شرح قول ابن مالك رحمه الله: وإن يشابه المضاف يفــــعل *** وصفا فعن تنكـــــيره لا يعزل
" إن يشابه المضاف "
وهو الجزء الأول في باب الإضافة، يشابه يفعل، يفعل هذه فعل مضارع، والمعنى: يشابه الفعل المضارع، هذا المراد، سواء يفعل ولا يفتعل ولا ينفعل، المهم إذا شابه الفعل المضارع في العمل وإن لم يشابهه في الوزن، نعم في العمل والمعنى وإن لم يشابهه في الوزن،
" إن يشابه المضاف يفــــعل "
وذلك في اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة، هذا مشابهة يفعل، اسم الفاعل مثل: أنا فاهم الدرس، هذه فاهم اسم فاعل، طيب ولعلنا نصبر حتى يمثِّل بها المؤلف لأنه مثَّل بها
" وصفًا فعن تنكيره لا يُعزل "
ويش معنى عن تنكيره؟ معناه أنه لا يتعرف بالإضافة، لا يتعرف بالإضافة ولا يتخصص بها، بخلاف الأول اللي ما يشابه يفعل، فإنه يتعرف أو يتخصص، أما هذا فلا يتعرف، ولهذا قال:
" فعن تنكيره لا يُعزل " حطوا بالكم يا إخوانا، إذا كان عن تنكيره لا يعزل فإنه يصح أن يكون حالًا، ويصح أن يكون وصفًا لنكرة لو أنه مضاف لمعرفة، قال الله تعالى: (( هديًا بالغ الكعبة )) (( هديًا بالغ الكعبة )) هديًا ويش نكرة ولا معرفة؟
الطالب : نكرة.
الشيخ : نكرة، بالغ حال ولا وصف؟
الطالب : وصف.
الشيخ : ها ما تصلح حال؟
الطالب : لا.
الشيخ : ما تصلح، لأن هديًا نكرة غير مخصصة، فلا يصح أن يأتي منها الحال، فبالغ الكعبة صفة لهدي، وبالغ مضاف والكعبة مضاف إليه، والكعبة كلنا يعرف أنها معرفة أو لا؟
الطالب : بلى.
الشيخ : وبالغ مضاف إليها، وكان مقتضى القاعدة السابقة أن المضاف إلى معرفة يكون معرفة، ولو صار قوله: بالغ الكعبة لو صار معرفة ما صح أن يكون صفة لهديًا لنكرة، لأن النكرة لا يكون صفتها إلا نكرة، واضح ولا كلام أعجمي؟
الطالب : واضح.
الشيخ : غانم والجماعة؟
الطالب : غير واضح.
الشيخ : ما هو بواضح، طيب أولًا: بالغ اسم فاعل، بالغ لأنه على وزن الفاعل فهو اسم فاعل، حطيتو بالكم؟ زين، مضاف بالغ الكعبة مضاف إلى معرفة ولا إلى نكرة؟
الطالب : معرفة.
الشيخ : معرفة، هل هو الآن معرفة ولا غير معرفة؟ هو الآن في هذا بالغ الكعبة هو معرفة ولا غير معرفة؟
الطالب : غير معرفة.
الشيخ : غير معرفة، هو الآن غير معرفة مع أنه مضاف إلى غير معرفة، لأنه اسم فاعل، واسم الفاعل الذي بمعنى الحال والاستقبال لا يتعرف بالإضافة، اسم الفاعل الذي بمعنى الحال أو الاستقبال لا يتعرف بالإضافة، حطيتو بالكم؟ إذا قال قائل: ما دليلكم على أنه ليس بمعرفة؟ نقول: دليلنا لأنه كان نعتًا لنكرة، والنكرة لا تنعت بمعرفة أبدًا في اللغة العربية النكرة ما يمكن تنعت بمعرفة أبدًا، إذًا فبالغ الكعبة على الرغم من كونه مضافًا إلى معرفة فليس بمعرفة، مفهوم يا جماعة؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وعلى هذا فنقول: هديًا بالغ الكعبة، بالغ صفة لهدي وصفة المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، وبالغ مضاف والكعبة مضاف إليه، تمام يا جماعة؟ طيب هذا معنى قوله:
" فعن تنكيره لا يُعزل " أين جواب الشرط في قوله: " وإن يشابه "؟
الطالب : فعن تنكيره.
الشيخ : نعم جوابه قوله: " فعن تنكيره يعزل " فالفاء هنا رابطة للجواب، وعن حرف جر، وتنكير مجرور بعن، وهو مضاف إلى الهاء، وهو متعلق بقوله: " لا يعزل " يعني: بل يبقى على ما هو عليه نكرة وإن أضيف إلى معرفة مثاله؟
1 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وإن يشابه المضاف يفــــعل *** وصفا فعن تنكـــــيره لا يعزل أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: كرب راجينا عظيم الأمـــــل *** مـــــروع القلب قليل الحــــــيل.
" كرُبَّ راجِينَا عظيمِ الأمـــــل "
ربّ راجينا، شوف المؤلف رحمه الله جيد أتى برُبّ، لأن رب ما تدخل إلا على نكرة، شوف رب راجينا، راجي اسم فاعل، اسم فاعل مضاف إلى معرفة ولا نكرة؟
الطالب : معرفة.
الشيخ : وين المعرفة؟
الطالب : الضمير.
الشيخ : الضمير، نا وكان مقتضى القاعدة أن تكون راجي معرفة، لأنها أضيفت إلى معرفة لكنها في الواقع الآن نكرة، ويش الدليل على أنها نكرة؟
الطالب : دخلت رُبَّ.
الشيخ : دخلت عليها رُب، ورُب ما تدخل إلا على نكرة، مفهوم يا جماعة؟ طيب إذًا راجين ليست معرفة ولو أضيفت إلى معرفة، لأنها اسم فاعل بمعنى الحال أو الاستقبال، وكل اسم فاعل بمعنى الحال أو الاستقبال فإنه لا يتعرف بالإضافة
" عظيم الأمل " عظيم ما هي اسم فاعل، لكنها صفة مشبهة، وهي عظيم صفة لراجي، ومضافة إلى الأمل، والأمل ما يكون إلا للمستقبل، والأمل معرفة ولا نكرة؟
الطالب : المل معرفة.
الشيخ : معرفة، وعظيم نكرة ولا معرفة؟
الطالب : نكرة.
الشيخ : هاه؟ نكرة؟ ويش الدليل أنه نكرة؟ أنها صفة لنكرة، وصفة النكرة نكرة، تمام يا جماعة؟ طيب من حيث الصيغة عظيم هي اسم فاعل ولا صفة مشبهة؟
الطالب : صفة مشبهة.
الشيخ : ها؟ صفة مشبهة، عظيم الأمل.
" مُرَوَّع القلب " " مُرَوَّع " مفعَّل اسم؟
الطالب : مفعول.
الشيخ : اسم مفعول، ومروع مضاف والقلب مضاف إليه، والقلب معرفة ولا نكرة؟
الطالب : معرفة.
الشيخ : معرفة، ومروع نكرة ولا معرفة؟
الطالب : نكرة.
الشيخ : نكرة وهي مضافة إلى معرفة؟
الطالب : لأنها صفة.
الشيخ : لأنها اسم مفعول، اسم مفعول، فهي مشابهة للفعل المضارع، طيب " مروع القلب " ويش اللي يدرينا إنها نكرة؟
الطالب : صفة.
الشيخ : لأنها صفة لنكرة، وهي راجينا وصفة النكرة نكرة
" مُرَوَّع القلب قليل الحِيَل " قليل الحيل ويش هذه؟ قليل صفة ولا اسم فاعل؟
الطالب : صفة.
الشيخ : صفة مشبهة، يعني: حِيَلُه قليلة، والحِيَل ما هي الحِيَل؟ الحيل أن يتحيل الإنسان، وما معنى أن يتحيل الإنسان؟
الطالب : يخرج من المأزق بذكائه.
الشيخ : يخرج من المأزق بذكائه، إي وقيل: إنها التوصل إلى الإيقاع في الخصم من حيث لا يشعر.
الطالب : المكر.
الشيخ : وهي حيلة، الحيلة نوع من المكر، نعم توصل بالخصم إلى الإيقاع به بدون أن يشعر، الحيلة محمودة ولا غير محمودة؟
الطالب : إن خالفت الشرع فهي مذمومة.
الشيخ : إن خالفت الشرع فهي مذمومة، والمخالف للشرع يكون على نوعين: إما تحيل لإسقاط واجب أو لفعل محرم، تحيل لإسقاط واجب أو لفعل محرم، آه فرجل باع شيئًا بمئة إلى أجل واشتراه بثمانين نقدًا، هذه حيلة على؟
الطالب : الربا.
الشيخ : وهو محرم، وهو محرم، هذا تحيل على محرم فلا يجوز، ورجل آخر أكل بصلًا لأجل ألا يصلي مع الجماعة، ما قصده أنه بياكل البصل لذاته، قال: عشان ما أروح أصلي، إذا جاء رجل الحسبة قلت والله أنا ماكل بصل، هذا تحيل على إيش؟ على ترك واجب، كذا؟ ورجل اشترى شِقصًا من آخر، اشترى شِقصًا من مشترك، من يوم اشتراه وقفه على طول، خوفًا من الشفعة، هذا تحيل على إسقاط واجب لحق الغير فهو محرم، أما إذا كانت الحيلة يتوصل بها الإنسان إلى أمر مقصود شرعًا أو أمر مباح فإن هذا لا بأس به، ومنه قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( بِع التمر بالدراهم ) ( بِع الجمع بالدراهم ثم اشتر بالدراهم جنيبًا ) هذه حيلة، لكنها حيلة مباحة ما توقع الإنسان في محظور، نعم " مروَّع القلب قليل الحيل " يعني: ليس هذا الراجي لنا صاحب حيل ومكر، بحيث يتوصل إلى ما يؤمله ويرجوه بالحيلة والمكر، بل هو مروع القلب يخاف، ولا يمكن أن يتحيل أبدًا، إذًا هذا محمود ولا غير محمود؟ هاه؟
الطالب : هذا والله ضعف.
الشيخ : لا يا أخي كيف؟ وإلا هذا محمود، عظيم الأمل بما يعلم من أننا أهل للرجاء، رب راجينا عظيم الأمل، مروع القلب يخاف أن نعثر منه على ما يخدش كرامته، دائمًا حذر، قليل الحيل ما يمكن يتحيل بنا يتحيل علينا بشيء يتوصل به إلى غرضه الذي يريد، بل هو إنسان صريح ولا يمكن أن يتحيل علينا بشيء، هذا الرجل لا شك أن صفاته جيدة وطيبة
" كرُبَّ راجِينا عظيم الأمـــــل *** مُـــــرَوَّع القلب قليل الحِــــــيَل "
ما ظنكم الآن لو قلنا: نحن نرجو ابن مالك أن نتوصل بألفيته إلى علم النحو؟
الطالب : هذه حِيلة محمودة.
الشيخ : محمودة هذه؟ نعم هذه حيلة محمودة، لكن تحتاج إلى أن ... نحافظ عليها وعلى معانيها نعم.
2 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: كرب راجينا عظيم الأمـــــل *** مـــــروع القلب قليل الحــــــيل. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وذي الإضافة اسمها لفظــيه *** وتـــلك محــــــضة ومعنــــويه.
" وذي الإضافة اسمها لفظــية *** وتـــلك محــــــضة ومعنــــوية "
وذي الإضافة، أنا عندي إشكال في ذي الإضافة، لأن المعروف أن ذو ترفع بالواو، تنصب بالألف، وتجر بالياء، جاء ذو مال، ورأيت ذا مال، ومررت بذي مال، وهنا قال: " وذي الإضافة ".
الطالب : اسم إشارة.
الشيخ : صح إي نعم، هذه اسم إشارة ما هي ذو بمعنى صاحب، وهذه ولهذا قال الإضافة ما قال الإضافةِ " وذي الإضافةُ " ذي يشار بها للقريب ولا للبعيد؟
الطالب : للقريب.
الشيخ : للقريب، إذًا الإضافة هنا المراد بها المضاف إلى ما الذي أضيف إليه ما يشابه يفعل، المراد المضاف الذي يشابه يفعل، ذي الإضافة أي فيما إذا كان المضاف اسمًا يشابه يفعل، يعني اسم فاعل أو مفعول أو صفة مشبهة، هذه الإضافة تسمى لفظية، لأنها ما أفادت معنى إنما أفادت التخفيف فقط، أرجو الانتباه يا جماعة، الآية الكريمة (( هديًا بالغ الكعبة )) هل أفادت الإضافة شيئا؟ ها؟
الطالب : أما المعنوية لا ما أفادت.
الشيخ : ما أفادت معنى، لأنها لا تعرفت بالإضافة أو لا؟ ولا تخصصت بها، فإذا قال قائل: بل تخصصت لأن قوله: (( بالغ الكعبة )) أخرج ما سواها ما يبلغ غيره، نعم نقول: هذا التخصيص من أجل العمل، كما لو قلت: أكرمت زيدًا، فإن الإكرام هنا تخصص بزيد بواسطة أنها عمل فيه، فهديًا أصل لو قلت: هديًا بالغًا الكعبة، أو قلت: هديًا بالغ الكعبة من حيث المعنى سواء، ما أفادت الإضافة تخصيصًا، فالتخصيص هنا بالعمل وليس بواسطة الإضافة، طيب أنا مكرمُ الطالبِ المجتهد، هذه الإضافة لفظية ولا معنوية؟
الطالب : لفظية.
الشيخ : أنا مكرمُ الطالب المجتهد.
الطالب : لفظية.
الشيخ : لفظية، الإضافة هذه لفظية لأن مكرم اسم فاعل بمعنى الحال أو الاستقبال، وأما لو قلت: أنا مكرم الطالب المجتهد أمس، فهذه معنوية، لكن أنا مكرم الطالب المجتهد غدًا، أو أنا مكرم الطالب الذي يختم ألفية ابن مالك عن ظهر قلب، طيب هنا أنا مكرم الطالب لفظية، لأنها ما أفادت لا تخصيصًا ولا تعريفًا، فمكرم هنا نكرة مع أنها مضافة إلى معرفة، ما أفادت التعريف، أفادت التخصيص ولا لا؟
الطالب : ولا التخصيص.
الشيخ : ولا التخصيص، ولم تفد حتى التخصيص ما أفادته، فإذا قال إنسان منكم: تعرف التخصيص، أنا مكرم الطالب المجتهد، أما غيره غير الطالب المجتهد ما أكرم، فمن ليس بطالب لا إكرام له عندي، ومن كان طالبا مضيعًا لا إكرام له عندي، إذًا هذا التخصيص خصصت الآن بطالب وخصصت بمجتهد، نقول: هذا التخصيص ليس بواسطة الإضافة بدليل أنك لو قلت: أنا مكرمٌ الطالبَ المجتهدَ، تخصص ولا لا؟
الطالب : تخصص.
الشيخ : مع أن فيه إضافة ولا ما فيه؟ مكرم الطالب المجتهد تخصص بدون إضافة، إذًا فالإضافة في الحقيقة أنا مكرم الطالب المجتهد ما استفدنا منها إلا فائدة لفظية فقط، وهي التخفيف، وهي التخفيف بدل أنا ننون نقول: مكرمٌ الطالب، نختصر نقول: مكرمُ الطالبِ المجتهد، أظنه واضح يا جماعة؟ هذا معنى قوله:
" وذي الإضافة اسمها لفظــية *** وتـــلك محــــــضة ومعنــــوية "
تلك المشار إليه الإضافة التي ليس المضاف فيها يشابه يفعل، يعني التي سبق في الأبيات الثلاث الأولى يقول: " تلك " أي: الإضافة التي سبقت في الأبيات الثلاث الأولى محضة ومعنوية، محضة يعني خالصة، إضافة محضة، ومعنوية يعني ... ومعنوية طيب نخلي الشطر الثاني إن شاء الله.
الطالب : ... .
الشيخ : والله إن بكم تدليسًا، من نخلي الوكيل على إعلام الوقت؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي لكن ... آه أنت الوكيل إن شاء الله.
الطالب : ... .
الشيخ : " هو وصل أل بذا المضاف مُغتفر "
... الأولى التي تفيد التعريف والتخصيص.
الطالب : وقفنا.
الشيخ : لا لا كملنا، شرحنا طيب بسيطة، يمكن شرحها أقل من قولة شرحناه وما شرحناه، الإضافة السابقة التي تفيد التخصيص أو التعريف يسمونها الإضافة المعنوية، أو الإضافة المحضة المعنوية.
3 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وذي الإضافة اسمها لفظــيه *** وتـــلك محــــــضة ومعنــــويه. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: ووصل أل بذا المضاف مغتفر *** إن وصلت بالثان كالجعد الشعر.
" ووصل أل بذا المضاف مُغتفر *** إن وصلت بالثان كالجعد الشعر "
تعرفون كما سبق لنا أن أل لا تجامع الإضافة، إذ لا يمكن أن تقول: الكتاب الرجل بمعنى كتاب الرجل، هذا ممنوع، ممنوع لغة أن تقول: الكتاب الرجل، فهمتم؟ فأل لا تجامع الإضافة كما أن التنوين أيضًا لا يجامع الإضافة، طيب لو قلت: الدار محمد، بمعنى دار محمد، ما تقولون؟
الطالب : ما يصلح.
الشيخ : ما يصلح، طيب لكن في الإضافة اللفظية وهذا من الفوارق بينها وبين الإضافة المعنوية يجوز أن توصل أل في المضاف، بشرط أن توصل في المضاف إليه، ولهذا قال:
" إن وُصلت بالثان كالجعد الشعر " " كالجعد الشعر "
" وبالذي له أضيف الثاني *** كزيد الضارب رأس الجاني "
قلعه الجاني خلوه يضرب رأسه ... نعم طيب شوف
" إن وُصلت بالثان الجعد الشعر " جاءني الرجل هذه فعل وفاعل، الجعد الشعر الجعد صفة للرجل، الجعد مضاف والشعر مضاف إليه، هنا أضفنا ما فيه أل إلى ما فيه، أل وين؟
الطالب : الجعد الشعر.
الشيخ : الجعد الشعر، طيب الحسن الوجهِ، يصلح ولا ما يصلح؟
الطالب : يصلح.
الشيخ : يصلح، لأنها صفة مشبهة، فتضيف ما فيه أل إلى ما فيه أل لو قلت: الجعد شعرٍ يجوز؟
الطالب : لا ما يجوز.
الشيخ : ما يجوز، لأن المؤلف يقول: إن وصلت بالثاني، فعلم منه أنه إذا لم توصل بالثاني فإنه لا يجوز وصلها بالأول، لو قلت: جعد الشعر يجوز؟
الطالب : أي نعم، هذا الأصل.
الشيخ : يجوز، لأن ما فيها أل أصلًا، والمضاف إذا لم يكن فيه أل يجوز أن يضاف إلى ما فيه أل وإلى ما ليس فيه أل، فعندنا الآن ثلاث صور يا جماعة: أن تكون أل في المضاف والمضاف إليه، وهذا جائز في الإضافة اللفظية، أن تكون أل في المضاف دون المضاف إليه وهذا ليس بجائز لا في الإضافة اللفظية ولا في الإضافة المعنوية، أن تكون أل في المضاف إليه دون المضاف وهذه جائزة في الإضافة المعنوية والإضافة اللفظية، فصار عندنا صورتان: صورتان تتفق فيهما الإضافة اللفظية والمعنوية هما يا عبد الله؟
الطالب : أن تكون أل.
الشيخ : نعم.
الطالب : في الثاني في المضاف والمضاف إليه.
الشيخ : لا نبي اللي اتفقوا.
الطالب : في المضاف إليه لا المضاف.
الشيخ : طيب هذه جائزة ولا ممنوعة؟
الطالب : هذه جائزة في اللفظي والمعنوي.
الشيخ : طيب.
الطالب : اللي ما هي جائزة أن تكون أل في الثاني وفي الأول، أن تكون أل لا في الثاني، أن تكون بالمضاف وليست في المضاف إليه، هذه ممنوعة للفظية والمعنوية.
الشيخ : نعم.
الطالب : وأن تكون أل في الثاني في المضاف والمضاف إليه وهذه جائزة في اللفظية فقط.
الشيخ : جائزة في اللفظية فقط، تمام الآن؟
الطالب : إن شاء الله.
شرح قول ابن مالك رحمه الله: أو بالذي له أضيف الثاني *** كزيد الضارب رأس الجــــــــاني.
" أو بالذي له أضيف الثاني "
يعني: إذا صارت أل ما هي بالمضاف إليه، بالمضاف إليه المضاف إليه، إذا كانت بالمضاف إليه للمضاف إليه، يعني بالذي أضيفت إليه الثاني، يعني في الثالث، تكون في الثالث يعني موجودة في الأول مفقودة في الثاني موجودة في الثالث، يجوز نعم؟
الطالب : في اللفظية؟
الشيخ : وهي لفظية، كلها في الكامل لفظية، الضارب رأس الجاني، حطوا بالكم، أل في الأول وفي الثالث دون الثاني، يجوز ولا لا؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز، وجه الجواز لأنه لما كان الثالث مقرونًا بأل وقد أضيف إليه الثاني، صار الثاني كأنه مقرون بأل، هذا وجه الجواز، فالخلاصة الآن أن أل إذا كانت في الأول والثاني فهو جائز، أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ترى كلامنا في اللفظية لأن المعنوية ما يجوز، إذا كانت في الأول والثالث؟
الطالب : جاز.
الشيخ : جاز، طيب إذا كانت في الأول والرابع؟
الطالب : إذا كان فيه رابع.
الشيخ : يصير فيه رابع.
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز، مثل: الضارب رأس عبد الجاني، أو لا؟
الطالب : إي نعم.
الشيخ : الضارب رأس عبد الجاني، جابلو لأن جاب أعان الجاني على الجناية نعم، قال: نضرب رأس العبد ويجيب الله السيد، طيب إذًا يمكن.
الطالب : يصير خمسة وستة؟
الشيخ : يصير خمسة وستة، ما يخالف يصير خمسة وستة، المهم إذا كانت في الأول والأخير، كذا؟ في الأول والأخير أو في الأول والثاني، يعني لو فرضنا أن فيه إضافات كثيرة متعددة يجوز، ما دام لأنها إذا كانت في الأخير فإن المضاف إليه كالذي فيه أل، ثم المضاف إلى المضاف إليه كالذي فيه أل، ثم المضاف إلى المضاف إليه كالذي فيه أل، حتى نصل إلى الأول، قال:
" أو بالذي له أضيف الثاني *** كزيد الضارب رأس الجــــــــاني ".
5 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: أو بالذي له أضيف الثاني *** كزيد الضارب رأس الجــــــــاني. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وكونها في الوصف كاف إن وقع *** مثنى أو جمعا سبيله اتبع.
كونها الضمير يعود على أل، في الوصف أيها الوصف هو الأول ولا الثاني؟
الطالب : الأول.
الشيخ : الأول، يعني كونها في الوصف الذي هو اسم الفاعل أو اسم المفعول أو الصفة المشبهة وهو الأول، كاف شرط يعني " إن وقع مثنى "
" إن وقع مثنى أو جمعًا سبيله اتبع "
ما هو الجمع الذي اتبع سبيل المثنى؟ هو جمع المذكر السالم، أظن قبل قليل قلنا لكم لو كانت أل في الوصف يعني في الأول دون الثاني ممنوع ولا لا؟ آه ... إذا كانت في الأول دون الثاني.
الطالب : ممنوع.
الشيخ : ممنوع في الإضافتين؟ حتى في الوصف.
الطالب : أي نعم.
الشيخ : متأكدين كلكم على قدم راسخ ولا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب يستثنى من ذلك إذا كان الأول مثنى أو جمع مذكر سالم فيجوز أن تكون فيه دون الثاني، يستثنى من ذلك إذا كان الأول مثنى أو جمع مذكر سالمًا فإنه يجوز أن تكون فيه أل دون الثاني، أفهمتم يا جماعة؟ طيب تقول مثلًا: يعجبني الآكلوا طعامِهم يجوز؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز، لماذا؟ لأن المضاف وهو الأول جمع مذكر سالم، يعجبني الفاهموا درسٍ ها يجوز ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ويش الدليل يا حجاج؟
الطالب : نعم؟
الشيخ : ويش الدليل؟
الطالب : أنه جمع مذكر سالم.
الشيخ : ومن كلام المؤلف إيش الدليل؟
الطالب : من كلام المؤلف؟
الشيخ : أي.
الطالب : لكونها في الوصف كاف إن وقع.
الشيخ : لكونها؟ إيش تقولون يا جماعة؟ من قوله: " وكونها " " وكونها في الوصف " ما هي لكونها " وكونها في الوصف كاف إن وقع *** مثنى أو جمعًا سبيله اتبع "
والجمع الذي اتبع سبيله جمع المذكر السالم، طيب في المثنى يعجبني التاركي سوءًا، يعجبني التاركا بالألف أو لا؟ ما هي التاركا بالألف أنها فاعل التاركا سوء، يجوز ولا ما يجوز؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز، لأنه وقع مثنى و
" كونها في الوصف كاف إن وقع *** مثنى أو جمعًا سبيله اتبع "
خلاصة الكلام الآن: إذا وُصلت أل في المضاف دون المضاف إليه فهو ممنوع في الإضافتين إلا إذا كان المضاف جمعًا أو مثنى جمع مذكر سالم أو مثنى في الإضافة اللفظية، إذا كانت أل في الثاني دون الأول جاز في الإضافتين، إذا كانت في الثانية والأول؟
الطالب : جاز في اللفظية.
الشيخ : جائز في اللفظية ممنوع في المعنوية هذا هو خلاصة كلام المؤلف في هذه المسألة والله أعلم.
الطالب : كزيد ... .
الشيخ : نعم؟
قول ابن مالك " كزيد الضارب رأس الجاني " لماذا زيد مرفوع مع أن الكاف حرف جر وكيف يعرب ؟
الشيخ : بالضم، أي يصلح بناء على الحكاية، يعني كأنه يقول: كهذا المثال.
الطالب : يعرب؟
الشيخ : يقال: كاف حرف جر، وزيد الضارب رأس الجاني مجرور بالكاف، أو يقال: كما قال بعضهم: كقولك فالمضاف هو المجرور محذوف كقولك الضارب.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : أيهم؟
الطالب : يعجبني ...
الشيخ : لأنها فاعل.
الطالب : يعجبني أنا، أنا الفاعل؟
الشيخ : لا أنت معجب، ما أنت اللي أعجبك، نعم.
7 - قول ابن مالك " كزيد الضارب رأس الجاني " لماذا زيد مرفوع مع أن الكاف حرف جر وكيف يعرب ؟ أستمع حفظ
إذا سهى المأموم في الصلاة السرية عن الفاتحة هل تبطل الركعة في حقه أم يتحملها الإمام ؟
الشيخ : هذا شيء يرجع إليك لازم تعرف هذا، ماذا ترى؟
السائل : إذا كانت قراءة الفاتحة ركن.
الشيخ : قرأناها حنا قرأناها في * بلوغ المرام * يعني: أمس قرأناها، أظن ما نشفت أعضاء الوضوء إلى الآن.
السائل : درس الأمس.
الشيخ : هاه؟
السائل : يمكن الدرس ما حضرته ولكن.
الشيخ : ما تقولون؟ مأموم نسي قراءة الفاتحة في ركعة من الركعات؟
الطالب : تبطل هذه الركعة.
الشيخ : نقول: تبطل هذه الركعة وتقوم التي تليها مقامها وإذا سلم الإمام أتى بما فاته.
ما حكم إذا نسي الإمام الفاتحة وما حكم لو تذكرها بعد الصلاة ؟
الشيخ : هاه؟
السائل : إذا نسيها الإمام.
الشيخ : إذا نسيها الإمام؟
السائل : بالنسبة للمأمومين كيف يفعلون؟
الشيخ : لا إذا نسيها الإمام بيجيب ركعة هو.
السائل : إذا ذكرها بعد الصلاة، إذا ذكرها بعد الصلاة.
الشيخ : إذا ذكر بعد الصلاة فمعناه أنه باقي عليه ركعة.
السائل : ... .
الشيخ : يتم.
السائل : مع المأمومين؟
الشيخ : نعم.
السائل : مع المأمومين؟
الشيخ : هذه محل نظر بعد السلام لأنهم انفصلوا عنه الآن انفصلوا عنه تحتاج إلى تأمل تأمل.
إذا كان لا يذكر أنه قرأها أو ما قرأها أي الفاتحة ؟
الشيخ : خلاص أنه قاري الأصل في الغالب أنه قاريها، ظاهر الحال أن ما حدا بيركع بدون قراءة، ونخشى أن نقول الأصل عدم القراءة ينفتح عليه باب الوسواس يبدأ كلما قرأ شك.
في أثناء الصلاة نسي وذكر الإمام الفاتحة هل يأتي بركعة لذلك وما حكم المأمومين في ذلك إذا زاد خامسة ؟
الشيخ : الإمام.
السائل : نعم يأتي بركعة بعدها؟
الشيخ : يأتي بركعة، كيف يعني؟ تأتي الركعة الثانية تقوم الركعة الثانية مقامها.
السائل : مقام الأولى.
الشيخ : مقام اللي قبلها.
السائل : المأمومون؟
الشيخ : المأمومون يتبعونه لأنه إلى الآن صلاتهم مرتبطة به.
السائل : وزيادة خامسة؟
الشيخ : هذه ما هي زيادة في الحقيقة، لأن صلاتهم التي ما اعتد بها الإمام لم يعتدوا بها، أو نقول: يجلسون وينتظرونه يجلسون هم.
السائل : يشير له.
الشيخ : وينتظرونه ويسلمون معه، لأن صلاته ما هي باطلة، أما لو تعمد أن يقوم بدون أي سبب وهم يتيقنون أنه زائد فهم يفارقونه، أي نعم، لكن قد يقول قائل: ويش يدريهم أنه تارك الفاتحة؟
السائل : ... أشار.
الشيخ : نعم.
السائل : الإمام ... وصف الإشارة.
الشيخ : أو نقول: إن الأصل إذا سبحوا وأصر الأصل أنهم ما يتابعونه، لأنه قد يكون عن زائد يتيقن صواب نفسه ونحن نتيقن خطأه، وهذه قد وقعت قد وقعت، إنسان قام إلى خامسة وسبحوا به وأصر ونوى المفارقة وسلم، ولما سلم قال: إني كنت قد نسيت قراءة الفاتحة في إحدى الركعات، عمله ما فيه بأس، وعمل المأمومين ما فيه بأس، لأنه عن جهل، حتى لو قلنا بوجوب الانتظار في هذه الحال فإنهم جاهلون.
11 - في أثناء الصلاة نسي وذكر الإمام الفاتحة هل يأتي بركعة لذلك وما حكم المأمومين في ذلك إذا زاد خامسة ؟ أستمع حفظ
لو تيقن أن المأمومين سيكونون في فوضة لو زاد خامسة لأجل نسيان الفاتحة ؟
الشيخ : أي.
السائل : مئة بالمئة ما في شك تصير فوضى وتشويش.
الشيخ : مئة بمئة؟
السائل : أي هذا إذا صار اللي وراه عوام.
الشيخ : طيب اللي وراه عوام إذا سبحوا به فهم بعضهم يمكن يقوم وبعضهم يجلس.
السائل : لا لو يقول أبي أسلم بهم ما بعيدها.
الشيخ : لا ما يصلح.
السائل : بس يبي يصير فوضى فوضى مرة.
الشيخ : ما يصير فوضى لأن بعضهم يبي ... .
السائل : ... .
الشيخ : عوام مئة بالمئة مثل ناس مسافرين.
إشارة إلى أن المحصور غير المحدود لما حصر.
" وربما أكسب ثان أولًا *** تأنيثًا " .
السائل : ... .
الشيخ : آه صح.
السائل : ... .
الشيخ : عندي وربما أكسب.
السائل : ... .
الشيخ : الترتيب اللي عندي.
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وربما أكسب ثان أولا *** تأنيثا إن كان لحذف موهلا.
" وربما أكسب ثان أولًا *** تأنيثًا إن كان لحذف مُوهَلًا "
قال : " ربما أكسب ثان أولًا تأنيثًا " حطوا بالكم، أكسب ثان ما هو الثاني؟
الطالب : المضاف إليه.
الشيخ : المضاف إليه، والأول: المضاف، ربما أكسب الثاني الأول تأنيثًا، وعلم من قوله: أكسبه تأنيثًا أن الأول مذكر، الأول مذكر والثاني: مؤنث
" إن كان لحذف مُوهَلًا " إن كان الضمير يعود على الأول لحذف مُوهَلًا ويش معنى مُوهَلًا؟ يعني صار أهلًا للحذف، يعني إن جاز حذفه، والمعنى أن المضاف إذا كان مذكرًا والمضاف إليه مؤنثًا فربما يكسبه المضاف إليه تأنيثًا، ويعطى حكم المؤنث ولو كان مذكرًا، ولكن بشرط أن يصح حذفه، والاستغناء بالثاني عنه يصح حذفه، والاستغناء بالثاني عنه، ويش مثاله؟
الطالب : قوله تعالى: (( إن رحمت الله قريب )).
الشيخ : لا لا، عكس هذا، مثلًا إذا قلت: قطعت أصبعه كلها، أو هذا بالعكس؟ ترى ما راجعت نعم.
الطالب : بعض أصبعه.
الشيخ : شوف عندك.
الطالب : قطعت بعض أصابعه.
الشيخ : بعض أصابعه، أي قطعت بعض أصابعه، هنا كلمة بعض مذكر، وأصابع مؤنث، والفعل هنا مؤنث قطعت، ولو راعينا المضاف لوجب أن نقول في الفعل: قطع أصابعه، لكنه هنا أكسبه التأنيث لأنه لو حذف بعض وقيل: قطعت أصابعه لاستقام الكلام، لكن مع ذلك ما يستقيم تمام الاستقامة، لأنه فرق بين البعض وبين الكل، فإنك لو قلت: قطعت أصابعه ما صارت في مدلولها مثل قولك: قطعت بعض أصابعه، لكن المعنى أنها يصح ولو في الجملة، ولا يشترط المطابقة، فإنه لا يمكن أن يتطابق شيء مع الحذف وغير المحذوف، لكن المعنى أنه يصح في الجملة، وهذا في الحقيقة قوله: " ربما أكسب " يبدون منه أنه مقصور على السماع، وأن ما وردت به اللغة من هذا الباب اتُّبع، وما لم ترد فالأصل أن يبقى على ما كان عليه، لو تقرؤون علينا الشرح، أنا الشرح اللي عندي مو بالبيت هذا.
الطالب : نقرؤه؟
الشيخ : إي.
قراءة من شرح ابن عقيل مع تعليق الشيخ عليه" .... قد يكتسب المضاف المذكر من المؤنث المضاف إليه التأنيث بشرط أن يكون المضاف صالحا للحذف وإقامة المضاف إليه مقامه ويفهم منه ذلك المعنى نحوقطعت بعض أصابعه فصح تأنيث بعض لإضافته إلى أصابع وهو مؤنث لصحة الاستغناء بأصابع عنه فتقول قطعت أصابعه ومنه قوله: " مشين كما اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرياح النواسم " فأنث المر لإضافته إلى الرياح وجاز ذلك لصحة الاستغناء عن المر بالرياح نحو تسفهت الرياح وربما كان المضاف مؤنثا فاكتسب التذكير من المذكر المضاف إليه بالشرط الذي تقدم كقوله تعالى (( إن رحمة الله قريب من المحسنين )) فرحمة مؤنث واكتسبت التذكير بإضافتها إلى الله تعالى فإن لم يصلح المضاف للحذف والاستغناء بالمضاف إليه عنه لم يجز التأنيث فلا تقول خرجت غلام هند إذ لا يقال خرجت هند ويفهم منه خروج الغلام.... ".
قال رحمه الله تعالى:
" قد يكتسب المضاف المذكر من المؤنث المضاف إليه التأنيث بشرط أن يكون المضاف صالحًا للحذف وإقامة المضاف إليه مقامه، ويفهم منه ذلك المعنى، نحو قطعت بعض أصابعه، فصح تأنيث بعض لإضافته إلى أصابع، وهو مؤنث لصحة الاستغناء بأصابع عنه، فتقول: قطعت أصابعه، ومنه قوله:
مشينا كما اهتزت رماح تسفهت *** أعاليها مر الرياح النواسم "
فأنث المر لإضافته إلى الرياح، وجاز ذلك لصحة الاستغناء عن المر بالرياح، نحو تسفهت الرياح.
وربما كان المضاف مؤنثًا فاكتسب التذكير من المذكر المضاف إليه بالشرط الذي تقدم، كقوله تعالى: (( إن رحمت الله قريب من المحسنين )) فرحمة مؤنث واكتسبت التذكير بإضافتها إلى الله تعالى،
فإن لم يصلح المضاف للحذف والاستغناء بالمضاف إليه عنه لم يجز التأنيث، فلا تقول: خرجت غلام هند، إذ لا يقال: خرجت هند ويفهم منه خروج الغلام ".
الشيخ : في الحقيقة أن الاستغناء بالثاني عن الأول يعني في الجملة صحيح أن قولك: خرجت غلام هند، ليس كقولك: قطعت بعض أصابعه، فإن بعض جزء من الأصابع، وغلام ليس جزءا من هند، ولكنه عندما نقول: قطعت بعض أصابعه لا يساوي قولنا: قطعت أصابعه، فكأننا يمكن أن نحول كلام المؤلف إن كان حذفه مُوهَلًا بأن يكون الأول جزءا من الثاني أو شبه جزئه، جزءا منه أو شبه جزئه مثل: الجزء، قطعت بعض أصابعه، فإن البعض جزء من الأصابع كلها، ومثال ما كان معنى في الشيء.
الطالب : ملة إبراهيم.
الشيخ : لو قلت: اتبِعت، ما يصلح ملة إبراهيم لأن هذا مؤنث الأول، والمقصود العكس، المقصود العكس مثل لو قلت: -بس ما أدري هل يستقيم هذا في اللغة العربية- لو قلت مثلا : خِيطت ثوبها هل يصح ولا ما يصح؟ أو مثلًا لو قلت: أدرِكت علمها، يعني أدرك علم المرأة، أدركت علمها لو قلت: انتهكت كرمها، على كل حال أظن أن هذا موقوف على السماع، وأنه إذا كان الثاني جزءا من الأول اكتسب التأنيث به، وإذا كان منفصلًا عنه وعينًا مستقلة بنفسها فإنه لا يكسب التأنيث مثل: قُتلت غلام هند وما أشبه ذلك.
الطالب : البيت واضح إنه بعض ... .
الشيخ : أيهم؟
الطالب : مر الرياح.
14 - قراءة من شرح ابن عقيل مع تعليق الشيخ عليه" .... قد يكتسب المضاف المذكر من المؤنث المضاف إليه التأنيث بشرط أن يكون المضاف صالحا للحذف وإقامة المضاف إليه مقامه ويفهم منه ذلك المعنى نحوقطعت بعض أصابعه فصح تأنيث بعض لإضافته إلى أصابع وهو مؤنث لصحة الاستغناء بأصابع عنه فتقول قطعت أصابعه ومنه قوله: " مشين كما اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر الرياح النواسم " فأنث المر لإضافته إلى الرياح وجاز ذلك لصحة الاستغناء عن المر بالرياح نحو تسفهت الرياح وربما كان المضاف مؤنثا فاكتسب التذكير من المذكر المضاف إليه بالشرط الذي تقدم كقوله تعالى (( إن رحمة الله قريب من المحسنين )) فرحمة مؤنث واكتسبت التذكير بإضافتها إلى الله تعالى فإن لم يصلح المضاف للحذف والاستغناء بالمضاف إليه عنه لم يجز التأنيث فلا تقول خرجت غلام هند إذ لا يقال خرجت هند ويفهم منه خروج الغلام.... ". أستمع حفظ