شرح قول ابن مالك رحمه الله: وإن لمنكور يضف أو جــــردا *** ألزم تذكيـــــرا و إن يوحــــدا.
الشيخ : زيد أفضلُ رجلٍ هنا ، صحيح ؟ الطالب : صحيح . الشيخ : طيب ، هندٌ أفضلُ امرأة هنا ، مع أن هند مؤنث ، وأفضل مذكر ، لكنه مضاف إلى نكرة ، الزيدان أفضل رجلين هنا ؟ الطالب : صحيح . الشيخ : صحيح ؟! الطالب : صحيح . الشيخ : أفضل ولا أفضلا الرجلين ؟ الطالب : أفضلُ . الشيخ : أفضلُ ، الزيدون أفضلُ قومٍ هنا ، صحيح ؟ الطالب : صحيح . الشيخ : زين ، لأنه مضاف إلى إيش ؟ مضاف إلى نكرة ، والهندان -يعني امرأتين ثنتين- ، أفضل امرأتين هنا ؟ الطالب : أضيف إلى نكرة . الشيخ : يصح ، لأنه أضيف إلى نكرة ، وكذلك : الهندات أفضلُ نساء هنا ، نعم ، الخلاصة الآن ، القاعدة هنا : " إذا جرّد اسم التفضيل من أل أو أضيف إلى نكرة لزم فيه أمران : وهما هاه ؟ الإفراد والتذكير " . " وإن لمنقولٍ يُضَف أو جُرِّدا " -يعني من الإضافة- ، " *** أُلزِمَ تَذكيرًا وأَنْ يُوَحَّدا " . يعني وأن يكون مفردا ، يُوحَّد : يعني يكون مفردًا ، والله أعلم . إن شاء الله تعالى في الدرس القادم نقرأ الشرح ، عشان مرةً الشرح ، ومرةً الشرح ، مرة شرح المتن ، ومرة الشرح نفسه . الطالب : شيخ نقرأ ؟ الشيخ : تكفي قراءته في البيت لكل واحد ، ولمن لا يقرؤه في البيت يستمع هنا ، ومن يقرؤه في البيت يزداد توكيدا . الطالب : يعني ما نقرأ ... طالب آخر : نبدأ ؟ الشيخ : نبدأ .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: و تلو أل طبق وما لمعرفـــه *** أضيف ذو وجهين عن ذي معرفه.
الشيخ :" وتلوَ ألْ طبقٌ " : ما معنى : " وتلو أل طبق " ؟ يعني أن المعرف بأل يكون طبق الموصوف ، أو المخبَر عنه ، فتقول : زيدٌ هو الأفضل ، هندٌ هي الفضلى ، شف واضح ، الزيدان هما ، هاه ؟ الطالب : الفُضليان ، لا لا ، الأفضلان . الشيخ : لا ، الأفضلان ، هما الأفضلان ، والهِندان -هذه حقة ابن آجروم- والهندان هما الفضليان . الطالب : ... الشيخ : هاه ؟ لا يا شيخ ، هما الفضليان . وتقول : هند ، هاه ؟ الطالب : هي الفضلى . الشيخ : هي الفضلى ، هند هي الفضلى ، طيب وتقول : هؤلاء النساء هن ؟ الطالب : الفُضليات . الشيخ : الفضليات ، هنَّ الفُضليات ، صار المحلى بأل مِن اسم التفضيل وش حكمه ؟ الطالب : طبق الموصوف . الشيخ : طبق الموصوف ، سواء كان خبرا أو صفة ، طبق الموصوف بكل حال مذكرا كان أو مؤنثا ، مثى أو مفردا أو مجموعا ، ثم قال : " وما لِمعرفَه *** أضيفَ ذو وجهينِ عن ذِي مَعرِفَه " : ما أضيف لمعرفه فإنه ذو وجهين ، ما معنى ذو وجهين ؟ يعني يجوز فيه المطابقة ، وعدم المطابقة ، فتقول : هندٌ فضلى النساء ، هندٌ فضلى النساء ، وهندٌ أفضل النساء ، الأول ؟ الطالب : مضاف . الشيخ : كله مضاف ، الأول مطابق ، والثاني هاه ؟ الطالب : غير مطابق . الشيخ : غير مطابق . الطالب : عكسنا ! الشيخ : لا ما عكسنا ، هندٌ فضلى النساء ، وهندٌ أفضل النساء : غير مطابق ، نعم وكذلك تقول : الزيدان أفضل الرجال ! الطالب : غير مطابق . الشيخ : مطابق ولا غير مطابق ؟ الطالب : غير مطابق . الشيخ : غير مطابق ، الزيدان أفضلا الرجال ؟! الطالب : مطابق . الشيخ : مطابق ، كذا ، إذن إذا أضيف لمعرفة جاز فيه الوجهان وهما : المطابقة وعدمها ، عدمها ما هو ؟ الإفراد والتذكير ، هذا عدمها ، الإفراد والتذكير ، فصار اسم التفضيل الآن لا يخلو من الأحوال التالية : الأول : أن يكون مجردا من أل والإضافة ، ما الواجب فيه ؟ الطالب : يلزم الإفراد والتذكير . الشيخ : يلزم الإفراد والتذكير ، الثاني : أن يكون مضافا -نعم ، لا إله إلا الله - الثاني : أن يكون محلىً بأل ، هاه ؟ الطالب : فيجب فيه المطابقة . الشيخ : فيجب فيه المطابقة ، إذا كان محلى بأل وجب فيه المطابقة ، الثالث : أن يضاف لمعرفة ، أو الرابع ؟ الرابع ، الرابع : فيجوز فيه الوجهان . الطالب : هذا ذكرناه مع الأول . الشيخ : ذكرناه مع الأول ، فصار الآن نقول له أربع حالات : أن يكون مفردًا ومجردا ، أن يكون مضافا إلى نكرة ، أن يكون مضافا إلى معرفة ، أن يكون محلىً بأل ، كم الحالات ؟! الطالب : أربع حالات . الشيخ : أربع حالات ، إذا كان مجردا أو مضافا لنكرة وجب فيه ؟ الطالب : الإفراد والتذكير . الشيخ : الإفراد والتذكير ، وإن كان محلى بأل وجب فيه ؟ الطالب : المطابقة . الشيخ : المطابقة ، وإن كان مضافا لمعرفة ، جاز فيه الوجهان ، والله أعلم . الطالب : شيخ صلاة الضحى ! الشيخ : هاه ؟ الطالب : صلاة الضحى اثنين اثنين ولا أربعة ؟ الشيخ : إي ركعتين ركعتين . الطالب : شيخ البيت ... هذا أيضًا ؟ الشيخ : إي إي نعم هذا مقيد لما سبق . الطالب : لو تعيد شرحه يا شيخ ؟ الشيخ : هاه ؟ الطالب : وأل طبق ! الشيخ : إي ما يخالف ، " وأل طبق " : وش معنى طبق ؟ أي مطابق لموصوفه ، أو ما كان خبرا عنه ، تقول مثلا : هذا الرجل الأفضل ، وهذه المرأة الفضلى ، وهذان الرجلان الأفضلان ، وهاتان المرأتان الفضليان ، وتقول : هؤلاء الرجال الأفضلون ، وهؤلاء النساء الفضليات ، المهم إن ما كان فيه أل فهو طبق في كل حال . " وما لمعرفه *** أضيفَ ذو وَجهينِ عن ذي معرفه " : " وما لمعرفه أضيف " : وش ضده ؟ ما أضيف لنكرة ، وقد سبق الكلام عليه وأنه يُلزم التذكير والإفراد . قال : " وما لمعرفه *** أُضيفَ ذو وجهينِ عن ذي معرفه " : المضاف إلى معرفة من أسماء التفضيل يجوز فيه وجهان : أحدهما المطابقة ، والثاني التجريد ، يعني عدم المطابقة ، الثاني عدم المطابقة وهو الإفراد ، مثال ذلك تقول : محمد رسول الله أفضل الأنبياء ، كذا ؟ مضاف إلى إيش ؟ الطالب : ... الشيخ : محمد رسول الله أفضل الأنبياء ، وتقول : فاطمة فضلى نساء العالمين نسباً ، فاطمة وأخواتها طبعا ، فُضلى نساء العالمين نسباً ، أو لا ؟! الطالب : نعم . الشيخ : فضلى النساء ، طيب وتقول : الزيدان ، هاه ، أفضلُ ؟ الطالب : أفضلا ، للمطابقة . الشيخ : إن شئت طابقت وإن شئت لم تطابق ، أفضلُ الرجال ، أو أفضلا الرجال ، أفضلا . وطلبة العلم ، هاه ؟ أفضل الرجال ، وإلا : أفضلوا الرجال ، يعني معناه المطابقة وعدمها .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: هذا إذا نويت معنى من وإن *** لم تنــــــو فهو طبــــق ما به قرن.
الشيخ : لكن شرط المؤلف قوله : " هذا إذا نَويتَ مَعنى مِن " : "هذا إذا نَويت معنى من " ، وإن لم تنو معنى من ! " فهو طبق ما به قرن " : نعم ، يعني معناه إنه يجوز الوجهان متى ؟ إذا نويت معنى مِن ، فإن لم تنو معنى مِن فإنه يجب المطابقة ، فأنت إذا قلت : محمد رسول الله أفضلُ الأنبياء ، معلوم أنك نويت مِنْ ، يعني أفضل مِن جميع الأنبياء ، طلبة العلم الشرعي أفضل طلبة في الدنيا ، أو لا ؟ الطالب : بلى . الشيخ : طيب ، أنت نويت مِن ولا لا ؟ الطالب : بلى . الشيخ : إي نعم ، يعني أفضل من جميع الطلبة في الدنيا ، فإذا نويت معنى مِن جاز الوجهان ، وإن لم تنو معنى مِن وإنما نويت مطلق الفضل ، فإنه يجب أن يكون مطابقا لما اقترن به ، " طِبقُ ما به قُرِن " ، تقول مثلا : " فلان أعدلُ الناس " ، ما قصدك أعدل من جميع الناس ، لكن قصدك أنه حاز قصَبَ الفضل في العدل . وتقول : الرجلان أعدلا ، زيد وعمرو أعدلا بني فلان ، أعدلا بني فلان ، هنا وش المقصود ؟ أعدل من بني فلان ما يصلح ، لأنهم هم مِن بني فلان ، لكن قصدك : أنهما عادلا بني فلان ، ومنه قولهم : " الأشَجُّ والناقِص أعدلا بني مَروان " ، " الأشَجُّ والناقِص أعدلا بني مَروان " ، من هو الأشج ؟ الطالب : عمر بن عبد العزيز . الشيخ : عمر بن العزيز ، والناقص ؟ الطالب : يزيد . الشيخ : يزيد بن معاوية ، فإنه الناقص ، لأنه كان مقتصد في العطايا ما هو مسرف ، فسموه الناقص ، الناس ما يسلم منهم أحد ، نعم إن أكثر العطاء قالوا مبذر ، وإن اقتصد قالوا ناقص . الطالب : يزيد يا شيخ ؟ الشيخ : إي . الطالب : ابن معاوية ؟ الشيخ : يزيد بن معاوية ، لكن ما هو بابن معاوية بن أبي سفيان ، " أعدلا بني مروان " : المراد إيش ؟ أنهما عدلان ، لا أنهما أعدل من جميع الناس ، أو أعدل من كل بني مروان ، إي نعم . تمت الآن الأقسام أربعة ، ما هي ؟ المؤلف يقول : " وإنْ لِمنكورٍ يُضَف أو جُرِّدا *** أُلزِم تَذكيرًا وأن يُوحّدَا " . هذه واحدة . الطالب : لا اثنين ! الشيخ : اثنين ، نعم صح ، اثنين : إذا أضيف لنكرة ، وإذا جرد من أل والإضافة ، وجب فيه الإفراد والتذكير . الثالث : إذا اقترن بأل تجب فيه المطابقة بكل حال . الرابع : إذا أضيف لمعرفة ، فإما أن تنوي معنى مِن ، وإما ألا تنوي ، فإن لم تنو معنى مِن وجبت ؟ الطالب : المطابقة . الشيخ : المطابقة ، وإن نويت معنى مِن جاز فيه الوجهان ، ونقرأ الآن ، نعم نقرأ الشرح . الطالب : من أول يا شيخ ؟ الشيخ : هاه ؟ ما قرأناه بالأول ؟ نعم
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... أفعل التفضيل صغ من مصوغ منه للتعجب *** أفعل للتفضيل وأب اللذ أبى يصاغ من الأفعال التي يجوز التعجب منها للدلالة على التفضيل وصف على وزن أفعل فتقول زيد أفضل من عمرو وأكرم من خالد كما تقول ما أفضل زيدا وما أكرم خالدا وما امتنع بناء فعل التعجب منه امتنع بناء أفعل التفضيل منه فلا يبنى من فعل زائد على ثلاثة أحرف كدحرج واستخرج ولا من فعل غير متصرف كنعم وبئس ولا من فعل لا يقبل المفاضلة كمات وفنى ولا من فعل ناقص ككان وأخواتها ولا من فعل منفى نحو ما عاج بالدواء وما ضرب ولا من فعل يأتى الوصف منه على أفعل نحو حمر وعور ولا من فعل مبنى للمفعول نحو ضرب وجن وشذ منه قولهم هو أخصر من كذا فبنوا أفعل التفضيل من اختصر وهو زائد على ثلاثة أحرف ومبني للمفعول وقالوا أسود من حلك الغراب وأبيض من اللبن فبنوا أفعل التفضيل شذوذا من فعل الوصف منه على أفعل ...".
الشيخ : طيب . القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم : " أفعل التفضيل : صًغ مِن مَصوغٍ منه للتعجبِ *** أفعلَ للتفضيلِ وأبَ اللذْ أُبى يصاغ من الأفعال التي يجوز التعجب منها للدلالة على التفضيل وصف على وزن أفعل ، فتقول : زيد أفضل من عمرو ، وأكرم من خالد ، كما تقول ما أفضل زيدا ، وما أكرم خالدا ، وما امتنع بناء فعل التعجب منه ، امتنع بناء أفعل التفضيل منه ، فلا يبنى من فعل زائد على ثلاثة أحرف كدحرج واستخرج ، ولا من فعل " . الشيخ : طيب وش نسوي ؟ القارئ : كيف يعني ؟ الشيخ : هاه إذا واحد يبي يذكر فضل فلان على فلان في الدحرجة ، وش يقول هذا ؟ القارئ : يأتي بواسطة . الشيخ : فيقول ؟ القارئ : فيقول : فلان أشد دحرجة من فلان . الشيخ : أشدُّ دحرجة من فلان ، صح ، وكذلك المثال الثاني . القارئ : " أشدُّ استخراجًا " . الشيخ : أشدُّ استخراجًا نعم . القارئ : " ولا من فعل غير متصرف كنعم وبئس ، ولا من فعل " . الشيخ : وماذا يفعل ؟ القارئ : لا يفاضل . الشيخ : هاه ؟ القارئ : هذه فات شروطها . الشيخ : هذه نعم ، من التي إذا فات شرطها ما لها بديل ، نعم ، لكن ممكن تقول : نِعمَ أفضلُ القوم فلان ، نِعمَ أفضلُ القومِ فلان ، طيب . القارئ : " ولا مِن فعل لا يقبل المفاضلة كمات وفني ، ولا من فعل ناقص ككان وأخواتها " . الشيخ : ولكن قد يُصاغ من هذا : مات وفني إذا كان المراد هاه ؟ القارئ : السرعة . الشيخ : سرعة الموت مثلا ، أو شدة سرعة فنائه وما أشبه ذلك ، فهذا يمكن أن يقال : ما أفناه ! أي ما أسرع فناه ، إي نعم . القارئ : هنا في واسطة يا شيخ ؟ الشيخ : نعم ؟ القارئ : أو من أجل الواسطة إذا كان يعني ؟ الشيخ : لا هو قد يقال بدون واسطة ، قد يقال بدون واسطة ، لكن المشهور على كلام المؤلف أنه يؤتى بواسطة : ما أسرع فناءه ، وما أسرع موته ، نعم . القارئ : " ولا من فعل منفي نحو : ما عاج بالدواء ، وما ضرب ، ولا من فعل يأتي الوصف منه على أفعل نحو " . الشيخ : طيب وش نسوي ؟ القارئ : ... الشيخ : ها ؟ القارئ : ما يفاضل . الشيخ : ما يصاغ ؟! القارئ : أيوا . الشيخ : ما رأيت ، مثل : أجزع مما يضرب من فلان ، أجزع مما يضرب من فلان . القارئ : بدون واسطة . الشيخ : هاه ؟ القارئ : الواسطة ! الشيخ : أتينا بها ، نعم ؟ القارئ : عاج ! الشيخ : عاج ما انتفع ! وش هي ؟ القارئ : ما عاج ! الشيخ : لا ، ما نافية ، عندك الجميع ؟ القارئ : نعم . الشيخ : نعم . القارئ : " ولا من فعل يأتي الوصف منه على أفعل نحو حمر وعور " . الشيخ : لكن الظاهر أنهم يقولون : عاج ما تأتي إلا منفية فقط ، إنه لازم من النفي ، هذا الفرق بين قوله : " ما عاج " ، وبين : " ما ضرب " ، فإن ضرب تاتي في سياق الإثبات ، بخلاف عاج ، نعم . القارئ : " ولا من فعل مبني للمفعول نحو ضُرب وجُن وشَذَ منه قولهم : هو أخصر من كذا ، فبنوا أفعل التفضيل من اختُصر وهو زائد على ثلاثة أحرف ومبني للمفعول ، وقالوا : أسودُ من حَلَكِ الغراب ، وأبيض من اللبن ، فبنوا أفعل التفضيل شذوذا من فعل الوصف منه على أفعل " . الشيخ : من فعلٍ الوصف منه . القارئ : " من فعلٍ الوصف منه على أفعل " . الشيخ : ولكن الصحيح جواز هذا ، نعم الصحيح أنه يجوز هذا ، وقد ورد في بعض الألفاظ : ( ماؤه أبيض من اللبن ) يعني حوض النبي -عليه الصلاة والسلام- أبيض من اللبن ، والمشهور : ( أشدُّ بياضا ) ، وكذلك أيضاً يقال مثل هذا أسود مِن هذا ، وهذا أعرج من هذا ، أي أشدُّ عَرَجًا نعم .
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... وما به إلى تعجب وصل *** لمانع به إلى التفضيل صل تقدم في باب التعجب أنه يتوصل إلى التعجب من الأفعال التي لم تستكمل الشروط بأشد ونحوها وأشار هنا إلى أنه يتوصل إلى التفضيل من الأفعال التي لم تستكمل الشروط بما يتوصل به في التعجب فكما تقول ما أشد استخراجه تقول هو أشد استخراجا من زيد وكما تقول ما أشد حمرته تقول هو أشد حمرة من زيد لكن المصدر ينتصب في باب التعجب بعد أشد مفعولا وههنا ينتصب تمييزا ... ".
القارئ : " وما بهِ إلى تَعجُّبٍ وُصِلْ *** لمانعٍ بِه إلى التفضيلِ صِلْ . تقدم في باب التعجب أنه يُتوصل إلى التعجب من الأفعال التي لم تستكمل الشروط : بأشد ونحوِها ، وأشار هنا إلى أنه يتوصل إلى التفضيل من الأفعال التي لم تستكمل الشروط بما يُتوصلُ به في التعجب ، فكما تقول : ما أشد استخراجه ، تقول : هو أشدُّ استخراجًا من زيد ، وكما تقول : ما أشد حمرته ، تقول : هو أشد حمرة من زيد " . الشيخ : ورى ، هو أشدَّ ؟ الطالب : مكتوبة بالفتح ! الشيخ : وأنت وش تقول ؟ الطالب : أنها مرفوعة الظاهر . الشيخ : وأنا عندي مرفوعة بالضم . الطالب : وأنا عندي مرفوعة . الشيخ : نعم . القارئ : " لكن المصدر ينتصب في باب التعجب بعد أشدَّ مفعولاً وها هنا ينتصب تمييزا " . الشيخ : هذه فائدة : أن هناك ينتصب على أنه مفعولا : " ما أشدَّ حمرته " حمرته : مفعول أشد ، وهنا ينتصب على أنه تمييز ، لأنه جاء بعد اسم التفضيل ، نعم . الطالب : ذكر هذا التمييز . الشيخ : إي ، هو ذكر هذا التمييز .
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... وأفعل التفضيل صله أبدا *** تقديرا أو لفظا بمن إن جردا لا يخلو أفعل التفضيل عن أحد ثلاثة أحوال الأول أن يكون مجردا الثاني أن يكون مضافا الثالث أن يكون بالألف واللام فإن كان مجردا فلا بد أن يتصل به من لفظا أو تقديرا جارة للمفضل عليه نحو زيد أفضل من عمرو وقد تحذف من ومجرورها للدلالة عليهما كقوله تعالى ( أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ) أي وأعز منك نفرا وفهم من كلامه أن أفعل التفضيل إذا كان بأل أو مضافا لا تصحبه من فلا تقول زيد الأفضل من عمرو ولا زيد أفضل الناس من عمرو وأكثر ما يكون ذلك إذا كان أفعل التفضيل خبرا كالآية الكريمة ونحوها وهو كثير في القرآن وقد تحذف منه وهو غير خبر كقوله - دنوت وقد خلناك كالبدر أجملا *** فظل فؤادي في هواك مضللا ف أجمل أفعل تفضيل وهو منصوب على الحال من التاء في دنوت وحذفت منه من والتقدير دنوت أجمل من البدر وقد خلناك كالبدر ... ".
القارئ : " وأفعلُ التفضيلِ صِلهُ أَبدَا *** تقديرًا أو لفظًا بمن إنْ جُرِّدا : لا يخلو أفعل التفضيل عن أحد ثلاثة أحوال : الأول أن يكون مجردا ، الثاني أن يكون مضافا ، الثالث أن يكون بالألف واللام ، فإن كان مجردا فلابد أن يتصل به : مِن ، لفظا أو تقديرا ، جارة للمفضل ، نحو : زيد أفضل من عمرو ، ومررت برجل أفضل من عمرو " . الطالب : جارَّة . الشيخ : ها ؟ الطالب : جارة ! الشيخ : فإن كان مجرورا ، فإن كان مجردا نعم ، نعم . القارئ : " فإن كان مجردا فلابد أن يتصل به : مِن ، لفظا أو تقديرا ، جارة للمفضل " . الشيخ : عليه . الطالب : مكتوب عليه . الشيخ : إي إي . القارئ : " نحو : زيد أفضل من عمرو " . الشيخ : ما هي بداخل فضل عليه الآن ؟ الطالب : بلى . القارئ : " ومررت برجل أفضل من عمرو ، وقد تحذف مِن ومجرورها للدلالة عليهما ، كقوله تعالى : (( أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا )) أي : وأعز منك نفرا وفهم من كلامه " . الشيخ : ما عندنا ، الثاني : أي وأعز منك ! الطالب : ... الشيخ : ها ، عندك يعني زائدة ؟ نعم . القارئ : " وفُهم من كلامه أن أفعل التفضيل إذا كان بأل أو مضافا لا تصحبه مِن ، فلا تقول : زيد الأفضل من عمرو ، ولا زيد أفضل الناس من عمرو ، وأكثر ما يكون ذلك إذا كان أفعل التفضيل خبراً كالآية الكريمة ونحوها ، وهو كثير في القرآن ، وقد تحذف منه وهو غير خبر كقوله : دنوتُ وقد خِلناكِ كالبدرِ أَجمَلا *** فظلَّ فؤادي في هواكِ مضللا . فـ أجمل : أفعل تفضيل ، وهو منصوب على الحال من التاء في دنوت ، وحذفت منه مِن ، والتقدير دنوت أجمل من البدر ، وقد خلناك كالبدر ، ويلزم أفعل التفضيل المجرد الإفرادَ والتذكير " . الشيخ : أنا عندي بالحاشية يقول : " ربما جاء بعد أفعل التفضيل مقترنا بأل أو مقترن بأن ، بأل أو المضاف مِن كما في قول الأعشى :. ولستَ بالأكثر منهم حَصى *** وإنما العزة للكاثر . وكما في قول سعد "، وقرقرة عندكم ؟ الطالب : نعم . الشيخ :" وقرقرة ، نحن بغرس الودي أعلمنا ، إيش ؟ منا بركض " ! الطالب : " الجياد في السَّدَفِ " الشيخ :" بركض الجياد في السَّدَفِ " ، هذا كأنه فلاح ، نعم قوله : " ولستَ بالأكثرِ منهم حصى *** وإنما العزة للكاثر " . : يعني للغالب في كثرة الحصى ، هاه وش الفائدة من كثرة الحصى ؟ الطالب : يضرب به . الشيخ : هاه ، يضرب به ؟ لا . الطالب : من أجل العدد . الشيخ : يعدون به ، يعدون به لأنهم كانوا بالأول ما عندهم أميين العرب ما عندهم حساب ولا معرفة الحساب ، إذا بغى يعد جاب حصى ، كم القوم ؟ قال : هاه شوف هذا الحصى الذي معي هم عددهم ، نعم هذا عدد القوم ، ومنه أحصاه : أحصاه : أصله عدّه بالحصى ، عدّه بالحصى هذا أصله ، يكون من الحصى ، فأحصيت الشيء يعني ضبطتُّ عدّه لأنهم كانوا يضبطون العدد بالحصى ، إي نعم .
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... ويلزم أفعل التفضيل المجرد الإفراد والتذكير وكذلك المضاف إلى نكرة وإلى هذا أشار بقوله وإن لمنكور يضف أو جردا *** ألزم تذكيرا وأن يوحدا. فتقول زيد أفضل من عمرو وأفضل رجل وهند أفضل من عمرو وأفضل امرأة والزيدان أفضل من عمرو وأفضل رجلين والهندان أفضل من عمرو وأفضل امرأتين والزيدون أفضل من عمرو وأفضل رجال والهندات أفضل من عمرو وأفضل نساء فيكون أفعل في هاتين الحالتين مذكرا ومفردا ولا يؤنث ولا يثنى ولا يجمع ...".
القارئ : " ويلزم أفعل التفضيل المجرد الإفرادَ والتذكير ، وكذلك المضاف إلى نكرة وإلى هذا أشار بقوله : وإن لمنكورٍ يُضف أو جُردا *** أُلزم تذكيرًا وأنْ يُوحَّدا فتقول : زيد أفضل من عمرو ، وأفضل رجل ، وهند أفضل من عمرو ، وأفضل امرأة ، والزيدان أفضل من عمرو ، وأفضل رجلين ، والهندان أفضل من عمرو ، وأفضل امرأتين ، والزيدون أفضل من عمرو ، وأفضل الرجال ، والهندات أفضل من عمرو ، وأفضل النساء ، فيكون أفعل في هاتين الحالتين مذكرا ومفردا ، ولا يؤنث ولا يثنى ولا يجمع " . الشيخ : وهو واضح في كلام المؤلف ، أو لا ؟ القارئ : نعم . الشيخ :" وإن لمنكورٍ يُضف أو جُردا *** أُلزم تذكيرًا وأنْ يُوحَّدا " . نعم .
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... وتلو أل طبق وما لمعرفه *** أضيف ذو وجهين عن ذي معرفه ( هذا إذا نويت معنى من وإن *** لم تنو فهو طبق ما به قرن
إذا كان أفعل التفضيل ب أل لزمت مطابقته لما قبله في الإفراد والتذكير وغيرهما فتقول زيد الأفضل والزيدان الأفضلان والزيدون الأفضلون وهند الفضلى والهندان الفضليان والهندات الفضل أو الفضليات ولا يجوز عدم مطابقته لما قبله فلا تقول الزيدون الأفضل ولا الزيدان الأفضل ولا هند الأفضل ولا الهندان الأفضل ولا الهندات الأفضل ولا يجوز أن تقترن به من فلا تقول زيد الأفضل من عمرو فأما قوله 280 - ولست بالأكثر منهم حصى *** وإنما العزة للكاثر فيخرج على زيادة الألف واللام والأصل ولست بأكثر منهم أو جعل منهم متعلقا بمحذوف مجرد عن الألف واللام لا بما دخلت عليه الألف واللام والتقدير ولست بالأكثر أكثر منهم
القارئ : " وتِلوُ أَلْ طِبقٌ وما لِمعرفَه *** أُضيفَ ذو وجهينِ عن ذي مَعرِفَه هذا إذا نَويْتَ مَعنى مِن وإِنْ *** لم تنوِ فَهو طِبقُ ما بِهِ قُرِن : إذا كان أفعل التفضيل بـ أل لزمت مطابقته لما قبله في الإفراد والتذكير وغيرهما ، فتقول : زيد الأفضل ، والزيدان الأفضلان ، والزيدون الأفضلون ، وهند الفضلى ، والهندان الفضليان ، والهندات الفُضل ، أو الفُضليات " . الشيخ : نعم الفُضل . القارئ : الفُضل ! الشيخ : لا ما شفت ، الفضل . القارئ : الفضل . الشيخ : نعم . القارئ : " ولا يجوز عدم مطابقته لما قبله ، فلا تقول : الزيدون الأفضل ، ولا الزيدان الأفضل ، ولا هند الأفضل ، ولا الهندان الأفضل ، ولا الهندات الأفضل ، ولا يجوز أن تقترن به مِن ، فلا تقول : زيد الأفضل من عمرو ، فأما قوله : ولستَ بِالأَكثَرِ مِنهم حَصى *** وإنما العِزَّةُ للكاثِرِ : فيخرّج على زيادة الألف واللام ، والأصل : ولستَ بأكثرَ منهم ، أو جعل : منهم متعلقا بمحذوف مجرد عن الألف واللام ، لا بما دخلت عليه الألف واللام ، والتقدير : ولستُ بالأكثر " . الشيخ : ولستَ ! القارئ : " ولستَ بالأكثر أكثر منهم " . الطالب : هنا مجرد يا شيخ . الشيخ : هاه ؟ القارئ : عندنا : " متعلقًا بمحذوف مجرد " . الشيخ : مجردا عندي ، ما نصبت ؟ القارئ : لا . الشيخ : عندي بالنصب . القارئ : عندنا بالجر . الشيخ : الذي عندكم أحسن ، الحال من النكرة قريبة . القارئ : المجرد هذا المحذوف أو المتعلق ؟ الشيخ : نعم ؟ القارئ : المجرد هذا المحذوف أو متعلق ؟ الشيخ : محذوفا مجردا ، المحذوف بين المؤلف قال تقول : " ولستَ بالأكثر أكثرَ منهم حصى " ، أو يحمل على زيادة الألف واللام ، والأصل : ولست بأكثرَ منهم حصى ، وهذا الذي جعل المؤلف يؤول البيت إلى أحد هذين الاحتمالين : مِن أجل سلامة القاعدة ، لأن القاعدة : " أن مِن لا تدخل على المحلى بأل " ، ولكن لو قيل : إنها تأتي على سبيل الندرة والقلة ، لم يكن هذا ممتنعا ، أما نروح نتكلف ونقول : أل زائدة ، أو أن هناك اسم تفضيل مجرد من أل ، فلا داعي له ، نقول : هذا من الأمور القليلة ، نعم .
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... وأشار بقوله وما لمعرفة أضيف إلخ إلى أن أفعل التفضيل إذا أضيف إلى معرفة وقصد به التفضيل جاز فيه وجهان أحدهما استعماله كالمجرد فلا يطابق ما قبله فتقول الزيدان أفضل القوم والزيدون أفضل القوم وهند أفضل النساء والهندان أفضل النساء والهندات أفضل النساء والثاني استعماله كالمقرون بالألف واللام فتجب مطابقته لما قبله فتقول الزيدان أفضلا القوم والزيدون أفضلوا القوم وأفاضل القوم وهند فضلى النساء والهندان فضليا النساء والهندات فضل النساء أو فضليات النساء ولا يتعين الاستعمال الأول خلافا لابن السراج وقد ورد الاستعمالان في القرآن فمن استعماله غير مطابق قوله تعالى (( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ))...".
القارئ : " وأشار بقوله : وما لمعرفة أضيف إلى آخره : إلى أنَّ أفعل التفضيل إذا أضيف إلى معرفة وقُصد به التفضيل جاز فيه وجهان : أحدهما استعماله كالمجرد ، فلا يطابق ما قبله ، فتقول : الزيدان أفضل القوم ، والزيدون أفضل القوم ، وهند أفضل النساء ، والهندانُ أفضل النساء " . الشيخ : والهندانِ ! القارئ : " والهندانِ أفضل النساء ، والهندات أفضل النساء ، والثاني استعماله كالمقرون بالألف واللام ، فتجب مطابقته لما قبله فتقول : الزيدان أفضلا القوم ، والزيدون أفضلوا القوم ، وأفاضل القوم ، وهند فضلى النساء ، والهندان فضليا النساء ، والهندات فضل النساء ، أو فضليات النساء ، ولا يتعين الاستعمال الأول خلافا لابن السرَّاج ، وقد ورد الاستعمالان في القرآن فمن استعماله " . الشيخ : فمِن ! القارئ : " فمِن استعماله غير مطابق قوله تعالى : (( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة )) " الشيخ : طيب لو طابق لكان لفظ الآية : ولتجدنهم أحرصي الناس ، أحرصي بالياء ، نعم لو طابق لقال : ولتجدنهم أحرصي الناس على حياة ، نعم .
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... ومن استعماله مطابقا قوله تعالى ( وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ) وقد اجتمع الاستعمالان في قوله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني منازل يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ). والذين أجازوا الوجهين قالوا الأفصح المطابقة ولهذا عيب على صاحب الفصيح في قوله فاخترنا أفصحهن قالوا فكان ينبغي أن يأتي بالفصحى فيقول فصحاهن...".
القارئ : " ومن استعماله مطابقا قوله تعالى : (( وكذلك جعلنا في كل قريةٍ أكابر مجرميها )) ، وقد اجتمع الاستعمالان في قوله " . الشيخ : نعم ، (( وكذلك جعلنا في كل قريةٍ أكابر مجرميها )) ولو لم يطابق لكان : أَكبرَ مجرميها ، نعم . القارئ : " وقد اجتمع الاستعمالان في قوله -صلى الله عليه وسلم- : ( ألا أخبركم بأحبكم إلي ، وأقربكم مني منازل يوم القيامة ، أحاسنكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ) " . الشيخ : الله أكبر ! القارئ : " والذين أجازوا الوجهين قالوا : الأفصح المطابقة ، ولهذا عيب على صاحب الفصيح في قوله : فاخترنا أفصحهن ، قالوا : فكان ينبغي أن يأتي بالفصحى فيقول : فصحاهن ، فإن لم يُقصد التفضيل تعينت المطابقة " . الشيخ : جاب هذه لأنها نكتة ، هو صاحب الفصيح وترك الفصيح ، نعم ؟
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... فإن لم يقصد التفضيل تعينت المطابقة كقولهم الناقص والأشج أعدلا بني مروان أي عادلا بني مروان وإلى ما ذكرناه من قصد التفضيل وعدم قصده أشار المصنف بقوله هذا إذا نويت معنى من البيت أي جواز الوجهين أعني المطابقة وعدمها مشروط بما إذا نوى بالإضافة معنى من أي إذا نوى التفضيل وأما إذا لم ينو ذلك فيلزم أن يكون طبق ما اقترن به قيل ومن استعمال صيغة أفعل لغير التفضيل قوله تعالى (( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه )) وقوله تعالى (( ربكم أعلم بكم )) أي وهو هين عليه وربكم عالم بكم وقول الشاعر وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن *** بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل أي لم أكن بعجلهم وقوله 281 - إن الذي سمك السماء بنى لنا *** بيتا دعائمه أعز وأطول أي دعائمه عزيزة طويلة وهل ينقاس ذلك أم لا قال المبرد ينقاس وقال غيره لا ينقاس وهو الصحيح وذكر صاحب الواضح أن النحويين لا يرون ذلك وأن أبا عبيدة قال في قوله تعالى ( وهو أهون عليه ) إنه بمعنى هين وفي بيت الفرزدق وهو الثاني إن المعنى عزيزة طويلة وإن النحويين ردوا على أبي عبيدة ذلك وقالوا لا حجة في ذلك له ...".
القارئ : " فإن لم يُقصد التفضيل تعينت المطابقة كقولهم : الناقص والأشج أعدلا بني مروان ، أي : عادلا بني مروان ، وإلى ما ذكرناه من قصد التفضيل وعدم قصده أشار المصنف بقوله : هذا إذا نويت معنى مِن ، البيت ، أي جواز الوجهين أعني المطابقة وعدمها مشروط بما إذا نوي بالإضافة معنى مِن أي نوي التفضيل ، وأما إذا لم ينو ذلك فيلزم أن يكون طبق ما اقترن به ، قيل : ومن استعمال صيغة أفعل لقصد التفضيل قوله " . الشيخ : لغير، لغير، لغير التفضيل ! القارئ : " قيل ومن استعمال صيغة أفعل لغير التفضيل قوله تعالى : (( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه )) ، وقوله : (( ربكم أعلم بكم )) أي وهو هين عليه ، وربكم عالم بكم ، وقول الشاعر " . الطالب : انتهى . الشيخ : إي انتهى خله يُكمل . القارئ : " وإن مُدَّتِ الأيدي إلى الزادِ لم أَكُن *** بأعجَلِهم إذ أجشعِ القوم أعجلُ : أي لم أكن بأعجلهم ، وقوله : إن الذي سَمك السماءَ بنى لنا *** بيتاً دَعائِمه أَعزُّ وأطوَلُ : أي دعائمه عزيزة طويلة ، وهل ينقاس على ذلك أم لا ؟! قال المبرد : ينقاس وقال غيره : لا ينقاس ، وهو الصحيح ، وذكر صاحب الواضح أن النحويين لا يرون ذلك ، وأن أبا عبيدة قال في قوله تعالى : (( وهو أهون عليه )) إنه بمعنى هين ، وفي بيت الفرزدق وهو الثاني إن المعنى عزيزة طويلة ، وإن النحويين ردوا على أبي عبيدة ذلك ، وقالوا لا حجة في ذلك له " . الشيخ : هاه ؟ الطالب : وأن النحويين ! الشيخ : إي ، وأن أبا عبيدة ! الطالب : هكذا مكتوبة . الشيخ : وهو كذلك ، طيب الأمثلة التي ذكر المؤلف قوله : (( هو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه )) هذا الصحيح أنه على بابه ، (( وهو أهون عليه )) ، والكل عليه هيّن ، لكنه أراد أن يخاطب هؤلاء بأمر ظاهر عقلا : وهو أن الإعادة أهون من الابتداء ، فكيف تنكرون ما هو أهون في عقولكم ومحسوسكم ؟! نعم ، وإلا فالكل عليه هين ، لأن الكل يكون بأي شيء ؟! بكن ، فالكل هيّن ، لكنه يخاطب قوما ينكرون البعث ، فيقول : إنه يبدأ الخلق ثم يعيده وهو في محسوسكم أنتم ومعروفكم ومعقولكم أيضًا أن الإعادة أهون من الابتداء ، مثل قوله : (( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )) ومعلوم أن هؤلاء المكذبون للرسول ، أن هؤلاء المكذبين على ضلال ، وأن الرسول ومن معه على هدى ، كذلك : (( ربكم أعلم بكم )) الصحيح أنه على بابه ، وأنه أعلم بنا مِن أنفسنا ، ولا لا ؟ وليس المعنى عالم بكم فقط ، بل هو أعلم بكم -سبحانه وتعالى- ، وكذلك أيضا : " لم أكن بأعجلهم " : الصحيح أنه على بابه أيضا ، يعني مو بأعجل القوم ، وليس المعنى : ولست بعجلهم ، بل لست بأعجلهم ، يعني لست بأول مَن يمد يده ، لأن أول مَن يمد يده إذا قدّم الزاد : هو أعجلهم ، وهو دليل على شرهه ونهمته ، وأنه ما يتمالك نفسه حتى يقال له : تفضل وكل ، نعم طيب كذلك أيضا قوله : " إن الذي سَمك السماءَ بنى لنا *** بيتاً دَعائِمه أَعزُّ وأطوَلُ " : أي أعز وأطول ما هو مِن كل شيء ، معلوم أن الشاعر ما قصد هذا ، أعز وأطول من البيوت الأخرى ، والعزة واضحة ، نعم ، وأطول : من الطول المعنوي ، ما هو بالطول الحسي ، فالمراد به التفضيل ، والله أعلم .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وإن تكن بتلو من مستفهما *** فلهما كن أبد مقدمـــا.
الشيخ :" وإن تَكنْ بِتلوِ مِن مُستَفهِما " : " إن تكن " : هذه شرطية ، واسم تكن مستتر وجوبا تقديره أنت ، وخبرها قوله مستفهما ، يعني : وإن تكن مستفهما بتلو مِن ، يعني بحيث يكون الذي بعد مِن اسمَ استفهام ، فماذا نصنع ؟! الذي بعد مِن يأتي في آخر الجملة تقول : الرجل خير من المرأة ، شف من المرأة تأتي في آخر الجملة ، لأنها تأتي بعد ذكر المفضّل ، نعم وتقول مثلا : الشتاءُ أبرد من الصيف ، فتأتي بمن بعد . إذا كان ما بعد مِن اسم استفهام ، فماذا تصنع ؟! إن بقي في مكانه تركنا القاعدة ، وهي : " أن الاستفهام له الصدارة " ، كذا ؟ الاستفهام دائما هو الأول ، أو لا ؟! ولهذا يجب تقديمه إذا كان خبرا للمبتدأ في مثل : أين زيد ، فيجب التقديم ، فماذا نصنع ؟ يقول المؤلف : " فَلَهُما كُن أَبدًا مُقَدِّما " " فَلَهُما كُن أَبدًا مُقَدِّما " : فلهما الضمير يعود على إيش ؟ الطالب : مِن والاستفهام . الشيخ : مِن والاستفهام ، " كن أبداً مُقدِّما " : كن مقدما أبدا كلما جاء ، وجملة فلهما : جواب الشرط ، وهو قوله : " إن تكن " . هذا البيت يقول فيه المؤلف -رحمه الله- قاعدة : " إذا كان المفضل عليه اسم استفهام ، فإنه يجب أن يتقدم فيكون في صدر جملة " ، والعلة في ذلك ؟! لأن الاستفهام له الصدارة .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: كمثل ممن أنت خير و لدى *** إخبار التقديم نزرا وردا.
الشيخ : مثاله : " كَمِثلِ ممن أنتَ خيرٌ " : ممن أنت خير : شف الآن استفهم ! الجواب : أنا خير من فلان ، أنا خير من فلان ، لكن لما كان المفضل عليه مستفهما ، اسم استفهام ، وجب أن يقدّم فتقول : ممن أنت خير ، نعم وكذلك تقول : ممن أنت أطول ، نعم ، ممن أنت أغنى ، ممن أنت أعلم ، وما أشبه ذلك ، فيكون الجواب ، جواب المسؤول إيش ؟ الطالب : من فلان . الشيخ : مِن فلان ، من فلان ، يعني : أنا خير أو أطول أو أعلم أو أغنى أو ما أشبه ذلك من فلان . " كمثلِ ممن أنت خيرٌ ولدى *** إخبارٍ التقديمُ نَزرًا وَرَدَا " : " ولدى إخبار " : يعني إن جاء في جملة خبرية ، فإن التقديم نزر ، وش معنى نزر ؟ الطالب : قليل . الشيخ : قليل ، فتقول مثلا : خير من زيد عمرو ، المعنى : عمرو خير من زيد ، هذا الأصل ، لكنها جاءت مقدمة ، وهذا يكون نزرا قليلا ، قليلا في اللغة العربية وهل ينقاس ؟! الظاهر أنه لا ينقاس ، وأنه إن وجد عن العرب فهو مقصور على السماع . " ولدى *** إخبارٍ التقديمُ نَزرًا وَرَدَا " : وش إعراب نزرا ؟ هاه ؟ الطالب : حال . الشيخ : حال ، ومصدر في موضع الحال مِن فاعل ورد ، إي مؤول ، مِن فاعل ورد ، يعني : ورد نزرا ، ولدى بمعنى عند . نقرأ البيتين لأن البيتين اللذين بعدهما فيهم صعوبة ، ويسمى البيتين اللذين بعده تسمى : مسألة الكحل عند النحويين ، تسمى مسألة الكحل ، عاد لابد -إن شاء الله- إن أصحاب الألفية يجيبون مكاحل . طيب نقرأ الشرح ، ومسألة الكحل في الحقيقة وإن كانت أشبه على تمرين الطلبة ، ولا هي حتى في اللغة العربية قليل وقوعها ، وأصلها أنهم مثلوا بهذا المثال : " ما رأيتُ أحدًا أحسنَ في عينهِ الكحلُ مِنهُ في عين زيد " ، هاه اقرؤوا المثال " ما رأيتُ أحدًا أحسنَ في عينهِ الكحلُ مِنهُ في عين زيد " . الطالب : " ما رأيتُ أحدًا أحسنَ في عينهِ الكحلُ مِنهُ في عين زيد " . الشيخ : أحسنَ الطالب : منه . الشيخ : لا لا . الطالب : في عينه . الشيخ : أحسنَ ؟! الطالب : أحسنَ في عينه الكحل . الشيخ : في عينه الطالب : الكحلُ . الشيخ : الكحلُ مِنه . الطالب : في عين زيد . الشيخ : في عين زيد ! ، يعني يمكن تلغز بها لبعض الناس الذي ما يعرف يعبر في الكلام ، وسيأتي -إن شاء الله- الكلام عليها في الألفية ، إنما المهم -إن شاء الله- الذي أقبلنا عليه ، النعت ، النعت من الأشياء الهامة والتوابع كلها من الأشياء الهامة ، نعم ، سم الله .
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... وإن تكن بتلو من مستفهما ... فلهما كن أبدا مقدما كمثل ممن أنت خير ولدى *** إخبار التقديم نزرا وردا تقدم أن أفعل التفضيل إذا كان مجردا جيء بعده بمن جارة للمفضل عليه نحو زيد أفضل من عمرو ومن ومجرورها معه بمنزلة المضاف إليه من المضاف فلا يجوز تقديمهما عليه كما لا يجوز تقديم المضاف إليه على المضاف إلا إذا كان المجرور بها اسم استفهام أو مضافا إلى اسم استفهام فإنه يجب حينئذ تقديم من ومجرورها نحو ممن أنت خير ومن أيهم أنت أفضل ومن غلام أيهم أنت أفضل وقد ورد التقديم شذوذا في غير الاستفهام وإليه أشار بقوله ولدى إخبار التقديم نزرا وردا ومن ذلك قوله
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " وإن تكن بتلو مِن مُستفهما *** فلهما كُن أَبدًا مُقَدِّما كمثلِ ممن أَنتَ خيرٌ وَلَدَى *** إخبارٍ التقديمُ نَزرًا وَرَدَا : تقدم أنَّ أفعل التفضيل إذا كان مجردا ، جيء بعده بمن جارّة للمفضّل عليه نحو : زيد أفضل من عمرو " . الشيخ : نعم . القارئ : " ومن ومجرورَها معه بمنزلة " . الشيخ : ومجرورُها ! القارئ : " ومن ومجرورُها معه بمنزلة المضاف إليه من المضاف ، فلا يجوز تقديمهما عليه ، كما لا يجوز تقديم المضاف إليه على المضاف ، إلا إذا كان المجرور بها اسم استفهام ، أو مضافا إلى اسم استفهام ، فإنه يجب حينئذ تقديم من ومجرورَها " . الشيخ : ومجرور ! إي ، نعم . القارئ : " فإنه يجب حينئذ تقديم من ومجرورِها نحو : ممن أنت خير ، ومن أيهم أنت أفضل ، ومن غلام أيهم أنت أفضل ، وقد ورد التقديم شذوذًا في غير الاستفهام ، وإليه أشار بقوله : ولدى إخبار التقديم نزرا وردا ، ومن ذلك قوله : فقالت لنا أهلاً وسهلاً وَزَوَّدتْ *** جَنى النحل بل ما زوَّدت منه أطيبُ : والتقدير : بل ما زودت أطيب منه ، وقول ذي الرُّمَّة " . الشيخ : ما هو جنى النحل ؟ الطالب : العسل . الشيخ : العسل ، إي ، العسل اسم طيب شيق ، لكن لو أقول : إنه قيء الزنابير ، نعم وش يصير ؟ محبوب ولا لا ؟ الشيخ : لا . الطالب : لا ما هو محبوب ، أولًا : الزنبور ما هو محبوب . ثم قيؤه أكره وأكره ، نعم ، لكن الحق ! الطالب : الزنبور ما هو ؟ الشيخ : الزنبور الذي يشبه الدبة هذا الطالب : هو النحل الظاهر !؟ الشيخ : لا الزنابير تشبه النحل ولا بهي
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... والتقدير بل ما زودت أطيب منه وقول ذي الرمة يصف نسوة بالسمن والكسل 383 - ولا عيب فيها غير أن سريعها *** قطوف وأن لا شيء منهن أكسل ) التقدير وأن لا شيء أكسل منهن وقوله 284 - إذا سايرت أسماء يوما ظعينة *** فأسماء من تلك الظعينة أملح التقدير فأسماء أصلح من تلك الظعينة ... ".
الشيخ : نعم . القارئ : " والتقدير : بل ما زودت أطيب منه ، وقول ذي الرمة يصف نسوة بالسمن والكسل : ولا عيبَ فيها غَير أنَّ سَريعَها *** قَطوفٌ وأنْ لا شَيءَ مِنهُنَّ أَكسَلُ : والتقدير : وأن لا شيء أكسل منهن ، وقوله : إذا سايَرَت أَسماءُ يوماً ظَعينة *** فأسماءُ مِن تلك الظَعينة أَملَحُ : التقدير : فأسماء أملح من تلك الظعينة " . الشيخ : طيب : " ولا عيبَ فيها غَير أنَّ سَريعَها *** قَطوفٌ وأنْ لا شَيءَ مِنهُنَّ أَكسَلُ " : الشاهد في قوله : " لا شَيءَ مِنهُنَّ أَكسَلُ " ، التقدير : أكسل منهن ، شوف اللغة !! وش يقول ؟ الطالب : شيخ ! الشيخ : نعم . الطالب : في قوله ، ذكر البيت الثاني قال : " وقوله " يعني يعود على ذي الرمة ؟ الشيخ : ما هو بالظاهر لا ، بلأن قوله قول الشاعر . الطالب : وإنه نفس الشاعر ؟ الشيخ : لا لا ، للشعراء هذا ، معروفة . الطالب : النحل قال ! الشيخ : النحل .