قراءة قول ابن مالك رحمه الله "...... وأعمل المهمل في ضــــمير مــا *** تنازعاه والـــتزم مـــا التزمــــا. كيحسنان ويســيء ابنـــــاكا *** وقـــد بغى واعتــــديا عبـــداكا. ولا تجئ مع أول قد أهملا *** بمضمر لغير رفع أوهلا بل حذفه الزم إن يكن غير خبر *** وأخرنه إن يكن هو الخبر وأظهر ان يكن ضمير خبرا *** لغير ما يطابق المفسرا نحو أظن ويظناني أخا *** زيدا وعمرا أخوين في الرخا "
الطالب : القول هذا قوي؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : القول هذا هل ترجّحه؟
الشيخ : والله نحن ذكرنا فيما سبق قاعدة في باب النحو، أنه إذا ذكر العلماء خلافًا في النحو فالأسهل هو الأرجح إلا إذا تعذّر، وقام وقعد صحيح أنه لا يمكن أن يكون قام وقعد في آنٍ واحد، لكن يُحمل على أنه قام ثم قعد، أو قعد ثم قام، لأن الواو لا تقتضي الترتيب، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : تُكمّل؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : ...
الشيخ : والباقي واضح؟
الطالب : الباقي واضح.
الشيخ : ما دام التسجيلات التي تسجّلت.
الطالب : إيش الفائدة؟
الشيخ : الفائدة الوقت بالنّسبة لنا نحن.
الطالب : لا يضر.
الشيخ : لولا أني ألزمتك ما قرأت، فيه من يدرّس الألفية؟
الطالب : هناك فرق.
الشيخ : نعم؟
الطالب : هناك فرق.
الشيخ : هناك إيش؟
الطالب : هناك فرق.
الشيخ : ... لا حول ولا قوة إلاّ بالله (( وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا )) تسميع عندنا يحيى.
الطالب : أقرأ؟
الشيخ : اقرأ.
القارئ : يقول ابن مالك رحمه الله :
" إن عاملان اقتضيا في اسم عمل *** قبل فللواحد منهما العمل "
الشيخ : أخذنا هذا.
الطالب : أي نعم.
القارئ : " وأعمل المهمل في ضمير ما *** تنازعاه والتزم ما التزما
كيحسنان ويســيء ابنـــــاكا *** وقـــد بغى واعتــــديا عبـــداكا
لا تجئ مع أول قد أُهملًا *** بمضمر لغير رفع أوهلًا
بل حذفه الزم إن يكن غير خبر *** وأخرنه إن يكن هو الخبر
وأظهر إن يكن ضمير خبرًا *** لغير ما يطابق المفسرا
نحو أظن ويظناني أخا *** زيدًا وعمرًا أخوين في الرخا ".
1 - قراءة قول ابن مالك رحمه الله "...... وأعمل المهمل في ضــــمير مــا *** تنازعاه والـــتزم مـــا التزمــــا. كيحسنان ويســيء ابنـــــاكا *** وقـــد بغى واعتــــديا عبـــداكا. ولا تجئ مع أول قد أهملا *** بمضمر لغير رفع أوهلا بل حذفه الزم إن يكن غير خبر *** وأخرنه إن يكن هو الخبر وأظهر ان يكن ضمير خبرا *** لغير ما يطابق المفسرا نحو أظن ويظناني أخا *** زيدا وعمرا أخوين في الرخا " أستمع حفظ
مراجعة شرح قول ابن مالك رحمه الله : وأعمل المهمل في ضــــمير مــا *** تنازعاه والـــتزم مـــا التزمــــا. كيحسنان ويســيء ابنـــــاكا *** وقـــد بغى واعتــــديا عبـــداكا.
" وأعمل المهمل في ضــــمير مــا *** تنازعاه والـــتزم مـــا التزمــــا "
طيب المثال أخذناه أيضًا
" كيُحسنان ويُسيء ابناكا *** وقـــد بغى واعتــــديا عبـــداكا "
المثال الأول ينطبق على مذهب مَن؟
الطالب : البصريين.
الشيخ : البصريين، يُحسنان ويسيء ابناكا، لأنه أضمر في الأول وحذف الضّمير من الثاني، فكان ابناكا فاعل للثاني، " وقد بغى واعتديا عبداكا " هنا أعمل الأول، ولهذا حذف الضّمير منه، وأهمل الثاني ولهذا أثبت الضّمير فيه، قال : " وقد بغى واعتديا عبداكا "
2 - مراجعة شرح قول ابن مالك رحمه الله : وأعمل المهمل في ضــــمير مــا *** تنازعاه والـــتزم مـــا التزمــــا. كيحسنان ويســيء ابنـــــاكا *** وقـــد بغى واعتــــديا عبـــداكا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : ولا تجئ مع أول قد أهمــــلا *** بمــــضمر لغير رفــع أوهلا.
بل حذفه الزم إن يكن غير خبر *** وأخرنه إن يكن هو الخبــر "
يعني: إذا كان الضّمير ليس فاعلًا، ولا نائب فاعل، فلا تأتي به مع الأول إذا أهملته، بل احذفه إلاّ أن يكون خبرًا، مثال ذلك: أكرمتُ وضربتُه زيدًا، أكرمتُ وضربتُ زيدًا، أيهما العامل؟
الطالب : ضربت.
الشيخ : أكرمتُ وضربتُ زيدًا، العامل ضربت، والأول مهمل فلا يجوز أن تقول: أكرمته وضربتُ زيدًا، لأن هذا الضّمير ليس أصله المبتدأ والخبر، بل الضمير مفعول به فضلة في الكلام، فيجب أن يُحذف إذا أعملنا الثاني، وإن أعملت الأول وقلت أكرمت وضربت زيدا وأنت تريد إعمال الأول فهنا تأتي بضمير المفعول به، فتقول: أكرمتُ وضربته زيدًا، طيب علمتُ به ومررتُ بزيد؟
الطالب : هذا لا يصح.
الشيخ : هذا لا يصح، لأنه لا يجوز أن تأتي مع الأول بالضّمير إذا أعملت الثاني، أما لو قلت: علمتُ ومررتُ به بزيدٍ، فهذا يجوز، لأنك إذا أعملت الأول فأضمر في الثاني، وخلاصة القول الآن أنه إذا كان الضّمير عمدة وهو الفاعل وإيش؟
الطالب : نائب الفاعل.
الشيخ : ونائب الفاعل، فإنه يجب الإتيان به، سواء أعملت الأول أو أعملت الثاني والمثال؟
الطالب : ...
الشيخ : المثال الذي ذكره ابن مالك :
" كيُحسنان ويسيء ابناكا *** وقد بغى واعتديا عبداكا "
وإن كان الضمير فضلة فإن أعملت الثاني فلا تأت به في الأول، وإن أعملت الأول فأت به في الثاني، هذا الضابط ولهذا قال :
" ولا تجئ مع أوّل قد أهملا *** بمضمر -أي بضمير- لغير رفع أوهلا "
إعراب البيت: لا: ناهية، وتجئ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت، " مع أوّل " هنا مع: ساكنة خلاف الأفصح، لأجل استقامة الوزن، قد أهملا أي: لم يعمل، والكلام الآن في باب التنازع، أهمل: فعل ماض مبني لما لم يسمّ فاعله، ونائب الفاعل مستتر تقديره: هو، بمضمر، جار ومجرور متعلّق بتجئ، لغير رفع أوهلا، لغير: جار ومجرور متعلّق بمحذوف صفة للمضمر، وأوهل أيضًا الجملة صفة لرفع، لغير رفع أوهلا، ويجوز أن يكون لغير رفع متعلّق بأوهلا، وتكون جملة أوهل صفة لمضمر، والمعنى: لمضمر أوهلا لغير رفع.
3 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : ولا تجئ مع أول قد أهمــــلا *** بمــــضمر لغير رفــع أوهلا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : بل حذفه الزم إن يكن غير خبر *** وأخرنه إن يكن هو الخبــر.
الطالب : عالمـًا.
الشيخ : " ظنّني وظننت زيدًا عالما " لا شكّ أنه ظنّني عالما فعل استوفى مفعوليه، ظنّني عالما،، أقصد ظننت لا شكّ أنه فعل استوفى مفعوليه، ظننت زيدًا عالما، واضح فعل وفاعل ومفعول أول ومفعول ثانٍ، بقي لنا ظنّني تطلب مفعولين أيضًا، لأن ظن تطلب مفعولين هما المبتدأ والخبر، المفعول الأول: هي الياء في ظنّني، المفعول الثاني: إيّاه لا بدّ يأتي بعده، ولهذا قال : " وأخرنه إن يكن هو الخبــر " وإيّا في ظنّني إياه أصلها الخبر، والياء في ظنّني هو المبتدأ، الياء في ظنّني هو المبتدأ، وإيّاه هو الخبر، ولهذا قال " وأخرنه إن يكن هو الخبــر " فتقول: ظنّني وظننت زيدًا عالما إيّاه ، الإعراب : ظنّ: فعل ماض، والنون للوقاية، والياء: مفعول أول، الواو: حرف عطف، وظننت: فعل وفاعل، وزيدًا: مفعول أول، وعالما: مفعول ثان، لظنّ الأولى وإلاّ ظنّ الثانية؟
الطالب : الثانية.
الشيخ : الثانية، لأننا أعملناها، وإيّاه مفعول ثان لظنّ الأولى، واضح؟ فيؤتى بالضّمير، طيّب إياه إيش؟ ظنّني إيّاه أي: ظنّني ذلك العالم، فيكون معنى الجملة: أنّني ظننتُ زيدًا عالما، وظنّني زيدٌ عالما، فإيّاه أي: ذلك العالم وإلاّ ما تقدّم مرجع للضّمير، لكن أخذ من المعنى، فإذا سُئلنا ما معنى قول القائل: ظنّني وظننت زيدًا عالمـًا إياه، نقول: معناه أنه ظنّني عالمـًا وظننته عالمـًا، هذا معنى الجملة، لكن لو سألت ماذا تفهمون من قولي: ظننّي وظننت زيدًا عالمـًا ولا أقول إياه؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ما نفهم شيء؟
الطالب : ...
الشيخ : الظاهر أننا نفهم أنه ظنّني عالما.
الطالب : ...
الشيخ : كما ظننته عالما، هذا الظاهر، طيب ظنّني وظننت زيدًا قائمًا؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : كذلك، ظنّني قائمًا وأنا ظننت أنه قائمًا، هذا هو المتبادر لكن نقول لا بد، هذا مبتدأ وخبر لا بد يأتي المبتدأ والخبر لأنهما عمدة، طيب وايش الجديد؟ قالوا: لو قلت: ظنّني وظننت زيدًا عالمـًا عالمـًا، نعم يكون الكلام ركيكًا، ظنّني وظننتُ زيدًا عالمـًا عالمـًا، يكون الكلام ركيكًا من جهة، ومن جهة أخرى يظنّ أن عالمـًا الثّانية توكيد للأولى، توكيدًا لفظيًّا، لكن لو قلت: ظنّني وظننتُ زيدًا عالمـًا إيّاه زال الإشكال، لكن يبقى كيف ظنّني إياه؟ هو ظنّني نفسه؟ هذا هو المتبادر من الضّمير، ظنّني إياه أي: ظنّني نفسه، فتأتي مسألة إيش؟ السَّفسطة، الذي يقول كل واحد من المسفسطين يقول أنا أنت، وأنت أنا! وقد ذكرنا لكم قصّتهم، وأنهم إذا أرادوا النوم ربط كلّ واحد منهم حبلًا برجله يخالف حبل رجل صاحبه، علشان ما يغلط إذا أصبح! طيب على كلّ حال هم يقولون: إن معنى إيّاه أي: ذلك العالم، مو إياه أنا، المعنى: ذلك العالم، وخلاصة القول: إذا أعملنا الثاني فإننا لا نضمر في الأول إلا ضمير الرفع الذي هو الفاعل ونائب الفاعل، أو ضميرًا يكون عمدة، ونأتي بالخبر بعد الجملة الثانية، وبعد استيفائها مفعوليها، فنقول: ظنّني وظننت زيدًا عالمـًا إيّاه، ولا يصح أن نقول: ظنّني إياه وظننت زيدًا عالمـًا، ولهذا قال المؤلف :
" بل حذفه الزم إن يكن غير خبر *** وأخّرنه إن يكن هو الخبر "
طيب لو قلت: ضربته وأكرمتُ زيدًا، يصح؟
الطالب : لا يصحّ.
الشيخ : ضربته وأكرمت زيدا؟
الطالب : لا يصح.
الشيخ : ليش؟
الطالب : فضلة.
الشيخ : لأن الضّمير هنا فضلة فيجب حذفه، فماذا أقول؟
الطالب : ضربت وأكرمت.
الشيخ : ضربت وأكرمت زيدًا، طيب ضربت وأكرمته زيدًا؟ صحيح وإلاّ غير صحيح؟
الطالب : صحيح.
الشيخ : ليش؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنه إذا كان الضّمير،، إذا أعملنا الأول أجزنا أن نعمل الثاني في الضّمير، واضح؟ طيب.
4 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : بل حذفه الزم إن يكن غير خبر *** وأخرنه إن يكن هو الخبــر. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وأظهر ان يكن ضميــــر خبرا *** لغيــــــر ما يطابق المفســرا
" إذا لم تستطع شيئا فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيع "
وكفى بنا أن نعرف معنى البيتين الأوليين، وأما ما ذكره هنا يقول :
" وأظهر ان يكن ضميــــر خبرا *** لغيــــــر ما يطابق المفســرا "
5 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وأظهر ان يكن ضميــــر خبرا *** لغيــــــر ما يطابق المفســرا أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : نحو أظن ويظناني أخــــــــا *** زيدا وعمرا أخوين في الرخا.
فنقول: الحمد لله على رخائه ونعمته أننا لم نكلّف بمعرفة هذين البيتين، أما إعرابهما، إذا تحبون نعربهما أعربناهما؟
6 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : نحو أظن ويظناني أخــــــــا *** زيدا وعمرا أخوين في الرخا. أستمع حفظ
ما الحكمة من القواعد التي مرت في التنازع ؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : الحكمة؟
الشيخ : الحكمة من القواعد السابقة واضحة أن الإنسان إذا تكلّم بالتنازع يتكلم على حسب مقتضى القواعد.
لماذا إذا كان فضلة وجب حذفه ؟
الشيخ : أي نعم.
الطالب : لماذا؟
الشيخ : السّبب، لأن الفضلة يجوز حذفها، وأنت إذا أوجدته ومرجعه متأخّر، عاد على متأخر.
الطالب : لفظًا ورتبة.
الشيخ : لفظًا ورتبة، ولا داعي إلى ذلك، فلهذا حذفناه.
الطالب : يقول الزم.
الشيخ : إيه لأنه ما يجوز، لأن أصل تأخّر الضّمير على،، عود الضّمير على متأخر لفظًا ورتبة لا يجوز إلاّ عند الضّرورة، وهنا لا ضرورة، لكن إذا أعملت الأول وأضمرت في الثاني عاد الضّمير على متأخر لفظًا لا رتبة.
إذا قلت ضربت وأكرمت زيدا لو قال قائل إن الذي أعملناه هنا الأول ؟
الشيخ : نعم.
الطالب : لو قال قائل: إن الذي أعملناه هنا الأول؟
الشيخ : نعم، أحسنت، نقول: إذا أعملنا الأول لا بد أن تأتي بقرينة تدل على إعمال الأول، وهو أن تُضمر في الثاني، إلا على الرأي الذي ذكره بعض العلماء أنه يجوز إعمال العاملين في معمول واحد هذا شيء ثانٍ.
ما العلة في وجوب الإضمار إذا أهملنا العامل الثاني ؟
الشيخ : علّـتهم في حذف الضّمير في الأول إذا لم يكن عمدة، هو أنّك تضمر وتجعل الضّمير عائدًا على متأخر لفظًا ورتبة بدون سبب.
الطالب : وإن اختلف الطلب؟
الشيخ : أي وإن اختَلَف الطَّلب.
الطالب : ...
الشيخ : إي ما يضر، يعني: قد يَطْلُبه أحدٌ مع أنه مفعولٌ به، قد يطلبه أحد مع مفعول به والثاني على أنه فاعل؟
الطالب : ويكون ضميره نفس الأول؟
الشيخ : إي نعم.
الطالب : ...
الشيخ : إيش قلت؟
الطالب : ما يقدّم؟
الشيخ : كل واحد.
الطالب : ...
الشيخ : ما هو لازم ما زال منصوبًا ما نحتاج.
سؤال عن التنازع ؟
الشيخ : الآن إذا قلت: إذا كنتَ تُرضِيه ويُرضيكَ صاحبُك، الواجب نحذف الهاء، إذا كنتَ تُرضِي ويُرضيكَ صاحبُك.
الطالب : لكن هو هنا أعمل.
الشيخ : أعمل الثاني.
الطالب : أعمل الثاني.
الشيخ : إيه.
الطالب : لكن لو أعملنا الأول؟
الشيخ : لو أعملنا الأول قلنا: إذا كنت تُرضي وتُرضيه صاحبًا، صاحبًا بالنصب، إذا كنت تُرضي ويُرضيك صاحبًا يعني إذا قلت... يعني: مو موجود في اللغة العربية ... ولهذا نرى أن نقف، نعم، فنبدأ الآن بالمفعول المطلق، المفعول المطلق عندنا المفاعيل إما مقيّدة وإما مطلقة، المفاعيل إما مقيّدة وإما مطلقة، المقيّدة تكون مقيّدة بالباء، وتكون مقيّدة باللام.
الطالب : ما نحفظ البيتين؟
الشيخ : هاه؟
الطالب : ما نحفظ البيتين؟
الشيخ : كيف؟
الطالب : البيتين في باب.
الشيخ : لا، اتركوهم، الذي يريد أن يحفظهم، يحفظهم.
الطالب : ما فيه مراجعة يا شيخ؟
الشيخ : فيه مراجعة في الذي قرأناه.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : المفعول المطلق
" ضَرَبْتُ ضَرْبًا أبَا عَمْرٍو غَدَاةَ أَسَى *** وجِئْتُ وَالنِّيلَ خَوْفًا مِنْ عقابك لي "
لي " في بيت واحد :
" ضَرَبْتُ ضَرْبًا أبَا عَمْرٍو غَدَاةَ أَسَى *** وجِئْتُ وَالنِّيلَ خَوْفًا مِنْ عقابك لي "
ضربًا: هذا المفعول المطلق، أبا عمرو: المفعول به، غداة أتى: المفعول فيه، وجئت والنيل: المفعول معه، خوفًا من عقابك لي: المفعول لأجله، فالمفاعيل خمسة، هذه المفاعيل الخمسة تنقسم إلى قسمين: مفعول مطلق ما يقال به أو له أو فيه أو معه، مطلق مفعول، ومفعول مقيّد إما بالباء أو بفي أو باللام أو بالواو مجموعة في قوله:
" " ضَرَبْتُ ضَرْبًا أبَا عَمْرٍو غَدَاةَ أَسَى *** وجِئْتُ وَالنِّيلَ خَوْفًا مِنْ عقابك لي "
ضربًا: مفعول مطلق، أبا عمرو: مفعول به، غداة أتى: مفعول فيه الذي هو الظرف، وجئت والنيل: مفعول معه، خوفًا من عقابك لي: مفعول لأجله، نعم هنا المؤلف يقول : " المفعول المطلق " الذي ما قيّد ما قيل به أو له، ما قيل، مفعول مطلق، العنوان أعمّ من الأبيات الآتية، لأنه تكلم عن المصدر، فعندنا مصدر وعندنا مفعول مطلق، المصدر أعم من المفعول المطلق من وجه، والمفعول المطلق أعم من المصدر من وجه آخر، إذا قلت: وقوفك طويل، وقوف هذه مصدر، لكنها ليست مفعولًا مطلقًا، وايش هي؟؟ وقوفك طويل، مبتدأ وخبر، وقوف مطلق، يعجبني قيامك، قيام: مصدر ولكنها فاعل، فرحت كلَّ الفرح، كل: هذه مفعول مطلق، وليست بمصدر وهي منصوبة، فإذن يا جماعة المفعول المطلق والمصدر بينهما عموم وخصوص وجهي، المصدر أعم من وجه، والمطلق أعمّ من وجه، فالمفعول المطلق لا يكون إلاّ منصوبًا، ولكن قد يكون مصدرًا، وقد يكون نائبًا مناب المصدر، والمصدر لا يكون إلاّ مصدرًا، لكن قد يكون منصوبًا وقد يكون غير منصوب، فهمتم الآن؟ المفعول المطلق لا يكون إلاّ منصوبًا، لكن قد يكون مصدرًا وقد يكون غير مصدر، المصدر لا يكون إلاّ مصدرًا، ولكن قد يكون مرفوعًا ومنصوبًا ومجرورًا هذا الفرق بينهما، صار بينهما عموم وخصوص من وجه.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : المصدر اسم سوى الزمان من *** مدلولي الفعل كأمن من أمن
" المصدرُ اسْمُ مَا سِوَى الزَّمَانِ مِنْ *** مَدْلُولَيِ الْفِعْلِ "
الفعل إذا قلت: قام، لها مدلولان، فيجلس؟
الطالب : ...
الشيخ : الجلوس أيضًا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لأن يجلس دلت على؟
الطالب : الحدث.
الشيخ : الحدث الذي هو الجلوس وعلى زمن المستقبل، وعلى هذا فقِسْ، فهو اسم ما سوى الزّمان، ما هو الذي هو سوى الزّمان؟
الطالب : المعنى.
الشيخ : الحدث أو المعنى إن شئت، من مدلولي الفعل مثاله؟ فأمّن من أمن، أمِن أمْنًا، أمِن أمْنًا، هذا المصدر، طيب (( أولئك لهم الأمن )) الأمن: مصدر أمِن لكن هنا مرفوعة لأنها مبتدأ مؤخّر، فالحاصل: أن المصدر هو ما دلّ عليه الحدث الذي دل عليه الفعل، يعني: اسم لأحد مدلولي الفعل وهو الحدث، ترى هذا تفسير ابن مالك، لكن بتفسير أوضح يقول مثل ما قال صاحب الآجرومية : " هو الذي يجيء ثالثًا في تصريف الفعل " كيف ثالثًا في تصريف الفعل؟ قام يقوم؟
الطالب : قيامًا.
الشيخ : جلس يجلس؟
الطالب : جلوسًا.
الشيخ : جلوسًا، يأتي هو الثالث، كدا يا غانم؟
الطالب : ...
الشيخ : ههههه، قعد يقعد؟
الطالب : قعودًا.
الشيخ : قعودًا، الذي يأتي ثالثًا في تصريف الفعل هو المصدر، أظنّ هذه واضحة ... نعم جدّا واضحة ... أبدًا، قام يقوم قيامًا، أكل يأكل أكلًا، وعلى هذا فَقِسْ، أما ابن مالك فيقول: اسم ما سوى الزّمان من مدلولي الفعل، واضح؟
الطالب : غير واضح، نريد مثالًا.
الشيخ : كأمْنٍ من أمن، طيب الآن السؤال هل هو أصل الفعل؟ أو الفعل أصله؟ المؤلف يقول : " وكونه أصلا لهذين انتخب "
شرح قول ابن مالك رحمه الله : بمثله أو فعل أو وصف نصـب *** وكونه أصلا لهذين انتـــــخب.
الطالب : وصف.
الشيخ : وصف، وإما وصف، إذا قلت: عجبت من ضربك العبدَ ضربًا شديدًا، إيش الذي نصبه؟
الطالب : المصدر.
الشيخ : المصدر، من ضرب، لأن ضرب هذا مصدر، ضربًا: منصوب على المصدرية والعامل فيه المصدر الذي قبله، طيب أو فعل مثل: ضربت؟
الطالب : ضربًا.
الشيخ : ضربا، هذا الفعل، أضربُ ضربًا، اضربْ ضربًا، هذا النصب، أو وصف مثل: أنا الضارب المجرمَ ضربًا أليمًا، أين المصدر؟
الطالب : ضربًا.
الشيخ : ضربًا ناصبه الضارب وهو وصف، هذا هو العبد المضروب ضربًا شديدًا؟
الطالب : الوصف.
الشيخ : إيش الوصف؟
الطالب : اسم المفعول.
الشيخ : اسم المفعول، الوصف اسم المفعول، فإذن ينصب المصدر، إما بمصدر، أو بفعل، أو بوصف، " وكونُهُ أَصْلًا لِهذَيْنِ انْتُخِبْ " كون: مبتدأ، وهو مضاف إلى الهاء، وهو من متصرّفات كان، فيعمل عمل كان، أين الذي في محلِّ الاسم؟ الهاء في قوله: كونه، وأصلًا: خبر كون، خبر كون باعتبارها من النواصب، وأما انتخب: فهو جملة خبر المبتدأ وهو كون، نعم، المعنى: على القاعدة يقول: أن الذي اختير أن المصدر أصل لهذين، ما هما هذان؟ الفعل والوصف، الفعل والوصف أصلهما المصدر، لأنك تقول: ضرب مشتقّ من الضَّرْب، فهو إذن الضّرب سابق على ضرب، سابق فيكون أصلًا له، الضارب من المشتق من الضّرب، إذن أصل الأفعال المصادر، أصل الأوصاف؟
الطالب : المصادر.
الشيخ : المصادر، وهذا الذي ذكر المؤلف أنه انتخب هو الصّحيح، وقال بعضهم: إن الفعل هو الأصل، وأن الضّرب مشتق من ضَربَ، ضَرْبٌ مشتق من ضرب، وقال المؤلف: أن الأفعال مبنية على المصادر، وكذلك الأوصاف مبنية على؟
الطالب : المصادر.
الشيخ : المصادر، لأنك تقول: ضَرَب من الضَّرب، وأكل من الأَكْل وشرِب من الشُّرب ... وتقول مثلًا: القائم من القيام، مو من قام، القائم مشتق من القيام مو من قام، وتقول مثلًا: الآكل مِمّا؟
الطالب : الأكل.
الشيخ : من الأكل، والشارب من الشُّرْب، والمصلّي من الصّلاة، وهكذا.
السائل : ... مشتق من الفعل على كلامه هو؟
الشيخ : هو الذي جيء ثالثًا من الفعل، قد يكون في عبارته شيء من هذا، إنما الأصح أن المصدر هو الأصل، والله أعلم، قال: " توكيدًا " إن شاء الله بحث في التنازع في العمل وغيره.
الطالب : المفعول المطلق.
الشيخ : لا، المفعول المطلق بعدين إن شاء الله.
14 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : بمثله أو فعل أو وصف نصـب *** وكونه أصلا لهذين انتـــــخب. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : توكيد او نوعا يبين أو عــدد *** كسرت سيرتين سير ذي رشد.
الطالب : ...
الشيخ : توكيدا أو نوعًا يبين؟
الطالب : تنازع.
الشيخ : لماذا؟
الطالب : ...
الشيخ : لا.
الطالب : ...
الشيخ : لا.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ما هو السؤال؟
الشيخ : السؤال الآن هل هذا من باب التنازع أم لا؟
الطالب : ...
الشيخ : ... لأنه الفعل يبين، صح، وقوله : " أو عدد " أو هذا حرف عطف، وهي معطوفة على توكيدًا، يعني: أو يبين عددًا، وهنا قال المؤلف: عدد، والمعروف أنه إذا وقف على المنصوب يوقف عليه بالألف، إما أن نقول: من أجل الرّويّ، وإما أن نقول: على لغة ربيعة، الذين يقفون على المنصوب بالسّكون، طيب القاعدة العامة لهذا الشطر أن المصدر يأتي لأغراض منها التوكيد، ومنها بيان النوع، ومنها بيان العدد، ضرب المؤلف أمثلة قال : " كَسِرْتُ سَيْرَتَيْنِ " كَسِرْتُ سَيْرَتَيْن، إيش؟
الطالب : عدد.
الشيخ : هاه؟
الطالب : العدد.
الشيخ : العدد، مرّتين، سير ذي رشد؟
الطالب : النوع.
الشيخ : النّوع، لأنه بيّن لنا أن سيره سير ذي رشد، والرّشد معناه: حسن التّصرّف، وتقول أيضًا: واجهته مواجهة المقصّر، مواجهة هذه مصدر يبيّن؟
الطالب : النوع.
الشيخ : هاه؟
الطالب : النوع.
الشيخ : النوع، وثب وثوب الأسد؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : هذا أيضًا مبيّن للنوع، ضربه ضربات كثيرة؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ للعدد؟
الطالب : للنوع.
الشيخ : لا للعدد، قيّد ضربات، كَسِرْتُ سَيْرَتَيْن، طيب ما ذكر المؤلف التوكيد، التوكيد مثل قوله: ضربت ضربًا، ومثل قوله تعالى: (( وكلم الله موسى تكليمًا )) ما فائدة المصدر المؤكّد؟ لأن فائدة المبين للعدد واضحة، المبين للعدد واضح يبين العدد، والمبين للنوع فائدته واضحة أيضًا، لأنه يبيّن نوع المصدر، لكن ما فائدة المؤكّد؟ إذا قلت: كلّمته تكليمًا إيش الفائدة من كلّمته تكليمًا؟ يقولون: فائدته انتفاء احتمال المجاز ... كلّمته تكليمًا، يعني: ما هو بغير التكليم، مثل لو ما قلت: كلّمته أنا يعني: لا غيري، إذن نستفيد من هذا أن قول من يقول: إن الله كلّم موسى تكليمًا، أي جرّحه بمخالب الحكمة، فكلامه ساقط وإلا لا؟
الطالب : ساقط.
الشيخ : ساقط، لأنه أكّد الكلام (( تكليمًا )) وهذا لا يكون إلاّ في الكلام المسموع، طيب هذه فوائد المصدر.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : و قد ينوب عنـــه ما عليــه دل *** كجد كل الجد وافـــرح الجذل
الطالب : كلّ.
الشيخ : كل هذه مفعول مطلق.
الطالب : الجدّ.
الشيخ : الجدّ هو المصدر، لكن كلّ دلّت عليه، فعلى هذا نعرب نقول: جدّ: فعل أمر وفاعله مستتر وجوبًا تقديره: أنت، كلّ: مفعول مطلق، ولا نقول مصدر، كل :مفعول مطلق منصوب على المفعوليّة المطلقة، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، كلّ مضاف والجدّ مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جرّه كسرة ظاهرة في آخره، طيب إذا قلت، بل قال الله تعالى: (( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ )) بعض، هل نقول مفعول به وإلا نقول مفعول مطلق؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ مفعول مطلق؟ مفعول به؟ وايش حجتك يا محمد؟
الطالب : لأنه مصدر.
الشيخ : وين المصدر؟
الطالب : أقاويل.
الشيخ : الأقاويل ما هي مصدر تقوّل ... ما قال التقاويل، تقوّل تقوّلا، ما في حجة؟
الطالب : لأنه منصوب.
الشيخ : والمفعول المطلق منصوب، جدّ كلّ الجدّ ... أن تكون مفعولًا مطلقًا أو مفعولًا، به لأن الفعل واقع عليه، طيب لو قلت: أكرمه بعض الإكرام؟ أكرمه بعض الإكرام ماذا تقولون؟
الطالب : مفعول مطلق.
الشيخ : مفعول مطلق لأنها أضيفت إلى المصدر، كذا؟ اجلده أشدّ الجلد؟
الطالب : مفعول مطلق.
الشيخ : مفعول مطلق أيضًا؟ إذن كل ما كان منصوبًا مضافًا إلى مصدر الفعل فهو مفعول مطلق، قال : " وافْرَحِ الْـجَذَلْ " افرح: فعل أمر مبني على السّكون وفاعله مستتر جوازًا تقديره: أنت.
الطالب : وجوبًا.
الشيخ : وجوبًا؟ إيش القاعدة؟ الذي تقديره أنت أو أنا أو نحن، فهو مستتر وجوبًا طيّب، قوله: " افْرَحِ الْـجَذَلْ " الجذل أليس مصدرًا؟
الطالب : بلى.
الشيخ : مصدر، لكنه ليس من لفظ الفعل، ليس من لفظه، بل هو من معناه، لأن الجذل: الفرح، لو قال: افرح الفرح، لصار مصدرًا، لكنّه قال: افرح الجذل، لو قلت: الجذل مصدر فرح قلنا لك: لا، الجذل مصدر لأي شيء؟
الطالب : جذل.
الشيخ : جذل، ليس لفرح، إذن هي بمعنى الفعل وليست من لفظه، فنعربها على أنها مفعول مطلق، ولا نقول: مصدر.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : الفرح، ومثله أيضًا قُمْ وقوفًا، قُمْ: فعل أمر، وقوفًا: مفعول مطلق، ولا نقول مصدر، لأن وقوفًا ليست مصدرًا لقم من لفظه، لكنها مصدر له من معناه، فتكون مفعولًا مطلقًا، اجلس قعودًا.