تتمة ما سبق : كذاك ذو التشبيه بعد جمله *** كلي بكا بكاء ذات عضله
الطالب : تامّة.
الشيخ : تامّة، هذا الـبكاء وَصْفه؟ هل بكاء سهل؟ وإلاّ كثير؟ قال : " بكاء ذات عضله " بكاء هذا مصدر، التقدير: أبكي بكاء، أبكي بكاء، ذات عضله، وأيش معنى عُضْلَهْ؟
الطالب : الداهية.
الشيخ : قيل: إن الـعضله الداهية، العضله الداهية، وقيل: الـعضله مَنعها من الزواج.
الطالب : ...
الشيخ : أيهم أشد؟
الطالب : الداهية.
الشيخ : الداهية أشد، في الغالب أن الداهية أشد، لأن التي تبكي لمنعها من الزّواج تبكي على فراق مفقود، والتي أصيبت بداهية على حصول؟
الطالب : مكروه.
الشيخ : مكروه، وهذا أعظم، فإذن نقول: بكاء: مصدر يراد به التشبيه.
الطالب : أعظم؟
الشيخ : ... مصيبة عظيمة.
الطالب : النهي؟
الشيخ : نهينا عنه يعني؟ هههه لا، طيب بكاء: مصدر عامله محذوف وجوبًا، والتقدير؟
الطالب : أبكي.
الشيخ : أبكي بكاء قوله هنا: بُكًا هل هو مقصور قصدًا وإلاّ للضرورة؟
الطالب : للضرورة.
الشيخ : هاه؟
الطالب : للضرورة.
الشيخ : أو أن المؤلف قاصده؟ يقولون: إن البكاء بالدمع دون الصوت يقال: بكا مقصورًا، ومع الصّوت يقال: بكاء
" بكت عيني وحُق لها بكاء *** ولا يغني البكاء ولا العويل "
في الأول " وحُق لها بكاء " لأن البكاء في العين وفي الأخير عندما جاء الصوت: ولا يغني البكاء ولا العين، فيكون ابن مالك رحمه الله أراد ببكا بكاء العين ولكن قوله : " بكاء ذات عضله " بين أن المراد البكاء المصحوب بالصوت، يكون قصره من أجل الضّرورة، " كلي بكا بكاء ذات عضله ".
الطالب : القاعدة؟
الشيخ : نصب إيش؟
الطالب : قال بكاءَ.
الشيخ : ما ينصب هذا، هذا مقصور، مثل: (( هدى للمتقين )).
الطالب : القاعدة فيه؟
الشيخ : القاعدة: يجب حذف عامل المصدر إذا أريد به التشبيه بعد جملة، نعم.
الطالب : أنواع المصادر في الأمثلة هذه؟
الشيخ : إيه؟
الطالب : كم نوع ...؟
الشيخ : ...
قراءة قول ابن مالك رحمه الله " ... المفعول له . ينصب مفعولا له المصدر إن *** أبان تعليلا كجد شكرا ودن وهو بما يعمل فيه متحد *** وقتا وفاعلا وإن شرط فقد فاجرره بالحرف وليس يمتنع *** مع الشروط كلزهد ذا قنع وقل أن يصحبها المجرد *** والعكس في مصحوب أل وأنشدوا لا أقعد الجبن عن الهيجاء *** ولو توالت زمر الأعداء ... ".
" يُنصب مفعولًا له المصدر إن *** أبان تعليلًا كجد شكرًا ودِن "
وهو بما يَعمل فيه متحد
الشيخ : متحد، أخاف إنه جزم، سكون، أخاف إنه سكون.
القارئ : متخذ.
الشيخ : متخذ، غلط، الحاء ما عليها شيء مهملة.
القارئ : " وهو بما يَعمل فيه متحد *** وقتا وفاعلًا وإن شرط فُقد
فاجْرُره بالحرف وليس يمتنع *** مع الشروط كلِزهد ذا قنع
وقَلَّ أن يصحبها المجرد *** والعكس في مصحوب أل وأنشَدوا
لا أقعد الجبن عن الهيجاء *** ولو توالت زمر الأعداء ".
2 - قراءة قول ابن مالك رحمه الله " ... المفعول له . ينصب مفعولا له المصدر إن *** أبان تعليلا كجد شكرا ودن وهو بما يعمل فيه متحد *** وقتا وفاعلا وإن شرط فقد فاجرره بالحرف وليس يمتنع *** مع الشروط كلزهد ذا قنع وقل أن يصحبها المجرد *** والعكس في مصحوب أل وأنشدوا لا أقعد الجبن عن الهيجاء *** ولو توالت زمر الأعداء ... ". أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : المفعول له .
أظننا مناقشين في البيت الأول، قال المؤلف رحمه الله : " المفعول له " كنا ذكرنا أن المفاعيل خمسة: مفعول مطلق، وبه، وله، ايش بعد؟
الطالب : فيه.
الشيخ : وفيه.
الطالب : ومعه.
الشيخ : ومعه، ومُثلت بهذا البيت :
" ضربتُ ضربًا أبا عمرو غداة أتى *** وسِرت والنيلَ خوفًا من عقابك لي "
يا غانم؟ اقرأ البيت.
الطالب : ما هو موجود.
الشيخ : ...
الطالب : ما حضرت.
الشيخ : طيب، المفعول له هذا أحد المفاعيل الخمسة، ويقال: المفعول له ويقال: المفعول لأجله، ويقال: المفعول من أجله، يعني: أن عبارات النحويين اختلفت فيه، فبعضهم يقول: مفعول له، وبعضهم يقول: مفعول من أجله، وبعضهم يقول: مفعول لأجله، والمعنى واحد، ما هو المفعول من أجله؟ يُفهم من كلام المؤلف قال :
" ينصب المفعول له المصدر إن *** أبان تعليلًا "
فهو المصدر المنصوب المبيِّن لعلة الفعل، المصدر المنصوب المبيِّن لعلة الفعل، مثاله: قمتُ إجلالًا لك، قمتُ إجلالًا، إجلالًا هذه مصدر، مصدر فعلها؟
الطالب : أجلّ.
الشيخ : أجلَّ يُجلّ إجلالًا، هذا المصدر يبيّن علّة الفعل، ما هو السبب المفهوم ، هاه؟
الطالب : إجلالًا.
الشيخ : إجلالًا لك، إجلالًا لك، نعم فإذن هو المصدر المنصوب المبيِّن لعلة الفعل، علّة الفعل يعني: سبب الفعل، مفهوم؟ طيب (( وادعوه خوفًا وطمعًا )) ، (( وادعوه خوفًا وطمعًا )) خوفًا: مصدر مبيِّن لعلة الفعل، ادعوه لأي شيء؟
الطالب : للخوف.
الشيخ : للخوف والطّمع، في مقام الخوف، تعوّذوا بالله مما تخافون، وفي مقام الطّمع اسألوا الله تعالى ما تطمعون به.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : ينصب مفعولا له المصـــدر إن *** أبان تعليـــلا كجد شكـــرا ودن.
الطالب : غير المصدر.
الشيخ : غير المصدر، فغير المصدر ما يمكن يصير مفعولًا لأجله أو مفعولًا له ما يمكن، لا بدّ أن يكون مصدرًا نعم.
الشّرط الثاني: إن أبان تعليلًا وخرج به ما لا يُبين التعليل، ما لا يُبين العلة فإنه لا يسمّى مفعولًا له، لايسمّى مفعولًا له وإن كان مصدرًا، وإن كان مصدرًا.
4 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : ينصب مفعولا له المصـــدر إن *** أبان تعليـــلا كجد شكـــرا ودن. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وهـــو بما يعمل فيه متــــحد *** وقتا وفاعــــلا ...... " مع إتمام شرح البيت الذي قبله".
الطالب : فعل أمر.
الشيخ : فعل أمر من الجود، يعني صر جوادًا، صر جوادًا أي: كريمًا، شكرًا هذا مصدر وش فعله؟
الطالب : شكر.
الشيخ : شكر يشكر شكرًا، منصوب وإلاّ لا؟
الطالب : منصوب.
الشيخ : مبيِّن لعلة الفعل، جُدْ حال كونك شكرًا، فإذن هو مبين لعلة الفعل، طيب الفاعل الذي جاد شكرًا واحد وإلاّ لا؟
الطالب : نعم واحد.
الشيخ : واحد، والوقت؟
الطالب : واحد.
الشيخ : يعني: معناه أن الشكر مقارن للجود، وفاعل الشكر هو فاعل الجود، فالفاعل واحد والوقت واحد، جُد شكرًا أي: جُد لأجل الشّكر، أي لأجل أن تشكر الله عزّ وجلّ، مو لأجل أن تُشكر، لأنه لو كان جُد لتُشكر ما صحّ، إذ أن الشاكر غير الجاد، فيكون الفاعل مختلفًا، الفاعل مختلفًا، لولا أن ابن مالك قال : " وقتًا وفاعلًا " كنا نقول يجوز أن يكون المعنى جُد لتُشكر، لكن ابن مالك نفسه يقول :
" وهو بما يعمل فيه متّحد *** وقتًا وفاعلًا "
إذن فالشاكر من؟
الطالب : هو.
الشيخ : الجائد نعم، وقوله: " ودِن " دِن إيش معنى دِن؟ من دان يدين أو من الدَّين، يعني: جُدْ وأعطِ الدَّين، يعني: جُد مثلًا بالهبة والدَّين بالقرض، دِن بالقرض يعني: دِن الناسَ، أي: أعطهم دَينًا، فكأن ابن مالك أمرنا بالإحسان إما على سبيل الهبة والتبرع، وإما على سبيل القرض، فيه احتمال لكن الإحتمال الأول أظهر، لأن دِن منين؟
الطالب : ...
الشيخ : من الدِّين ما هومن الدَّين، يعني: جُدْ شكرًا ودِن شكرًا، فكأنه أمر أنك تدين لله سبحانه وتعالى بطاعته شكرًا له، وتجود بمالك أيضًا شكرًا لله على ما أعطاك، وهذا المعنى أحسن لأنه دِن من الدِّين لا من الدَّين. طيب نرجع إلى إعراب البيت ما دام فهمنا معناه، إعرابه: " يُنصب مفعولًا له" مفعول إيش إعرابه؟
الطالب : مفعولا؟
الشيخ : ينصب مفعولًا.
الطالب : حال.
الشيخ : حال مِن ماذا؟
الطالب : حالًا من المصدر.
الشيخ : حالًا من المصدر الذي هو نائب فاعل يُنصب، يُنصبُ المصدر حال كونه مفعولا له.
الطالب : ...
الشيخ : صحيح، الفاعل واحد، قمت أنت إكرامًا، أنت لتكرمن أنا، فهو متّفق مع عامله في الوقت والفاعل، طيّب أقوم الآن إجلالًا لك غدًا؟
الطالب : ما يصح.
الشيخ : أقوم الآن إجلالا لك غدا؟
الطالب : الوقت
الشيخ : إيش اللي اختلف؟
الطالب : الوقت.
الشيخ : اختلف الوقت، ما يصحّ كذا؟ ما يصحّ، أُكرمك شكرًا لي؟
الطالب : اختلف الفاعل.
الشيخ : هاه؟
الطالب : اختلف الفاعل.
الشيخ : أُكرمك، الفاعل أنا، شكرًا لي، من الشاكر؟
الطالب : المكرم.
الشيخ : المكرم، فاختلف الآن الفاعل فلا يجوز، ما يجوز، فهمتم الآن؟
الطالب : كيف يكون الفاعل المكرم؟
الشيخ : إيه، أنا أكرمك لتشكرني هذا المعنى، فأُكرمك شكرًا لي، يعني: أُكرمك لأجل أن تشكرني هذا المعنى، طيب هذا الأخير هذا الشرط الأخير " وهو بما يعمل فيه متّحد " فيه خلاف بين النّحويين، فسيبويه وكثير من النحويين إن لم يكن أكثرهم يقولون: ليس بشرط، سيبويه إمام البصريين يقول: ليس بشرط، ونحن لو اختاره من دون سيبويه قلنا: الصّواب معه، لأنه أصل، قال الله تعالى: (( ومن ءاياته يريكم البرق خوفًا وطمعًا )) (( يريكم البرق خوفًا وطمعًا )) خوفًا إيش إعرابها؟
الطالب : مفعول له.
الشيخ : يعني: لتخافوا وتطمعوا، مفعول لأجله، من الذي يُري؟
الطالب : الله.
الشيخ : الله، ومن الخائف والطامع؟
الطالب : المخلوق.
الشيخ : المخلوق، الفاعل واحد الآن وإلاّ اثنين؟
الطالب : اثنين.
الشيخ : اثنين، المري هو الله، والخائف الطامع المخلوق، الخائف الطامع هو المخلوق، إذن نصب هنا المصدر مفعولًا له مع أنّ الفاعل مختلف، توافقون على هذا وإلاّ لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أي نعم، واضح، ما فيه تكلف أبدًا، ما فيه أدنى تكلّف، لكن يقولون: إن حجّة النحوي كنافِقاء اليربوع، إن حجرته مع الباب خرج من ... نعم الذي يقول لا بدّ من اتّفاق الفاعل يقولون الآية: (( خوفًا وطمعًا )) أن خوفًا بمعنى: إخافة، وطمعًا بمعنى: إطماعًا، يريكم ليخيفكم ويطمعكم، يريكم ليخيفكم ويطمعكم، فحينئذ يتفق الفاعل وإلاّ لا؟
الطالب : يتفق.
الشيخ : يتّفق، أو (( خوفًا وطمعًا )) حال من الكاف (( يريكم )) مصدر بمعنى: الحال، أي: يريكم حال كونكم خائفين وطامعين، وحينئذ يبقى الشرط قائمًا، فهمتم الآن؟ نفقوا والا ما نفقوا؟ هاه؟
الطالب : نفقوا.
الشيخ : لما سجلنا عليهم باب نفقوا مع النافقاء، ولكننا نقول: هاتوا دليلًا على اشتراط هذا؟ ما فيه دليل على هذا الاشتراط، لو كان فيه دليل على الاشتراط نقول نعم يمكن تخريج الآية على ما ذكرتم، لكن ما دام ما فيه دليل، وعندنا شاهد ظاهره عدم اشتراطه، فإن الأولى عدم الاشتراط، فإن الأولى عدم الاشتراط، وهذا إن شاء الله هو الصّحيح، على أنه لا يشترط اتّحاده لا وقتًا ولا فاعلًا، إنما المهم الشرط الوحيد الأساسي هو أن يكون مصدرًا مُبينًا لعلّة الفعل، أن يكون مصدرًا مُبينًا لعلّة الفعل هذا هو المهم، ولهذا قلنا المفعول له اللام للتعليل، أو مفعول من أجله، أو مفعول لأجله، فهذا هو الشّرط الأساسي، طيب ابن مالك إيش يقول؟ يقول: " إن شرط فُقِد فاجْرُره بالحرف " إن شرط، أظن متحد وقتًا واضح إعرابها؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وهو: مبتدأ، متّحد: خبر المبتدأ، يعني: هو متّحد بما يعمل فيه، وقوله: وقتًا: ظرف يعني: في الوقت، وقوله: فاعلًا منصوب بنزع الخافض يعني: وفي الفاعل.
5 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وهـــو بما يعمل فيه متــــحد *** وقتا وفاعــــلا ...... " مع إتمام شرح البيت الذي قبله". أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وإن شـــرط فقـــد..... فاجرره بالحرف وليـــس يمتنع *** مـــع الشــــروط كلزهد ذا قـــنع.
الطالب : فعل الشرط.
الشيخ : لا، فعل الشرط وهي مرفوعة؟!
الطالب : مبتدأ إن قلنا بصحة.
الشيخ : إيه.
الطالب : أو على القول الآخر.
الشيخ : فيها ثلاث إعرابات: شرط: فاعل لفعل محذوف، شرط: فاعل مقدّم لفعل محذوف، شرط: مبتدأ وخبره فعل محذوف ... البصريون يقولون: شرط هذه فاعل لفعل محذوف، والتّقدير: وإن فُقد شرط، والكوفيّون يقولون: فاعل مقدّم للفعل المحذوف،، للفعل الموجود، والتقدير: وإن فقد شرط بس فيه تقديم وتأخير، وآخرون من النحويين يقولون: شرط مبتدأ، وإيش المعنى يا ... ،، شرط: مبتدأ، وفُقد خبر المبتدأ.
السائل : ما الراجح؟
الشيخ : والله أنا أقول الراجح هو الأسهل، إن شرط فقد، أين جواب إن؟
الطالب : فاجْرُره.
الشيخ : جملة فاجْرُره بالحرف، وفي نسخة فاجْرُره باللام، فاجرره باللام، وفي النسخة التي عندنا الآن بالحرف، يعني: بحرف التّعليل، والدليل أن المؤلف يريد حرف التّعليل لقوله : " إن أبان تعليلًا " اجْرُره بحرف التعليل ومنها اللام، ومنها مِن، ومنها في، كلها تأتي للتعليل، وكذلك على تأتي للتعليل، المهم كل ما ذُكر بأنه من حروف التعليل إذا فُقد شرط يُجرّ به، مثلا إذا قلت: أكرمتك شكرًا لي، فقدَ شرطًا على رأي المؤلف ايش هو؟
الطالب : اتحاد الفاعل.
الشيخ : اتّحاد الفاعل، فعلى هذا اجرره باللام، فأقول: أكرمتك للشكر لي، أكرمتك للشكر لي، أجرّه باللام، طيب قال " فاجرره باللام " وجوبًا وإلا لا؟ بالحرف وجوبًا الذي يناسبه، اللام وإلا من وإلاّ في، قال : " وليس يمتنع *** مع الشروط " وليس يمتنع، إيش الذي ما يمتنع؟
الطالب : جره بالحرف.
الشيخ : الذي ما يمتنع جرّه بالحرف، مع الشّروط يعني: مع تمام الشّروط، ما يمتنع أن تجرّه بالحرف ولو تمّت الشروط، فبهذا عرفنا أن المفعول من أجله لا يتعيّن نصبه، لا يتعيّن نصبه، لأنه يجوز أن يُجرّ باللاّم، يجوز أن يجرّ باللاّم، مثاله : " كلِزُهد ذا قنع " لزهدٍ ذا قنع، أصل التركيب: هذا قنِع زهدًا، هذا قنع زهدًا، ولذلك الإعراب نعربها نقول ذا: مبتدأ، وقنع: فعل ماض، والجملة خبر المبتدأ في محل رفع خبر المبتدأ، وزهدًا: مفعول من أجله، منصوب بالفتحة الظاهرة، لكن يجوز أن ندخل عليه اللام ونقول: لزهدٍ ذا قنع، الشروط تمّت وإلاّ ما تمّت؟
الطالب : تامّة.
الشيخ : تامّة، هذا قنع زهدًا، هذا قنع زهدًا، فالزاهد هو القانع، ووقت الزهد وقت القنوع، إذن الشّروط تامّة، ومع ذلك يجوز تدخل اللام عليه وتجرّه، تقول: قنع هذا من زهدٍ، أو قنع هذا زهدًا، يجوز واضح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : فالمؤلف إذن يبيّن لنا أنه إذا اختل الشّرط، وجب جرّه بالحرف، إذا اختل شرط من الشروط، وجب جرّه بالحرف، إذا تمّت الشروط، جاز جرّه بالحرف وجاز نصبه، لكن يقول: أيهم أكثر؟ نصبه وإلاّ الجرّ؟
6 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وإن شـــرط فقـــد..... فاجرره بالحرف وليـــس يمتنع *** مـــع الشــــروط كلزهد ذا قـــنع. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وقل أن يصحـــــــــبها المجـــرد *** والعكـــس فـــــي مصحـــــوب أل .....
" وقلَّ أن يصحبها المجرّدُ *** والعكس في مصحوب أل "
وقلَّ أن يصحبها إيش يصحب؟ فيه نسخة أنا أقرأها عليكم النسخة الثانية " وقل أن يصحبه المجرّد " على ما أظن اتّضح المعنى؟
الطالب : نعم.
الشيخ : إيش الضّمير يعود عليه؟
الطالب : المفعول له.
الشيخ : لا، يصحبه يصحب الحرف، يصحبه أي: يصحب الحرف، ... قال :
" فاجْرُره بالحرف وليس يمتنع *** مع الشروط كلِزُهد ذا قنع "
قال : " وقل أن يصحبه " أي أن يصحب الحرف المجرّد، المجرّد من ماذا؟
الطالب : من الحرف.
الشيخ : لا، المجرّد من أل والدليل قوله : " والعكس في مصحوب أل " إذا تمّت الشروط الآن خلّ المثال الذي قال المؤلف هو الرّكيزة، قنع هذا زهدًا، قنع هذا زهدًا، واضح؟ الشروط تامّة، يجوز أدخل اللام، فأقول: قنع هذا؟
الطالب : للزهد.
الشيخ : للزهد، لا لا، قنع هذا لزهدٍ، قنع هذا لزهدِ لأن ما فيها ألف، قنع هذا لزهدٍ، تصورتم زين الآن؟ طيب، لكن قنع هذا لزهدٍ قليل قليل، قنع هذا لزهد قليل، لأنه قال : " وقلَّ أن يصحبه المجرّد " قلَّ أن يصحب الحرف المفعول من أجله إذا كان مجرّدا من أل، " والعكس في مصحوب أل " وش يكون العكس؟
الطالب : يكثر.
الشيخ : أنه يكثر اقتران الحرف مع أل، يكثر اقتران الحرف مع أل، مثلًا: قنع هذا للزهد، هذا الكثير، قنع هذا للزهد، هذا الكثير، ويجوز قنع هذا الزهدَ، قنع هذا الزّهدَ، يجوز، لكنه قليل، لأنه قال " والعكس في مصحوب أل " " والعكس في مصحوب أل " أرجو الانتباه الآن.
الطالب : عكس ... يا شيخ؟
الشيخ : لا، عكس التجريد،، عكس صحبة، عكس الصّحبة، إذا لم تتم الشّروط إيش الواجب؟
الطالب : لا بد يأتي الحرف.
الشيخ : لا بد يأتي الحرف، إذا لم تتم الشروط لازم يأتي الحرف سواء كان المصدر مجرّدًا من أل أو غير مجرّد، إذا كانت الشروط ما تمّت فلا بدّ من حرف، إذا تمّت الشروط جاز وجهان: وهما النصب والجرّ، بحرف التعليل، لكن أيهما أكثر؟ النصب إن كان المصدر مجرّدًا من أل، النصب إذا كان مجرّدًا من أل، قنع هذا زهدًا، هذا أكثر من قنع هذا لزهدٍ، كذا وإلاّ؟ لأن المؤلف يقول : " وقلّ أن يصحبه المجرد " إذا كان مصحوبًا بأل؟
الطالب : الأكثر الجر.
الشيخ : فإن الأكثر الجرّ لقوله : " والعكس في مصحوب أل " فتقول مثلًا: قنع هذا للزهدِ، أكثر من قولك: قنع هذا الزهدَ، قنع هذا الزّهدَ، نعم، فاهم يا عبد الرحمن؟
الطالب : الأخير ما فهمته.
الشيخ : هاه؟
الطالب : قنع هذا الزّهدَ؟
الشيخ : إيه.
الطالب : سليم؟
الشيخ : سليم، المؤلف جاء به على الشاهد، ما خلاك، طيب الآن المسألة بسيطة ترى، إذا اختل الشّرط إيش جوابكم؟
الطالب : يجب الحرف.
الشيخ : يجب الاتيان بالحرف، إذا اختل الشرط يجب الاتيان بالحرف، إذا تمّت الشروط جاز وجهان: الاتيان بالحرف والنّصب ، كذا وإلاّ لا؟ طيب أيهم أكثر؟ إذا كان مجرّدًا من أل فالأكثر النّصب، وإن كان مصحوبًا بأل فالأكثر الجرّ، واضح الحين؟
الطالب : واضح.
الشيخ : ما فيه إشكال أظنّ، تقول: قنع هذا زهدًا، أكثر من قولك: قنع هذا للزهد، أكثر، وتقول: قنع هذا للزهدِ، أكثر من قولك: قنع هذا الزّهدَ، ولكن صالح يقول يجوز تقول: قنع هذا الزّهدَ؟ يجوز هذا؟
الطالب : نعم.
7 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وقل أن يصحـــــــــبها المجـــرد *** والعكـــس فـــــي مصحـــــوب أل ..... أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وأنشدوا ... لا أقعد الجبن عن الهيجاء *** ولو توالت زمر الأعـــداء.
الطالب : هذا القليل.
الشيخ : هذا على القليل، والأحسن أن نقول: لا أقعد؟
الطالب : لجبنٍ.
الشيخ : لا ... نخليه معرّف على ما هو عليه، يقول: لا أقعد للجبن، أو من الجبن، لا أقعد من الجبن، يعني: إذا قلنا الحرف يشمل اللام، ومن، وش بعد؟ وفي.
الطالب : وعلى.
الشيخ : وعلى، ويقدر على حسب المناسب، فهنا لا أقعد الجبن هل الأحسن لا أقعد للجُبن وإلاّ من الجبن؟
الطالب : من الجُبن.
الشيخ : من الجُبن، الأحسن من الجبن، فعلى هذا نقول: الأكثر أن يقال: لا أقعد من الجُبن، ولكن يصح :
" لا أقعد الجُبن عن الهيجاء *** ولو توالت زمر الأعداء "
هذا ما شاء الله شجاع، هذا البيت يعتبر من الألفية أو ليس منها؟
الطالب : لا، ليس منها.
الشيخ : ليس منها لأنه قال : " وأنشدوا " ولذلك الألفية أنا عندي عددها.
الشيخ : هاه؟
الطالب : 999
الشيخ : لا، صارت 1002، أنا عندي 1002، البيت هذا ليس منها صارت 1001 يقعد بيت واحد يمكن أنه الأول : " قال محمّد هو ابن مالك " إيش مبتدأ مقول القول؟
الطالب : " أحمد ربي "
الشيخ : " أحمد ربي الله خير مالك " تكون ألف بيت.
الطالب : بس في زيادات في بعض النسخ.
الشيخ : نعم؟
الطالب : بعض النّسخ فيها زيادات.
الشيخ : ما أظنّ، هاه؟
الطالب : مراجعة.
الشيخ : مراجعة أظنّ.
الطالب : انتهى؟
الشيخ : ... طيب نأخذ أمثلة وإلاّ؟
الطالب : درس جديد.
الشيخ : واضح إن شاء الله؟ طيب اقرأ علينا الدرس الجديد.
8 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وأنشدوا ... لا أقعد الجبن عن الهيجاء *** ولو توالت زمر الأعـــداء. أستمع حفظ
قراءة قول ابن مالك رحمه الله " ... المفعول فيه وهو المسمى ظرفا . ا
" المفعول فيه وهو المسمى ظرفًا
الظرف وقت أو مكان ضمنا *** في باطراد "
الشيخ : " في باطّراد "
القارئ : " ... *** في باطّراد كهنا امكث أزمنا
فانصبه بالواقع فيه مُظهرًا *** كان وإلا فانوه مُقدرًا
وكل وقت قابل ذاك وما *** يقبله المكان إلا مُبهمًا
نحو الجهات والمقادير وما *** صِيغ من الفعل كمَرمًى من رمى "
الشيخ : " كمرمًى ".
القارئ : " ... *** كمرمًى من رمى
وشرط كون ذا مقيسا أن يقع *** ظرفًا لما في أصله معه اجتمع ".
الشيخ : بس.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : المفعول فيه وهو المسمى ظرفا .
قال رحمه الله تعالى : " المفعول فيه وهو المسمّى ظرفًا " وسبق من المفاعيل؟
الطالب : ...
الشيخ : إيش؟
الطالب : المفعول له.
الشيخ : والمفعول المطلق، والمفعول به، المفعول به سبق تعدّي الفعل ولزومه، تعدّي الفعل ولزومه سبق المفعول به، والمفاعيل الخمسة كما ذكرنا لكم في منظومة الشبرواي، التي تسمّى الشبراويّة، وأنشدنا لكم منها بيتين من يحفظهما؟
الطالب : " إن المفاعيل خمس مطلق وبه *** له معه "
الشيخ : " وفيه "
الطالب : " ... *** وفيه معه له وانظر إلى المثل "
الشيخ : المُثُل.
الطالب : " ضربتُ ضربًا أبا عمرو غداة أتى *** وسرت والنيلَ خوفًا من عقابك لي "
الشيخ : طيب، أحسنت، هذا المفعول فيه قال : " وهو المسمى ظرفًا " يعني: يُسمّيه النحويون ظرفًا، والظرف هو ما كان وعاءً للشيء، وكل إنسان فهو في ظرف زمان ومكان، صح وإلاّ لا؟ كل إنسان فهو في ظرف زمان ومكان، أما الزمان فظاهر، والمكان ظاهر، أنت في البيت أو في المسجد، أو في السوق، لكن طيب والذي يطير في الجوّ هو في مكان؟
الطالب : في الجو.
الشيخ : في الجو وفي الطّيّارة أيضًا، مكان هي الطيارة، نعم فكل إنسان هو في زمان وفي مكان.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : الظرف وقت أو مكان ضمنا *** في باطراد كهنا امكث أزمنا.
الطالب : ساعة.
الشيخ : والمكان؟
الطالب : عندك.
الشيخ : عندك، أي نعم، " وقت أو مكان ضُمّنا *** في باطِّراد " ضُمّنا هذه الألف للتثنية وإلاّ للإطلاق؟
الطالب : للتثنية.
الشيخ : هاه؟
الطالب : التثنية.
الشيخ : لا لا، للإطلاق، للإطلاق، لأنه قال وقت أو زمان، لو قال: وقت وزمان، أي نعم لو قال: وقت ومكان صارت الألف للتثنية، لكن لما قال أو معناه لا يجتمعان، إما هذا أو هذا، وعلى هذا فالألف فيها للإطلاق، ضُمِّن يعني: دلّ على معنى في، ضُمّن معنى في باطّراد، يعني: دلّ على معنى في، نعم؟
السائل : هنا يقول المؤلف: ألف اثنين.
الشيخ : ليس صحيحًا، وقوله: في يعني: معناه يشتمل على معنى في، على معنى في، باطّراد احترازًا مما تضمّنها بقرينة في مكان دون مكان، فإن بعض الكلمات قد تضمّنها في مكان دون مكان، مثلًا: سكنتُ الدّار، الدّار هذه تضمّنت هنا معنى في، أي: سكنتُ في الدّارِ، لكن هل هو باطّراد؟ لا، تقول بنيت الدّارَ فهل تضمّنت معنى في؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، إذن الدار لا نعربها ظرفًا، لأنها لا تتضمّن معنى في باطّراد إنما الذي ينصب مفعولًا فيه هو الذي يتضمّن معنى في باطّراد، أي: في جميع الأمكنة، كلما جاء فهو متضمّن لمعنى في، ثمّ ضرب المؤلف مثلًا للنوعين، فقال: " كهنا امكث أزْمُنا " هنا امكث أزمُنا، هنا: ظرف، وامكث: ظرف، وأزمنا: ظرف.
الطالب : لا، امكث فعل.
الشيخ : هنا وأزمنا هذا ظرف، أما امكث فهو فعل، وكلمة هنا: ظرف مكان مبني على السّكون في محلّ نصب، لم ما نقول منصوب؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنه اسم إشارة، واسم الإشارة مبني، واسم الإشارة مبني كما سبق، وقوله: أزمُنا جمع زمان، وهذا ظرف الزمان، وهو منصوب الآن وإلاّ لا؟ نعم منصوب فأزمنا: ظرف زمان منصوب على الظرفية، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، فالمؤلف رحمه الله أتى بمثال واحد يشتمل على شاهدين، على ظرف المكان وعلى ظرف الزّمان، هنا: ظرف مكان، وأزمُنا: ظرف زمان، طيب يمكن نجيب مثال آخر؟
الطالب : اجلس هنا وقتًا.
الشيخ : اجلس هنا وقتًا، ... تقول مثلًا: سِرتُ يومًا ميلًا، يومًا هذا ظرف زمان، وميلًا ظرف مكان، هاه؟
الطالب : زمان.
الشيخ : ظرف مكان مو زمان.
الذي يضمن "في" الزمان والمكان على السواء ؟
الطالب : الذي يتضمّن في الزمان والمكان، أو المكان فقط؟
الشيخ : كلها الزمان والمكان تتضمن في، هذا وهذا.
الطالب : في ميل؟
الشيخ : نعم في ميل، أي يعني: كان سيري في، ابتداء السير إلى منتهاه، هذا هو ظرف السير، فأنا سائر في هذا الظرف.
الطالب : ...
الشيخ : لا ...
هل هنا ظرف زمان ضمن معنى " في" في قولنا " جلست ساعة "
الشيخ : هنا؟
السائل : نعم.
الشيخ : جلست في ساعة، يعني: معناه أن السّاعة صارت ظرفًا لجلوسه، لكن لاحظوا ظرفيّة الزّمان تعرفون أن الزّمان معنى ليس شيئًا محسوسًا مثل المكان شيء محيط بك، إحاطة الزّمان بالإنسان معنويّة فهذا هو الذي قد يُشكل عليكم في تقدير في، إنما ساعة كأنها إيناء محيط بالإنسان من أول الساعة، أول دقيقة إلى آخر دقيقة، فهذا وجه تقدير في.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : فانصبه بالواقع فيه مظهرا *** كـــــان وإلا فانوه مقـــــدرا.
الطالب : الظرف.
الشيخ : على المفعول فيه أو الظرف، كما تحبّون لأنه يقول هو المسمى ظرفًا، انصبه بالواقع فيه، إيش الواقع فيه؟ الفعل أو ما جرى مجراه، الفعل أو ما جرى مجراه، فتقول: مكثتُ عندك ساعة، أين الواقع في الظرف؟ المكث، وتقول: أنا ماكثٌ عندك ساعة، ماكث ليست فعلًا لكنها جارية مجرى الفعل، فقوله: " بالواقع فيه " أي: بالذي وقع فيه سواء كان فعلًا أو كان قائمًا مقامَ الفعل، وهو اسم الفاعل واسم المفعول، نعم : " فانصبه بالواقع فيه مُظهَرًا *** كان وإلا فانْوِه مُقدّرًا " مظهرًا كان أي: كان ظاهرًا فلا يحتاج، وإلاّ فينوى مقدّرا، مثال المظهر هنا امكث، أين العامل الواقع فيه؟
الطالب : امكث.
الشيخ : امكث ظاهر، طيب وتقول مثلًا: أسألك كم مكثتَ في هذا المكان؟
الطالب : ساعة.
الشيخ : فتقول ساعة، أي مكثت ساعة فهنا.