تتمة قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... عرف النعت بأنه: التابع المكمل متبوعه ببيان صفة من صفاته نحو مررت برجل كريم أو من صفات ما تعلق به وهو سببيه نحو مررت برجل كريم أبوه.
فقوله التابع يشمل التوابع كلها وقوله المكمل إلى آخره مخرج لما عدا النعت من التوابع والنعت يكون للتخصيص نحو مررت بزيد الخياط وللمدح نحو مررت بزيد الكريم ومنه قوله تعالى: (( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )) وللذم نحو مررت بزيد الفاسق ومنه قوله تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} وللترحم نحو مررت بزيد المسكين وللتأكيد نحو أمس الدابر لايعود وقوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ } ...".
القارئ : " بأنه التابع المكمل متبوعه ببيان صفة من صفاته ، نحو : مررتُ برجلٍ كريمٍ ، أو من صفات ما تعلق به وهو سببيه ، نحو : مررت برجلٍ كريمٍ أبوه " . الطالب : وهو سببيه ! الشيخ : ها ؟ الطالب : وهو سببيه . الشيخ : أعد كلامك حتى يبان لنا . القارئ : " أو من صفات ما تعلق به وهو سببيه ، نحو : مررتُ برجلٍ كريم أبوه ، فقوله : التابع ، يشمل التوابع كلها ، وقوله : المكمل إلى آخره مخرج لما عدا النعت من التوابع " . الشيخ : لما عدا ؟ القارئ : " مخرجٌ لما عدا النعتِ من التوابع " . الشيخ : النعتِ ؟! ما تقولون ؟ الطالب : النعتَ . الشيخ : النعتَ ، عدا إذا جاءت هي وما صارت فعلا ، إنما تكون حرف جر إذا جرّدت مِن ما ، نعم . القارئ : " مخرج لما عدا النعتَ من التوابع ، والنعت يكون للتخصيص نحو : مررتُ بزيدٍ الخياط ، وللمدح نحو : مررت بزيدٍ الكريمِ ، ومنه قوله تعالى : (( بسم الله الرحمن الرحيم )) ، وللذم نحو : مررتُ بزيدٍ الفاسقِ ، ومنه قوله تعالى : (( فاستعذ بالله مِن الشيطان الرجيم )) ، وللترحم نحو : مررت بزيدٍ المسكين ، وللتأكيد نحو : أمسِ الدابرُ لا يعود ، وقوله تعالى : (( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة )) " . الشيخ : صارت واحدة توكيدا لنفخة ، لأن الواحدة مأخوذ من كلمة : نفخ ، لكن مع ذلك ما نقول هي توكيد ، نعربها على أنها نعت ، فصار النعت ينقسم إلى هذه الأقسام من حيث المعنى : الأول أن يكون للتخصيص والمدح والذم والترحم ، والخامس : التوكيد ، طيب ما الذي يدلنا على هذه المعاني ؟ الذي يدل على هذه المعاني السياق ، الذي يدل على هذه المعاني السياق ، فأحيانا ربما تأتي كلمة واحدة تكون ذمًا في شخص ، وتكون مدحاً في آخر ، لكن السياق هو الذي يبين أن هذا النعت للمدح أو للذم ، وأنت إذا قلت : مررت بزيد المسكين ، أو : أعط زيدا المسكين ، لاشك أن المقصود بذلك الترحم ، نعم .
السائل : ما معنى قوله يا شيخ : أمس الدابر ؟ الشيخ : قوله : " أمس " ، الدابر : يعني الماضي ، ومعلوم أن كلمة أمس تدل على الماضي . السائل : نعم . الشيخ : الدابر يكون نافل ، لكنه مؤكد لأمس ، ولا يعود واضح ، لأنه ما يمكن يعود ، لكن فيه إشكال ما هو بيوم السبت يعود ؟! الطالب : أي سبت ؟ ممكن هذا ! الشيخ : إي ، لكنها سبتٌ آخر ، سبت آخر ما هو بالأول ، الأول ما يجي ، نعم .
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... وليعط في التعريف والتنكير ما *** لما تلا ك امرر بقوم كرما
النعت يجب فيه أن يتبع ما قبله في إعرابه وتعريفه أو تنكيره نحو مررت بقوم كرماء ومررت بزيد الكريم فلا تنعت المعرفة بالنكرة فلا تقول مررت بزيد كريم ولا تنعت النكرة بالمعرفة فلا تقول مررت برجل الكريم.
القارئ : " فليُعطَ في التعريف والتنكيرِ ما *** لِما تلا كـ امرر بقوم كُرَمَا : النعت يجب فيه أن يتبع ما قبله في إعرابه وتعريفه أو تنكيره ، نحو : مررت بقوم كرماء " . الشيخ : ما يصلح نقول و تنكيره ، لأنه ما يمكن يكون معرفة نكرة ، في تعريفه أو تنكيره ، وانظر إلى قوله تعالى : (( عسى ربُّه إن طلقَكُنَّ أن يبدله أزواجاً خيراً مِنكُنَّ مُسلماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائحاتٍ ثيباتٍ وأبكارًا )) الواو : هذه للتنويع ، (( ثيباتٍ وأبكارًا )) لأنه ما يمكن تكون ثيباً بكرًا ، لكن الصفات السابقة يمكن توجد في امرأة واحدة ؟ القارئ : نعم . الشيخ : أي نعم . القارئ : " نحو : مررت بقومٍ كرماء ، ومررت بزيدٍ الكريم ، فلا تُنعت المعرفة بالنكرة ، فلا تقول : مررتُ بزيدٍ كريم ، ولا تنعت النكرة بالمعرفة ، فلا تقول : مررت برجلٍ الكريم " . الشيخ : قوله : مررتُ بزيدٍ ، هذا إذا أريد به العلمية ، يعني شخص معين اسمه زيد ، أما إذا أردت بمسمىً زيدًا ، إذا أردت التنكير صح ، بزيد كريمٍ : أي بمسمى بهذا الاسم كريم ، نظير ذلك ما ذكروه في رمضان ، قالوا : إذا قصدت رمضان المعين نعم فهو ممنوع من الصرف للعلمية ، وإذا أردت غير معين فهو مصروف للتنكير ، ولهذا قالوا في عبارة الفقهاء : " لا يجوز تأخيرُ قضاءِ رمضان إلى ما بعد رمضانٍ آخر " ، رمضانٍ آخر : شف نكروه ، إي نعم ، هذا إذا قلت : بزيدٍ كريمٍ : أي بمسمى بهذا الاسم كريم فلا بأس ، أما إذا قلت : بزيد الذي هو زيد المعين ، فزيد معرفة ، ولا يجوز أن ينعت بنكرة ، صار الآن يتبع ، النعت يتبع المنعوت في أمرين حتما ، وهما : الإعراب والتعريف أو التنكير ، هذا لابد منه ، نعم . القارئ : في رمضان ما تكون لعلم الجنس ؟ الشيخ : نعم ؟ القارئ : في رمضان ما تكون علم جنس ؟ الشيخ : إذا قلت : في رمضانٍ آخر ؟ القارئ : إي نعم . الشيخ : لا ، يقول إنها نكرة ورد عنه ليس علما ، نعم . القارئ : " وهو لدى التوحيدِ والتنكيرِ أو *** سِواهما كالفعل فأقفُ ما قَفَوا " . الشيخ : هاه ؟
السائل : المثل السابق : أمسِ الدابرِ ؟ الشيخ : نعم . السائل : الدابرِ ؟ الشيخ : لا الدابرُ . السائل : إي ، ما فرق هذا وهذا ؟ الشيخ : إي ، أحسنت ، أمسِ هذه مبنية على الكسر ، فهو إذن أمسِ : مبتدأ مبني على الكسر في محل رفع ، والمبني ما يتغير عن حاله ، إذا هو مرفوع ما يرفع .
السائل : ما يجوز مراعاة المخالف ؟ مراعاة اللفظ ؟ الشيخ : في النعت ؟ السائل : في النعت . الشيخ : لا ما يمكن . السائل : إذا قلت : دابرِ يصلح ؟ الشيخ : ما يصلح ، نعم .
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... وهو لدى التوحيد والتذكيرأو *** سواهما كالفعل فأقف ما قفوا
تقدم أن النعت لا بد من مطابقته للمنعوت في الإعراب والتعريف أو التنكير وأما مطابقته للمنعوت في التوحيد وغيره وهي التثنية والجمع والتذكير وغيره وهو التأنيث فحكمه فيها حكم الفعل فإن رفع ضميرا مستترا طابق المنعوت مطلقا نحو زيد رجل حسن والزيدان رجلان حسنان والزيدون رجال حسنون وهند امرأة حسنة والهندان امرأتان حسنتان والهندات نساء حسنات فيطابق في التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع كما يطابق الفعل لو جئت مكان النعت بفعل فقلت رجل حسن ورجلان حسنا ورجال حسنوا وامرأة حسنت وامرأتان حسنتا ونساء حسن وإن رفع أي النعت اسما ظاهرا كان بالنسبة إلى التذكير والتأنيث على حسب ذلك الظاهر.
وأما في التثنية والجمع فيكون مفردا فيجري مجرى الفعل إذا رفع ظاهرا فتقول مررت برجل حسنة أمه كما تقول حسنت أمه وبامرأتين حسن أبواهما وبرجال حسن آباؤهم كما تقول حسن أبواهما وحسن آباؤهم. فالحاصل أن النعت إذا رفع ضميرا طابق المنعوت في أربعة من عشرة واحد من ألقاب الإعراب وهي الرفع والنصب والجر وواحد من التعريف والتنكير وواحد من التذكير والتأنيث وواحد من الإفراد والتثنية والجمع وإذا رفع ظاهرا طابقه في اثنين من خمسة واحد من ألقاب الإعراب وواحد من التعريف والتنكير وأما الخمسة الباقية وهي التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع فحكمه فيها حكم الفعل إذا رفع ظاهرا فإن أسند إلى مؤنث أنث وإن كان المنعوت مذكرا وإن أسند إلى مذكر ذكر وإن كان المنعوت مؤنثا وإن أسند إلى مفرد أو مثنى أو مجموع أفرد وإن كان المنعوت بخلاف ذلك... ".
القارئ : " تقدم أن النعت لابد من مطابقته للمنعوت في الإعراب والتعريف أو التنكير ، وأما مطابقته للمنعوت في التوحيد وغيره ، وهي التثنية والجمع والتذكير ، وغيره وهو التأنيث ، فحكمُه فيها حكمَ الفعل " . الشيخ : حكمُ الفعل . القارئ : " فحكمُه فيها حكمُ الفعل ، فإن رفع ضميرا مستترا طابق المنعوت مضادا " . الشيخ : مطلقا !! القارئ : " طابق المنعوت مطلقا ، نحو : زيدٌ رجلٌ حسن ، والزيدان رجلان حسنان ، والزيدون رجال حسنون ، وهند امرأة حسنة ، والهندان امرأتان حسنتان " الشيخ : الهندانُ !! القارئ " والهندانِ امرأتان حسنتان ، والهندات نساء حَسَنَات " . الشيخ : حَسِنَات . القارئ : عندي بالفتح . الشيخ : بالفتح ؟! القارئ : إي . الشيخ : نعم القارئ : " فيطابق في التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع ، كما يطابق الفعل ، لو جئت مكان النعت بفعل فقلت : رجل حسن " . الشيخ : حَسُن ! القارئ : " رجلٌ حَسُن ، ورجلان حسُنا ، ورجالٌ حسُنوا ، وامرأة حسُنت ، وامرأتان حسُنَتا ، ونساء حسُن ، وإن رفع أي النعت اسما ظاهرا كان بالنسبة إلى التذكير والتأنيث على حسب ذلك الظاهر ، وأما في التثنية والجمع فيجري مجرى الفعل إذا رفع ظاهرا ، فتقول : مررت برجلٍ حَسَنةٍ أمه ، كما تقول : حَسُنت أمه ، وبامرأتين حسنٍ أبوهما " . الشيخ : أبواه ! القارئ : " حسنٍ أبواهما ، وبرجال حسنٍ آباؤهم ، كما تقول : حَسُنَ أبواهما ، وحسُن آباؤهم ، فالحاصل أن النعت إذا رفع ضميرا طابق المنعوت في أربعة من عشرة ، واحد من ألقاب الإعراب وهي : الرفع والنصب والجر ، وواحد من التعريف والتنكير ، وواحد من التذكير والتأنيث ، وواحد من الإفراد والتثنية والجمع ، وإذا رفع ظاهرا طابقه في اثنين من خمسة ، واحد من ألقاب الإعراب ، وواحد من التعريف والتنكير ، وأما الخمسة الباقية وهي : التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع ، فحكمه فيها حكم الفعل إذا رفع ظاهرا ، فإن أُسند إلى مؤنث أُنث ، وإن كان المنعوت مذكرًا " . الشيخ : بس ، " أُنث وإن كان المنعوت مذكرا " ، هذه موصول بما قبلها . القارئ : " أُنِّث وإن كان المنعوت مذكرا ، وإن أُسند إلى مذكر ذكِّر وإن كان المنعوت مؤنثا ، وإن أسند إلى مفرد أو مثنى أو مجموع أفرد وإن كان المنعوت بخلاف ذلك " . الشيخ : نعم ، إي يقول : " مررت بامرأتين حسنٍ أبوهما " ، أو لا ؟ القارئ : نعم . الشيخ : حسنٍ ؟! القارئ : أي نعم . الشيخ : مثنى ذي !! امرأتين !! هاه ، لكن النعت السببي يُجرى مجرى الفعل ، ما دام رفع ظاهرا يكون مفردا مذكرا ، وتقول : مررت برجالٍ حسنٍ أبوهم ، صح ؟ القارئ : نعم صح . الشيخ : وحسنٍ آباؤهم ، وحسنةٍ أمهم ، وحسنات أمهاتهم ، نعم يا !
في بداية الألفية " كذا أولات والذي اسما قد جعل *** كأذرعات فيه ذا أيضا قبل، ما معنى البيت ؟
السائل : في البداية ، في بدية الألفية ! " كذا أولاتُ والذي اسما قد جُعل *** كأذرعاتٍ فيه ذا أيضا قبل " . الشيخ : نعم . السائل : هذه ما فهمتها . الشيخ : هاه ، يعني أن أولات ملحق بجمع المؤنث السالم . السائل : نعم . الشيخ : وكذلك الذي يكون بصيغة جمع المؤنث السالم ولكن ما هو بجمع مثل أذرعات . السائل : أولات اسم ؟ الشيخ : أولات بمعنى : صاحبات . السائل : مفردها يا شيخ ؟ الشيخ : مفردها يقول : ذات ، ذات مفردها . السائل : نمثل ؟ الشيخ : مثلنا ؟ السائل : نعم .
قراءة قول ابن مالك رحمه الله تعالى " ... وانعت بمشتق كصعب وذرب *** وشبهه كذا وذي والمنتسب ونعتوا بجملة منكرا *** فأعطيت ما أعطيته خبرا وامنع هنا إيقاع ذات الطلب *** وإن أتت فالقول أضمر تصب ونعتوا بمصدر كثيرا *** فالتزموا الإفراد و التذكيرا ...".
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . : " وانعتْ بِمشتقٍ كصعبٍ وَذَرِب *** وشبههِ كذا وذي والمنتَسِب ونعتوا بجملةٍ مُنكَّرا *** فأعطيَتْ ما أُعطِيتْهُ خبرا وامنع هنا إيقاعَ ذاتِ الطَّلَبِ *** وإن أتت فالقولَ أَضمِر تُصُبِ " . الشيخ : تُصِبِ . القارئ : عندنا ضمة يا شيخ ! الشيخ : تصُبِ بضم الصاد ؟ القارئ : إي . الطالب : تصُب . القارئ : " ونعتوا بمصدرٍ كثيرا *** فالتزموا الإفراد والتذكيرا " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . : تقدّم لنا أن النعت يتبع المنعوت في كل حال في شيئين ، وهما : الإعراب والتعريف أو التنكير ، هذا لابد منه ، وأما الإفراد والتثنية والجمع فحكمه كالفعل ، كالفعل نعم .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وانعت بمشتق كصعــب وذرب *** وشبهه كذا وذي والمنتـــسب.
الشيخ : ثم قال المؤلف : " وانعت بمشتق " : انعت : فعل أمر ، يعني لا تجز النعت إلا بمشتق ، " انعت بمشتق " : والمشتق معناه : الدال على الصفة والفاعل ، ما دل على الوصف والفاعل فإنه مشتق ، مثل : اسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، واسم التفضيل ، هذا المشتق لأنه يدل على الوصف وفاعله ، فمثل : قائم ، وش يدل عليه ؟ على القيام وذاتٍ متصفة بها بالقيام . مضروب : على الضرب وذات متصفة بوقوع الضرب عليها ، نعم . بطل : يدل على البطولة ورجل متصف بها ، أفضل : يدل على الأفضلية ورجل متصف بها مثلا . وإنما وجب النعت بالمشتق ، لأن المشتق وصف لذات ، وصف لذات فلابد أن يكون مشتملا على الوصف والذات ، النعت وصف لذات ، أو لا ؟ الطالب : بلى . الشيخ : أو ما أنتم معي ؟ الطالب : معك . الشيخ : مررت بالرجلِ الفاضل ، الفاضل هاه وصف لإيش ؟ الطالب : لرجل . الشيخ : لرجل وهو ذات ، فلابد أن يشتمل على وصف وذات ، وهذا لا يكون إلا في المشتق ، هذا وجه كونه لابد أن يكون النعت مشتقا ، مثّل له ابن مالك : " كصعبٍ وَذَرِب " : -رحمه الله- أعطاك الحكم والمثال ، فبالحكم تتقرر القاعدة ، وبالمثال تتضح القاعدة ، وهذا من حسن التعليم أن الإنسان إذا أتى بالأحكام يعقبها بالأمثلة ، حتى ترسخ الأحكام في ذهن الإنسان ، لاسيما الأشياء التي يصعب فهمها ، فإن : " بضرب الأمثال تعقل المعاني " ، في كتاب اسمه *النحو الواضح ، والبلاغة الواضحة ، قرأناه في المعاهد ، يأتي بالأمثلة أولا ، ثم يشرحها ، ثم يستنتج القاعدة ، عكس طريقة الأولين ، الأولين يأتون أولا بالأحكام ثم بالأمثلة . " انعت بمشتق كصعب وذرب " : " صعب " : وش هو صعب ؟ مأخوذة من أين ؟ من الصعوبة ، فهي إذن مشتقة . " وذرب " : من الذرابة ، فهي إذن مشتقة ، طيب الصعوبة والذرابة وش تقتضي ؟ أن الإنسان يكون حازما ، ما يكون عنده لين فيضعف ، ولا عنده خمول فيُكسر ، يكون إنسان طَلِق وذرب ومعاه صعوبة . " كصعبٍ وذَرِب *** وشبهه " : شبه المشتق مثل : " كذا وذي والمنتَسِب " : أيضا يقول : إنه يجوز أن يُنعت بما يشبه المشتق ، يجوز أن يُنعت بما يشبه المشتق مثل : ذا الذي هو اسم إشارة ، ها ، أو لا ؟ الطالب : بلى . الشيخ : لأن : ذا مؤولة بالمشتق ، كيف التأويل ؟ المشار إليه ، تقول : أكرم الرجل هذا ، أكرم الرجل هذا ، هذا : صفة لرجل ، أو لا ؟ الطالب : نعم . الشيخ : فإذا قال قائل : أسماء الإشارة غير مشتقة ، نقول : لكن مؤولة بالمشتق : أكرمِ الرجلَ المشارَ إليهِ ، المشار ، والمشار اسم مفعول ولا لا ؟ الطالب : بلى . الشيخ : فهو إذن مشتق ، فإذن يقول : وشبهه : أي مما يؤول بالمشتق كاسم الإشارة ذا وذي اسم إشارة ، لكن ذا للمفرد المذكر ، وذي للمفردة المؤنثة . " والمنتسب " : المنتسب : المنسوب إلى مكان أو قبيلة أو حرفة أو ما أشبه ذلك ، تقول : رأيتُ الرجلَ التميميَّ ، الرجلَ التميميَّ ، ما رأيكم في تميم هو تميم مشتق ولا جامد ؟ الطالب : جامد . الشيخ : جامد ، التميمي إذن جامد ، لكننا نقول : هذا نسبة فيؤول التميمي المنسوب إلى تميم ، -وعليكم السلام ، صل ركعتين ، تحية المسجد صل ركعتين ، صل ركعتين واحضر الدرس- التميمي : أي المنسوب إلى تميم نعم ، أمامي غانمٌ الجرُّوميَّ ، هاه ؟ الطالب : منسوب إلى ابن جروم . الشيخ : منسوب إلى ابن جروم ؟ الطالب : نعم يا شيخ عنده . الشيخ : ما يخالف ، رجل ، طيب يصلح هذا ولا لا . الطالب : نعم . الشيخ : يصلح ، يعني المنسوب إلى كذا ، طيب المنسوب إلى قبيلة إلى مكان إلى مكان ؟ الطالب : فلان المدني ! الشيخ : نعم ، فلان المدني ، أكرم الرجلَ المدنيَّ ، أكرمَ الرجلَ المكي ، وما أشبه ذلك ، فهذا منسوب إلى المكان ، إذن ينعت بالمشتق والمؤول بالمشتق وهو اسم الإشارة ، وش بعد ؟ والمنسوب ، اسم الإشارة والمنسوب ، طيب ما رأيكم لو يقال : هذا رجلٌ حجرٌ ؟ الحجر جامد ولا مشتق ؟ الطالب : جامد . الشيخ : يصلح هذا الوصف به ؟ النعت به ؟ الطالب : إي . الشيخ : ها ؟ الطالب : يصلح . الشيخ : ما يصلح إلا إذا كان مؤولا ، إلا إذا كان مؤولا أما تقول : هذا رجل حجر ، تريد الحجر الحقيقي بدون تأويل ، فهذا لا ، فيؤول هذا رجلٌ حجرٌ أي رجلٌ قاسي ، هاه ويقال : هذا تلميذٌ زُبدَة ، الزبدة مشتق ولا لا ؟ الطالب : لا ، جامد . الشيخ : جامد ؟ الطالب : نعم . الشيخ : يصلح نؤول نصف به ؟ الطالب : بالتأويل . الشيخ : إي بالتأويل ، يعني زبدة ما يعطي شيء أو لا ؟ الطالب : نعم . الشيخ : لأن الزبدة لينة ، لو تقول بها هكذا تلاقت أصابعك ، فإذن يكون زبدة بمعنى : هاه ؟ الطالب : ليس صعبا . الشيخ : لين ، مؤول ليس قويا ، طيب . " والمنتسب " :
شرح قول ابن مالك رحمه الله: ونعتـــــوا بجملة منـــــــكرا *** فأعطيت ما أعطيتــــه خبـــــرا.
الشيخ :" ونعتوا بجملة مُنكرا " : الجملة تعرفون أنها اسمية وفعلية ، هل ينعت بها المعرفة ؟ لا ، إذا جاءت الجملة بعد معرفة -انتبهوا للقاعدة هذه- : " إذا جاءت الجملة بعد معرفة فهي حال ، لكن إذا جاءت بعد نكرة فهي صفة " ، ولهذا قال : " ونعتوا بجملة منكرا " : خرج به المعرّف ، فالجملة بعد المعرّف حال ، لا صفة ، مثال ذلك : رأيت طالبا يقلّبُ كتابه ، هاه ما تقولون ؟ الجملة وين هي ؟ الطالب : يقلب . الشيخ : يقلب كتابه ، وطالبا : نكرة ، يجوز ننعت النكرة بجملة هاه ؟ الطالب : نعم . الشيخ : نعم يجوز ، فنقول : رأيت فعل وفاعل ، ورجل مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، يقلّب فعل مضارع مرفوع بضمة ظاهرة ، وفاعله مستتر جوازا تقديره هو ، وكتاب : مفعول به وهو مضاف ، والهاء مضاف إليه ، جملة يقلب كتابه : في محل نصبٍ صفةً لطالب ، نعم ، طيب : مررت برجلٍ يبيع خبزًا ، يصلح ؟ الطالب : نعم . الشيخ : رجل هذه وش هي ؟ الطالب : نكرة . الشيخ : نكرة ، ويبيع خبزا ؟ الطالب : جملة . الشيخ : جملة ، فتكون صفة لرجل ، " ونعتوا بجملة منكرا " : مررت بالطالب يقلّب كتابه ، الجملة الآن بعد معرفة وش تكون ؟ الطالب : حال . الشيخ : تكون في موضع نصب على الحال ، واضح يا جماعة ؟ الطالب : واضح . " ونعتوا بجملة " : طيب الجملة الاسمية ، مثلا كل هذه يضحك ويقلّب هذه الجملة الفعلية ، الجملة الاسمية : مررتُ برجلٍ أبوه كريم ، مررت : فعل وفاعل ، والباء حرف جر ، ورجل اسم مجرور بالباء ، وأبو مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة أو الستة على الخلاف ، وأبو مضاف والهاء مضاف إليه ، وكريم ؟ الطالب : مبتدأ . الشيخ : لا . الطالب : خبر خبر . الشيخ : كريم خبر أبو ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل جرٍ صفةً لرجل ، لرجلٍ أبوه كريمٌ ، واضح ؟ الطالب : نعم . الشيخ : طيب ، رأيتُ كاتبًا خطُّه جميلٌ ، هاه ؟ كاتبا مفعول رأيت ، وخط مبتدأ ، وخط مضاف والهاء مضاف إليه ، وجميلٌ خبر خط ، والجملة في محل نصبٍ صفة لكاتب ، واضح يا جماعة ؟ الطالب : واضح . الشيخ : طيب ، يقول المؤلف : " فأُعطِيَت ما أُعطِيتهُ خبرا " : يعني إنه إذا نعت بالجملة ، فإنه يثبت لها ما يثبت للجملة الخبرية ، وقد سبق في باب المبتدأ ماذا يلزم إذا وقعت الجملة خبرا ، ومن أهم ذلك : أنه يجب أن تشتمل على رابط يربطها بالمبتدأ ، يجب ، فلو قلت : مررت برجلٍ عمروٌ قائم ، جاز ؟ الطالب : ما يجوز . الشيخ : ما يجوز ، ما يجوز ، لأنَّ عمروٌ قائم : صحيح أنها جملة اسمية ، لكن ما فيها رابط يربطها بالموصوف . مررت برجلٍ ابنه كبير ؟ الطالب : صح . الشيخ : وين الرابط ؟ الطالب : الهاء . الشيخ : الهاء في ابنه ، نعم ، مررتُ برجلٍ ما أدراك بالرجلِ ، هاه يصلح ؟ الطالب : يصلح . طالب أخر : ما أدراك ما الرجلِ ؟! الشيخ : إي ، ما أدراك ما الرجل ، الرجل هذه تعود على الأول ، نعم ، مثل : (( الحاقة ما الحاقة )) ، إذن تُعطى ما تُعطاه الجملة الخبرية من الأحكام ، وهذه الإحالة من المؤلف إحالة على مليء ولا على فقير ؟ الطالب : على مليء . الشيخ : على مليء ، يعني كأنه يقول : ارجع إلى باب المبتدأ والخبر ، وانظر ما هي شروط الجملة إذا وقعت خبرا ، فأتِ بها هنا .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وامنع هنا إيقـــاع ذات الطلب *** وإن أتت فالقول أضمر تصــب.
الشيخ : إلا أنه استثنى فقال : " وامنَع هنا إيقاعَ ذاتِ الطلب " : هذا الذي يستثنى ، " وامنع هنا " : أي في باب النعت ، امنع إيقاع ذات الطلب ، ما تأتي الجملة المنعوت بها ، ما تأتي طلبية ، وإنما تأتي خبرية ، يعني ما تأتي فعل أمر ، ما تأتي مقرونة بلا الناهية ، ما تأتي مقرونة بأداة استفهام ، وقد علمنا ونحن ندرس في البلاغة ، علمنا ما هو الإنشاء وما هو الخبر ، يعني يقول المؤلف هنا : لا يمكن أن تأتي الجملة نعتا إذا كانت طلبية ، وتأتي خبرية ؟ الطالب : نعم . الشيخ : من أين نأخذ أنها تأتي خبرية ؟ مِن قوله : " وامنع هنا " ، هنا " إيقاع ذات الطلب " . نشوف الآن الأمثلة : زيدٌ أكرمه ، صح ؟ الطالب : إي نعم . الشيخ : صحيح ، زيد مبتدأ ، وأكرمه الجملة خبر ، يصح ، نعم . زيد لا تُهنه ؟ الطالب : صح . الشيخ : صح ، والجملة هذه هنا خبرية . مررتُ برجلٍ اضربه ؟ الطالب : لا هذا ما يصح . الشيخ : ليش ؟ الطالب : لأنها طلبية . الشيخ : لأنها طلبية ، ونحن نريدها نعت الآن ، مررت برجل اضربه : ما يصح ، لأن الباء حرف جر ، ورجل اسم مجرور بالباء ، واضرب فعل أمر ما تقع نعتا ، الجملة الطلبية ما تقع نعتا ، فهمتم يا جماعة ؟ وتقع ؟ الطالب : خبرا . الشيخ : خبرا ، مررت برجلٍ لا تكْسِرْ خاطِرَهُ ، هاه ؟ الطالب : ما يصلح . الشيخ : ما يصلح ؟ الطالب : نعم . الشيخ : لماذا ؟ الطالب : لأنها طلبية . الشيخ : لأنها طلبية ، مررتُ برجلٍ هل رأيته في السوق ؟! الطالب : ما تصح . الشيخ : ما يصلح ، لماذا ؟ الطالب : لأنها طلبية . الشيخ : لأنها طلبية ، طيب ، ما جوابنا على قول الشاعر ، وهو قد استضاف قومًا ، استضاف قومًا في النهار ، وكان القوم بخلاء ، فقالوا : لن نقدم له ضيافة في النهار يراها ، فيشمِّت بنا الأعداء ، نبي نخليه إلى أن يظلم الليل ، ونجيب له ضيافة رديئة لأجل ما يشوف ، لكن هذا الضيف كان بَليَّة من البلايا ، فعلوا ذلك ، لما أظلم الليل جابوا له حليب نصفه ماء ، فقال : " حتى إذا جَنَّ الظلامُ واختَلَط *** جاؤوا بِمذقٍ هل رأيتَ الذئبَ قط " !! نعم ، " جاؤوا بمذق " : الباء حرف جر ، جاء مذق اسم مجرور بالباء ، هل أداة استفهام ، " رأيت الذئب قط " : رأيت فعل وفاعل ، والذئب مفعول به ، وقط ظرف مبني على الضم في محل نصب ، جملة " هل رأيت الذئب قط " : يريد أن تكون صفة للمذق ، الذئب مين الي شايفه ؟ الطالب : أنا . الشيخ : شفته ؟ الطالب : إي . الشيخ : وش لونه أشهب ؟ الطالب : إي نعم . الشيخ : هو يقول : جاؤوا بلبن مشوب ، أشهب مثل لون الذئب ، أظن أن اللبن الأشهب ثلاثة أرباعه ماء ، أو لا ؟ الطالب : إي نعم . الشيخ : أو لا ؟ الطالب : بلى . الشيخ : طيب هذا يقول : " جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط " : فهو هذا المذق ، لونه لون الذئب ، عرفتم !؟ الطالب : إي نعم . الشيخ : طيب الآن الجملة يريدها الشاعر أن تكون صفة لهذا المذق ، صفة له ، فكيف الجواب عن قول ابن مالك : " وامنع هنا إيقاع ذات الطلب " ؟ نقول : الجواب من كلام ابن مالك -رحمه الله- قال : " وإن أتت فالقولَ أضمِر تُصِبِ " : إن أتت الجملة الطلبية صفة ، فأضمر القول ، فأضمر القول ، فتقول في البيت : جاؤوا بمذق مقول فيه هل رأيت الذئب قط ، مقول فيه هل رأيت الذئب قط ، وتكون الوصف هنا المضمر ، المحذوف يعني ، وهي : مقول فيه ، وهي اسم ، مقولٍ : اسم ، جاؤوا بمذق مقول فيه هل رأيت الذئب قط ، وهل رأيت الذئب قط : تصح أن تكون مقول القول ، تصح أن تكون مقول القول ، طيب إذا قلت : مررت برجلٍ اضربه ، هاه نضمر القول ؟ الطالب : لا . الشيخ : إلا ، مقول فيه اضربه ، مقول فيه اضربه ، لأنه هو يقول ابن مالك : كلما رأيت جملة طلبية واقعة نعتا لمنكر ، نعم فأضمر فيها القول . " إن أتت فالقول أضمر " : لكن يُفهم من قوله -رحمه الله- : " إن أتت " : أنك لا تأتي بها ، لكن إذا سُمعت من العرب العرباء فأنت أضمر فيها القول ، أما أنك أنت تجي في القرن الخامس عشر ، وتهرج بهرج مكسر ، وتجيب صفة لمنكر ، هاه بجملة طلبية ، وتقول : إن ابن مالك يقول : " وإن أتت فالقول أضمر تصب " !! وأنا جبته لك ، فأضمر فيها القول ، وش تقول ؟ أقول : ما أقبل كلامك أنت ، ما أقبل لأنك لست بعربي أصلي ، فإذا واحد يقول للثاني : يا فلان رأيتُ فلانا هل رأيتَ الأسد ؟! الطالب : لا . الشيخ : هاه ؟ الطالب : نقول : هذا ما يصلح . الشيخ : هذا إيش ؟ الطالب : نقول هذا ما يصح . الشيخ : إي ، نقول : هذا ما يصلح ، طيب أنا أقول : رأيت فلانا هل رأيت الأسد ، المعنى فلانا مقولا فيه : هل رأيت الأسد ، لأن ابن مالك يقول : " إن أتت فالقول أضمر " !! نقول : لكن أنت أتيت بعد ابن مالك ، نعم ، أتيت بعد ابن مالك ، وابن مالك أيضا لو جابها هو بنفسه غلطناه ، ما قبلناه ، ما نقبل أن تأتي إلا من العرب العرباء ، ومع ذلك إذا أتت نؤولها ، فنضمر القول : " وإن أتت فالقول أضمر تصِبِ " . فهمنا من كلامه القاعدة الآن ، القاعدة الأولى : " لا ينعت إلا بمشتق ، أو بمؤول بمشتق " ، العلة ؟ الطالب : لأن مذكور فيه فاعل . الشيخ : لأن الوصف يدل على الصفة والمتصف بها ، والذات ، فلابد أن يكون مشتقا ، طيب : " وانعت بمشتق " واضح . والقاعدة الثانية من البيت الثاني : " تقع الجملة نعتا لنكرة ، وتعطى حكم الجملة الواقعة خبرا ، إلا أنه هنا لا تأتي بجملة الطلبية ، وإن أتت وجب إضمار القول ، ليكون نعتا ، وتكون الجملة مقولا للقول المحذوف " ، إي نعم ، والله أعلم . الطالب : ... الوصف ؟ الشيخ : أيهن ؟ الطالب : يعود على ... الشيخ : لا ، كيف ؟ الآن يعني إذا أضمرنا ؟! إي يكون مبهم . الطالب : شيخ قضاء الرواتب ! الشيخ : هاه ؟ الطالب : قضاء الرواتب ؟! الشيخ : نعم . الطالب : كيف قضاء الرواتب ؟ الشيخ : إي نعم .
السائل : ماذا الدليل ؟ الشيخ : الدليل ثبت أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- لما نام عن صلاة الصبح في السفر ، واستيقظوا بعد طلوع الشمس ، صلى راتبة الفجر ، ثم صلى الفجر . السائل : لأنه ما صلى الفجر ! الشيخ : هاه ؟ السائل : لأنه ما صلى الفجر ؟! الشيخ : نعم نعم . السائل : نام عن الفجر فصلاها . الشيخ : إي . السائل : لكن في غيرها من الرواتب الثانية ؟! الشيخ : ما دام ثبت قضاءها ، لأنه لو كانت الراتبة تفوت بفوات الوقت ما قضيت ، ثم عموم قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ) ، نعم .
ما حكم قضاء راتبة الظهر بعد العصر وما حكم قضاء صلاة الضحى ؟
السائل : صلاته راتبة الظهر بعد العصر !! الشيخ : وصلاته أيضا راتبة الظهر بعد العصر وحدها . السائل : وصلاة الضحى يا شيخ تقضى ؟ الشيخ : لا ، لأن صلاة الضحى السائل : سببها ...
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ...وأنعت بمشتق كصعب وذرب *** وشبهه كذا وذي والمنتسب لا ينعت إلا بمشتق لفظا أو تأويلا والمراد بالمشتق هنا ما أخذ من المصدر للدلالة على معنى وصاحبه كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة باسم الفاعل وأفعل التفضيل والمؤول بالمشتق كاسم الإشارة نحو مررت بزيد هذا أي المشار إليه وكذا ذو بمعنى صاحب والموصولة نحو مررت برجل ذي مال أي صاحب مال وبزيد ذو قام أي القائم والمنتسب نحو مررت برجل قرشي أي منتسب إلى قريش... ".
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " ونعت بمشتقٍ كصعبٍ وذَرِب *** وشبهه كذا وذي والمنتَسِب : لا ينعت إلا بمشتق لفظا أو تأويلا ، والمراد بالمشتق هنا : ما أخذ من المصدر للدلالة على معنى وصاحبه " . الشيخ : وش هي ؟ القارئ : " للدلالة على معنى وصاحبِه " . الشيخ : إي . القارئ : " كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة باسم الفاعل ، وأفعل التفضيل " . الشيخ : كم هي ؟ القارئ : أربعة . الشيخ : أربعة ، أربعة أشياء نعم . القارئ : " والمؤول بالمشتق كاسم الإشارة ، نحو : مررت بزيد هذا ، أي المشار إليه وكذا " . الشيخ : أي ؟ القارئ : " أي المشارِ إليه " . الشيخ : نعم . القارئ : " وكذا ذو بمعنى صاحب ، والموصولة نحو : مررت برجل ذي مال : أي صاحب مال ، وبزيد ذو قام : أي القائم ، والمنتسِب نحو : مررت برجل قرشي : أي منتسب إلى قريش ، ونعتوا بجملة " . الشيخ : مثال اسم الفاعل : مررت برجلٍ قائم ، اسم المفعول : رأيت لحماً مطبوخاً ، هذا اسم المفعول ، الصفة : مررت برجلٍ حسنِ الوجه ، أفعل التفضيل : مررت برجلٍ أفضلَ من زيد ، فهذه اسم تفضيل ، نعم . الطالب : لحما مطبوخ ! الشيخ : اسم مفعول ، مطبوخا يعني واقع عليه الطبخ . الطالب : ... الشيخ : لا ، مطبوخ ، مفعول ، صفة للحم ، لحم مطبوخ ما هو بمعنى طابخ . الطالب : لحم مطبوخ ! الشيخ : إي ، ولا واقع عليه الفعل ؟ الطالب : هو هذا . الشيخ : إي ، إذن هو اسم مفعول مثل : مأكول ، مثل مضروب . الطالب : أن يكون : هل رأيت لحمًا : أنه مفعول به ؟! الشيخ : إلَّا ، لكن مطبوخ اسم مفعول ، إي نعم ، طيب .
الشارح قال في معنى قول ابن مالك " كذا وذي " المراد به الصاحب ؟
السائل : شيخ قول الشارح : قوله " كذا وذي " لأن مراده الذي هو بمعنى الصاحب ، الاسم حنا ذكرنا ذي اسم إشارة . الشيخ : إي ، لكن له وجه ، أحسن الشرح له وجه ، أحسن بعد الكلام ، لأنا إذا قلنا : كذا وذي ، كلها للإشارة ، ولكن الأول للمذكر والثاني للمؤنث ، فات علينا ذو بمعنى صاحب ، مع أنها ليست للفاعل ، ولكنها بمعنى اسم الفاعل ، فيكون ذا : إشارة لاسم الإشارة ، وذي للتي بمعنى صاحب ، نعم .
السائل : قوله : الموصولة ! الشيخ : الموصولة في الحقيقة ، لأن الموصول بصلته ، فأنت إذا قلت : مررت بالرجلِ الذي قام ، فهي كقولك : مررت بالرجل القائم ، فهو مشتق بصلته .
السائل : يعني الحال يا شيخ بمرتبة الفاعل ؟ الشيخ : لا ، الحال اصطلاحا غير الحال الفاعل ، وهو صحيح أنه مطبوخ مجازا ، حاله أنه مطبوخ ، لكن الإعراب ما نقول حال . السائل : لا ، اصطلاحا ، الحادثة يعني تقسيم قواعد ! الشيخ : إي ، اصطلاحا ما تكون حال إلا بشروط ، بشروط سبقت . السائل : طيب كيف يقولوا : فاعل ولا اسم مفعول ؟ الشيخ : لا ، الحال تكون نائب مفعول ، لو قلت : نظرتُ إلى اللحم مطبوخًا ، صارَ مفعول ، لو قلت : نظرت إلى لحمٍ مطبوخٍ ، صارت مطبوخ نعت ، لأنه فرق : إذا جاء الوصف بعد المعرفة فهو حال ، وإذا جاء بعد النكرة فهو وصف لها .
السائل : شيخ في مسألة الموصولة ... ؟ الشيخ : لا ، قوله : مررت نحو : مر السائل : ما الموصولة تكون ! الشيخ : لا ، قوله : مررت برجل ، هذا تمثيل تنزيل على القاعدة ، ما نعتد بما الموصولة ، الموصولة ما نعتد . السائل : ... الشيخ : إلا إلا ، وبزيد ذو قام ، هذه الموصولة ، وبزيد ذو قام . الطالب : طيب قوله : والموصول نحو : مررت برجل . الشيخ : نحو : هذه فيها لف ونشر مركب ، فقوله : مررت برجلٍ ذي مال ، تمثيل لقوله : ذو بمعنى صاحب ، وقوله : ذو قام ، تمثيل لذا الموصولة ، نعم .
قراءة من شرح ابن عقيل رحمه الله: مع تعليق الشيخ عليه: " ... ونعتوا بجملة منكرا *** فأعطيت ما أعطيته خبرا
تقع الجملة نعتا كما تقع خبرا وحالا وهي مؤولة بالنكرة ولذلك لا ينعت بها إلا النكرة نحو مررت برجل قام أبوه أو أبوه قائم ولا تنعت بها المعرفة فلا تقول مررت بزيد قام أبوه أو أبوه قائم.
وزعم بعضهم أنه يجوز نعت المعرف بالألف واللام الجنسية بالجملة وجعل منه قوله تعالى: (( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار )) وقول الشاعر:
286 - ولقد أمر على اللئيم يسبني *** فمضيت ثمت قلت لا يعنيني "نسلخ" صفة لليل ويسبني صفة للئيم ولا يتعين ذلك لجواز كون نسلخ ويسبني حالين.
وأشار بقوله فأعطيت ما أعطيته خبرا إلى أنه لا بد للجملة الواقعة صفة من ضمير يربطها بالموصوف وقد يحذف للدلالة عليه كقوله:
287 - وما أدرى أغيرهم تناء ... وطول الدهر أم مال أصابوا
القارئ : " ونعتوا بجملةٍ منكرا *** فأُعطِيَت ما أُعطِيتْهُ خَبَرا . : تقع الجملة نعتا كما تقع خبرا وحالا ، وهي مؤولة بالنكرة ، ولذلك لا ينعت بها إلا النكرة ، نحو : مررت برجل قام أبوه ، أو أبوه قائمٌ ، ولا تنعت بها المعرفة ، فلا تقول : مررت بزيدٍ قام أبوه ، أو أبوه قائم ، وزعم بعضهم أنه يجوز نعت المعرف بالألف واللام الجنسية بالجملة ، وجعل منه قولَه تعالى : (( وآية لهم الليل نسلخُ منه النهار )) ، وقول الشاعر : ولقد أمرُّ على اللئيمِ يَسُبُّنِي *** فَمضيتُ ثـُمَّتَ قلت لا يعنيني ، فنسلخ : صفة الليل ، ويسبني صفة اللئيم ، ولا يتعين ذلك لجواز كوني نسلخ ويسبني حالين " . الشيخ : هذا تأويل للآية وللبيت ، ومنهم من أوّل أن الليل واللئيم بمعنى النكرة ، وأن التقدير : وآية لهم ليلٌ نسلخ منه النهار ، ولقد أمرُّ على لئيم يسبني ، وحينئذ يكون هذا بمعنى النكرة ، لأنه للجنس والجنس عام في أفراده ، فهو كالنكرة المطلقة في أفرادها ، وكما علمنا مما سبق أن : آية لهم الليل يمكن أن نجعل نسلخ الجملة في موضع نصب على الحال ، يعني حال كوننا سالخين منه النهار ، " ولقد أمر على اللئيم يسبني " : أي حال كونه يسبني ، ويقولون : " إن الدليل إذا ورد عليه الاحتمال بطل به الاستدلال " ، نعم ، الخلاصة الآن وش فهمنا ؟ فهمنا أن الجملة تكون نعتا لكن بشرط أن يكون المنعوت نكرة ، مررت برجلٍ يقرأ ، مررت برجلٍ كتابه معه ، أما أن تقول : مررت بالرجل يقرأ ، فتأتي الجملة بعد معرفة ، فاجعل الجملة حالا ، ولهذا يقولون -من القواعد المعروفة عندهم أو الضوابط- : " الجمل بعد النكرات صفات ، وبعد المعارف أحوال " ، إي نعم .