التعجب .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: بأفعل انطق بعد ما تعجبا *** أو جئ بأفعل قبل مجرور ببـــا.
الطالب : ... .
الشيخ : تَوَّك جاي؟
الطالب : ... .
الشيخ : كان معنا؟ طيب النبيَّ ويش إعرابها؟ مفعول به لأجود منصوب بالفتحة الظاهرة، يقال: إن أبا الأسود الدؤلي إنه سمع ابنته وهي تقول: ما أحسنُ السماءِ؟ فقال لها: نجومُها لأن الصيغة التي هي قالت استفهامية، فقال: نجومها يعني أحسن السماء نجومها، فقالت: لست أسأل عن ذلك ولكني أعجب من حسنها، فقال لها: هلا فتحت فاك، يعني قلتِ: ما أحسنَ السماء، طيب هذه إذًا إعرابها اتضح لنا، ما تعجبية اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وأحسن فعل ماضي وفاعله مستتر وجوبًا تقديره هو يعود على ما، وزيدًا مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، نعم.
الطالب : الجملة خبر.
الشيخ : ها؟
الطالب : الجملة خبر.
الشيخ : والجملة خبر، ما الجملة من الفعل والفاعل خبر ما.
قال : " أو جئ بأفعِل قبل مجرور ببـــا " هذا السياق الثاني " أو جئ بأفعِل " يعني: بفعل على وزن أفعِل، قبل مجرور ببا، فتقول مثلًا: أجمِل بعمرو، يعني: ما أجمله، أجمِل بعمرو ها، أجمِل هذه فعل أمر لفظًا، لكنها خبر في المعنى، ولذلك جاء الضمير فيها بارزًا، جاء الضمير فيها بارزًا، قصدي جاء الفاعل فيها بارزًا، فأجمِل بعمرو نقول: أجمل فعل تعجب مبني على السكون، والباء حرف جر زائد، وعمرو فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهروها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وهذا الحرف زائد وجوبًا ما يمكن حذفه، ما يمكن أن نقول: أجمِل زيدٌ، بل هو باق وجوبًا، قد يحذف شذوذًا في الشعر، لكنه في النثر لا يحذف، إذًا أجمِل أجمل بعمرو كيف نعربه؟ هذا تعجب ولا لا؟ تعجب فنقول: أجمل فعل تعجب مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والبا حرف جر زائد بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، هل هذه الصيغة والتي قبلها موجودة في القرآن؟ نعم قال الله تعالى: (( فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ )) هذه تعجب ولا لا؟ أي الصيغتين؟
الطالب : الأولى.
الشيخ : الأولى، وقال تعالى: (( أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا )) (( أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ )) يعني: ما أسمعهم وما أبصرهم يوم يأتوننا، فكلتا الصيغتين موجودة في القرآن، وقوله: " أو جئ بأفعل قبل مجرور ببا " واجب ولا لا جره بالبا؟
الطالب : واجب.
الشيخ : واجب نعم.
شرح قول ابن مالك رحمه الله: و تلو أفعل انصــبه كمــــا *** أو فى خليـــلينا وأصدق بــــهما.
" وتِلْوَ أفعَل انصــبنَّه " تلو ويش إعرابها؟
الطالب : مفعول به لانصبن.
الشيخ : أي، خطأ.
الطالب : ظرف.
الشيخ : خطأ، هاه؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي وشلون؟ ها؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا.
الطالب : مفعول لفعل مقدر.
الشيخ : لا.
الطالب : مفعول به لفعل مقدر.
الشيخ : صح مفعول به لفعل مقدر يفسره ما بعده، أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لأن هذا من باب الاشتغال، فأصله: وانصب تلو أفعل، فالفعل اشتغل بضميره ولكنه يترجح النصب هنا، لماذا؟
الطالب : لأنه من باب الأمر.
الشيخ : نعم لأنه من باب الأمر، باب الطلب، قال:
" وتِلْوَ أفعَل انصبه كما *** أوفى خليـــلَينا وأصْدِق بــــهما "
كيف تعرب كما أوفى؟ تعربها كاف حرف جر، وما اسم مجرور بالكاف، لا لكن نقول: كما أوفى الكاف حرف جر وما أوفى خليلينا كلها اسم مجرور بالكاف وعلامة جره كسرة على آخره منع من ظهورها الحكاية، ما أوفى خليلينا، إعرابها؟
الطالب : ما اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أوفى فعل ماضي مبني على الفتح.
الشيخ : نعم.
الطالب : والفاعل مستتر تقديره هو.
الشيخ : مبني على الفتح أوفى مبني على الفتح؟ هو آخره مفتوح؟
الطالب : لا مبني على السكون.
الشيخ : هو آخره ساكن.
الطالب : بس هو مكسور.
الشيخ : المكسور يبنى على السكون؟ ترى التقليد الأعمى ما يفيد، سمعت من قال إنه مبني على السكون وقلدته، من يعرف؟
الطالب : مبني على الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر.
الشيخ : صح مبني على الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، طيب استمر خليلينا؟
الطالب : والفاعل مستتر وجوبًا تقديره هو.
الشيخ : خليلينا؟
الطالب : خليلينا اسم مثنى مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى.
الشيخ : خليلين بالياء نيابة عن الفتحة لأنه؟
الطالب : مثنى.
الشيخ : مثنى، يلا استمر.
الطالب : ونا ضمير في محل جر.
الشيخ : خليلين مضاف.
الطالب : ونا ضمير في محل جر.
الشيخ : مضاف إليه زين، أصدِق بهما، يلا يا زيد؟
الطالب : أصدق فعل تعجب مبني على السكون، بهما الباء حرف جر، وهما مثنى مرفوع.
الشيخ : ضمير ما هو مثنى.
الطالب : والباء حرف جر.
الشيخ : الباء حرف جر زائد.
الطالب : والهاء مجرور بالباء.
الشيخ : لا، نعم؟
الطالب : ... فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، والباء حرف جر زائد، وهما ضمير مبني على السكون في محل في محل جر.
الشيخ : جانبت الصواب كله تقليد، نعم عبد الله؟
الطالب : الباء حرف جر زائد.
الشيخ : نعم.
الطالب : وهما ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل.
الشيخ : فاعل؟ طيب الباء ما عملت فيه؟
الطالب : فعل أمر مبني على السكون.
الشيخ : فعل أمر؟ فعل أمر؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : فعل تعجب ما هو فعل أمر.
الطالب : بس هو أمر، الصيغة صيغة أمر.
الشيخ : بس ما نقول فعل أمر، إذا قلت: أسمع بفلان وأكرم بفلان ما هو المعنى أني آمرتك، يقال فعل تعجب.
الطالب : فعل تعجب.
الشيخ : طيب.
الطالب : مبني على السكون.
الشيخ : نعم.
الطالب : والفاعل مستتر وجوبًا تقديره أنت.
الشيخ : أكرم أنت؟
الطالب : أي نعم فاعل.
الشيخ : صار أنت تتعجب من كرمه، وأنت تريد أن تتعجب من كرم هذين.
الطالب : الباء حرف جر.
الشيخ : نعم، أنا أقول مثلًا إذا أردتم أن تعربوا هذا لأن الضمير عنده مشكل، لكن إذا أردتم أن تعربوه حولوه إلى ظاهر، أكرم بالرجلين، أو أكرم بزيد، يتبين لكم، أكرم فعل تعجب، والباء حرف جر زائد، وزيد فاعل مرفوع بضمة ظاهرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، بهما نفس الشيء، الباء حرف جر زائد، والهاء ضمير مبني على السكون في محل جر باعتبار حرف الجر الزائد، وإلا هو حقه الرفع، حقه أن يكون ضمير رفع، نعم.
الطالب : هما جميعًا؟
الشيخ : لا، إذا كان مجرور ... فقط، يكون هما إذا صار مرفوع، أما إذا كان مجرور ... أو منصوب.
الطالب : ...
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ما نقول، هذا هو الفاعل.
الطالب : هذا هو الفاعل؟
الشيخ : أي، هاه؟
الطالب : الميم في هما؟
الشيخ : الميم والألف علامة التثنية أي جميعًا.
3 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: و تلو أفعل انصــبه كمــــا *** أو فى خليـــلينا وأصدق بــــهما. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وحذف ما منه تعجبت استبح *** إن كان عند الحذف معناه يضــح.
" وحذف ما منه تعجبت استبح "
حذفَ إيش إعراب حذفَ؟ مفعول مقدم لاستبح، وحذف ما أي: الذي، وحذف مضاف وما مضاف إليه، " منه تعجبت " منه متعلقة بتعجبت، استبح يعني القاعدة: أجز حذف ما تعجبت منه، لكن بشرط " إن كان للحذف معناه يضح " " إن كان عند الحذف معناه يضح " يضح بمعنى يتضح ويبين، فيجوز أن تحذف المتعجب منه بشرط أن يكون المعنى واضحًا، قال الله تعالى: (( أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا )) وقال تعالى: (( أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ )) أصله: أسمع بهم وأبصر بهم، وأسمع به وأبصر به، حذف المتعجب منه في الفعل الثاني لظهور المعنى، وتقول مثلًا: ما أكرم زيدًا وما أجود، أي : وما أجود زيدًا، فنحذفه للعلم به، وعلم من كلامه أنه إذا لم يتضح المعنى بحذفه فإنه لا يجوز، كما لو قلت: ما أكرم زيدًا وأبخل عمرًا، يجوز أن نحذف عمرًا؟
الطالب : ما يجوز.
الشيخ : ما يجوز، ما أكرم زيدًا وأبخل تناقض، ولا لا؟ ما أكرم زيدًا وما أبخل ما يصلح، إذًا لا بد أن يقال: وما أبخل عمرًا، وتأتي بالمتعجب منه، طيب لو قلت: ما أكرم زيدًا وما أصبر.
الطالب : يصح.
الشيخ : يجوز؟
الطالب : نعم.
الشيخ : والسبب؟
الطالب : واضح.
الشيخ : متضح ما فيه تناقض، فقد يحجتمع في حقه هذا وهذا، وحينئذ يكون الحذف حذف المتعجب منه واضحًا فيصح.
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وفي كلا الفعلين قدمــــا لزما *** منع تصــــرف بحـــــكم حتــما.
معنى كلام المؤلف: إنه يجب أن يكون الفعلان متقدمين على المتعجب منه، هذه القاعدة: يجب أن يكون فعل التعجب سابقين للمتعجب منه، فتقول مثلًا: ما أحسن زيدًا لا يمكن أن تقول: ما زيدًا أحسن ممنوع " وفي كلا الفعلين قدما " أي: تقدما " لزما منع تصرف " يعني: ما تتصرف فيه فتقدمه " بحكم حُتما " يعني: أن هذا حكم محتم لا يمكن أن يتقدم الفعلان قصدي المتعجب منه على الفعلين، طيب لو قلت: أسمع بزيد وبه أبصر، يجوز؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لا ما يجوز، المؤلف يقول: ما يمكن، لا بد أن يكون المتعجب منه متأخرًا، فيمنع أن يتقدم المتعجب منه، لماذا؟ قالوا: لأن صيغة التعجب وردت عن المثال عن العرب وكأنها أمثلة لا تتغير كأنها أمثلة لا تتغير، فلهذا وجب أن تبقى هكذا على الترتيب وعلى الصيغة، والفاعل مستتر وجوبًا نعم في ما أفعل، وصغهما، نعم؟
الطالب : ذكر المؤلف معنى البيت أنه لا يصاغ منه إلا الماضي.
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : ما ذكر التقدم إيش يقول؟
5 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وفي كلا الفعلين قدمــــا لزما *** منع تصــــرف بحـــــكم حتــما. أستمع حفظ
سؤال عن معنى قول الشارح " ... وفي كلا الفعلين قدما لزما *** منع تصرف بحكم حتما ) لا يتصرف فعلا التعجب بل يلزم كل منهما طريقة واحدة فلا يستعمل من أفعل غير الماضي ولا من أفعل غير الأمر قال المصنف وهذا مما لا خلاف فيه ... ".
الشيخ : ... على كل حال حتى كلام الشارح مفهوم، ما يمكن يجي ما يمكن يتصرف، لأنه جار مجرى المثل، فلا تتصرف فيه، ما تقول مثلًا: ما أحسن زيدًا، ما يحسن زيدًا ما يمكن، أي نعم.
الطالب : هل يمكن أن يشمل المعنيين جميعًا.
الشيخ : يشمل يمكن نقول يشمل المعنيين جميعًا، ما يتقدم ولا يساوي غير الماضي.
الطالب : ... .
الشيخ : أي لكن منع التصرف بحكم حُتما، معناه أن هذا حكم محتوم، ويمكن نعم من كلمة منع تصرف أن هذا معناه يبقى على ما هو عليه.
6 - سؤال عن معنى قول الشارح " ... وفي كلا الفعلين قدما لزما *** منع تصرف بحكم حتما ) لا يتصرف فعلا التعجب بل يلزم كل منهما طريقة واحدة فلا يستعمل من أفعل غير الماضي ولا من أفعل غير الأمر قال المصنف وهذا مما لا خلاف فيه ... ". أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وصغهما من ذي ثلاث صــــرفا *** قابل فضل تم غير ذي انتــــفا.
الطالب : نعم.
الشيخ : الكرم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : يقبل التفاضل؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أي معلوم بعض الناس كريم جدًّا، وبعضهم كريم وسط، وبعضهم بخيل، نعم ليس بكريم، فهو قابل التفاضل، طيب ويش مثل اللي ما يقبل التفاضل؟ مثل العمى عمى البصر، ما هو عمى القلب، عمى البصر يقبل التفاضل؟ ها شيء واحد الأعمى، هو الذي لا يبصر مع أنه من عمي فعل ثلاثي، ما تقول: ما أعمى زيدًا، كيف ما أعمى؟ لا لا خلي استفهام للتعجب، طيب مات، الموت يقبل التفاضل ها؟
الطالب : لا.
الشيخ : ما يقبل، ما يصح، تقول: ما أموته الموت، بمعنى الحسي دون المعنوي، قال: " تم " تم هذا الشرط ويش الشرط هذا؟
الطالب : الرابع.
الشيخ : " من ذي ثلاث صرفا قابل فضل تم " أي: من فعل تام، مثل: قام وقعد وأكل وشرب وما أشبهه، احترازًا من إيش؟
الطالب : النقصان.
الشيخ : من الفعل الناقص فلا يصاغ منه التعجب، كان فعل ماضي ناقص، يصلح أن أقول: ما أكونه؟
الطالب : لا.
الشيخ : ما أكونه قائمًا، يجوز ولا لا؟
الطالب : ما يجوز.
الشيخ : ما يجوز لأنه لا بد يكون تام " غير ذي انتِفا " " غير ذي انتِفا " يعني معناه غير منفي، وسواء كان هذا المنفي مما يلزم النفي أو مما لا يلزمه، فإذا كان منفيًّا ما يمكن تصوغ منه التعجب، إذا قلت: ما قام زيد، لو قلت: ما أقومه، انقلب المعنى من نفي إلى إثبات، ما أقومه، لو قلت: ما أعدم قيامه بتحول النفي إلى عدم، ما أعدم قيامه ما يصلح، ولكن سيأتينا إن شاء الله في الطريق كيف يعمل به.
7 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وصغهما من ذي ثلاث صــــرفا *** قابل فضل تم غير ذي انتــــفا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وغير ذي وصف يضاهي أشهلا *** و غير سالك سبــــيل فـــعلا.
يعني: وصغهما من فعل لا يصاغ منه الوصف على أفعَل، أشهل يشهل فهو أشهل ما يصلح تقول ما أشهله، حمِر يحمَر فهو أحمر، ما يمكن تقول ها ما أحمره ما أحمره، كذا؟ طيب ما أسوده ما يصلح، كذلك لأن الوصف منه على أفعل، واضح؟ طيب وهذا الشرط فيه خلاف فإن بعض النحويين يقول: ليس بشرط والناس يفهمون الفرق بين فلان أسود وبين فلان ما أسوده، أليس كذلك؟ يعني ما أشد سواده، ما دام أنه قابل للتفاضل يصلح أن نقول: ما أسوده، طيب ما أعرج زيدًا؟
الطالب : مثله.
الشيخ : مثله، إن قلنا بالجواز جاز وإلا فلا
" وغير سالك سبيل فُعلا " يعني معناه ليس مبنيًّا للمجهول، مثل: زيد جاء واحد وضربه ضربًا عظيمًا، ضربا ... آه لأن عندنا زيد ترى بعد يقول أح عورتوني، طيب نجيب بكر، واحد ضرب بكر ضربًا عظيمًا، نقول: ضُرب بكر ولا لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لو أردنا أن نتعجب من هذا الضرب وقلنا: ما أضرب بكرًا.
الطالب : ما يصلح.
الشيخ : يصلح؟
الطالب : ما يصلح.
الشيخ : ما يصلح، لأنك إذا قلت: ما أضربه معناه كأن الضرب وقع منه، وأنت تريد أن تتعجب من ضربٍ وقع عليه، فيختلف المعنى، ولهذا ما يصلح إذا كان مبنيًّا للمجهول.
الطالب : شيخ؟
الشيخ : نعم.
أفعل التعجب التي وردت في القرآن هل يمكن أن يستدل بها على صفة العجب لله تعالى؟
الشيخ : أي نعم نعم في اللغة العربية يجوز.
الطالب : ... .
الشيخ : أي.
الطالب : ... .
الشيخ : إذا كان عندهم شيء صريح ما يقبل الشك، لأن ما أصبرهم وما أشبهها قال بعض المنكرين لصفة العجب إن المعنى يقال فيهم: ما أصبرهم، وأن اللي يتعجب غير الله، القائل يقول فيه القائل: ما أصبرهم، فلهذا عدلوا عن هذا الذي قد يكون فيه نزاع، مثل ما عدل إبراهيم إلى قوله: (( إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب )).
الطالب : في آحديث صريح في التعجب يا شيخ.
الشيخ : أي فيها.
الطالب : ( عجب ربكم ).
الشيخ : الآية الآية أبلغ من الحديث (( بل عجبتُ )) قراءة سبعية.
الطالب : (( بل عجبتَ )).
الشيخ : (( عجبتُ )) قراءة سبعية.
الطالب : ... .
الشيخ : نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : مثل غيرها يقول: إن المراد بها إنزال العذاب وما أشبه ذلك، مثل ما يؤولون الرحمة.
الطالب : ... .
مناقشة يسيرة عن بعض قواعد التعجب.
الطالب : أفعَل تجي للتعجب أو يأتي ما يعدها للتعجي، يعني متعجبًا منه.
الشيخ : يعني إذا أردت التعجب فأت بما؟ ها؟ إذا أردت التعجب؟
الطالب : يصير ما أفعل وتأتي ...
الشيخ : تأتي بأفعل بعد ما، أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب هذا واحد، أو جئ بأفعِل.
الطالب : أو الصيغة الأخرى أفعِل قبل.
الشيخ : مجرور.
الطالب : بباء.
الشيخ : بباء، وهو متعجب منه، طيب مثاله؟ مثال الأول أفعَل؟
الطالب : ما أكرم زيدًا.
الشيخ : ما أكرم زيدًا، إعرابه؟
الطالب : ما تعجبية.
الشيخ : نعم.
الطالب : مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
الشيخ : نعم.
الطالب : أكرم فعل تعجب.
الشيخ : لا.
الطالب : فعل ماضي.
الشيخ : نعم.
الطالب : مبني على الفتحة الظاهرة.
الشيخ : محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، قال رحمه الله تعالى.
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وأشدد او أشد أو شبههما *** يخـــلف ما بعض الشــــروط عدما.
قوله: " وأشدد " أشدد على وزن أفعِل، وقوله: " أو أشد " على وزن أفعَلَ، لكنه أتى بهمزة الوصل لضرورة الشعر، يعني: أفعِل أو أفعَل، مثل: أشدد وأعظِم وأكبِر وما أشبه ذلك، نعم وقوله: " أو شبههما " معطوفة على قوله: " واشدد " معطوفة على قوله: " وأشدد " أشدد وقوله: " يخلف " جملة الفعل هنا خبر المبتدأ، وقوله:
" ما بعض الشروط عَدِما " ما هذه اسم موصول مفعول يخلف، وبعض مفعول مقدم لقوله: " عدما " أي: يخلف ما عدم بعض الشروط، وقوله: " عدما " بالألف، الألف هنا للإطلاق، وليست للتثنية، يعني: للإطلاق القافية وليست للتثنية، والقاعدة من هذا البيت يقول المؤلف: إذا لم تتوفر الشروط في كلمة من شيء مما تريد أن تتعجب منه إذا لم تتم الشروط فاجعل بدلها أشدد أو أشد، مثلًا إذا كان الفعل غير ثلاثي هل يبنى منه فعل التعجب؟
الطالب : لا.
الشيخ : غير ثلاثي يبنى منه فعل التعجب؟
الطالب : لا يبنى.
الشيخ : ما يبنى، لأنه قال: وصغهما من ذي ثلاث، فمثلًا: استغفر استغفر هل يصاغ منه فعل التعجب؟
الطالب : لا يصاغ.
طالب آخر : يصاغ.
الطالب : لا يصاغ.
الشيخ : اجزموا، لا يصاغ، لأنه زائد على الثلاثي، إذًا هات أشدد أو أشدّ فقل: أشدد باستغفاره، أكثر إذا كان تتعجب من كثرته تقول: أكثر باستغفاره، أو ائت بإيش؟
الطالب : بأشدَّ.
الشيخ : بأشدّ مسبوقًا بما، فتقول: ما أشدّ استغفاره، أو ما أكثر استغفاره، طيب سبق أنه لا يصاغ منه الوصف على أفعَل، مثل: أحمر، فلا يقال: ما أحمره ولا أحمِر به، ماذا نقول؟
الطالب : ما أشدَّ.
الشيخ : ما أشد احمراره أو أشدد باحمراره، طيب سبق أنه لا يصاغ مما لا يقبل التفاوت كالعمى مثلًا، فلا يقال: ما أعماه، ولا يقال: أعمِ به، إذًا نضيف أشدّ أو أشدد فنقول: ما أشدّ عماه، وأشدد بعماه، وعلى هذا فقِس، يقول:
" وأشدد أو أشدَّ أو شبههما *** يخـــلف ما بعض الشــــروط عَدِما "
طيب وما عدم كل الشروط؟
الطالب : من باب أولى.
الشيخ : أي معروف من باب أولى، إذا كان اللي يعدم بعض الشروط ولو شرطًا واحدًا يؤتى بأشدد أو أشدّ، فالذي فقد جميع الشروط من باب أولى.
11 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وأشدد او أشد أو شبههما *** يخـــلف ما بعض الشــــروط عدما. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: ومصدر العادم بعد ينتصب *** وبعـــد أفعـــــل جره بالبا يجــــب.
مصدر العادم بعد ينتصب ، ويش بعده ؟
" وبعـــد أفعـــــل جره بالبا يجــــب " " وبعـــد أفعـــــل جره بالبا يجــــب "
مصدر العادم ويش العادم ؟ العادم بعض الشروط بعد ينتصب بعد ينتصب بعد متعلقة بينتصب أي : ينتصب بعد أشدّ ينتصب بعد أشدّ مصدر العادم ينتصب بعد أشدّ فتقول : ما أشدّ استغفاره أنت الآن تبي تعجب من استغفاره تأتي بأشدّ وتحول الفعل إلى مصدر وتنصبه تنصبه بأفعل التفضيل تقول : ما أشدّ استغفاره إن كنت تريد أن تتعجب من شدته وإن كنت تريد أن تتعجب من كثرته فتقول نعم ما أكثر استغفاره قال : وبعد أفعِل جره بالباء يجب بعد أفعِل يعني معناه أن مصدر العادم إذا أتيت بأفعل يجب جره بالباء فتقول : أكثر باستغفاره أكثر باستغفاره أشدد بعماه مثلا آه وعلى هذا فقس أفادنا المؤلف في هذا البيت أننا إذا أتينا بالنائب اللي هو أشدّ أو أشدد فإننا نحول الفعل المتعجب منه إلى مصدر منصوب بعد أشدّ أو مجرور بالباء آه بعد أشدد بعد أفعِل به وأظن هذا واضح من الأمثلة واضح من الأمثلة .
12 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: ومصدر العادم بعد ينتصب *** وبعـــد أفعـــــل جره بالبا يجــــب. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وبالندور احكم لغير ما ذكـــر *** ولا تقس على الذي منه أثـــــر.
بالندور احكم، النادر معناه القليل جدَّا، وقوله: " بالندور " متعلق باحكم، يعني: احكم بالندور، أي: بالقلة القليلة " لغير ما ذكر " " لغير ما ذكر " مما خالف الشروط، فإذا وجدت شيئًا من كلام العرب مخالفًا لما قررتُه فقل: إنه نادر، وهذا شأن النحويين رحمهم الله، إذا أصلوا القواعد فما ورد يقولون: إنه نادر، ولو أنهم قالوا: إنه نادر وأنه يجوز على سبيل الندور لكان الأمر هينًا، لكن يقولوا: " ولا تقس على الذي منه أُثر " أُثر بمعنى نُقل، يعني لا تقس على الذي نقل عن العرب مما خالف الشروط وصاغوا منه التعجب، لا تقِس وأظن ذكر في الشرح عدة أمثلة.
13 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وبالندور احكم لغير ما ذكـــر *** ولا تقس على الذي منه أثـــــر. أستمع حفظ
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: من قوله مع تعليق الشيخ عليه: " ...ولا يقاس على ما سمع منه كقولهم ما أخصره من اختصر فبنوا أفعل من فعل زائد على ثلاثة أحرف وهو مبني للمفعول وكقولهم ما أحمقه فبنوا أفعل من فعل الوصف منه على أفعل نحو حمق فهو أحمق وقولهم ما أعساه وأعس به فبنوا أفعل وأفعل به من عسى وهو فعل غير متصرف ...".
القارئ : ما أخصره.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ما أخصره وما اعساه.
الشيخ : لا وين؟
القارئ : يقول: " ولا يقاس على ما سمع منه، كقولهم: ما أخصره من اختصر، فبنوا أفعل من فعل زائد على ثلاثة أحرف وهو مبني للمفعول، وكقولهم: ما أحمقه، فبنوا أفعل من فعل الوصف منه على أفعل، نحو حمِق فهو أحمق، وقولهم: ما أعساه وأعس به، فبنوا أفعل وأفعل به من عسى، وهو فعل غير متصرف ".
الشيخ : بس؟ على كل حال المؤلف رحمه الله يقول: هذا النادر لا تقيس عليه، وعند أهل العلم في الفقه يقولون: إن النادر لا حكم له، النادر لا حكم له فالعبرة بالقاعدة، أما الشاذ فلا عبرة به، وهذا في كل شيء، في كل شيء الشاذ الخارج عن النظائر ما يقاس عليه، نعم إنما يعتذر له ولا يحتج به، طيب قولهم: ما أخصره، كتاب صغير فقلت: ما أخصره، مع أنه من اختصر، ولهذا يقال: هذا كتاب مختصر اسم مفعول، هذا مخالف للقاعدة، لأنه أكثر من ثلاثة، ولأنه مبني للمجهول، ومع ذلك العرب يقولون: ما أخصره، ما أعساه، يفعل كذا، -لو تقرؤون يا سيد سيد يا سيد لو تقرؤون القرآن أفضل لكم وأسلم منكم- كذلك تقول: ما أعساه، ما أعساه يفعل كذا، أو بفعل كذا، فهنا بني من فعل ثلاثي صحيح عسى ثلاثية، لكنه؟
الطالب : جامد.
الشيخ : جامد، لكنه جامد، يقول المؤلف: إنك لا تقيس على هذه الأشياء، لأنها تسمع ولا يقاس عليها، أو تحفظ ولا يقاس عليها.
الطالب : ما أعسره يا شيخ.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ما أعسره.
14 - قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: من قوله مع تعليق الشيخ عليه: " ...ولا يقاس على ما سمع منه كقولهم ما أخصره من اختصر فبنوا أفعل من فعل زائد على ثلاثة أحرف وهو مبني للمفعول وكقولهم ما أحمقه فبنوا أفعل من فعل الوصف منه على أفعل نحو حمق فهو أحمق وقولهم ما أعساه وأعس به فبنوا أفعل وأفعل به من عسى وهو فعل غير متصرف ...". أستمع حفظ
هل مثله " ما أعسره " في التعجب ؟
الشيخ : ما أعسره، لا ما هي مثلها، لأنها من فعل ثلاثي قابل للتفاضل ومبني للفاعل، عسُر الشيء تقول: ما أعسره، يسُر الشيء فتقول: ما أيسره، نعم.
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وفعل هذا الباب لن يقـــــدما *** معمــــوله ووصــــله به الــــزما.
هذه قاعدة يقول: إن الباب لا يقدم معموله أبدًا، لا يقدم معموله، تقول: ما أحسنَ السماءَ، أين مفعول أحسن؟
الطالب : السماء.
الشيخ : السماءَ، لا يجوز أن تقدم السماء على الفعل أحسن، ولا تقول: ما السماءَ أحسنَ، أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، ولا يجوز أن تقول: السماءَ ما أحسن، فتقدم السماء اللي هو مفعول على ما والفعل، وهو داخل في قول المؤلف ها؟
الطالب : " لن يقدما معموله ".
الشيخ : " لن يقدما معموله "، وقوله: " لن يقدما " اعلموا أن الألف هنا للإطلاق وليست للتثنية، يعني: أن فعل معمول هذا الباب لن يقدم على فعله سواء تقدم على الفعل دون ما أو على الفعل وما، ما يجوز، وكذلك الصيغة الثانية أشدد به فقلت مثلًا: أحسن بالسماء، ما يجوز تقول بالسماء أحسن، ما يجوز أن تقول بالسماء أحسن، وذلك -والله أعلم- لأن هذا الباب جرى مجرى الأمثلة، والأمثلة ما تتغير، تبقى على ما وردت عن العرب، لا تقدم ولا تؤخر، أيضًا يختلف عن غيره، الاختلاف الثاني: " ووصــــله به الــــزما " وصله، وصله مفعول به، والزما فعل أمر، وهو الذي عمل بقوله: وصله، يعني والزم وصله به، مثاله: ما أحسنَ السماءَ، السماءَ متصلة بالفعل ولا لا؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : متصلة.
الشيخ : متصلة بالفعل؟
الطالب : نعم.
الشيخ : ما أحسنَ السماءَ متصلة بالفعل؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، وجوبًا ولا لا؟
الطالب : وجوبًا.
الشيخ : وجوبًا، ابن مالك يقول: لن يتقدم على الفعل ولن يفصل بينه وبينه بفاصل، ولهذا قال: " ووصله ".