شرح قول ابن مالك رحمه الله: واجعل كبئس ساء واجعل فعلا *** من ذي ثلاثـة كنعم مسـجلا.
" واجعل كبئسَ ساءَ " :
قوله : " كبئس " : الكاف اسم بمعنى مثل ، فهو منصوب لكنه مبني على السكون في محل نصب ، يعني : واجعل مثلَ بِئس ، وبئس كيف يصير ؟ تدخل عليها الكاف حرف جر وهو فعل ! هاه ؟
الطالب : أن المراد لفظه .
الشيخ : أن المراد لفظه ، المراد لفظه ، أي : واجعل كهذا اللفظ ، واجعل كهذا اللفظ ، هاه .
وقوله : " ساء " نفس الشيء نقول فيه ، فإن ساء فعل ومع ذلك نعربه على أنه مفعول به أول لاجعل ، أي اجعل ساء مثل بئس ، وكيف يكون مفعولا به وهو فعل ؟ نقول : لأن المراد ؟
الطالب : لفظه .
الشيخ : لفظه ، يعني : اجعل هذا اللفظ ، ساء : ومنه قوله تعالى : (( ساءَ مثلاً القومُ )) : القوم : فاعل ساء ، والمخصوص محذوف معوض عنه بالتمييز في قوله : (( مثلاً )) ، وأصله : ساء المثلُ مثلا ، نعم ، ساء المثل ، أو ، ساء مثلا القوم مثلاً ، طيب ، إذن ساء وش حكمه ؟ حكمها كبئس إذا قُصد بها إنشاء الذم ، مثل تقول : " ساءَ الرجلُ زيدٌ " ، كما تقول : بئس الرجلُ زيدٌ ، أما إذا قلت : ساءني كذا ، فليس من هذا الباب ، ساءني كذا ، أو : فلان ضرب زيدا فساءَه ، وما أشبه ذلك ، ما هي مِن هذا الباب ، لأن الذي من هذا الباب ما قُصد به إنشاء الذم ، لا ما قصد به حدوث ما يسوء ، فما قصد به حدوث ما يسوء فليس من هذا الباب ، فهو فعل عادي ، نعم ، قال : " واجعل فَعُلا *** مِن ذِي ثلاثةٍ كنِعمَ مُسجَلا " .
" واجعل فَعُلا *** مِن ذِي ثلاثةٍ " : فعُلا : بضم العين ، من ذي ثلاثة : أي من فعل ذي ثلاثة أحرف كنعم ، شوفه !! ، كنعم في المدح وفي العمل أيضا ، مُسجَلا : أي مطلقا ، مسجلا هنا بمعنى مطلقا ، ففَعُلَ الذي يراد به إنشاء المدح يُجعل كنعْمَ تقول مثلا : صدُق الرجلُ زيدٌ ، مثلاً ، صَدُق الرجلُ زيدٌ : أي مثل ما نقول : نعمَ الرجلُ زَيدٌ ، فنجعل الرجل فاعل ، وزيد هو المخصوص بالمدح ، وقوله : " مُسجلا " : قلنا معناه ؟
الطالب : مطلقا .
الشيخ : مطلقا .
الطالب : مطلقا يا شيخ إذا زاد أو تعدى ؟
الشيخ : إيه ولو كان مكسوراً إذا قصد به إنشاء المدح يضم ، لأنه قصد به اتصافه بهذا الوصف .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: ومثل نعم حبــــذا الفاعـــل ذا *** وإن ترد ذما فـقل لا حبــــذا.
" حبَّذا " : مبتدأ مؤخر ، " مثل " : خبر مقدم ، وحبذا نعربها جميعا فنقول : حبذا مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الحكاية ، ومثلُ ؟ هاه ؟
الطالب : خبر .
الشيخ : خبر مقدم ، ومثل مضاف ونعم مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على آخر منع من ظهورها الحكاية أيضًا ، " مِثلُ نِعمَ حبَّذا " : نقول : حبَّذا زيدٌ ، هذا لا شك كلٌ يعرف أن المراد إيش ؟
الطالب : المدح .
الشيخ : إنشاء المدح له ، إنشاء المدح له ، الإعراب أَعرَبَه المؤلف قال : " الفاعلُ ذا *** " .
اختَلَف عن نِعمَ ، نِعمَ فاعلها -كما سبق- هاه ؟ اسم محلى بأل ، أو مضاف محلى بأل ، أو ضمير ، هاه لكن هذا الفاعل : ذا ، تقول : حبَّذا زيدٌ ، وإن شئت أتيت بتمييز أو حال : صديقا ، أو : معينا ، أو ما أشبه ذلك ، حب : فعل ماضي ، وذا : فاعل مبني على السكون في محل رفع ، وزيد : مبتدأ مؤخر ، وخبره جملة حبذا .
" *** وإنْ تُرِد ذمًا فقلْ لا حبَّذا " :
والإعراب لا يختلف ، لكن بدل حبَّذا أقول : لا حبَّذا ، طيب نِعْمَ إذا أردت الذم وش تقول ؟ نِعم زيدٌ ، نِعم الرجلُ زيدٌ ؟
الطالب : بئس .
الشيخ : بئس ، وإن شئت فقل : لا نِعمَ الرجلُ زيدٌ ، ولا حبَّذا الرجلُ زيدٌ ، نعم
" *** وإنْ تُرِد ذمًا فقلْ لا حبَّذا " .
2 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: ومثل نعم حبــــذا الفاعـــل ذا *** وإن ترد ذما فـقل لا حبــــذا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وأول ذا المخصوص أيا كان لا *** تعدل بذا فهو يضاهي المثلا .
ابن مالك -ما شاء الله- في نعم وبئس !! مرة .
الطالب : متوصي .
الشيخ : متوصي فيه ، حتى الإعراب وكل شيء .
" وَأَوْلِ ذا المخصوصَ " : " أولِ " : فعل أمر ، " وذا " : مفعول ثاني ولا أول ؟
الطالب : ثاني .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : ثاني .
طالب آخر : مفعول ثاني .
الشيخ : مفعول ثاني ؟ والمخصوص ؟
الطالب : مفعول أول .
الشيخ : وَأَوْلِ المخصوصَ ذا : كذا ؟! فينقلب المعنى ، إذا قلت : أولِ المخصوصَ ذا : معناه أن المخصوص يقدم على ذا ، والأمر بالعكس .
الطالب : ذا هي الأول .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : ذا هي الأول .
الشيخ : " وأولِ ذا " : هذا المفعول الأول ، " المخصوص " : هذا المفعول الثاني ، يعني اجعل المخصوص يلي ذا .
" أيًا كان " : حتى لو هو جمع ؟
الطالب : نعم يا شيخ .
الشيخ : لو هو مثنى ؟! تبقى ذا على ما هي عليه ، ما تقول : حَبَّ هؤلاء القوم ، تقول : حبذا القوم ، وحبَّذا الرجلان ، وحبَّذا الرجال ، ما تقول : حب هؤلاء ، ولهذا قال :
" أيًا كانَ لا *** تَعدِل بذا " :
أيًا كان : وش إعراب أيًا ؟ خبر كان مقدما ، واسمها ضمير مستتر ، يعني أيا كان المخصوص .
" لا *** تَعدِل بِذا " :
وش معنى لا تعدل بذا ؟ يعني لا تأتي عنها بعديل لها ، أو بديل لها ، تبقى على ماهي عليه .
" فهُو يُضاهِي المثَلا " :
" فهو " : أي هذا التركيب ، " يضاهي " : يشابه ، " المثل " ، وقد قيل : " إن الأمثال لا تغير " ، إن الأمثال لا تغير تبقى على ما هي عليه ، نعم ، جاءك رجل بعد ما قلتَ : مَن يحفظ ألفية ابن مالك فله ألف ريال ، كل بيت بريال ، هاه لمدة ستة شهور ، لمدة ستة شهور ، حفظها من حفظها في هذه المدة ، ثم -ترى هذا أقوله مثال وحقيقة ، إلي بوده الذي يرغب ما عندنا مانع- .
الطالب : قبل ما يقرأ يحفظ !
الشيخ : طيب ، بعدين بعد ما مضت ستة شهور ، جاء واحد وقال : أنا حفظتها ، أريد أسمعك إياها ، فأقول له : " الصَّيفَ ضَيَّعتِ اللَّبن " ، الصيف
الطالب : ضيعتِ .
الشيخ : ضيعتِ بالكسر لو هو رجل ، ضيعتِ اللبن ، يزعل يقول : ليش تخاطبني بخطاب الأنثى !! لو زعل خله يعرف ، هو ما هو بزعل إنسان يعرف ، ولا إن كان هو ما يعرف كله واحد : فتح التاء وكسرها وضمها واحد ، لكن إذا كان يعرف يبي يزعل نقول له : ما تزعل لماذا ؟
الطالب : لأن هذا مثل .
الشيخ : لأن هذا مثل ، والأمثال لا تغير ، تبقى على لفظها ، وهذه قاعدة معروفة عند أهل العلم بالعربية : " أن الأمثال لا تغير " ، ولهذا يقول المؤلف هنا : " فهو يضاهي المثلا " .
فهو يضاهي : أي : ذا ، ما تتغير كالأمثال لا تتغير ، يالله نريد نقرأ في الشرح ، مَن يقرأ ؟ باقي دقيقتين ، نعم .
الطالب : باقي بيت .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : باقي بيت .
الشيخ : إيه ما يخالف ما يخالف ، أنا فاهم إنه باقي بيت ، نعم .
3 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وأول ذا المخصوص أيا كان لا *** تعدل بذا فهو يضاهي المثلا . أستمع حفظ
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: من قوله مع تعليق الشيخ عليه: " ...( واجعل كبئس ساء واجعل فعلا ... من ذي ثلاثة كنعم مسجلا ) تستعمل ساء في الذم استعمال بئس فلا يكون فاعلها إلا ما يكون فاعلا لبئس وهو المحلى بالألف واللام نحو ساء الرجل زيد والمضاف إلى ما فيه الألف واللام نحو ساء غلام القوم زيد والمضمر المفسر بنكرة بعده نحو ساء رجلا زيد ومنه قوله تعالى (( ساء مثلا القوم الذين كذبوا )) ...".
الطالب : " واجعَل كَبئسَ ساءَ واجعَلْ فَعُلَا *** مِن ذِي ثَلاثةٍ كَنِعمَ مُسْجَلا : تستعمل ساء في الذم استعمال بئس ، فلا يجوز " .
الشيخ : شِف ساء في الذم ، هذا من إيش ؟
الطالب : من المدح .
الشيخ : لا ، مِن ساء التي بمعنى : حدث له ما يسوؤه ، نعم .
الطالب : " تستعملُ ساء في الذم استعمال بئس ، فلا يكون فاعلها إلا ما يكون فاعلا لبئس ، وهو المحلى بالألف واللام ، نحو : ساءَ الرجلُ زيدٌ ، والمضاف إلى ما فيه الألف واللام نحو : ساءَ غُلامُ قومِ زيد ، والمضمر المفسر بنكرة بعده نحو : ساءَ رجلاً زيد ، ومنه قوله تعالى : (( ساءَ مَثَلًا القومُ الذين كذَّبوا )) " ، بعضهم يا شيخ مثلاً : يجعله تمييز .
الشيخ : إي نعم .
الطالب : المؤلف : ساء : صار تمييز ، والفاعل : ضمير مستتر .
الشيخ : نعم .
الطالب : والقوم مخصوص .
الشيخ : القوم : لا هو الفاعل .
الطالب : فاعل ؟!
الشيخ : القوم ؟ هو المخصوص نعم .
الطالب : هو المخصوص .
الشيخ : نعم ، نحن أعربناه هو الفاعل ، وهو المخصوص ، فالقوم هو المخصوص نعم ، والفاعل محذوف ، طيب .
الطالب : " (( ساءَ مَثَلًا القومُ الذين كذبوا )) " .
الشيخ : انتبهوا لهذا ، على أن القوم هو المخصوص ، فهو مبتدأ ، والفاعل ؟
الطالب : ضمير مستتر .
الشيخ : ضمير مستتر ، نعم .
الطالب : " وينكر بعدها المقصود بالذم كما ينكر " .
الطالب : شيخ
الشيخ : نعم ؟
الطالب : والتقدير يعني ، كيف يكون ؟
الشيخ : هو .
الطالب : نقول : ساء هو المثل ؟
الشيخ : هاه ؟
الطالب : نقول : ساء هو مثلًا ؟
الشيخ : إيه ، ساء المثل مثلا ، وهو ما يجمع بينهم كما عرفتم فيما سبق ، أن المعروف أنه لا يجمع بينهم .
4 - قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: من قوله مع تعليق الشيخ عليه: " ...( واجعل كبئس ساء واجعل فعلا ... من ذي ثلاثة كنعم مسجلا ) تستعمل ساء في الذم استعمال بئس فلا يكون فاعلها إلا ما يكون فاعلا لبئس وهو المحلى بالألف واللام نحو ساء الرجل زيد والمضاف إلى ما فيه الألف واللام نحو ساء غلام القوم زيد والمضمر المفسر بنكرة بعده نحو ساء رجلا زيد ومنه قوله تعالى (( ساء مثلا القوم الذين كذبوا )) ...". أستمع حفظ
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: من قوله مع تعليق الشيخ عليه: " ... ويذكر بعدها المخصوص بالذم كما يذكر بعد بئس وإعرابه كما تقدم وأشار بقوله واجعل فعلا إلى أن كل فعل ثلاثي يجوز أن يبنى منه فعل على فعل لقصد المدح أو الذم ويعامل معاملة نعم وبئس في جميع ما تقدم لهما من الأحكام فتقول شرف الرجل زيد ولؤم الرجل بكر وشرف غلام الرجل زيد وشرف رجلا زيد ومقتضى هذا الإطلاق أنه يجوز في علم أن يقال علم الرجل زيد بضم عين الكلمة وقد مثل هو وابنه به وصرح غيره أنه لا يجوز تحويل علم وجهل وسمع إلى فعل بضم العين لأن العرب حين استعملتها هذا الاستعمال أبقتها على كسرة عينها ولم تحولها إلى الضم فلا يجوز لنا تحويلها بل نبقيها على حالها كما أبقوها فتقول علم الرجل زيد وجهل الرجل عمرو وسمع الرجل بكر ومثل نعم حبذا الفاعل ذا .*** وإن ترد ذما فقل لا حبذا. يقال في المدح حبذا زيد وفي الذم لا حبذا زيد كقوله 277 - ألا حبذا أهل الملا غير أنه *** إذا ذكرت مى فلا حبذا هيا. واختلف في إعرابها فذهب أبو علي الفارسي في البغداديات وابن برهان وابن خروف وزعم أنه مذهب سيبويه وأن من نقل عنه غيره فقد أخطأ عليه واختاره المصنف إلى أن حب فعل ماض وذا فاعله وأما المخصوص فجوز أن يكون مبتدأ والجملة قبله خبره وجوز أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف وتقديره هو زيد أي الممدوح أو المذموم زيد واختاره المصنف وذهب المبرد في المقتضب وابن السراج في الأصول وابن هشام اللخمى واختاره ابن عصفور إلى أن حبذا اسم وهو مبتدأ والمخصوص خبره أو خبر مقدم والمخصوص مبتدأ مؤخر فركبت حب مع ذا وجعلتا اسما واحدا وذهب قوم منهم ابن درستويه إلى أن حبذا فعل ماض وزيد فاعله فركبت حب مع ذا وجعلتا فعلا وهذا أضعف المذاهب... ".
ومقتضى هذا الإطلاق أنه يجوز في عَلِم أن يقال : عَلُمَ الرجل زيدٌ بضم عين الكلمة ، وقد مثل هو وابنه به ، وصرح غيره أنه لا يجوز تحويل علم وجهل وسمع إلى فَعُلَ بضم العين ، لأن العرب حين استعملتها هذا الاستعمال أبقتها على كسرة عينها ، ولم تحولها إلى الضم ، فلا يجوز لنا تحويلها بل نبقيها على حالها كما أبقوها ، فتقول : عَلِم الرجل زيدٌ ، وجهِل الرجلُ عَمرو ، وسَمِع الرجلُ بكر " .
الشيخ : لكن ظاهر كلام ابن مالك أولى ، المسألة فيها تهوين ، نعم ؟
القارئ : على هذا الكسر يقصدون المدح والذم ؟
الشيخ : إيه ، نعم .
القارئ : " ومِثلُ نِعم حبَّذا الفاعلُ ذا *** وإنْ تُرِد ذمًا فقلْ لا حبَّذا :
يقال في المدح : حبَّذا زيد ، وفي الذم : لا حبَّذا زيد ، كقوله :
ألا حبَّذا أهلُ المـَلا غيرَ أَنَّهُ *** إِذا ذُكِرَت مَيٌّ فَلا حبَّذا هيا .
واختلف في إعرابها " .
الشيخ : هذا يحبها ولا يبغضها ؟
القارئ : يبغضها .
الشيخ : يبغضها ؟
القارئ : نعم .
الشيخ : وميٌّ !
القارئ : اسم ، علم على المضاف
الشيخ : إي نعم ، على المضاف ، نعم .
القارئ : " واختلف في إعرابها فذهب أبو علي الفارسي في البغداديات وابن بُرهان وابن خروف ، وزعم أنه مذهب سيبويه وأن من نقل عنه غيره فقد أخطأ عليه ، واختاره المصنف إلى أن حَبَّ فعل ماض ، وذا : فاعله ، وأما المخصوص فجوز أن يكون مبتدأ ، والجملة قبله خبره ، وجوز أن يكون خبرا لمبتدئ محذوف وتقديره : هو زيد أي الممدوح أو المذموم زيد واختاره المصنف ، وذهب المبرّد في المقتضب ، وابن السراج في الأصول ، وابن هشام اللخمى واختاره ابن عصفور : إلى أن حبذا اسم وهو مبتدأ ، والمخصوص خبره ، أو خبر مقدم والمخصوص مبتدأ مؤخر ، فركبت حَبَّ مع ذا وجعلتا اسما واحدا " .
الشيخ : اسما واحدا ولا فعلا واحدا ؟
الطالب : اسما واحدا ، حبَّذا : مبتدأ .
الشيخ : آه .
القارئ : " وذهب قومٌ منهم ابن درستويه " .
الشيخ : دَرَسْتَويْه .
الطالب : ينطق بضم الدال .
الشيخ : دُرستويه .
الطالب : دُرستويه .
القارئ : " وذهب قوم منهم ابن درستويه إلى أن حبَّذا فعل ماض ، وزيد فاعله فركبت حب مع ذا وجعلتا فعلا ، وهذا أضعف المذاهب " .
الشيخ : لكن ما ذهب إليه المؤلف هو أحسن الأقوال .
الطالب : لكن على قاعدة الأسهل ؟
الشيخ : هاه ؟
الطالب : على قاعدتنا الأسهل .
الشيخ : الأسهل أن نقول عنه : فعل ولا اسم ؟ لكن بس بعيد هذا ، حب فعل ماضي معروف حب فعل .
5 - قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: من قوله مع تعليق الشيخ عليه: " ... ويذكر بعدها المخصوص بالذم كما يذكر بعد بئس وإعرابه كما تقدم وأشار بقوله واجعل فعلا إلى أن كل فعل ثلاثي يجوز أن يبنى منه فعل على فعل لقصد المدح أو الذم ويعامل معاملة نعم وبئس في جميع ما تقدم لهما من الأحكام فتقول شرف الرجل زيد ولؤم الرجل بكر وشرف غلام الرجل زيد وشرف رجلا زيد ومقتضى هذا الإطلاق أنه يجوز في علم أن يقال علم الرجل زيد بضم عين الكلمة وقد مثل هو وابنه به وصرح غيره أنه لا يجوز تحويل علم وجهل وسمع إلى فعل بضم العين لأن العرب حين استعملتها هذا الاستعمال أبقتها على كسرة عينها ولم تحولها إلى الضم فلا يجوز لنا تحويلها بل نبقيها على حالها كما أبقوها فتقول علم الرجل زيد وجهل الرجل عمرو وسمع الرجل بكر ومثل نعم حبذا الفاعل ذا .*** وإن ترد ذما فقل لا حبذا. يقال في المدح حبذا زيد وفي الذم لا حبذا زيد كقوله 277 - ألا حبذا أهل الملا غير أنه *** إذا ذكرت مى فلا حبذا هيا. واختلف في إعرابها فذهب أبو علي الفارسي في البغداديات وابن برهان وابن خروف وزعم أنه مذهب سيبويه وأن من نقل عنه غيره فقد أخطأ عليه واختاره المصنف إلى أن حب فعل ماض وذا فاعله وأما المخصوص فجوز أن يكون مبتدأ والجملة قبله خبره وجوز أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف وتقديره هو زيد أي الممدوح أو المذموم زيد واختاره المصنف وذهب المبرد في المقتضب وابن السراج في الأصول وابن هشام اللخمى واختاره ابن عصفور إلى أن حبذا اسم وهو مبتدأ والمخصوص خبره أو خبر مقدم والمخصوص مبتدأ مؤخر فركبت حب مع ذا وجعلتا اسما واحدا وذهب قوم منهم ابن درستويه إلى أن حبذا فعل ماض وزيد فاعله فركبت حب مع ذا وجعلتا فعلا وهذا أضعف المذاهب... ". أستمع حفظ
هل ذا في حبذا اسم إشارة ؟
الشيخ : هاه ؟
السائل : ذا ، اسم إشارة ؟
الشيخ : إي نعم ، اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع ، أصله : ألا حبّ هذا .
هل ذا في حبذا للحاضر ؟
الشيخ : للمخصوص .
السائل : العبارة هي مع حاضر .
الشيخ : لزيد .
السائل : الإشارة للحاضر ؟
الشيخ : إي ، إن كان حاضرا فهو حاضر ، وإن كان غير حاضر فهو مستحضر في الذهن .
يقول الشارح " وذكر ابن الناظم " من هو ابن الناظم ؟
الشيخ : الناظم والد ابن مالك ، ما أدري عاد والله إيش اسمه ، هو اسمه محمد أو عبد الله .
الطالب : أو أسد الدين .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : فيه واحد اسمه أسد الدين .
الشيخ : أسد ؟ هذا لقب !
الطالب : أبوه اسمه محمد ؟!
الشيخ : إي يمكن اسمه محمد ، عبد الله بن أبي بكر ، أبوه عبد الله ، -رحمه الله تعالى- .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وما سوى ذا ارفع بحب أو فجر *** بالبا و دون ذا انضمام الحا كثر.
" ما سوى ذا " : يعني إذا كان الفاعل حبَّ سوى ذا ، هاه فماذا تصنع به وأنت تريد المدح ؟ يقول :
" ارفع أو فَجُرَّ *** بالبا " : يعني إما أن ترفعه ، وإما أن تجره الباء فتقول : حبَّ زيدٌ ، أو : حَبَّ بزيد ، تريد الثناء عليه ، فقول المؤلف : " وما سِوى ذا " :
" ذا " : وش يعني بذا ؟ ذا التي في حبذا ، ارفع بحب : يعني أنه إذا جاء فاعل لحبّ سوى ذا ، نَعم فارفعه بحبّ ، أو فجرّ بالباء ، وقول المؤلف : " أو فَجُرّ " : أو هذه حرف عطف .
الطالب : ...
الشيخ : هاه ؟
الطالب : أو ما هي موجودة .
الشيخ : -كيف ؟ إلا موجودة عندك ، ولا ممكن تنتقل للبيت الذي بعده- ، أو فجرّ بالباء : أو هذه حرف عطف ومعناها التخيير ، يعني أنك مخير بين أن ترفعه بحب ، أو تجره بالباء ، والفاء في قوله : " فجرّ " ، أو حرف عطف والفاء ؟
الطالب : زائدة .
الشيخ : الفاء : زائدة ، لأن الحروف العاطفة لا تتداخل ، الحروف العاطفة ما تتداخل ، ما تقول : جاء زيد وثم عمرو ، ما يجوز هذا .
أو فجرّ : ما يمكن نقول إن الفاء حرف عطف ، لأن حرف العطف لا يدخل على حرف العطف ، ولكن يجوز أن تكون الفاء رابطة جوابا لشرط مقدم ، يعني : أو إن لم ترفع فجر ، وعلى هذا فتكون الفاء هاه ؟
الطالب : رابطة .
الشيخ : رابطة للجواب ، المحذوف شرطه ، يعني : " أو إن لم ترفع فجر " ، وقوله : " جُر بالبا " خاصة ولا ... هاه ؟
الطالب : خاصة .
الشيخ : بالباء خاصة ، نعم بالباء .
" ودونَ ذا انْضِمامُ الحَا كَثُرْ " :
" ودونَ ذا انْضِمامُ الحَا كَثُرْ " : إعرابه : انضمام مبتدأ ، وانضمام مضاف ، والحاء مضاف إليه ، وكثر فعل ماضي ، والجملة خبر المبتدأ انضمام ، ودون نعم ، ودون ذا متعلق بإيش ؟ بكثر ، أي : وانضمام الحاء كثر دون ذا ، وش هي ذا ؟
ذا في حبذا ، يعني أنك تقول : حبذا بالفتح ، وتقول : حَب زيدٌ ، وحُب زيدٌ ، أو : حُبَّ بزيدٍ ، حُب بزيدٍ ، وحَب بزيد ، هاه ، ولا ما فهمتوا ؟! طيب إذن كلام المؤلف الآن يقول خلاصة الكلام : أن حب يؤتى بها لإنشاء المدح كما يؤتى بنعم ، ولكن إن كان فاعلها ذا فهي بفتح الحاء ، وإن كان فاعلها غير ذا فهي على الأكثر هاه ؟ بضم الحاء ، بضم الحاء ثم نقول : إن كان فاعلها ذا فإنه لا يجر بالباء ، وإن كان فاعلها غير ذا هاه جاز جره بالباء ، وحينئذ ماذا نعرب الباء إذا قلت : حُب بزيد ؟ يعني تثني عليه ، فنقول : حبَّ : فعل ماضي مبني على الفتح ، ونعربه على أنه مبني مفعول حُب ؟
الطالب : لا مبني للفاعل .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : مبني للفاعل .
الشيخ : لا مبني للفاعل .
الطالب : المراد لفظه .
الشيخ : وذلك لأن ، لا ما هو المراد لفظه ، وذلك لأن حب في هذا المكان أصبح : " حبب زيد " ، إي نعم أصلها حبب زيد، حَبُبَ زيد ، فهمتم ؟! لكن نقلت الضمة إلى الحاء على غير القاعدة التصريفية ، لما نقلت الهمزة من الباء وش صارت الباء ؟
الطالب : ساكنة .
الشيخ : ساكنة ، صارت الباء ساكنة ، طبعا إذا أخذت حركتها سكنت ، أو لا ؟ كسرت رجليها تتحرك ولا لا ؟! ما تتحرك ، أخذت الضمة منها فبقيت ساكنة ، الساكنة بعدها متحرك من جنسها تدغم به أو فيه ، تدغم فيه ولهذا قلنا : " حُبَّ " وأصلها : " حَبُبَ " ، ثم نقلت حركة الباء إلى الحاء ، الباء وش تسمى باللغة التصريفية ؟ تسمى العين ، فنقلت حركة العين إلى الفاء ، أو لا ؟! العين إلى الفاء ، غمَّضت العين لما نقلت الحركة هاه غضمت فسكنت ، فلما سكنت أدغمت هاه بالباء التي بعدها ، باللام ، فصارت حب ، واضح يا جماعة ؟!
ولهذا لو قلت : حُبَّ بزيد : حب فعل ماضي مبني للمفعول ، قلنا : هذا خطأ ، لكن لو أردت أن تخبر عن زيد بأنه محبوب فقلت : حُب زيدٌ ، هاه وش تعرب حب ؟
الطالب : مبني للمجهول .
الشيخ : فعل ماضي مبني للمجهول ، أو للمفعول ، لأنك تريد أن تخبر بأنه محبوب لا أن تنشئ الثناء عليه بالحب ، وبينهما فرق ، وهذا من دقائق اللغة، هذا من دقائق اللغة ، ما يفهمه إلا إنسان فهم المعاني ، لكن إذا قلت : حُبَّ بزيد ، -وهو ما يجوز أن يكون نائب فاعل بكل حال- المراد به إيش ؟ إنشاء المدح ، وذلك لأن الباء منعت أن يكون زيدٌ نائب فاعل، منعت أن يكون نائب فاعل .
9 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وما سوى ذا ارفع بحب أو فجر *** بالبا و دون ذا انضمام الحا كثر. أستمع حفظ
إذا قلت " حب زيد " ما نائب الفاعل ؟
الشيخ : الفاعل الذي يحبه .
السائل : مستقل زيد ؟
الشيخ : لا لا لا ، زيد : نائب فاعل .
السائل : إذا قلت : ... على نعم ؟
الشيخ : نقول : زيد هو الفاعل .
السائل : طيب وين المخصوص ؟
الشيخ : مافي مخصوص هنا .
ما الفرق بين هنا " حبذا " وبين باب نعم وبئس ؟
الشيخ : لا صارت من باب نعم وبئس في باب المعنى دون العمل ، بخلاف مع ذا .
السائل : مثل : " حب زيد " يا شيخ ، إنشاء للمدح .
الشيخ : هاه ؟
السائل : المراد إنشاء المدح ؟ " حُبَّ زيد " !
الشيخ : هو المراد إنشاء المدح .
هل يصح قول " حُبَّ زيد " ؟
الشيخ : لا أما حب زيد : تخبر عنه بأنه محبوب لا ما هو من باب إنشاء المدح .
السائل : لا ، إنشاء المدح نقول : حب زيد ، بدون باء .
الشيخ : هاه بدون ؟
السائل : بدون باء ، نقول : حب زيد .
الشيخ : يصلح ، زيدا ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : لا لا ، يعني تأمره بأن يجبه !
السائل : لا لا ما آمر .
الشيخ : إلا هذا هو
السائل : أي بدون الباء كيف ننشئها ؟
الشيخ : هاه ؟
السائل : بدون أن نأتي بالباء ، كيف ننشئها ؟
الشيخ : كيف إيش ؟
السائل : كيف ننشئ المدح ؟
الشيخ : نقول : حُبَ زيدٌ .
السائل : زيد ؟
الشيخ : زيدٌ .
السائل : بالضم ؟
الشيخ : إي ، على أنه فاعل بعد ، لا تعرب زيد على أنه نائب فاعل ، لكن إذا أردتُ أن أخبر عن زيد بأنه محبوب : أُعرب زيد بأنه نائب فاعل .
السائل : كيف تفرق بينهم ؟
الشيخ : هاه ؟
السائل : كيف تفرق بينهم ؟
الشيخ : يفرق بينها السياق .
السائل : ما في إلا السياق ؟
الشيخ : ما في إلا السياق إي نعم ، ولهذا قلنا : إنه ينبغي -أنا أرى أنه ينبغي- إذا أردت أن تنشئ المدح أن تدخل الباء ، علشان يزول الإشكال .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: أفعل التفضيل
أفعل التفضيل : يعني الأفعل الذي يراد به التفضيل ، فهو من باب إضافة الشيء إلى نوعه ، وذلك لأن أفضل تارة تكون صفة مثل : أعرج ، وأبيض ، وأحمر ، وما أشبهها ، وتارة تكون فعلاً مثل : أقدم ، وأحجم ، وأكرم ، وما أشبهها ، فالمؤلف يقول : أفعل إيش ؟ التفضيل : يعني التي يراد بها التفضيل ، فهو إذن من باب إضافة الشيء إلى نوعه .
أفعل التفضيل : هو : " كل اسم دال على التفاضل بين شيئين ، إما في محمود وإذا في مذموم " ، فهمتم ؟! دال على التفاضل بين شيئين إما في محمود أو مذموم ، ولا تظنوا أن أفعل التفضيل من الفضل الذي هو الإحسان والخير ، من التفضيل الذي هو الزيادة في قبح أو حسن ، فإذا قلت : هذا أطيب من هذا ، هاه ؟
الطالب : للحسن .
الشيخ : فهو تفضيل في ممدوح ، وإذا قلت : هذا أقبح من هذا ؟
الطالب : للمذموم .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : للمذموم .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : قبيح .
الشيخ : إي ، فهذا تفضيل في مذموم ، في شيء مذموم ، والمؤلف ما يُعنى بمسألة المعنى ، يُعنى بالصيغة .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: صغ من مصوغ منه للتــــعجب *** أفعل للتفضــــيل وأب اللذ أبي.
" صُغ " : فعل أمر ، والأمر للوجوب ، كذا ؟
الطالب : لا .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : نعم نعم .
الشيخ : لا ، هو للوجوب على قاعدة النحويين ، ما هو بالوجوب الذي يأثم به الإنسان .
وقوله : " من مَصوغ منه للتعجب " : أي مِن مصدر يصاغ منه فعل التعجب ، هاه وين مفعول صغ ؟! أفعل للتفضيل ، أفعل للتفضيل ، لتفضيل شيء على شيء ، في قول المؤلف : " مِن مَصوغ منه للتعجب " : إحالة على ما سبق ، وفي التعجب قال :
" وصُغهُما مِن ذِي ثلاثٍ صُرِّفا *** قابلِ فضلٍ تمَّ غَير ذِي انْتِفَا
وغيرَ ذِي وَصفٍ يُضاهِي أَشهَلا *** وغيرَ سَالكٍ سَبيلَ فُعِلا " .
إذن فلنرجع إلى ما سبق ، ونقول : القاعدة هنا ، القاعدة : " ما جاز أن يصاغ منه للتعجب ، جاز أن يصاغ منه اسم التفضيل " ، " ما جاز أن يصاغ منه فعل التعجب ، جاز أن يصاغ منه اسم التفضيل " ، هو يقول : " وما لا فلا " ؟
الطالب : إي .
الشيخ : نعم ، لأنه قال : " وَأْبَ اللَّذْ أُبِي " ، " وَأْبَ اللَّذْ أُبِي " :
ائب : -والله هذا إعرابها!!- يعني أبٌ ، ائب ؟
الطالب : لا .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : فعل .
الشيخ : فعل أمر ، فعل أمر ، نعم يعني ارفض أو امنع ، امنع الذي منع ، طيب ائب : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المقدرة .
الطالب : لا .
الشيخ : ها ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا ؟! إي مبني على الفتح ؟
الطالب : مبني على حذف الألف .
الشيخ : مبني على حذف الألف ، هاه ؟ والفتحة قبلها دليل عليها .
الطالب : نعم .
الشيخ : وفاعله مستتر وجوبا تقديره : أنت ، " أنت اللذ " ، اللذ ، اللذ هذه ... ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ها وين ؟
الطالب : من أسماء الموصول .
الشيخ : اسم موصول ؟ إذن : اللذ : أي الذي ، هاه وشلون نعربها ؟ اللذ : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب ، وين راحت الياء ؟ حذفت لعلة تصريفية ، ولا كما يقولون : حذفت اعتباطا ؟
الطالب : في شي حذف اعتباطا ؟
الشيخ : إلا ، في شيء حذف اعتباط يعني غصب .
الطالب : ...
الشيخ : مثل ؟
الطالب : ضرورة الشعر .
الشيخ : لا غير ذي ، الضرورة في الشعر ما تحذف في الكلام الآخر ، مثلًا : كلمة يد ، وكلمة دم ، وما أشبه ذلك ، هذه على حرفين ، والاسم ما يمكن أن يكون على حرفين ، يقول : إنها حذفت الحرف الثالث اعتباطا ، اعتباطا يعني أن العرب اعبطت هالشيء وحذفته ، بدون تعليل صرفي ، إذن اللذ : لغة في الذي ، هاه ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لغة في الذي ، فتعرب مبنية على السكون ، طيب نشوف الآن هل يصاغ اسم التفضيل من فعل رباعي ؟
الطالب : لا يصاغ .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا يصاغ .
الشيخ : ما يصاغ ؟!
الطالب : لا يصاغ .
الشيخ : طيب ، زيدٌ أكرمُ مِن عَمرو ، هاه ؟ مِنْ أَكرَمَ !
الطالب : كرم .
طالب آخر : مِن كَرَم .
الشيخ : مِن كرم الثلاثي ، طيب إذا أردت أن أصوغه من أكرم ، وأَشدد أو أشد أو شبههما ، فأقول : زيدٌ أشدُّ إكرامًا مِن عمرو ، أو لا ؟!
إذا بغيت أن أخبر عن زيد بأنه يكرم الناس أكثر أقول : أشدُّ إكرامًا مِن عمرو ، ما أقول : أكرم من عمرو ، بينما أنها في اللغة عندنا هاه ؟
الطالب : تصاغ .
الشيخ : تصاغ ، إذا قال : فلان أكرم ، يعني أكثر إكرام من عمرو ، ما هو بأكرم يعني صفته صفة الكرم فيه أقوى ، طيب ، هل يصاغ اسم التفضيل من عسى ؟
الطالب : لا .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : لا .
الشيخ : فأقول : زيدٌ أَعسى مِن عمرو ؟ ها ؟
الطالب : ما يمكن .
الشيخ : ما يمكن ؟! ما يمكن ، لأنه جامد ، طيب هل يصاغ : فلان أموت مِن عمرو ، زيد أموت من عمرو ؟
الطالب : لا غير قابل .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : غير قابل .
الشيخ : غير قابل للتفاوت ، أو لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : طيب : زيد أعمى من عمرو ؟
الطالب : غير قابل .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : غير قابل .
الشيخ : غير قابل ؟!
الطالب : إي .
الشيخ : طيب وما الجواب عن قوله تعالى : (( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا )) هاه ؟
الطالب : في عمى القلب يتفاضل ، أما عمى البصر ما يتفاضل .
طالب آخر : لكن هذا عمى قلب ، أو هو أعمى !!
الشيخ : (( من كان في هذه أعمى )) !
الطالب : هذا توكيد يا شيخ .
طالب آخر : ما هو توكيد .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : ما توكيد شي .
الشيخ : لا : (( ومن كان في هذه أعمى )) هذا وصف ، فهو في الآخرة أشد عمى وأضل سبيلا .
الطالب : أو قس للتي قبلها يعني .
الشيخ : فهو في الآخرة أعمى يعني ؟
الطالب : إيوا .
الشيخ : وصف ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : وصف ، إذن : (( أضل سبيلا )) خبر لمبتدأ محذوف ، يعني وهو أضل سبيلا ، نعم ، طيب .
الطالب : ...
الشيخ : نعم ؟ لا ما نقول إلا من غير بئس ، من بؤس نعم ، طيب هل أقول : فلانٌ أكونُ صدقًا من فلان ؟
الطالب : لا .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : ما يشتمل .
الشيخ : لا ، فلانٌ أكونُ صدقًا من فلان !
الطالب : ما يدخل .
الشيخ : ها ؟ ويقول ابن مالك ؟
الطالب : " تمَّ " .
الشيخ : تم ، زين ، طيب هل أقول : شماغ غانم أحمر من شماغ عبد الرحمن ؟
الطالب : لا .
طالب آخر : نعم .
الشيخ : هاه ؟ ليش ؟
الطالب : لأنه على أفعل .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : من فعُل .
الشيخ : ها ؟
الطالب : الوصف منه على أفعل .
الشيخ : الوصف منه على أفعل ، فلا يجوز كذا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : وهذا الشرط الأخير فيه خلاف والصحيح أنه جائز ، تقول : حبر هذا أسود من هذا ، أو لا ؟
الطالب : بلى
الشيخ : وتقول : هذا البساط أحمر من هذا البساط ، وتقول : هذا أصفر من هذا ، فالصواب جوازه ، فإذا قال قائل : إذا أجزتموه التبس التفضيل بالصفة ، لأن هناك فرق بين قولك : هذا أصفر ، يعني وصفه الصفرة ، وهذا أصفر من هذا ، بينهما فرق ولا لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : إذا قال قائل : إذا أجزتم التفضيل في مثل هذا ، لزم من ذلك اللبس ، وهو التباس الوصف وش هو ؟ بالتفضيل ، قلنا : لا لبس ، وش الذي يبين المعنى ؟!
الطالب : المفضل .
الشيخ : يبينه ذكر المفضّل عليه ، أنا ما أقول : هذا البساط أسود فقط أو أحمر فقط ، قلت : هذا البساط أحمر من هذا البساط ، إذن فـَ مِن هي التي تعين أنه اسم تفضيل ، والذين منعوا ما عندهم شبهة إلا أنه يلتبس هذا بهذا ، ونحن نقول : إن الالتباس يزول بتقدير مِن ، الالتباس يزول بتقدير مِن أو وجودها ، طيب إذا قلت : زيد أمرضُ من عمرو ، هذا أنَّه مَبني مِن مُرِضَ هاه يجوز ؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما يجوز ، زيد أعنى بالأمر من عمرو ، هاه ؟
الطالب : ما يجوز .
الشيخ : ما يجوز ؟!
الطالب : لا .
الشيخ : وش السبب ؟
الطالب : مبني للمجهول .
الشيخ : لأنه مبني للمجهول ، لأنه يقال : عُني بالأمر ، ولا يقال : عَنى بالأمر ، طيب إذا قلت : زيد أعنى من عمرو بالأمر ؟ أنا أريدها من اعتنى مو من عُني به ؟!
الطالب : ما يجوز .
الشيخ : ما يجوز أيضا لأنه زائد على الثلاثي ، إذن اسم التفضيل حكمه فيما يصاغ منه وما لا يصاغ حكم فعل التعجب ، ويحال على ما سبق ، طيب .
14 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: صغ من مصوغ منه للتــــعجب *** أفعل للتفضــــيل وأب اللذ أبي. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وما به إلى تعجب وصـــل *** لمـــــانع به إلـــى التفضــــيل صل.
-رحمه الله- " وما بهِ إلى تَعجُّبٍ وُصِلْ *** لمانعٍ بهِ إِلى التفضيلِ صِلْ " .
نشوف إعراب البيت لأن فيه تقديم وتأخير : " ما به " : ما : إعرابها ؟
الطالب : اسم موصول .
الشيخ : اسم موصول مبتدأ ، وبه جار ومجرور متعلق بوصل ، أو لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : فالتقدير : " وما وصل به إلى تعجب " ، وقوله : " لمانع " : متعلق بوصل ، وقوله : " به إلى التفضيل صل " : به جار ومجرور متعلق بصل ، وعلى هذا : " صل به إلى التفضيل " ، وجملة صل : في محل رفعٍ خبر ما ، خبر المبتدأ ما ، أظنه واضح ؟!
وتركيب البيت : " وما وصل به إلى التعجب بمانع ، صل به إلى التفضيل " .
كأنه يقول : يُتوصل في القاعدة ، القاعدة : " يتوصل إلى التفضيل بما لا يصاغ منه بإيش ؟ بأشد -لا أو أشدد مثل- بأشد ونحوها ، بأشد وشبهها " ، هذه القاعدة ، بعد ما قلنا : إنه ما يجوز أن تقول : هذا البساط أحمر من البساط ، وش أقول ؟
الطالب : أشد حمرة .
الشيخ : أقول : هذا أشد حمرة ، وبعد ما قلنا إنه لا يجوز أن أقول : فلان أعنى بهذا الأمر من فلان ، هاه ماذا أقول ؟
الطالب : أشد عناية .
الشيخ : أشد عناية به ، وكما قلنا : إنه ما يجوز : فلان أموت من فلان ، هاه ؟
الطالب : أشد موتا .
الشيخ : طيب أشد موتا نفس الشيء ، ما تفاوت ، هاه ؟
الطالب : نفس الشي .
الشيخ : ولهذا ابن مالك يقول : " يخلُفُ ما بعض الشروطِ عَدِما " ، بعض الشروط مو معناه كل شيء انعدم الشرط يؤتى بأشد ، قال : " ما بعض الشروط " .
فأنت إذا قلت : أشد موتا ، ما يمكن يصح على إنه المراد الموت نفسه ، نعم إذا قلت : أشد موتا ، معناه أشد نزعا عند نزع الروح يمكن ، أما أشد موتا بمعنى إنه بعد ما يموت يصير هذا أشد من هذا ؟!!! فهو مثل الأموات ، نعم طيب : فلان أشدُّ عمى من فلان ، هاه ؟
الطالب : صحيح إذا كان عمى القلب .
الشيخ : دعنا من عمى القلب ، عمى القلب حتى أعمى من فلان يصح ، لكن عمى البصر !
الطالب : العمى واحد .
الشيخ : العمى واحد ، أما الذي ضعيف بصره ما يقال : أعمى ، ما يقال أعمى .
الطالب : عمى القلب .
الشيخ : إلا ، لكن دعنا من عمى القلب ، هم الذي يمنعونه عمى البصر ، يقول الإنسان الذي ما يبصر ما يبصر ولا فرق ، ولا لا ؟ ما فيه تفاضل .
الطالب : طيب بعضهم يشوف النور وبعضهم ما يشوف !!
الشيخ : ما يصير أعمى كامل ، ما يصير أعمى كامل .
الطالب : أعمى ما يشوف شي إلا النور .
الشيخ : صار يشوف شيء ، صار يشوف النور ، يعني نظير هذا يوجد بعض الناس يصير فيه صمم ، يسمع الكلام ولا يميزه، يسمع الكلام ولا يميزه ولا لا ؟! تجده مثلا يسمع الصوت لكن ما يميز وش تقول ، هذا مثل الذي يرى الشيء ولا يميزه ، بس يرى نوره ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب .
الطالب : يطلق عليه أصم هذا الذي يسمع الصوت وما يميزه ؟
الشيخ : إي ، يطلق عليه ؟! لا ما يقال أصم ، الظاهر إنه يقال ناقص السمع ، الأصم الذي ما يسمع أبدا ، إي نعم .
طيب المهم أنه إذا أردنا أن نتوصل إلى تفضيل ما لا يصاغ من التفضيل هاه ؟ إلى تفضيل ما لا يصاغ من التفضيل نأتي بأشد أو شبهها .
15 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وما به إلى تعجب وصـــل *** لمـــــانع به إلـــى التفضــــيل صل. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وأفعل التفضيل صله أبد *** تقديرا أو لفــــظا بمــن إن جــــــردا.
عندي أنا بمِن مكتوبة جميع !
الطالب : إي نعم .
الشيخ : والأحسن من حيث الإملاء ، أن تكتب الباء وحدها ، ومن وحدها وش السبب ؟ لأن مِن حرف مستقل ، حرف مستقل ، يعني بهذا الحرف وقوله : " أفعل التفضيل " : أفعل ، وش الذي نصله ؟
الطالب : الفعل .
طالب آخر : صل .
الشيخ : صل غلط ، هاه ؟
الطالب : صل أو !
طالب آخر : لا لا .
الشيخ : يعني وش الذي نصله الآن ؟
الطالب : من باب الاشتغال .
الشيخ : من باب الاشتغال ، صح من باب الاشتغال فهو منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده ، طيب هذا النصب واجب أو راجح أو مرجوح أو مساوي ، لأن الاشتغال كما سبق تجري فيه الأحكام الخمسة ، هاه نعم ؟
الطالب : راجح .
الشيخ : راجح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لماذا يا صالح ؟ هاه ؟
الطالب : لانه يجوز أن يكون ... راجح .
الشيخ : إذا قلت : زيد ضربت ، تقدر .