شرح ألفية ابن مالك-18a
تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : وأخبروا بظرف أو بحرف جر *** ناوين معنى كائن أو استقر.
الشيخ : التقدير ، " الأصل التيسير وعدم التقدير " ، فنقول : الجار والمجرور نفسه هو الخبر ، والظرف هو الخبر ، المهم أن هذا البيت الذي ذكره ابن مالك كأنه جواب عن سؤال مقدر ، وهو : أنك قلت إن الخبر إما مفرد وإما جملة وها هو يأتي ظرفاً وجار ومجرورًا ؟! فقال : إن الظرف والجار والمجرور إما مفرد وإما جملة ، ولذلك نقدّر كائن أو استقر .
" وأخبروا بظرف أو بحرف جر " ، يعني مع مجرور ، " ناوين معنى كائن أو استقر " .
ثم قال : " ولا يكون اسم زمانٍ خبرَا " .
الطالب : انتهى .
الشيخ : انتهى الوقت ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب .
الطالب : على القول الراجح ، هو ؟
الشيخ : نعم .
الطالب : يكون له متعلق ؟
الشيخ : إيش ؟
الطالب : لا متعلق .
الشيخ : لا متعلق .
الطالب : شيخ !
الشيخ : نعم ؟
الطالب : أحسن الله إليكم ، من قال بإن العرب نووا كائن أو استقر ؟
الشيخ : إيش ؟
" وأخبروا بظرف أو بحرف جر " ، يعني مع مجرور ، " ناوين معنى كائن أو استقر " .
ثم قال : " ولا يكون اسم زمانٍ خبرَا " .
الطالب : انتهى .
الشيخ : انتهى الوقت ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب .
الطالب : على القول الراجح ، هو ؟
الشيخ : نعم .
الطالب : يكون له متعلق ؟
الشيخ : إيش ؟
الطالب : لا متعلق .
الشيخ : لا متعلق .
الطالب : شيخ !
الشيخ : نعم ؟
الطالب : أحسن الله إليكم ، من قال بإن العرب نووا كائن أو استقر ؟
الشيخ : إيش ؟
1 - تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : وأخبروا بظرف أو بحرف جر *** ناوين معنى كائن أو استقر. أستمع حفظ
من قال إن العرب نووا كائنا أو مستقراً ؟
السائل : أقول : من قال إن العرب نووا كائن أو استقر عند ذكر الجار والمجرور ؟
الشيخ : أنت تعرف أن العلماء إذا قعّدوا قاعدة ، وقالوا : لابد أن يكون إما مفرد وإما جملة ، يقول : إن العرب ناوين هذا بالضرورة ، زيد عندك ؟ يعني كائن عندك .
الشيخ : أنت تعرف أن العلماء إذا قعّدوا قاعدة ، وقالوا : لابد أن يكون إما مفرد وإما جملة ، يقول : إن العرب ناوين هذا بالضرورة ، زيد عندك ؟ يعني كائن عندك .
قاعدتهم العظيمة هذه ما هي أدلتهم ؟
السائل : طيب شيخنا قاعدتكم العظيمة هذه !
الشيخ : نعم .
السائل : ماهي أدلتكم ؟
الشيخ : إي ، أدلتنا أننا لم نتعبد، لم يطلب منا التعبد لله بذلك ، فما كان أيسر فهو أحب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، ( لأنه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً ) ، وإن شئت أن تسلك التعسير ، فالله لا يعسر علينا .
" وأبرز الضمير إن تلا الذي *** ما ليس معناه له مُستَحوِذِ " ،
هاه ؟
الشيخ : نعم .
السائل : ماهي أدلتكم ؟
الشيخ : إي ، أدلتنا أننا لم نتعبد، لم يطلب منا التعبد لله بذلك ، فما كان أيسر فهو أحب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ، ( لأنه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً ) ، وإن شئت أن تسلك التعسير ، فالله لا يعسر علينا .
" وأبرز الضمير إن تلا الذي *** ما ليس معناه له مُستَحوِذِ " ،
هاه ؟
مناقشة ما سبق.
الشيخ : " وأبرزِ الضميرَ إن تلا الذي *** ما ليس معناه له مُستَحوِذِ " ،
" وأبرزنِ للضمير مُطلقا *** إن لم يكن للمبتدا موافقا "
إي : وأبرزنَّ الظاهر .
" وأبرزنَّ للضمير مُطلقا *** إن لم يكن للمبتدا موافقا "
هاه ؟
الطالب : هذا مثل ذاك الأبيات الثلاثة شيخنا .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : الأبيات الثلاثة !
الشيخ : الثالث يقول :
" وأبرزنْه إن أتى بعد صفة *** إن لم تكن للمبتدا مكملا " .
هذا أحسن -ما شاء الله- طيب ، لكن ترى العلم بالتعلم ، والشعر صعب ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وإحسانه إلى يوم الدين ، ما الذي يتوجه من انتقاد على ابن مالك بقوله : " والخبر الجزء المتم الفائدة " ، وبماذا يجاب عنه ؟
الطالب : التعريف فيه قصور .
الشيخ : نعم .
الطالب : أنه غير مانع ، يدخل فيه ما ليس من الخبر ، فمثلا جملة : قام زيد ، فزيد متم الفائدة ، وليس خبرا .
الشيخ : صح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : أنتم فاهمين الكلام ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : قام زيد ، زيد : تمت فيه الفائدة ، ومع ذلك ليس خبرا ، بماذا يجاب عنه ؟
الطالب : بالمثال الذي ذكره .
الشيخ : نعم يحدد المعنى المثال ، ما الذي قال ؟
الطالب : " كالله برٌّ والأيادي شاهده " .
الشيخ : يعني : المتم الفائدة كإتمام قولك : " الله بر " ، كيف يمكن أن يصحح التعريف بدون مثال ؟ سعود !
الطالب : أن يكون الخبر هو الجزء المتم للفائدة ، الذي يكون مع المبتدأ .
الشيخ : نعم ، أن يضاف إليه مع المبتدأ : الخبر الجزء المتم الفائدة مع المبتدأ ، طيب .
ينقسم الخبر على رأي ابن مالك إلى قسمين :
الطالب : مفرد وجملة .
الشيخ : مفرد وجملة ، ماذا نعمل في قول : زيد عندك ؟
الطالب : زيد عندك ؟
الشيخ : نعم ، هل يخرج عن هذا التقسيم ؟
الطالب : لا لا .
الشيخ : طيب بماذا نجيب ؟
الطالب : ...
الشيخ : بماذا نجيب عن هذا التقسيم ؟ إذا قال قائل : زيد عندك ، مبتدأ وخبر ، والخبر هنا ليس جملة ولا مفرد !
الطالب : لكنه متعلقا بجملة مفيدة أو .
الشيخ : نجيب : بأن الخبر هو المحذوف الذي تعلق به هذا الظرف ، أو لا ؟! وهو إما أن يقدر كائن ، فيكون مفرد ، أو استقر فيكون جملة ، صح ؟ طيب .
الجملة يشترط فيها أن تشتمل على ؟ نعم !
الطالب : أن تشتمل على ظرف ، وعلى جار ومجرور .
الشيخ : لا ، الجملة !؟
الطالب : أن تكون مشتملة على مفرد أو جمع .
الشيخ : لا يا أخي !
الطالب : السؤال !
الشيخ : ما الذي يشترط في الجملة الواقعة خبرا ؟
الطالب : ...
الشيخ : سلامة !
الطالب : أن تشتمل على رابط يربطها بالمبتدأ .
الشيخ : رابط يربطها بالمبتدأ ، لئلا يظن أنها أجنبية منه ، طيب ما هو الرابط يا علي ؟
الطالب : أربعة .
الشيخ : واحد من أربعة ولا أربعة ؟
الطالب : واحد من أربعة .
الشيخ : واحد من أربعة ، ما هي ؟
الطالب : الضمير .
الشيخ : الضمير .
الطالب : الخبر يعود على المبتدأ .
الشيخ : أو ؟
الطالب : أو يُعرف المبتدأ بمعناه ، بلفظه بلفظه .
الشيخ : إعادة المبتدأ بلفظه ، أو ؟
الطالب : أو التكرار ، أن يكون اسم الإشارة .
الشيخ : أو اسم الإشارة .
الطالب : اسم الإشارة ، نعم .
الشيخ : أو ؟
الطالب : إذن الضمير ؟
الشيخ : ثلاثة !
الطالب : نعم ، الضمير ، وإعادة المبتدأ بلفظه ، واسم الإشارة ، والرابع : نسيته يا شيخ !
طالب آخر : أن يدخل تحت عموم .
الشيخ : نعم ، عموم يدخل تحته المبتدأ ، طيب مثال العموم الذي يدخل تحته المبتدأ ؟ خزرج !
الطالب : زيدٌ نِعم الرجل .
الشيخ : زيدٌ نِعم الرجل ، تمام ، متى تستغني الجملة عن رابط ؟
الطالب : إذا كانت متصلة مع المبتدأ .
الشيخ : إذا كانت ؟
الطالب : ما أدري !
الشيخ : نوشان !
الطالب : إذا كانت نفس المبتدأ في المعنى .
الشيخ : إذا كانت نفس المبتدأ في المعنى .
الطالب : نعم .
الشيخ : إذا كانت نفس المبتدأ في المعنى ، فإنها تستغني بذلك عن الرابط ، مثال ذلك ؟
الطالب : نطقي الله حسبي .
الشيخ : نطقي الله حسبي ، طيب أعربها ؟
الطالب : نطقي : مبتدأ .
الشيخ : نعم .
الطالب : وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
الشيخ : لا .
الطالب : نطقي : علامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم .
الشيخ : نعم .
الطالب : منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة .
الشيخ : نعم .
الطالب : الله : لفظ الجلالة .
الشيخ : نطق : نطق مضاف ، نطقي .
الطالب : نطقي .
الشيخ : إي .
الطالب : نطقي مضاف .
الشيخ : نطقي : مضاف ، ولا نطق : مضاف .
الطالب : نطق : مضاف .
الشيخ : نعم
الطالب : والياء : مضاف إليه .
الشيخ : نعم ، مبني ؟
الطالب : مبني على السكون .
الشيخ : في محل ؟
الطالب : في محل رفع خبر .
الشيخ : كيف في محل رفع خبر ؟ المضاف إليه يكون في محل رفع خبر المبتدأ ؟!
الطالب : في محل جر بالإضافة .
الشيخ : في محل جر بالإضافة ، طيب ، الله : أعربها على كلام المؤلف ؟
الطالب : على كلام المؤلف ، الله : مبتدأ .
الشيخ : نعم .
الطالب : مبتدأ ثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
الشيخ : نعم .
الطالب : حسبي : خبر .
الشيخ : خبر إيش ؟
الطالب : خبر المبتدأ الثاني ، وعلامة رفعه الضمة .
الشيخ : مرفوع .
الطالب : مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها، على ما قبل ياء المتكلم !
الشيخ : على ما قبل ياء المتكلم نعم ، منع من ظهورها ؟
الطالب : منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والجملة في محل رفع خبر .
الشيخ : حسب : مضاف .
الطالب : حسبي : مضاف ، الله !
الشيخ : نعم ، الياء ، حسبي الياء !
الطالب : الياء : مضاف إليه .
الشيخ : إي .
الطالب : مبنية على السكون في محل جر بالإضافة ، والجملة : الله حسبي في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
الشيخ : ولا نقول الرابط كذا ؟
الطالب : لا ، استغنى عن الرابط .
الشيخ : نعم ، لأنها لا تحتاج إلى رابط ، طيب هل هناك وجه آخر غير ما ذهب إليه ابن مالك ؟
الطالب : الوجه الآخر أن نعرب الجملة التي تلي نطقي ، نعربها كأنها مفردة خبر .
الشيخ : نعم ، أن نجعل الجملة بمنزلة المفرد .
الطالب : نعم نقول : نطقي مبتدأ .
الشيخ : نطقي مبتدأ صح .
الطالب : والجملة نقول أنها كلها !
الشيخ : والله حسبي : خبر المبتدأ .
الطالب : ما نقول إنها جملة !
الشيخ : طيب استمر ، نطقي : مبتدأ ، والله حسبي : خبر المبتدأ مرفوع .
الطالب : في محل !
الشيخ : مرفوع وعلامة رفعه ؟
الطالب : مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره ، منع من ظهورها كونها جملة .
الشيخ : لا .
الطالب : الحكاية .
الشيخ : الحكاية ، زين ، وهذا قلنا إنه أسهل ، والخُلف كما قلت : قريب من اللفظ ، قريب من اللفظي ، يعني يشبه الخلاف ما الذي رفع المبتدأ وما الذي رفع الخبر ، يعني لا طائل تحته كثيرا ، الخبر المفرد هل يتحمل الضمير يا زكي ؟
الطالب : إذا كان جامداً لا يتحمل الضمير ، إذا كان مشتقاً تحمله .
الشيخ : ماهو المشتق الذي يتحمل الضمير في باب الخبر ؟
الطالب : اسم الفاعل .
الشيخ : نعم .
الطالب : اسم المفعول ، الصفة المشبهة ، ورابع يعني !
الشيخ : الرابع ، الرابع !!
الطالب : لا أذكره .
الشيخ : إيش ؟! لا تذكره .
الطالب : واسم التفضيل .
الشيخ : اسم التفضيل ، طيب ، هذا الرجل ذئب : ما تقول يتحمل الضمير أو لا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : ليش ؟
الطالب : لأنه غير مشتق .
الشيخ : غير مشتق ؟! توافقون على هذا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : زين ، طيب ، هذا الرجل أسد : يتحمل الضمير أو لا ؟
الطالب : لا يتحمل ، لأنه جامد .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا يتحمل الضمير .
الشيخ : لا يتحمل ، لأنه جامد.
هل يجوز إبراز هذا الضمير المستتر ؟ يوسف !! هل يجوز إبراز الضمير المستتر في الخبر المشتق ؟
الطالب : نعم يجوز .
الشيخ : يجوز ، مثاله ؟
الطالب : زيد امرأة ضاربته .
الشيخ : لا لا لا ، ما فيه إلا جملتين فقط ، ما نبي منك إلا كلمة والكلمة الثانية .
الطالب : زيد قائم .
الشيخ : طيب أنت تقول يجوز إبراز الضمير !
الطالب : نعم .
الشيخ : كيف تقول ؟
الطالب : أقول : زيدٌ
الشيخ : زيدٌ .
الطالب : ضارب هو .
الشيخ : هل هذا كلام سائغ : زيدٌ ضارب هو ؟! ليش نجيب هو معروفة ؟!
الطالب : على أساس إنه يوضح .
الشيخ : ما يتوضح ، أنت أعميتها الآن ، وش تقول يا عبد الله ؟
الطالب : لا يجوز إبرازه .
الشيخ : نعم ، لا يجوز إبراز الضمير المستتر في الخبر ، بل لو وجدنا في كلام العرب أنه مُظهر فهو توكيد للضمير المستتر ، كقوله تعالى : (( اسكن أنت وزوجك الجنة )) ، ليست أنت : فاعل اسكن ، لأن الضمير مستتر وجوباً ، طيب ، متى يجب إبراز هذا الضمير ؟ إي نعم سعيد !
الطالب : إبراز هذا الضمير ؟!
الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا يجوز !
الشيخ : لا ، يجب أحيانًا ، إذن معناه سأطلب منك الدليل من كلام ابن مالك ؟ هاه ؟
الطالب : لا يبرز .
الشيخ : لا يبرز ، طيب ابن مالك وش يقول : " وأبرزنه " ، وش يقول ابن مالك : " وأبرزنه " ؟
الطالب : " وأبرزنه مطلقا " .
الشيخ : وأبرز فعل أمر ، والأمر يقتضي ؟ وش يقتضي ؟
الطالب : الوجوب ، يقتضي الوجوب .
الشيخ : يقتضي الوجوب ، طيب ، فمتى يجب إبرازه ؟
الطالب : إذا احتمل اللبس .
الشيخ : إذا احتمل اللبس !! ما نريد إذا احتمل اللبس ، هذا كلمة عائمة .
الطالب : بالنسبة ؟
الشيخ : حدد .
الطالب : مراد ابن مالك ؟
الشيخ : مراد ابن مالك أو غير ابن مالك ، المهم متى يجب إبراز الضمير المستتر في الخبر المشتق ؟ هذا السؤال الذي ورى !!
الطالب : أن يكون وصف المبتدأ لا يعود عليه .
الشيخ : هاه ، خطأ .
الطالب : شيخ .
الشيخ : إي نعم .
الطالب : أن يكون وصفًا ...
الشيخ : كيف ؟
الطالب : إذا كان الخبر وصفًا .
الشيخ : أن يكون الخبر وصفًا .
الطالب : أن يعود على ما ليس له .
الشيخ : إي ، طيب يعني أن يكون الوصف عائداً إلى غير المبتدأ .
الطالب : الثاني ؟
الشيخ : إي على غير المبتدأ الثاني .
الطالب : إي .
الشيخ : أن يكون الوصف عائداً على غير من هو له ، ماهو : زيدٌ عمرو ضاربه : ضارب : خبر عمرو ، فإذا كان الضرب ليس واقعا من عمرو بل واقع على عمرو من زيد ، صار الوصف الآن تاليا ما ليس له ، وحينئذ يجب إبراز الضمير ، واضح ؟! إذن الجواب محدد وواضح : إذا كان الوصف عائدا إلى غير من هو له ، يعني إلى غير المبتدأ الذي هو خبره ، واضح ؟ طيب .
الطالب : انتهى الوقت .
الشيخ : طيب ، ما معنى قول ابن مالك : " مطلقا " ؟
الطالب : سواء أمن اللبس أو لا .
الشيخ : سواء أُمن اللبس أم لم يؤمن ، فيبرز على كل حال .
الطالب : نعم .
الشيخ : نريد مثالا لما أُمن فيه اللبس ؟ سعد !
الطالب : زيدٌ عمرو ضاربه .
الشيخ : لا ، لِما أُمن اللبس ؟!
الطالب : زيدٌ
الشيخ : نعم .
الطالب : ضارب !
الشيخ : إيش ؟
الطالب : زيد ضارب .
الشيخ : زيد ضارب ما فيه لبس ، ما في أحد يمكن يعود إليه !
الطالب : زيدٌ هند .
الشيخ : إي .
الطالب : زيدٌ هند ضربته .
الشيخ : هذا سهل ما فيه شيء .
الطالب : زيد هند ضاربها .
الشيخ : زيدٌ هند ضاربها ، هذا لا يحتاج إلى إبراز ضمير ، ليش ؟
الطالب : لأن الاسم واضح .
الشيخ : لأن ضاربها واضح أن زيد هو الضارب ، كذا ولا لا ؟ فلا يحتاج إلى إبراز الضمير ، وإن أبرزه وقال : " ضاربها هو " ، صار توكيدًا للضمير المستتر في ضارب على ما قلنا ، ومثال ما فيه اللبس !!؟
الطالب : نعم ؟
الشيخ : ما فيه اللبس ، ويجب فيه إبراز الضمير ؟!
الطالب : زيد عمرو ضاربه .
الشيخ : زيد ؟
الطالب : عمروٌ ضاربه .
الشيخ : مَن الضارب
الطالب : زيد .
الشيخ : إذن هذا الضمير .
الطالب : يجب إبرازه .
الشيخ : يجب إبراز الضمير ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : كيف تقول ؟!
الطالب : زيد عمرو ضاربه هو .
الشيخ : زيدٌ عمروٌ ضاربه هو ، من الضارب الآن إذا قلنا : ضاربه هو ، صح يا جماعة ؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : طيب ، فإن لم نقل : هو ، صار الضارب عمرو ، طيب ، زيدٌ هند ضاربته ، هل يجب إبراز الضمير على رأي ابن ؟!
الطالب : لا يجب إبراز الضمير ، لأن الوصف الخبر تبع من هو له ، أو تبع ما هو له .
الشيخ : وش تقولون يا جماعة ؟
الطالب : نعم ، صحيح .
الشيخ : صحيح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : حتى على رأي ابن مالك !
الطالب : حتى على رأي ابن مالك .
الشيخ : زيد هند ضاربته ، ما يحتاج نقول : هي ، لأن هذا الوصف الآن الذي هو الخبر ، عائد على ؟
الطالب : من هو له .
الشيخ : من هو له ، على هند ، طيب الظرف والجار والمجرور أظن وقفنا عليه ؟!
الطالب : انتهى الوقت يا شيخ .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : وقفنا عليه .
الشيخ : ها ؟
الطالب : انتهى الوقت .
الشيخ : إي أنا فاهم .
الطالب : وقفنا .
الشيخ : إي لكن المقرر علينا خمسة أبيات : واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ، انتهى ، الحمد لله مع السهولة .
الطالب : حتى يسهل
الشيخ : حتى يسهل معرفته ، طيب لا بأس ، على كل حال هذا بيت موزون ويحتاج إلى شرح مِن مؤلفه ، نعم !
الطالب : لكن أحسن الله إليك !
الشيخ : والمؤلف شرحه .
الطالب : قوله : " إن مبتداه جهلا " .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : قوله : " إن مبتداه جهلا " .
الشيخ : إي .
الطالب : في القضية التي مرت علينا المبتدأ غير مجهول !!
الشيخ : لا لا ، مجهول ، الآن إذا قلت : زيد عمرو ضاربه ، مجهول .
الطالب : الخبر مجهول !
الشيخ : لا يا أخي ، ضاربه ، من الضارب هو زيد ولا عمرو ؟!
الطالب : ضارب : خبر لعمرو .
الشيخ : ما يخالف ، لكن الفعل الضرب وقع ممن ؟
الطالب : الضرب غير مجهول .
الشيخ : ما هو قصة مبتدأ جهل يعني إعرابا ، معروف أن الثاني الوصف خبر للمبتدأ الثاني ، لكن : " إن مبتداه جهلا " : معنى ، أليس كذلك ، إي نعم .
الطالب : ممتاز .
الشيخ : لا على كل حال ، هذا أحسن بيت حصل .
الطالب : يسهل .
الشيخ : يسهل يعني يتبين هذا من مجاز اللغة ، نعم ؟ خلاص .
الطالب : طيب ابن مالك ؟
الشيخ : على كل حال : هذا أحسن بيت حصل لنا اليوم .
الطالب : لا ، إحتمال أحسن الله إليكم ، يعني أنا ما أدري أنتم تقصدون تمرين الطلاب ، أم بيت ، لأن ابن مالك ذكر في الكافية في أبياته بيت واحد أظهر المعنى !!
الشيخ : أنا ما بسألكم عن بيت ابن مالك ، أسألكم أنتم ، أنا أريد إن شاء الله تعالى ما تكملون الخلاصة إلّا الواحد يقدر يجيب ألفية مثله .
الطالب : أي بيت يا شيخ ؟
الشيخ : نعم ؟
الطالب : أي بيت يا شيخ تقصد ؟
الشيخ : هذا : " وخبر إن مبتداه جهلا " : والألف للإطلاق ، " فأبرز الضمير حتى يسهلا " ، ما يكون له نظير ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، خليها هنا ، من أرادها فليتفضل ، يالله سمعنا !
الطالب : تسميع يا شيخ ؟
الشيخ : ما هو تسميع ، عطنا قراءة اليوم .
الطالب : بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله :
الشيخ : جاءنا وافد آخر ، أوه هذا بيتين !! نبي بيت واحد !
الطالب : وش يقول يا شيخ ؟
الشيخ : يقول :
" وإن تلا وصفٌ مشتقٌ مبتدأ *** ليس معنى الوصف لهذا المبتدأ
فأبرزنه مطلقا وحُكيا *** إن التَبَس أبرزه فافهم يا فتى " .
الطالب : منكسر !
الشيخ : فيه انكسار ، لكن يتجبر هذا مهو مشكلة .
الطالب : صاحبه !
الشيخ : الصاحب ما ذُكر ، حتى أنا ما شفته لما جاء به ، من الذي جاء به ؟ هذا طرد يا غانم ؟! طيب تفضل .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال الناظم -رحمه الله تعالى- :
" ولا يكون اسم زمانٍ خبراً *** عن جثة وإن يُفِد فَأخبرا
ولا يجوز الابتدا بالنكرة *** ما لم تُفِد كَعنْدَ زيدٍ نمرة
وهل فتى فيكم فما حل لنا *** ... "
الطالب : فما حل لنا !!
الشيخ : إيه ورجل ؟!
القارئ : ورجل !
الشيخ : هاه هاه ؟ اصبر ، إيش ؟
الطالب : قال : فما حِل لنا .
الشيخ : أنت قلت : حل ولا خل ؟
القارئ : فما حِل لنا .
الشيخ : لا ، خِل .
القارئ : ما هي واضحة عندي .
الشيخ : حطها ، حط نقطة .
القارئ : " ورجل من الكرام عندنا
ورغبة في الخير خير وعملْ *** بر يزين " .
الشيخ : وعملْ ، بِرٍ يَزين .
القارئ : " بر يزين وليقس ما لم يقل " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين :
سبق لنا أن الخبر ينقسم عند ابن مالك إلى قسمين : جملة ومفرد ، وأن ما وقع من الظرف والجار والمجرور لا يخرج عنهما ، بل إن قدّر كائن فهو مفرد ، وإن قدر استقر فهو جملة ، ولكن هل يقع الظرف خبرا عن كل شيء ، أو في ذلك تفصيل ؟ في ذلك تفصيل بينه بقوله ، نعم وقبل أن أبدأ بهذا ما موقع قوله :
" وأخبروا بظرف أو بحرف جر *** ناوين معنى كائن أو استقر " ؟
ما موقعه مما قبله في المعنى ؟ قلنا : جوابٌ إيش ؟ عن سؤال مقدّر ، كأنه قيل : ذكرت أن الخبر إما مفرد وإما جملة فماذا تقول فيما إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا ؟ فقال أقول : إن الخبر هو المحذوف ، وليس هذا الظرف أو الجار والمجرور .
" وأبرزنِ للضمير مُطلقا *** إن لم يكن للمبتدا موافقا "
إي : وأبرزنَّ الظاهر .
" وأبرزنَّ للضمير مُطلقا *** إن لم يكن للمبتدا موافقا "
هاه ؟
الطالب : هذا مثل ذاك الأبيات الثلاثة شيخنا .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : الأبيات الثلاثة !
الشيخ : الثالث يقول :
" وأبرزنْه إن أتى بعد صفة *** إن لم تكن للمبتدا مكملا " .
هذا أحسن -ما شاء الله- طيب ، لكن ترى العلم بالتعلم ، والشعر صعب ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وإحسانه إلى يوم الدين ، ما الذي يتوجه من انتقاد على ابن مالك بقوله : " والخبر الجزء المتم الفائدة " ، وبماذا يجاب عنه ؟
الطالب : التعريف فيه قصور .
الشيخ : نعم .
الطالب : أنه غير مانع ، يدخل فيه ما ليس من الخبر ، فمثلا جملة : قام زيد ، فزيد متم الفائدة ، وليس خبرا .
الشيخ : صح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : أنتم فاهمين الكلام ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : قام زيد ، زيد : تمت فيه الفائدة ، ومع ذلك ليس خبرا ، بماذا يجاب عنه ؟
الطالب : بالمثال الذي ذكره .
الشيخ : نعم يحدد المعنى المثال ، ما الذي قال ؟
الطالب : " كالله برٌّ والأيادي شاهده " .
الشيخ : يعني : المتم الفائدة كإتمام قولك : " الله بر " ، كيف يمكن أن يصحح التعريف بدون مثال ؟ سعود !
الطالب : أن يكون الخبر هو الجزء المتم للفائدة ، الذي يكون مع المبتدأ .
الشيخ : نعم ، أن يضاف إليه مع المبتدأ : الخبر الجزء المتم الفائدة مع المبتدأ ، طيب .
ينقسم الخبر على رأي ابن مالك إلى قسمين :
الطالب : مفرد وجملة .
الشيخ : مفرد وجملة ، ماذا نعمل في قول : زيد عندك ؟
الطالب : زيد عندك ؟
الشيخ : نعم ، هل يخرج عن هذا التقسيم ؟
الطالب : لا لا .
الشيخ : طيب بماذا نجيب ؟
الطالب : ...
الشيخ : بماذا نجيب عن هذا التقسيم ؟ إذا قال قائل : زيد عندك ، مبتدأ وخبر ، والخبر هنا ليس جملة ولا مفرد !
الطالب : لكنه متعلقا بجملة مفيدة أو .
الشيخ : نجيب : بأن الخبر هو المحذوف الذي تعلق به هذا الظرف ، أو لا ؟! وهو إما أن يقدر كائن ، فيكون مفرد ، أو استقر فيكون جملة ، صح ؟ طيب .
الجملة يشترط فيها أن تشتمل على ؟ نعم !
الطالب : أن تشتمل على ظرف ، وعلى جار ومجرور .
الشيخ : لا ، الجملة !؟
الطالب : أن تكون مشتملة على مفرد أو جمع .
الشيخ : لا يا أخي !
الطالب : السؤال !
الشيخ : ما الذي يشترط في الجملة الواقعة خبرا ؟
الطالب : ...
الشيخ : سلامة !
الطالب : أن تشتمل على رابط يربطها بالمبتدأ .
الشيخ : رابط يربطها بالمبتدأ ، لئلا يظن أنها أجنبية منه ، طيب ما هو الرابط يا علي ؟
الطالب : أربعة .
الشيخ : واحد من أربعة ولا أربعة ؟
الطالب : واحد من أربعة .
الشيخ : واحد من أربعة ، ما هي ؟
الطالب : الضمير .
الشيخ : الضمير .
الطالب : الخبر يعود على المبتدأ .
الشيخ : أو ؟
الطالب : أو يُعرف المبتدأ بمعناه ، بلفظه بلفظه .
الشيخ : إعادة المبتدأ بلفظه ، أو ؟
الطالب : أو التكرار ، أن يكون اسم الإشارة .
الشيخ : أو اسم الإشارة .
الطالب : اسم الإشارة ، نعم .
الشيخ : أو ؟
الطالب : إذن الضمير ؟
الشيخ : ثلاثة !
الطالب : نعم ، الضمير ، وإعادة المبتدأ بلفظه ، واسم الإشارة ، والرابع : نسيته يا شيخ !
طالب آخر : أن يدخل تحت عموم .
الشيخ : نعم ، عموم يدخل تحته المبتدأ ، طيب مثال العموم الذي يدخل تحته المبتدأ ؟ خزرج !
الطالب : زيدٌ نِعم الرجل .
الشيخ : زيدٌ نِعم الرجل ، تمام ، متى تستغني الجملة عن رابط ؟
الطالب : إذا كانت متصلة مع المبتدأ .
الشيخ : إذا كانت ؟
الطالب : ما أدري !
الشيخ : نوشان !
الطالب : إذا كانت نفس المبتدأ في المعنى .
الشيخ : إذا كانت نفس المبتدأ في المعنى .
الطالب : نعم .
الشيخ : إذا كانت نفس المبتدأ في المعنى ، فإنها تستغني بذلك عن الرابط ، مثال ذلك ؟
الطالب : نطقي الله حسبي .
الشيخ : نطقي الله حسبي ، طيب أعربها ؟
الطالب : نطقي : مبتدأ .
الشيخ : نعم .
الطالب : وعلامة رفعه الضمة الظاهرة .
الشيخ : لا .
الطالب : نطقي : علامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم .
الشيخ : نعم .
الطالب : منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة .
الشيخ : نعم .
الطالب : الله : لفظ الجلالة .
الشيخ : نطق : نطق مضاف ، نطقي .
الطالب : نطقي .
الشيخ : إي .
الطالب : نطقي مضاف .
الشيخ : نطقي : مضاف ، ولا نطق : مضاف .
الطالب : نطق : مضاف .
الشيخ : نعم
الطالب : والياء : مضاف إليه .
الشيخ : نعم ، مبني ؟
الطالب : مبني على السكون .
الشيخ : في محل ؟
الطالب : في محل رفع خبر .
الشيخ : كيف في محل رفع خبر ؟ المضاف إليه يكون في محل رفع خبر المبتدأ ؟!
الطالب : في محل جر بالإضافة .
الشيخ : في محل جر بالإضافة ، طيب ، الله : أعربها على كلام المؤلف ؟
الطالب : على كلام المؤلف ، الله : مبتدأ .
الشيخ : نعم .
الطالب : مبتدأ ثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
الشيخ : نعم .
الطالب : حسبي : خبر .
الشيخ : خبر إيش ؟
الطالب : خبر المبتدأ الثاني ، وعلامة رفعه الضمة .
الشيخ : مرفوع .
الطالب : مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها، على ما قبل ياء المتكلم !
الشيخ : على ما قبل ياء المتكلم نعم ، منع من ظهورها ؟
الطالب : منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، والجملة في محل رفع خبر .
الشيخ : حسب : مضاف .
الطالب : حسبي : مضاف ، الله !
الشيخ : نعم ، الياء ، حسبي الياء !
الطالب : الياء : مضاف إليه .
الشيخ : إي .
الطالب : مبنية على السكون في محل جر بالإضافة ، والجملة : الله حسبي في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
الشيخ : ولا نقول الرابط كذا ؟
الطالب : لا ، استغنى عن الرابط .
الشيخ : نعم ، لأنها لا تحتاج إلى رابط ، طيب هل هناك وجه آخر غير ما ذهب إليه ابن مالك ؟
الطالب : الوجه الآخر أن نعرب الجملة التي تلي نطقي ، نعربها كأنها مفردة خبر .
الشيخ : نعم ، أن نجعل الجملة بمنزلة المفرد .
الطالب : نعم نقول : نطقي مبتدأ .
الشيخ : نطقي مبتدأ صح .
الطالب : والجملة نقول أنها كلها !
الشيخ : والله حسبي : خبر المبتدأ .
الطالب : ما نقول إنها جملة !
الشيخ : طيب استمر ، نطقي : مبتدأ ، والله حسبي : خبر المبتدأ مرفوع .
الطالب : في محل !
الشيخ : مرفوع وعلامة رفعه ؟
الطالب : مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره ، منع من ظهورها كونها جملة .
الشيخ : لا .
الطالب : الحكاية .
الشيخ : الحكاية ، زين ، وهذا قلنا إنه أسهل ، والخُلف كما قلت : قريب من اللفظ ، قريب من اللفظي ، يعني يشبه الخلاف ما الذي رفع المبتدأ وما الذي رفع الخبر ، يعني لا طائل تحته كثيرا ، الخبر المفرد هل يتحمل الضمير يا زكي ؟
الطالب : إذا كان جامداً لا يتحمل الضمير ، إذا كان مشتقاً تحمله .
الشيخ : ماهو المشتق الذي يتحمل الضمير في باب الخبر ؟
الطالب : اسم الفاعل .
الشيخ : نعم .
الطالب : اسم المفعول ، الصفة المشبهة ، ورابع يعني !
الشيخ : الرابع ، الرابع !!
الطالب : لا أذكره .
الشيخ : إيش ؟! لا تذكره .
الطالب : واسم التفضيل .
الشيخ : اسم التفضيل ، طيب ، هذا الرجل ذئب : ما تقول يتحمل الضمير أو لا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : ليش ؟
الطالب : لأنه غير مشتق .
الشيخ : غير مشتق ؟! توافقون على هذا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : زين ، طيب ، هذا الرجل أسد : يتحمل الضمير أو لا ؟
الطالب : لا يتحمل ، لأنه جامد .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا يتحمل الضمير .
الشيخ : لا يتحمل ، لأنه جامد.
هل يجوز إبراز هذا الضمير المستتر ؟ يوسف !! هل يجوز إبراز الضمير المستتر في الخبر المشتق ؟
الطالب : نعم يجوز .
الشيخ : يجوز ، مثاله ؟
الطالب : زيد امرأة ضاربته .
الشيخ : لا لا لا ، ما فيه إلا جملتين فقط ، ما نبي منك إلا كلمة والكلمة الثانية .
الطالب : زيد قائم .
الشيخ : طيب أنت تقول يجوز إبراز الضمير !
الطالب : نعم .
الشيخ : كيف تقول ؟
الطالب : أقول : زيدٌ
الشيخ : زيدٌ .
الطالب : ضارب هو .
الشيخ : هل هذا كلام سائغ : زيدٌ ضارب هو ؟! ليش نجيب هو معروفة ؟!
الطالب : على أساس إنه يوضح .
الشيخ : ما يتوضح ، أنت أعميتها الآن ، وش تقول يا عبد الله ؟
الطالب : لا يجوز إبرازه .
الشيخ : نعم ، لا يجوز إبراز الضمير المستتر في الخبر ، بل لو وجدنا في كلام العرب أنه مُظهر فهو توكيد للضمير المستتر ، كقوله تعالى : (( اسكن أنت وزوجك الجنة )) ، ليست أنت : فاعل اسكن ، لأن الضمير مستتر وجوباً ، طيب ، متى يجب إبراز هذا الضمير ؟ إي نعم سعيد !
الطالب : إبراز هذا الضمير ؟!
الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا يجوز !
الشيخ : لا ، يجب أحيانًا ، إذن معناه سأطلب منك الدليل من كلام ابن مالك ؟ هاه ؟
الطالب : لا يبرز .
الشيخ : لا يبرز ، طيب ابن مالك وش يقول : " وأبرزنه " ، وش يقول ابن مالك : " وأبرزنه " ؟
الطالب : " وأبرزنه مطلقا " .
الشيخ : وأبرز فعل أمر ، والأمر يقتضي ؟ وش يقتضي ؟
الطالب : الوجوب ، يقتضي الوجوب .
الشيخ : يقتضي الوجوب ، طيب ، فمتى يجب إبرازه ؟
الطالب : إذا احتمل اللبس .
الشيخ : إذا احتمل اللبس !! ما نريد إذا احتمل اللبس ، هذا كلمة عائمة .
الطالب : بالنسبة ؟
الشيخ : حدد .
الطالب : مراد ابن مالك ؟
الشيخ : مراد ابن مالك أو غير ابن مالك ، المهم متى يجب إبراز الضمير المستتر في الخبر المشتق ؟ هذا السؤال الذي ورى !!
الطالب : أن يكون وصف المبتدأ لا يعود عليه .
الشيخ : هاه ، خطأ .
الطالب : شيخ .
الشيخ : إي نعم .
الطالب : أن يكون وصفًا ...
الشيخ : كيف ؟
الطالب : إذا كان الخبر وصفًا .
الشيخ : أن يكون الخبر وصفًا .
الطالب : أن يعود على ما ليس له .
الشيخ : إي ، طيب يعني أن يكون الوصف عائداً إلى غير المبتدأ .
الطالب : الثاني ؟
الشيخ : إي على غير المبتدأ الثاني .
الطالب : إي .
الشيخ : أن يكون الوصف عائداً على غير من هو له ، ماهو : زيدٌ عمرو ضاربه : ضارب : خبر عمرو ، فإذا كان الضرب ليس واقعا من عمرو بل واقع على عمرو من زيد ، صار الوصف الآن تاليا ما ليس له ، وحينئذ يجب إبراز الضمير ، واضح ؟! إذن الجواب محدد وواضح : إذا كان الوصف عائدا إلى غير من هو له ، يعني إلى غير المبتدأ الذي هو خبره ، واضح ؟ طيب .
الطالب : انتهى الوقت .
الشيخ : طيب ، ما معنى قول ابن مالك : " مطلقا " ؟
الطالب : سواء أمن اللبس أو لا .
الشيخ : سواء أُمن اللبس أم لم يؤمن ، فيبرز على كل حال .
الطالب : نعم .
الشيخ : نريد مثالا لما أُمن فيه اللبس ؟ سعد !
الطالب : زيدٌ عمرو ضاربه .
الشيخ : لا ، لِما أُمن اللبس ؟!
الطالب : زيدٌ
الشيخ : نعم .
الطالب : ضارب !
الشيخ : إيش ؟
الطالب : زيد ضارب .
الشيخ : زيد ضارب ما فيه لبس ، ما في أحد يمكن يعود إليه !
الطالب : زيدٌ هند .
الشيخ : إي .
الطالب : زيدٌ هند ضربته .
الشيخ : هذا سهل ما فيه شيء .
الطالب : زيد هند ضاربها .
الشيخ : زيدٌ هند ضاربها ، هذا لا يحتاج إلى إبراز ضمير ، ليش ؟
الطالب : لأن الاسم واضح .
الشيخ : لأن ضاربها واضح أن زيد هو الضارب ، كذا ولا لا ؟ فلا يحتاج إلى إبراز الضمير ، وإن أبرزه وقال : " ضاربها هو " ، صار توكيدًا للضمير المستتر في ضارب على ما قلنا ، ومثال ما فيه اللبس !!؟
الطالب : نعم ؟
الشيخ : ما فيه اللبس ، ويجب فيه إبراز الضمير ؟!
الطالب : زيد عمرو ضاربه .
الشيخ : زيد ؟
الطالب : عمروٌ ضاربه .
الشيخ : مَن الضارب
الطالب : زيد .
الشيخ : إذن هذا الضمير .
الطالب : يجب إبرازه .
الشيخ : يجب إبراز الضمير ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : كيف تقول ؟!
الطالب : زيد عمرو ضاربه هو .
الشيخ : زيدٌ عمروٌ ضاربه هو ، من الضارب الآن إذا قلنا : ضاربه هو ، صح يا جماعة ؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : طيب ، فإن لم نقل : هو ، صار الضارب عمرو ، طيب ، زيدٌ هند ضاربته ، هل يجب إبراز الضمير على رأي ابن ؟!
الطالب : لا يجب إبراز الضمير ، لأن الوصف الخبر تبع من هو له ، أو تبع ما هو له .
الشيخ : وش تقولون يا جماعة ؟
الطالب : نعم ، صحيح .
الشيخ : صحيح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : حتى على رأي ابن مالك !
الطالب : حتى على رأي ابن مالك .
الشيخ : زيد هند ضاربته ، ما يحتاج نقول : هي ، لأن هذا الوصف الآن الذي هو الخبر ، عائد على ؟
الطالب : من هو له .
الشيخ : من هو له ، على هند ، طيب الظرف والجار والمجرور أظن وقفنا عليه ؟!
الطالب : انتهى الوقت يا شيخ .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : وقفنا عليه .
الشيخ : ها ؟
الطالب : انتهى الوقت .
الشيخ : إي أنا فاهم .
الطالب : وقفنا .
الشيخ : إي لكن المقرر علينا خمسة أبيات : واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ، انتهى ، الحمد لله مع السهولة .
الطالب : حتى يسهل
الشيخ : حتى يسهل معرفته ، طيب لا بأس ، على كل حال هذا بيت موزون ويحتاج إلى شرح مِن مؤلفه ، نعم !
الطالب : لكن أحسن الله إليك !
الشيخ : والمؤلف شرحه .
الطالب : قوله : " إن مبتداه جهلا " .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : قوله : " إن مبتداه جهلا " .
الشيخ : إي .
الطالب : في القضية التي مرت علينا المبتدأ غير مجهول !!
الشيخ : لا لا ، مجهول ، الآن إذا قلت : زيد عمرو ضاربه ، مجهول .
الطالب : الخبر مجهول !
الشيخ : لا يا أخي ، ضاربه ، من الضارب هو زيد ولا عمرو ؟!
الطالب : ضارب : خبر لعمرو .
الشيخ : ما يخالف ، لكن الفعل الضرب وقع ممن ؟
الطالب : الضرب غير مجهول .
الشيخ : ما هو قصة مبتدأ جهل يعني إعرابا ، معروف أن الثاني الوصف خبر للمبتدأ الثاني ، لكن : " إن مبتداه جهلا " : معنى ، أليس كذلك ، إي نعم .
الطالب : ممتاز .
الشيخ : لا على كل حال ، هذا أحسن بيت حصل .
الطالب : يسهل .
الشيخ : يسهل يعني يتبين هذا من مجاز اللغة ، نعم ؟ خلاص .
الطالب : طيب ابن مالك ؟
الشيخ : على كل حال : هذا أحسن بيت حصل لنا اليوم .
الطالب : لا ، إحتمال أحسن الله إليكم ، يعني أنا ما أدري أنتم تقصدون تمرين الطلاب ، أم بيت ، لأن ابن مالك ذكر في الكافية في أبياته بيت واحد أظهر المعنى !!
الشيخ : أنا ما بسألكم عن بيت ابن مالك ، أسألكم أنتم ، أنا أريد إن شاء الله تعالى ما تكملون الخلاصة إلّا الواحد يقدر يجيب ألفية مثله .
الطالب : أي بيت يا شيخ ؟
الشيخ : نعم ؟
الطالب : أي بيت يا شيخ تقصد ؟
الشيخ : هذا : " وخبر إن مبتداه جهلا " : والألف للإطلاق ، " فأبرز الضمير حتى يسهلا " ، ما يكون له نظير ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، خليها هنا ، من أرادها فليتفضل ، يالله سمعنا !
الطالب : تسميع يا شيخ ؟
الشيخ : ما هو تسميع ، عطنا قراءة اليوم .
الطالب : بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله :
الشيخ : جاءنا وافد آخر ، أوه هذا بيتين !! نبي بيت واحد !
الطالب : وش يقول يا شيخ ؟
الشيخ : يقول :
" وإن تلا وصفٌ مشتقٌ مبتدأ *** ليس معنى الوصف لهذا المبتدأ
فأبرزنه مطلقا وحُكيا *** إن التَبَس أبرزه فافهم يا فتى " .
الطالب : منكسر !
الشيخ : فيه انكسار ، لكن يتجبر هذا مهو مشكلة .
الطالب : صاحبه !
الشيخ : الصاحب ما ذُكر ، حتى أنا ما شفته لما جاء به ، من الذي جاء به ؟ هذا طرد يا غانم ؟! طيب تفضل .
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال الناظم -رحمه الله تعالى- :
" ولا يكون اسم زمانٍ خبراً *** عن جثة وإن يُفِد فَأخبرا
ولا يجوز الابتدا بالنكرة *** ما لم تُفِد كَعنْدَ زيدٍ نمرة
وهل فتى فيكم فما حل لنا *** ... "
الطالب : فما حل لنا !!
الشيخ : إيه ورجل ؟!
القارئ : ورجل !
الشيخ : هاه هاه ؟ اصبر ، إيش ؟
الطالب : قال : فما حِل لنا .
الشيخ : أنت قلت : حل ولا خل ؟
القارئ : فما حِل لنا .
الشيخ : لا ، خِل .
القارئ : ما هي واضحة عندي .
الشيخ : حطها ، حط نقطة .
القارئ : " ورجل من الكرام عندنا
ورغبة في الخير خير وعملْ *** بر يزين " .
الشيخ : وعملْ ، بِرٍ يَزين .
القارئ : " بر يزين وليقس ما لم يقل " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين :
سبق لنا أن الخبر ينقسم عند ابن مالك إلى قسمين : جملة ومفرد ، وأن ما وقع من الظرف والجار والمجرور لا يخرج عنهما ، بل إن قدّر كائن فهو مفرد ، وإن قدر استقر فهو جملة ، ولكن هل يقع الظرف خبرا عن كل شيء ، أو في ذلك تفصيل ؟ في ذلك تفصيل بينه بقوله ، نعم وقبل أن أبدأ بهذا ما موقع قوله :
" وأخبروا بظرف أو بحرف جر *** ناوين معنى كائن أو استقر " ؟
ما موقعه مما قبله في المعنى ؟ قلنا : جوابٌ إيش ؟ عن سؤال مقدّر ، كأنه قيل : ذكرت أن الخبر إما مفرد وإما جملة فماذا تقول فيما إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا ؟ فقال أقول : إن الخبر هو المحذوف ، وليس هذا الظرف أو الجار والمجرور .
شرح قول ابن مالك رحمه الله : ولايكون اســــم زمان خبرا ***عن جثة وإن يــــــــــفد فأخبــــــرا.
الشيخ : نبدأ نقول : درس اليوم ، هل يخبر بالظرف عن كل شيء أو في ذلك تفصيل ؟ يقول المؤلف : " ولا يكون اسمُ زمانٍ خبَرا *** عن جُثة " :
يعني عن شيء ، عن شخص ، شيء شاخص ، وأما المكان فيكون خبرا عن الجثة ، وعن الفعل وعن كل شيء ، مثال ذلك : زيد عندك : الظرف هنا ظرف زمان أو مكان .
الطالب : مكان .
الشيخ : والمبتدأ : جثة ، العلم عندك : الخبر ظرف مكان أو زمان ؟
الطالب : مكان .
الشيخ : العلم عندك ؟
الطالب : مكان .
الشيخ : طيب ، والمبتدأ جثة أو معنى ؟
الطالب : معنى .
الشيخ : معنى ، إذن ظرف المكان يقع خبرا عن الجثة وعن المعنى ، ولا إشكال فيه.
ظرف الزمان يقع خبرا عن المعنى ، ولا يقع خبرا عن الجثة ، تقول : القتال اليومَ ، الحج اليومَ ، وما أشبه ذلك ، يصح أو لا يصح ؟ يصح .
الرجل اليوم ؟ لا يصح ، الرجل اليوم : لا يصح ، لا يمكن أن يكون اسم الزمان خبرا عن جثة ، واضح ؟ وعبّر ابن هشام عن كلمة : جثة ، بذات ، فقال : " ولا يخبر بالزمان عن الذات " ، وقوله ألطف من كلام ابن مالك ، لأن جثة يتصور القارئ أو السامع أن شاة ميتة حوله ، نعم ، أليس كذلك ؟ يعني أنه لفظ ما هو ذاك اللفظ الذي ترتاح له النفس ، إنما الذات لا يخبر عنها بالزمان ، لا يخبر ، فإن وقع شيء يدل على خبر ، ظرف زمان عن ذات ، فإنه يكون مؤول ، وابن مالك يقول :
" إن يفد فأخبر " : إن يفد فأخبر ، ولو كان ظرف زمان عن جثة ، أو عن ذات ، أما ابن هشام فيرى أنه لا يجوز أن يخبر بالزمان عن الذات ، وأنه إذا وقع وجب التأويل ، مثاله قولهم : الليلةَ الهلالُ ، الليلةَ الهلالُ ، أو الهلالُ ليلة الاثنين ، الهلال جثة ولا معنى ؟
الطالب : معنى .
طالب آخر : جثة .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : جثة .
الشيخ : جثة ، ليلة : زمان ولا مكان ؟
الطالب : زمان .
الشيخ : زمان ، لكن هذه الكلمة شائعة عند العرب يقولون : الليلة الهلال ، أو : الهلال ليلة أمس ، أو : الهلال ليلة الاثنين ، أو ما أشبه ذلك ، هذا شائع ، فابن مالك يقول : إذا أفاد فلا بأس ، فأخبر بالزمان عن الجثة ، بدون تأويل ، لأن المقصود فهم المعنى ، وإذا أفاد السياق فلا حاجة إلى تقدير ، وهذا مذهب سهل ، أما ابن هشام -رحمه الله- فيقول : لا ، لا يمكن أن يخبر بالزمان عن الذات ، فإن وقع شيء من ذلك في كلام العرب فإنه مؤول ، فيؤول قولهم : الليلة الهلال : بطلوع ، الليلة طلوع الهلال ، ماهو بالهلال الليلة . الليلة طلوع ، أما الهلال فلا يمكن أن يقع الزمان خبرا عنه ، وعلى كل حال : فهم متفقون على أنه متى أفاد سواء بتأويل أو بغير تأويل فإنه يقع خبرا عن الذات ، وخلاصة البيت هذا : " أن اسم المكان يقع خبرا عن الذات والمعنى " ، من أين أخذنا ذلك ؟ من قوله فيما سبق : " وأخبروا بظرف أو بحرف جر " .
ثم استثنى أنه لا يكون اسم الزمان خبرا عن جثة ، فيكون الإخبار بظرف المكان عن الجثة وعن المعنى داخلا في قوله : " وأخبروا بظرف " .
أما البيت الثاني الذي هو درسنا الليلة فيقول : إنه لا يخبر بظرف الزمان عن الجثة أي عن الذات ، أما عن المعنى فيخبر ، وإن أفاد جاز أو لا ؟
الطالب : يجوز .
الشيخ : يجوز ، يجوز على رأي ابن مالك -رحمه الله- وما ذهب إليه ابن مالك أولى ، لأن المقصود من الكلام الفائدة .
يعني عن شيء ، عن شخص ، شيء شاخص ، وأما المكان فيكون خبرا عن الجثة ، وعن الفعل وعن كل شيء ، مثال ذلك : زيد عندك : الظرف هنا ظرف زمان أو مكان .
الطالب : مكان .
الشيخ : والمبتدأ : جثة ، العلم عندك : الخبر ظرف مكان أو زمان ؟
الطالب : مكان .
الشيخ : العلم عندك ؟
الطالب : مكان .
الشيخ : طيب ، والمبتدأ جثة أو معنى ؟
الطالب : معنى .
الشيخ : معنى ، إذن ظرف المكان يقع خبرا عن الجثة وعن المعنى ، ولا إشكال فيه.
ظرف الزمان يقع خبرا عن المعنى ، ولا يقع خبرا عن الجثة ، تقول : القتال اليومَ ، الحج اليومَ ، وما أشبه ذلك ، يصح أو لا يصح ؟ يصح .
الرجل اليوم ؟ لا يصح ، الرجل اليوم : لا يصح ، لا يمكن أن يكون اسم الزمان خبرا عن جثة ، واضح ؟ وعبّر ابن هشام عن كلمة : جثة ، بذات ، فقال : " ولا يخبر بالزمان عن الذات " ، وقوله ألطف من كلام ابن مالك ، لأن جثة يتصور القارئ أو السامع أن شاة ميتة حوله ، نعم ، أليس كذلك ؟ يعني أنه لفظ ما هو ذاك اللفظ الذي ترتاح له النفس ، إنما الذات لا يخبر عنها بالزمان ، لا يخبر ، فإن وقع شيء يدل على خبر ، ظرف زمان عن ذات ، فإنه يكون مؤول ، وابن مالك يقول :
" إن يفد فأخبر " : إن يفد فأخبر ، ولو كان ظرف زمان عن جثة ، أو عن ذات ، أما ابن هشام فيرى أنه لا يجوز أن يخبر بالزمان عن الذات ، وأنه إذا وقع وجب التأويل ، مثاله قولهم : الليلةَ الهلالُ ، الليلةَ الهلالُ ، أو الهلالُ ليلة الاثنين ، الهلال جثة ولا معنى ؟
الطالب : معنى .
طالب آخر : جثة .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : جثة .
الشيخ : جثة ، ليلة : زمان ولا مكان ؟
الطالب : زمان .
الشيخ : زمان ، لكن هذه الكلمة شائعة عند العرب يقولون : الليلة الهلال ، أو : الهلال ليلة أمس ، أو : الهلال ليلة الاثنين ، أو ما أشبه ذلك ، هذا شائع ، فابن مالك يقول : إذا أفاد فلا بأس ، فأخبر بالزمان عن الجثة ، بدون تأويل ، لأن المقصود فهم المعنى ، وإذا أفاد السياق فلا حاجة إلى تقدير ، وهذا مذهب سهل ، أما ابن هشام -رحمه الله- فيقول : لا ، لا يمكن أن يخبر بالزمان عن الذات ، فإن وقع شيء من ذلك في كلام العرب فإنه مؤول ، فيؤول قولهم : الليلة الهلال : بطلوع ، الليلة طلوع الهلال ، ماهو بالهلال الليلة . الليلة طلوع ، أما الهلال فلا يمكن أن يقع الزمان خبرا عنه ، وعلى كل حال : فهم متفقون على أنه متى أفاد سواء بتأويل أو بغير تأويل فإنه يقع خبرا عن الذات ، وخلاصة البيت هذا : " أن اسم المكان يقع خبرا عن الذات والمعنى " ، من أين أخذنا ذلك ؟ من قوله فيما سبق : " وأخبروا بظرف أو بحرف جر " .
ثم استثنى أنه لا يكون اسم الزمان خبرا عن جثة ، فيكون الإخبار بظرف المكان عن الجثة وعن المعنى داخلا في قوله : " وأخبروا بظرف " .
أما البيت الثاني الذي هو درسنا الليلة فيقول : إنه لا يخبر بظرف الزمان عن الجثة أي عن الذات ، أما عن المعنى فيخبر ، وإن أفاد جاز أو لا ؟
الطالب : يجوز .
الشيخ : يجوز ، يجوز على رأي ابن مالك -رحمه الله- وما ذهب إليه ابن مالك أولى ، لأن المقصود من الكلام الفائدة .
5 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : ولايكون اســــم زمان خبرا ***عن جثة وإن يــــــــــفد فأخبــــــرا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : ولا يجوز الابتــــدا بالنكرة *** ما لم تفد كعــــــــند زيد نمـــــرة.
الشيخ : ثم قال : " ولا يجوز الابتدا بالنكرة " :
وهذا من أحكام المبتدأ ، من أحكام المبتدأ أنه لا يجوز الابتداء به إذا كان نكرة ، فالنكرة لا يبتدأ بها ، لماذا ؟ لأن المبتدأ محكوم عليه ، ولابد أن يكون المحكوم عليه معروفا ، والنكرة غير معروفة ، فكيف يحكم على غير المعروف ؟! فلا تقل : رجل في البيت ، رجل في البيت : لا يجوز ، رجل قائم : لا يجوز ، ليش ؟ لأن المبتدأ محكوم عليه ، ولا يحكم على نكرة ، لا يحكم إلا على معرفة ، ولهذا لا يجوز الابتداء بالنكرة .
قال : " ما لم تُفِد كعِند زَيدٍ نَمِرَة " : ما لم يفد : يعني ما لم تفد النكرة ، فإن أفادت بعموم أو خصوص أو غير ذلك فإنه يجوز ، مثاله : عند زيد نمرة ، عند زيد : ظرف خبر مقدم ، ونمرة : مبتدأ مؤخر ، والنمرة : نوع من اللباس ، هي نكرة أو معرفة ؟
الطالب : نكرة .
الشيخ : نكرة ، ومع ذلك جاز الابتداء بها ، فما هي القاعدة التي نأخذها من هذا المثال ؟ نأخذ من هذا المثال قاعدة : " وهو : أنه إذا تأخرت النكرة جاز الابتداء بها " ، صح أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : إذن يجوز الابتداء بالنكرة إذا وقعت متأخرة : كعند زيد نمرة ، في البيت رجل : يصح أو لا ؟
الطالب : يصح .
الشيخ : سبحان الله !! لو قلت : رجل في البيت ، ما صح ، في البيت رجل ، يصح ، إذن إذا تأخرت النكرة جاز الابتداء بها .
وهذا من أحكام المبتدأ ، من أحكام المبتدأ أنه لا يجوز الابتداء به إذا كان نكرة ، فالنكرة لا يبتدأ بها ، لماذا ؟ لأن المبتدأ محكوم عليه ، ولابد أن يكون المحكوم عليه معروفا ، والنكرة غير معروفة ، فكيف يحكم على غير المعروف ؟! فلا تقل : رجل في البيت ، رجل في البيت : لا يجوز ، رجل قائم : لا يجوز ، ليش ؟ لأن المبتدأ محكوم عليه ، ولا يحكم على نكرة ، لا يحكم إلا على معرفة ، ولهذا لا يجوز الابتداء بالنكرة .
قال : " ما لم تُفِد كعِند زَيدٍ نَمِرَة " : ما لم يفد : يعني ما لم تفد النكرة ، فإن أفادت بعموم أو خصوص أو غير ذلك فإنه يجوز ، مثاله : عند زيد نمرة ، عند زيد : ظرف خبر مقدم ، ونمرة : مبتدأ مؤخر ، والنمرة : نوع من اللباس ، هي نكرة أو معرفة ؟
الطالب : نكرة .
الشيخ : نكرة ، ومع ذلك جاز الابتداء بها ، فما هي القاعدة التي نأخذها من هذا المثال ؟ نأخذ من هذا المثال قاعدة : " وهو : أنه إذا تأخرت النكرة جاز الابتداء بها " ، صح أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : إذن يجوز الابتداء بالنكرة إذا وقعت متأخرة : كعند زيد نمرة ، في البيت رجل : يصح أو لا ؟
الطالب : يصح .
الشيخ : سبحان الله !! لو قلت : رجل في البيت ، ما صح ، في البيت رجل ، يصح ، إذن إذا تأخرت النكرة جاز الابتداء بها .
6 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : ولا يجوز الابتــــدا بالنكرة *** ما لم تفد كعــــــــند زيد نمـــــرة. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وهل فتى فيكم فما خل لنا *** ورجل من الكــــــــرام عنــــــدنا.
الشيخ : ثانيًا قال : " وهل فتىً فيكم " :
المبتدأ فتى ، وهو في موضعه مقدم ، والخبر : فيكم ، وهو في موضعه مؤخر ، فلماذا جاز الابتداء به وهو نكرة لم تتأخر ؟! قلنا : لأنه سبقها أداة استفهام ، سبقها أداة استفهام : هل فتىً فيكم ؟ صح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، هل رجل في السوق ؟ يصح أو لا ؟
الطالب : يصح .
الشيخ : إذن نأخذ قاعدة : " إذا سبق النكرة أداة استفهام جاز الابتداء بها " ، جاز الابتداء بها ، لماذا جاز الابتداء بها ؟ قيل : لأن الاستفهام جعل هذه النكرة عامة ، والعموم معنى زائد على الذات ، فتى : يدل على الفتوة ، لكن : هل فتى ، عموم يسأل أي فتى ، " هل فتى فيكم " ، والعموم معنى زائد على إيش ؟
الطالب : الذات .
الشيخ : على الذات ، يعني على المعنى المفهوم من كلمة فتى ، فجاز لأنه أفاد معنى وهو العموم ، طيب .
" فما خِلٌّ لنا " : ما خل لنا : أين النكرة التي وقعت مبتدأ ؟
الطالب : خل .
الشيخ : خل ، وابن مالك ضرب هذا المثال على لغة بني تميم ، لأنه لو أراد لغة الحجازيين لصارت : خِل : اسما لما ، اسم لما الحجازية ، أتعرفون الحجازية ما الحجازية ؟ ماذا تعمل ؟
الطالب : عمل ليس .
الشيخ : عمل ليس ، لو أراد المؤلف أن يعمل ما هنا ، ما صار من هذا الباب ، أي صار من باب النواسخ ، لكنه أراد ما بهذا المثال لغة بني تميم ، يقول الشاعر :
" ومُهفهف الأعطافِ قلتُ له انْتَسب *** فأجاب ما قتلُ المحبِّ حرامُ "
انتسب ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ما : هي ؟
الطالب : تميم .
الشيخ : تميمية .
" ومُهفهف الأعطافِ قلتُ له انْتَسب *** فأجاب ما قتلُ المحبِّ حرامُ " .
إذن المرأة تميمية .
الطالب : تميمية .
الشيخ : لأن لغته إيش ؟ إهمال ما ، والذي يهمل ما هم بنو تميم ، ولو قالت : " ما قتل المحب حرامًا " ، لكانت ؟
الطالب : حجازية .
الشيخ : حجازية ، طيب ابن مالك الآن في قوله : " ما خِل لنا " ، تميمي ولا حجازي ؟
الطالب : تميمي .
الشيخ : تميمي ، طيب : " ما خل لنا " ، الخل : المحب ، والخلة أعلى أنواع المحبة ، وقد شرحها الشاعر بأكمل شرح ، فقال يخاطب معشوقته :
" قد تَخللتِ مسلكَ الروحِ مِني *** وبذا سُمي الخليلُ خليلا " .
مسلك الروح يعني : مجاري الدم التي تصل إلى أعماق القلب ، ولهذا ذكر ابن القيم في كتاب *روضة المحبين ، الذي شكك بعض الناس في نسبته لابن القيم ، ذكر أن المحبة عشرة أنواع : أعلاها الخلة ، ولهذا أنا أقول الآن : ولهذا لم تثبت فيما نعلم إلا للخليلين ، محمد وإبراهيم ، بخلاف المحبة ، المحبة ثابتة للمؤمنين للمقسطين للمتقين وغير ذلك ، وبهذا نقول للذين يعظمون الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيقولون : " إبراهيم خليل الله ، ومحمد حبيب الله " ، نقول : ويلكم ، انتقصتم مرتبة الرسول -عليه الصلاة والسلام- صح ؟
الطالب : صح .
الشيخ : لأنهم نزّلوه ، فمحمد خليل الله كما أن إبراهيم خليل الله ، ولهذا لم يتخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- أحدا خليلا له ، واتخذ حبيبا له أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : اتخذ ، اتخذ حبيبا له ، هو يحب عائشة ويحب أباها ويحب أسامة وغيرهم ، لكن لم يتخذ خليلا ، بل جعل ربه خليله سبحانه وتعالى قال : ( لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ) ، نعم ، إذن قول ابن مالك : " فما خل لنا " : هل أراد معناها وأنه جعل أعلى المحبة لله ، ويكون معنى قوله : فما خل لنا سوى ربنا ، أو أنه مثال ضرب فقط ؟
الطالب : لعله أراد الأول .
الشيخ : أيهن الأول ؟ الأول ، لأن بإمكانه أن يبدل الكلمة بكلمة أخرى لا يختل بها الوزن ، نعم ، لو قال : " فما حب لنا " يستقيم الوزن ؟
الطالب : يستقيم .
الشيخ : يستقيم ، لكن يبدو والله أعلم ، ونسأل الله تعالى ذلك : أنه أراد أن يقول : لا خل لنا إلا ربنا ، أي : فما خلٌ لنا من الناس ، الشاهد خل : نكرة وابتدئ بها ، لماذا ؟ سبقت بحرف نفي ، وعلى هذا فنقول : إذا سبقت النكرة بحرف نفي جاز الابتداء بها ، ما المعنى الذي سَوغ الابتداء بها ونحن قلنا النكرة مجهولة لا يحكم عليها ؟ العموم ، لأن النفي يفيد ؟ أولا : من صيغ العموم : النكرة في سياق النفي ، فالعموم معنىً زائد على الذات ، فلهذا جاز الابتداء بالنكرة ، وحجاج يعلمنا إذا انتهى الوقت !
الطالب : أبشر .
الشيخ : طيب ، " ورجلٌ من الكرام عندنا " :
رجل من الكرام عندنا، رجل : نكرة لكنها وصفت بقوله : " مِن الكرام " ، هاه ؟ لا .
عندنا : هي الخبر ، طيب ، لما وصفت تخصصت فاستفدنا معنى زائدا على مجرد إيش ؟ الذات ، ما قلنا : رجل عندنا : " رجل من الكرام " ، خرج به الرجل الذي من اللئام ، أو الرجل الذي لا لئيم ولا كريم ، " رجل من الكرام عندنا " طيب ، لو قلت أنا : وطالب من الكرام عندنا ، بدل رجل ، وأردت بطالب يعني : الطلاب ، يصلح ؟
الطالب : يصلَح .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : يصلح .
الشيخ : انتبهوا !!
الطالب : يصلح .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا يصلَح .
الشيخ : ترى الذي ما يصلح ما هو بطالب كريم .
الطالب : الجار والمجرور متعلق بطالب .
الشيخ : لا لا لا أقول : طلبة من الكرام عندنا .
الطالب : صحيح .
الشيخ : طلبة !
الطالب : صحيح .
الشيخ : يصلَح ، وإن شاء الله يجب أن يصلح ، كلكم كرام ، يقولون : إن ابن مالك أنشد هذا البيت وعنده النووي -رحمه الله- كان عنده ، فقال : " ورجل من الكرام عندنا " : يعني به النووي ، وسواء صح هذا أم لم يصح ، المهم أنَّ هذا المثال وقعت فيه النكرة مبتدأ ، لماذا ؟ لأنها وصفت فتخصصت بالوصف ، فاستفدنا معنى زائدا على مجرد الذات ، طيب ، نخلي هذا البيت الذي فيه ضمير ، نخليه القابلة - إن شاء الله - .
الطالب : انتهى الوقت .
الشيخ : طيب ، اصبر ما يمدينا الظاهر ، ما يمدينا هاه ؟ طيب ، نعم ؟
الطالب : كتاب الروح لابن القيم !
الشيخ : هاه ؟
الطالب : كتاب الروح لابن القيم عندكم ؟
الشيخ : إي نعم .
الطالب : الذين يطعنون فيه ما رأيكم ؟
الشيخ : والله ما يظهر الطعن فيه ، هو على كل حال : هو وروضة المحبين فيه كلام يعني يُستغرب من ابن القيم -رحمه الله- يستغرب ، لكن فيه كلامه سياقه ولفظه وأسلوبه هو كلام ابن القيم ، وابن القيم -رحمه الله- له يعني له مراحل في حياته ، كان بالأول صوفيًا ، يتمثل دائماً بقول الشاعر :
" عوى الذئب فاستأنست للذئب إذ عوى *** وصَوَّت إنسان فكدتُ أَطير "
كان يحب الانفراد والوَحدة ، وعنده يعني ما عند الصوفية ، حتى منّ الله عليه بهذا النور العظيم الذي ساقه الله إليه على يد شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله على الجميع- فأنقذه ، وقال ابن القيم عنه : " إني مهما عملت لا تجزيه يدي ولا لساني " ، من فضله عليه ، واستقام رحمه الله ، فربما هذه تكون كتاب الروح كتبه في أول طلبه ، وكذلك روضة المحبين ، نعم ، والحمد لله .
الطالب : كتاب الروح أحسن الله إليكم المحقق !
الشيخ : نعم .
الطالب : الذي حققه عنده علم ، لديه .
الشيخ : نعم .
الطالب : يعني ذكر أدلة على صحة الكتاب إليه .
الشيخ : زين ، طيب .
الطالب : ذكر شيخ الإسلام في روضة المحبين .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : روضة المحبين ذكر فيه شيخ الإسلام ابن تيمية .
الشيخ : إيه نعم .
الطالب : إذن ألفه في حياته أو بعد !
الشيخ : ليش ؟
الطالب : ...
الشيخ : إي نعم ، يمكن زادها فيما بعد ، المؤلفون يزيدون في كتبهم أحيانا ، انظر الرد على المنطقيين الذي عليه تعليقات شيخ الإسلام بيده ، تشوف التعليقات كثيرة ، ثم ربما إنه في أول مجيء شيخ الإسلام أيضًا .
الطالب : ... هنا أيضا الأصل في الخبر .
الشيخ : نعم ، ألا يمكن أن يوصف الشيء مرتين : " رجل من الكرام عندنا " هذا موصوف !
الطالب : رجل جالس ، موصوف .
الشيخ : إي لو قلت : " رجل جالس عندنا " ؟ صح .
الطالب : رجل عندنا ؟
الشيخ : نعم ، لا لا : " رجل عندنا " ما يصلح ، هذه مِن الكرام وصف وعندنا بعد ما جاء الخبر ، يعني وصف مرتين : مرة بالخبر ومرة بالصفة .
الطالب : وصف مرتين ؟
الشيخ : إي ضروري .
ليس له بمعتبر ، زين ذا ، هاه ، طيب ، بيت آخر من عريمة أيضًا :
" وأبرز الضمير في ذاك الخبر *** إن كان وصفًا ثم أمعن النظر
إن عاد في المعنى لما يغايره *** كهو بعد زيد عمروٌ عاذره "
لا هذا ، الأول أحسن ، معك نسخة ولا أعطيك إياه ؟
المبتدأ فتى ، وهو في موضعه مقدم ، والخبر : فيكم ، وهو في موضعه مؤخر ، فلماذا جاز الابتداء به وهو نكرة لم تتأخر ؟! قلنا : لأنه سبقها أداة استفهام ، سبقها أداة استفهام : هل فتىً فيكم ؟ صح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، هل رجل في السوق ؟ يصح أو لا ؟
الطالب : يصح .
الشيخ : إذن نأخذ قاعدة : " إذا سبق النكرة أداة استفهام جاز الابتداء بها " ، جاز الابتداء بها ، لماذا جاز الابتداء بها ؟ قيل : لأن الاستفهام جعل هذه النكرة عامة ، والعموم معنى زائد على الذات ، فتى : يدل على الفتوة ، لكن : هل فتى ، عموم يسأل أي فتى ، " هل فتى فيكم " ، والعموم معنى زائد على إيش ؟
الطالب : الذات .
الشيخ : على الذات ، يعني على المعنى المفهوم من كلمة فتى ، فجاز لأنه أفاد معنى وهو العموم ، طيب .
" فما خِلٌّ لنا " : ما خل لنا : أين النكرة التي وقعت مبتدأ ؟
الطالب : خل .
الشيخ : خل ، وابن مالك ضرب هذا المثال على لغة بني تميم ، لأنه لو أراد لغة الحجازيين لصارت : خِل : اسما لما ، اسم لما الحجازية ، أتعرفون الحجازية ما الحجازية ؟ ماذا تعمل ؟
الطالب : عمل ليس .
الشيخ : عمل ليس ، لو أراد المؤلف أن يعمل ما هنا ، ما صار من هذا الباب ، أي صار من باب النواسخ ، لكنه أراد ما بهذا المثال لغة بني تميم ، يقول الشاعر :
" ومُهفهف الأعطافِ قلتُ له انْتَسب *** فأجاب ما قتلُ المحبِّ حرامُ "
انتسب ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ما : هي ؟
الطالب : تميم .
الشيخ : تميمية .
" ومُهفهف الأعطافِ قلتُ له انْتَسب *** فأجاب ما قتلُ المحبِّ حرامُ " .
إذن المرأة تميمية .
الطالب : تميمية .
الشيخ : لأن لغته إيش ؟ إهمال ما ، والذي يهمل ما هم بنو تميم ، ولو قالت : " ما قتل المحب حرامًا " ، لكانت ؟
الطالب : حجازية .
الشيخ : حجازية ، طيب ابن مالك الآن في قوله : " ما خِل لنا " ، تميمي ولا حجازي ؟
الطالب : تميمي .
الشيخ : تميمي ، طيب : " ما خل لنا " ، الخل : المحب ، والخلة أعلى أنواع المحبة ، وقد شرحها الشاعر بأكمل شرح ، فقال يخاطب معشوقته :
" قد تَخللتِ مسلكَ الروحِ مِني *** وبذا سُمي الخليلُ خليلا " .
مسلك الروح يعني : مجاري الدم التي تصل إلى أعماق القلب ، ولهذا ذكر ابن القيم في كتاب *روضة المحبين ، الذي شكك بعض الناس في نسبته لابن القيم ، ذكر أن المحبة عشرة أنواع : أعلاها الخلة ، ولهذا أنا أقول الآن : ولهذا لم تثبت فيما نعلم إلا للخليلين ، محمد وإبراهيم ، بخلاف المحبة ، المحبة ثابتة للمؤمنين للمقسطين للمتقين وغير ذلك ، وبهذا نقول للذين يعظمون الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فيقولون : " إبراهيم خليل الله ، ومحمد حبيب الله " ، نقول : ويلكم ، انتقصتم مرتبة الرسول -عليه الصلاة والسلام- صح ؟
الطالب : صح .
الشيخ : لأنهم نزّلوه ، فمحمد خليل الله كما أن إبراهيم خليل الله ، ولهذا لم يتخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- أحدا خليلا له ، واتخذ حبيبا له أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : اتخذ ، اتخذ حبيبا له ، هو يحب عائشة ويحب أباها ويحب أسامة وغيرهم ، لكن لم يتخذ خليلا ، بل جعل ربه خليله سبحانه وتعالى قال : ( لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ) ، نعم ، إذن قول ابن مالك : " فما خل لنا " : هل أراد معناها وأنه جعل أعلى المحبة لله ، ويكون معنى قوله : فما خل لنا سوى ربنا ، أو أنه مثال ضرب فقط ؟
الطالب : لعله أراد الأول .
الشيخ : أيهن الأول ؟ الأول ، لأن بإمكانه أن يبدل الكلمة بكلمة أخرى لا يختل بها الوزن ، نعم ، لو قال : " فما حب لنا " يستقيم الوزن ؟
الطالب : يستقيم .
الشيخ : يستقيم ، لكن يبدو والله أعلم ، ونسأل الله تعالى ذلك : أنه أراد أن يقول : لا خل لنا إلا ربنا ، أي : فما خلٌ لنا من الناس ، الشاهد خل : نكرة وابتدئ بها ، لماذا ؟ سبقت بحرف نفي ، وعلى هذا فنقول : إذا سبقت النكرة بحرف نفي جاز الابتداء بها ، ما المعنى الذي سَوغ الابتداء بها ونحن قلنا النكرة مجهولة لا يحكم عليها ؟ العموم ، لأن النفي يفيد ؟ أولا : من صيغ العموم : النكرة في سياق النفي ، فالعموم معنىً زائد على الذات ، فلهذا جاز الابتداء بالنكرة ، وحجاج يعلمنا إذا انتهى الوقت !
الطالب : أبشر .
الشيخ : طيب ، " ورجلٌ من الكرام عندنا " :
رجل من الكرام عندنا، رجل : نكرة لكنها وصفت بقوله : " مِن الكرام " ، هاه ؟ لا .
عندنا : هي الخبر ، طيب ، لما وصفت تخصصت فاستفدنا معنى زائدا على مجرد إيش ؟ الذات ، ما قلنا : رجل عندنا : " رجل من الكرام " ، خرج به الرجل الذي من اللئام ، أو الرجل الذي لا لئيم ولا كريم ، " رجل من الكرام عندنا " طيب ، لو قلت أنا : وطالب من الكرام عندنا ، بدل رجل ، وأردت بطالب يعني : الطلاب ، يصلح ؟
الطالب : يصلَح .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : يصلح .
الشيخ : انتبهوا !!
الطالب : يصلح .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا يصلَح .
الشيخ : ترى الذي ما يصلح ما هو بطالب كريم .
الطالب : الجار والمجرور متعلق بطالب .
الشيخ : لا لا لا أقول : طلبة من الكرام عندنا .
الطالب : صحيح .
الشيخ : طلبة !
الطالب : صحيح .
الشيخ : يصلَح ، وإن شاء الله يجب أن يصلح ، كلكم كرام ، يقولون : إن ابن مالك أنشد هذا البيت وعنده النووي -رحمه الله- كان عنده ، فقال : " ورجل من الكرام عندنا " : يعني به النووي ، وسواء صح هذا أم لم يصح ، المهم أنَّ هذا المثال وقعت فيه النكرة مبتدأ ، لماذا ؟ لأنها وصفت فتخصصت بالوصف ، فاستفدنا معنى زائدا على مجرد الذات ، طيب ، نخلي هذا البيت الذي فيه ضمير ، نخليه القابلة - إن شاء الله - .
الطالب : انتهى الوقت .
الشيخ : طيب ، اصبر ما يمدينا الظاهر ، ما يمدينا هاه ؟ طيب ، نعم ؟
الطالب : كتاب الروح لابن القيم !
الشيخ : هاه ؟
الطالب : كتاب الروح لابن القيم عندكم ؟
الشيخ : إي نعم .
الطالب : الذين يطعنون فيه ما رأيكم ؟
الشيخ : والله ما يظهر الطعن فيه ، هو على كل حال : هو وروضة المحبين فيه كلام يعني يُستغرب من ابن القيم -رحمه الله- يستغرب ، لكن فيه كلامه سياقه ولفظه وأسلوبه هو كلام ابن القيم ، وابن القيم -رحمه الله- له يعني له مراحل في حياته ، كان بالأول صوفيًا ، يتمثل دائماً بقول الشاعر :
" عوى الذئب فاستأنست للذئب إذ عوى *** وصَوَّت إنسان فكدتُ أَطير "
كان يحب الانفراد والوَحدة ، وعنده يعني ما عند الصوفية ، حتى منّ الله عليه بهذا النور العظيم الذي ساقه الله إليه على يد شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله على الجميع- فأنقذه ، وقال ابن القيم عنه : " إني مهما عملت لا تجزيه يدي ولا لساني " ، من فضله عليه ، واستقام رحمه الله ، فربما هذه تكون كتاب الروح كتبه في أول طلبه ، وكذلك روضة المحبين ، نعم ، والحمد لله .
الطالب : كتاب الروح أحسن الله إليكم المحقق !
الشيخ : نعم .
الطالب : الذي حققه عنده علم ، لديه .
الشيخ : نعم .
الطالب : يعني ذكر أدلة على صحة الكتاب إليه .
الشيخ : زين ، طيب .
الطالب : ذكر شيخ الإسلام في روضة المحبين .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : روضة المحبين ذكر فيه شيخ الإسلام ابن تيمية .
الشيخ : إيه نعم .
الطالب : إذن ألفه في حياته أو بعد !
الشيخ : ليش ؟
الطالب : ...
الشيخ : إي نعم ، يمكن زادها فيما بعد ، المؤلفون يزيدون في كتبهم أحيانا ، انظر الرد على المنطقيين الذي عليه تعليقات شيخ الإسلام بيده ، تشوف التعليقات كثيرة ، ثم ربما إنه في أول مجيء شيخ الإسلام أيضًا .
الطالب : ... هنا أيضا الأصل في الخبر .
الشيخ : نعم ، ألا يمكن أن يوصف الشيء مرتين : " رجل من الكرام عندنا " هذا موصوف !
الطالب : رجل جالس ، موصوف .
الشيخ : إي لو قلت : " رجل جالس عندنا " ؟ صح .
الطالب : رجل عندنا ؟
الشيخ : نعم ، لا لا : " رجل عندنا " ما يصلح ، هذه مِن الكرام وصف وعندنا بعد ما جاء الخبر ، يعني وصف مرتين : مرة بالخبر ومرة بالصفة .
الطالب : وصف مرتين ؟
الشيخ : إي ضروري .
ليس له بمعتبر ، زين ذا ، هاه ، طيب ، بيت آخر من عريمة أيضًا :
" وأبرز الضمير في ذاك الخبر *** إن كان وصفًا ثم أمعن النظر
إن عاد في المعنى لما يغايره *** كهو بعد زيد عمروٌ عاذره "
لا هذا ، الأول أحسن ، معك نسخة ولا أعطيك إياه ؟
اضيفت في - 2006-04-10