ثواب ذلك له .؟.
السائل : دعاء الولد الغير صالح و نفقته عن أبيه المتوفى ... .
الشيخ : كيف كيف ؟ نذر ؟
السائل : دعاء الولد الغير صالح .
الشيخ : غير صالح .
السائل : و تصدقه عن أبيه المتوفى هل يصل لوالده ؟
الشيخ : إذا كانت الصدقة لوجه الله عز و جل فالله يقول (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره )) و قولك أن الولد غير صالح كونه غير صالح ثم هو يريد أن يتصدق فالصدقة أمر صالح و إلا ليس بصالح !
السائل : أمر صالح .
الشيخ : فقولك أنه غير صالح يعني ماذا تعني ؟
السائل : يعني لا يصلي مثلا .
الشيخ : لا يصلي ، طيب فاسق موش كافر يعني .
السائل : لا موش كافر يعني ؟
الشيخ : الحمد لله ، الجواب سبق في الآية (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) فمن تصدق عن أبيه و يبتغي من وراء ذلك مرضاة ربه و صلة أبيه و لو بعد وفاته هذا بلا شك يصدق عليه قوله عليه السلام ( أطيب الكسب كسب الرجل من عمل يده و إن أولادكم من كسبكم ) كما لو فعل الرجل نفسه هذا الرجل الولد الصالح ، الغير الصالح عفوا لو تصدق على مسكين ماذا نقول ؟ هل تقبل صدقته ؟ (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) ما نوى عن أبيه هذه الصورة العادية ، يعني فيه ناس نعرفهم لا يصلون فعلا لكنهم يتصدقون .
سائل آخر : النصارى كفار و يتصدّقون .
الشيخ : هذا يتصدّق للفقراء و المساكين لكنه لا يصلي مثلا و لا يحج فنحن لا نقول أن صدقته مقبولة مطلقا أو مردودة مطلقا و إنما نقول ماذا قصد بالصدقة ؟ فإن كان قصد بها وجه الله عز و جل فهي بلا شك حسنة و الله عز و جل يقبل الحسنات أما إن قصد بذلك غير وجه الله عز و جل حتى من الصالح لا تقبل منه و هذه حقائق معروفة شرعا .
الشيخ : كيف كيف ؟ نذر ؟
السائل : دعاء الولد الغير صالح .
الشيخ : غير صالح .
السائل : و تصدقه عن أبيه المتوفى هل يصل لوالده ؟
الشيخ : إذا كانت الصدقة لوجه الله عز و جل فالله يقول (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره )) و قولك أن الولد غير صالح كونه غير صالح ثم هو يريد أن يتصدق فالصدقة أمر صالح و إلا ليس بصالح !
السائل : أمر صالح .
الشيخ : فقولك أنه غير صالح يعني ماذا تعني ؟
السائل : يعني لا يصلي مثلا .
الشيخ : لا يصلي ، طيب فاسق موش كافر يعني .
السائل : لا موش كافر يعني ؟
الشيخ : الحمد لله ، الجواب سبق في الآية (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) فمن تصدق عن أبيه و يبتغي من وراء ذلك مرضاة ربه و صلة أبيه و لو بعد وفاته هذا بلا شك يصدق عليه قوله عليه السلام ( أطيب الكسب كسب الرجل من عمل يده و إن أولادكم من كسبكم ) كما لو فعل الرجل نفسه هذا الرجل الولد الصالح ، الغير الصالح عفوا لو تصدق على مسكين ماذا نقول ؟ هل تقبل صدقته ؟ (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) ما نوى عن أبيه هذه الصورة العادية ، يعني فيه ناس نعرفهم لا يصلون فعلا لكنهم يتصدقون .
سائل آخر : النصارى كفار و يتصدّقون .
الشيخ : هذا يتصدّق للفقراء و المساكين لكنه لا يصلي مثلا و لا يحج فنحن لا نقول أن صدقته مقبولة مطلقا أو مردودة مطلقا و إنما نقول ماذا قصد بالصدقة ؟ فإن كان قصد بها وجه الله عز و جل فهي بلا شك حسنة و الله عز و جل يقبل الحسنات أما إن قصد بذلك غير وجه الله عز و جل حتى من الصالح لا تقبل منه و هذه حقائق معروفة شرعا .
كيف التعامل مع من إذا أحسنت إليه أساء إليك .؟
السائل : شيخنا بارك الله فيكم ، كيف تنصحون أن يتعامل المرء مع من ابتلي به من إخوانه و بخاصة الذين يزعمون بأنهم ملتزمون أنه إذا أحسن إليه أساء إليه ، أساء إليه بلسانه ، و أساء إليه بأن تكلم عليه في عرضه هذا شق ، و الشق الآخر كيف يتعامل المرء مع إخوانه الذين يأكلون أعراض الناس و لا يألون في ذلك جهدا فبارك الله فيكم ؟ و الشق الأول يعني ضروري التركيز عليه بارك الله فيكم
الشيخ : ضروري إيش ؟
السائل : التركيز عليه .
الشيخ : هذا في اعتقادي جوابه في حديث صحيح في صحيح مسلم أن رجلا شكى إلى النبي صلى الله عليه و سلم أنه له أقارب ، له أرحام هو يصلهم و هم يقاطعونه فأجابه عليه الصلاة و السلام أنه إن كان الأمر كذلك ( فكأنما تسف في وجوههم المل ) ، المل الرّماد الحار فمعلوم أن من مكارم الأخلاق و ليس من واجبات الأحكام أن تصل من قطعك و تعفو عن من ظلمك و تعطي من حرمك هذه من مكارم الأخلاق فإذا كان هناك ناس يحسن إليهم المحسن و هو على صلة بهم بسبب اشتراكهم جميعا في الإلتزام بالأحكام الشرعية لكن مع ذلك لا يلتزمون الحكم الشرعي بالإحسان إلى من أحسن إليهم فهنا حالتان الحالة الأولى و هي الفضلى ما تضمّنه هذا الحديث و الحديث الذي قبله من أن تصل من قطعك و أنهم إذا عاملوك بخلاف ما تعاملهم فكأنما ترمي في وجوههم الرماد الحار لكن ليس كل الناس باستطاعتهم أن يصبروا على مثل هذه الجفوة أو على مثل هذه المعاملة السيئة فله أن لا يواصلهم و لا أن يتردد عليهم إذا كان قد بلغ بهم الأذى إلى درجة بالنسبة إليه على الأقل لا يطيقها فإذن هنا كما نقول في كثير من الأجوبة على بعض الأسئلة ، هنا تقوى و هنا فتوى ، التقوى أن تظل تواصلهم لعل الله عز و جل يهديهم و يفيئون إلى أنفسهم بأن يجازوا المحسن بإحسانه هذه هي التقوى لكن الفتوى أنه يجوز أن تدعهم و شأنهم و تكتفي أذاهم و تعتزلهم هذا الحكم بلا شك إذا كان واردا في من كان مشتركا معهم في الالتزام لكنهم هنا لا يلتزمون حكم الإسلام فبالأولى بالنسبة للتعامل مع عامّة الناس فنفس الحكم يأتي لكن هنا باعتبار الإشتراك في التزام الفريقين بالشرع ، الحكم بالمواصلة أقوى من هناك .
السائل : شيخنا بارك الله فيكم يقول الله جل جلاله (( و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما مبينا )) يقول هذا الشاب الذي نتحدث عنه لماذا تتكلم عن فلان و تقول فيه كذا و كذا يقول إني أبغضه في الله يقولون له ما سبب بغضك له في الله يقول إذا جلسنا في مجلس مع الشيخ ناصر - بيقلب الجلسة العلمية إلى فكاهية - و ردينا عليه مع بعض الآخرين مع بعض الإخوة قلنا إذا كان هذا الكلام صحيحا فالشيخ ناصر لا يسمح بأن تكون الجلسة العلمية جلسة نكت و ضحك ، فماذا شيخنا بارك الله فيكم تضيف على كلمتك الأولى و هل فيه من طلابك يا شيخ من يقلب جلستكم العلمية إلى فكاهية ؟
الشيخ : بيجوز يكون فيه مبالغة من أحد الفريقين من الذي يدعي أنه يقلب الجلسة إلى جلسة فكاهية و هذه طبعا الواقع يشهد أنه ليس كذلك فيكون في الكلام مبالغة بمعنى أنه قد يقع شيء من ذلك و هذا لا يترفع عنه أي جلسة لأننا أولا كلنا بشر و ثانيا قد تقع نكتة تجعل الجلسة فيها نوع من الفكاهة لكن قد تكون المبالغة في الكلام من أجل المحافظة على حرمة الجلسة و على قدرها من الناحية العلمية و لذلك فما ينبغي أن نحاصص و أن ندقق في مثل هذه الدّقة ما دام أنه فيه احتمال أنه يكون فيه مبالغة من الطرفين ، الطرف الذي يدّعي أن هناك قلب للجلسة العلمية إلى جلسة فكاهية فيه مبالغة ، أو مبالغة من الطرف الذي ينقل هذا النقل و لا يكون الأمر كذلك .
الشيخ : ضروري إيش ؟
السائل : التركيز عليه .
الشيخ : هذا في اعتقادي جوابه في حديث صحيح في صحيح مسلم أن رجلا شكى إلى النبي صلى الله عليه و سلم أنه له أقارب ، له أرحام هو يصلهم و هم يقاطعونه فأجابه عليه الصلاة و السلام أنه إن كان الأمر كذلك ( فكأنما تسف في وجوههم المل ) ، المل الرّماد الحار فمعلوم أن من مكارم الأخلاق و ليس من واجبات الأحكام أن تصل من قطعك و تعفو عن من ظلمك و تعطي من حرمك هذه من مكارم الأخلاق فإذا كان هناك ناس يحسن إليهم المحسن و هو على صلة بهم بسبب اشتراكهم جميعا في الإلتزام بالأحكام الشرعية لكن مع ذلك لا يلتزمون الحكم الشرعي بالإحسان إلى من أحسن إليهم فهنا حالتان الحالة الأولى و هي الفضلى ما تضمّنه هذا الحديث و الحديث الذي قبله من أن تصل من قطعك و أنهم إذا عاملوك بخلاف ما تعاملهم فكأنما ترمي في وجوههم الرماد الحار لكن ليس كل الناس باستطاعتهم أن يصبروا على مثل هذه الجفوة أو على مثل هذه المعاملة السيئة فله أن لا يواصلهم و لا أن يتردد عليهم إذا كان قد بلغ بهم الأذى إلى درجة بالنسبة إليه على الأقل لا يطيقها فإذن هنا كما نقول في كثير من الأجوبة على بعض الأسئلة ، هنا تقوى و هنا فتوى ، التقوى أن تظل تواصلهم لعل الله عز و جل يهديهم و يفيئون إلى أنفسهم بأن يجازوا المحسن بإحسانه هذه هي التقوى لكن الفتوى أنه يجوز أن تدعهم و شأنهم و تكتفي أذاهم و تعتزلهم هذا الحكم بلا شك إذا كان واردا في من كان مشتركا معهم في الالتزام لكنهم هنا لا يلتزمون حكم الإسلام فبالأولى بالنسبة للتعامل مع عامّة الناس فنفس الحكم يأتي لكن هنا باعتبار الإشتراك في التزام الفريقين بالشرع ، الحكم بالمواصلة أقوى من هناك .
السائل : شيخنا بارك الله فيكم يقول الله جل جلاله (( و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما مبينا )) يقول هذا الشاب الذي نتحدث عنه لماذا تتكلم عن فلان و تقول فيه كذا و كذا يقول إني أبغضه في الله يقولون له ما سبب بغضك له في الله يقول إذا جلسنا في مجلس مع الشيخ ناصر - بيقلب الجلسة العلمية إلى فكاهية - و ردينا عليه مع بعض الآخرين مع بعض الإخوة قلنا إذا كان هذا الكلام صحيحا فالشيخ ناصر لا يسمح بأن تكون الجلسة العلمية جلسة نكت و ضحك ، فماذا شيخنا بارك الله فيكم تضيف على كلمتك الأولى و هل فيه من طلابك يا شيخ من يقلب جلستكم العلمية إلى فكاهية ؟
الشيخ : بيجوز يكون فيه مبالغة من أحد الفريقين من الذي يدعي أنه يقلب الجلسة إلى جلسة فكاهية و هذه طبعا الواقع يشهد أنه ليس كذلك فيكون في الكلام مبالغة بمعنى أنه قد يقع شيء من ذلك و هذا لا يترفع عنه أي جلسة لأننا أولا كلنا بشر و ثانيا قد تقع نكتة تجعل الجلسة فيها نوع من الفكاهة لكن قد تكون المبالغة في الكلام من أجل المحافظة على حرمة الجلسة و على قدرها من الناحية العلمية و لذلك فما ينبغي أن نحاصص و أن ندقق في مثل هذه الدّقة ما دام أنه فيه احتمال أنه يكون فيه مبالغة من الطرفين ، الطرف الذي يدّعي أن هناك قلب للجلسة العلمية إلى جلسة فكاهية فيه مبالغة ، أو مبالغة من الطرف الذي ينقل هذا النقل و لا يكون الأمر كذلك .
نصيحة للشباب المستقيم .
الشيخ : بارك الله فيكم ينبغي على المسلمين و بخاصة الملتزمين منهم أن يسعى بعضهم بعضهم و أن لا يحمل بعضهم على بعض و أن يجري على سنن ما يروى ، أقول ما يروى لأني لست متثبتا من صحة ما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال في مثل هذا النقل " التمس لأخيك عذرا " يعني إذا قال فعلا كما نقلت و أنا أستبعد ذلك لكن قال كلمة من باب المبالغة و على الحرص على نقاوة الجلسة مما يعكّر صفوها العلمي ، ماذا ينبغي أن نظن به هل يظن الطعن في ذلك الذي قد يلقي فكاهة عرضا أم يريد المحافظة على نقاوة الجلسة ؟ التمس لأخيك عذرا و لذلك فما ينبغي التوسيع الرقع على الراقع و نسأل الله عز و جل أن يلهمنا الصواب في ما نأتي و في ما نذر . الآن معكم خمس دقائق فهاتوا ما عندكم .
متى ينفخ الروح في الجنين .؟
السائل : يا شيخ بالنسبة لنفخ الروح في الجنين متى يكون خصوصا أن هناك من يقول إن هناك أدلة علمية تثبت أن نفخ الروح يكون في بداية الأربعين الأولى من عمر الجنين و أن هناك حديث في مسلم يثبت فيه زيادة أنه يكون علقة مثل ذلك في ذلك في الأربعين يوما يستدلون بهذا الحديث على أن الروح تنفخ بعد أربعين يوما ؟
الشيخ : في سؤالك ناحيتان إحداهما شرعية و الأخرى طبية ، من الناحية الشرعية ثبت في حديث ابن مسعود المتّفق عليه بين الشيخين أن الرّوح إنما تنفخ في الجنين بعد أربعة أشهر ، أما القول أنه ثبت علميا طبيا أن الروح تنفخ قبل ذلك فأنا في اعتقادي أن هذا مع أنه مخالف للحديث السّابق فهو أيضا ليس بثابت طبيا لأنني أنا مع أن هذا ليس من اختصاصي لكنه من معلوماتي التي يشاركني فيها كل مثقف له مشاركة في الاطّلاع على ما يجري اليوم من بحوث علمية و غيرها ، نحن نعلم أن الحوين الصغير الذي يوجد منه الملايين المملينة في مني الرجل كلها حوينات ليست ميتة و إنما هي فيها الحياة ، أليس كذلك ؟
سائل آخر : بلى .
الشيخ : هذا الحوين حينما ينمو حينما يلقح البويضة في رحم المرأة ، ينمو و معه الحياة التي فطرها الله عز و جل في هذا الحوين و هو في صلب الرجل قبل أن ينتقل إلى رحم المرأة فإذن هنا حياتان و نتسامح في التعبير و لا بأس من ذلك قليلا ، هنا روحان : الروح الأولى وجدت مع الحوين و هو في صلب الرجل ، الحياة أو الروح الأخرى نفخت بنص الحديث بعد أربعة أشهر يوم يأتي و ينفخ فيه الروح و يسأل سعيد أم شقي ، ذكر أو أنثى إلى آخر التفاصيل المعروفة في الصحيح ، فهنا إذن روحان الروح الثالثة هذه ما هي ؟ طبيا لا يوجد روح ثالث إطلاقا بمعنى غير الروح التي بها يحيى هذا الحوين و يكبر و ينمو و ينمو حتى يصبح يتحرك في بطن الأم و الروح التي تنفخ في الجنين هذه بلا شك روح جديدة غير تلك الروح الكمينة في ذلك الحوين ، هذه دعوى مجرّد دعوى أن هناك ثابت في علم الطب أن الروح التي أخبر الله عنها أو أخبرنا نبينا أن الله يأمر الملك بأن ينفخ فيه الروح لا في الشرع و لا في علم الطب أن هذا ينفخ بعد أربعين يوما أو على الأقل قبل مضي الأربعة أشهر هذا لا وجود له إطلاقا ، أخيرا أنا أريد أن أذكر لا ينبغي أن نخلط بين العلم التجربي البشري و بين العلم الإلهي الذي مصدره من كتاب ربنا و من حديث نبينا صلى الله عليه و آله و سلم لأن كلاّ من العلمين لهما لكل منهما سبيله ، فسبيل العلم الشرعي هو القرآن و السّنّة ، سبيل العلم الكسبي هو البشر ، فقد يخطئ و قد يصيب . كثيرا ما نسمع و نسأل كثير مع الأسف أنه امرأة في بطنها جنين و اكتشفوا الآن بواسطة الجهاز الذي يشبه التلفاز بأن هذا الجنين مشوّه و أنه إذا لم تجهض المرأة و ولدت ولادة طبيعية سيكون هذا الولد معوّقا ، آخر سؤال سئلت بأنه بعض الأطباء قالوا للحامل بأنه هذا مشوّه تشويه فضيع جدا فربما له أكثر من يدين أو أكثر من رجلين يعني صورة مخيفة جدا ، خاصة للأم الوالدة و كان في المجلس حينما سئلت هذا السؤال امرأة حدثتنا و هي صادقة بأن قريبة لها حدثوها بأن الجنين الذي في بطنها إذا ما ولد فسيولد له أربعة أرجل و ما عاد أذكر كم يد فمسكينة خافت جدا و لكن قالت أمري إلى الله عز و جل لما ولدت و إذا بها الجنين بشرا سويا ، سبحان الله ، رجعت بعد ذلك علّلوا أنه و الله التلفاز يمكن كان شوية مشوش و كان كذا و إلى آخره ، و هذه حقيقة كثيرا ما يقع مثل هذا ... .
سائل آخر : خاصة شيخنا في تحديد الذكر من الأنثى .
الشيخ : أيضا .
سائل آخر : يقولون لها أنثى فتلد فيطلع ذكرا .
الشيخ : سبحان الله ، فغرضي أن أقول ما نربط هذا بهذا لأنه الحقيقة سنقع في تناقضات مع الحكم الشرعي .
الشيخ : في سؤالك ناحيتان إحداهما شرعية و الأخرى طبية ، من الناحية الشرعية ثبت في حديث ابن مسعود المتّفق عليه بين الشيخين أن الرّوح إنما تنفخ في الجنين بعد أربعة أشهر ، أما القول أنه ثبت علميا طبيا أن الروح تنفخ قبل ذلك فأنا في اعتقادي أن هذا مع أنه مخالف للحديث السّابق فهو أيضا ليس بثابت طبيا لأنني أنا مع أن هذا ليس من اختصاصي لكنه من معلوماتي التي يشاركني فيها كل مثقف له مشاركة في الاطّلاع على ما يجري اليوم من بحوث علمية و غيرها ، نحن نعلم أن الحوين الصغير الذي يوجد منه الملايين المملينة في مني الرجل كلها حوينات ليست ميتة و إنما هي فيها الحياة ، أليس كذلك ؟
سائل آخر : بلى .
الشيخ : هذا الحوين حينما ينمو حينما يلقح البويضة في رحم المرأة ، ينمو و معه الحياة التي فطرها الله عز و جل في هذا الحوين و هو في صلب الرجل قبل أن ينتقل إلى رحم المرأة فإذن هنا حياتان و نتسامح في التعبير و لا بأس من ذلك قليلا ، هنا روحان : الروح الأولى وجدت مع الحوين و هو في صلب الرجل ، الحياة أو الروح الأخرى نفخت بنص الحديث بعد أربعة أشهر يوم يأتي و ينفخ فيه الروح و يسأل سعيد أم شقي ، ذكر أو أنثى إلى آخر التفاصيل المعروفة في الصحيح ، فهنا إذن روحان الروح الثالثة هذه ما هي ؟ طبيا لا يوجد روح ثالث إطلاقا بمعنى غير الروح التي بها يحيى هذا الحوين و يكبر و ينمو و ينمو حتى يصبح يتحرك في بطن الأم و الروح التي تنفخ في الجنين هذه بلا شك روح جديدة غير تلك الروح الكمينة في ذلك الحوين ، هذه دعوى مجرّد دعوى أن هناك ثابت في علم الطب أن الروح التي أخبر الله عنها أو أخبرنا نبينا أن الله يأمر الملك بأن ينفخ فيه الروح لا في الشرع و لا في علم الطب أن هذا ينفخ بعد أربعين يوما أو على الأقل قبل مضي الأربعة أشهر هذا لا وجود له إطلاقا ، أخيرا أنا أريد أن أذكر لا ينبغي أن نخلط بين العلم التجربي البشري و بين العلم الإلهي الذي مصدره من كتاب ربنا و من حديث نبينا صلى الله عليه و آله و سلم لأن كلاّ من العلمين لهما لكل منهما سبيله ، فسبيل العلم الشرعي هو القرآن و السّنّة ، سبيل العلم الكسبي هو البشر ، فقد يخطئ و قد يصيب . كثيرا ما نسمع و نسأل كثير مع الأسف أنه امرأة في بطنها جنين و اكتشفوا الآن بواسطة الجهاز الذي يشبه التلفاز بأن هذا الجنين مشوّه و أنه إذا لم تجهض المرأة و ولدت ولادة طبيعية سيكون هذا الولد معوّقا ، آخر سؤال سئلت بأنه بعض الأطباء قالوا للحامل بأنه هذا مشوّه تشويه فضيع جدا فربما له أكثر من يدين أو أكثر من رجلين يعني صورة مخيفة جدا ، خاصة للأم الوالدة و كان في المجلس حينما سئلت هذا السؤال امرأة حدثتنا و هي صادقة بأن قريبة لها حدثوها بأن الجنين الذي في بطنها إذا ما ولد فسيولد له أربعة أرجل و ما عاد أذكر كم يد فمسكينة خافت جدا و لكن قالت أمري إلى الله عز و جل لما ولدت و إذا بها الجنين بشرا سويا ، سبحان الله ، رجعت بعد ذلك علّلوا أنه و الله التلفاز يمكن كان شوية مشوش و كان كذا و إلى آخره ، و هذه حقيقة كثيرا ما يقع مثل هذا ... .
سائل آخر : خاصة شيخنا في تحديد الذكر من الأنثى .
الشيخ : أيضا .
سائل آخر : يقولون لها أنثى فتلد فيطلع ذكرا .
الشيخ : سبحان الله ، فغرضي أن أقول ما نربط هذا بهذا لأنه الحقيقة سنقع في تناقضات مع الحكم الشرعي .
متى يحرم إسقاط الجنين .؟
الشيخ : كلنا يعلم أن إسقاط الجنين بعد نفخ الروح لا أقول على الزعم الطبي لأن هذا معناه إسقاطه بعد أربعين يوم يكون محرما بينما نحن شرعا لا نقول إلا بعد أربعة أشهر هذا الإسقاط يكون محرما لأنه يسقط حيا ، أما إذا كان الإسقاط أو الإجهاض قبل ذلك فهنا لنا تفصيل مذكور أكثر من مرة هو كالعزل ، العزل و هو إسقاط الماء خارج الرحم حينما يجامع الرجل زوجته هذا اسمه عزل و هو شرعا مكروه كراهة تنزيهية لما فيه من تقليل نسل الأمة المحمّدية و لكن إذا اقترن مع هذا العزل و هو قبل أن يتكون قبل أن يدخل الماء إلى فرج المرأة فإذا دخل إلى كنه و أوى إلى مأواه و هناك يمكن أن يتكون و أن يتخلق و يصبح جنينا ثم يولد و يصبح بشرا سويا إلى آخره فتتضاعف الكراهة لكن لا تصل إلى حد التحريم إلا بشرطين اثنين : الشرط الأول الذي ذكرته آنفا أن يكون قد نفخت الروح فيه و الشرط الآخر ولو قبل نفخ الروح أن يكون الدافع على الإجهاض فكر غير شرعي ، مثلا في القرآن الكريم النهي عن قتل الأطفال (( و لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق )) فإذا كان الدافع على إسقاط الجنين قبل تكوّنه هو خشية الإملاق فيكون هذا محرما صحيح ليس فيه قتل لنفس نفخت فيه الروح ، لكن الدافع عليه تلك العقيدة الجاهلية الأولى كما جاء في بعض الأحاديث لما سئل عليه السلام عن العزل قال ( أأنت ترزقه ؟ ) من إيش خائف ؟ فإذا كان العزل ليس لهذا السبب فهو مكروه أما إذا كان اقترن معه هذا السبب فيكون محرّما لذلك لما هذا الطبيب يقول و الله جنينك في بطنك مشوه و إذا كمل وضعه جاء معوّقا يالله أجري عملية الإجهاض و استريح منه و إذا الولد ليس فيه أي شيء و إنما الخطأ من الطبيب . خلاصة القول نحن ننصح المسلمين جميعا أن يبتعدوا عن العزل بكل أشكاله و أنواعه لأنه أدناه الكراهة لما فيه من مخالفة بغية الرسول عليه السلام حينما قال ( تزوجوا الولود الودود فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) هذا أدناه تقليل نسل أمة الرسول عليه السلام و أعلاه و أسوءه هو إسقاط الجنين بعد أن نفخت فيه الروح . نسأل الله عز و جل أن ينفخ في المسلمين روحا طيبة تحضّهم على فهمه أولا لإسلامهم فهما صحيحا و أن يطبّقوه في أنفسهم و بين الإخوة المتحابين في الله عزّ و جل ثم لا تزال تتسع دائرتهم حتى تشمل البعيدين عنهم و بهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك .
اضيفت في - 2004-08-16