قراءة قول ابن مالك رحمه الله " .... وجرد الفعل إذا ما أســـــندا *** لاثنين أو جمع كفــــاز الشهــــدا وقد يقال سعدا وسعدوا *** والفعل للظاهر بعد مسند ويرفع الفاعل فعل أضمرا*** كمثل زيد في جواب من قرا وتاء تأنيث تلي الماضي إذا *** كان لأنثى كأبت هند الأذى ..... ".
ويرفع الفاعل فعل أضمرا *** كمثل زيد في جواب مَن قَرا
وتاء تأنيث تلي الماضي إذا *** كان لأنثى كأبت هندُ الأذى "
الشيخ : بس بس.
1 - قراءة قول ابن مالك رحمه الله " .... وجرد الفعل إذا ما أســـــندا *** لاثنين أو جمع كفــــاز الشهــــدا وقد يقال سعدا وسعدوا *** والفعل للظاهر بعد مسند ويرفع الفاعل فعل أضمرا*** كمثل زيد في جواب من قرا وتاء تأنيث تلي الماضي إذا *** كان لأنثى كأبت هند الأذى ..... ". أستمع حفظ
مراجعة شرح قول ابن مالك رحمه الله: الفاعل الذي كمـــــرفوعي أتى *** زيد منيـــــرا وجهه نعم الفتى. و بعد فعل فاعل فإن ظـــــهر *** فهو وإلا فضـــــميــر استتــــــر...".
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمّد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين:
تبين لي من قول المؤلف :
" كمرفوعي أتى *** زيد منيرًا وجهُه نِعم الفتى "
أنه يشير إلى ما كان مرفوعًا بفعلٍ وما كان مرفوعاً باسم، فهما
" كمرفوعي أتى *** زيد منيرًا وجهُه "
" ونِعم الفتى ": هذا تكميل لما رفع بالفعل، أي: لما كان عامله فعلًا إلا أنه يُفرَّق بين قوله: " نعم الفتى " وبين قوله: " أتى زيدٌ " بأن نِعم الفتى فعلها جامد، وأتى زيدٌ متصرف، هذا الفرق، والمهم أن الفاعل هو الذي يقع بعد الفعل أو ما كان بمعناه مرفوعًا به، طيب هل يمكن أن يكون الفاعل قبل الفعل؟
الطالب : نعم.
الشيخ : الجواب على كلام المؤلف لا يمكن، لأنه قال : " وبعد فعل فاعل " وقيل: يجوز أن يتقدّم الفاعل على الفعل، ويظهر أثر ذلك في المثال، فإذا قلنا بعدم الجواز قلنا: الرجلان قاما، إذا قلنا بعدم الجواز، وإذا قلنا بالجواز: الرجلان قام، بدون ألف، لأنه على الأول يكون الرجلان: مبتدأ، وقاما: فعل وفاعل، والجملة خبر للمبتدأ، وعلى الثاني يكون الرجلان فاعلًا مقدّمًا، وقاما: فعل مؤخر، نعم وذكرنا سبقت لنا قاعدة نعتبرها أصولية عظيمة في باب النّحو، ألا وهي: إذا اختلف النحويّون في شيء أخذنا بالأسهل ما لم يمنع منه مانع، قال :
" وبعد فعلٍ فاعل فإن ظهر *** فهو وإلا فضمير استتر "
قوله: بعد فعل فاعل أظن شرحنا هذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : فإن ظهر فهو أي: فهو الفاعل، والأمر واضح، مثل قام الرجل، مات السبع، الفاعل الرجل والسبع، " وإلاّ فضمير استتر " يعني: وإلاّ يظهر، فهو ضمير استتر، وجوبًا أو جوازًا؟ نقول إن كان تقديره أنا أو نحن أو أنت، فهو مستتر وجوبًا، وإن كان تقديره هو أو هي، فهو مستتر جوازًا، وقيل: إنه مستتر وجوبًا مطلقًا، لأنك إذا قلت: قام هو مثلًا، وأظهرت الضّمير لم يكن هذا الضّمير فاعلًا، بل توكيدًا، لكن المشهور ما ذكرناه أنه ما ينقسم إلى مستتر وجوبًا، ومستتر جوازًا، فما كان تقديره أنا ونحن أو أنت، فتقديره وجوبًا، وما كان تقديره هو أو هي، فهو جوازًا.
2 - مراجعة شرح قول ابن مالك رحمه الله: الفاعل الذي كمـــــرفوعي أتى *** زيد منيـــــرا وجهه نعم الفتى. و بعد فعل فاعل فإن ظـــــهر *** فهو وإلا فضـــــميــر استتــــــر...". أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وجرد الفعل إذا ما أســـــندا *** لاثنين أو جمع كفــــاز الشهــــدا.
" وجرِّد الفعل إذا ما أُســـــنِدا *** لاثنين أو جمع كفــــاز الشُّهــــدا "
جرِّد: فعل أمر، وقوله : " إذا ما أُسندا " ما هذه زائدة، لأنها أتت بعد إذا.
"ويا طالبًا خُذْ فائدة *** ما بعد إذا زائدة "
وهو أي زيادة ما أحد المحامل العشرة التي تأتي إليها ما، وقد جمعت في بيت يتلوه علينا العقيد.
الطالب : قال رحمه الله :
" محامل ما عشرٌ إذا رُمْتَ عدّها *** فحافظ على بيتٍ سليمٍ من الشعر
ستفهم شرط الوصل فاعجب لنكرها *** بكفٍّ ونفيٍ زِيدَ تعظيم مصدر ".
الشيخ : نعم، هذه محامل ما، لها عشرة معانٍ ذكرت في البيت، منها الزيادة، ومن ضوابط الزيادة أن تأتي ما بعد إذا، وهنا " إذا ما أُسندا " أي إذا أُسندا " لاثنين " كقام الرجلان " أو جمع كفاز الشُّهداء " هذا هو اللغة المشهورة التي جاءت في القرآن، أما الفعل إذا أسند إلى اثنين أو جمع، وجب تجريده من الضّمير، طيب وإن أسند لواحد؟
الطالب : من باب أولى.
الشيخ : ما يحتاج إلى ضمير، ما هو من باب أولى، ما يحتاج إلى ضمير، فتقول: قام الرجل، طيب " كفاز الشُّهداء " هذا هو المشهور من لغة العرب، وبه نزل القرآن الكريم، فإذا قال قائل: كيف تجيبون عن قول الله تعالى: (( ثمّ عموا وصمّوا كثيرٌ منهم ))، (( ثمّ عموا وصمّوا كثيرٌ منهم )) قلنا: لا نسلم أن قوله: (( كثير )) فاعل، بل هو بدل بعض من كلّ، لأن قوله: (( ثم عموا وصمّوا )) هذا للعموم (( كثير منهم )) أخرج البعض، فهو في الحقيقة بدل من الواو، بدل بعض من كلّ، ونحملها على ذلك وجوبًا، لأن القرآن إنما نزل باللغة الفصحى، واللغة الفصحى لا يتحمّل الفعل فيها ضمير اثنين أو ضمير جمع.
3 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وجرد الفعل إذا ما أســـــندا *** لاثنين أو جمع كفــــاز الشهــــدا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وقد يقال سعدا وسعــــدوا *** والفعل للظــــــــاهر بعد مســــــند.
" وقد يُقال سَعِدا وسَعــِــدوا *** والفعل للظــــــــاهر بعد مُســــــندُ "
قد يُقال، من يقوله؟
الطالب : العرب.
الشيخ : العرب، العرب يحكمون ولا يُحكم عليهم، يعني: قد يقول بعض العرب: سعِدا الرجلان، وسعِدوا القوم، " والفعل للظاهر بعد مُسندُ " أي: بعد هذا يأتي مسندًا إلى الفاعل فيُقال: سعِدا الرجلان، سعِدوا المسلمون، والفصحى؟
الطالب : سعِد.
الشيخ : سعِد الرجلان، سعِد المسلمون، وأفادنا المؤلف رحمه الله بقوله: " وقد يقال " أنها لغة ضعيفة، لأن قد تفيد؟
الطالب : التقليل.
الشيخ : التقليل، وتسمّى هذه اللغة لغة " أكلوني البراغيث " هذا رجلٌ تعِب من البراغيث، تصعد على جسمه وتقرّصه وتؤذيه، فجعل يقول: " أكلوني البراغيث " فهي لغة، وهذه اللغة تجعل الواو علامة جمع فقط ليس لها محل من الإعراب، فتقول عليها أكلوني: فعل ماض، والواو: علامة الجمع، والنون للوقاية والياء: مفعول به، والبراغيث: فاعل مرفوع بضمّة ظاهرة على آخره، كذا؟ لو قال: أكلوك البراغيث ما هي أكلوني؟
الطالب : لغة.
الشيخ : نفس اللغة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، اللغة الفصحى في هذا التركيب أن تقول؟
الطالب : أكلني.
الشيخ : أكلني البراغيث وأكلك البراغيث، ولا تأتي بعلامة الجمع، لا تأتي بعلامة الجمع هذه هي اللغة الفصحى، طيب أوردنا آية من كتاب الله وهي قوله تعالى: ( ثم عموا وصمّوا كثير منهم )) وأجبنا عنها بأن كثير بدل بعض من كل، لأن قوله تعالى (( عموا وصمّوا )) يشمل الكلّ، فإذا قال (( كثير منهم )) أخرج البعض، وهو كذلك، ولا ينبغي أن نحمل القرآن الكريم على هذه اللّغيّة القليلة، لأنه إنما يحمل على أي لغة؟
الطالب : الفصحى.
الشيخ : اللغة الفصحى، لأنه بلسان عربي مبين.
" وقد يُقال سعِدا وسعــِــدوا *** والفعل للظــــــــاهر بعد مُســــــندُ "
طيب لو أنني صحّحت ورقة إجابة طالب كتب: قالوا المسلمون كذا وكذا، وقالوا الكفار كذا وكذا، هل أعتبر هذا خطأ أم صوابًا؟
الطالب : خطأ.
الشيخ : خطأ، احتج علينا، فقال: هذه لغة بعض العرب وأنا من هؤلاء البعض، أقول له: أنت من هؤلاء البعض فأنت معذور باجتهادك، لكنّي أنا من البعض الآخر فلا بدّ أن أصحّح على ما أعتقد، ولا يجوز أن أُحمل على ما لا أعتقد، إذن يشطب عليه وإلاّ لا؟
الطالب : يشطب.
الشيخ : يشطب عليه، ولو أننا تتبعنا الرخص كلما غلط واحد قال هذه لغة، نعم، لارتبك الناس، كما واحد يقول: الله أكبر وواحد يقول: الله وكبر، لغة، آمين أبيقول آمّين لغة، كل شيء لغة، ولا نقبل من كل واحد الآن أن يقول: إني على اللغة الفلانية، لماذا؟ لأنه ما هو على لغة الآن، حتى اللغة الفلانية ما هو عليها، وإذا ضيّعها نرجع إلى إيش؟
الطالب : إلى الأصل.
الشيخ : إلى الأصل الأم، لغة العرب الفصحى التي نزل بها القرآن، طيب.
4 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وقد يقال سعدا وسعــــدوا *** والفعل للظــــــــاهر بعد مســــــند. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: ويرفع الفاعــل فعل أضمرا *** كمثل زيد في جـــواب مـــن قــــرا
" ويرفع الفاعــل فعل أُضمرا *** كمثل زيدٍ في جـــواب مـــن قَــــرا "
هذه انتُقدت نقدًا خفيفًا على المؤلف، نعرب أولًا " ويرفع الفاعل فعل " الفاعل: مفعول مقدّم، وفعل: فاعل مؤخر، أضمر: الجملة صفة لفعل، لأن الجملة بعد النكرات؟
الطالب : صفات.
الشيخ : صفات، وبعد المعارف؟
الطالب : أحوال.
الشيخ : أحوال، " كمثل زيد في جواب من قَرا " سألك سائل فقال: من قرأ؟ قل: زيدٌ، زيد: هذه فاعل لفعل محذوف، والتقدير: قرأ زيد، قرأ زيد، إذ لو قال قائل: أنا أريد أن يكون التقدير: زيد قائم، فأجعل زيد مبتدأ، لا أجعله فاعلًا، قلنا: هذا ممكن، لكن لا يستقيم، لأن الأصل أن الجواب مطابق؟
الطالب : للسؤال.
الشيخ : للسؤال، فهو يسأل من قرأ؟ تقول: قرأ زيدٌ، يكون الجواب مطابقًا تمامًا للسؤال، فتقول: زيدٌ إذا سألك سائل من قرأ اليوم؟ تقول: زيدٌ، يعني: قرأ زيدٌ، يقولون بعض المحشيين، وأنا على لغة " أكلوني البراغيث " لو قال ابن مالك:
" ويرفع الفاعل فعل حُذفا *** كمثل زيد في جواب من وفَى "
لكان أحسن، لأن الفعل لا يُضمر، الذي تضمر هي الضمائر، الفعل يقال حُذف، منصوب بفعل محذوف لا تقل منصوب بفعل مضمر، فلو قال: ويرفع الفاعل فعل حُذفا، ونرجو أن يكون الأخ خالد معنا، إيش رأيك؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ماذا قلت؟
الطالب : يقول بعض المحشيين لو قال بدل أضمرا حُذفا، لأن الفعل لا يُضمر.
الشيخ : وإنما؟
الطالب : وإنما يُحذف.
الشيخ : يُحذف، صحيح، كمثل زيد في جواب من وفَى، فنقول: ما دام الأمر معلومًا عند النحويين، وابن مالك لا يخفى عليه مثل ذلك، وجب أن يُحمل كلامه على ما هو معروف، والإنسان بشر أحيانًا تغيب عنه الكلمة المناسبة، وتكون الكلمة غير المناسبة ...، وهذا شيء مشاهد.
5 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: ويرفع الفاعــل فعل أضمرا *** كمثل زيد في جـــواب مـــن قــــرا أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وتاء تأنيث تلي الماضي إذا *** كان لأنثــــــى كأبت هنـــد الأذى.
وتاء تأنيث تلي الماضي إذا *** كان لأنثــــــى كأبتْ هنـــد الأذى "
تاء تأنيث: مبتدأ، وتلي: الجملة خبر، والفاعل مستتر تقديره: هي، والماضي: مفعول تلي، إذا كان، أي: الفعل لأنثى كأبت، وإذا كان الفعل ماضيًا؟ فتاء التأنيث لا تليه وإنما تسبقه، تقول: تضرب هند القوم، تُكرم هند القوم؟
الطالب : إذا كان مضارعًا.
الشيخ : إذا كان مضارعًا، أنا قلت الماضي؟
الطالب : نعم.
الشيخ : إذا كان مضارعًا فإن التاء لا تليه بل تسبقه، فتقول: تضرب هند، أما الماضي فالتاء تلي الماضي، فتقول: ضربتْ هند، أو قامتْ هند، يقول : " إذا *** كان لأنثى كأبت هند الأذى " تاء: مبتدأ، وتلي الجملة خبر المبتدأ، وإذا كان لأنثى: شرط، ولكنّه غير جازم، وكأبتْ هند الأذى: المثال كله مجرورٌ بالكاف، أي: كهذا المثال، انتقل المؤلف رحمه الله هل يؤنّث العامل، أعني: عامل الفاعل أو لا؟ إن كان الفاعل مذكّرًا فإن الفعل إيش؟ لا يؤنّث، وإن كان مؤنّثًا؟ فإن الفعل يؤنّث، كقول المؤلف : " أبت هند الأذى " أبى زيد الأذى وإلاّ أبت زيد؟
الطالب : أبى.
الشيخ : أبى، إذا كان مذكّرًا وجب خُلوّه من تاء التأنيث، وإن كان مؤنّثًا وجب أن تكون فيه تاء التأنيث، وسيأتي التّفصيل في الوجوه، " كأبتْ هند الأذى " هند هل تُصرف أو لا؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز الوجهان، يجوز أن تُصرف، لأنها ثلاثي ساكن الوسط، ويجوز أن لا تُصرف، لكن ابن مالك يقول :
" وجهان في العادم تذكيرًا سبق *** وعجمة كـــــ "
الطالب : والاعجمي.
الشيخ : هاه؟
الطالب : والاعجمي.
الشيخ : لا لا، " وجهان في العادم تذكيرًا سبق *** وعجمة " نسيت البيت، على كل حال هند يجوز فيها وجهان: الصّرف وعدمه، والمنع من الصّرف أحق.
الطالب : وجهان.
الشيخ : هاه؟
الطالب : " وجهان في العادم تذكيرًا سبق ".
الشيخ : " تذكيرًا سبق *** وعجمة "
الطالب : " وعجمة كهند والمنع أحق "
الشيخ : " كهند والمنع أحق " نعم.
6 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وتاء تأنيث تلي الماضي إذا *** كان لأنثــــــى كأبت هنـــد الأذى. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وإنما تلزم فعـــــــــــل مضمر *** متصــــل أو مفهـــــــــم ذات حــر.
" وإنما تلزم فعـــــــــــلَ مضمَرٍ *** متصــــل أو مُفهـــــــــم ذات حـَـرِ "
وإنما تلزم الفاعل التاء، فعل: مفعول به، متّصل: صفة لمضمر، أو مفهم يعني: أو فعل مفهم ذات حر، الحِر هو الفرج، ومنه قوله في الحديث: ( يستحلّون الحر والحرير ) يعني: الفرج، أفادنا رحمه الله أن تاء التأنيث التي تلي الماضي تجب في حالين: الحال الأولى إذا كان الفاعل ضميرًا متّصلًا، والحال الثانية إذا كان الفاعل ذات حِرِ، يعني: أنثى لها فرج، يعني: مؤنّث له فرج، ويشمل بني آدم وغير بني آدم، انتبه! يلزم تأنيث الفعل بتاء التأنيث في موضعين: الأول إذا كان الفاعل ضميرًا متّصلًا، والثاني إيش؟ إذا كان الفاعل مؤنّثًا حقيقيًا، وهو ما له فرج، مثال ذلك تقول: قامتْ هند، يجب التأنيث؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يجب، لماذا؟
الطالب : لأنها ذات فرج.
الشيخ : لأن هند من ذات الفروج أو من ذوات الفروج، طيب قامت البعير، البعير اسم جنس، فلهذا قالوا: يجوز فيها البعير قام وقامت، طيب إذا قلت: البعير قامت؟
الطالب : يجب.
الشيخ : يجب تأنيث الفعل، لماذا؟ لأن الضّمير متّصل، ومعلوم أن المستتر متّصل وزيادة، ثم قال : " وقد يُبيح الفصلُ ترك التاء " نقف على هذا لأنها بحث جديد، والله أعلم.
7 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وإنما تلزم فعـــــــــــل مضمر *** متصــــل أو مفهـــــــــم ذات حــر. أستمع حفظ
الحديث ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار ... ) ما وجه تخريجها ؟
الطالب : في الحديث ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار ).
الشيخ : نعم.
الطالب : على ماذا يُخرَّج يتعاقبون؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار )؟
الشيخ : نعم، هذه لها وجهان: الوجه الأول: ملائكة بالليل مبتدأ وخبر ( إن لله ملائكة سياحين يتعاقبون فيكم ) ملائكة بالليل: مبتدأ، وملائكة بالنهار كذلك، أو تقول كما قلنا: أجمل أولًا ثم فصّل ثانيًا ( يتعاقبون فيكم ) هذا مجمل الآن من الذين يتعاقبون؟ ( ملائكة بالليل وملائكة بالنّهار ) فتكون مبتدأ وخبر من باب بيان المجمل.
ألا يكون ذكر الملائكة من باب التوكيد لا من باب الفاعل في حديث (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار ... )؟
الشيخ : لا، لأن يتعاقبون عامّ، نعم.
الطالب : ما وجه الإشكال في هذا؟
الشيخ : أيهم؟
الطالب : (( فعموا وصمُّوا )).
الشيخ : اقرأ.
9 - ألا يكون ذكر الملائكة من باب التوكيد لا من باب الفاعل في حديث (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار ... )؟ أستمع حفظ
ما تخريج قوله تعالى (( عموا وصموا كثيرا منهم.... )) وهل لفظة كثير فاعل ؟
الشيخ : طيب ما هي كثير لو كان على لغة البراغيث تكون فاعلًا؟
الطالب : فاعل.
الشيخ : والواو علامة جمع فقط، لكن على اللغة الفصحى، عموا الواو: فاعل، وكثير: بدل.
سؤال عن مقولة الإمام أحمد " هذا من مجاز اللغة " ؟
الشيخ : لا، الظاهر أنه يقول هذا أنه تُجوّز فيه، لا أنها المجاز الذي اصطلح فيه، ولهذا لما قيل للإمام أحمد عن قوله تعالى: (( إنا نحن )) كيف يجمع وهو واحد؟ قال : " هذا من مجاز اللغة " فأخذ الذين يقولون بالمجاز أخذوا بهذا النص، قالوا هذا الإمام أحمد يقول بالمجاز، وقال شيخ الإسلام إن معنى قوله: " هذا من مجاز، أي: مما تُجيزه اللغة " عرفت؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أي نعم.
مناقشة ما سبق أخذه من أول باب الفاعل.
الطالب : بالمثال.
الشيخ : بالمثال، طيب في كلامه " كمرفوعي أتى " هو ذكر ثلاثة مرفوعات.
الطالب : مرفوع بالاسم ومرفوع بالفعل.
الشيخ : تمام، والفعل إما جامد وإما متصرّف، طيب، قول ابن مالك : " وبعد فعل فاعل " هل يريد به أنه لا بدّ لكل فعل من فاعل، أو يريد أن الفاعل يكون بعد الفعل؟
الطالب : يريد أن الفاعل يكون بعد الفعل.
الشيخ : لا أن كلَّ فعل له فاعل.
الطالب : ويريد هذا أيضًا.
الشيخ : ويريد هذا أيضًا؟ طيب يقولون كان تأتي زائدة، " ما كان أحسنَ زيدًا " والزائد ما له فاعل.
الطالب : ...
الشيخ : إذن نتخلّص من هذا، فنقول: إنه أراد أن الفعل لا يكون إلا بعد الفاعل، طيب هل هناك قول آخر يا منصور؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ماذا يقولون؟
الطالب : يقولون أن الفاعل يجوز تقديمه على الفعل.
الشيخ : يجوز أن يقدّم على الفعل، هل يظهر لهذا الخلاف أثر؟
الطالب : أي يظهر في التّثنية فتقول: الزّيدان، على قول البصريين يقال: الزيدان قاما.
الشيخ : قاما بالألف، نعم.
الطالب : وعلى قول الكوفيين: الزيدان قام.
الشيخ : يجوز أن يقال الزّيدان قام، على أن الزيدان فاعل مقدّم، طيب إذا أتى الاسم بعد أداة الشّرط ثم أتى بعده فعل هل يُعرب على أنه فاعل مقدّم أم ماذا؟
الطالب : إنه فاعل لفعل محذوف.
الشيخ : مثل؟
الطالب : مثل المثال الذي ذكره.
الشيخ : (( وإن أحد ))
الطالب : (( وإن أحد من المشركين استجارك ))
الشيخ : نعم.
الطالب : استجارك.
الشيخ : ما نقول إن أحد فاعل استجارك، إنما نقول فاعل لفعل محذوف، إلا على رأي؟
الطالب : على رأي الكوفيين.
الشيخ : أحسنت، طيب ما معنى قول المؤلف : " وإن ظهر فهو " حجاج؟.
الطالب : نعم، يعني إن ظهر الفاعل فهو وإن لم يظهر فهو ضمير.
الشيخ : إيش معنى فهو؟
الطالب : فهو الفاعل هذا، إن ظهر فهو يعني.
الشيخ : إن ظهر الفاعل فهو الفاعل؟
الطالب : لا، يعني وإن لم يظهر فيكون ضميرًا مستترًا.
الشيخ : طيب، لكن " فهو " إيش؟ أين خبر هو؟
الطالب : فهو أي: الفاعل.
الشيخ : فهو الفاعل، طيب، صحيح، ويجوز أن تقول فهو واضح، الخبر محذوف تقديره: واضح، طيب قوله : " وإلا فضمير استتر " إذا قلت: قاما، هل نجعل هذا من الظاهر؟
الطالب : لا، ضمير مستتر.
الشيخ : مستتر؟! قاما.
الطالب : ضمير.
الشيخ : هل هو من الظاهر ولا من المستتر؟
الطالب : لا، ظاهر.
الشيخ : وهل هو ضمير وإلا ظاهر؟
الطالب : ضمير ظاهر.
الشيخ : ضمير لكنّه فاعل ظاهر، كذا؟ إذن قول المؤلف : " فإن ظهر " فهو يشمل المضمر والظاهر، كذا؟ طيب فاهمين يا جماعة هذه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب محمد ... إذا أسند الفعل إلى جماعة، هل يُفرد أو يُجمع؟
الطالب : يُفرد.
الشيخ : هاه؟
الطالب : يُفرد.
الشيخ : يفرد، مثاله؟
الطالب : قام الزيدان، قام الزيدون.
الشيخ : ما الجواب عن قوله تعالى : (( ثمّ عموا وصمّوا كثير منهم )) ؟
الطالب : كثير ليست فاعلًا.
الشيخ : ليست فاعلًا.
الطالب : بدل.
الشيخ : هاه؟
الطالب : بدل.
الشيخ : بدل مِن مَن؟
الطالب : من الضّمير في عموا وصمّوا.
الشيخ : من الضّمير في عموا وصمّوا، هذا هو الجواب، وقيل: إن الواو علامة الجمع، و كثير منهم: الفاعل، وبناء على هذا يكون على لغة؟
الطالب : أكلوني البراغيث.
الشيخ : أكلوني البراغيث، طيب قول ابن مالك : " وقد يقال سعِدا وسعِدوا " إيش معنى هذا؟ إشراق؟.
الطالب : هي لغة، في قوله " قد " هذا.
الشيخ : " قد يقال " من النحويين وإلاّ من العرب؟
الطالب : لا، من العرب، من العرب من يقول: سعِدا الزيدان.
الشيخ : نعم.
الطالب : وسعِدوا الزيدون.
الشيخ : " والفعل للظاهر بعد مسند "
الطالب : وهو مسند للفعل، والفعل مسند لفاعل ظاهر.
الشيخ : طيب، لماذا أتى بقد؟
الطالب : لأنها لغة ضعيفة.
الشيخ : ضعيفة وإلاّ قليلة؟
الطالب : قليلة.
الشيخ : قليلة، طيب، قوله: " ويرفع الفاعلَ فعلٌ أُضمرا " ما معناه؟
الطالب : الفاعل قد يكون مرفوعًا بفعلٍ محذوفٍ أو.
الشيخ : يعني: قد يوجد الفاعل ولا يوجد؟
الطالب : الفعل.
الشيخ : الفعل، كذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : زين، مثاله؟
الطالب : (( وإن أحدٌ من المشركين استجارك )).
الشيخ : لا لا، موجود في كلام ابن مالك.
الطالب : " كمثل زيد في جواب من قرا " من قرا؟ تكون الإجابة زيد تكون كافية.
الشيخ : أي؟
الطالب : التقدير: زيد قرأ، أو قرأ زيد.
الشيخ : لا إذا قلنا: زيد قرأ ما يستقيم.
الطالب : لا، قرأ زيد.
الشيخ : نعم، قرأ زيد، صحّ، في هذا البيت شيء من النظر، عُبيد ما هو؟
الطالب : أنه سمّى الفعل مضمرًا.
الشيخ : سمّى حذف الفعل؟
الطالب : إضمارًا.
الشيخ : إضمارًا.
الطالب : والأفضل أن يُسمى محذوف.
الشيخ : نعم، فيكون البيت؟
الطالب : ويرفع الفاعل فعل حذفا.
الشيخ : نعم، كمثل زيدٌ.
الطالب : كمثل زيد في جواب من قرا.
الشيخ : لا، في جواب مَن؟
الطالب : مَن وفا.
الشيخ : طيب، أيضا قالوا فيه نظر من جهة أخرى إذا قلت من قرأ؟ فالجواب؟
الطالب : زيدٌ.
الشيخ : زيد، يعني: القارئ زيد، القارئ زيد، خبر لمبتدأ محذوف، لأن جوابه يكون مطابقًا للسؤال، لكن نحن نقول: أن مثل هذا ينبغي أن يتسامح فيه، وإلاّ حقيقة أن من قرأ؟ مصدّر باسم فكان ينبغي أن يكون الجواب مُصدّرًا باسم، طيب لو قلت: أقرأ قارئ؟ فقال: زيد، يعني: قرأ زيد هذا يكون صحيحًا، الفعل محذوف، والفاعل موجود، أظن أننا نأخذ درسًا جديدًا الآن؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : يقول رحمه الله :
" وتاء تأنيث تلي الماضي إذا *** كان لأنثــــــى كأبت هنـــد الأذى " شرحنا هذا؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : " وإنما تلزم فعـــــــــــلَ مضمر *** متصــــل أو مفهـــــــــم ذات حِــرِ "
أيضًا قرأناه.
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وقد يبيح الفصل ترك التاء في *** نحو أتـــى القاضي بنت الواقف.
قد يبيح، قد هذه للتقليل، ويُبيح بمعنى: يُجيز، والفصل يعني: الفصل بين الفعل والفاعل قد يُجيز ترك التاء، مثال ذلك: أتتْ بنتُ الواقف القاضيَ، أتتْ بنتُ الواقف القاضيَ، في هذا المثال يجب تأنيث الفعل، لأن الفاعل مؤنّث حقيقي متّصل، معنا وإلاّ رايحين؟ أتت بنتُ الواقف القاضيَ، هنا يتعين إيش؟ تأنيث الفعل، لأن الفاعل مؤنّث حقيقي متّصل، إذا فُصل يقول ابن مالك رحمه الله : "وقد يُبيح الفصل ترك التاء " قد يُبيح، والأفضل أن لا تُحذف، مثاله الفصل: أتى القاضيَ بنتُ الواقف، أتى القاضيَ بنتُ الواقف، فالقاضي هنا فَصل بين الفعل والفاعل، فيجوز: أتت القاضيَ بنتُ الواقف وهو الأرجح، ويجوز: أتى القاضيَ بنتُ الواقف، أظنّ واضح؟
الطالب : واضح.
الشيخ : طيب، ضربتْ هندٌ غلامَها، ضربتْ هندٌ غلامَها، هنا يتعين التأنيث أو لا؟
الطالب : نعم يتعين.
الشيخ : يتعيّن، لماذا؟ لأن الفاعل إيش؟ مؤنّث حقيقي متّصل، ضربتْ غلامَها هندٌ؟
الطالب : لا يجب التأنيث.
الشيخ : لا يجب التأنيث، التأنيث لا يجب، يجوز أن تقول: ضربَ غلامَها هندٌ، وهو مرجوح، أو: ضربتْ غلامَها هندٌ، وهو الأرجح، لأننا قلنا أنه الأرجح كما يفيده كلام ابن مالك رحمه الله بقوله : " وقد يُبيح الفصل " قد طيب، خرجتْ من البيت هندٌ، خرجتْ من البيت هندٌ، هل يجب التأنيث؟
الطالب : لا يجب.
الشيخ : لا يجب، لماذا؟
الطالب : للفصل.
الشيخ : للفصل، فيجوز خرج من البيت هندٌ، وخرجتْ من البيت هند، واضح؟
" وقد يُبيح الفصل ترك التاء في *** نحو أتـــى القاضيَ بنتُ الواقف ".
13 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وقد يبيح الفصل ترك التاء في *** نحو أتـــى القاضي بنت الواقف. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: والحذف مع فصل بإلا فضلا *** كمــــــا زكا إلا فتـــــاة ابن العــلا.
نعم، الحذف مع فصل، لما ذكر رحمه الله أنه إذا فُصل بين الفعل والمؤنّث الحقيقي بفاصل جاز ترك التأنيث ولكن التأنيث أفضل، استثنى حالًا واحدة، وهي إذا كان الفصل بإلاّ، فهنا الأفضل ترك التأنيث، انتبهوا إذا كان الفصل بإلاّ فالأفضل ترك التأنيث، مثاله : " ما زكا إلاّ فتاة ابن العَلا " فتاة مؤنّث حقيقي فاعل وإلاّ مفعول؟
الطالب : فاعل.
الشيخ : فاعل، أين الفعل؟
الطالب : زكا.
الشيخ : زكا، الفعل الآن مفصول بإلاّ فلو مشينا على البيت الأول لقلنا: التأنيث أولى من التذكير وإلاّ لا؟ لأننا نقول " قد يُبيح الفصل " هذا فصل، لكنّه استثنى، لكنّه استثنى قال: إذا كان الفصل بإلاّ فالتأنيث أولى، ولهذا قال : " والحذف مع فصلٍ بإلا فُضلا "
الطالب : الحذف.
الشيخ : الحذف أولى، الحذف أولى مع فصلٍ بإلاّ فهو مفضّل، وظاهر كلامه رحمه الله أنه يجوز أن يؤنّث، فتقول: ما زكت إلاّ فتاة ابنِ العَلا،
طيب مثال آخر: ما قام إلاّ هندٌ، ما قامتْ إلاّ هندٌ، أيهما؟
الطالب : الأول أصح.
الشيخ : الأول أصحّ وأفصح، وذهب ابن هشام رحمه الله إلى وجوب التذكير إذا كان الفصل بإلاّ، إذا كان الفصل بإلاّ قال: يجب التذكير، فتقول: ما قام إلاّ هندٌ، ولا يجوز ما قامتْ إلاّ هند، قال لأن الكلام على التقدير ما قام أحد إلاّ هند، وإذا كان الكلام على هذا التقدير، فالواجب التذكير، فإذا جاءنا طالب علم وقال: ما قامتْ إلاّ هندٌ فقلنا هذا خطأ، قال: أنا على مذهب ابن مالك، وهذا جائز لا بأس به، ما نستطيع أن نغلّطه ما دام هذا رأي ابن مالك، وهو مشهور من أئمة النحو فإننا لا نغلّطه.
الطالب : الإعراب.
الشيخ : نعم؟ إعراب البيت؟
الطالب : نعم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : نعم، والذي قبله.
14 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: والحذف مع فصل بإلا فضلا *** كمــــــا زكا إلا فتـــــاة ابن العــلا. أستمع حفظ
إعراب البيتين السابقين.
شرح قول ابن مالك رحمه الله: والحذف قد يأتي بلا فصل ومع *** ضمير ذي المجاز في شعر وقع.
نعم، الحذف قد يأتي بلا فصل، قد هذه للتقليل، والحقيقة أنه ليس قليلًا بل هو نادر، يعني: أقل من القليل، قد يأتي بلا فصل، يعني: قد تقول: قال هندٌ، فإذا ورد في كلام العرب قال هند، فلا بد أن نؤوّل، نؤوّل هند بشخص، نؤوّلها بشخص، كأنك قلت: قال شخص، وحكى سيبويه " قال فلانة " فلانة مؤنّث حقيقي وإلاّ مجازي؟
الطالب : حقيقي.
الشيخ : حقيقي، ومع ذلك ذُكّر لكن هذا نادر نادر نادر، قليل جدّا، ولولا أنه ورد عن العرب لقلنا: إنه غلط وخطأ، لكن الغريب أنّك إذا قرنت " والحذف قد يأتي بلا فصل " وقوله : " وقد يبيح الفصل ترك التاء " فرق عظيم، فرق عظيم، لأن الأخير من أندر النادر.
" بلا فصل ومع *** ضمير ذي المجاز في شعر وقع "
يعني: والحذف مع ضمير المؤنّث المجازي يقع في الشّعر، قد وقع في الشّعر، مع أنه ضمير المؤنّث يجب فيه؟
الطالب : الاتّصال.
الشيخ : التأنيث، " وإنما تلزم فعل مضمر " ولو كان مجازيًّا، فإذا كان الفاعل ضميرًا وجب تأنيث الفعل ولو كان التأنيث مجازيّا، لكن وقع في الشّعر أنه لو كان الضّمير لمؤنّث مجازي جاز حذف التاء، ومنه قول الشاعر :
" فلا مٌزنة ودَقَتْ ودْقَها *** ولا أرضَ أبَقل إبقالها "
والأصل: أبقلتْ إبقالها، لكن حُذف مع ضمير المجاز من أجل ضرورة الشّعر، والشّعر كما وصفه الحريري في الملحة : " الشعر صَلِف " يعسف الإنسان على ما يريد الشّعر لا على ما يريد الإنسان، قال في الملحة :
" وجائز في صنعة الشّعر الصَّلِف *** أن يَصْرِف الشاعر ما لا ينصرف "
والله أعلم
16 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: والحذف قد يأتي بلا فصل ومع *** ضمير ذي المجاز في شعر وقع. أستمع حفظ
مناقشة ما سبق أخذه من باب الفاعل.
الطالب : قالتْ هندٌ.
الشيخ : والذي قال: قال هندٌ؟
الطالب : قال هند؟
الشيخ : قال هند.
الطالب : قالت هند.
الشيخ : طيب والذي قال قال هند نخطّؤه أو نقول هذا قليل؟
الطالب : هذا قليل.
الشيخ : نعم؟
الطالب : قليل قال هند، يعني: الأكثر قالتْ هند.
الشيخ : طيب، ما هو الدليل من كلام ابن مالك؟ أو ما هو الشاهد من كلام ابن مالك على أن هذا قليل؟
الطالب : ...
الشيخ : ما حضرت؟
الطالب : لا.
الشيخ : معذور، نعم إشراق؟ الأخ هذا عبد الله؟
الطالب : قال ابن مالك : " والحذف قد يأتي بلا فصل "
الشيخ : نعم، من قوله : " والحذف قد يأتي بلا فصل " ما هو الذي تلزم فيه تاء التأنيث؟
الطالب : تلزم في حالين.
الشيخ : نعم، في حالين.
الطالب : إذا كان المؤنث فاعل مؤنثًا حقيقيًّا متصل.
الشيخ : نعم، إذا كان الفاعل متّصلًا حقيقيَّ التأنيث.
الطالب : وإذا كان الفاعل ضمير متّصل يعود على المؤنّث حقيقي أو مجازي.
الشيخ : تمام، يعني وإذا كان الفاعل ضميرًا متّصلًا، ما الفرق بين حقيقي التأنيث ومجازيّه؟
الطالب : حقيقي التأنيث ك ك.
الشيخ : ما نريد المثال، الفرق؟
الطالب : ما أعرف.
الشيخ : طيب، محمد؟
الطالب : ما كان ذات حِرِ فهو حقيقي التأنيث.
الشيخ : وما معنى حِرِ؟
الطالب : أي: الفرج.
الشيخ : الفرج ... ما فيها شيء، طيب هل البعير من ذوات الفروج؟
الطالب : نعم.
الشيخ : كذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : قال قائل: يا خالد ... ما قام إلاّ هندٌ، وقال الثاني: ما قامتْ إلاّ هندٌ، أيهما الصواب؟
الطالب : الصواب الأول.
الشيخ : ما قام إلاّ هند، وهل يجوز الثاني؟
الطالب : لا ما يجوز.
الشيخ : لا يجوز، الشاهد من ألفية ابن مالك؟
الطالب : " والحذف مع فصل بإلا فضّلا "
الشيخ : هاه.
الطالب : " كما زكا إلاّ فتاة ابنِ العَلا "
الشيخ : أنت قلت لا يجوز، وابن مالك يقول : " فضّلا " أو فضّل عندك بمعنى منع؟!
الطالب : فُضِّل آآآه.
الشيخ : بمعنى: وجب، بمعنى: وجب.
الطالب : يجب الحذف.
الشيخ : إذن فضّلا بمعنى وجب؟!
الطالب : ...
الشيخ : ترى أنتم الآن علمتوه نصف الجواب، إذا رفعتم أيديكم بعد ما يجيب معناه انتبه الجواب خطأ، أعطيتوه نصف الجواب جزاكم الله خيرا، يلاّ خالد؟
الطالب : " والحذف مع فصل بإلاّ فضّلا "
الشيخ : أي نعم.
الطالب : يجب الحذف.
الشيخ : يجب الحذف؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : لأن معنى قوله: فُضّلا، أي: وجب.
الطالب : هذا التعبير فيه نظر يعني.
الشيخ : وش الذي فيه نظر؟
الطالب : هذا التعبير فُضّلا.
الشيخ : أي.
الطالب : الأصح نادر أن تأتي التاء مبتدأ.
الشيخ : المهم أخبرنا برأي ابن مالك في الموضوع؟
الطالب : هو ذهب إلى أنه الأولى.
الشيخ : ليس بواجب؟
الطالب : إي نعم.
الشيخ : إيش تقولون يا جماعة؟
الطالب : صحيح.
الشيخ : صحيح، ابن مالك رحمه الله لا يرى أنه واجب، وذكرنا لكم في الدرس الماضي أن ابن هشام يرى أنه واجب وهو رأي الجمهور.