تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : و قد ينوب عنـــه ما عليــه دل *** كجد كل الجد وافـــرح الجذل.
الطالب : ما يصلح حالًا؟
الشيخ : اجلس قعودًا، نفس الشيء، نقول: اجلس: فعل أمر، وقعودًا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، واضح؟
الطالب : ما تصلح حالًا؟
الشيخ : لا ما تصلح حالاّ، اجلس جالسًا ما تصلح، طيب إذن القاعدة :ما أضيف إلى المصدر فهو نائب عنه، ويسمّى مفعولًا مطلقًا، ما جاء من معنى المصدر،، ما جاء من معنى الفعل كمّلوا؟
الطالب : ...
الشيخ : فهو نائب عن المصدر، ويعرب على أنه مفعول مطلق.
الطالب : ممكن تُعيد؟
الشيخ : هاه؟ مرة ثانية نقول: ما أضيف إلى المصدر فهو مفعول مطلق، وما جاء بمعنى الفعل لا بلفظه فهو أيضًا مفعول مطلق، طيب، ابك بكاء الثُّكلى؟ هاه؟
الطالب : مصدر.
الشيخ : ابك بكاء الثُّكلى، مصدر وإلاّ مفعول؟
الطالب : مصدر.
الشيخ : لأنه مأخوذ من الفعل نفسه ولكنه مبين للنوع، مبيّن للنوع، إذا قلت اجلس جلستين؟
الطالب : مصدر.
الشيخ : فهو مصدر مبيّن للعدد.
1 - تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : و قد ينوب عنـــه ما عليــه دل *** كجد كل الجد وافـــرح الجذل. أستمع حفظ
لماذا لا نعرب في قولنا " فجد كل الجد " أنّ كل مفعول به؟
الشيخ : لأنه ليس واقع عليها الفعل، لأن الفعل لم يقع عليه، لأن المفعول به، هو أصلًا جدّ لازم وإلاّ متعدّ؟
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وما لتـــــوكـــيد فوحـــــد أبــــدا *** وثن واجـمع غيره وأفــــــردا.
الطالب : التوكيد.
الشيخ : التوكيد، هاه، فالذي يُراد بالتوكيد لا يجوز أن تُثَنِّيهِ ولا يجوز تَجْمَعَه، لأنَّكَ لو ثَنَّيْتَهُ أو جَمَعْتَهُ فمعناهُ أنكَ أَرَدْتَ أن تَستدلَّ به، أو أن تدلّ به على معنًى آخرَ غير التوكيد، إيش هو؟
الطالب : العدد.
الشيخ : العدد، تريد العددَ، فالذي للتوكيد يجب ألا يَدُلَّ على شيء أكثرَ مما يدل عليه معنى الفعل، وهو المصدر، طيب إذا قلتَ: حَضَرْتُ حُضُورًا؟ نعم حضرت حضورًا، هذا إيش المقصود به؟
الطالب : التوكيد.
الشيخ : التوكيد ما يمكن أن تُثَنِّيَه ولا تَجْمَعَه، إنْ ثَنَّيْتَه أو جَمَعْتَه صار دالًّا على غير التوكيد، كان على إيش؟
الطالب : على العدد.
الشيخ : على العدد، ولهذا قال: " وَثَنِّ وَاجمع غيره وأفردا "، الذي غير للتوكيد يجوز تَثْنِيَتُه وجَمْعُه وإِفْرادُه، وأيش الذي غير التوكيد؟
الطالب : العدد.
الشيخ : والنوع، كلام المؤلف يَشمل ما أُرِيدَ به العدد وما أُرِيد به النوع، وما أريد به النوع، فإنه يجوز -على رأي المؤلف- أنْ يُثَنَّى ويُجمع ويُفرد، فتقول فيما يُراد به النوعُ: سِرْتُ سَيْرَيْ زيدٍ السَّريعَ والبَطيءَ، هاه؟ أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، وتقول مثلًا: نَظرتُ إليه نظرتَيْ غضبٍ وسرورٍ، هذا مُثَنًّى وإلاّ لا؟
الطالب : مثنّى.
الشيخ : مثنّى، مُبيّن للنوع وإلاّ لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : مبيّن للنوع، واحدة من النظرات نَوْعُها؟
الطالب : غَضَب.
الشيخ : غضب، وواحدة نوعها سرور، وكذلك: سِرْتُ سَيْرَيْ زيدٍ البَطيءَ والسَّريعَ، واحد منهم نوعه البُطْء، وواحد نوعه السرعة، فكذلك أيضًا ما قُصِدَ به العدد، واضح ... وقوله: " وَأَفْرِدَا " نعم تقول: ضربته ضربةً أيش المقصود به؟
الطالب : العدد.
الشيخ : بيان العدد، بيان العدد ضَرْبة يعني: واحدة، ضربتين؟
الطالب : العدد.
الشيخ : العدد ثنتينِ، ثلاث ضربات: العدد ثلاثة، مائة ضَرْبَة؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : هاه؟ العدد مائة، فالمهم الآن: صار الذي للتوكيد يَجِب إِفراده، ومعنى قولنا يجب إِفْراده: أنكَ لو صُغْتَه بغير الإفراد، خَرَج عن التوكيد هذا المعنى، لأنكَ إذا صُغْتَه على غير وجه الإفراد فإنه يخرج عن التوكيد، ويكون للأمر الذي صغته عليه، أما ما يُراد به النوع، وما يُراد به العدد، فإنه يجوز إفراده وتثْنيته وجمعه، ولهذا قال: " وَثَنِّ وَاجْمَعْ غَيْرَهُ وَأَفْرِدَا " ثم انتَقَل المؤلف رحمه الله ... البيت مضبوط الآن؟ " وَمَا لِتوْكِيدٍ فَوَحِّدْ أَبَدَا " وإعرابها أظن فهمتوه، مَا: مفعول مقدَّم لـوَحِّد، هاه، والفاء هنا إما أن تكون عاطفة أو مُزَيِّنة، لأنه أحيانًا تأتي تَدْخل الفاء على الكلمة لتَزيين اللفظ مثل قولهم: فقط، هاه، وقوله: أَبَدَا يعني في جميع الأحوال، " وَثَنِّ وَاجْمَعْ غَيْرَهُ وَأَفْرِدَا " يعني غَيْرُ ما للتوكيد، وهو ما لِبَيانِ النوعِ وما لِبَيانِ العددِ، فإنه يجوز تَثْنِيَتُه وجَمْعُه وإِفْرادُه.
الطالب : ما يصح وأفرده؟
الشيخ : هاه؟
الطالب : وأفرده بالهاء.
الشيخ : لا، ما يصلح، ينكسر البيت.
الطالب : ينكسر؟
الشيخ : إيه...
3 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وما لتـــــوكـــيد فوحـــــد أبــــدا *** وثن واجـمع غيره وأفــــــردا. أستمع حفظ
سؤال عن ضبط كلمة " وأفردا " ؟
الشيخ : هاه؟
الطالب : وأفردا وإلاّ وافردا؟
الشيخ : وأفردا، لأنه رباعي.
لماذا جزم الفعل في قوله تعالى (( فكلا منها ... )) غير واضح ؟
الشيخ : أي نعم.
الطالب : السكون هذا؟
الشيخ : تأكلْ، أي نعم.
الطالب : هو فعل مضارع.
الشيخ : أي لكن داخل عليه موجب الجزم.
الطالب : أين هو موجب الجزم؟
الشيخ : ايش هو موجب الجزم؟
الطالب : الطلب.
الشيخ : إي، لأنه جواب الأمر.
الطالب : جواب الأمر.
الشيخ : أي، والمضارع إذا كان في جواب الأمر فهو يكون؟
الطالب : مجزومًا.
الشيخ : مجزومًا إذا حُذفت الفاء، لكن إذا وُجدت الفاء فقال: فذروها فتأكلَ نُصبت.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وحذف عامـــل المؤكـــد امتــــنع *** وفي ســواه لدليـــل متســــع.
حَذْفُ: مبتدأ، وخبرُه قوله: امْتنع، وقوله: " وَفِي سِوَاهُ لِدَلِيلِ مُتَّسَعْ " في سواه: جار ومجرور خبر مقدّم، ومُتّسع: مبتدأ مؤخّر، مُتّسَع يعني: سَعَة، المعنى: يقول المؤلف: إِنَّ المصدر المؤكِّد لا يجوز حَذْفُ عامِلِه، لأنَّنا نُسَمِّيه مصدرًا مؤكِّدًا، كيف يوجد المؤكِّد ولا يوجد المؤكَّد؟ لأنه لا تأكيدَ إلا بوجود مُؤَكَّدٍ ومُؤَكِّد -خذوا بالكم يا جماعة- فالذي قُصِدَ به التأكيد لا يمكن يُحذف عامِلُه، لماذا؟ لأنَّ المقصودَ بالتأكيد تَقوية العامِل، فإذا كان العامِلُ غيرَ موجودٍ فأين التوكيد؟ ما يُمكن يوجد تركيبٌ للتوكيد إلا والمؤَكَّد والمؤَكِّد كلاهما مَوْجُودانِ، وإلا وش الفائدة من التوكيد؟ فإذا قلتَ مثلًا: ضربتُ زيدًا ضَربًا، لو تقول مثلًا: زيدًا ضَرْبًا ما يصلح، ما يجوز هذا، لماذا؟ لأنه ما دُمْت تريد أنْ تُؤَكِّد العامِل، فإنه لا بُدَّ أن يوجد العامِلُ حتى يحصل المؤكِّد، إيش بعد؟
الطالب : ومؤكَّد.
الشيخ : والمُؤَكَّد، وإلا لَحَصَلَتِ المنافاة، إذ أن المحذوف لا وجود له حتى يقال إنه مُؤَكَّد، فما قُصِدَ به التأكيد من المصادر لا يجوز حَذْفُ عامِلِه، هذه القاعدة، القاعدة: المصدرُ الذي يُراد به التأكيد لا يجوز حَذف عامله، إيش مثالُه؟ ضربتُه ضربًا، فلا يجوز أن تقول: زيدًا ضَرْبًا، ما يجوز.
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، اضْرِبْ زيدًا ضَرْبًا؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : كذلك أيضًا، لأنه مُؤَكِّد ولا يجوز أن يُحْذَف عامِلُ المؤكِّد، أما ما سِوَاهُ فإنه يجوز حَذْفُ عامِلِه، وإيش الذي سِوَاهُ؟
الطالب : المبيِّن للنوع.
الشيخ : المبيِّن للنوعِ، وللعددِ، المبيِّن للنوع لو سألكَ سائلٌ: كَيْفَ سِرْتَ؟ فقلتَ: سَيْرًا بَطِيئًا، يجوز وإلاّ لا؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز، لأن المقصود أن تُبَيِّن النوع، وسواءٌ ذَكَرْتَ العاملَ أو حَذَفْتَه، لأنَّ حَذْفَهُ هنا لدليل وإلاّ لا؟
الطالب : لدليل واضح.
الشيخ : لدليل، كيْفَ سِرْتَ؟ تقول: سَيْرًا بَطِيئًا، هذا لا بأس به كذلك أيضًا: كَيْفَ كانَ سَيْرُكَ؟ مثلًا سير ذِي رَشَدٍ أو سَيْرَ إنسانٍ أهمج؟ تقول: سَيْرَ ذِي رَشَدٍ، أي: سِرْتُ سَيْرَ ذِي رَشَدٍ، كم ضربتَ غلامَك؟
الطالب : ضَرْبَتَيْنِ.
الشيخ : ضربتين، حَذَفْنا العامِلَ وإلا لا؟
الطالب : حذفنا.
الشيخ : حَذَفْنَاهُ، أَصْلُه: ضَرَبْتُهُ ضَرْبَتَيْنِ، فهنا يجوز أن نَحْذِف العامل، وحذفُ ما هنا .... لِدَلِيلٍ، لدليل واضح، ولا حاجةَ لِذِكْرِه، لأنه ليس المقصودُ مِن المصدرِ ..
الطالب : التوكيد.
الشيخ : التوكيد، بل المقصودُ بيانُ العددِ، فإذا كان المقصودُ بيانَ النوع، أو كان المقصودُ بيانَ العددِ، فإنه يجوز أن يُحْذَف العامِلُ ولكن لِدَلِيلٍ، ولهذا المؤلف قَيَّدَهُ، قال : " وَفِي سِوَاهُ لِدَلِيلٍ مُتَّسَعْ "، " وَفِي سِوَاهُ لِدَلِيلٍ مُتَّسَعْ " أما إذا لم يدل عليه دليلٌ فإنه لا يجوز أن يُحْذَف، طيب، إذن القاعدة في الشطر الأخير: يجوز حَذْفُ عامِلِ المصدر الذي يُرادُ به بيانُ النوعِ أو العدد لِدَلِيلٍ، ثم إن المؤلف بعد هذا البيت الذي فيه الاتِّساع والسهولة ذَكَرَ خمسة أبيات،، ستة أبيات، كُلُّها فيها وجوبُ حَذْفِ العامل، وجوبُ حَذْفِ العامل، قلنا يجب ذكر العامل متى؟
الطالب : إذا كان.
الشيخ : إذا كان المقصود من المصدر التوكيد، الذي بعده، الأبيات الستة يجب حَذْفُ العامِل.
6 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وحذف عامـــل المؤكـــد امتــــنع *** وفي ســواه لدليـــل متســــع. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : والحـــذف حتـــــم مع آت بـــــدلا *** من فعله كــــندلا اللــذ كاندلا.
الطالب : واجب.
الشيخ : واجب ولازم، " مَعَ آتٍ بَدَلًا *** مِنْ فِعْلِهِ " يعني: مع مصدرٍ آتٍ بَدَلًا مِنْ فِعْلِهِ، بَدَلًا: حالٌ من الضمير المستتر في آتٍ، وقوله مِن فِعْلِهِ: أي: مِن عامِلِه، مِن عامِلِه، لأننا إذا جُعِلَ المصدرُ نائِبًا عن الفعل فإنه يُحْذَف الفعلُ، لأنه لا يَجْتمع النائبُ والمَنُوبُ عنه، التَّصَرُّف لواحدٍ، التصرّفُ لواحدٍ إما الوَكِيل أو المُوَكِّل، أما أن تَبْنِي على الوَكِيل والمُوَكِّل ما يصح، فإذا نَابَ المصدرُ عن فِعْلِه، فإنه يُحْذَف وجوبًا، ولكن لا ينوب المصدرُ عن فِعْلِه في كلِّ وقت، في كل شيء، بل في المثال المقيَّد: " كَنَدْلًا اللَّذْ كَانْدُلًا " هاه؟ كَنَدْلًا، أولًا عندي إشكال، قد يكون عندي إشكال في كَنَدْلًا!، الكاف: حرف جر، وندلًا: اسم مجرور بالكاف، وهو الآن؟
الطالب : منصوب.
الشيخ : منصوب، وأيش...؟ نقول: لا، الآن لم يُسَلَّط الحرفُ على نَدلًا، ما سلّط عليه، وإنما يجوز فيه كما قلتُ لكم فيما سبق في إعرابه وجهانِ: الوجه الأول: أن تكون الكاف داخلةً على مجرور مقدَّر، والتقدير؟
الطالب : كقَوْلِكَ.
الشيخ : كقولك نَدْلًا، والثاني: أن تكون داخلةً على الجملة، فهو يُشِير إلى بيتٍ معروفٍ، وهو؟
الطالب : ندلا زريق.
الشيخ : " فَنَدْلًا زُرَيْقُ الْمَالَ نَدْلَ الثَّعَالِبِ " نعم " فَنَدْلًا زُرَيْقُ الْمَالَ نَدْلَ الثَّعَالِبِ "
وقبله : " يمُرُّونَ بِالدَّهْنَا خِفَافًا عِيَابُهُمْ *** وَيَرْجِعْنَ مِنْ دَارِينَ بُجْرَ الْحَقَائِبِ
عَلَى حِينَ أَلْهَى النَّاسَ جُلُّ أُمُورِهِمْ *** فَنَدْلًا زُرَيْقُ الْمَالَ نَدْلَ الثَّعَالِبِ "
هذا للصوص، لصوص يروحون يسرقون من الحسا من دارين، فيمرون بالدّهنا، الدّهنا معروفة، نعم، خفافًا عيابهم ما فيها شيء، لأنهم ما معهم تَمر، إذا وَصَلُوا إلى دارين وسرقوا من التّمر يرجعن بجر الحقائب مملؤة، على حين ألهى النّاس جلّ أمورهِم يَجِيئونَ على حين الغَفْلة، يجدون هذا النخيل ويمشون، نعم؟ فندلا زريق النَّدْلُ معناها خَطْف الشيء بسرعة، يتواصون بالباطل، يقول نَدلا زريق الْمال ندل الثعالب، الثعالب تندل الأشياء تخطف بسرعة معروفة.
الطالب : نعم.
الشيخ : فيقولون يلاّ امش بسرعة، فالمهم أن قوله: " نَدْلًا زُرَيْقُ الْمَالَ " ندلًا: هذه مصدر نابَت عن اندل، ولهذا يقول ابن مالك رحمه الله: " اللَّذْ كَانْدُلَا "، اللّذ هذه كلمة ما ندري إيش معناها.
الطالب : الذي.
الشيخ : الذي، يعني إذن لغة في الذي، هاه؟ أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : مَرَّتْ علينا قبل هذا في قوله؟
الطالب : ...
الشيخ : " وَجَعَلَ اللَّذْ كَاعْتَقَدْ "، " وَجَعَلَ اللَّذْ كَاعْتَقَدْ " طيب قوله هاه؟
الطالب : معقّد هذا.
الشيخ : لا، مو معقّد الشّرح ييسر الله فكُّه، يقول: " ندْلًا اللَّذْ كَانْدُلَا " يعني: ندلًا مصدر، الذي كاندُلْ، اندُلْ هذا فعل أمر، أو لا؟ اندل الشيء يعني خذه بسرعة، ما هو بفعل أمر يا اخانا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : فإذا جاءَتْ نَدْلًا بمعنى انْدِلْ وَجَبَ حَذْفُ عامِلِها، وَجَبَ حَذْفُ عامِلِهَا، لأنها نابَتْ مَنابَ الفعل فعل الأمر.
الطالب : ابن مالك، ما ذكرها ابن مالك في الموصولات؟
الشيخ : إيش هي؟
الطالب : اللَّذْ هذه.
الشيخ : إي ما ذكرها، طيب الآن ندلا اللّذْ كاندُلا يعني: الَّذِي نَابَ عَنْ انْدُلْ فعل أمر، نشوف البيت الآن، بيت الشعر من كلام العرب : " فَنَدْلًا زُرَيْقُ الْمَالَ نَدْلَ الثَّعَالِبِ " ندلاً: مصدر نائبٌ مَنابَ فعلِ الأمر منصوب بِفعلِه المحذوف، وش التقدير؟
الطالب : انْدُلْ.
الشيخ : اندُلْ نَدْلًا، وزُرَيْقُ: منادى حُذِفَتْ منه ياءُ النداء، يعني يَا زُرَيْقُ، وزُرَيْقُ اسم رجل، يا زُرَيْقُ، الْمَالَ: مفعول نَدْلًا، لأن نَدْلًا قلنا إنها نابت مناب؟
الطالب : الفعل.
الشيخ : اندُل، المال مفعول ندلا، نَدْلَ الثَّعَالِبِ هذا مصدر مُبَيِّن للنوع، وأيش عامِلُه؟
الطالب : المصدر نفسه.
الشيخ : المصدر الذي قَبْلَه، المصدر الذي قبله، لأنه نائب منابَ فعلِ الأمر، يعني: انْدُلْهُ نَدْلَ الثَّعَالِبِ، اخْطفه بسرعة كما يَخْطِف الثعلبُ مقصودَهُ، إذن لو قال قائل: أنا أريد أن أقول: فَانْدُلْ نَدْلًا زُرَيْقُ الْمَالَ نَدْلَ الثَّعَالِب؟ يجوز أو ما يجوز؟
الطالبي : ما يجوز.
الشيخ : ما يجوز، طيب قلت: ضَرْبًا المُهْمِلَ، ضَرْبًا المُهْمِلَ، وأنا أريدُ أن آمرك بأن تضربه، يجوز أن أقول اضْرِبْ ضَرْبَ المُهْمِل؟
الطالب : ما يجوز.
الشيخ : لا يجوز لأنه نائبٌ عن؟
الطالب : عن الفعل ولا يجتمع النائب.
الشيخ : عن فعل الأمر، ولا يجتمع النائب والمنوبُ عنه، أما إذا كان ليس فعل أمر، مثل: ضَرَبْتُ ضَرْبًا المُهْمِلَ، يجوز ذِكْرُ الفعل وإلاّ لا الذي هو العامل؟
الطالب : ...
الشيخ : يحوز، لأنه متى يُحْذَف الفعل أو العامل؟ إذا كان فعلَ أمرٍ، فإنه إذا وُجِدَ المصدرُ نائبًا مَنابَه فإنه لا يجوز أن يُقْرَن معه، فالقاعدة إذن: يَجِب حَذْفُ عامِلِ المصدرِ إذا ناب عن فِعْلِ الأمر، بسيطة القاعدة، يجب حذف عامل المصدر، إذا ناب؟
الطالب : عن فعل الأمر.
الشيخ : عن فعل الأمر، من أين نأخذ أنه يُشْتَرط أن يكون فعلَ أمر؟
الطالب : كَانْدُلَا.
الشيخ : من التمثيل، من التمثيل، لقوله: " كَنَدْلًا اللَّذْ كَانْدُلَا "، من التمثيل، وهذا أحدُ المواضع التي يجب فيها حَذْفُ عامِل المصدر، عامله يحذف حيث ...
7 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : والحـــذف حتـــــم مع آت بـــــدلا *** من فعله كــــندلا اللــذ كاندلا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وما لتفـــــصيل كـــــإما منــــــا *** عامله يحذف حيــــث عنــــــــا.
الطالب : كإمّا منّا.
الشيخ :كَإِمَّا مَنَّا، يشير إلى قوله تعالى: (( فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء ))، أين التفصيل؟
الطالب : (( إِمَّا مَنًّا )).
الشيخ : (( فَإِمَّا منًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء )) يعني: إِمَّا تَمُنُّون مَنًّا، وإما تَفْدُونَ فِداءً، فإذا كان المصدر مُفَصَّلًا فإنه يجب حذفُ عامِلِه، تقول مثلًا: إذا لقيتَ زيدًا فإمّا ضربًا أو إكرامًا، هاه؟
السائل : ... ما يصلح.
الشيخ : يصلح، يصلح، ما يصلح إما ضربًا أو إكرامًا؟ هاه؟ التمثيل يصلح، فإما ضربًا أو إكرامًا، كيف ضربًا أو إكرامًا؟ يعني: إِمَّا أضربه ضَرْبًا أو أكرمه إكرامًا، إنْ كان الرجلُ قد أَهْمَل وفَرَّطَ في الواجب فجزاؤه الأول، وإن كان قد قام بالواجب فجزاؤه الإكرامُ، المهم هنا يَصلح نقول فإمَّا تضربه ضربًا أو تكرمه إكرامًا؟
الطالب : ما يصحّ.
الشيخ : ما يَصِح، وذلك لأنه لِتَفْصِيلٍ، نعم، طيّب، تقول مثلًا: سأغوص في البحرِ، سأغوص في البحر فإمّا غُنمًا وإمّا إفلاسًا صح؟
الطالب : صحّ.
الشيخ : أو ما يصحّ؟
الطالب : إلاّ يصحّ.
الشيخ : يصح، وهذا يجب حَذْفُ عامِلِه أو ما يجب؟
الطالب : يجب.
الشيخ : يجب، لأنه لِتَفْصِيلٍ، إذن كل ما كان عندنا تَفْصِيل في مصدر، فإنه يجب حَذْفُ عامِلِه، وهذه هي القاعدة، قال.
السائل : ...
الشيخ : هاه؟
السائل : تفصيل قد يكون في ثلاثة، أربعة؟
الشيخ : إيه، قد يكون فيه ثلاثة، أربعة.
8 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وما لتفـــــصيل كـــــإما منــــــا *** عامله يحذف حيــــث عنــــــــا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : كــــذا مكـــــرر وذو حصــــر ورد *** نائب فعل لاسم عيــــن استــند.
وَذُو حَصْرٍ وَرَدْ *** نَائبَ فِعْلٍ لِاسْمِ عَيْنٍ اسْتَنَدْ " واضح يا غانم؟ هاه؟
الطالب : واضح.
الشيخ : طيب، كذا مُكَرّر واحد، وَذو حصر هذا ثانٍ، ورد أي: وردا جميعًا، وهنا كان على المؤلف أن يقول: وردا، وردا لكن مَنَعَهُ من ذلك الرَّوِيُّ، وردا أيش؟ نائب فعل، نائب فعل يعني قام مَقام هذا الـفِعْل، لاسم عين استند، استند هذا الفعلُ لِاسم عين، يعني: لشخص، العين يعني، ضدّ العين المعنى أي: أنه إذا تَقدَّم اسم معنى، إذا تقدّم اسم معنى وجاء بعدَه مصدرٌ نائبٌ عن الفعل مُكَرّر أو محصور، فإنه يجب حذفُ عامِلِه، فإنه يجب حذفُ عامِلِه، نبدأ أولًا بالـمكرّر: زيدٌ سَيْرًا سَيْرًا، زيد اسم عين وإلاّ اسم معنى؟
الطالب : اسم عين.
الشيخ : اسم عين؟ أي نعم، سَيْرًا سَيْرًا مصدر مكرّر، عامِلُه خبرٌ لـزيد، خبر لزيد، يعني: استَنَدَ إلى اسمِ عَيْنٍ، وأصله: زيد يسير سيْرًا، زيد يسير سيرا، فنحن لَمَّا كُرِّرَ المصدر، فإنه لو جَمَعْنا بين المكَرَّر وعامِلِه صارَ في الكلام ثِقَلٌ، فلهذا وَجَبَ حَذْفُ العامل، فنقول: زيدٌ سَيْرًا سَيْرًا، ولو أني كررت زيد سَيْرًا سَيْرًا سَيْرًا، مِثْلَما تقول لإنسان عنده استِكْثار في الكلام أنت إيش؟ هَذْرًا هَذْرًا هَذْرًا، يعني: تَتَكلَّم كلامًا كثيرًا، وفي اللغة العامية يعني ... تكثر هذا الشّيء، فعلى كل حال إذا جاء مصدر مكرّر نائب عن فعل مُخبر به عن اسم عين، فإنه يَتعيَّن حَذْفُ العامِل، يتعيّن حذف العامل، وقوله: اسم عَين لو أنه استند إلى اسمِ معنًى، نعم؟
الطالب : ما يجوز.
الشيخ : ما يجوز كما لو قلتَ: شأنك ضربًا ضربًا، شأنك ضربًا ضربًا، يعني: شأنك تضرب ضربًا ضربًا، فهنا يجوز أن تَذْكُر الفعل، لأنه ليس خبرًا عن اسْم عين، إذ أنّ الشأن معنى من المعاني أو حال من الأحوال، فلا يجب حذفه، المسألة الثانية قال : " وَذُو حصر " " ذو حصر " تَعرفون أنّ الـحصر يكون بطرق، أَشهرها وأَكثرها النفي والإثباتِ، وكذلك إِنّما، إنّما، هاه؟ أي: الـحَصْر أو النفي والإثبات، الـحَصْر له طُرُق منها ما سَبَق قلنا إذا تقدّم ما حقّه التأخير، فهو دال على الحصر، ومنها إذا اقترن بضمير فصل فهو إذن للحصر، وأشياء كثيرة، إنما أَشْهَرُها وأَكْثَرُها النفي والإثبات، وكذلك إنّما، تقول مثلًا: مَا زيد إلاّ سيْرًا، ما زيد إلاّ سيْرًا، التقدير؟
الطالب : إلاّ يسير سيرًا.
الشيخ : إلاّ يسير سيرًا، إلاّ يسير سيرًا، ما زيد إلاّ انطلاقًا؟ هاه؟
الطالب : ينطلق انطلاقًا.
الشيخ : إلاّ ينطلق انطلاقًا، هنا الـحَصْر بإيش؟
الطالب : بالنّفي.
الشيخ : بالنفي وبالإثبات، ما زيد هذا نفي، وإلاّ هذا إثبات، أو تقول في إنّما إنّما زيد مشيًا، إنّما زيد مشيًا يعني: يمشي مَشْيًا، فيه حَصْر هنا وإلاّ لا؟ فيه؟
الطالب : لا.
الشيخ : ... إنّما، واضح؟ طيب، إذن هذا البيت معناه أنه إذا جاء المصدرُ نائبًا عن فعلٍ مُخْبَرٍ به عن اسْمِ عَيْنٍ، والشرط الثاني؟
الطالب : مكرر.
الشيخ : وهو مُكَرَّرٌ أو مَحْصُورٌ، محصورٌ فيه، وهو مكَرَّرٌ أو محصورٌ فيه، فإنه يَتعيَّن حَذْفُ عامِلِه.
9 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : كــــذا مكـــــرر وذو حصــــر ورد *** نائب فعل لاسم عيــــن استــند. أستمع حفظ
هل يصح الأمر في قولنا " سر سير زيد " ؟
الشيخ : لأنه يدل على الثبوت والاستمرار...
الطالب : نقول الأمر سر سير زيد؟
الشيخ : ... ما زيد إلاّ سر سيرًا ما يصلح، ما يستقيم المعنى، إيش معنى ما زيدٌ إلاّ سر سيْرًا؟
السائل : زيدٌ سيْرًا سيْرًا ...
الشيخ : هاه، يعني ... يعني: تأمره أن يسير؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لا، هذا يكون المصدر نفسه نائبًا عن فعل الأمر، وقد سبق مثل: ندلاً اللّذْ كاندُلاَ، هذه مسألة مستقلّة.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : ومـــــــنه ما يدعــــونه مــــــؤكدا *** لنفسه أو غيـــره فالمبـــــــتدا.
" وَمِنْهُ مَا يَدْعُونَهُ مُؤَكِّدًا *** لِنَفْسِهِ، أَوْ غَيْرِهِ فَالْـمُبْتَدَا "
الإعراب، ومنه: أي من المصادر التي يجب حذف عاملها " ما يدعــــونه مــــــؤكدًا *** لنفسه " أو مؤكّدا لغيره، وهو ما يقع بعد جملة المؤكّد هنا ما يقع بعد جملة يؤكّدها، فإن كانت الجملة لا تحتمل سواه سمّي مؤكّدًا لنفسه، وإذا كانت الجملة تحتمله هو غيره سمّي مؤكّدًا لغيره، سمّي مؤكّدًا لغيره، المؤلف هنا يقول: مؤكّدًا لنفسه أو غيره، لنفسه أو غيره، فهذا المصدر الذي يأتي بعد جملة هي بمعناه -حطوا بالكم- المؤكّد الآن هو الذي يأتي بعد جملة هو بمعناها، ولهذا سمّيناه مؤكّدًا لأنه يؤكّدها إذ أنه بمعناها فهو يؤكد المعنى، ثمّ إنكانت لا تحتمل غيره سمّي مؤكّدًا لنفسه لأن نفس الجملة هو هو، ولهذا نسميه مؤكّدا لنفسه، وإن كانت تحتمله وغيره صار مؤكّدًا؟
الطالب : لغيره.
الشيخ : لغيره، ومعنى مؤكّد لغيره: أنه مانع غيره أن تكون الجملة بمعناه، يمنع غيره أن تكون الجملة بمعناه، المبتدا يعني الأول وهو المؤكِّد لنفسه ... المؤلف قال ... مؤكّد لنفسه ومؤكّد؟
الطالب : لغيره.
الشيخ : لغيره، ومثَّل رحمه الله لكلّ واحد بمثال.
11 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : ومـــــــنه ما يدعــــونه مــــــؤكدا *** لنفسه أو غيـــره فالمبـــــــتدا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : نحو لــــه علــــي ألـــــف عرفــــا *** والثان كابنـي أنت حقا صرفا.
الطالب : عرف.
الشيخ : عرف النّاس، لا، عرفا هنا اسم مصدر بمعنى: اعترافًا، بمعنى: اعترافًا، ليس العرف العادة يعني لا، عُرْفا يعني: اعترافًا، شوف له عليّ ألف، هذا اعتراف وإلاّ لا؟
الطالب : اعتراف.
الشيخ : هاه؟ اعتراف ما يحتمل غيره، اعتراف صريح واضح، ولهذا يُلْزَم بدفع الألفِ، يلزم المقر بدفع الألف، لَهُ عَلَيَّ أَلْفٌ، يقول : " عُرْفَا " يقول: هذا مصدر مُؤَكِّدٍ لنفسه لأنه مُؤَكِّدٍ لجملةٍ بمعناه، لا تَحْتَمل غيرَه، أين الفعل؟
الطالب : محذوف.
الشيخ : أعترف الفعل محذوف، أعترف بذلك اعترافًا، إنما حَذَفْنا الفعلَ لأن الجملة بمعناه، لأن له عليّ ألفٌ بمعنى: أَعْتَرِف، ولهذا حَذَفْناه، ليش نجيبه وهو موجود؟ فنقول: هنا نَحْذِف العاملَ الذي هو ناصب المصدر لأن الجملة بمعناه تمامًا، فلا حاجة إلى ...، أعربه لكم له عليّ ألف : له مبتدأ.
الطالب : لا، جار ومجرور
الشيخ : له جار ومجرور خبر مقدَّم، عَليَّ: جارٌ ومجرور خبر مقدَّم.
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : له؟
الشيخ : له جارّ ومجرور خبر مقدّم، وعلَيَّ جارّ ومجرور خبر مقدّم.
الطالب : ...
الشيخ : خبر ثانٍ، عليّ هو الخبر؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وله؟
الطالب : له جارّ ومجرور متعلّق باعتراف.
الشيخ : متعلّق بأقررت.
الطالب : لا، متعلق باعتراف، مبتدأ مؤخر.
الشيخ : طيب، لا مانع من تَعَدُّدِ الخبرِ، لكن هنا ما يَصِح يكون خبرين، لَه: جارٌ ومجرور خبرٌ مقدَّم، وعَلَيَّ: جار ومجرور في موضع نَصب على الحال من ألف، لأن ألف نكرة، ولو تأخرت عَلَيَّ على أَلْف لَصارَتْ؟ نَعْتًا لها، لَهُ أَلْفٌ عَلَيَّ، لكنْ إذا تَقدَّم النَّعْتُ على النكرة جُعِلَ؟
الطالب : حَالًا.
الشيخ : حالًا، وألف: مبتدأ مؤخَّر مرفوع بالضمة الظاهرة، عُرفًا: مصدر نعم؟ أو مفعول مطلق إذا شئْتم، لأنه في الحقيقة ما يأتي المصدر في حروف، منصوب على المفعولية المطلقة، وعلامةُ نصبه الفتحة على آخره، وهو مُؤَكِّد للجملة السابقة، فعامله؟
الطالب : محذوف.
الشيخ : محذوف وجوبًا، ثم يقول المؤلّف : " وَالثَّانِ كَـ: ابْنِي أَنتَ " ابْنِي أَنتَ، هاه؟ ابْنِي أَنتَ، صح؟ يعني يمكن يكون ابنه في الحقيقة، ويكون ابنه في غير الحقيقة؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : من باب الاحترام مثلًا، ... يا بنيّ افعل كذا وإلاّ لا؟ إذن ابْنِي أَنتَ أكيد هذه حقيقة ...؟ هاه؟
الطالب : محتمل.
الشيخ : يحتمل ما هو متعين، نعم هو حقيقة أن المبتدأ يقول أن هو ابنه حقًّا، يعني يحتمل المعنى أن يكون ابنه احترامًا والحنوّ والعطف، وما أشبه ذلك، فإذا قلت: حقّا أكّدت الآن أنه ابنه في الحقيقة، أنه ابنه حقيقة، لكن هل الجلمة التي قبله بمعناه؟
الطالب : ل، ليست بمعناه.
الشيخ : ليست بمعناه، لأنها تحتمل أنه ابنه حقًّا، أو ابنه مجازًا، أليس كذلك؟ لهذا يسمون هذا المصدر، يسمّونه مؤكدًا لغيره، مؤكّدًا لغيره وتقدير الكلام: يحقّ ذلك حقّا، يحقّ ذلك حقّا، وحَقّا: مصدر عامله محذوف وجوبا تقديره أُحِقّ، أي: أثبتُ ذلك إثباتًا، أي: أثبت ذلك إثباتا، مفهوم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، ابني أنت نعربها: ابْني: مبتدأ.
الطالب : خبر.
الشيخ : هاه؟
الطالب : خبر مقدّم.
الشيخ : خبر مقدّم؟! لا مبتدأ.
الطالب : خبر مقدم.
الشيخ : طيب، خالي لأنت مَرَّتْ علينا في قواعد المبتدأ والخبر، خالي لأنت.
الطالب : الآن أنت هي المبتدأ لأن فيها لام الابتداء.
الشيخ : أي، اللام للابتداء، قد تُزَحْزَح عن مكانها، لأن الألف بِلَا عِبْرة والأفضل أن نقول أن ابْنِي خبر مقدّم، يعني: أنت ابني، ابني أنت، أنت ابني، فنقول ابني: خبر مقدَّم، وأنت مبتدأ مؤخَّر نعم لو كان الكلام لإنسان يسأل: من ابْنُكَ؟ هل أنا ابْنُكَ؟ تقول: ابْنِي أَنْتَ، فالحاصل ابني مبتدأ، وأَنْتَ خبر، فنحن ما نريد الآن التّعْيِين، تعيين من هو الابن، بل نريد أن نُخْبِر عن هذا الرجل المخاطَب بأنه ابنك، وعلى هذا يكون الخبر ابني مقدَّم، وأَنْتَ: مبتدأ مؤخر، أنت وإلاّ أَنْ مبتدأ مؤخَّر؟
الطالب : أنت.
الشيخ : أن مبتدأ مؤخّر والتاء حرف خطاب، فيه رَأْيَانِ، وهذا رأي الجمهور أن التاء حرف خطاب، فمنهم من يقول أَنْتَ جميعًا، ومنهم من يقول أن والتاء حرف خطاب، وقوله حقّا: مصدر عامله محذوفٌ وجوبًا منصوب على المصدرية، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، وقوله: " صرفًا " هذا تأكيد آخر، والصِّرف الذي لا يختلط بشيء، لا يختلط بشيء، فمعناه أنّك ابني حقّا خالصًا، وابن مالك زاده في المثال، المثال يتم بدونه، صرفًا المثال يتم بدونها لكن زادها المؤلف تكميلا للبيت، نعم " وَالثَّانِ كَـابْنِي أَنتَ حَقًّا صِرْفًا ".
12 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : نحو لــــه علــــي ألـــــف عرفــــا *** والثان كابنـي أنت حقا صرفا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : كـــذاك ذو التشبيه بعد جمـــــلـــه *** كـ لي بكا بكاء ذات عضــــلــه.
الطالب : صاحب.
الشيخ : صاحب، وهو مبتدأ خبره قوله: كذاك، كذاك ذو التّشبِهِ، يعني: كذلك المصدر الدَّالُ على التَّشْبِيهِ، " بعد جمله " مثاله : " لِي بُكًا " الجملة الآن تامّة وإلاّ لا؟
الطالب : تامّة.
الشيخ : تامّة، هذا الـبكاء وَصْفه؟ هل بكاء سهل؟ وإلاّ كثير؟ قال : " بُكَاءَ ذَاتِ عُضْلَهْ " بكاء هذا مصدر، التقدير: أبكي بكاء، أبكي بكاء، ذات عضله، وأيش معنى عُضْلَهْ؟
الطالب : الداهية.
الشيخ : قيل: إن الـعضله: الداهية، العضله الداهية، وقيل: الـعضله مَنعها من الزواج.
الطالب : داهية.
الشيخ : أيهما أشد؟
الطالب : الداهية.
الشيخ : الداهية أشد، الداهية أشد، لأن التي تبكي لمنعها من الزّواج تبكي على فراق مفقود، والتي أصيبت بداهية على حصول؟
الطالب : مكروه.
الشيخ : مكروه، وهذا أعظم، فإذن نقول: بكاء مصدر يراد به؟
الطالب : ...
الشيخ : ... مصيبة عظيمة.
الطالب : ...
الشيخ : ... لا، طيب بكاء مصدر عامله محذوف وجوبًا، والتقدير؟
الطالب : أبكي.
الشيخ : أبكي بكاء.