تتمة المناقشة السابقة.
طيب هل أحد من العلماء ، علماء النحو جعل لهذا الغالب أو لغير الغالب ضابطًا ؟ شرافي !
الطالب : نعم يا شيخ قسموه ثلاثة أقسام !
الشيخ : نعم .
الطالب : فيكون الكون عامًا فيجب الحذف .
الشيخ : نعم .
الطالب : كقوله تعالى !
الشيخ : اصبر بدون أمثلة .
الطالب : الثاني : أن يكون خاصاً ويدل عليه دليل هنا يجوز .
الشيخ : يجوز الحذف والذكر ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب .
الطالب : أن يكون خاصًا ولا يدل عليه دليل !
الشيخ : نعم .
الطالب : فيجب الذكر .
الشيخ : فيجب الذكر ، صح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : وهذا التفصيل لا بأس به ، هذا التفصيل لا بأس به ، لكن ذكرنا أثناء الشرح أننا للمبتدئ نقول ؟ خزرج !
الطالب : نقول : أنه غالبا يجب الحذف ، والقليل أنه لا يجوز .
الشيخ : إي نعم حتى لا ندخله في شيء يتورط فيه ، أما من أراد أن يتعمق فنقول : إذا كان الخبر معلومًا وجب الحذف ، وإذا كان غير معلوم ولا قرينة وجب الذكر ، وإذا كان غير معلوم لكن هناك قرينة تدل عليه فالحذف والذكر كلاهما جائز ، طيب قال المؤلف : -درس جديد نعم-
قول ابن مالك " وبعد لولا غالبا خذف الخبر حتما..." قوله غالبا يدل على الجواز وحتما يدل على الوجوب فكيف ذلك ؟
الشيخ : نعم .
السائل : قوله : غالبا هل يدل على الجواز ؟ وحتما تدل على الوجوب ؟
الشيخ : لا لا ، تقدير الكلام : وبعد لولا حذفُ الخبرِ حتمٌ غالباً .
السائل : هكذا يتناقض .
الشيخ : لا .
السائل : هل البيت يتناقض ؟
الشيخ : ما يتناقض ، نقرأ :
" وبعد لولا حذف الخبر *** حتمٌ في الغالب " ، وفي غير الغالب جائز ، في الغالب أنه حتم ولا يجوز الذكر ، وفي غير الغالب جائز .
الطالب : ليس بحتم .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ليس بحتم .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : ليس بحتم .
الشيخ : إي نعم ، ما فيه شيء ما في إشكال .
2 - قول ابن مالك " وبعد لولا غالبا خذف الخبر حتما..." قوله غالبا يدل على الجواز وحتما يدل على الوجوب فكيف ذلك ؟ أستمع حفظ
قول ابن مالك " وحذف ما يعلم جائز كما تقول زيد بعد من عندكما ..." هنا حذف الخبر وقلنا يا شيخ أن الجار والمجرور والظرف يكونان متعلقان وهنا حذف الخبر والدال عليه؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : الجار والمجرور والظرف يكونان متعلقان ، وهنا وجد استثناء !
الشيخ : لما قلت : من عندكما ، فقلت : عندنا زيد ، هذا الخبر ، الخبر موجود الآن .
السائل : ما هو محذوف ؟
الشيخ : يعني متعلق على رأي ابن مالك ، متعَلَق الظرف هو الخبر لكن الظرف دال عليه .
السائل : بس في كلا الحالين محذوف !
الشيخ : لا لا ، الآن محذوف الخبر والدال عليه ، إذا قلنا : زيد ، حذفنا الخبر والدال عليه ، لكن هذا الكلام يؤيد ما ذكرنا : أن الظرف والجار والمجرور هو الخبر ، نعم .
3 - قول ابن مالك " وحذف ما يعلم جائز كما تقول زيد بعد من عندكما ..." هنا حذف الخبر وقلنا يا شيخ أن الجار والمجرور والظرف يكونان متعلقان وهنا حذف الخبر والدال عليه؟ أستمع حفظ
تلكمنا في الدرس الماضي أن ابن حزم وابن القيم كان يقولان "ثم كان ماذا " هل تحمل على الحكاية ؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : إنه : " ثم كان ماذا " ، هل تحمل على الحكاية ، حكاية الأقوال ؟
الشيخ : لا هذه مما يتسامح به العلماء .
السائل : إلا تخالف القواعد العربية ؟
الشيخ : إي تخالف القواعد العربية نعم .
4 - تلكمنا في الدرس الماضي أن ابن حزم وابن القيم كان يقولان "ثم كان ماذا " هل تحمل على الحكاية ؟ أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : ................................... *** ... وفي نص يمــــــن ذا استــــــقر.
" وفي نصِّ يمينٍ ذا استَقَر " : " في نصِّ " : خبر مقدم أو متعلق باستقر ، و " ذا " مبتدأ ، وجملة " استقر " خبره ، يعني : واستقر هذا ، وهو الحذف الواجب ، في نص يمين ، يعني إذا وجد نص يمين ، يعني كان المبتدأ نص يمين في القسم ، فإنه يحذف الخبر وجوبا ، مثاله : لَعَمرُ الله لأفعلن ، لَعَمرُ الله لأفعلن ، فهنا عَمْر : مبتدأ وهو نص في اليمين فيحذف الخبر وجوبا ، ولا يجوز أن تقول : لعمر الله قسمي ، بل يجب عليك حذف الخبر ، لأن هذا هو المعروف من لغة العرب ، والقواعد النحوية مبنية على كلام العرب وليس كلام العرب مبنيًا على القواعد ، ولهذا كلام العرب يحكم على قواعد النحويين ولا عكس ، " وفي نص يمين إذا استقر " .
طيب ، وفي قوله : " في نص يمين " : مفهومه إذا كان دالا على اليمين ولكن ليس نصًا فيه ، فإنه يجوز الحذف وعدمه ، مثل أن تقول : عهد الله لأفعلن ، فهنا عهد : يحتمل أن تكون يمينا ويحتمل أن تكون ميثاقا ، ليست نصًا في اليمين ، ولهذا يجوز أن تقول : عهد الله علي ، أو تقول : عليّ عهد الله لأفعلن ، ولا يجب حذف الخبر هنا ، لأن المبتدأ ليس نصًا في اليمين .
وخلاصة القول : " أنه يجب حذف الخبر إذا كان المبتدأ إيش ؟ نصًا في اليمين " ، والمثال ؟
الطالب : لعمر الله لأفعلن .
الشيخ : نعم ، لعمر الله لأفعلن ، والعَمْر هنا بمعنى الحياة ، فإن لم يكن نصا في اليمين لكنه دال على اليمين ، جاز الذكر والحذف ، ومثاله : عهد الله لأفعلن ، فيجوز أن تذكر الخبر وتقول : عليّ عهد الله لأفعلن ، أو عهد الله عليّ لأفعلن ، لأن المبتدأ هنا ليس نصًا في اليمين .
الطالب : انتهى الوقت .
الشيخ : نعم .
5 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : ................................... *** ... وفي نص يمــــــن ذا استــــــقر. أستمع حفظ
قلتم أن معنى العمر في قول " لعمر الله " الحياة فلو قال أحد " وعمري لأفعلن " فهل نقول إنه وقع في الشرك الأصغر ؟
الشيخ : نعم .
السائل : الآن لو قال شخص : " لعمري لأفعلن " !
الشيخ : نعم .
السائل : كيف يحلف بحياته ؟
الشيخ : الأصل أنه ما يحلف ، الأصل ألا يحلف ، لكن الحلف هنا ليس بصيغة القسم ، والممنوع أن يكون بصيغة القسم ، مثل أن يقول : وعمري لأفعلن .
السائل : وعَمْرِي ما يجوز ؟
الشيخ : ما يجوز .
السائل : لكن لَعمري يجوز ؟
الشيخ : لَعمري يجوز ، وقد جاءت في السنة أيضًا ، جاءت عن الصحابة .
السائل : يعني هذا ليس قسم ؟
الشيخ : بمعنى القسم .
السائل : بمعنى القسم .
الشيخ : لأن حتى التحريم المجرد يكون حكمه حكم القسم .
6 - قلتم أن معنى العمر في قول " لعمر الله " الحياة فلو قال أحد " وعمري لأفعلن " فهل نقول إنه وقع في الشرك الأصغر ؟ أستمع حفظ
في قول ابن مالك " مما به عنه مبينا يخبر " هل من هنا اسم موصول ؟
الشيخ : نعم .
السائل : " مما به " ما هنا اسم ماذا ؟
الشيخ : اسم موصول .
السائل : يعني .
الشيخ : من الذي به : أي بالخبر ، عنه : عن المبتدأ ، يعني : مِن الذي يخبر به عنه هذا تقدير كلامه .
قراءة قول ابن مالك رحمه الله " .... وبعد واو عينت مفهوم مع *** كمثــل كل صــــــانع وما صنـــع. وقبل حال لا يكون خبرا *** عن الذي خبره قــــــــد أضمــــــرا كضربي العبد مسيئا وأتم *** تبييني الحق منوطا بالحــــــــكم. وأخبروا باثنين أو بأكثرا *** عن واحد كهم سراة شعرا...".
وقبلَ حالٍ لا يكونُ خَبَرا *** عن الذي خَبَرُهُ قَد أُضمِرا
كضربِيَ العبدَ مُسيئًا وأَتَمّ *** تبيينيَ الحقَّ مَنوطًا بِالِحكَمْ
وأخبروا باثنينِ أو بِأَكثَرا *** عن واحدٍ كَهُم سُراةٌ شُعَرَا " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في بيان ما يجب فيه حذف الخبر .
8 - قراءة قول ابن مالك رحمه الله " .... وبعد واو عينت مفهوم مع *** كمثــل كل صــــــانع وما صنـــع. وقبل حال لا يكون خبرا *** عن الذي خبره قــــــــد أضمــــــرا كضربي العبد مسيئا وأتم *** تبييني الحق منوطا بالحــــــــكم. وأخبروا باثنين أو بأكثرا *** عن واحد كهم سراة شعرا...". أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وبعد واو عينت مفهوم مع *** كمثــل كل صــــــانع وما صنـــع.
أي بعد واو المعية التي لا يصح أن تكون عاطفة ، التي لا يصح أن تكون عاطفة ، بل هي بمعنى مع ، فإذا كانت بمعنى مع فإنه لا يمكن أن يذكر الخبر ،
" مثل كل صانع وما صنع " :
المعنى : كل صانع وما صنع مقترنان ، فالخبر محذوف ، والتقدير : كل صانع وما صنع مقترنان ، طيب ، وكل : مبتدأ ، وصانع مضاف إليه ، والواو حرف عطف ، أو حرف معية ؟
الطالب : معية .
الشيخ : الواو للمعية ، وما صنع : يحتمل أن تكون ما موصولة ، أي : والذي صنعه ، وأن تكون مصدرية أي : وصنعته ، وهذا أقرب ، فنقول : كل صانع وصنعته مقترنان ، طيب : كل طالبٍ وكتابه ، صح ؟
الطالب : صح .
الشيخ : طيب ، كل إنسان وثوبه ؟
الطالب : صح .
الشيخ : صح ، فإذا كانت الواو بمعنى مع وهي نص في المعية ، فإن الخبر يكون محذوفا وجوبا ، ولو قال قائل : إن الواو هنا بمعنى مع فتكون ظرفًا ، فتكون الظرف هو الخبر ، والتقدير : كل صانع كائن مع صنعته ، كل إنسان كائن مع ثوبه ، كل إنسان كائن مع كتابه ، وما أشبه ذلك ، لو قيل بهذا لكان له وجه ، لأنه إذا تعينت أن تكون واو بمعنى مع فإن مع ظرف يصلح أن يكون خبرا .
وقوله : " عَيَّنتْ مفهوم مع " :
يُفهم منه أنه لو كانت الواو صالحة لأن تكون عاطفة ، ولم تكن متعينة للمعية ، فإنه لا يجب حذف الخبر ، مثل أن تقول : زيد وعمرو مصطحبان ، زيد وعمرو مصطحبان ، وحينئذ نقول : إن كان الخبر معلومًا جاز حذفه وذكره ، وإن كان الخبر خاصًا لا يُعلم مما تفيده الواو وجب ذكره ، واضح يا جماعة ؟! زيد وعمرو ، الواو هذه عاطفة ، ويجوز أن تكون للمعية لكنها لا تتعين ، فتكون عاطفة ، فإذا قلت : زيد وعمرو ، فما الذي تفيده الواو ؟ تفيد اقترانهما في المجيء فتقول : مقترنان ، ويجوز أن تحذف الخبر ، أما لو كنت تريد أن تقول : زيد وعمرو مقتتلان ، فهنا لا يجوز الحذف ، لأنك إذا قلت : زيد وعمرو ، وأنت تريد مقتتلان ، من يفهم هذا ؟! بخلاف : زيد وعمرو مقترنان ، لأن الواو تقتضي الاشتراك والاقتران ، فصار الآن المسألة على ثلاثة أقسام : القسم الأول : أن تكون الواو بمعنى مع ، ولا تحتمل عطف ، فهنا يكون الخبر محذوفا وجوبا استغناءً عنه بواو المعية . والثاني : أن يكون العطف بواو لا تتعين للمعية ، فهنا نقول : إن دل دليل على الخبر المحذوف إيش ؟
الطالب : حُذف .
الشيخ : لا ، إن دل دليل على الخبر المحذوف !
الطالب : جاز .
الشيخ : جاز ذكره وحذفه ، وإن لم يدل عليه الدليل ؟
الطالب : وجب .
الشيخ : وجب ذكره ، نعم .
قال : " كمثل كلُّ صانعٍ وما صنع " :
أي كل صانع وما صنع مقترنان ، وما هنا قلنا : الأولى أن نقدرها مصدرية .
9 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وبعد واو عينت مفهوم مع *** كمثــل كل صــــــانع وما صنـــع. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وقبل حال لا يكون خبرا *** عن الذي خبره قــــــــد أضمــــــرا
كضربيَ العبدَ مُسيئًا " .
نعم ، إذا أتى المبتدأ وبعده حالٌ لا تصح أن تكون خبرا ، فإنه يجب تقدير الخبر ، يجب أن يقدّر الخبر ويكون في هذه الحال محذوفا .
10 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وقبل حال لا يكون خبرا *** عن الذي خبره قــــــــد أضمــــــرا أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : كضربي العبد مسيئا وأتم *** تبييني الحق منوطا بالحــــــــكم.
فضربي مبتدأ ، ومضاف إليه ، ضرب : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وهو مضاف والياء مضاف إليه مبني على السكون في محل جر ، والضرب هنا مضاف إلى الفاعل أو إلى المفعول ؟ مضاف إلى الفاعل ، " والعبد " : مفعول به ، " مُسيئا " : حال من العبد ، يعني أضربه حال إساءته ، طيب هل يصح أن يكون مسيئا خبر لضرب ؟ أسألكم ؟!
الطالب : لا يصح .
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : عشان منصوب .
الشيخ : لا مو عشان منصوبة ، لأن الضرب لا يوصف بالإساءة ، الذي يوصف بالإساءة هو المضروب ، نعم ، لكن لو أقول : " ضربي العبدَ شديدًا " : هذا لا نعربه حالا ، هذا نجعله خبرا ، ونقول : ضربي العبد شديدٌ ، نجعله خبر ولا نجعله حالا ، فإذا لم يصح الوصف أن يكون خبرا صار حالا ، والخبر محذوف ، طيب ماذا نقدر في الخبر المحذوف ؟ قالوا نقدر : إذا كان مسيئا ، إن كان تهديدا ، أو : إذ كان مسيئا ، إن كان عقوبة .
يعني إن كان الضرب وقع من أجل إساءته فقدّر : إذ كان مسيئا . وإذا كان الضرب وعيدا له إن أساء ، فقدّر : إذا كان مسيئا ، وعلى هذا فنقدر : إذ كان أو إذا كان ، وقال بعض المعربين : لا نقدر إذ كان ولا إذا كان ، نقدر ضرب ، يعني : ضربي العبدَ ضَربه مسيئاً ، ضربي العبد ضربه حال كونه مسيئا ، لا ضربه حال كونه مُحسنا أو لا مُسيئا ولا مُحسنا ، وهذا التقدير أسهل من حيث الإعراب ، لأنه ليس فيه إلا حذف الخبر ، هذاك نبي نحذف الخبر مكون من : إذا الظرفية أو إذ ومن كان واسمها المستتر ، أما هذا فلا نحتاج إلى هذا التقدير ، والمعنى يستقيم به ، المعنى يستقيم به ، وهو صالح للاستقبال وللحال طيب .
" وأتم *** تبيين الحقِّ مَنوطًا بِالِحكم " .
الطالب : الفقرة هذه ما فهمتها .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : أقول الفقرة هذه ما فهمتها .
الشيخ : أيهن ؟
الطالب : ضربي العبد شديد .
الشيخ : إي ، إذا قلت : ضربي العبد شديدٌ ، الجملة هذه ما فيها إشكال ، ضرب مبتدأ ، وشديد خبره ، لماذا ؟ لأن شديد يصلح أن يكون خبرا عن ضرب ، فكان خبرا عنه ، واضح الآن يا ؟!
الطالب : واضح الآن واضح .
الشيخ : طيب : ضربي العبدَ مسيءٌ ، ضربي العبد مسيء ، يصح ولا ما يصح ؟
الطالب : لا يصح .
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : على التأويل يصح .
الشيخ : اصبر يا أخي !! لماذا لا يصح ؟ لأن الضرب لا يوصف بالإساءة ، ضربي العبدَ مسيئٌ ما يصلح ، إذن يجب أن نجعل مسيئاً حال من العبد ، ولا نرفعها ، يجب أن نجعلها حالا من العبد ونقول : خبر محذوف ، ونقول : ضربي العبد حال كونه مسيئًا والخبر محذوف ، واضح الآن ؟! ما يكفي هزة الرأس ، هل هو واضح ولا غير واضح ؟
الطالب : واضح .
طالب آخر : شيخ البيت الذي قبله ، هل هذا تمديد البيت الذي قبله ؟
الشيخ : إي ، بس أنا أبيكم تفهمون المثال عشان نطبق كلام المؤلف ، وقاعدته ، لأنه إذا لم تفهم المثال ما أنت بعارف القاعدة . هاه ؟
الطالب : يكون المسيء ما يكون الضرب نفسه ، مسيء يعني !
الشيخ : لا لا : مسيئا العبد ، ولا يوصف المسيء ما يكون إلا من ذي شعور ، والضرب ما له شعور ، طيب الآن اتضح ولا ما اتضح ؟! ضربي العبد شديد ، العبارة صحيحة ولا غير صحيحة ؟
الطالب : صحيحة .
الشيخ : ليش ؟ لأن الضرب يصح أن يخبر عنه بالشدة ، والخبر كما نعلم جميعا وصف للمبتدأ ، طيب : ضربي العبد مسيءٌ ؟
الطالب : لا يصح .
الشيخ : لا يصح لأن الضرب لا يوصف بالإساءة ، إذن من المسيء ؟ العبد كلمة مسيء ما يمكن نجعلها صفة للعبد ، لأن العبد معرفة ومسيئا نكرة ، إذن نجعلها حالا منه ، ونقول : " ضربي العبد إذ كان مسيئا " أو : " إذا كان مسيئا " ، وإذ كان أو إذا كان نقدر كائن أيضًا خبر المبتدأ ، ضربي العبد كائنٌ إذا كان مسيئا ، ضربي العبد كائنٌ إذ كان مسيئا ، يعني إذ أو إذا كلها ظرفية ، والضرب متعلق -في باب المبتدأ والخبر- متعلق بمحذوف وهو الخبر ، ذكرنا رأيا آخر ، قلنا : إن هناك رأيًا آخر للمعربين يقولون : ضربي العبد ، إيش ؟ ضربُه مسيئاً ، يعني ضربي العبد يقع موقعه إذا كان مسيئًا ، فكأنه يقول : ضربي العبد الضرب الموافق المطابق للواقع ، هو ضربه في حال إساءته ، نمشي ؟!
الطالب : سؤال يا شيخ !
الشيخ : نعم .
الطالب : إيش تقدير الضرب يا شيخ ؟
الشيخ : إيش ؟
الطالب : تقدير الضرب !!
الشيخ : لاستقامة الكلام .
الطالب : ...
الشيخ : لا ما يصلح ، ما يصلح ، لأن مسيئاً هذه حال من العبد ، فهي وصف له ، ما تصلح .
الطالب : لأنه طبق البيت الآن على كلامه يا شيخ .
الشيخ : طيب الثاني يقول : " وأتم *** تبينيَ الحقُّ مَنوطًا بِالحكم " .
أتم تبيينيَ الحق : هذا كالأول ، إلا أنه صيغَ اسمُ تفضيل قبل المصدر ، أصله تبييني الحق ، " تبيينيَ الحق منوطا بالحكم " ، " تبييني الحق منوطًا بالحكم " هذا هو الأصل ، لكن : " تبينيَ الحقُّ مَنوطًا بِالحكم " ، يعني قد لا يكون هو أحسن تبيين ، فلابد أن نأتي بشيء يدل على أنني أبنتُ الحق أتم تبيين ، ومعنى " منوطا " : أي معلقا ، " بالحكم " : يعني أحسن شيء في بيان الحق أن تبينه وتبين الحكمة منه ، والحكمة هي الدليل ، والشطر هذا جيد ، يعني أحسن ما يكون في بيان الحق أن يكون إيش ؟ منوطا بالحكم ، أحسن ما يكون في بيان الحق أن يكون منوطا بالحكم ، طيب .
" أتم *** تبيين الحق " : هل يصح أن نجعل منوطا خبرا عنه ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ، لأن منوط من وصف الحق ، ما هو من وصف التبيين ، يعني إذن لا يصح أن نرفعها على أنها خبر أتم ، لفساد المعنى ، فماذا نعمل ؟ نقول نجعلها حالا من الحق والخبر يكون ؟
الطالب : محذوف .
الشيخ : إيش ؟ محذوف ، والتقدير : أتم تبيين الحق إذا كان منوطًا بالحكم ، إذا كان منوطا بالحكم ، فهذا أحسن شيء في بيان الحق ، وعلى الرأي الثاني يقول : تبيين الحق تبيينه ، " أتم تبيينيَ الحق تبيينه منوطا بالحكم " ، وهذا كما ترون أسهل ، وربما يكون أوضح أيضا ، أتم تبييني الحق تبيينه منوطا بالحكم .
11 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : كضربي العبد مسيئا وأتم *** تبييني الحق منوطا بالحــــــــكم. أستمع حفظ
شرح الشيخ للبيتين مجموعين بعضهما ببعض " وقبل حال ....بالحكم".
يعني ويُحذف الخبر قبل حالٍ لا يكون خبرا ، أي لا يصح أن يكون خبرا ، عن الذي خبره يعني عن المبتدأ ، " الذي خبره قد أضمرا " : وش معنى أضمر ؟ حذف ، يعني فإذا كانت الحال لا تصح أن تكون خبرا عن المبتدأ الموجود الذي حذف خبره ، فإنه حينئذ يتعين إيش ؟ يتعين حذف الخبر ، وحقيقة الأمر أن البيت هذا إنما يكون فيما لو ورد من كلام العرب مثل هذا ، ضَربيَ العبدَ مُسيئًا ، فمعلوم أن مسيئاً لا تصح أن تكون خبرا عن ضرب ، وإذا كانت لا تصح ، قلنا : لابد أن يكون هناك خبر محذوف من أجل استقامة الكلام ، وتقديره كما علمتم : إذا كان أو إذ كان على رأي ، أو أن تعيد المبتدأ مضافًا إلى صاحب الحال ، فتقول : ضربيَ العبدَ ضَربُه مُسيئا ، أتم تبييني الحق تبيينه منوطًا بالحكم .
الطالب : شيخ فهم ! شيخ !
الشيخ : انتهى الوقت ؟ نعم ؟
تمثيل ابن مالك بمثالين هل يوحي بشيء وما هو ؟
السائل : تمثيل ابن مالك بمثالين يوحي بشيء يا شيخ ؟
الشيخ : إيه إيه يوحي .
السائل : ما هو ؟
الشيخ : يعني سواء كان المصدر هو المبتدأ ، أو المصدر مضافًا إليه اسم التفضيل ، الذي هو : تبيين .
السائل : إي نعم .
الشيخ : نعم .
هل قوله " تبييني " يعني أنا إذا كان تبييني للحق ؟
الشيخ : أي نعم .
السائل : يعني أكمل تبييني للحق
الشيخ : إيه إذا كان منوطًا بالحكم .
القارئ : " وأخبروا باثنين أو بأكثرا *** عن واحدٍ كهم سَراةٌ شُعرا "
الشيخ : كهم إيش ؟ كهم ؟
الطالب : إيش ؟
الشيخ : كهم سَراةٌ !
الطالب : " كهم سَراةٌ شُعرا " .
الشيخ : بس ، بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
مناقشة ما سبق.
الطالب : لا ، لأنه كون عام .
الشيخ : لأنه كون عام ، طيب ، ( لولا قومك حديثوا عهد بكفر ) ؟
الطالب : الخبر هنا واجب الذكر .
الشيخ : الخبر هنا واجب الذكر .
الطالب : لأنه ... الغالب .
الشيخ : نعم ، وليس كوناً عاماً ، طيب : " فلولا الغِمد يمسكه لسالا " ؟
شرافي !
الطالب : يجوز الوجهان .
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : لأنه معلوم ، يعني : دل عليه دليل .
الشيخ : لأنه دل عليه دليل ، فجاز ذكره وجاز حذفه ، يعني لو قال : فلولا الغمد لسال ؟
الطالب : يصح .
الشيخ : لعرفنا أن معنى فلولا الغمد يمسكه .
طيب : كلُّ حاجٍ وفِديَتُهُ ، هل يجب حذف الخبر في هذا المثال أو لا ؟
الطالب : فيه تفصيل .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : فيه تفصيل .
الشيخ : فيه تفصيل ، ما هو ؟
الطالب : إذا كان منفرد ...
الشيخ : لا هذاك هَدي .
الطالب : هدي ...
الشيخ : إيش هي ؟
الطالب : إذن يجب حذف الخبر .
الشيخ : يجب حذف الخبر ، ليش ؟
الطالب : لأن هنا واو المعية .
الشيخ : هنا الواو للمعية ، يعني كل حاج مصاحب لفديته ، ماذا تقولون ، صحيح ؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : صحيح ، كل حاج وفديته : ما حاجة نقول الخبر هنا ، الخبر هنا معلوم فلا يجب حذفه لأن الواو هنا بمعنى ؟ معية ، نص في المعية ، كل رجل وزوجته ؟ نوشان !
الطالب : جائز الحذف وعدمه .
الشيخ : جائز الحذف وعدمه ! كيف ؟
الطالب : المعية ، يعني يفهم من الواو أنه معية .
الشيخ : طيب ، فيها نص في المعية ولا لا ؟
الطالب : هنا ؟
الشيخ : إي نعم .
الطالب : نعم .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : هنا زوجة هذا مقترنة ، قدّر هو الرجل وزوجته ، هما مقترنان إذن الواو واو المعية .
الشيخ : إذن يجب الحذف ، طيب إذا كنت تريد أن كل رجل وزوجته مختصمان هل يجوز الحذف ؟
الطالب : لا .
الشيخ : ليش ؟
الطالب : لأنه إذا كنت أريد هذا فلا يتضح المعنى .
الشيخ : لا يتضح المعنى ، فيجب ؟ فيجب الذكر ، إذن صارت المسألة مبنية على إيش ؟
الطالب : الفائدة .
الشيخ : على الفائدة وعدمها أو على العلم وعدمها ، طيب : شرائي السيارة غلط ، سعد !! سعد ؟
الطالب : سعود .
الشيخ : سعود ! شرائي السيارة خطأ ، ما تقول ، هل الخطأ هنا موجود ؟
الطالب : لا يا شيخ .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : غير موجود .
الشيخ : ليش ؟
الطالب : لأنها خبر شراء ، نعم شيخ موجود !!
الشيخ : موجود ، إذن لا ندعي أنها محظور ، تكون شراء مبتدأ ، وخطأ ؟
الطالب : خبر .
الشيخ : طيب : شرائي السيارة خاطئًا .
الطالب : خاطئاً ؟
الشيخ : نعم ، هل الخبر موجود ولا محذوف وجوبا ؟
الطالب : لا موجود يا شيخ .
الشيخ : نعم ؟ لا أنا أقول خاطئاً !!
الطالب : خاطئا !
الشيخ : شرائي السيارة خاطئًا ، شرائي السيارة خاطئاً .
الطالب : يكون خاطئا : هنا وقع على ... لأنه لم يقع على .
الشيخ : ما فهمت تمام ، طيب !
الطالب : الخبر هنا محذوف وجوباً .
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : لأن !
الشيخ : يعني ما يصح أن نجعل خاطئ هي الخبر ؟
الطالب : لا ، لأن المبتدأ يا شيخ مصدر ، والخبر حاذف الخبر .
الشيخ : لكن لماذا لا نجعل خاطئ خبر ونرفعه ؟
الطالب : خاطئا ؟!
الشيخ : نعم ، لماذا لا نقول شرائي السيارة خاطئٌ ؟
الطالب : لا يجوز .
الشيخ : لماذا ؟
الطالب : لأن الخبر محذوف تقديره .
الشيخ : ما هو لأن الخبر ، أنا أبي أخلي خاطئ هي الخبر ، وأقول : شرائي السيارة خاطئٌ .
الطالب : ما يصير خبر .
الشيخ : أنا أتكلم الآن من جديد ، أقول : شرائي السيارة خاطئٌ ؟!
الطالب : لأنه يا شيخ لا يوصف الشراء بأنه خاطئ .
الشيخ : تمام ، لا يصح وصف الشراء بأنه خاطئ ، واضح ؟ فلذلك لا تصح أن تكون خبرا عن شراء ، كما لو قلت مثلا : شرائي السيارةَ مغبونٌ ، يصلح هذا ولا ما يصلح ؟
الطالب : ما يصلح .
الشيخ : ماذا أقول ؟
الطالب : مغبونًا .
الشيخ : مغبونًا وأجعل الخبر ؟ وأجعل الخبر محذوفًا ، طيب ، طيب : ضربي العبدَ مُسيءٌ ؟
الطالب : يا شيخ لا يجوز هذا ، وإنما يقال : ضربي العبد !
الشيخ : لماذا أصلا لا يجوز ؟
الطالب : لأن مسيء لا يكون خبر عن الضرب .
الشيخ : عن الضرب ، فإن الضرب لا يوصف بالإساءة .
الطالب : وإنما هو حال هنا .
الشيخ : حال ، طيب إذا جعلناها حالا كيف يكون التقدير ؟
الطالب : إذا جعلناها حالا ؟!
الشيخ : نعم .
الطالب : يكون التقدير : ضربي العبدَ ضربًا مُسيئًا .
الشيخ : لا ، ما تخلصنا .
الطالب : يعني ضربي هو مسيء ، أما إذا أردنا أن تكون خبر فنقول :
الشيخ : كيف التقدير إذا جعلنا مُسيئًا حال سَدَّت مسَدَّ الخبر ؟
الطالب : كائنٌ مُسيئًا ، أو ضربي ضربه مسيئًا .
الشيخ : هذا على ؟
الطالب : على تقدير خبر .
الشيخ : زين ، فيه تقدير آخر !؟ ما حضرت البارح !؟
الطالب : لا ، حضرت ، تقدير آخر وهو : كائن .
الشيخ : لا يا شيخ !
الطالب : ضربي العبدَ ضربُه قلتُ .
الشيخ : قلنا لك : صواب ، لكن نبي القول الثاني الذي يقدره الجمهور !
الطالب : شيخ !
طالب آخر : إذ كان مسيئًا .
الشيخ : إذ كان مسيئًا هذا إن أردت ؟
الطالب : الماضي .
الشيخ : هذا ما يصلح يا شيخ ، إن أردت إيش ؟ طيب خالد !
الطالب : ... وقع .
الشيخ : إي ، ماذا أفهم ؟ التقدير : إذ كان مسيئا !
الطالب : لو أردنا أنه التهديد .
الشيخ : التهديد إن أردنا التهديد !
الطالب : العقوبة ، نقول : إذا كان مُسيئًا .
الشيخ : إذا كان مسيئًا ، طيب ، هنا أشكل على بعض الناس يا جمال قال مسيئا كيف نقول حال ، ألا نجعلها خبرا لكان محذوفة ؟!
الطالب : هذه النقطة ما فهمتها من أمس !
الشيخ : إي ، ليش ما راجعت ؟! ما راجعتني !! نعم .
الطالب : سألتك فيها أمس يا شيخ .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : سألتكم فيها أمس .
الشيخ : إي طيب وماذا أجبنا ؟
الطالب : فقلتم : أنهم يقولون إذا كان هو تاماً .
الشيخ : نعم ، كذا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب صحيح ، يقولون : إن كان تاما ، وعلة قولهم أنها تامة ، لأن كان لا تحذف هي واسمها إلا في مواضع معينة مثل : ( التمس ولو خاتماً من حديد ) ، وهذا الموضع ليس من مواضع حذف كان واسمها ، فلهذا قالوا : نقدرها تامة ونجعل مسيئا : حال من فاعل كان ، وليس خبرا لكان .
يعني هكذا تقدير النحويين ، والحقيقة ربما ننازعهم ، نقول أولا : إن أحسن ما نقدر هنا أن نقدر إيش ؟ ضربه ، حتى لا نجي بفعل وفاعل ، بل نقول : ضربه مسيئا ، ضربي العبد ضربُه مُسيئًا ، يعني إني لا أضربه إلا إذا كان هو مُسيئًا .
بيان أن الحال قد تغني عن الخبر فلا حاجة لذكره إذا كان السامع يفهم الكلام بدونه.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وأخبروا باثنين أو بأكثــــرا *** عن واحد كــــــهم سراة شعـــرا.
" وأخبروا باثنين أو بأكثرا *** عن واحد " :
أخبروا : الضمير يعود على العرب .
" باثنين أو بأكثرا *** عن واحد كَهُم سَراةٌ شُعرا " :
" هم " : مبتدأ ، " سَراة " : خبر ، " شُعرا " : خبر ثاني ، والسراة : هم الشرفاء ، والشعراء معروف ، يعني أن العرب أخبروا بخبرين فأكثر عن مبتدأ واحد ، وجواز تعدد الخبر هو القياس كما يجوز تعدد الصفة ، أليس يجوز أن تقول : أتاني زيد العالم الغني الكريم ، يجوز هذا ولا ما يجوز ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : يجوز ، والخبر وصف لمبتدأ في الواقع ، فإذا جاز تعدد الصفة جاز تعدد الخبر ، ولكن هنا نقول : هل يجوز أن أفصل بين الخبرين بواو العطف ، فأقول " هم سراة وشعراء " ؟ نقول : نعم يجوز كما يجوز فصل الصفتين بالعطف ، (( سبح اسم ربك الأعلى ، الذي خلق فسوى ، والذي قدّر فهدى والذي أخرج المرعى )) فكما يجوز تعدد الصفات بالعطف يجوز تعدد الخبر بالعطف ، عرفتم ولا لا ؟
ولكن يجب أن نعلم أن المسألة هنا على ثلاثة أوجه : الوجه الأول : منع العطف ، والوجه الثاني : وجوب العطف ، والوجه الثالث : جواز العطف ، كم الأقسام ؟
الطالب : ثلاثة .
الشيخ : ثلاثة أقسام ، الأول : منع العطف ، والثاني وجوب العطف ، والثالث الجواز ، فإذا كان الخبران بمعنى خبر واحد ، فإنه لا يجوز العطف ، لأنك إذا عطفت جعلت كل خبر مستقلا عن الخبر الآخر ، مع أن اجتماعهما عبارة عن صفة واحدة ، مثاله : عندي برتقال حلو حامض ، نعم ، برتقالي حلو حامض ، برتقالي حلو حامض : فيه خبران الآن ، هما : حلو وحامض ، هنا لا يجوز أن أقول : حلو وحامض ، لأني لو قلت : حلو وحامض فسد المعنى ، أنا أريد أن أقول : حلو حامض يعني طعمه مركب من حامض حلو ، وحلو حامض وش الفرق ؟ يكون معناه مُز ، حلو حامض يعني مز ، يعني بدل ما تقول : برتقالي مُز ، تقول : برتقالي حلو حامض ، هذا لا يجوز فيه العطف ، لماذا لا يجوز ؟ لأنه يختلف المعنى ، إذا قلت : برتقالي حلو وحامض : معناه أن عندك نوعين من البرتقال واحد حلو وواحد حامض ، هذا لا يجوز ، فإذن إذا كان الخبران لمعنى واحد إيش ؟ فإنه لا يجوز العطف ، لأن ذلك يخل بالمعنى ، إذا كان الخبران كل واحد منهما لشخص آخر ، فإنه يجب العطف ، مثاله : بنوكَ شاعرٌ ومهندسٌ ونحويٌ وفقيهٌ ، كم بنوه الآن ؟
الطالب : أربعة .
الشيخ : أربعة بنوك ، فإذا نعم ، شاعر ، الثاني ؟
الطالب : مهندس .
الشيخ : مهندس .
الطالب : نحوي .
الشيخ : نحوي .
الطالب : فقيه .
الشيخ : فقيه ، هنا لو تركنا العطف لصارت الأخبار هذه لكل واحد منهم ، يعني كل واحد : شاعر ومهندس ونحوي وفقيه ، صح ولا لا ؟
الطالب : صح .
الشيخ : لكن الأمر ليس كذلك ، الأمر أن أحد الأبناء شاعر ، والثاني مهندس ، والثالث نحوي ، والرابع فقيه ، إذن لابد أن تأتي بالعطف ، لأن العطف يقتضي إيش ؟ المغايرة ، فإذا حذف صار متحدا .
والخلاصة : تعدد الخبر جائز ، لكن هل يجوز فصل هذا المتعدد بالعطف ؟ نقول : هذا على كم قسم ؟
الطالب : ثلاثة .
الشيخ : ثلاثة أقسام : قسم لا يجوز ، وقسم يجب ، وقسم يجوز ، إن شئت اعطف وإن شئت لا تعطف ، طيب : ابني شاعرٌ كاتبٌ فقيهٌ سلفيٌ .
الطالب : يجوز الأمران .
الشيخ : يجوز الأمران ، طيب صحيح ، يجوز أن أعطف بالواو ، ويجوز أن أبقيها كل خبر منفرد ، فأقول : شاعر خبر المبتدأ ، كاتب خبر ثاني ، نحوي خبر ثالث ، فقيه سلفي خبر رابع وخامس ، قال الله تعالى : (( وهو الغفور )) إيش ؟ (( الودود ذو العرش المجيد )) ، هنا لا يجوز أن نجعل الودود : صفة للغفور ، لأنها لا تعود على الغفور ، تعود على الموصوف الذي هو الله عز وجل ، يعني على الضمير : وهو .
الطالب : انتهى الوقت يا شيخ .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : انتهى .
الشيخ : انتهى الوقت .
17 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وأخبروا باثنين أو بأكثــــرا *** عن واحد كــــــهم سراة شعـــرا. أستمع حفظ
سؤال عن الفرق بين اسم الفاعل وصيغة المبالغة ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : صيغ المبالغة عند قولنا : " وقس وكاستفهام والذي وقف " .
الشيخ : إيش ؟
السائل : عند قولنا : " وقس وكاستفهام والذي وقف " ، هنا أسألك يا شيخ صيغ المبالغة هي اسم فاعل ؟
الشيخ : بمنزلة اسم الفاعل .
السائل : يعني ما هي باسم فاعل ؟
الشيخ : لا .
السائل : كيف بمنزلته ؟
الشيخ : بمنزلة اسم الفاعل لكن حول إلى المبالغة .
السائل : شيخ كيف ؟
الشيخ : اسم الفاعل ما كان على وزن فاعل ، لكن هذه حولت للمبالغة .
السائل : يعني في المعنى ي شيخ ؟
الشيخ : هاه ؟
السائل : في المعنى صارت ؟
الشيخ : زائدة على اسم الفاعل .
السائل : يعني اسم فاعل في المعنى ؟
الشيخ : إذا قلت : ضارب معناها ضارب مرة واحدة ، ضرَّاب : كثير الضرب .
مناقشة في الأبيات الخامسة السابقة من قول ابن مالك " وبعد لولا غالبا حذف الخبر إلى آخر الفصل ".
المناقشة في الأبيات الخمسة كلها ، بعد لولا غالبًا حذف الخبر هذا أحد القولين في المسألة ، فما القول الثاني ؟
الطالب : القول الثاني : هو التفصيل : حذف الخبر فإما أن يكون واجبا ، وإما أن يكون جائزا ، وإما أن يكون ممتنعا .
الشيخ : نعم .
الطالب : ثلاث حالات .
الشيخ : أحسنت ، متى يكون واجبا ؟ حذف الخبر بعد لولا .
الطالب : إذا كان خاص !
الشيخ : لا .
الطالب : إذا كان كوناً خاصًا .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : إذا كان الكون عاماً .
الشيخ : إذا كان الكون عاماً ، طيب ومتى يكون واجب الذكر ؟
الطالب : يكون واجب الذكر إذا لم يصح حذف الخبر .
الشيخ : إي متى ؟
الطالب : حذف الخبر بعد لولا .
الشيخ : إي ، متى ؟ عيّن ؟
الطالب : متى يعني !؟
الشيخ : متى يمتنع ذكره ؟
الطالب : متى يمتنع ذكر الخبر ؟
الشيخ : لا متى يمتنع حذفه ؟
الطالب : متى يمتنع حذف الخبر ؟
الشيخ : نعم .
الطالب : إذا أشكل حذف الخبر ، يعني إذا حذفنا الخبر صار الكلام مُشكل .