شرح قول ابن مالك رحمه الله: تتمة ما سبق : ولاضطرار كبنات الأوبر *** كذا وطبت النفس يا قيس السري.
الطالب : رجل .
الشيخ : رجل ، فإذا كان شعرهم يضطرهم إلى مخالفة اللغة العربية عند الناس ، فكذلك أنا ، إن أراد أن يجادلنا قلنا : اصنع ما شئت ، طيب .
" كذا وطِبتُ النَّفسَ يا قيسُ السَّرِي " :
طبتُ النفس : طبتُ النفسَ يا قيس : يشير أيضًا إلى بيت ضرورة ، يقول فيه الشاعر :
" رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ "
" رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ "
النفس : هنا تمييز محول عن الفاعل ، وأصله : وطابت نفسُك ، والتمييز عند جمهور النحويين لابد أن يكون نكرة ، ولا يجوز أن يكون معرفة ، فإذا أُورد عليهم هذا البيت ، قالوا : هذا ضرورة ، فهي زائدة ، لأنها دخلت على كلمة يجب أن تكون نكرة ، هذا وجه الزيادة ، دخلت على كلمة يجب أن تكون نكرة ، صناعةً أو لغة ؟
الطالب : صناعة .
الشيخ : صناعةً ، إلا إذا تأكدنا أنَّ التمييز لم يرد عن العرب معرّفاً فهي لغة ، لكن على كل حال جمهور النحويين يقولون : لا يجوز أن يكون التمييز معرفة ، فإذا جيء بهذا البيت نقول : إيش ؟
الطالب : ضرورة .
الشيخ : ضرورة ، " رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ " ، هل هذا ذم له أو مدح ؟
الطالب : ذم .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ما أدري .
الشيخ : ما يدري .
الطالب : ذم ، لأنه صد عن عمرو .
الشيخ : إي نعم ، لكن هل إن هؤلاء يستَعتِبون منه ، يطلبون العتبى ويقولون : ما الذي فعلنا حتى تصد عنا ، نعم ، وأنه رجل يعني له قيمته ، إذا صد عن أحد فله قيمته ، الذي يظهر والله أعلم أنَّ ابن مالك فهم هذا ، ولهذا قال :
" يا قيسُ السَّرِي " : السَّري : الشريف ، كما قال ابن مالك في باب المبتدأ :
" كَهُم سُراةٌ شُعراء " : أي : شرفاء ، واضح ؟ فالظاهر أنَّ ابن مالك -رحمه الله- فهم أن هذا الرجل رجل شريف ، وأن هؤلاء يستعتبون منه ، يطلبون منه العتبى وأن يرضى عنهم :
" رأيتُكَ لما أنْ عَرفتَ وُجوهَنا *** صَددتَ وطِبتَ النفسَ يا قيسُ عَن عَمروِ "
طيب إذن ، ما علامة كونها زائدة للاضطرار ؟ نقول : إذا دخلت على ما يجب أن يكون خالياً منها في الشعر ، فهي زائدة للضرورة ، ثم ذكر القسم الثالث فقال :
" وبعضُ الاعلامِ عليهِ دَخَلا *** لِلَمحِ ما قد كانَ عنهُ نُقِلا "
إلى آخره .
1 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: تتمة ما سبق : ولاضطرار كبنات الأوبر *** كذا وطبت النفس يا قيس السري. أستمع حفظ
سؤال عن كون " الألى اسم موصول... "؟
الشيخ : ذكرها مرتين -جزاك الله خير- ، ابن مالك ذكرها مرتين .
الطالب : شيخ !
الشيخ : اصبر .
الطالب : إي نعم ، بس سمعت الأولى يعني !
الشيخ : هاه ؟
الطالب : الأولى .
الشيخ : الأولى : هي اسم موصول ، الأولى الاسم الموصول ، والثانية : الصنم . نعم ؟
الطالب : أحسن الله إليكم .
الرجل نكرة إذا دخلت عليه أل تعرف وهنا التميز نكرة وقد دخلت عليه " أل" " النفس يا قيس" وهل التمييز لا يتعرف أبداً؟
الشيخ : نعم .
الطالب : التمييز ، التمييز نكرة !
الشيخ : نعم .
الطالب : ولما دخلت عليه : أل ، لم يتعرف !
الشيخ : أي نعم ، للضرورة .
الطالب : لكنه لم يتعرف ؟
الشيخ : لأن التمييز لا يمكن أن يكون معرفة ، والرجل يمكن أن يكون معرفة .
الطالب : لكن حتى بأل ما يمكن أن يكون معرفة !؟
الشيخ : ما يمكن يكون معرفة .
الطالب : وش الضابط ؟
الشيخ : ضابطه : إذا قلنا : يشترط في التمييز أن يكون نكرة ، ثم وجدناه معرفة ، قلنا لمن أتى به معرفة : أخطأت ، إذا كان في اختياره ، أما إذا كان في ضرورة ، فالضرورة تبيح المحظور .
الطالب : ما يتعرف أبدًا ؟
الشيخ : أبداً .
3 - الرجل نكرة إذا دخلت عليه أل تعرف وهنا التميز نكرة وقد دخلت عليه " أل" " النفس يا قيس" وهل التمييز لا يتعرف أبداً؟ أستمع حفظ
قراءة قول ابن مالك رحمه الله " ... كالفضل و الحــــــارث و النعمان *** فذكـــــــــر ذا وحـــــــذفه ســــــيان. وقد يصير علما بالغلبه *** مضــــــاف أو مصــــــــحوب أل كالعــــــــــقبة. وحذف أل ذي إن تناد أو تضف *** أوجــــــب وفي غيرهما قد تنــــــحذف...".
وقد يصيرُ عَلَماً بالغَلَبَهْ *** مُضافٌ أوْ مَصحُوبُ أَلْ كالعَقَبَةْ
وحَذفُ ألْ ذِي إِنْ تُنادِ أَو تُضِفْ *** أَوجِبْ وفي غَيرِهـِما قدْ تَنحَذِفْ " .
4 - قراءة قول ابن مالك رحمه الله " ... كالفضل و الحــــــارث و النعمان *** فذكـــــــــر ذا وحـــــــذفه ســــــيان. وقد يصير علما بالغلبه *** مضــــــاف أو مصــــــــحوب أل كالعــــــــــقبة. وحذف أل ذي إن تناد أو تضف *** أوجــــــب وفي غيرهما قد تنــــــحذف...". أستمع حفظ
مراجعة يسيرة لما تقدم؟
قدم لنا أنَّ أل تزاد أحياناً زيادة لازمة ، مثل : اللات ، والذين ، واللائي ، وما أشبهها ، وقد تزاد لاضطرار مثل : بنات الأوبر ، وطبتَ النفس يا قيسُ ، وهذا في ضرورة الشعر ، الموضع الثالث : تزاد للمح الأصل ، هذا الموضع الثالث : أنها تزاد للمح الأصل .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وبعــــض الأعلام عليه دخــــــلا *** للمــــح ما قـــــد كان عنــــه نقـــــــلا.
" وبعضُ الاعلامِ عليهِ دَخَلا *** لِلَمحِ ما قدْ كانَ عَنه نُقِلا " :
بعض الاعلام ، قوله : بعض الاعلام يدل على أنه ليس كل الأعلام ، بل بعضها .
" عليه دخلا " : أي الألف واللام إذا جعلنا الألف في قوله : " دخلا " للتثنية ، فإن جعلنا الألف للإطلاق ، أي إطلاق الرويّ ، فإن المراد : دخل : أي أداة التعريف ، يعني بعض الأعلام تُدخل عليه : أل ، ونقول : إنها زائدة ، لماذا نقول إنها زائدة ؟ لأنها لم تفد تعريفًا ، وجودها وعدمها سواء ، فهي لم تفد تعريفًا ، لأنها دخلت على علَم ، فتكون زائدة ، لكن لماذا تُزاد ؟ قال :
" لِلَمحِ ما قَدْ كانَ عنهُ نُقِلا " : يعني أنهم يُدخلونها لأجل أن يلمح السامع ما نُقل عنه هذا هذا الاسم العلَم ، أنت فاهم يا سعد ؟!
الطالب : لا يا شيخ .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا يا شيخ .
الشيخ : إي ، لأنكَ شبه نائم .
الطالب : لا لا .
6 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وبعــــض الأعلام عليه دخــــــلا *** للمــــح ما قـــــد كان عنــــه نقـــــــلا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: كالفضل و الحــــــارث و النعمان *** فذكـــــــــر ذا وحـــــــذفه ســــــيان.
الطالب : نعم ، الفضل بن عباس .
الشيخ : نعم ، الفضل بن عباس ، الفضل لو حذفت أل ، وقيل : فضل ، صح الكلام ، ولم نحتج إلى : أل ، لماذا ؟
الطالب : لأنه علم .
الشيخ : لأنه علم ، حصلت معرفته بالعَلَمية فلا حاجة إلى أل ، إذن تكون أل زائدة ، لكن لماذا زادوها ؟ قالوا : لأجل لمح الأصل الذي هو المصدر ، لأن فضل : مصدر ، فضُل يفضُل فضلاً ، مِن أجل إذا سمع السامع : الفضل ، يروح ذهنه إلى إيش ؟
الطالب : إلى المصدر .
الشيخ : إلى المصدر الذي هو المعنى الذي يُرغب فيه ، فيكون تفائلاً بأن هذا الرجل المسمى بالفضل ، يكون ذا فضل ، وذا شرف .
ثانيًا : " الحارث " : الحارث يسمى حارث ، ويسمى الحارث ، الحارث : هذه أل زائدة ، ووجه زيادتها : أنه لا يحتاج إليها في تعريف مدخولها ، لأن مدخولها معرفة لكونه إيش ؟
الطالب : علمًا .
الشيخ : علمًا ، إذن لماذا أدخلت ؟ للمح الأصل وهو الحارث : اسم فاعل من الحرث ، اسم فاعل من الحرث ، كأن الذي وضع هذا الاسم له أراد التفاؤل بأنَّ هذا المسمى يكبر ويكون حارثًا عاملاً كما جاء في الحديث : ( أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن ، وأصدقها حارث وهمام ) ، طيب ،
" والنُّعمان " : النعمان من أسماء الدم ، والدم أحمر ، فيسمي الإنسان ولده النعمان تفاؤلاً بأن يظهر أحمر ، والغالب أنَ الحمرة تدل على الصحة والنشاط ولهذا يقال للإنسان إذا رُؤي وجهه أصفر : لا بأس عليك عسى ما أنت مريض ، لكن أحمر يضرب به المثل بالقوة والنشاط ، فيسمي ولده بالنعمان للمح إيش ؟
الطالب : الأصل .
الشيخ : الأصل وهو الحمرة في الدم ، طيب ، هذه أل في هذه الأمثلة زائدة ، علل ؟ للاستغناء عنها بالعَلَمية السابقة عليها ، فهي داخلة على علم ، قال :
" كالفضل والحارِثِ والنُّعمانِ *** فَذكْرُ ذا وَحذْفُه سِيَّانِ " :
ذكر ذا وحذفه سيان مِن حيث المعرفة ، أما من حيث المعنى فيختلف ، لأن الذي يضع أل للمح الأصل ليس كالذي لا يضعها ، لكن من حيث أنه معرفة ذكره وحذفه سيان .
7 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: كالفضل و الحــــــارث و النعمان *** فذكـــــــــر ذا وحـــــــذفه ســــــيان. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وقد يصير علما بالغلبه *** مضــــــاف أو مصــــــــحوب أل كالعــــــــــقبة.
" وقد يصيرُ عَلَماً بالغَلَبَةْ *** مضافٌ أو مَصحوبُ أَلْ كالعَقَبَة " :
نعم ، قد يكون علماً بالغلبة : المضاف أو المحلى بأل ، هذا في الحقيقة قد يقول قائل : إن الأولى أن يُذكر في باب ؟
الطالب : المضاف .
الشيخ : لا .
الطالب : العلم .
الشيخ : في باب العلم، في باب العلم ، لكن كأنه استطرد لما ذكر أل التي تدخل على الأعلام للمح ، ذكر شيئاً يستعمل أيضًا وهو المضاف ، قد يكون المضاف علم للغَلَبَة ، بمعنى أنه لا يُعرف إلا هذا الرجل ، مع أنه صالح له ولغيره ، مثال ذلك : ابن عُمر ، إذا قيل : " وعن ابن عمر -رضي الله عنه- " ، ابن عمر الآن صار علماً بالغلبة ، ما هو بالتسمية ، علماً على أيَّ ابن عمر ؟
الطالب : عبد الله بن عمر .
الشيخ : على عبد الله بن عمر ، ابن عباس : على مَن ؟
الطالب : على عبد الله .
الشيخ : على عبد الله ، لكن هل عبد الله سمي ابن عباس ووضع له هذا الاسم أو بالغلبة ؟
الطالب : بالغلبة .
الشيخ : بالغلبة ، يعني : أن الغالب أنه إذا قيل : ابن عباس فهو عبدالله ، إذا قيل : ابن عمر فهو عبدالله ، إذا قيل : ابن الزبير فهو عبدالله ، وهلم جرّا ، فمعنى الكلام : أنه قد تصير الكلمة علماً لا بالوضع الأصلي أنها وضعت علمًا لشخص ، ولكن بالغلبة ، مضاف ، هذا المضاف .
" أو مصحوبُ ألْ كالعَقَبَة " :
العقبة : اسم لكلِ عَقَبَة في جبل تحتاج إلى صعود ، لكنها صارت علماً بالغلبة على عقبة منى ، ولهذا يقال : " جمرة العقبة " ، جمرة العَقبة هل يذهب وَهَلك إلى أنها عقبة في الهدا عند الطائف ؟! لا ، العقبة : يعني عقبة منى ، فكلمة العقبة الآن اسم لعقبةٍ معينة لا بالتسمية ، ولكن بالغلبة ، لأن العقبة تصلَح لها ولغيرها ، لكن بالغلبة ، " المدينة " : المدينة ! هذا علم ، على إيش ؟ على مدينة الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بالغلبة ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم بالغلبة ، وإلا فهي صالحة لكل مدينة : (( وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى )) ، ما هي مدينة الرسول ، لكن صارت المدينة علماً على المدينة النبوية بالغلبة ، فكل ما قلت في الكتب الإسلامية : المدينة ، انصرف ذهنك إلى إيش ؟
الطالب : إلى مدينة الرسول .
الشيخ : إلى المدينة النبوية ، وبهذه المناسبة ينبغي أن نصفها بالمدينة النبوية ، دون المدينة المنورة ، لأن المنورة ما نعلم لها أصلاً ، لكن المدينة النبوية نسبة للنبي واضح ، قد يقول قائل : إن المدينة المنورة لها أصل ، وهو حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : ( قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فاستنار منها كل شيء ، فلما مات أظلم منها كل شيء ) ، نعم ، قد يكون لها أصل ، لكنها مع ذلك لم يسمها الصحابة المدينة المنورة ، والعلماء السابقون يسمونها المدينة ، إيش ؟ النبوية ، أو يقولون : المدينة ويسكتون ، نعم ، وكذلك مكة المكرمة أيضًا ، ما علمناها في السابق توصف بهذا الوصف ، الكلام الآن : قد يكون علمًا بالغلبة المضاف ، والثاني : المحلى بأل ، مصحوب أل ، مثال المضاف : ابن عمر ، ابن عباس ، ابن الزبير ، مثال المحلى بأل : العقبة ، المدينة ، الكتاب ، عند النحويين إذا قيل الكتاب ، المراد إيش ؟ كتاب سيبويه ، مع أن الكتاب صالح لكل كتاب ، طيب ، ممكن أن نقول حتى قوله تعالى : (( حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة )) ممكن أن نقول : الكتاب المبين يعني القرآن ، وهو علم بالغلبة ، ممكن ، نعم
" مضافٌ أو مصحوب أل كالعقبة " .
8 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وقد يصير علما بالغلبه *** مضــــــاف أو مصــــــــحوب أل كالعــــــــــقبة. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وحذف أل ذي إن تناد أو تضف *** أوجــــــب وفي غيرهما قد تنــــــحذف.
طيب يقول : " وحذف ألْ ذِي " : ذي : المشار إليه أدنى مذكور ، وما هو أدنى مذكور مِن أقسام أل ؟
الطالب : المحلى بأل .
الشيخ : لا يا إخوان ، التي تزاد للمح الأصل ، كما عندي في الشرح يقول : " وحذف ألْ ، وقد تحذف في غيرهما شذوذًا ، سُمع من كلامهم : هذا عيوق طالعاً والأصل العيوق " .
الطالب : هذا في الشرح ؟
الشيخ : نعم ، طيب ، عندكم في الشرح ؟
الطالب : إي نعم عندنا .
الشيخ : وش يقول ؟
الطالب : يقول : أنا عندي في الحاشية : ذي : اسم إشارة صفة لأل .
الشيخ : نعم .
الطالب : أي نعم .
الشيخ : بس ؟
الطالب : يعني يقول : " حذف : مفعول به مقدم للفعل أوجب الآتي ، وحذف : مضاف ، وأل : قصد لفظه: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة ، منع من ظهورها سكون الباء الأصلي ، ذي : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر صفة لأل ، إن : حرف شرط جازم ، تناد : فعل مضارع مجزوم بإن لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، والفاعل : أنت ، أوجب : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت ، والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب ، وجواب الشرط إن : محذوف ، دل عليه أوجب " .
الشيخ : لا ، هذا إعراب ، الشرح !!
الطالب : هنا يا شيخ يقول :
الشيخ : وش يقول ؟
الطالب : " وحكم هذه الألف واللام أنها لا تحذف إلا في النداء أو الإضافة ، نحو يا صعقُ في الصعق ، وهذه مدينة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
الشيخ : نعم .
الطالب : " وقد تحذف في غيرهما شذوذا سمع من كلامهم : هذا عيوق طالعًا ، والأصل العيوق ، وهو اسم نجم " .
طالب آخر : يا شيخ موجود هنا يا شيخ !
الشيخ : الظاهر أن قوله : " وحذف أل ذي " : إذا قلنا : يعود إلى أقرب مذكور ، فإلى أقرب مذكور عندنا : العقبة ، الذي يصير علماً بالغلبة .
" وحذفَ ألْ ذي إن تناد أو تضف *** أوجب " : يعني أنه إذا أضفت مدخول أل ، وجب عليك أن تحذف الأل ، فتقول : عقبة منى ، ولا يجوز أن تقول : العقبة منى ، كذلك إذا ناديت ، وجب عليك أن تحذف ، مثال ذلك : قول الشارح الذي ذكره الإخوان : " الصعق " : اسم لرجل ، إذا ناديته يجب أن تقول : يا صعق ، وذلك لتعذر اجتماع أل مع حرف النداء ، ومع الإضافة إلا بشروط معروفة .
" وفي غيرهما قد تنحذف " : يعني في غير النداء والإضافة ، قد تنحذف فتقول : عقبة ، وتقول : صعق ، وما أشبهها ، وش عندك يا عبد الرحمن ؟
الطالب : قوله : " وحذفَ ألْ ذِي إنْ تُنادِ أو تُضِفْ " !
الشيخ : نعم ، لأن الإشارة تعود إلى أدنى مذكور ، وبهذا انتهى الكلام على المفردات ، انتهى الكلام على المفردات ، ومن الابتداء فما بعد نبتدئ بالمركبات .
المفردات الفائدة من معرفتها : معرفة ما يُعرب ، وما يبنى ، وما يتعلق بذلك ، لا معرفة أن هذا مرفوع أو منصوب -إلا فيما مرَ علينا في- بل كما سيأتي إن شاء الله تعالى في إعراب الفعل وما أشبه ذلك ، المهم أنَّ ابن مالك الآن لم يذكر فيما سبق إلا الكلام على ؟
الطالب : المفردات .
الشيخ : المفردات طيب ، فنبدأ الآن بالمركبات ، باقي واجد ؟
الطالب : خمس .
الشيخ : باقي خمس ؟! نعم ، إذن نخلي المبتدأ غدًا -إن شاء الله- .
9 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وحذف أل ذي إن تناد أو تضف *** أوجــــــب وفي غيرهما قد تنــــــحذف. أستمع حفظ
في اسم الفضل والحارث إذا أردنا أن ننادي هل نحذف "أل" ؟
السائل : الفضل والحارث والنعمان : إذا أردنا أن ننادي مثلًا أو نضيف يا شيخ ، حذف الألف واللام لازم ؟!
الشيخ : أما المناداة فلا يجب ، لو قلت : يا الفضل ، أما الإضافة : فهل العلم يضاف ؟ إذا أضيف العلم صار نكرة ، ولكن العلم يضاف إليه ولا يضاف .
الطالب : شيخ !
الشيخ : نعم ؟
الطالب : يا شيخ وقفنا على أبيات المراجعة .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : في مراجعة اليوم .
الشيخ : نعم .
الطالب : بمراجعة لما بعد .
الشيخ : كيف كمراجعة ؟
الطالب : نتوقف ونراجع .
الشيخ : يعني : نتوقف لنراجع ما سبق ؟ هاه ؟
الطالب : نعم .
طالب آخر : نتوقف !
الشيخ : نعم ؟
الطالب : كثير يا شيخ !
طالب آخر : هو الموصول يا شيخ بس هذا !
الشيخ : لا الموصول الحمد لله يسرّه الله جدًا ، أنا كنت مستصعب أيّ ، وما أدراك ما أيّ ، حتى إن بعض النحويين قال : أنتم أتعبتمونا بأيّ ، فقال : " أَيٌّ كذا خُلِقَت " ، فالحاصل أن -الحمد لله- المفردات ما دمنا كنا ختمنا باب ، يعني رجعنا وبحثنا فيه ، ما حاجة .
قراءة من شرح ابن عقيل مع تعليق الشيخ عليه.
الشيخ : نعم .
الطالب : يقول ابن عقيل : " وقد يكون العلم بالغلبة أيضًا مضاف " !
الشيخ : نعم .
الطالب : على قولكم : إنه يعود لِ
الشيخ : لما سبق .
الطالب : نعم ، " كابن عمر ، وابن عباس ، وابن مسعود ، فإنه غلب على العبادلة دون غيرهم من أولادهم ، وإن كان حقه الصدق عليهم ، لكن غلب على هؤلاء حتى إنه إذا أطلق ابن عمر لا يفهم منه غير عبد الله ، وكذا ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم أجمعين ، وهذه الإضافة لا تفارقه لا في النداء ولا في غيره ، نحو يا ابن عمر " .
الشيخ : نعم صحيح ، لكن كلامنا على : أل .
الطالب : هو عندما شرح : أل قال هذا الكلام .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : هو عندما شرح : أل ، البيت الذي فيه أل قال هذا الكلام .
الشيخ : يقول : أل هي التي إذا نودي أو أضيف وجب حذفه ، أما الأول المضاف معروف ، المنادى يضاف ، قصدي : المضاف ينادى ، نعم ؟
الطالب : قول : ابن عمر يا شيخ !
الفضل إذا ناديناه هل نحذف أل؟
الشيخ : ما نحذف هذا .
السائل : لماذا ؟
الشيخ : نقول : يا الفضل ، ولا يا أيها الفضل ؟ وعلى كل حال المسألة هذه تحتاج إلى مراجعة ، لأنه إذا قلت : يا الفضل فيه صعوبة في النطق ، يعني ليس بجيد .
الطالب : بالنسبة لِ ذا إذا كان .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : ذا : ذكرنا أنه إذا أردنا أن نطلقه على ما يكون منصوب ، أو يكون مضاف تكون ملغاة ، والبدل كيف ما هو بواضح ؟
الشيخ : نعم .
الطالب : طيب ، يا شيخ كيف الآن كيف يعرب ... المتقدمين ؟
الشيخ : هذه الحقيقة مشكلتنا عليك من زمان ، نعم ، إذا قلت مثلًا
يسأل، يقول: ذَكَرنا من علامات "ذا" التي تكون ملغاة أو غير ملغاة؛ الجواب والبدل، فيقول: كيف هذا؟
السائل : بس هذه الجملة وهذيك جملة يا شيخ ؟
الشيخ : إي ، لكن مبنية على ذي .
السائل : الآن تخاطبني أنا أرد عليك جواب ثاني !
الشيخ : إي ما يخالف ، مثلًا : الآية إذا جعلناها بالرفع صار التقدير : قل الذي تنفقونه العفوُ ، لأنها جواب لقولهم : ما الذي ينفقون ؟ قل الذي تنفقونه العفو ، وإذا كان في النصب ؟ التقدير : أنفقوا العفو ، أو تنفقون العفو ، ما هي بواضحة ؟!
الطالب : واضحة .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : واضحة .
الشيخ : واضحة . نعم ؟
الطالب : في الوصل ملغاة ؟
الشيخ : هاه ؟
الطالب : إذا وصلت تكون ملغاة ؟
الشيخ : إي نعم .
13 - يسأل، يقول: ذَكَرنا من علامات "ذا" التي تكون ملغاة أو غير ملغاة؛ الجواب والبدل، فيقول: كيف هذا؟ أستمع حفظ
كيف نلغي " ماذا " وهي تنصب؟
الطالب : الآن واضح يا شيخ ، لكن كيف يؤخذ ، ويكون هو الجواب .
هل الجواب هنا في "ماذا " مبني على السؤال ؟
الطالب : زيدًا .
الشيخ : زيدًا ، ليش ؟ لأن مَن تعرف : استفهام عن مفعول به ، واضح ؟
الطالب : واضح .
الشيخ : طيب .
مناقشة ما سبق.
الطالب : ملغاة .
الشيخ : -انتبهوا- ماذا تنفقُ أذهبًا أم فضة ؟
الطالب : ملغاة .
الشيخ : ملغاة ، لأن ماذا : مفعول مقدم لتنفق ، ماذا تنفقُ أذهبٌ أم فضة ؟
الطالب : موصولة .
الشيخ : موصولة ، يعني ما الذي تنفقه ؟ الذي تنفقه ذهب أم فضة ؟ واضحة ما ، نعم انتهى الوقت .
في أل أو اللام وحدها ، يالله يا ابن داود !
الطالب : يا شيخ بعضهم قال : أل ، بعضهم قال : اللام وحدها ، لأنها تسقط الهمزة .
الشيخ : بالوصل .
الطالب : هاه ؟
الشيخ : بالوصل .
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ما هي النكتة التي عبر من أجلها ابن مالك بقوله : " المعرف بأداة التعريف " ، دون أن يقول : بأل ؟
الطالب : لأنه يا شيخ بعض اللغات يعرفون بأم ، لأن بعض لغات العرب أو لهجات العرب يعرفون بأم ، هذه النكتة الأولى ، النكتة الثانية : حتى إذا قال : أل يخرج من الخلاف .
الشيخ : يعني : لأجل يشمل الخلاف .
الطالب : نعم .
الشيخ : سواء قلنا الهمزة وأل أو اللام وحدها ، طيب ، تزاد اللام ، أو تزاد أداة التعريف على أوجه ثلاثة ، نعم ، نوشان !
الطالب : قلنا : الوجه الأول : اللزوم ، أن تزاد لازماً .
الشيخ : أن تزاد لازمًا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : بحيث تكون من بِنية الكلمة .
الطالب : مِن بِنية الكلمة .
الشيخ : طيب .
الطالب : الشيء الثاني : اضطراراً في الشعر .
الشيخ : أن تزاد للضرورة .
الطالب : نعم .
الشيخ : الثالث ؟
الطالب : الثالث : تدخل على الاسم ، على العلم ، للمح .
الشيخ : لمح الأصل .
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب .
الطالب : هذه ليست لازمة يا شيخ !
الشيخ : هاه ؟
الطالب : ليست لازمة .
الشيخ : إي نعم ، ماهي لازمة .
الطالب : تقول له : عدد اللازم !
الشيخ : لا لا ، قلنا : الزيادة أقسام : لازم ، واضطرار ، ولمح الأصل ، طيب اللازمة لها أمثلة ذكرها ابن مالك -رحمه الله- يوسف ؟
الطالب : مثل بنات الأوبر .
الشيخ : لا .
الطالب : الزيادة اللازمة ؟
الشيخ : إي نعم .
الطالب : للاضطرار الاضطرارية .
الشيخ : لا ، اللازمة ؟
الطالب : اللازمة : مثل الذي والتي .
الشيخ : إي ، مثل الذي والتي ، طيب هذه لازمة لا يمكن حذفها ، لماذا قلنا إنها زائدة وهي لازمة ؟ كيف قلنا : زائدة وهي لازمة ؟
الطالب : قلنا : زائدة وهي لازمة لأنها يعني قال بعض النحويين : أنها ليست من أصلها .
الشيخ : لا ، أصلها أصلها لازمة .
الطالب : هي لازمة وزائدة ، لأنها يعني أضيفت إلى ، لأنها إذا قلنا : الذي فأصلها : لذي ، فأضيفت أل وصارت الذي .
الشيخ : لا ، قلنا : لازمة .
الطالب : شيخ !
الشيخ : عبيد الله .
الطالب : لأن هذه الأشياء معرفة .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : هذه الأشياء معرفة .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : معرفة معرفة .
الشيخ : زائدة لأنها لم تفد ؟
الطالب : تعريفاً .
الشيخ : تعريفًا ، ولازمة لأنها صارت كبنية الكلمة ، طيب قوله : الاضطرار ، هل المراد الضرورة التي يباح بها أكل الميتة ؟ أنت ! المراد بالضرورة هنا ما يباح به أكل الميتة ؟
الطالب : لا يا شيخ .
الشيخ : إيش الضرورة ؟
الطالب : الضرورة الشعرية .
الشيخ : الضرورة الشعرية ، طيب أتحفظ بيتاً يدل على ذلك ، شاهداً ؟
الطالب : " طبت النفسَ يا قيسُ السَّري "
الشيخ : بيت غير كلام ابن مالك ، ابن مالك ممثل تمثيل ، خالد ؟
الطالب : " ولقد جنيتُكَ أَكمُأً وعَساقِلا *** ولقد نهيتُك عن بناتِ الأَوبَرِ ".
الشيخ : صح ؟
الطالب : صح .
الشيخ : طيب ، هذا من الضرورة ، وإلا فهي تسمى بنات أوبر ، طيب ، بيت آخر ؟
الطالب : " رأيتُك لما أن عرفتَ وُجوهنا *** صَددتَ وطبتَ النفسَ يا قيسُ عن عَمرو " .
الشيخ : رأيتُك ، لا ، رأيتك !
الطالب : " رأيتُك لما أن عرفتَ وجوهنا *** صَددت " .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : " صددت وطبت النفسَ يا قيسُ عن عمرو " .
الشيخ : طيب ، نريد أمثلة لما زيدت للمح ؟ ناصر !
الطالب : مثل : الحارث ، والعباس .
الشيخ : العباس من إيش ؟
الطالب : من العبوس .
الشيخ : لمح الأصل الذي هو : العبوسة ، طيب .
الطالب : لكن يا شيخ أليس هو من التفاؤل كيف يقال : بالعبوسة ؟
الشيخ : إيه لمح الأصل .
الطالب : إطلاق الكفار .
الشيخ : إي نعم ، يرون أن العباس صفة مدح ، عشان يكون قوي على الأعداء ، نعم .
الطالب : والحارث : للحرث .
الشيخ : نعم .
الطالب : والنعمان : للحمرة .
الشيخ : الحمرة ، لأن النعمان أصله اسم من أسماء الدم .
يقول ابن مالك : " ذكر ذا وحذفه سِيان " : يعني سواء ، ما الذي عنى بهذا القول ؟
الطالب : كل منها معرف .
الشيخ : سيان في إيش ؟
الطالب : في التعريف .
الشيخ : في التعريف ، يعني : أنه لم يحصل منهما تعريف ، وأما من جهة مراعاة الأصل وعدم مراعاته فليس ؟
الطالب : المقصود .
الشيخ : فليس سيان .
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ما معنى قوله : " وقد يصير عَلَماً بالغلَبَة مضاف " ؟
الطالب : يعني : أصله ليس علماً ، لكن بما أن غلب على استعماله العلمية صار علماً .
الشيخ : صار بالاستعمال مخصص بهذا الشيء كان علمًا ، ذكر المؤلف شيئين ؟ بندر !
الطالب : نعم ؟
الشيخ : الأول : مصحوب أل ، والثاني : المضاف ، لأنه قال : " المضاف أو مصحوب أل " .
الطالب : الذين .
الشيخ : الذين : مصحوب أل .
الطالب : ابن عمر .
الشيخ : ابن عمر ، علم بالغلبة على أي أولاد عمر ؟
الطالب : عبدالله بن عمر .
الشيخ : على عبد الله ، ابن عباس علم بالغلبة على ؟
الطالب : عبد الله .
الشيخ : على عبد الله ، صحيح ، إذا أضيف : مصحوب أل بالغلبة هل تبقى أل أو لا ؟
الطالب : تحذف .
الشيخ : تحذف ؟! مثاله ؟!
الطالب : مثاله : ...
الشيخ : لا لا
الطالب : مثاله :
الشيخ : نعم .
الطالب : الغَلَبة : كالعقبة مثلا ، أو المدينة .
الشيخ : طيب أضفها ، اه ؟ أضفها ؟
الطالب : هذه مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : هذه مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
الشيخ : هذه مدينة رسول الله ، العقبة ؟ زكي !
الطالب : هذه هي عقبة منى ، أو عقبة الجمرة .
الشيخ : صح ، انتهى المحلى بأل ، لكن المؤلف -رحمه الله- لم يبين لنا أل المعرِّفة من حيث المعنى ، وهو مهم ، من حيث المعنى يقولون : إن أل جنسية وعهدية، جنسية وعهدية ، والجنسية : إما أن تكون لبيان حقيقة الجنس ، أو لبيان استغراق الجنس . والعهدية : إما ذكرية ، أو ذهنية ، أو حضورية ، فالأقسام الآن ؟
الطالب : خمسة .
الشيخ : خمسة ، اثنان للجنسية ، وثلاثة للعهدية ، يعني : أن أل المعرفة تكون لبيان حقيقة الجنس ، أو لبيان استغراق الجنس ، وهذه هي الجنسية ، وتارة تكون للعهد الذكري ، أو الذهني أو الحضوري ، ولهذا أمثلة : أولاً : التي لبيان الحقيقة ، حقيقة الجنس ، هي التي يقصد بها بيان حقيقة الجنس ، مثل : الرجل خير من المرأة ، يعني : جنس الرجال خير من النساء ، وكذلك : (( الرجال قوامون )) ، يعني جنس الرجال قوامون على النساء ، ومثل أن تقول : الإنسان مكون من لحم وعظم ودم وعصب، وما أشبه ذلك ، يعني حقيقة الإنسان .
وقد تكون لاستغراق الجنس وعلامتها أن يحل محلها : كل ، مثل قوله تعالى : (( والعصر إن الإنسان لفي خُسر )) أي : إن كل إنسان ، ومثل قوله تعالى : (( خلق الإنسان ضعيفًا )) أي : خلق كل إنسان ، والتي للعهد تكون للعهد الذكري ، والعهد الذهني ، والعهد الحضوري .
العهد الذهني هو : ما كان معهودًا بين الناس بأذهانهم مثل : " قال النبي صلى الله عليه وسلم " ، من النبي ؟ محمد -صلى الله عليه وسلم- وتقول : قضى القاضي بكذا وكذا ، من ؟ القاضي قاضي بلاده ، لأن أل للعهد الذهني ، وتكون للعهد الذكري وهي : التي تعود إلى شيء سابق ، مثل قوله تعالى : (( كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون )) من ؟
الطالب : الرسول .
الشيخ : (( الرسول )) ، ومن ذلك أيضًا قوله تعالى : (( فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسرًا )) : العهد في العسر الثاني لإيش ؟ عهد ذكري ، ولهذا كان العسر الثاني هو العسر الأول ، وصار المذكور في الآية عسرًا واحدًا ويسرين . الثالث : العهد الحضوري ، ويكثر ذلك في كل محلاً بأل يأتي بعد اسم الإشارة ، كل محلىً بأل يأتي بعد اسم إشارة فهو للعهد الحضوري ، تقول : ذاك الرجل ، ذلك الكتاب ، وإنما قلنا : إنه عهد حضوري ، لأن الإشارة تكون إلى شيء حاضر ، ومن ذلك أيضاً قوله تعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) اليوم ، يعني : هذا اليوم الحاضر أكملت لكم دينكم ، وتقول : قدم فلان اليوم ، يعني إيش ؟
الطالب : اليوم الحاضر .
الشيخ : اليوم الحاضر ، ابن مالك -رحمه الله- ما تكلم على هذه المعاني ، ولكن غيره تكلم عليها ، وفيها فائدة ، التي لبيان الحقيقة لا تقتضي الشمول ، التي لبيان الحقيقة لا تقتضي الشمول ، لأنا إذا قلنا : الرجل خير من المرأة ، لا يستلزم أن كل واحد من الرجال خير من المرأة ، (( الرجال قوامون )) لا يقتضي أن كل واحد من الرجال قوام على كل امرأة من النساء ، لكن هذا الجنس على هذا الجنس ، أما الذي للاستغراق : فهي تفيد أن هذا الحكم ثابت لجميع أفراد هذا المدخول ، مدخول أل .
الطالب : كيف ؟
الشيخ : (( خُلق الإنسان مِن عجل )) أي : خلق كل إنسان ، وعلامتها أن يحل محلها : كل ، كما قلنا . نعم ؟
الطالب : أحسن الله إليكم ، فيما سبق ذكرت في الدرس بأن أل تحتمل الدخول للغلبة وتحتمل الدخول للزيادة !
الشيخ : كيف للغلبة .
الطالب : أل يعني : المحلى بأل .
الشيخ : نعم .
الطالب : قلنا : يحتمل أن يكون للغلبة .
الشيخ : المشار إليه في قوله : ذي ؟
الطالب : إي نعم ، أحسن الله إليك .
الشيخ : نعم .
الطالب : يعني الإشكال : أن الزيادة تصير للغلبة فكان هو غيره .
الشيخ : نعم .
الطالب : مع أن ابن مالك قال في النظم : وقد تنحذف ، " وفي غيرهما قد تنحذف " .
الشيخ : نعم .
الطالب : وحذفها يدل على أنها جائزة حتى التي للغلبة .
الشيخ : إي ، لا لا الموضوعة مِن أصل الكلام وهي التي تزال لازماً ، هذه ما تدخل في قوله : " ذي " ، الذي يدخل في قوله : " ذي " إما ما كان للغلبة ، كالعقبة ، وإما ما كان للغلبة وللمح الأصل .
الطالب : فهذه أحسن الله إليك زائدة ؟
الشيخ : هاه ؟
الطالب : هذه زائدة ؟
الشيخ : أيهن ؟
الطالب : هذه التي تدخل للغلبة .
الشيخ : إي نعم .
الطالب : زائدة
الشيخ : وكذلك هذه ، التي للمح الأصل .
الطالب : التي للمح الأصل واضحة ، لكن لما كان أل تنقسم قسمين : أل للغلبة وأل للزيادة .
الشيخ : نعم .
الطالب : فهمت أن الزيادة غير الغلبة .
الشيخ : لا لا بس هذه للغلبة ، وهذه للمح الأصل .
الطالب : زين ، أحسن الله إليكم ، في مسألة : (( فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا )) الحكم بأن أل في القسم الثاني للعهد الذكري .
الشيخ : نعم .
الطالب : مع أنَّ العسر المتقدم دخلت عليه أل !
الشيخ : نعم .
الطالب : وهي فيما يبدو للعهد الذهني !
الشيخ : لا ولا كان الأول، الأولى في قوله : (( فإن مع العسر )) لبيان الحقيقة ، ما فيه عهد ذهني ولا شيء بيان الحقيقة .
الطالب : أحسن الله إليكم .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : بالنسبة لدخول أل في غيرهما ، قول ابن مالك : " وفي غيرهما " !
الشيخ : يعني : إن هذه الأل الداخلة على الاسم بالغلبة قد تحذف في غير الإضافة وفي غير النداء .
الطالب : ألا يمكن أن نحملها على نحو آخر يا شيخ ؟
الشيخ : وهو ؟
الطالب : أل الداخلة على الأعلام ، وعلى العلم بالغلبة ، في غيرهما : يعني في غير العلم .
الشيخ : لا لا لا ، مرادهم : في غيرهما : أي في غير النداء والإضافة .
الطالب : قول ابن عقيل يا شيخ !
الشيخ : نعم وش يقول ؟
الطالب : بأنه مثل بـ " يا صعق " ، " ويا أيوب " !
الشيخ : إي صحيح ، هذه محذوفة .
الطالب : بس هذه علم !
الشيخ : هذه محذوفة لأنها دخلت على علم بالغلبة .
القارئ : " وأولٌ مبتدأٌ والثَّاني *** فاعلٌ اغنَى في أَسارٍ ذان
وقِسْ وكاستفهامٍ النفيُ وَقَد *** يجوزُ نحوُ فائزٌ أُولُو الرَّشَد
والثانِ مُبتدًا وذا الوصفُ خَبَر *** إنْ في سِوى الإِفرادِ طِبقًا استَقَرّ " .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: الإبتداء
الحمد لله رب العالمين
قال المؤلف ابن مالك -رحمه الله- في الألفية : " الابتداء " : وهذا العنوان ابتداء الابتداء ، أما كونه ابتداء فهو من حيث تركيب الجملة ، وأما كونه ابتداء : فمن هذا الباب تبدأ التراكيب ، وفائدة النحو ، لأن ما سبق كله فهو في المفردات ، من الآن فصاعدًا في التراكيب ، وقال : " الابتداء " ، ولم يقل : المبتدأ والخبر كما قاله غيره ، اختصارًا ، ولأن الابتداء يستلزم المبتدأ ، والمبتدأ يستلزم الخبر ، فاستغنى بذكر الابتداء عن ذكر المبتدأ والخبر ، للتلازم ، ومع ذلك فهو لم .