تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : فانصبه بالواقع فيه مظهرا *** كان وإلا فانــــوه مقــــدرا.
مظهرًا كان أي: كان ظاهرًا فلا يحتاج، وإلاّ فينوى مقدّرًا، مثال المظهر هنا امكث أين العامل الواقع فيه؟
الطالب : امكث.
الشيخ : امكث ظاهر، طيب وتقول مثلًا: أسألك كم مكثتَ في هذا المكان؟
الطالب : ساعة.
الشيخ : فتقول: ساعة، أي: مكثت ساعة، فهنا الواقع فيه مظهر وإلاّ مضمر؟
الطالب : مضمر.
الشيخ : مضمر، ولهذا قال " فانوِه مقدّرًا " إذن تبيّن لنا القاعدة، ما هي القاعدة في تعريف ظرف الزّمان والمكان، كلُّ زمانٍ أو مكانٍ تضمّن معنى في باطِّراد، كل زمان أو مكان تضمّن معنى في باطّراد هذا التعريف، وهو في البيت الأول، بأي شيء يكون منصوبًا؟ يُنصب بالواقع فيه، أي: بالشيء الذي وقع فيه، سواء كان ذلك فعلًا أو قائمًا مقامَ الفعل، فالفعل مثلًا: جلستُ عندك ساعة، هذا فعل، أنا جالس عندك ساعة، هذا قائم مقام الفعل أو جار مجراه، القاعدة الثالثة من الشّطر الأخير أن العامل فيه يكون ظاهرًا ويكون مُقدّرًا، فالظاهر ظاهر كذا يا غانم؟ والمقدّر مقدّر، هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : ... بك؟
الطالب : لا.
الشيخ : عجيب، صُمت يومًا ...
الطالب : ...
الشيخ : صمت يومًا ما هو ظاهر؟ الظرف الآن وعامله ظاهر؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : كم صمت؟
الطالب : يومًا.
الشيخ : عامله؟
الطالب : صمت.
الشيخ : مقدّر وإلا ّظاهر؟
الطالب : ظاهر.
الشيخ : لا، أنا أقول لك كم صمت؟ فقلت أنت يومًا.
الطالب : لا مقدّر.
الشيخ : مقدّر، أي هذا هو، صار واضحا؟
الطالب : واضح.
الشيخ : الحمد لله.
1 - تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : فانصبه بالواقع فيه مظهرا *** كان وإلا فانــــوه مقــــدرا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وكل وقــــت قـــابل ذاك ومــــا *** يقبــله المكـــان إلا مبهـــما.
الطالب : ظرف.
الشيخ : مفعول فيه، أو قل: ظرف زمان منصوب على الظرفية، انتظرني ساعة؟ نفس الشيء، ولكن اعلموا أن السّاعة في اللغة العربية غيرها في العرف، عندنا الساعة في العرف جزء من أربعة وعشرين جزءًا من اليوم والليلة، لكنّها في اللغة العربية تطلق على الزّمن قلَّ أو كثُر، على الزمن قلَّ أو كثُر، طيب كل وقت، يعني كلّ زمان فإنه قابل أن يكون منصوبًا على الظرفية، لكن المكان لا، " وما يقبله المكان إلاّ مُبهمًا " المعيّن مثل: حجرة، غرفة، بيت وما أشبهه، هذا ما يقبل أن يكون مفعولًا فيه إلاّ إذا كان مُبهمًا، المبهم يعني: غير المحدود، غير محدّد، الذي ليس له شيء يحدّده.
2 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وكل وقــــت قـــابل ذاك ومــــا *** يقبــله المكـــان إلا مبهـــما. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : نحو الجهات والمقادير وما *** صيغ من الفعل كمرمـــى من رمى.
الطالب : المعروفة.
الشيخ : كم الجهات؟
الطالب : ستّ.
الشيخ : ستّ، الجهات ستّ: يمين وشمال، وأمام وخلف، وفوق وتحت، كل إنسان محاط بستّ جهات، طيب الذي بين الشمال واليمين؟
الطالب : أمام أو خلف.
الشيخ : أمام أو خلف، صحّ أمام أو خلف، أما وليد يقول: غرب كذا؟ من الذي قال غرب؟ ...
الطالب : أيوة أنا.
الشيخ : أنت؟
الطالب : أيوة.
الشيخ : هذا ليس صحيحًا شمال أو غرب، الآن إذا التفت إلى الجنوب الذي بين يميني وشمالي، شمال الغرب وإلا الجنوب؟
الطالب : الجنوب.
الشيخ : إيه الجنوب، المهم على كل حال الجهات ستّ، هذه الجهات الرّئيسيّة، اليمين والشّمال والفوق والتّحت والأمام والخلف، هذه كلّها ظروف مكان، جلستُ أمامك، جلستُ خلفك، جلستُ يمينك، جلستُ شمالك أو يسارك، ما يخالف، صعدتُ فوق السّطح، نُمْتُ إيش؟
الطالب : تحت الشّجرة.
الشيخ : تحت الشّجرة، إذن الجهات السّتّ كلها ظرف مكان، والمقادير، وش المقادير؟ مقادير المسافة مثل: الميل والفرسخ والبريد، الميل والفرسخ والبريد، ومثل في الوقت الحاضر الآن: الكيلو، فإن هذه من المقادير.
الطالب : والمرحلة.
الشيخ : والمرحلة أيضًا، تقول مثلًا: سِرْتُ مِيلين، سِرْتُ مِيلين إعرابها؟ سِرتُ: فعل وفاعل، ميلين: ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ميلين.
الطالب : عن؟
الشيخ : النون؟ مكسورة.
السائل : الياء؟
الشيخ : الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنّى والنون عوض عن التنوين في الإسم المفرد، واضح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، تقول سِرتُ فرسخًا، سِرتُ تقدّم إعرابها، فرسخًا: ظرف منصوب على الظّرفية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، وقد يأتي،، لا مو هذا، يقول: والمقادير " وما ِصيغ من الفعل " " وما صِيغ من الفعل " يعني: ظرف مكان يكون مصوغًا من الفعل " كمرمى من رمى " " مرمى من رمى " هذا يسمّونه ظرف مكان ويأتي ظرف زمان، رميتُ مرمى زيدٍ، رميتُ مرمى زيد، مثل: جلستُ مكان زيدٍ، مثلها تمامًا، رميت مرمى زيدٍ، تقول: رميت: فعل وفاعل، ومرمى: ظرف مكان، منصوب على الظّرفية وعلامة نصبه فتحة مقدّرة على آخره منع من ظهورها إيش؟
الطالب : اشتغال المحل.
الشيخ : اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزائد.
الطالب : التعذر.
الشيخ : التعذّر؟ مرمى، أي نعم، التعذّر لأنه ما عندنا حرف جرّ زائد ولا شيء، وإنما الفتحة مقدّرة على غيرها من ظهورها التعذّر، ليش التعذّر؟ لأنه ما يمكن أبدًا أن تنطق بفتحة على ألف، طيب يقضي نقول ضمّة مقدّرة على آخره منع من ظهورها؟
الطالب : الثقل.
الشيخ : الثقل، ولم نقول الثقل؟
الطالب : يمكن أن تظهر الضّمّة.
الشيخ : يمكن لكن ثقيلة، يمكن تقول: (( والله يقضي بالحق )) في غير القرآن الله يقضيُ، يدعو منع من ظهورها؟
الطالب : التعذّر.
الشيخ : الثقل، الثقل، لأن الواو يمكن أن تظهر عليها الحركة، ولكن بثقل، فتقول: يدعوُ بس ثقيلة، لهذا الفتحة بحيث أنها خفيفة تظهر على الواو (( لن ندعُوَ من دونه إلها )) وتظهر على الياء، فالمهم إن مرمى من رميت مرمى زيد، رميتُ: فعل وفاعل، ومرمى: ظرف مكان منصوب على الظّرفية وعلامة نصبه فتحة مقدّرة على الألف منع من ظهورها التعذّر، كمرمى من رمى ...
الطالب : ...
الشيخ : إيه الفتحة خفيفة تظهر.
3 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : نحو الجهات والمقادير وما *** صيغ من الفعل كمرمـــى من رمى. أستمع حفظ
اسم المكان الذي عُين ألا يكون ظرف مكان؟
الشيخ : إيه صحيح المبهم الذي ما يدل على شيء محدّد معيّن، بخلاف إذا الشيء محدّد معيّن مثل: بيت، مسجد وما أشبه ذلك، له مكان لا ينصب على الظرفيّة، ولهذا لا تقول: جلست المسجدَ، ما تقول، أما دخلت المسجدَ ففيه خلاف هو جائز في اللغة العربيّة تقول: دخلت المسجدَ، سكنت الدّارَ، لكنهم اختلف فيه النّحويون، بعضهم يقول: على الظرفيّة توسّعًا، وبعضهم يقول: منصوب بنزع الخافض والتقدير: دخلت في المسجدِ، وبعضهم يقول: منصوب على التشبيه بالمفعول به، يعني: دخلت المسجد كأنه مفعول به، مثل قولهم: (( خلق الله السماواتِ )) السماوات منصوب على التّشبيه بالمفعول به، فالمهم أن المكان ظرف المكان المحدّد، هذا المحصور لا يمكن أن يُنصب على أنه ظرف مكان.
مناقشة من باب المفعول فيه.
الطالب : نعم.
الشيخ : وش هي؟
الطالب : أي: الجهات السّتّ.
الشيخ : السّتّ؟ وش هي؟
الطالب : أمام وخلف، يمين ويسار.
الشيخ : نعم.
الطالب : وفوق وتحت.
الشيخ : وفوق وتحت، هذه الجهات السّتّ، الثاني بعد الجهات السّتّ يا أحمد!
الطالب : المقادير.
الشيخ : المقادير، مثل؟
الطالب : الميل.
الشيخ : سِرتُ ميلًا، بريدًا، فرسخًا، طيب وبعضهم يرى أن ميلًا وفرسخًا ما هو من المقدر لكن في الحقيقة إنه مقدّر لكن فيه نوع من الإبهام، إذ أن ميلًا لا يدري من أين الابتداء وأين انتهى، صحيح المساحة مقدّرة لكن فيه نوع إبهام، طيب فيه شيء ثالث أيضًا، نعم؟
الطالب : ما صيغ من الفعل.
الشيخ : ما صيغ من الفعل، مرمى من رمى، تقول: رميتُ مرمى زيد، رميتُ: فعل وفاعل، مرمى: ظرف مكان منصوب على الظّرفية وعلامة نصبه فتحة مقدّرة على آخره، مرمى منع من ظهورها التعذّر، مرمى مضاف وزيدٌ مضاف إليه، طيب جلستُ مجلس الأديب، مثلها؟
الطالب : مثلها.
الشيخ : مثلها، وقد تكون مجلس الأديب هنا بمعنى ... الأديب، تكون مصدرًا ميميّا، لكن إذا قصد مجلس الأديب يعني في المكان الذي يجلس فيه الأديب ايش صارت الآن؟ ظرف مكان، نبدأ في الدرس الجديد، يقول المؤلف .... هذه ظرف يعني: في هذا المجلس.
ما الذي يحدد المصدر ؟
الشيخ : السّياق.
الطالب : ما فيه علامة ظاهرة؟
الشيخ : لا ما فيه، إلاّ السّياق، ما فيه علامة ظاهرة إلا السياق وربما فيما إذا كان مكسورًا...
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وشرط كون ذا مقيسا أن يقع *** ظرفا لما في أصله معه اجتمـع.
" وشرط كون ذا مقيسًا أن يقع *** ظرفًا لما في أصله معه اجتمـع "
هذا مُعقّد أيضًا، شرط: مبتدأ، شرط مضاف وكون مضاف إليه، وكون: مضاف، وذا: مضاف إليه، والإشارة في قوله: ذا تعود إلى ما صِيغ من الفعل، لأن الإشارة تعود إلى أقرب مذكور، ومقيسًا خبر كون، خبر كون؟
الطالب : نعم.
الشيخ : عندنا كون ينصب خبرًا وله اسم؟
الطالب : نعم ...
الشيخ : إيش ابن مالك يقول؟
الطالب : " وغير ماض مثله قد عملا *** إن كان غير الماض منه استعملا ".
الشيخ : أي نعم، أي نعم.
" وغير ماض مثله قد عَمِلا *** إن كان غير الماض منه استُعملا "
طيب أين اسم كون إذا جعلنا مقيسًا خبرها؟
الطالب : مضاف إلى اسم...
الشيخ : نعم، مضافة إلى اسم الإشارة وهو محل اسمه، وقوله " أن يقع " أن: حرف مصدر ويقع: فعل مضارع منصوب بأن، وهو مؤوّل بمصدر والتّقدير: وقوعه، وهو خبر شرط، يعني: شرط كون ما صيغ من الفعل مقيسًا أن يقع ظرفا لما في أصله معه اجتمع، يعني: لما اجتمع معه في الأصل، لما اجتمع معه في الأصل، يعني: مرمى إذا صار منصوبًا لرمى، رميتُ مرمى زيدٍ، لكن جلستُ منه مرمى البندق، مرمى البندق؟
الطالب : ليس مقيسًا.
الشيخ : هذا ليس مقيسا، لأنه لم يشترك معه في أصله، إذ أن الفعل جلس والظّرف؟ مرمى، ما معنى مقيس وغير مقيس؟ مقيس معناه: يمكنك أن تنطق بمثله، يمكنك أن تنطق بمثله، وغير مقيس معناه: ما يمكن أن تنطق بمثله، وإنما يُقتصر فيه على ما جاء به العرب، العرب فقط، ما نطقت به العرب نقتصر عليه وما لا فلا، مثل قول الفقهاء هذا مقيس وهذا تعبّدي ... المهم يا جماعة ابن مالك رحمه الله يقول: إن شرط كون ما صِيغ من الفعل ظرفًا أن يكون مطابقًا لعامله في مادّته، مطابقًا لعامله في مادّته، مرمى العامل فيه؟
الطالب : رمى.
الشيخ : رمى، مجلس العامل فيه؟ جلس، كذا؟ طيب مقعد العامل فيه؟ مقعد.
الطالب : قعد.
الشيخ : قعد، نعم، طيب لو أقول: وقفتُ أمامه منظر البصر؟
الطالب : غير مقيس.
الشيخ : مقيس وإلاّ غير مقيس؟
الطالب : لا غير مقيس.
الشيخ : كيف؟ جلست أمامه منظر البصر.
الطالب : اختلفت المادّة.
الشيخ : اختلفت المادّة، لأن هذه جلس، ومنظر من نظر ليس من جلس، صحّ وإلاّ لا؟ هذا لا يجوز أن تقول: جلست منه منظر البصر ما يجوز لأن هذا مقصور على السّماع، وليس مقيسًا إذن صار الخلاصة أن ظرف المكان ينحصر في الجهات والمقادير والثالث؟
الطالب : ما صيغ.
الشيخ : ما صيغ من الفعل، ما صيغ من الفعل موافقًا له، هذا ما صيغ من الفعل لا بد، ما دام ما صيغ من الفعل معناه موافقًا له.
7 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وشرط كون ذا مقيسا أن يقع *** ظرفا لما في أصله معه اجتمـع. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وما يرى ظرفا وغيــــر ظرف *** فذاك ذو تصرف فـــي العـــرف.
" وما يُرى ظرفًا وغير ظرف *** فذاك ذو تصرّف في العرف "
لكن الظاهر أن الوقت انتهى، الساعة ثنتين ... في العرف هو وغير التصرف الذي لزم، أفادنا المؤلف رحمه الله في هذه الأبيات أنّ الظرف ينقسم إلى قسمين: متصرّف وغير متصرّف، متصرف وغير متصرّف، فما هو المتصرّف؟ قال :
" ما يُرى ظرفًا وغير ظرف *** فذاك ذو تصرّف "
إذا كانت الكلمة تارة تأتي ظرفًا وتارة تأتي غير ظرف، فإن هذا يسمّى ظرفًا متصرّفًا، متصرّف يعني: مرّة يكون كذا ومرّة يكون كذا هذا التّصرف وإلاّ لا؟ يعني: ينصرف مرّة هنا ومرّة هنا، مثلًا كلمة يوم، كلمة يوم هذا ظرف، (( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )) يوم هذه ظرف ... لأنها منصوبة على تقدير في، يعني: في يوم يقوم الحساب، قال الله تعالى: (( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ))، هل اليوم الآن ظرف؟ هاه؟
الطالب : لا.
الشيخ : طيب، (( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا )) ظرف؟
الطالب : لا.
الشيخ : ليس ظرف، ليس ظرفًا، إذن نسمّي كلمة يوم من الظّروف المتصرّفة، من الظروف المتصرّفة، طيب كذلك أيضًا المكان، كلمة مكان، تقول: جلستُ مكانك، مكانك هذه ظرف، أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لأنها على تقدير في، أي: جلستُ في مكانك، وتقول مثلًا: إن هذا المكان مريح، إن هذا المكان مريح، الآن أليس ظرفا؟ هاه؟
الطالب : ليس ظرفًا.
الشيخ : ليس ظرفًا، إذن نقول: كلمة مكان من الظروف المتصرّفة، عندنا الآن ينقسم الظّرف إلى قسمين سواء كان مكانيًّا أو زمانيًّا متصرف وغير متصرّف، فما كان يأتي لغير الظّرفية؟ الجواب عليه؟
الطالب : فهو متصرف.
الشيخ : فهو متصرّف.
8 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وما يرى ظرفا وغيــــر ظرف *** فذاك ذو تصرف فـــي العـــرف. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وغير ذي التصرف الـــذي لزم *** ظرفية أو شبهــــها من الكلـــم.
الطالب : ظرف.
الشيخ : ظرف، (( عِنْدَها سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى )) ظرف، هل هو متصرّف؟
الطالب : غير متصرف.
الشيخ : هذا غير متصرّف، لأنك ما ترى عند إلا منصوبة على المصدرية أو مجرورة بمن (( تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً )) هذه الجرّ بمن هو معنى قول المؤلف : " أو شبهها " يعني: لزم الظّرفية أو لزم شبه الظّرفية، وهو الجرّ بحرف معيّن من حروف الجرّ، طيب ما رأيكم في كلمة فوق؟ متصرّف وإلاّ لا؟
الطالب : غير متصرف.
الشيخ : هاه؟
الطالب : مثله.
الشيخ : أسأل هو متصرّف وإلا لا، لا أقول وش الذي مثله؟
الطالب : غير متصرّف.
الشيخ : غير متصرّف، لأنه ما يأتي إلاّ ظرفًا أو شبهه، إلاّ ظرفًا أو شبهه، لكنّه قد يخرج عن الظّرفية مثلما جاء في الحديث : ( وفوقُه عرش الرحمن ) جاء في الحديث بضم القاف ( وفوقُه ) وهنا ما هو ظرف، لكن لاحظوا إن فوقه في هذا الحديث ما هي مثل جلست فوقَه، ليست مثله، لأن فوق هنا كأنه يقول نفس هذا الفوق هو عرش الرحمن، طيب تحت؟
الطالب : ...
الشيخ : تحت مثل عند.
الطالب : ...
الشيخ : لا، ... تحت مثل عند.
الطالب : غير متصرّف.
الشيخ : غير متصرّف، لأنه ما تستعمل إلاّ منصوبة على الظرفية أو مجرورة بمن (( تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ )) هذه منصوبة على الظرفية، (( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ )) هذه مجرورة بمن، ومن اللحن قول بعض الناس: نظرتُ إلى تحت قدمه، نظرتُ إلى تحت قدمه، هذا ليس صحيحًا.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟ لغة ما هو صحيح، لأن تحت ما جرّت في اللغة العربيّة إلاّ؟
الطالب : بمن.
الشيخ : بمن، لا بإلى، نعم إذا قال: نظرتُ إلى مكان تحت قدمه صحيح، أما نظرتُ إلى تحته هذا ما جاء في اللغة العربية، لكن (( تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ )) هذا جاء في القرآن، والخلاصة من هذا البحث أن الظروف تنقسم إلى قسمين: متصرّفة وغير متصرّفة، فما كان مُلازمًا للظرفية أو شبهها فهو غير متصرّف، وما كان ظرفًا ومبتدأ، ومفعولًا به، وفاعلًا، ومجرورًا بأي حرف فهذا؟
الطالب : متصرف.
الشيخ : متصرّف.
9 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وغير ذي التصرف الـــذي لزم *** ظرفية أو شبهــــها من الكلـــم. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : وقد ينوب عن مكان مصــــدر *** وذاك في ظــــرف الزمان يكــثر.
الطالب : نعم.
الشيخ : طلع تطلع طلوعًا، لكنّها نائبة مناب ظرف الزّمان، يعني: كأنك قلت: آتيك وقت؟
الطالب : طلوع الشّمس.
الشيخ : طلوع الشمس، فنابت عن ظرف الزمان، القاعدة من هذا البيت: ينوب المصدر مناب الظرف زمانيًّا كان أو مكانيًّا، لكنه بالنسبة لظرف الزمان أكثر منه بالنسبة لظرف المكان، وقول المؤلف : " قد ينوب " ظاهره التقليل مع كونه قياسيًّا، ظاهره التقليل مع كونه قياسيًّا، وظاهر كلام الشارح أنه سماعي، فلا يمكن أن تقيس، بل لا بدّ أن يكون قد ورد عن العرب مثل هذا التركيب، ولكن الظاهر أن ما هو ظاهر المتن أولى، أنه قد ينوب لكنه قليل سماعًا وقياسًا، لا مانع من أنك تأتي بمصدر نائب مناب الظرف وإن لم يُسمع في اللغة العربية، ما دام المعنى واضح فهو سبيل.
الطالب : ما يكون قليل ظرف الزمان؟
الشيخ : نعم؟
اطالب : قليل؟
الشيخ : لا، لأنه قال قد ينوب، قد ينوب.
10 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : وقد ينوب عن مكان مصــــدر *** وذاك في ظــــرف الزمان يكــثر. أستمع حفظ
سؤال عن كون المصدر ينوب عن الظروف ؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : عجيب.
الطالب : ...
الشيخ : أنا شاكك أنكم مو فاهمين المعنى ومن الضّبط من الحفظ، كلكم الظاهر ...
الطالب : ...
الشيخ : ... أنا إن شاء الله لي معكم يوم اختبار ... بدون إنذار.
قراءة قول ابن مالك رحمه الله " المفعول معه ينصب تالي الواو مفعولا معه *** في نحو سيري والطريق مسرعه بما من الفعل وشبهه سبق *** ذا النصب لا بالواو في القول الأحق وبعد ما استفهام أو كيف نصب *** بفعل كون مضمر بعض العرب والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق *** والنصب مختار لدى ضعف النسق والنصب إن لم يجز العطف يجب *** أو اعتقد إضمار عامل تصب.".
قال المؤلف رحمه الله تعالى : " المفعول معه "
الشيخ : ...
القارئ : " ينصب تالي الواو مفعولًا معه *** في نحو سيري والطريقَ مُسرعه
بما من الفعل وشِبهه سبق *** ذا النصب لا بالواو في القول الأحق
وبعد ما استفهام أو كيف نصب *** بفعل كون مُضمرٍ بعض العرب
والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق *** والنصب مختارٌ لدى ضعف النَّسق
والنصب إن لم يجُز العطف يجب *** أو اعتقد إضمار عامل تُصب ".
12 - قراءة قول ابن مالك رحمه الله " المفعول معه ينصب تالي الواو مفعولا معه *** في نحو سيري والطريق مسرعه بما من الفعل وشبهه سبق *** ذا النصب لا بالواو في القول الأحق وبعد ما استفهام أو كيف نصب *** بفعل كون مضمر بعض العرب والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق *** والنصب مختار لدى ضعف النسق والنصب إن لم يجز العطف يجب *** أو اعتقد إضمار عامل تصب.". أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : المفعول معه
قال رحمه الله تعالى : " المفعول معه " معه، كلمة مع تفيد المصاحبة، فمعنى المفعول معه، المفعول من أجل المصاحبة، من أجل المصاحبة، والمفعول معه هو اسم منصوب يأتي بعد واو المعية المسبوقة بفعل أو معناه، اسم منصوب يأتي بعد واو المعيّة المسبوقة بفعل أو معناه مثلًا: سار محمدٌ والطريقَ، معنى والطريق: كلّ يعرف أن المراد مع الطريق، وأنه لا يجوز أن تكون الواو هنا عاطفة، لأنَّ الطريق لا يسير، أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب، استوى الماءُ والخشبةُ أو والخشبةَ؟
الطالب : والخشبةَ.
الشيخ : والخشبةَ، يعني: مع الخشبة، إذ لا يمكن أن يكون المعنى: استوى الماء واستوت الخشبة، المفعول معه واضح، هو أنه يأتي بعد واو هي نصّ في المعية مسبوقة بفعل أو معناه، ولا يمكن أن تكون عاطفة، لا يمكن أن تكون عاطفة، ولهذا قال المؤلف مُبيّنًا حدّه بحكمه، مبينا حدّه بحكمه.
شرح قول ابن مالك رحمه الله : ينصب تالي الواو مفعولا معه *** في نحو سيري والطريق مسرعه.
الطالب : نائب فاعل.
الشيخ : نائب فاعل، وهو مضاف والواو مضاف إليه، ومفعولًا: حال منه، أي: من تالي، أي: حال كونه مفعولًا معه، فهو إذن اسم منصوب بعد واو تُفيد المعيّة مسبوقة بفعل أو معناه، نعم
" مفعولًا معه *** في نحو سِيري "
الطالب : نحو؟
الشيخ : قوله: نحو أي: شبه، فأفاد المؤلف أن هذا مثال وتقيس عليه، في نحو: سيري والطريقَ، سيري الخطاب لمن؟
الطالب : لامرأة.
الشيخ : لامرأة، وهو فعل أمر، والواو واو المعية، وإلاّ يمكن أن تكون عاطفة؟
الطالب : ...
الشيخ : لا لا، المقصود النهر، قال بعضهم: يمكن أن نجعلها عاطفة، لأن النهر يسير، لكنه وإن كان هذا ممكنًا إلاّ أنه بعيد من مقصود المتكلم، كل الناس إذا قلت: إذا سرتُ والنيل، المعنى: سرت معه، وليس المعنى إني أنا أسير والنيل يسير، نعم فلا شكّ أن المراد سرت مع النيل، صليت ركعتين يا ولد؟ - صل ركعتين قبل أن تجلس -
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : أيهم؟
الطالب : بعد الواو تكون عاطفة؟
الشيخ : إلاّ بلى لكن أحيانًا يمتنع، إذا كان ما يصح، إذا كان ذلك لا يصحّ إما صناعة أو معنى فإنه لا يمكن يجب أن ينصب على المفعولية.
الطالب : ... المثال؟
الشيخ : أيّ؟
السائل : سرتُ والنيل.
الشيخ : هذا قلت لك أن بعضهم يقول: يجوز الرّفع، يجوز الرّفع على أنه ضعيف أيضًا كما سيأتي، لكنه نرى أنه لا يجوز، لأن قصد المتكلّم لهذا المعنى بعيد جدّا، والناس يحمل كلامهم على ظاهره، ليس على معنى بعيد، طيب كذلك أيضًا تقول: مشيتُ وزيدًا، مشيتُ وزيدًا، الواو؟ واو المعيّة، الواو واو المعيّة، فمشيت: فعل وفاعل، والواو للمعية وزيد: مفعول معه منصوب على المعية وعلامة نصبه فتحة ظاهرة على آخره، يجوز أن يكون زيد ماش معه وإلاّ لا؟ يجوز هذا، لكنه سيأتينا إن شاء الله أنه ضعيف، يجوز أن نقول: مشيتُ وزيدٌ، لكنّه ضعيف لأن ابن مالك يقول :
" وإن على ضمير رفع متّصل *** عطفت فافصل بالضمير المنفصل
أو فاصل ما وبلا فصل يرد *** في النظم فاشيًا وضعفه اعتقد " فالمهم إذن نقول: الأمثلة كثيرة، وضابط المفعول معه أن تكون الواو بمعنى مع.
14 - شرح قول ابن مالك رحمه الله : ينصب تالي الواو مفعولا معه *** في نحو سيري والطريق مسرعه. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله : بما من الفعل وشبهه سبق *** ذا النصب لا بالواو في القول الأحق.
" بما من الفعل وشِبهه سبق *** ذا النصبُ لا بالواو في القول الأحق "
بما من الفعل هذا معقَّد يا إخوان؟ بما من الفعل فالجار والمجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، خبر مقدّم، والمبتدأ الذي هذا خبره قوله: " ذا النصب "، لأن ذا: اسم إشارة مبني على السّكون في محل رفع، والنّصب: صفة، وهو مبتدأ وخبره بما من الفعل، تقدير البيت: هذا النصبُ بما سبق من الفعل وشِبهه، وقوله: ما في بما اسم موصول وصلتها قوله: " سبق " صلتها قوله: " سبق "، ومن الفعل جار ومجرور متعلّق بسبق، ففيه تقديم وتأخير كثير، أوّلًا: تقديم الخبر، ثانيًا: تقديم متعلّق الصّلة، أين متعلّق الصّلة؟ من الفعل وشِبهه، لأنه متعلّق بسبق، إذ أن التقدير: هذا النّصب بما سبق من الفعل وشبهه، كأن سائلًا سأل ابن مالك: نحن نصبنا بعد واو المعيّة، نصبنا الاسم فما الذي نصبه؟ قال: الذي نصبه ما سبق من الفعل وشِبهه، طيب من الفعل سرتُ والطريقَ، هذا الذي سبق إيش؟
الطالب : الفعل.
الشيخ : هاه؟
الطالب : الفعل.
الشيخ : سرتُ والطريقَ، السابق الفعل، أين الفعل؟
الطالب : سرتُ.
الشيخ : سرتُ لأنها فعل وفاعل، أنا سائر والطريقَ، هذا شبه فعل، هذا شبه فعل، لأنه اسم فاعل، أنا مسيّرٌ والطريقَ؟
الطالب : اسم المفعول.
الشيخ : هذا أيضًا شبه فعل لأنه اسم مفعول، يُعجبني سيري والطريقَ، هذا مصدر وهو شبه الفعل أيضًا، إذن الناصب للاسم الواقع بعد واو المعية، هو ما سبقها منين؟
الطالب : الفعل.
الشيخ : من الفعل وشِبهه، وفهم من قول المؤلف بما سبق أنه لا بد أن يسبق واوَ المعيّة، فلو قلت: والطريقَ سرتُ ما صحّ، لأن المؤلف يقول : " بما من الفعل وشبهه سبق " فلا بدّ أن يكون العامل سابقًا، واضح يا جماعة؟ فلو قلت: والطريقَ سرتُ ما صحّ، طيب والطريقَ سار محمّدٌ؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : والطريقَ سار محمّدٌ، يجوز وإلاّ ما يجوز؟
الطالب : ما يجوز.
الشيخ : ...
الطالب : يجوز إذا قدّرنا سار محمّد والطريقَ.
الشيخ : ما يجوز، لأنه لا بد أن يتقدّم الفعل، وهنا قال: والطريقَ سار محمّدٌ، طيب سار والطريقَ محمّد، يجوز؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يجوز، لأن الفعل سبق، يجوز لأن الفعل سبق، طيب وقول المؤلف : " لا بالواو " يعني: ليس الاسم الواقع بعد الواو المنصوب ليس منصوبًا بالواو، " في القول الأحق " أفادنا المؤلف أن المسألة فيها قولان للنحويين، بعضهم يقول: سرتُ والطريقَ، سرت: فعل وفاعل، والواو: واو المعيّة، والطريق: مفعول معه منصوب بالواو، يعني: الناصب الواو، والمؤلف يقول: الذي نصبه؟
الطالب : الفعل أو شبهه.
الشيخ : الفعل أو شِبهه، السابق من فعل أو شبهه، وغيره يقول: الناصب الواو، لكن قال : " في القول الأحقّ " يعني: الأثبت والأقوى، إيش السبب؟ قال: لأن الواو هنا مختصّة بهذا الاسم، وكل شيء مختصّ وليس كالجزء في الكلمة فإنه لا يعمل، والحقيقة أن هذا التعليل لو عكس لكان أولى، لأن كلَّ حرفٍ مختص وليس كالجزء من الكلمة فهو عامل، وهذا معروف، ولكن ما هي قاعدة مطّردة، لكن هم يقولون: إنها قاعدة أغلبية، كلُّ حرف مختص فإنه عامل إذا لم يكن من بِنية الكلمة، أو مما يُشبه بِنية الكلمة، هذه فلسفة نحوية! طيب " في " تعمل وإلاّ ما تعمل؟
الطالب : تعمل.
الشيخ : إيش تعمل؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنها مختصة بالاسم، هل تعمل وإلاّ لا؟